تفسير سورة الأحزاب-01a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
إعراب بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا )) (1) سورة الأحزاب. البسملة تقدم الكلام عليها من حيث المعنى ومن حيث الإعراب وقلنا في الإعراب إنها جار ومجرور متعلق بمحذوف وأنه ينبغي أن يقدر ذلك المحذوف فعلا خاصا متأخرا. فعلا خاصا متأخرا مثال ذلك عندما تريد أن تقرأ تقول: بسم الله الرحمن الرحيم يكون التقدير بسم الله الرحمن الرحيم أقرأ. أقرأ وهو أحسن من أن تقول: التقدير ابتدائي بسم الله الرحمن الرحيم أو التقدير ابتدئ بسم الله الرحمن الرحيم. لماذا؟ لأننا إذا قدرناه فعلا خاصا كان أدل على المقصود فإن كلمة ابتداء عامة في كل ما يبتدئ به لكن إذا عينت الفعل وقلت بسم الله أقرأ كان أدل على المقصود هذا واحد نقدره فعلا لأن الأصل في الأعمال هي الأفعال ولهذا تعمل بدون شرط وأما ما يعمل من الأسماء فإنه لا يعمل إلا بشروط كاسم الفاعل واسم المفعول والمصدر وما أشباه ذلك نجعله متأخرا لسببين. السبب الأول: التبرك بالبداءة بسم الله والثاني: الدلالة على الحصر لأن تأخير العامل يدل على الحصر أو بعبارة أعم لأن تأخير ما حقه التقديم يدل على الحصر. إذا نقول في البسملة كلما جاءت متعلقة بماذا؟ بمحذوف ويقدر هذا المحذوف فعلا خاصا متأخرا. طيب عندما تريد أن تتوضأ كيف نقدر؟ هه. بسم الله أتوضأ. عندما يريد الإنسان أن يذبح ذبيحة يقول التقدير بسم الله أذبح وعلى هذا فقس. يقول بسم الله الرحمن الرحيم وهنا اسم مضاف إلى الله وهو مفرد فيفيد العموم ولهذا قدره الشراح بأن المعنى بكل اسم من أسماء الله والاسم مأخوذ من السمو وهو الارتفاع وقيل من السمة وهي العلامة ولو قيل بأنه مأخوذ من هذا وهذا لم يكن بعيدا لأنه يظهر المسمي فيكون فيه معنى الارتفاع ولأنه يميزه فيكون فيه معنى العلامة وأسماء الله تعالى تقدم الكلام عليها في درس التوحيد لا حاجة للكلام عليها هنا. (( الله )) علم على ذات الله سبحانه وتعالي وهو أصل الأعلام. أسماء الله كما نعرف أعلام أوصاف لكن أصلها كلمة الله ولهذا تأتي الأسماء دائما تبعا لها فهي الأصل وربما تأتي لفظ الجلالة تابعة لغيرها من الأسماء مثل: (( ...إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * اللّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ ... )) ( 1 : 2) سورة إبراهيم فهنا الله تابعة لما قبلها
وقوله: (( الرحمن الرحيم )) اسمان مشتقان من ؟ هة. الرحمة لكن الأول منهما يدل على الرحمة باعتبارها وصفا لله والثاني يدل على الرحمة باعتبارها فعلا له فهو رحمن وهو رحيم متصف بالرحمة وفاعل للرحمة يعني أنه سبحانه وتعالى مع كونه رحيما فإنه يرحم وهذا الذي قررته وما قرره ابن القيم رحمه الله في الفرق بين الرحمن وبين الرحيم وإن كان بعض العلماء يفرق بينهما بأن الرحمن ذو الرحمة العامة والرحيم ذو الرحمة الخاصة ويقول إنه يدل على ذلك قوله تعالى: (( ... وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا )) (43) سورة الأحزاب. لكن المعنى الذي أشار إليه ابن القيم أبلغ وأحسن ولهذا جاءت الرحمن على وزن فعلان وهذا الوزن يدل غالبا على السعة والامتلاء فهو سبحانه وتعالى واسع الرحمة وهو سبحانه وتعالى يرحم من يشاء كما قال تعالى: (( يُعَذِّبُُ مَن يَشَاء وَيَرْحَمُ مَن يَشَاء )) (21) سورة العنكبوت. والبسملة آية من آيات الله من كتاب الله. آية من كتاب الله تأتي في مبتدأ كل سورة إلا في سورة براءة فإنه ليس فيها بسملة وذكر أهل العلم أن سبب سقوط البسملة في براءة أن الصحابة رضي الله عنهم أشكل عليهم هل هي من سورة الأنفال أم هي سورة مستقلة فجعلوا بينهما فاصلا ولم يكتبوا بسم الله الرحمن الرحيم وهذا واضح لكن أوضح منه أنه لو كانت البسملة قد نزلت بين سورة الأنفال وبراءة لم يمكن أن تسقط لأن الله تعالى يقول: (( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )) (9) سورة الحجر. لكن لما أشكل على الصحابة هل هي مستقلة براءة أو من سورة الأنفال وضعوا الفاصل فقط
وقوله: (( الرحمن الرحيم )) اسمان مشتقان من ؟ هة. الرحمة لكن الأول منهما يدل على الرحمة باعتبارها وصفا لله والثاني يدل على الرحمة باعتبارها فعلا له فهو رحمن وهو رحيم متصف بالرحمة وفاعل للرحمة يعني أنه سبحانه وتعالى مع كونه رحيما فإنه يرحم وهذا الذي قررته وما قرره ابن القيم رحمه الله في الفرق بين الرحمن وبين الرحيم وإن كان بعض العلماء يفرق بينهما بأن الرحمن ذو الرحمة العامة والرحيم ذو الرحمة الخاصة ويقول إنه يدل على ذلك قوله تعالى: (( ... وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا )) (43) سورة الأحزاب. لكن المعنى الذي أشار إليه ابن القيم أبلغ وأحسن ولهذا جاءت الرحمن على وزن فعلان وهذا الوزن يدل غالبا على السعة والامتلاء فهو سبحانه وتعالى واسع الرحمة وهو سبحانه وتعالى يرحم من يشاء كما قال تعالى: (( يُعَذِّبُُ مَن يَشَاء وَيَرْحَمُ مَن يَشَاء )) (21) سورة العنكبوت. والبسملة آية من آيات الله من كتاب الله. آية من كتاب الله تأتي في مبتدأ كل سورة إلا في سورة براءة فإنه ليس فيها بسملة وذكر أهل العلم أن سبب سقوط البسملة في براءة أن الصحابة رضي الله عنهم أشكل عليهم هل هي من سورة الأنفال أم هي سورة مستقلة فجعلوا بينهما فاصلا ولم يكتبوا بسم الله الرحمن الرحيم وهذا واضح لكن أوضح منه أنه لو كانت البسملة قد نزلت بين سورة الأنفال وبراءة لم يمكن أن تسقط لأن الله تعالى يقول: (( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )) (9) سورة الحجر. لكن لما أشكل على الصحابة هل هي مستقلة براءة أو من سورة الأنفال وضعوا الفاصل فقط
تفسير قول الله تعالى : (( ياأيها النبى اتق الله ))
قال الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ )) النداء هنا للنبي صلي الله عليه وسلم بوصفه نبيا وقد يناديه الله تعالى بوصفه رسولا فيخاطبه سبحانه وتعالى بوصفه رسولا في مقام الرسالة كما في قوله (( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ... )) (67) سورة المائدة. والنبي مشتق. نعم. أصلها النبيء وقيل أصلها النبيو بالواو فعلى القول الأول يكون مشتقا من النبأ وأبدلت الهمزة بالياء تخفيفا وعلى القول الثاني يكون مشتقا من النبوة وهي الارتفاع ولا شك أن مقام النبوة أنه مقام رفيع وأن النبي مخبر ومخبر أيضا فهو فعيل بمعنى فاعل وبمعنى مفعول يقول الله تعالى: (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ )) والمراد به نبينا محمد صلي الله عليه وسلم يقول (( اتَّقِ اللَّهَ ))" اتق الله دم على تقواه " صرفها المؤلف عن ظاهر لفظها لأنك إذا أمرت أحدا بشيء فالأصل أنه غير متلبس به فإذا قلت يا فلان قم. فهل هو قائم وإلا لا؟ نقول لا هذا هو الأصل. الأصل أن الأمر إنشاء. إنشاء ما لم يكن فإذا قلت يا فلان قم أو يا فلان اقعد فإنه حين توجيه الأمر إليه ليس متصفا بهذا الوصف أليس كذلك؟ النبي عليه الصلاة والسلام قال الله له (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ )) فلو أخذنا بظاهر العبارة لكان النبي صلي الله عليه وسلم حين توجيه الخطاب إليه لم يكن متقيا وهذا أمر لا يمكن لذلك يكون معنى اتق الله أي دم على تقواه ومن هنا نأخذ أن الأمر بالشيء قد يكون أمرا بتجديده وقد يكون أمرا بالاستمرار عليه عرفتم وقد يكون أمرا بالتفصيل لهذا المأمور به فمثلا إذا قلت: يا أيها المؤمن آمن فالمعنى ؟ هة. دم على إيمانك وحققه وفي قوله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ ... )) (136) سورة النساء. الأمر هنا (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ )). أي دوموا عليه لكن فيه تفصيل يعني آمنوا مجمل ثم قال آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل. فصار إذا توجيه الأمر في الأصل يوجه الأمر في الأصل إلى من لم يكن متلبسا به هذا هو الأصل وقد يوجه إليه لطلب الاستمرار وقد يوجه إليه لبيان التفصيل كما في قوله: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ... )) وقوله: ((اتَّقِ اللَّهَ )) دائما تأتي التقوى في القرآن الكريم كثيرا فما معنى التقوى ومن أين هي مشتقة؟ نقول هي مشتقة من الوقاية ولهذا يقولون إن أصلها كان فيها واو فتقوى بمعنى وقوى وإذا كانت بمعنى الوقاية فإن التقوى هي أن يتخذ الإنسان وقاية من عذاب الله عز وجل ولا وقاية من عذاب الله إلا بفعل أوامره واجتناب نواهيه وعلى هذا فنقول إن المراد بالتقوى فعل أوامر الله واجتناب نواهيه ومن المعلوم أننا إذا قلنا فعل أوامر الله أوامر مضاف إلى الله أن الإنسان سينوي بهذا الفعل امتثال أمر الله وكذلك إذا قلنا اجتناب نهي الله فإن الإنسان سيجتنبه لأن الله نهى عنه لأن مجرد الفعل بدون نية ليس بتقوى ومجرد الترك بدون نية ليس بتقوى لكن لما كان الفعل والترك مضاف إلى الله صار لابد فيه من النية.
تفسير قول الله تعالى : (( ولا تطع الكافرين والمنافقين ))
((اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ))" فيما يخالف شريعتك " ((وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ )) عطف. عطف قوله ولا تطع على اتق الله من باب عطف الخاص على العام لأن ترك طاعة هؤلاء من تقوى الله عز وجل فيكون عطف على التقوى من باب عطف الخاص على العام وهذا كثير في القرآن والسنة وكلام العرب ((وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ )) الكافر هو الذي صرح بكفره وأعلنه وأما المنافق فهو الذي أخفى كفره وأظهر أنه مؤمن فمن اين اشتق الكفر أو الكافر ؟يقولون إن الكفر في الأصل الستر ومنه الكفرّة وهو غلاف الطلع لأنه يستره هذا في الأصل وسمى الذي لا يؤمن بالله كافرا لأنه ستر نعمة الله عز وجل وجحد شريعته فصار بذلك ساتر للحق وساترا للنعمة التي أنعم الله بها عليه وأما النفاق فإنه مأخوذ من نافقاء اليربوع. اليربوع دويبة المعروفة تتخذ بيتا في الأرض وتحفر الجحر وتجعل له بابا وتجعل في آخره بابا مغلقا بشيء من التراب بمعنى أنها تحفر إذا انتهت إذا وصلت إلى منتهى الحجر حفرت إلى أن يبقى عليها شيء قليل من طبقة الأرض بحيث إذا دفعته برأسها أو إذا دفعه برأسه انفتح هذه هي النافقاء. لماذا يصنع ذلك؟ لأجل إذا حجر من باب الجحر خرج من هذا فهكذا المنافق إذا خوطب بالإيمان قال إنه مؤمن فتخلص كما أنه إذا أتى إلى قومه يقول إنه كافر فيتخلص من ملامة هؤلاء يرحمك الله وملامة هؤلاء (( وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ )) معلوم أن الرسول عليه الصلاة والسلام لا يمكن أن يطيع الكافر لكن الذي قد يمكن أن يطيع المنافق لأن المنافق لا يحس بنفاقه وكفره ولا يعلم عنه فقد يغتر به الإنسان فلهذا قدم الله الكافرين هنا على المنافقين مع أنه في باب الوعيد يقدم المنافقين على الكافرين قال الله تعالى: (( ... إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا )) (140) سورة النساء. وقال تعالى: (( لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ ... )) (73) سورة الأحزاب. (( وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ )) يقول المؤلف فيما يخالف شريعتك هذا القيد يقتضي تخصيص النهي مع أن النهي مطلق ((وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ )) فما الذي حمل المؤلف على أن يقيده بما يخالف الشريعة؟ حمله على ذلك لأنه لو فرض أن الكافر أو المنافق أمر بما يوافق الشريعة لكان لزاما علينا أن نطيعه لا لأنه أمر ولكن لأن هذا مقتضى الشريعة. هذا وجه، ووجه آخر أن يقال: إن تقييد المؤلف ذلك بيان للواقع لأن الكافر والمنافق لعداوتهما لشريعة النبي صلي الله عليه وسلم لا يمكن أن يأمر إلا بما يخالف الشريعة فيكون هذا القيد بيانا للواقع والقيد الذي يكون بيانا للواقع لا يقيد لأنه لا يراد وأظن أن في ذلك أمثلة مرت علينا كثيرا فمن يأتي بمثال يكون فيه القيد بيانا للواقع وغير مراد هه ؟ إلى شيء لا ينفعهم ولكن هذا بيان للوقع وقوله تعالى: (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )) (21) سورة البقرة. فإن قوله: (( الذي خلقكم والذين من قبلكم )) قيد مبين للواقع وليس المعنى أن هناك ربا لم يخلق وربا خلق واضح الأمثلة في هذا كثير فهنا يمكن أن نحمل كلام المؤلف في قوله " فيما يخالف شريعتك " على أنه بيان للواقع وهو أن الكافر والمنافق لا يمكن أن يأمر إلا بما يخالف الشريعة لأن الكافر كافر بها والمنافق أيضا كافر بها لكنه يظهر الإيمان
تفسير قول الله تعالى : (( إن الله كان عليما حكيما ))
ثم قال: إن الله كان عليما بما يكون قبل كونه حكيما فيما يخلقه. (( إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا )) هذه الجملة محلها أو موضعها مما قبلها في المعنى هة؟ تعليلية ووجه كونها تعليلا لما قبلها أن الله لما أمر نبيه صلي الله عليه وسلم بالتقوى ونهاه عن طاعة الكافرين بين أن هذا الأمر والنهي صادر عن علم وحكمة وأنه سبحانه وتعالى أعلم بما يكيده هؤلاء الأعداء من الكفار والمنافقين فلا تطعهم فليسوا أهل نصر لك أبدا
فائدة : في تعلق علم الله تعالى بالأشياء
وقوله: إن الله كان عليما بما يكون قبل كونه هل هذا التقييم صحيح؟ هة؟ ليش؟ لأنه عليم بما يكون قبل كونه وبعد كونه حال كونه موجودا وبعد كونه حال كونه معدوما فإن علم الله تعالى يتعلق بالأشياء في أحوالها الثلاث قبل الوجود وحين الوجود وبعد العدم وإلا لا. وبعد العدم. قبل الوجود وحين الوجود وبعد العدم. عرفتم. علم المخلوق لا يتعلق بالأشياء في هذه الأحوال كلها. قبل الوجود معلوم أنه لا يعلمه وحين الوجود يعلمه لنفرض أنه يعلمه وبعد العدم قد ينساه وإلا لا؟ فعلم المخلوق محفوف بنقصين جهل سابق ونسيان لاحق أما الله عز وجل فإن علمه كامل جملة وتفصيلا في جميع الأحوال قبل الوجود وحين الوجود وبعد العدم ولهذا قال موسى عليه السلام: (( قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى )) (52) سورة طـه. فنفى عنه الضلال الذي هو الجهل والنسيان الذي هو الذهول عن الشيء بعد علمه
تتمة تفسير قول الله تعالى : (( إن الله كان عليما حكيما ))
وقوله: (( إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا )) إذا نقول عليما بما يكون قبل كونه وبما يكون حين كونه وبما يكون بعد عدمه في كل الأحوال (( حَكِيمًا )) مرت علينا كثيرا وبينا أنه مشتق من الحكمة والحكم من الحكمة والحكم وأن حكم الله عز وجل كوني وشرعي وأن الحكمة نوعان أيضا غائية وصورية. صورية ما معناها الصورة فقط لكن كون الشيء على هذه الصورة حكمة والغاية منه حكمة أخرى فإذا كان كذلك فكم تكون الأقسام؟ أربعة نعم نشوف حكم مشتمل على الحكمة في صورته وغايته حكم كوني حكم شرعي مشتمل على الحكمة في صورته وفي غايته (( إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا )) وهنا إشكال في قوله (( إِنَّ اللَّهَ كَانَ )) لأن المعروف أن الشيء الماضي قد مضى كان عليما فهل يفيد أنه الآن ليس بعليم ؟ لا لماذا؟
الطالب:...
الشيخ : لا ما هو هذا. لأن كان قد تكون مسلوبة الزمان ويقصد بها اتصاف اسمها بخبرها وتحقق ذلك الاتصاف بدون أن يلاحظ الزمن فيها عرفتم وهي كل ما جاءت بالنسبة إلى الله تعالى وأسمائه وصفاته فإنها على هذا الباب إيش؟ أنها تفيد تحقق اتصاف الموصوف الذي هو اسمها بصفته وهو خبرها بقطع النظر عن الزمان فعليه نقول أن الفعل هنا مسلوب الزمان يعني لم يزل ولا يزال عليما حكيما العلم والحكمة من الصفات الذاتية أو الفعلية ؟ هة؟
الطالب:...
الشيخ :من الصفات الذاتية لأن الله لم يزل ولا يزال عليما ولم يزل ولا يزال حكيما والله أعلم.
وفي لفظ (( إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا )) (( ... إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا )). لا يعملون حسب النسخة التي عندي
الطالب:...
الشيخ : لا ما هو هذا. لأن كان قد تكون مسلوبة الزمان ويقصد بها اتصاف اسمها بخبرها وتحقق ذلك الاتصاف بدون أن يلاحظ الزمن فيها عرفتم وهي كل ما جاءت بالنسبة إلى الله تعالى وأسمائه وصفاته فإنها على هذا الباب إيش؟ أنها تفيد تحقق اتصاف الموصوف الذي هو اسمها بصفته وهو خبرها بقطع النظر عن الزمان فعليه نقول أن الفعل هنا مسلوب الزمان يعني لم يزل ولا يزال عليما حكيما العلم والحكمة من الصفات الذاتية أو الفعلية ؟ هة؟
الطالب:...
الشيخ :من الصفات الذاتية لأن الله لم يزل ولا يزال عليما ولم يزل ولا يزال حكيما والله أعلم.
وفي لفظ (( إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا )) (( ... إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا )). لا يعملون حسب النسخة التي عندي
تفسير قول الله تعالى : (( واتبع ما يوحى إليك من ربك ))
(( وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ )) نقول في اتبع ما يوحى إليك. كما قلنا في اتق الله، يعني استمر على اتباعه واتباع ما يوحى إلى النبي صلي الله عليه وسلم بالنسبة للرسول عليه الصلاة والسلام يشمل اتباعه بالتبليغ وإتباعه بالدعوة وإتباعه بالعمل لأن النبي صلي الله عليه وسلم مأمور بالأمور الثلاثة مأمور بتبليغه وبالدعوة إليه وبالعمل به وقوله (( مَا يُوحَى إِلَيْكَ )) الوحي في الأصل الإعلام بسرعة وخفاء. الإعلام بسرعة وخفاء يسمى وحيا والمراد به هنا إبلاغ النبي صلي الله عليه وسلم ما شرعه الله سبحانه وتعالى سواء كان بواسطة أو بغير واسطة ومعلوم أن إبلاغ الله سبحانه وتعالى لنبيه صلي الله عليه وسلم الوحي ظاهر أو لا. هو ظاهر. لا لأن الرسول ما يعرف أنه يوحى إليه إلا بما يظهر من علامات الوحي لكن لا ندري كيف يوحى إليه لولا أنه أخبرنا بذلك وقوله: (( مَا يُوحَى إِلَيْكَ )) ما هذه اسم موصول من صيغ العموم تشمل كل ما يوحى إلى النبي صلي الله عليه وسلم
تفسير قول الله تعالى : (( إن الله كان بما تعملون خبيرا ))
وقوله (( إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرًا )) يفيد أن هؤلاء الكافرين والمنافقين كانوا يحاولون من النبي صلي الله عليه وسلم أن يخالف شريعته ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام قد لا يعلم بذلك ولهذا قال: (( إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا يَعْمَلُونَ )) أي هؤلاء الكفار والمنافقون (( بِمَا يعْمَلُونَ خَبِيرًا )) والخبير مشتق من الخبرة وهي العلم ببواطن الأمور ولهذا سمى صاحب الحرث والزرع سمى خبيرا وسميت المزارعة مخابرة لأن الحب يدفن في الأرض فيكون باطنا غير ظاهر فالخبير هو العليم بماذا؟ بواطن الأمور إذا الخبير أخص من العليم لأن العليم يشمل العالم بظواهر الأمور وبواطنها لكن الخبير أخص وهو العالم ببواطن الأمور والعالم بالبواطن عالم بالظواهر من باب أولى. وعندي يقول المؤلف " وفي قراءة بالفوقانية " فيقال: (( بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا )) في قراءة اصطلاح المؤلف رحمه الله أنه إذا قال في قراءة فهي سبعية وإذا قال قرئ فهي شاذة وعلى هذا ففي الآية قراءتان سبعيتا
الطالب:...
الشيخ : نعم أنا عندي قراءة بالفوقانية عندكم بالتحتانية.
الطالب: لا بالفوقانية.
الشيخ : بالفوقانية لأن المؤلف أثبت يعملون هنا نقول في الآية قراءتان سبعيتان تجوز القراءة بكل منهما وعندما نقول تجوز فليس معناه أن القراءة بهذا وبهذا على حد سواء لكن المعنى أن القراءة بهما غير ممنوعة لأن الأفضل أن تقرأ بهذه تارة وبهذه تارة فإن اختلاف القراءات كاختلاف العبادات وقد ذكرنا أن الأفضل في العبادات الواردة على وجوه متنوعة. إيش الأفضل؟ أن تأتي بهذه مرة وبهذه مرة لأجل أن تكون قد عملت بالسنة في جميع وجوهها كذلك في القراءات الأفضل أن تأتي بهذه مرة وبهذه أخرى بشرط أن تكون عالما بالقراءة ولكن هذا القول الذي نقوله إنما هو في قراءة الإنسان الخاصة أما قراءته على العامة فإنه لا ينبغي أن يخرج عن القراءة الموجودة بين أيديهم. لماذا؟ لأن العامي لا يدرك هذه القراءات أو لا يدرك اختلاف هذه القراءات فإذا قرأت القرآن بغير ما بين يديه فإنه سينكر عليك لكن هذا الإنكار ربما تجيب عنه لكن سيقع في نفسه شيء من الشك يقول إذا القرآن ما ضبط. مادام واحد يقرأ بهذا وواحد يقرأ بهذا معناه لم يضبط القرآن فيقع في قلبه شيء من الشك ولهذا ينبغي لنا أن نحدث الناس بما تدركه عقولهم كما في حديث علي : ( حدثوا الناس بما يعرفون أتريدون أن يكذب الله ورسوله ) فالحاصل أن الإنسان طالب العلم الذي يعرف القراءات ينبغي له أن يقرأ أحيانا بهذه وأحيانا بهذه ولكن هل يجمع بين القراءتين؟ يعني مثلا هنا أقول: (( إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرًا )) (( إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا )) هة؟ لا الأفضل أن آتي بهذا مرة وبهذا مرة لأنك إذا جمعت بين القراءتين فقد خالفت إذا أن من قرأها بالتاء لا يقرأها بالياء فكيف تجمع بينهما ولكن بعض أهل العلم يقول لا بأس بأن تجمع بين القراءتين سواء كانت منفصلة أو غير منفصلة بمعنى أنه يجوز أن تقرأ بالقراءتين في الآية الواحدة ويجوز أن تقرأ في آية بقراءة قارئ وفي آية أخرى بقراءة قارئ آخر أما الثانية وهي أن تقرأ في آية بقراءة قارئ وفي آية أخري بقراءة قارئ آخر فهو جائز أما الجمع بين قراءتين في آية واحدة وفي تلاوة واحدة فإن في جوازه نظرا.
الطالب:...
الشيخ :يعني مثلا تقرأ هنا (( إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرًا )) على قراءة أحد القراء ثم تأتي مثلا في قراءة ثانية تخالفه في آية أخرى فتقرأ بها.
الطالب:...
الشيخ : نعم أنا عندي قراءة بالفوقانية عندكم بالتحتانية.
الطالب: لا بالفوقانية.
الشيخ : بالفوقانية لأن المؤلف أثبت يعملون هنا نقول في الآية قراءتان سبعيتان تجوز القراءة بكل منهما وعندما نقول تجوز فليس معناه أن القراءة بهذا وبهذا على حد سواء لكن المعنى أن القراءة بهما غير ممنوعة لأن الأفضل أن تقرأ بهذه تارة وبهذه تارة فإن اختلاف القراءات كاختلاف العبادات وقد ذكرنا أن الأفضل في العبادات الواردة على وجوه متنوعة. إيش الأفضل؟ أن تأتي بهذه مرة وبهذه مرة لأجل أن تكون قد عملت بالسنة في جميع وجوهها كذلك في القراءات الأفضل أن تأتي بهذه مرة وبهذه أخرى بشرط أن تكون عالما بالقراءة ولكن هذا القول الذي نقوله إنما هو في قراءة الإنسان الخاصة أما قراءته على العامة فإنه لا ينبغي أن يخرج عن القراءة الموجودة بين أيديهم. لماذا؟ لأن العامي لا يدرك هذه القراءات أو لا يدرك اختلاف هذه القراءات فإذا قرأت القرآن بغير ما بين يديه فإنه سينكر عليك لكن هذا الإنكار ربما تجيب عنه لكن سيقع في نفسه شيء من الشك يقول إذا القرآن ما ضبط. مادام واحد يقرأ بهذا وواحد يقرأ بهذا معناه لم يضبط القرآن فيقع في قلبه شيء من الشك ولهذا ينبغي لنا أن نحدث الناس بما تدركه عقولهم كما في حديث علي : ( حدثوا الناس بما يعرفون أتريدون أن يكذب الله ورسوله ) فالحاصل أن الإنسان طالب العلم الذي يعرف القراءات ينبغي له أن يقرأ أحيانا بهذه وأحيانا بهذه ولكن هل يجمع بين القراءتين؟ يعني مثلا هنا أقول: (( إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرًا )) (( إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا )) هة؟ لا الأفضل أن آتي بهذا مرة وبهذا مرة لأنك إذا جمعت بين القراءتين فقد خالفت إذا أن من قرأها بالتاء لا يقرأها بالياء فكيف تجمع بينهما ولكن بعض أهل العلم يقول لا بأس بأن تجمع بين القراءتين سواء كانت منفصلة أو غير منفصلة بمعنى أنه يجوز أن تقرأ بالقراءتين في الآية الواحدة ويجوز أن تقرأ في آية بقراءة قارئ وفي آية أخرى بقراءة قارئ آخر أما الثانية وهي أن تقرأ في آية بقراءة قارئ وفي آية أخري بقراءة قارئ آخر فهو جائز أما الجمع بين قراءتين في آية واحدة وفي تلاوة واحدة فإن في جوازه نظرا.
الطالب:...
الشيخ :يعني مثلا تقرأ هنا (( إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرًا )) على قراءة أحد القراء ثم تأتي مثلا في قراءة ثانية تخالفه في آية أخرى فتقرأ بها.
فوائد قول الله تعالى : (( ياأيها النبى اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليما حكيما ))
هل مجرد النداء له يعتبر تعظيما؟ هة ؟
الطالب:...
الشيخ : لا.
الطالب: النداء النبوة، والنبوة من الإحسان
الشيخ : احسنت من النداء في النبوة مع أن الأنبياء الذين سواه يناديهم الله تعالى بأسمائهم يا موسي يا عيسى وما أشبه ذلك أما النبي صلي الله عليه وسلم ما ناداه إلا بوصف النبوة أو الرسالة فان قلت أليس الله قد قال: (( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ )) (144) سورة آل عمران. وقال: (( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ )) (29) سورة الفتح. ... إسماعيل؟ نعم
الطالب: هذا ليس مقام نداء، فهو خطاب.
الشيخ : نعم. هذا ليس مقام نداء فهو خطاب لكن هو هو مقام خبر ويستفاد من الآية الكريمة وجوب التقوى. عيسى.
الطالب: من الأمر....
الشيخ : اتق الله نعم ويستفاد منها وجوب التقوى على الأمة. نعم.
الطالب:...
الشيخ : إذا كان الرسول صلي الله عليه وسلم يؤمر بالتقوى فغيره من باب أولى هذا وجه وجه آخر.
الطالب:...
الشيخ : أن الخطاب الموجه للرسول الله عليه الصلاة والسلام موجه له ولأمته ما لم يقم دليل على تخصيصه.
طيب بهذه المناسبة الخطابات الموجهة للرسول عليه الصلاة والسلام إما أن يقومها دليل على العموم أن يكون في نفس الخطاب ما يدل على العموم أو فيه ما يدل على الخصوص أو فيه ما لا يدل على هذا ولا على هذا. فالذي فيه ما يدل على العموم للعموم. ومن يأتي بمثال له؟
الطالب:....
الشيخ : لا العموم.
الطالب:...
الشيخ : لا لا هذا ما فيه دليل على العموم.
الطالب: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء ))
الشيخ : نعم (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ )) (1) سورة الطلاق. أو فيه ما يدل على الخصوص؟
الطالب: ...
الشيخ : نعم. صح. له أمثلة كثيرة. أو فيه ما لا يدل على هذا ولا هذا؟ مثل هذه الآية ولكن حكمها عام. حكمها عام للنبي صلي الله عليه وسلم ولأمته واضح. طيب.
ويستفاد من الآية الكريمة أن النبي صلي الله عليه وسلم عبد مأمور مكلف من ؟
الطالب: بأمره بالتقوى وعدم إطاعة الكافرين والمنافقين.
الشيخ : نعم. أحسنت بأمره بالتقوى وعدم إطاعة الكافرين والمنافقين.
ويستفاد من ذلك أن الإنسان مهما بلغ من المرتبة فإن التكاليف لا تسقط عنه.
الطالب: ذلك وأن النبي صلي الله عليه وسلم وهو أحسن الخلق ناده الله وأمره ....
الشيخ : طيب. وعلى هذا يستفاد يتفرع على هذه الفائدة بيان ضلال ذلك الصوفية الذين يقولون إن الإنسان إذا وصل إلى درجة المعاينة سقطت عنه التكاليف والا لا؟لأن نقول لا أحد يبلغ مرتبة النبي صلي الله عليه وسلم عند الله عز وجل ومع ذلك لم تسقط عنه التكاليف فإن قالوا إن الله يقول: (( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ )) (99) سورة الحجر. يعني حتى تصل إلى درجة اليقين ثم تنتهي عن العبادة فبماذا نجيبهم؟
الطالب: المراد باليقين هنا الموت.
الشيخ : طيب هل عندك دليل على أن اليقين هو الموت؟
الطالب: ....
الشيخ : هم يقولون حتى تصل إلى درجة اليقين ثم قف. نحن الآن نريد أن نجد دليلا يدل على أن اليقين هو الموت.
الطالب: قول بعض السلف... وجاهد في الله حق جهاده حتى آتاه اليقين.
الشيخ : لا ، لا. هذا قول السلف. نبغي من الكتاب أو السنة.
الطالب: قولهم (( حتى أتاه اليقين )).
الشيخ : نعم. قولهم أي أصحاب الجحيم: (( وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ )) (47) سورة المدثر. أتاهم اليقين يعني أنهم وصلوا إلى درجة اليقين. هة؟ أبدا ماتوا على التكذيب والآن وصلوا إلى درجة اليقين وإذا كان هؤلاء يقولون إننا وصلنا إلى درجة يقين يكونون به من أصحاب الجحيم فنحن نوافقهم على ذلك واضح.
طيب ويستفاد من الآية الكريمة تحريم طاعة الكافرين والمنافقين والركون إليهم لقوله: ((وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ))
ويستفاد منها أن الكافر والمنافق لا يمكن أن يكون ناصحا للمؤمنين أبدا. نعم يا غانم.
الطالب: ...
الشيخ : نعم. ولو كان يمكن أن يكون فيه نصح ما نهى عن طاعته المطلقة نعم. لأن الناصح يطاع
ويستفاد من الآية الكريمة إثبات اسمين من أسماء الله وهما العليم والحكيم
الطالب:...
الشيخ : لا.
الطالب: النداء النبوة، والنبوة من الإحسان
الشيخ : احسنت من النداء في النبوة مع أن الأنبياء الذين سواه يناديهم الله تعالى بأسمائهم يا موسي يا عيسى وما أشبه ذلك أما النبي صلي الله عليه وسلم ما ناداه إلا بوصف النبوة أو الرسالة فان قلت أليس الله قد قال: (( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ )) (144) سورة آل عمران. وقال: (( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ )) (29) سورة الفتح. ... إسماعيل؟ نعم
الطالب: هذا ليس مقام نداء، فهو خطاب.
الشيخ : نعم. هذا ليس مقام نداء فهو خطاب لكن هو هو مقام خبر ويستفاد من الآية الكريمة وجوب التقوى. عيسى.
الطالب: من الأمر....
الشيخ : اتق الله نعم ويستفاد منها وجوب التقوى على الأمة. نعم.
الطالب:...
الشيخ : إذا كان الرسول صلي الله عليه وسلم يؤمر بالتقوى فغيره من باب أولى هذا وجه وجه آخر.
الطالب:...
الشيخ : أن الخطاب الموجه للرسول الله عليه الصلاة والسلام موجه له ولأمته ما لم يقم دليل على تخصيصه.
طيب بهذه المناسبة الخطابات الموجهة للرسول عليه الصلاة والسلام إما أن يقومها دليل على العموم أن يكون في نفس الخطاب ما يدل على العموم أو فيه ما يدل على الخصوص أو فيه ما لا يدل على هذا ولا على هذا. فالذي فيه ما يدل على العموم للعموم. ومن يأتي بمثال له؟
الطالب:....
الشيخ : لا العموم.
الطالب:...
الشيخ : لا لا هذا ما فيه دليل على العموم.
الطالب: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء ))
الشيخ : نعم (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ )) (1) سورة الطلاق. أو فيه ما يدل على الخصوص؟
الطالب: ...
الشيخ : نعم. صح. له أمثلة كثيرة. أو فيه ما لا يدل على هذا ولا هذا؟ مثل هذه الآية ولكن حكمها عام. حكمها عام للنبي صلي الله عليه وسلم ولأمته واضح. طيب.
ويستفاد من الآية الكريمة أن النبي صلي الله عليه وسلم عبد مأمور مكلف من ؟
الطالب: بأمره بالتقوى وعدم إطاعة الكافرين والمنافقين.
الشيخ : نعم. أحسنت بأمره بالتقوى وعدم إطاعة الكافرين والمنافقين.
ويستفاد من ذلك أن الإنسان مهما بلغ من المرتبة فإن التكاليف لا تسقط عنه.
الطالب: ذلك وأن النبي صلي الله عليه وسلم وهو أحسن الخلق ناده الله وأمره ....
الشيخ : طيب. وعلى هذا يستفاد يتفرع على هذه الفائدة بيان ضلال ذلك الصوفية الذين يقولون إن الإنسان إذا وصل إلى درجة المعاينة سقطت عنه التكاليف والا لا؟لأن نقول لا أحد يبلغ مرتبة النبي صلي الله عليه وسلم عند الله عز وجل ومع ذلك لم تسقط عنه التكاليف فإن قالوا إن الله يقول: (( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ )) (99) سورة الحجر. يعني حتى تصل إلى درجة اليقين ثم تنتهي عن العبادة فبماذا نجيبهم؟
الطالب: المراد باليقين هنا الموت.
الشيخ : طيب هل عندك دليل على أن اليقين هو الموت؟
الطالب: ....
الشيخ : هم يقولون حتى تصل إلى درجة اليقين ثم قف. نحن الآن نريد أن نجد دليلا يدل على أن اليقين هو الموت.
الطالب: قول بعض السلف... وجاهد في الله حق جهاده حتى آتاه اليقين.
الشيخ : لا ، لا. هذا قول السلف. نبغي من الكتاب أو السنة.
الطالب: قولهم (( حتى أتاه اليقين )).
الشيخ : نعم. قولهم أي أصحاب الجحيم: (( وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ )) (47) سورة المدثر. أتاهم اليقين يعني أنهم وصلوا إلى درجة اليقين. هة؟ أبدا ماتوا على التكذيب والآن وصلوا إلى درجة اليقين وإذا كان هؤلاء يقولون إننا وصلنا إلى درجة يقين يكونون به من أصحاب الجحيم فنحن نوافقهم على ذلك واضح.
طيب ويستفاد من الآية الكريمة تحريم طاعة الكافرين والمنافقين والركون إليهم لقوله: ((وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ))
ويستفاد منها أن الكافر والمنافق لا يمكن أن يكون ناصحا للمؤمنين أبدا. نعم يا غانم.
الطالب: ...
الشيخ : نعم. ولو كان يمكن أن يكون فيه نصح ما نهى عن طاعته المطلقة نعم. لأن الناصح يطاع
ويستفاد من الآية الكريمة إثبات اسمين من أسماء الله وهما العليم والحكيم
9 - فوائد قول الله تعالى : (( ياأيها النبى اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليما حكيما )) أستمع حفظ
مناقشة قول الله تعالى : (( إن الله كان عليما حكيما ))
والسؤال الآن هل علم الله عز وجل خاص بالماضي والحاضر أو شامل. محمد ؟
الطالب:...
الشيخ : طيب سؤال لم يرد في الشرح. هل عل علم الله عز وجل متعلق بالواجب أو بالمستحيل أو بالممكن أو بالجميع.
الطالب: متعلق بالواجب. ...وقد يكون ممكنا ...
الشيخ : ممكن يكون في غالب غير الله؟ غير ممكن وكذلك (( مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ )) (91) سورة المؤمنون. هذا المستحيل طيب الواجب. مثال تعلق علم الله بالواجب. هة؟ كثير هذا كثير جدا.
الطالب: (( ألم تر أن الله يعلم ما في ... )).
الشيخ : لا.
الطالب: (( يعلم...))
الشيخ : يا إخواني كل ما أخبر الله به نفسه فهو من العلم الواجب لأن الله يجب له صفات الكمال فإذا أخبر عن نفسه بهذه الصفات صار متعلقا بالواجب أما الممكن فهو مثل ما قال الأخ: (( اللّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ )) (8) سورة الرعد. هذا من الممكن والا من الواجب؟ هة. من الممكن لأن حمل الأنثى وغيض الأرحام ودية الأرحام ممكن ولا واجب ولا جائز؟ هة؟ ممكن. إذا فصار علم الله شامل لكل شيء جملة وتفصيلا حاضرا ومستقبلا وماضيا واجبا وممكنا هه وجائز ولهذا يقول .السفاريني في عقيدته ... والعلم والكلام قد تعلق بكل شيء يا خليلي مطلقا. نعم. طيب. نعم.
الطالب: الواجب.
الشيخ : الواجب عندهم ضد المستحيل والممكن لأنهم يقولون الأشياء على ثلاثة أمور. إما واجبة يعني لابد من وجودها ما هو بالواجب الذي يثاب فاعله ويستحق العقاب تاركه. الواجب الذي لابد منه والمستحيل الذي لا يمكن والممكن الذي جائز الوقوع وعدمه.
طيب. ويستفاد من الآية الكريمة وجوب إتباع ما أنزل على النبي صلي الله عليه وسلم هة من أين تؤخذ؟ الطالب: (( وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ))
الشيخ : ((وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ )) فإن قلت هل هذا على العموم؟ أي يجب إتباع ما أنزل على الرسول؟ هة؟
الطالب: نعم.
الشيخ : إذن يجب أن نرفع الأيدي في الصلاة ويجب أن نسبح أكثر من مرة.
الطالب:...
الشيخ :إذا معناه أن نقول هذا يستثنى منه ما قام الدليل على أنه هة ليس بواجب لكن ما صح عن الرسول عليه الصلاة والسلام ولو كان غير واجب يجب اعتقاد مشروعيته حتى وإن كان غير واجب الفعل أفهمتم الآن. فعند اعتقاد المشروعية وتنفيذ هذا المشروع. تنفيذ المشروع على حسب ما جاءت به الأدلة إما واجب وإما مستحب. وأما اعتقاد المشروعية فيما صح فهو واجب. فمثلا يجب على أن أعتقد مشروعية مجافاة العضدين عن الجنبين في السجود؟ كذا ونعتقد مشروعية الالتفات في الصلاة عند السلام. لكن فعل ذلك يتوقف على الأدلة التفصيلية إن دلت الأدلة على وجوبه فهو واجب وإن دلت على أنه مستحب فهو مستحب نعم. ويستفاد من الآية الكريمة ثبوت رسالة النبي صلي الله عليه وسلم ونبوته. نعم.
الطالب: لقوله (( ْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ))
الشيخ : (( ْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ))وما أول الآية ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ )) نعم.
الطالب:...
الشيخ : طيب سؤال لم يرد في الشرح. هل عل علم الله عز وجل متعلق بالواجب أو بالمستحيل أو بالممكن أو بالجميع.
الطالب: متعلق بالواجب. ...وقد يكون ممكنا ...
الشيخ : ممكن يكون في غالب غير الله؟ غير ممكن وكذلك (( مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ )) (91) سورة المؤمنون. هذا المستحيل طيب الواجب. مثال تعلق علم الله بالواجب. هة؟ كثير هذا كثير جدا.
الطالب: (( ألم تر أن الله يعلم ما في ... )).
الشيخ : لا.
الطالب: (( يعلم...))
الشيخ : يا إخواني كل ما أخبر الله به نفسه فهو من العلم الواجب لأن الله يجب له صفات الكمال فإذا أخبر عن نفسه بهذه الصفات صار متعلقا بالواجب أما الممكن فهو مثل ما قال الأخ: (( اللّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ )) (8) سورة الرعد. هذا من الممكن والا من الواجب؟ هة. من الممكن لأن حمل الأنثى وغيض الأرحام ودية الأرحام ممكن ولا واجب ولا جائز؟ هة؟ ممكن. إذا فصار علم الله شامل لكل شيء جملة وتفصيلا حاضرا ومستقبلا وماضيا واجبا وممكنا هه وجائز ولهذا يقول .السفاريني في عقيدته ... والعلم والكلام قد تعلق بكل شيء يا خليلي مطلقا. نعم. طيب. نعم.
الطالب: الواجب.
الشيخ : الواجب عندهم ضد المستحيل والممكن لأنهم يقولون الأشياء على ثلاثة أمور. إما واجبة يعني لابد من وجودها ما هو بالواجب الذي يثاب فاعله ويستحق العقاب تاركه. الواجب الذي لابد منه والمستحيل الذي لا يمكن والممكن الذي جائز الوقوع وعدمه.
طيب. ويستفاد من الآية الكريمة وجوب إتباع ما أنزل على النبي صلي الله عليه وسلم هة من أين تؤخذ؟ الطالب: (( وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ))
الشيخ : ((وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ )) فإن قلت هل هذا على العموم؟ أي يجب إتباع ما أنزل على الرسول؟ هة؟
الطالب: نعم.
الشيخ : إذن يجب أن نرفع الأيدي في الصلاة ويجب أن نسبح أكثر من مرة.
الطالب:...
الشيخ :إذا معناه أن نقول هذا يستثنى منه ما قام الدليل على أنه هة ليس بواجب لكن ما صح عن الرسول عليه الصلاة والسلام ولو كان غير واجب يجب اعتقاد مشروعيته حتى وإن كان غير واجب الفعل أفهمتم الآن. فعند اعتقاد المشروعية وتنفيذ هذا المشروع. تنفيذ المشروع على حسب ما جاءت به الأدلة إما واجب وإما مستحب. وأما اعتقاد المشروعية فيما صح فهو واجب. فمثلا يجب على أن أعتقد مشروعية مجافاة العضدين عن الجنبين في السجود؟ كذا ونعتقد مشروعية الالتفات في الصلاة عند السلام. لكن فعل ذلك يتوقف على الأدلة التفصيلية إن دلت الأدلة على وجوبه فهو واجب وإن دلت على أنه مستحب فهو مستحب نعم. ويستفاد من الآية الكريمة ثبوت رسالة النبي صلي الله عليه وسلم ونبوته. نعم.
الطالب: لقوله (( ْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ))
الشيخ : (( ْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ))وما أول الآية ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ )) نعم.
اضيفت في - 2011-05-25