تفسير سورة الأحزاب-02a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تابع لتفسير قول الله تعالى : (( هو أقسط عند الله ))
وقرأها بعضهم اسم الفاعل هو قاسط عند الله يعني هو العدل عند الله عز وجل وإنما لجأ لذلك لأن المعروف أن اسم التفضيل يشترك في أصل معناه المفضل والمفضل عليه فإذا قلت فلان أشجع من فلان فكلاهما شجاع لكن هذا أشجع فهنا إذا جعلنا اسم التفضيل على بابه وقلنا دعاؤهم لآبائهم أقسط عند الله من دعائهم لمن تبناهم صار في دعائهم لمن تبناهم عدل صار فيه عدل مع أنه لا عدل فيه ولذلك قال بعض المفسرين إن أفعل التفضيل هنا إنه بمعنى اسم الفاعل حتى لا يكون في الطرف الثاني منه شيء وقال بعض المفسرين هو على بابه واللغة العربية تأتي باسم التفضيل دائما فيما ليس في الطرف الآخر منه شيء ومن قوله تعالى : (( أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ))[الفرقان :24](( خير مستقراً )) مع أن أصحاب النار لا خير في مستقرهم وعلى هذا فنقول إبقاء الآية على ظاهرها يكون أولى فإذا قيل ذلك فإنه يرد علينا سؤال لماذا عبر بأفعل التفضيل في طرف ليس في الطرف الآخر منه شيء ؟ قلنا لبيان أن هذا غاية ما يكون من العدل انتبه فتكون فائدتها أن دعاءهم لآبائهم هو أعدل شيء وهو غاية ما يكون من العدل فاسم التفضيل باعتبار المعنى أي أن هذا أعدل شيءٍ وكلمة (( أقسط )) اسم تفضيل من الثلاثي ولا من الرباعي ؟ من الثلاثي لأن اسم التفضيل ما يصرف إلا من الاسم الثلاثي " وصغهما من ذي ثلاث صرفت "نعم ثم إن الرباعي من هذه المادة ليس بمعنى العدل بل بمعنى الجور كذا الرباعي بمعنى الجور انتبه الرباعي بمعنى الجور إذا ً بالعكس القاسط هو الجائر والمقسط هو العادل يا ولد قال الله تعالى : (( وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا ))[الجن :15] وقال تعالى : (( وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ))[الحجرات :9]إذا ً يرد علينا إشكال في مسألة (( أقسط )) هنا (( هو أقسط )) فنقول في الجواب عنه إن في هذا دليلا ًعلى صحة مذهب الكوفيين الذين يقولون بجواز صيغة اسم التفضيل من غير الثلاثي يقولون (( أقسط )) من باب الإقساط يعنى أن ذلك أعدل وقوله : (( عند الله )) يعني في حكمه لأن الحكم حكم الله عز وجل يضاف إليه وهذا نظير قوله تعالى في الذين يرمون المحصنات يقول : (( فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُوْلَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ ))[النور :13] شوف تأمل قوله : (( فَأُوْلَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ )) إننا انتقلنا الآن عن الآية إذا قذف رجل امرأة بالزنا فهو باعتبار الواقع قد يكون حقاً وقد يكون كذباً يعني قد يكون حقا ًأنها زنت وقد يكون كذباً لكنها في حكم الله
الطالب:...
الشيخ : لا في حكم الله كذب ولهذا قال : (( فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُوْلَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ )) ما قال فأولئك هم الكاذبون لأنه قد يكون حقيقة باعتبار الواقع لكن في شرع الله كاذبون (( فَأُوْلَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ )) ولهذا يجب عليهم حد القذف إذا لم يأتوا بأربعة شهداء .
الطالب:...
الشيخ : لا في حكم الله كذب ولهذا قال : (( فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُوْلَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ )) ما قال فأولئك هم الكاذبون لأنه قد يكون حقيقة باعتبار الواقع لكن في شرع الله كاذبون (( فَأُوْلَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ )) ولهذا يجب عليهم حد القذف إذا لم يأتوا بأربعة شهداء .
تفسير قول الله تعالى : (( فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم ))
((فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ))[الأحزاب :5]إن لم تعلموا آباء من ؟ أباء هؤلاء الأدعياء (( فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ )) يعني وليسوا أبناءهم حتى في الحالة التي لا يعرف لهذا الرجل أب فإنه لا يجوز أن ينسب إلى غير أبيه ولكن يكون أخاً لنا في الدين ومولىً لنا إذا كان قد دخل في ملكنا ثم حررناه مثلاً ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام في قصة اختصام علي وجعفر وزيد بن حارثة قال لزيد ( أنت أخونا ومولانا ) فهو أخي في الدين وليس ابناً لي وهو أيضاً مولاي إذا كنت قد أعتقته ولو لم أعرف أباه فإنه لا ينسب إلي ولهذا تجدون العلماء رحمهم الله الذين يكتبون أسماء الرجال عندما ينسبون أحداً من الموالي إلى من أعتقه يقول القرشي مولاهم مثلاً التميمي مولاهم لأنه لو قال القرشي فقط إيش يظن الظان ؟ أنه قرشي حقيقة فإذا قال مولاهم يعني أنه نسب إليهم لكونه مولىً لهم ومولى القوم منهم حتى إن العلماء قالوا في الصدقة قالوا إنها تحرم على موالي بني هاشم لأن مولى القوم منهم لكنهم لا ينسبون إليهم نسباً حقيقياً بل لابد من أن يقيد.
الطالب :...؟
الشيخ :كيف ؟
الطالب : بنو عمكم
الشيخ : (( فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ )) ما له وجه.
الطالب : ...أبا زيد بن حارثة قدم للنبي من ...فقال ...فخير النبي صلى الله عليه وسلم زيد ...؟
الشيخ : أي هذا لم قدم أبوه وعمه
الطالب : فعرف ابوه وطلبه ابوه
الشيخ :سبب تبنيه ، هذا كان في أول الإسلام ثم أبطل منسوخة. ...(( وليس عليكم جناح )) لكن بس.
الطالب :...؟
الشيخ :كيف ؟
الطالب : بنو عمكم
الشيخ : (( فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ )) ما له وجه.
الطالب : ...أبا زيد بن حارثة قدم للنبي من ...فقال ...فخير النبي صلى الله عليه وسلم زيد ...؟
الشيخ : أي هذا لم قدم أبوه وعمه
الطالب : فعرف ابوه وطلبه ابوه
الشيخ :سبب تبنيه ، هذا كان في أول الإسلام ثم أبطل منسوخة. ...(( وليس عليكم جناح )) لكن بس.
فوائد قول الله تعالى : (( واتبع ما يوحى إليك من ربك إن الله كان بما تعملون خبيرا ))
وهي وجوب تقديم الوحي على الرأي لقوله : (( واتبع ما يوحى إليك )) فإن هذا الخطاب موجه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وإلى أمته بالأولى فيفيد وجوب تقديم الوحي على الرأي وتقديم الرأي على الوحي له أقسام منها ما يصل إلى الكفر ومنها ما دون ذلك فالذين يقدمون الرأي على الوحي مع علمهم بالوحي معتقدين أن غير الوحي مساويٍ له أو أكمل منه أو أنه يجوز الحكم بالرأي المخالف للوحي مع العلم به هؤلاء يعتبرون كفاراً في هذه الأحوال الثلاث إذا اعتقدوا أن الرأي أكمل وأنفع من الوحي أو أنه مساويٍ له أو أنه يجوز تقديمه على الوحي مع العلم به فهؤلاء كفاراً لأنهم حكموا بغير ما أنزل الله (( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ))[المائدة :44]وأما من قدموه بتأويل ظناً منهم أن ذلك لا يخالف الوحي أو أنه طريق يوصلهم إلى الوحي فهؤلاء لا يصلون إلى درجة الكفر وذلك مثل كثير من المتعصبين للمذاهب فإنهم لا يرون أن هذه المذاهب خارجة عن الوحي وإنما يرون أن ذلك طريق إلى العمل بالوحي ويقولون هذا إمامنا أعلم منا وأفهم فنتبعه ونتهم رأينا بالنسبة إلى رأيه وإلا فنحن متمسكون بشريعة الله ومحكمون لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هؤلاء نقول إنهم إذا تبين لهم الحق وجب عليهم اتباعه ولو خالف متبوعهم من الأئمة وذلك لأن الحق لا يخطئ والأئمة يخطئون ولا يمكن أن ندعي العصمة لأحد من البشر إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يدعي العصمة إلا رجل ضال الذي يدعي العصمة لغير الرسل رجل ضال كما يفعل الرافضة بأئمتهم وهذا ضلال بين لأن أئمتهم قد يخطئون كما يخطئ غيرهم نعم وقد مر علينا ما وقع لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو إمام الأئمة بالنسبة لأولئك القوم أنه أخطأ لما أعطاه النبي عليه الصلاة والسلام حلة من حرير فلبسها فقال : (( إنني ما أعطيتكها لتلبسها وإنما تعطيها لفاطمة )) وكذلك ما هو مشهور عنه من أن المرأة إذا كانت حاملا ًوتوفي عنها زوجها فإنها تعتد بأطول الأجلين وهذا مخالف للسنة الصحيحة الصريحة والحاصل أننا نقول إن في الآية الكريمة (( وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ))[الأحزاب :2] وجوب تقديم الوحي على الرأي وأنه يجب الحكم بما جاء به الشرع مطلقاً سواء خالف رأي متبوعيك أم لم يخالف فيها
فوائد قول الله تعالى : (( وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا ))
(( وتوكل على الله )) هذا مبتدأ الفوائد في هذا دليل على وجوب التوكل على الله وقد ذكرنا أن التوكل ذكرنا في كتاب التوحيد أن التوكل ينقسم إلى أقسام :
أحدها : توكل العبادة وهو شعور الإنسان بافتقاره إلى المتوكل عليه وذله بين يديه وهذا لا يجوز صرفه لغير الله وصرفه لغير الله كفر شرك لأنه إشراك بالله فيما لا يستحقه إلا الله وهو شرك أكبر والا أصغر ؟ شرك أكبر.
والثاني : الاعتماد على الغير الذي جعلته نائباً عن نفسك فهذا جائز وقد وقع حتى من الرسول عليه الصلاة والسلام فإنه وكل عروة بن الجعد على أن يشتري له أضحية وكان له وكيل في خيبر وكذلك وكل علي بن أبي طالب رضي الله عنه في ذبح ما بقي من الهدي وهو جائز ولا إشكال فيه ووكل علي بن أبي طالب حين ذهب إلى تبوك أن يكون خليفة له في أهله وموسى عليه الصلاة والسلام وكل هارون حين ذهب إلى الطور وقال : (( اخلفني في قومي وأصلح )) إذاً هذا جائز ولا إشكال فيه لوقوعه من الأنبياء ولأنه عقد من العقود والأصل في العقود الحل إلا ما قام الدليل على منعه.
والثالث : أن يعتمد على من لا يصح الاعتماد عليه على قوة سرية نعلم أنه لا أثر لها في هذا الاعتماد وهذا شرك قد يكون أكبر وقد يكون أصغر مثل اعتماد أولئك الذين يتوسلون بالأموات ويعتقدون أن في الاعتماد عليهم خيراً هؤلاء قد يصل بهم الأمر إلى الشرك الأكبر وإلا فالمجرد اعتمادهم عليهم شرك ولا يحل.
الرابع : أن يعتمد على قوة ظاهرة مؤثرة لكنه يعتمد عليها لا باعتبار أنها نائبة عنه بل باعتبار أنها مجدية له وأنها مصدر سعادته وفلاحه ورزقه وما أشبه ذلك فهذا مكروه وقد يصل إلى درجة التحريم كاعتماد الإنسان على الراتب وعلى المعاش وعلى الوزارة التي يعمل فيها والإداره والرئاسة وما أشبه ذلك فإن هذا فيه نوع من الشعور بالافتقار إلى هذا الشيء والتذلل له ولذلك تجد الذين ابتلوا بهذا النوع تجدهم يحابون من كانوا يعتمدون عليه يحابون كبراءهم من الوزراء وغير ذلك يحابونهم في أمر لا يجوز أما مجاملتهم فيما هو جائز فهذا أمر لا بأس به لكن محاباتهم في المحرم هذا لا يجوز لكن هذا قد يقع لأنهم يشعرون بأنهم مفتقرون إلى هؤلاء فهذا أقل أحواله الكراهة والإنسان ينبغي له أن يكون عزيز النفس لا يعتمد إلا على ربه سبحانه وتعالى.
ثم قال ويستفاد من الآية الكريمة أن كفاية الله عز وجل فوق كل كفاية لقوله : (( وكفى بالله وكيلاً )) زعم بعض أهل العلم أن مثل هذا التركيب يفيد التعجب يعني ما أعظم من كفاية الله وتوكل على الله فما أعظم كفاية الله سبحانه وتعالى وهذا ليس ببعيد أن كون هذه الصيغة تحول من وكفى الله وكيلاً إلى(( وكفى بالله وكيلاً )) لا يبعد أن يكون المراد بذلك بيان المبالغة في كفايته سبحانه وتعالى ويدل على هذا قوله تعالى (( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ))[الطلاق :3]
أحدها : توكل العبادة وهو شعور الإنسان بافتقاره إلى المتوكل عليه وذله بين يديه وهذا لا يجوز صرفه لغير الله وصرفه لغير الله كفر شرك لأنه إشراك بالله فيما لا يستحقه إلا الله وهو شرك أكبر والا أصغر ؟ شرك أكبر.
والثاني : الاعتماد على الغير الذي جعلته نائباً عن نفسك فهذا جائز وقد وقع حتى من الرسول عليه الصلاة والسلام فإنه وكل عروة بن الجعد على أن يشتري له أضحية وكان له وكيل في خيبر وكذلك وكل علي بن أبي طالب رضي الله عنه في ذبح ما بقي من الهدي وهو جائز ولا إشكال فيه ووكل علي بن أبي طالب حين ذهب إلى تبوك أن يكون خليفة له في أهله وموسى عليه الصلاة والسلام وكل هارون حين ذهب إلى الطور وقال : (( اخلفني في قومي وأصلح )) إذاً هذا جائز ولا إشكال فيه لوقوعه من الأنبياء ولأنه عقد من العقود والأصل في العقود الحل إلا ما قام الدليل على منعه.
والثالث : أن يعتمد على من لا يصح الاعتماد عليه على قوة سرية نعلم أنه لا أثر لها في هذا الاعتماد وهذا شرك قد يكون أكبر وقد يكون أصغر مثل اعتماد أولئك الذين يتوسلون بالأموات ويعتقدون أن في الاعتماد عليهم خيراً هؤلاء قد يصل بهم الأمر إلى الشرك الأكبر وإلا فالمجرد اعتمادهم عليهم شرك ولا يحل.
الرابع : أن يعتمد على قوة ظاهرة مؤثرة لكنه يعتمد عليها لا باعتبار أنها نائبة عنه بل باعتبار أنها مجدية له وأنها مصدر سعادته وفلاحه ورزقه وما أشبه ذلك فهذا مكروه وقد يصل إلى درجة التحريم كاعتماد الإنسان على الراتب وعلى المعاش وعلى الوزارة التي يعمل فيها والإداره والرئاسة وما أشبه ذلك فإن هذا فيه نوع من الشعور بالافتقار إلى هذا الشيء والتذلل له ولذلك تجد الذين ابتلوا بهذا النوع تجدهم يحابون من كانوا يعتمدون عليه يحابون كبراءهم من الوزراء وغير ذلك يحابونهم في أمر لا يجوز أما مجاملتهم فيما هو جائز فهذا أمر لا بأس به لكن محاباتهم في المحرم هذا لا يجوز لكن هذا قد يقع لأنهم يشعرون بأنهم مفتقرون إلى هؤلاء فهذا أقل أحواله الكراهة والإنسان ينبغي له أن يكون عزيز النفس لا يعتمد إلا على ربه سبحانه وتعالى.
ثم قال ويستفاد من الآية الكريمة أن كفاية الله عز وجل فوق كل كفاية لقوله : (( وكفى بالله وكيلاً )) زعم بعض أهل العلم أن مثل هذا التركيب يفيد التعجب يعني ما أعظم من كفاية الله وتوكل على الله فما أعظم كفاية الله سبحانه وتعالى وهذا ليس ببعيد أن كون هذه الصيغة تحول من وكفى الله وكيلاً إلى(( وكفى بالله وكيلاً )) لا يبعد أن يكون المراد بذلك بيان المبالغة في كفايته سبحانه وتعالى ويدل على هذا قوله تعالى (( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ))[الطلاق :3]
فوائد قول الله تعالى : (( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم وما جعل أدعياءكم أبناءكم ))
ثم قال تعالى : (( مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ))[الأحزاب :4]يستفاد من هذا السياق أن القرآن قد بلغ الغاية القصوى في الإقناع وإقامة البرهان وجه ذلك أنه قدم الدليل على المدلول بصورة لا يمتري فيها أحد ما هي ؟ (( مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ )) فإن هذا أمر معلوم ولا يتنازع فيه اثنان أنه ليس للإنسان إلا قلب واحد ما فيه قلبان لماذا ؟ لأنه هذا الذي به قلبان إن اتفقا على أمر واحد صار القلب الثاني لا فائدة منه وان اختلفا تناقضا في عين واحدة فماذا يصنع الإنسان هل يتبع القلب الأيمن والا يتبع القلب الأيسر يبقى محتاراً لذلك ما جعل الله لرجل من قلبين ما فيه إلا قلب واحد فقط لأنه يفيد في جسم واحد
وتأمل قوله : (( فِي جَوْفِهِ )) يستفاد منها فائدة غير أنها بيان للواقع يستفاد أن الجوف الواحد لا يتناسب معه إلى قلب واحد وإلا لكان القلبان في جوفين لا في جوف واحد فصار فيه فائدة غير ما سبق وهي أنها بيان للواقع بأن الجوف الواحد لا يمكن أن يديره إلا قلب واحد طيب في الآية الكريمة سياق الشيء بالبرهان أو إثبات الشيء بالبرهان الذي يكون قاطعا ًلا يمتري فيه أحد
ومن فوائد الآية الكريمة أن المرأة المظاهر منها ليست أمه لقوله : (( وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ )) يتفرع على هذه الآية أن جعلها أماً في الظهار كذب وزور ومنكر ولهذا قال الله تعالى في آية الظهار : (( وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا ))[المجادلة :2]فهو منكر لمخالفة الشرع وزور لمخالفة الواقع والحقيقة
طيب يستفاد من الآية الكريمة الإشارة أو التنبيه على تحريم الظهار لقوله : ((وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ... أُمَّهَاتِكُمْ )) فإذا كان الله ما جعل ذلك فإنه لا يحل لنا أن نجعل شيئاً لم يجعله الله لأن الأمر إلى الله وحده
ويستفاد من الآية (( وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ )) يستفاد منها أن الأبناء الأدعياء ليسوا بأبناء حقيقة ولا شرعاً فهم ليسوا أبناء قدراً وليسوا أبناء شرعاً ولهذا قال : (( وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ))
ويستفاد منها أنه إذا لم يكن الابن الدعي ابناً لا شرعاً ولا حقيقة فإنه لا يحتاج إلى قيد يخرجه من معنى البنوة لماذا لا يحتاج ؟ لأنه غير داخل فيها أصلاً حتى نحتاج إلى قيد نخرجه به
ويتفرع على هذه الآية على هذه الفائدة بيان ضعف قول من يقول إن الاحتراز في قوله تعالى : (( وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ ))[النساء :23]إن الاحتراز في قوله : (( الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ )) عن ابن التبني لأننا نقول إنه أصلاً لم يدخل حتى يحتاج إلى قيد يخرجه
وتأمل قوله : (( فِي جَوْفِهِ )) يستفاد منها فائدة غير أنها بيان للواقع يستفاد أن الجوف الواحد لا يتناسب معه إلى قلب واحد وإلا لكان القلبان في جوفين لا في جوف واحد فصار فيه فائدة غير ما سبق وهي أنها بيان للواقع بأن الجوف الواحد لا يمكن أن يديره إلا قلب واحد طيب في الآية الكريمة سياق الشيء بالبرهان أو إثبات الشيء بالبرهان الذي يكون قاطعا ًلا يمتري فيه أحد
ومن فوائد الآية الكريمة أن المرأة المظاهر منها ليست أمه لقوله : (( وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ )) يتفرع على هذه الآية أن جعلها أماً في الظهار كذب وزور ومنكر ولهذا قال الله تعالى في آية الظهار : (( وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا ))[المجادلة :2]فهو منكر لمخالفة الشرع وزور لمخالفة الواقع والحقيقة
طيب يستفاد من الآية الكريمة الإشارة أو التنبيه على تحريم الظهار لقوله : ((وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ... أُمَّهَاتِكُمْ )) فإذا كان الله ما جعل ذلك فإنه لا يحل لنا أن نجعل شيئاً لم يجعله الله لأن الأمر إلى الله وحده
ويستفاد من الآية (( وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ )) يستفاد منها أن الأبناء الأدعياء ليسوا بأبناء حقيقة ولا شرعاً فهم ليسوا أبناء قدراً وليسوا أبناء شرعاً ولهذا قال : (( وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ))
ويستفاد منها أنه إذا لم يكن الابن الدعي ابناً لا شرعاً ولا حقيقة فإنه لا يحتاج إلى قيد يخرجه من معنى البنوة لماذا لا يحتاج ؟ لأنه غير داخل فيها أصلاً حتى نحتاج إلى قيد نخرجه به
ويتفرع على هذه الآية على هذه الفائدة بيان ضعف قول من يقول إن الاحتراز في قوله تعالى : (( وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ ))[النساء :23]إن الاحتراز في قوله : (( الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ )) عن ابن التبني لأننا نقول إنه أصلاً لم يدخل حتى يحتاج إلى قيد يخرجه
5 - فوائد قول الله تعالى : (( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم وما جعل أدعياءكم أبناءكم )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ))
ومن فوائد الآية الكريمة أن الإنسان قد يقول قولاً لا يعتقده (( ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ ))
ويستفاد منها أنه ليس من الرجولة وليس من العقل أن يقول الإنسان قولاً بفيه وهو لا يعتقده بقلبه لأنه المراد من قوله تعالى : (( قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ )) المراد به التنديد بهم والتوبيخ لهم كيف تقولون شيئاً بأفواهكم وأنتم تعترفون بقلوبكم أنه ليس موافقاً للواقع نعم (( ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ ))
ويستفاد من الآية الكريمة أن قول الله عز وجل كله حق ليس فيه باطل لقوله : (( وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ )) والحق سبق أنه في كلام الله هو الصدق والعدل لقوله تعالى : (( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ))[الأنعام :115]وهو باعتبار خبر صدق وباعتبار الحكم عدل
ويستفاد من الآية الكريمة أن كلام الله عز وجل ليس فيه تناقض لقوله : (( يَقُولُ الْحَقَّ )) والتناقض ما يكون الا في الباطل فالحق لا يمكن أن يتناقض واضح
ومن فوائد الآية الكريمة أيضاً أن ما وصف الله به نفسه في كتابه فهو على حقيقته وليس فيه تحريف أو تأويل لأنه لو كان على خلاف ظاهره لكان ظاهره يدل على ايش ؟ على باطل إذا قلنا أنه على خلاف الظاهر لزم أن يكون دالاً على باطل إذا كان المراد بآيات الصفات خلاف ظاهرها صار ظاهرها يدل على حق والا على باطل إذا قلنا أن المراد بآيات الصفات خلاف الظاهر صار الظاهر باطلا لأنه خلاف المراد وهذا ينافي قول الله تعالى : (( وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ )) فهو سبحانه وتعالى لا يقول إلا الحق
ويستفاد من الآية أنه مع ظهور أن الله يقول الحق فإن الناس لا يتفقون عليه لقوله : (( وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ))[الأحزاب :4]يعني حتى مع أن الله لا يقول إلا الحق فليس كل أحد يهتدي لذلك بل الهداية بيد الله عز وجل
ويستفاد من الآية الكريمة أنه يجب على المرء أن يلجأ إلى ربه سبحانه وتعالى في سؤالهالهداية لقوله : (( وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ )) وتأمل تغيير الصيغة حيث قال : (( وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ )) ثم قال : (( وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ )) ولم يقل ويهدي السبيل لأجل أن تكون الجملة الثانية مستقلة بركنيها بمبتدئها وخبرها لأن قوله : (( وَهُوَ يَهْدِي )) (( هو )) مبتدأ وجملة يهدي خبره فكانت الجملة مستقلة عن الأولى لأن ذلك أبلغ في بيان أن الهداية بيد الله سبحانه وتعالى
ومن فوائد الآية الكريمة أن طريق الحق واحد لقوله : (( السَّبِيلَ )) وهو مفرد وهكذا تجدون أن السبل تأتي جمعاً فيما يخالف الحق كذا يا حيدر مثل
الطالب:....
الشيخ : (( مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ ))[الأنعام :153]فالصراط أفرد أما الصراط الآخر أو المخالف لصراط الله فهو جمع ((وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ )) وإذا جاء طريق الحق مجموعاً فالمراد تنوع شرائعه وكذلك الولي الكفار (( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ ))[البقرة :257]لأن سبل غير الحق متنوعة كل نوع منها عليه طاغوت يدعو إليه
ويستفاد منها أنه ليس من الرجولة وليس من العقل أن يقول الإنسان قولاً بفيه وهو لا يعتقده بقلبه لأنه المراد من قوله تعالى : (( قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ )) المراد به التنديد بهم والتوبيخ لهم كيف تقولون شيئاً بأفواهكم وأنتم تعترفون بقلوبكم أنه ليس موافقاً للواقع نعم (( ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ ))
ويستفاد من الآية الكريمة أن قول الله عز وجل كله حق ليس فيه باطل لقوله : (( وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ )) والحق سبق أنه في كلام الله هو الصدق والعدل لقوله تعالى : (( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ))[الأنعام :115]وهو باعتبار خبر صدق وباعتبار الحكم عدل
ويستفاد من الآية الكريمة أن كلام الله عز وجل ليس فيه تناقض لقوله : (( يَقُولُ الْحَقَّ )) والتناقض ما يكون الا في الباطل فالحق لا يمكن أن يتناقض واضح
ومن فوائد الآية الكريمة أيضاً أن ما وصف الله به نفسه في كتابه فهو على حقيقته وليس فيه تحريف أو تأويل لأنه لو كان على خلاف ظاهره لكان ظاهره يدل على ايش ؟ على باطل إذا قلنا أنه على خلاف الظاهر لزم أن يكون دالاً على باطل إذا كان المراد بآيات الصفات خلاف ظاهرها صار ظاهرها يدل على حق والا على باطل إذا قلنا أن المراد بآيات الصفات خلاف الظاهر صار الظاهر باطلا لأنه خلاف المراد وهذا ينافي قول الله تعالى : (( وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ )) فهو سبحانه وتعالى لا يقول إلا الحق
ويستفاد من الآية أنه مع ظهور أن الله يقول الحق فإن الناس لا يتفقون عليه لقوله : (( وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ))[الأحزاب :4]يعني حتى مع أن الله لا يقول إلا الحق فليس كل أحد يهتدي لذلك بل الهداية بيد الله عز وجل
ويستفاد من الآية الكريمة أنه يجب على المرء أن يلجأ إلى ربه سبحانه وتعالى في سؤالهالهداية لقوله : (( وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ )) وتأمل تغيير الصيغة حيث قال : (( وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ )) ثم قال : (( وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ )) ولم يقل ويهدي السبيل لأجل أن تكون الجملة الثانية مستقلة بركنيها بمبتدئها وخبرها لأن قوله : (( وَهُوَ يَهْدِي )) (( هو )) مبتدأ وجملة يهدي خبره فكانت الجملة مستقلة عن الأولى لأن ذلك أبلغ في بيان أن الهداية بيد الله سبحانه وتعالى
ومن فوائد الآية الكريمة أن طريق الحق واحد لقوله : (( السَّبِيلَ )) وهو مفرد وهكذا تجدون أن السبل تأتي جمعاً فيما يخالف الحق كذا يا حيدر مثل
الطالب:....
الشيخ : (( مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ ))[الأنعام :153]فالصراط أفرد أما الصراط الآخر أو المخالف لصراط الله فهو جمع ((وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ )) وإذا جاء طريق الحق مجموعاً فالمراد تنوع شرائعه وكذلك الولي الكفار (( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ ))[البقرة :257]لأن سبل غير الحق متنوعة كل نوع منها عليه طاغوت يدعو إليه
فوائد قول الله تعالى : (( ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم ))
ومن فوائد الآية الكريمة التي بعدها وجوب دعوة الإنسان إلى أبيه (( ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ )) يعني انسبوهم لآبائهم لفظاً وحقيقةً أما لفظاً فتقول يافلان بن فلان انسبه إلى أبيه وأما حقيقة أن تعتقد أن البنوة الحق إنما هي لمن ؟ للأب الحقيقي الذي ولد الإنسان من صلبه لا للأب الذي ادعي أنه أب
ويستفاد من الآية الكريمة أنه لا ينبغي أن يدعى الإنسان لغير أبيه وهذا نوعان :
أحدهما : أن يدعى لغير أبيه لفظاً وحقيقة فهذا لا يجوز بل إن الرسول عليه الصلاة والسلام جعل ذلك من الكفر إذا ادعى الإنسان إلى غير أبيه وهو يعلمه فإن ذلك كفر ( فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم ).
الثاني : أن يدعي إلى غير أبيه لفظاً ولكن لا تثبت أحكام البنوة إطلاقاً إلى من ادعى إليه فهذا نقول إنه خلاف ما أمر الله به ولكن أهل العلم يقولون إن الإنسان إذا اشتهر به مع عدم الالتفات إلى أحكامه ومقتضياته فإن جائز وذكروا لذلك مثل المقداد بن الأسود فإن المقداد بن الأسود ليس أبوه هو الأسود ولكن الأسود كان قد تبناه واشتهر بهذه الكنية واستمر عليه حتى أبطل الله التبني ولكن بقي مشهوراً بذلك قالوا فهذا لا يضر لأنه انتفت عنه أحكام التبني ولم يبق إلا اللفظ ومع هذا فإن الأفضل بلا شك هو أن يدعى إلى أبيه لكن المشكل أن الشيء إذا اشتهر فوصفته بما اشتهر به حصل بهذا التباس الآن لو قلنا عن عبد الرحمن بن صخر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كذا وكذا يمكن أن كثيراً من الناس لا يدري من هو لكن إذا قلت عن أبي هريرة كلنا يعرفه.
وفي الآية الكريمة دليل على أن الأعمال تتفاضل عند الله لقوله : (( هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ )) يعني أبلغ في العدل ووجه ذلك أن هذا الرجل الدعي كوننا ننسبه إلى غير أبيه هو باعتبار أبيه ظلم والا لا ؟ ظلم كيف تنسبه إلى شخص ما أتى من صلبه وتحرم من أتى من صلبه من دعوته إليه هذا لاشك أنه جور ولهذا قلنا في الدرس الماضي أن اسم التفضيل هنا ليس في الطرف الآخر منه شيء لأنه ليس فيه أي عدل في أن تنسب الإنسان إلى غير أبيه وقلنا إن فائدة التقرير هنا بيان أن هذا الشيء قد بلغ الغاية في العدل لأن هذا جيء به باسم التفضيل (( أقسط عند الله )) هل أخذنا الجملة التي بعدها ؟
الطالب:...
الشيخ : له أب فإنه يدعى بأخوة الدين والولاية في الدين لقوله : (( فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ )) أما كونهم إخواننا في الدين فظاهر وأما كونهم موالي فإن كان عتيقاً للمرء فهو مولى له بالعتق وإن لم يكن عتيقاً فهو مولى له في الدين لأن المؤمنين كما قال الله تعالى : (( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ ))[التوبة :71]فهم إخوانكم ومواليكم فتناديهم يا أخي طيب لو قلت يا ابن أخي يصح ؟ يصح ولهذا ما وصلنا إلى الحقيقة المؤلف يقول : (( وَمَوَالِيكُمْ )) بنوا عمكم فجعل الولاية هنا ولاية النسب وليست ولاية الدين لكن في النفس من هذا من الشيء فالولاية إما ولاية دين وإما ولاية عتق فأما ولاية العتق فواضح أن العتيق مولىً لما أعتقه وأما ولاية الدين فظاهر أيضاً أن كل مؤمن وليٌ لأخيه المؤمن أما ولاية النسب كقوله بنو عمكم فهذه إن كانت اللغة العربية يأتي فيها مثل هذا التعبير فنحن نقبل ذلك لأن القرآن عربي ولا مانع من أن يكون للمعنى الواحد عدة أو للفظ الواحد عدة معانٍ إذا كانت لا تناقض بينها الآن انتهى الوقت.
ويستفاد من الآية الكريمة أنه لا ينبغي أن يدعى الإنسان لغير أبيه وهذا نوعان :
أحدهما : أن يدعى لغير أبيه لفظاً وحقيقة فهذا لا يجوز بل إن الرسول عليه الصلاة والسلام جعل ذلك من الكفر إذا ادعى الإنسان إلى غير أبيه وهو يعلمه فإن ذلك كفر ( فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم ).
الثاني : أن يدعي إلى غير أبيه لفظاً ولكن لا تثبت أحكام البنوة إطلاقاً إلى من ادعى إليه فهذا نقول إنه خلاف ما أمر الله به ولكن أهل العلم يقولون إن الإنسان إذا اشتهر به مع عدم الالتفات إلى أحكامه ومقتضياته فإن جائز وذكروا لذلك مثل المقداد بن الأسود فإن المقداد بن الأسود ليس أبوه هو الأسود ولكن الأسود كان قد تبناه واشتهر بهذه الكنية واستمر عليه حتى أبطل الله التبني ولكن بقي مشهوراً بذلك قالوا فهذا لا يضر لأنه انتفت عنه أحكام التبني ولم يبق إلا اللفظ ومع هذا فإن الأفضل بلا شك هو أن يدعى إلى أبيه لكن المشكل أن الشيء إذا اشتهر فوصفته بما اشتهر به حصل بهذا التباس الآن لو قلنا عن عبد الرحمن بن صخر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كذا وكذا يمكن أن كثيراً من الناس لا يدري من هو لكن إذا قلت عن أبي هريرة كلنا يعرفه.
وفي الآية الكريمة دليل على أن الأعمال تتفاضل عند الله لقوله : (( هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ )) يعني أبلغ في العدل ووجه ذلك أن هذا الرجل الدعي كوننا ننسبه إلى غير أبيه هو باعتبار أبيه ظلم والا لا ؟ ظلم كيف تنسبه إلى شخص ما أتى من صلبه وتحرم من أتى من صلبه من دعوته إليه هذا لاشك أنه جور ولهذا قلنا في الدرس الماضي أن اسم التفضيل هنا ليس في الطرف الآخر منه شيء لأنه ليس فيه أي عدل في أن تنسب الإنسان إلى غير أبيه وقلنا إن فائدة التقرير هنا بيان أن هذا الشيء قد بلغ الغاية في العدل لأن هذا جيء به باسم التفضيل (( أقسط عند الله )) هل أخذنا الجملة التي بعدها ؟
الطالب:...
الشيخ : له أب فإنه يدعى بأخوة الدين والولاية في الدين لقوله : (( فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ )) أما كونهم إخواننا في الدين فظاهر وأما كونهم موالي فإن كان عتيقاً للمرء فهو مولى له بالعتق وإن لم يكن عتيقاً فهو مولى له في الدين لأن المؤمنين كما قال الله تعالى : (( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ ))[التوبة :71]فهم إخوانكم ومواليكم فتناديهم يا أخي طيب لو قلت يا ابن أخي يصح ؟ يصح ولهذا ما وصلنا إلى الحقيقة المؤلف يقول : (( وَمَوَالِيكُمْ )) بنوا عمكم فجعل الولاية هنا ولاية النسب وليست ولاية الدين لكن في النفس من هذا من الشيء فالولاية إما ولاية دين وإما ولاية عتق فأما ولاية العتق فواضح أن العتيق مولىً لما أعتقه وأما ولاية الدين فظاهر أيضاً أن كل مؤمن وليٌ لأخيه المؤمن أما ولاية النسب كقوله بنو عمكم فهذه إن كانت اللغة العربية يأتي فيها مثل هذا التعبير فنحن نقبل ذلك لأن القرآن عربي ولا مانع من أن يكون للمعنى الواحد عدة أو للفظ الواحد عدة معانٍ إذا كانت لا تناقض بينها الآن انتهى الوقت.
7 - فوائد قول الله تعالى : (( ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم ... ))
وهو اسم ليس مؤخر و (( عليكم )) جار ومجرور خبره مقدم (( َلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ )) في ذلك أي في دعائهم لغير آبائهم يعني أن الإنسان لو أخطأ فدعا شخصاً لغير أبيه فإنه ليس عليه إثم لأنه أخطأ والخطأ مرفوع عن هذه الأمة وفي قوله : (( َلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ)) المؤلف يقول في ذلك" فكأنه خص الآية "والصواب أنها عامة لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فإذا كان السبب هو دعوة الإنسان إلى غير أبيه فإنه لا يقتضي تخصيص هذا العام بهذه المسألة... لأن العبرة للقاعدة المقررة أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب وهذه القاعدة لها أدلة من القرآن والسنة فمن القرآن قوله تعالى : (( قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ * الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ ))[المجادلة1 :2]فالسبب خاص ولكن الحكم عام وكذلك في السنة رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً في السفر قد ظلل عليه وحوله زحام من الناس فقال : ( ما هذا ) قالوا صائم فقال : ( ليس من البر الصيام في السفر ) إلا أن هنا أي في الحديث الذي ذكرت فيه أن قوله : ( ليس من البر الصيام في السفر ) إذا قلنا أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فإنه يشكل على هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم في السفر كما في حديث أبي الدرداء ( ما فينا صائم إلا رسول صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحة ) ...فكيف نجيب عن هذا الحديث ( ليس من البر ) هل النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل براً ؟ كلا نقول كما أشار ابن دقيق العيد لهذه المسألة " إن العبرة بعموم اللفظ لكن يراعى المعنى الذي من أجله وردت هذه الصيغة " ما هو المعنى ؟ هو المشقة فنقول العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب أي أنه لا يختص هذا الحكم بهذا الرجل بعينه لكنه عام في جميع الناس إلا أنه يجب أن نراعي المعنى الذي من أجله وردت هذه الصيغة العامة وهو المشقة فنقول ليس من البر الصيام في السفر إذا أدى إلى مثل هذه الحالة وهذا واضح جداً فهل هذا خرج عن القاعدة العبرة بعموم اللفظ ؟ لا لأنه لو خص الحكم بالرجل المعين لكان خارجاً عن القاعدة لكنه ما خص به نقول أنه عام لكل من صام ولحقه من المشقة ما لحق هذا الرجل إذاً لفالحديث م يخرج عن القاعدة هكذا يا خالِد ؟ ماذا قلت ؟ إذاً قوله تعالى : (( َلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ )) لا يختص فيمن دعا رجلاً لغير أبيه مخطئاً بل هو عام وهذه القاعدة العظيمة في الشريعة الإسلامية سيأتي إن شاء الله تعالى بيان ما يترتب عليها من الفوائد ثم قوله : (( َلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ )) ظاهره العموم في المأمورات وفي المنهيات ولكن من تدبر النصوص وجد أن هذا خاص في المنهيات فقط أن الإنسان ليس عليه جناح فيما أخطأ به أما في المأمورات فليس عليه جناح فيما أخطأ به ولكن هذه المأمورات إذا كان خطأه مخلاً بصحتها فلابد من إعادتها على وجه صحيح خذوا بالكم فهنا بالنسبة للمنهيات ليس عليه جناح ولا تبعة ولا أثر لكن بالنسبة للمأمورات ليس عليه جناح فيما أخطأ به إلا أنه إذا كان هذا الخطأ مخلا ًبصحة المأمور فإنه يجب إعادة المأمور على وجه صحيح انظر إلى الرجل الأعرابي الذي صلى بغير طمأنينة مخطئاً والا عامداً ؟ مخطئاً لأنه جاهل يقول " والذي بعثك بالحق لا أحسن غير هذا فعلمني " هل النبي عليه الصلاة والسلام تركه أو أمره أن يعيد الصلاة ؟ أمره أن يعيد الصلاة فلهذا نقول إنه ليس عليه إثم في صلاته الأولى التي أخل فيها بواجب الطمأنينة لأنه جاهل لكن يجب عليه العبادة على وجه صحيح وكذلك لو أن أحداً ترك واجباً من واجبات الحج جاهلاً فإنه لا إثم عليه لكن عليه إعادة ذلك الواجب إن كان يمكن تداركه فإن لم يمكن تداركه فعليه بدله عند جماهير أهل العلم وهو فدية يذبحها في مكة ويوزعها على الفقراء انتبهوا لهذا وقوله : (( فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ ))(( ما )) هذه من صيغ العموم تشمل كل ما حصل فيه الخطأ (( وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ )) فيه كذا عندكم ؟ هو بعد النهي أما قبل النهي فإنه لا يؤاخذ به الإنسان لأن الحكم لم يتقرر بعد ولهذا قال الله تعالى : (( وَلا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ))[النساء :22] (( وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ))[النساء :23]لأنه قبل تقرير الحكم وثبوته شرعا ًفالأصل البراءة وهو ما يعبر عنه الأصوليون بالبراءة الأصلية وقوله : (( مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ )) لأن المدار على القلب إذ أنه هو الذي يدبر الجوارح لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ) وهل القلب هو عبارة عن هذه البضعة من اللحم أو أن المراد بالقلب العقل المفكر ومحله هذه القطعة من اللحم ؟ الثاني ولكن أين محل العقل ؟ الصحيح أنه القلب لأن الله قال في القرآن : (( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا ))[الحج :46] فجعل العقل في القلب (( يَعْقِلُونَ بِهَا )) ولهذا قال الإمام أحمد إن العقل في القلب وله اتصال بالدماغ ولكني رأيت كلاما ً لشيخ الإسلام ابن تيمية أقرب إلى الواقع وإلى الطب الحديث يقول إن أصل التفكير في الدماغ فهو مفكر
اضيفت في - 2011-05-25