تفسير قول الله تعالى : (( إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا كان ذلك في الكتاب مسطورا ))
تقدير (( إلا )) بلكن لأن الاستثناء هنا منقطع وإذا كان الاستثناء منقطعاً فإنه تقدر (( إلا )) بلكن والانقطاع كما يكون في الذوات يكون في المعاني أيضاً كقول النحويين " جاء القوم إلا حمارا ً " هذا استثناء منقطع باعتبار الذوات وقوم يعني ذواتهم إلا حماراً ومثل هذه الآية (( إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا )) استثناء منقطع بالمعاني والاستثناء المنقطع يكون في المعاني ويكون أيضاً في الذوات (( وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا ))[العصر1 :2 :3]هذا متصل لأن الذين آمنوا من الإنسان لكن (( إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ )) هذا ما يدخل في قوله : (( وأولوا الأرحام )) لأن أولياءنا هؤلاء ليسوا من ذوي الأرحام بل بيننا وبينهم موالاة ولهذا قال : (( إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا )) بوصية فجائز (( إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ )) جمع ولي والمراد بالولي هنا من كان بينك وبينه موالاة ومناصرة كالذي حصل بين المهاجرين والأنصار في أول الهجرة فإذا كان بينك وبينه معروف تفعل فيه معروفاً فإن هذا جائز قال المؤلف " بوصية " لماذا خص المعروف بالوصية ؟ لأن الكلام في التوارث والتوارث لا يكون إلا بعد الموت كذلك الوصية ما تكون إلا بعد الموت قال الله تعالى (( كَانَ ذَلِكَ ))" أي نسخ الإرث بالإيمان والهجرة بإرث ذوي الأرحام (( فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ))[الأحزاب :6]وأريد ب(( كتاب )) في الموضعين اللوح المحفوظ "(( كَانَ ذَلِكَ )) المشار إليه كون (( َأُوْلُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ ))(( كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ )) أي في اللوح المحفوظ على كلام المؤلف وهو ظاهر في الأخيرة لأن كان تدل على المستقبل والا الماضي ؟ الماضي وهذا يدل على أن الذي في الكتاب المحفوظ أن الإرث يكون لذوي الأرحام لكنه كان بالموالاة في زمن غير طويل أول ما قدم المهاجرون إلى المدينة صاروا يتعاقدون أخوة بينهم يثبت بها الإرث لكن هذا ليس هو الذي كتبه الله تعالى مستقراً على عباده وإنما حصل ذلك لماذا ؟ لعارض وهو ثبوت الأخوة التامة بين المهاجرين والأنصار وإلا فإن الفرض المستقر هو ما في الكتاب المحفوظ من أن الإرث إنما يكون بالرحم وقوله : (( كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ))(( مسطوراً )) هذه ...خبر كيف يكون (( مسطوراً )) وقبلها جاء جار ومجرور . ما قال في الكتاب مسطورٌ الطالب :... الشيخ : إيش التقدير ؟ الطالب : كائن ؟ الشيخ : كائن ما هي فعل الطالب : خبر كان الشيخ : اين الطالب : خبر كان منصوب الشيخ : ايهم الطالب : مسطورا خبر كان وفي الكتاب متعلق كان ذلك مسطورا في الكتاب الشيخ : طيب أين اسم كان ؟ الطالب :ذلك . الشيخ : صح هذا ما تخفى كنت أنا ألقيت عليكم يعنى من باب ظني أي واحد يفهمها . (( ذا )) اسم إشارة وهو الاسم (( مسطوراً )) خبر (( كَانَ ذَلِكَ )) و((فِي الْكِتَابِ )) جار ومجرور متعلق بمسطور على أنه اسم مفعول واسم يعمل عمل فعله بالشروط السابقة وهي تامة هنا .نست
تفسير قول الله تعالى : (( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا ))
قال : (( وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ ))[الأحزاب :7]قال المؤلف " واذكر إذ " وعلى هذا فتكون (( إذ )) مفعولاً لفعل محذوف تقديره اذكر وهذا كثير في القرآن تأتي إذ مفعولاً لفعل محذوف يقدر باذكر أذكر لمن ؟ للناس أذكر للناس إذ أخذنا أو أذكر لنفسك مذكراً إياها (( َإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ )) وقوله : (( مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ )) قال المؤلف " ميثاقهم حين أخرجوا من صلب آدم كالذر جمع ذرة وهي أصغر النمل " لأن الله تعالى استخرج ذريته أمثال الذر وأخذ عليهم العهد والميثاق أن يؤمنوا به جاءت في ذلك أحاديث بعضها صحيح وبعضها حسن لكن كونه استخرجهم وقال هؤلاء إلى النار ولا أبالي وهؤلاء إلى الجنة ولا أبالي هذا صحيح إنما أخذ الميثاق والإشهاد عليهم هذا هو الذي اختلف العلماء في صحته وعلى كل حال فهذا موضع بحثه في سورة الأعراف عند قوله تعالى : (( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ ))[الأعراف :172]وقد بسط البحث فيه شارح الطحاوية فمن أراد أن يرجع إليه فليرجع أما في هذه الآية فلا يتعين أن يكون الميثاق ما أخذه الله تعالى على بني آدم حين استخرجه من صلبه بل إن الميثاق عهد بين الإنسان وبين ربه في كل نعمة أنعم الله بها عليه أن يؤدي هذه النعمة على ما أمره الله به ربه كل نعمة لأن هذا من شكرها فإذا أنعم الله عليك بنعمة العلم صار الواجب عليك عهد بينك وبين الله أن تبينه (( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ ))[آل عمران :187]وإذا أنعم الله على الإنسان بنبوة والنبوة بعد محمد صلى الله عليه وسلم متعذرة لكن إذا أنعم الله على عبد بنبوة وجب عليه أن يبلغ ميثاق غليظ نعم (( وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا )) وفي أهل العلم (( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ )) ولم يقل ميثاقاً غليظاً لأن الميثاق على الأنبياء أعظم وأغلظ قوله : (( وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ ))(( مِنْكَ )) عطفاً على (( النبيين )) لإعادة الجار (( ومِنْكَ )) وإنما أعيد الجار إما لأن الضمير متصل ولابد فيه أن يظهر الجار أي يظهر العامل لأن الضمير المتصل لابد له أن يكون عامله ظاهرا ًيا ولد ولا يأتي منفصلاً عن العامل إلا شذوذاً بعد إلا ويقال من حيث المعنى أعيد حرف جر للتأكيد بالنسبة إلى هؤلاء الخمسة قال : (( ومِنْكَ )) وتخصيصهم بالذكر بعد العموم يدل على فضلهم ولاشك فيهم (( وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ )) وبين محمد صلى الله عليه وسلم ونوح أنبياء آخرون من أولي العزم ولكنه سبحانه وتعالى بدأ بآخر واحد منهم وأول واحد فبدأ بالطرفين ثم جاء بالوسط (( وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ )) ونوح هو أول رسول أرسله الله تعالى إلى أهل الأرض أو أول نبي، أول رسول لأن الصحيح أن آدم نبي لكنه ليس برسول فأول الرسل نوح عليه الصلاة والسلام كما قال الله تعالى : (( كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ ))[البقرة :213]وقال تعالى : (( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ ))[النساء :163]وفي حديث الشفاعة الطويل ( أن الناس يأتون إلى نوح فيقولون أنت أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض ) وليس نوح أفضل من إبراهيم ولا من موسى ولكن كما قلت قدمه ليتلاقى الطرفان الآخر والأول (( وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ )) إبراهيم ولم يذكر أباه وموسى ولم يذكر أباه وعيسى وذكر أمه لبيان الآية والمعجزة في عيسى عليه الصلاة والسلام أنه خلق من أم بلا أب وخلقت حواء من أب بلا أم وخلق آدم من غير أم ولا أب وخلق الناس من أب وأم نعم كل هذا يستدل به على أن الطبيعة لا شأن لها في التكوين والخلق وإلا لكانت على وتيرة واحدة قال : (( وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ))[الأحزاب :7]شديداً بالوفاء بما حملوه وهو اليمين بالله تعالى الميثاق العهد لكن المؤلف يقول "وهو اليمين بالله " كأنه يشير إلى قوله تعالى : (( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ ))[آل عمران :81]ولكن هذا فيه نظر والصواب أن العهد الذي أخذ على الرسل هو أن يبلغوا الرسالة ويقوموا أيضاً بالإيمان بما يجب الإيمان به من باب أولى لأنهم إذا أرسلوا إلى غيرهم فلأنفسهم أولى فيكون قوله : (( لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ )) فرداً من أفراد هذا العهد والميثاق نعم
في الآية (( نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم )) كأنه جاء في بيان التفضيل ؟
الشيخ : بالزمن يعني هو بالزمن والفضل بالنسبة لإبراهيم وموسى وعيسى الثلاثة هذا رتبوا بالزمن والفضل وأما نوح ومحمد عليه الصلاة والسلام فبدأ بالطرف الأخير لأنه أشرف ثم بالطرف الأول . الطالب :...؟ الشيخ : ايش (( فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدّيْن ))[الأحزاب :5]
مناقشة قول الله تعالى : (( فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم ))
وايش إعرابه ؟ (( فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدّيْن )) ومثلها (( فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا ))[البقرة :24]من يعرف ؟ نعم محمد الطالب : ...مجرورة بما؟ الشيخ :طيب أعربها على الوجهين ؟ أو نقول إن (( تَفْعَلُوا )) مجزومة لفظاً بلم ومحلاً بإن يعني فإن لم تعلموا معناها فإن جهلتم آباءهم فهي بمنزلة الفعل الماضي سؤالك يا عبد العزيز ؟. الطالب :...المفاضلة من جهة الرسالة أو النبوة ينبغي للإنسان أن لا يذكر هذا وإنما اذا ذكر المفاضلة تكون من جهة الميزات التي تكون في الأنبياء بالعزيمة والصبر فما ادري...؟ الشيخ :إي نعم هو قال يمكن قصدهم إنه يخشى أن المفضل عليه يقع في نفس الإنسان تنقصاً له ولهذا الرسول نهى أن يفضلهم قال : ( لا تفضلوا بين الأنبياء ) فإذا كان هناك مثلا محظور فهو يعرض أما إذا كان يريد أن يبين مدى قوتهم في تبليغ الدعوة وصبرهم عليها وكثرة أتباعهم وما اصطفاهم الله به فقد صرح الله عز وجل بذلك فقال : (( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ))[البقرة :253] (( وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ ))[الإسراء :55] نعم .(( وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ))
تتمة لتفسير قول الله تعالى : (( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا ))
قال : (( وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ )) ثم قال : (( وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا )) شديداً بالوفاء بما حملوه وهو اليمين بالله سبحانه وتعالى قوله وهو اليمين هذا تفسير للميثاق الغليظ وهل هذا الميثاق هو الأول أو غيره ؟ اختلف المفسرون فيه فقال بعضهم إنه هو الميثاق الأول وإنما أعيد من أجل الوصف وهو قوله : (( غَلِيظًا )) يرحمك الله (( وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا )) وقال آخرون إنه غير الأول لأن القاعدة أن الاسم إذا تكرر فإن كان بلفظ المعرفة فالغالب أن الثاني هو الأول وإن كان بلفظ النكرة فالغالب أن الثاني غير الأول هذا الغالب وليس دائماً فإنك ترى قوله تعالى : (( هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانُ ))[الرحمن :60]جاء معرفاً بأل والإحسان الثاني قطعاً غير الإحسان الأول لكن نعم الأكثر أنه إذا أعيد الاسم منكراً صار غير الأول وإن أعيد معرفاً صار الأول فهنا أعيد الميثاق منكرا ً قال : (( وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا )) فيكون الميثاق الثاني غير الميثاق الأول ما وجه المغايرة يقول إن الميثاق الأول هو الميثاق الذي أخذ على جميع بني آدم والميثاق الثاني هو الميثاق الخاص بالرسل بما حملوه من القيام بعبادة الله عز وجل وتبليغ شريعته والدعوة إليه وأما إذا قلنا إن الميثاق الثاني هو الأول فتكون فائدة إعادته هو وصفه بالغلظ يعني أنه ميثاق شديد أشد من الميثاق الذي أخذ على غيرهم .
إذا قلنا أن الميثاق الأول (( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم )) أخذ من النبيين كلهم فكيف يكون الثاني عاما ؟
الطالب : ... (( وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ )) ؟ الشيخ :نعم يعني هو الميثاق العام ولكنه ذكره من باب التنويه به بالنسبة لهؤلاء الأنبياء .
تفسير قول الله تعالى : (( ليسأل الصادقين عن صدقهم ))
ولهذا عقبه بقوله : (( لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ )) يقول ثم أخذ الميثاق ليسأل الصادقين عن صدقهم قوله : (( لِيَسْأَلَ )) اللام للتعليل من حيث المعنى وهي من حيث الإعراب حرف جر والفعل بعدها منصوب بأن مضمرة جوازاً بعد لام الجر وقوله : (( لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ )) السائل هو الله والضمير هنا ضمير غيبة (( وإذ أخذنا )) ضمير متكلم حتى يكون فيه التفات من التكلم إلى الغيبة والالتفات أسلوب من أساليب اللغة البلاغية ويختلف قد يكون من غيبة إلى حضور ومن حضور إلى غيبة فقوله تعالى : (( وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا ))[المائدة :12] هذا التفات من أين ؟ من الغيبة إلى الحضور (( وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ )) ...وبعثنا منهم وهنا (( وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ )) ثم قال : (( ليسأل )) ولم يقل لنسأل فهو التفات ما فائدة الالتفات ؟ فائدة الالتفات العامة في كل موضع هو التنبيه تنبيه من ؟ تنبيه القارئ والمخاطب وجه ذلك أن الكلام إذا كان على أسلوب واحد فإن الإنسان يسير معه من غير أن يكون هناك شيء ٌيوجب انتباهه فإذا تغير الأسلوب حصل حينئذ توقف كيف ؟ انتقل من هذا إلى هذا فيكون في هذا تنبيه للقارئ وللمخاطب واضح هذه فائدة عامة في كل التفات ثم هناك فوائد خاصة تكون بحسب السياق والقرينة انظر إلى قوله تعالى : (( عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ))[عبس1 :2 :3]ما قال وما يدريه موافقة لعبس ولا قال عبست موافقة ليدريك لماذا ؟ عللوا ذلك بأن الله عز وجل كره أن يخاطب نبيه بوصف يقتضي الذم وهو العبوس والتولي فقال : (( عبس ))كأنه يتحدث عن غير الرسول عليه الصلاة والسلام (( وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى )) ثم قال : ((وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى )) خاطبه بذلك ليتبين أن الرسول عليه الصلاة والسلام ليس عنده علم من الغيب وهذا ليس فيه قدح في الرسول عليه الصلاة والسلام ألا يكون عالماً للغيب لأن هذا هو شأن جميع البشر والحاصل أن الالتفات الفائدة العامة منه هو التنبيه ثم يكون في كل موضع فائدة خاصة في ذلك الموضع هنا فائدته والله أعلم أنه لما قال : (( وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ )) وكان ميثاق الأنبياء دائراً بين أمر يقومون به وأمر يواجهون به من البشر وكلا الأمرين يكون صدقاً ويكون غير صدق لكن غير الصدق في جانب الأنبياء مستحيل لكن غير الصدق في جانب المدعوين، ممكن، والا لا ؟ قال : (( ليسأل )) كراهية أن ينسب السؤال لنفسه عز وجل مع أنه يدخل في علمه من ؟ الأنبياء لأن التحدث بضمير الحضور لنسأل أقوى في النفس من أن يكون التحدث بضمير الغيبة يقول الله عز وجل : (( لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ )) قال المؤلف " الله " تفسير للضمير المستتر (( لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ )) قال المؤلف "في تبليغ الرسالة " وهذا بناء على ما يراه في تفسير الآية أن السؤال للأنبياء فقط والصواب أن السؤال لهم ولمن دعوا قال الله تعالى : (( فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ))[الأعراف :6]فكل منهما يسأل فالصواب أنه (( لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ )) في تبليغ الرسالة بالنسبة للأنبياء وفي قبول ذلك بالنسبة للمدعوين قال تبكيتاً للكافرين بهم تبكيتاً هذا تعليل لسؤال الأنبياء يعني يقول المؤلف إن الله عز وجل يسأل الأنبياء لا لأنه يمكن ألا يقوموا بالواجب ولكن تبكيتاً للكافرين بهم يعني تقريعاً ولوماً للكافرين بهم فإنه إذا سأل الرسل هل بلغتم الرسالة أمام المدعوين سيقولون نعم ، فيكون في هذا تبكيتٌ لهؤلاء الكافرين وسؤال الغير لتبكيت غيره جاء به القرآن كما في قوله تعالى : (( وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ))[التكوير8 :9](( الْمَوْءُودَةُ )) هي الطفلة أو بعبارة أعم هي الأنثى التي توأد وكان من طريق بعض الكفار أنهم يئدون البنات يدفنونهن وهن حيات لماذا ؟ خوفاً من العار أن يعير يقال هذا رجل ما عنده إلا بنت أو هذا الرجل جاءه بنت ولهذا (( وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ )) يستتر يخاف أن يعير (( يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ )) أعوذ بالله ثم يقول في نفسه (( أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ )) ما يمكن أن يمسكه على عز وكرامة أبداً طيب إذاً على رأي المؤلف يكون المراد بسؤال النبيين عن تبليغ الرسالة إيش ؟ تبكيت هؤلاء الكافرين بهم وتقريعهم
تفسير قول الله تعالى : (( وأعد للكافرين عذابا أليما ))
قال : " (( وَأَعَدَّ )) تعالى ((لِلْكَافِرِينَ )) بهم (( عَذَابًا أَلِيمًا )) مؤ لماً "قوله : (( ليسأل ))(( وأعد )) قد يقول قائل بين المعطوف و المعطوف عليه تنافر لأنه لو كان بينهما ائتلاف لكان العبارة ليسأل الصادقين عن صدقهم ويعد للكافرين لكنه قال : (( وأعد )) نعم فكيف نقول فيها يقول المؤلف هو عطف على (( أخذنا ))(( وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا )) والظاهر قصده (( أخذنا ))الأخيرة يعني وأخذنا منهم ميثاقاً غليظاً وأعد للكافرين وعلى رأي المؤلف يكون فيها أيضاً التفات منين ؟ من الحضور إلى الغيبة ويمكن أن نقول إنه معطوف على قوله : (( ليسأل )) لكنه جاء بالفعل الماضي تحقيقاً لوقوعه وأنه أمر ثابت (( وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا )) وقوله أليم قال مؤلم يعني موجعاً فعيل بمعنى مفعل تأتي في اللغة العربية وإن كان الأكثر أن فعيلاً بمعنى فاعل كثيرة جداً مثل سميع بصير وعزيز أمثلتها كثيرة لكن فعيل بمعنى مفعل قليل ومنه هذه الآية أليم بمعنى مؤلم وقول الشاعر " أمن الريحانة كالداعي السميع يؤرقني وأصحابي هجدوع " فهو الداعي السميع يعني المسمع وإلى هنا نقف لكي نأخذ الفوائد مما سبق . قوله تعالى : من اظن (( إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا )) يرحمك الله يا ولد اخذنا فوائد (( اولوا الأرحام )) الطالب :...
فوائد قول الله تعالى : (( إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا ))
الشيخ : طيب (( إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا )) يستفاد من هذه الآية الكريمة جواز الوصية لمن بينك وبينهم موالاة لقوله : (( إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا )) وظاهر الآية الإطلاق لكنه مقيد بالنصوص الدالة على أن الوصية لا تزيد على الثلث ومنه حديث سعد بن أبي وقاص حين عاده النبي عليه الصلاة والسلام من وجع كان به فلما رآه النبي عليه الصلاة والسلام استغل الفرصة أعني سعداً وقال " يا رسول الله إني ذو مال ولا يرثني إلا ابنة لي " ومراده لا يرثني من صلبي وإلا فان له بني عم وعصبة ( أفأتصدق بثلثي مالي قال لا قال فالشطر يعني النصف قال لا قال فالثلث قال الثلث والثلث كثير ) . ومن فوائد الآية الكريمة أن الإحسان من المعروف لقوله : (( مَعْرُوفًا )) يعني إحساناً بالوصية وعلى هذا فالمعروف إذا قلت مر بنا بالمعروف يشمل الأمر بالإحسان والا لا ؟ يشمل ولاشك أن الإحسان معروف عند الله وعند الخلق . ومن فوائد الآية الكريمة بلاغة القرآن في الاحتراز في موضع الإيهام من أين يؤخذ ؟ الطالب :... الشيخ : كيف ذلك ؟ لأنه لما قال : (( وَأُوْلُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ )) قد يتوهم الإنسان أن من بينه وبينهم موالاة لا يمكن أن ينتفع بشيء من ماله فاحترز لقوله : (( إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا )) ولهذا أمثلة مرت علينا كثيرا ًمثل (( لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى ))[الحديد :10].
فوائد قول الله تعالى : (( كان ذلك في الكتاب مسطورا ))
طيب ثم قال : (( كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا )) يستفاد من هذه الآية أن اللوح المحفوظ قد كتبت فيه الأشياء مستقرة لقوله (( كَانَ ذَلِكَ )) وهو أولوية ذوي الأرحام بعضهم ببعض وقد اختلف أهل العلم في الكتب التي بأيدي الملائكة هل تغير وتبدل بالزيادة والنقص والتغيير ؟ والصواب أن ذلك ممكن بالصحف التي بأيدي الملائكة ودليل ذلك (( يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ))[الرعد :39]أصل الكتاب عند الله ما فيه تغيير ولا تبديل لكن الصحف التي بأيدي الملائكة يمكن أن يقع فيها التغيير والتبديل مثال ذلك رجل فعل سيئة تكتب فإذا استغفر محيت أو إنسان فعل حسنة كصدقة مثلاً ثم مَنَّ بها إذا منّ بها تمحى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى ))[البقرة :264]وهذا ما قرره شيخ الإسلام وغيره من المحققين من أن ما في أم الكتاب ثابت لا يتغير لأنه قد كتب فيه استقرار الأشياء في الأزل إلى الأبد وأما ما بأيدي الملائكة فهو الذي يمكن أن يقع في المحو والإثبات . ومن فوائد الآية الكريمة تمام عناية الله عز وجل بشرعه وتقديره من أين تؤخذ ؟ (( كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا )) لأن ليس الأمر أمراً ارتجالياً بل كله مكتوب محكم عند الله عز وجل لا الأمور الشرعية ولا الأمور القدرِية وهذا من تمام حكمته سبحانه وتعالى أن كل شيء فإنه محصا عنده مرتب منظم لا تغيير فيه ولا تبديل. الطالب : ... ؟ الشيخ :الملائكة مع الإنسان الذين يكتبون أعماله. الطالب : ...؟ الشيخ : لا هذه مكتوب فيه القرآن يقرؤونه لا مراد ...هو ما يتعلق بأعمال الإنسان .
فوائد قول الله تعالى : (( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا ))
ثم قال تعالى : (( وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوح...إلى آخره ))[الأحزاب :7]يستفاد من الآية الكريمة عظم المسؤولية على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وجه ذلك أن الله خصصهم بأخذ الميثاق ويستفاد منها فرعاً على هذه الفائدة عظم المسؤولية على أهل العلم كيف ذلك لأنهم ورثة الأنبياء ويستفاد منها أن من أنعم الله عليه بنعمة فإن لله عليها شكراً خاصاً غير النعمة العامة لقوله : (( ميثاقهم )) فإن الإضافة هنا تدل على التخصيص ، تخصيص الميثاق الخاص بهم كل من أنعم الله عليه بنعمة فإن لله عليه فيها عهداً أن يقوم بهذه النعمة وبهذا التقرير نسلم مما ذكره المؤلف من أن الميثاق هنا يراد به الميثاق الذي أخذ عليهم من ظهر أبيهم آدم إذا أنعم الله عليك بنعمة فإن هذا عهد أعطاك فأعطه قال الله تعالى : (( يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ ))[البقرة :40]ما هذا العهد الذي ذكر الله ؟ ذكره في سورة المائدة (( وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ )) شوف صورة العقد (( لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ )) [المائدة :12] هذا عهد وميثاق إذاً عهد النبيين عليهم الصلاة والسلام مسؤولية عظيمة وهي تبليغ الرسالة والعمل والدعوة . ومن فوائد الآية الكريمة فضيلة هؤلاء الأنبياء الكرام الخمسة يرحمك الله وجه الدلالة تخصيصهم بالذكر فإن تخصيص أفراد العام بالذكر يدل على شرف ذلك المخصص . ومن فوائدها أن محمداً صلى الله عليه وسلم أفضل هؤلاء الخمسة وجهه؟ تقديمه عليهم ذكراً مع أنه متأخر عنهم زمناً وكان مقتضى الحال لو كانوا متساويين في الفضيلة أن يذكروا بحسب الترتيب الزمني . ومن فوائد الآية الكريمة أن ترتيب هؤلاء في الفضيلة محمد ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى انتبهوا هل تؤخذ هذه الفائدة من الآية وإلا لا ؟ القائل بأنها تؤخذ يبين له وجهة نظره ؟ الطالب : ما خص هؤلاء الأربعة رتبهم ترتيب بالزمن الشيخ : ما هو ترتيب الفضل ؟ الطالب : هو مجرد حكاية عن ترتيب الفضل . الشيخ : إي نعم لكن تقديم الذكر لاشك أن هذا يدل على العناية والأفضلية وما أشبه ذلك لابد له من سبب الظاهر لي أنه لا يستفاد من الآية لأننا لا نعلم أن إبراهيم أفضل من نوح إلا بدليل خارجي وإلا لا ؟ صحيح أن محمداً عليه الصلاة والسلام نعلم أنه أفضلهم لأنه لو كان المقصود الترتيب الذكري لكان هو آخرهم لكن جاءت الآية بعد ذكر محمد صلى الله عليه وسلم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى هذا زمني ما يدل على ترتيب الفضل . الطالب :...خارجي؟ الشيخ : لا الأدلة الخارجية واضحة . وقد اختلف العلماء أيهما أفضل عيسى أو نوح بعد اتفاقهم أن محمداً أفضل ثم إبراهيم ثم موسى لكن اختلفوا أيهما أفضل عيسى أو نوح ؟ فقال بعضهم أن نوحاً أفضل لأنه أول رسول أرسله الله ولأنه كابد من قومه ما لم يكابده غيره لأنه بقي فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً لا يزيده دعاؤه إياهم إلا فراراً والعياذ بالله وسخرية وقال بعضهم بل إن عيسى أفضل لأنه عليه الصلاة والسلام أوذي أيضاً حتى إنه هدد بالقتل حتى إنه قيل إنه قتل فإن اليهود يرون أنهم شفوا أنفسهم حين قتلوا من ألقى الله شبه عيسى عليه وقالوا : (( إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ ))[النساء :157]وعندي في هذا التوقف لأن لكل واحد منهما مزية يكون فيها أفضل من الثاني . ومن فوائد الآية الكريمة تغليظ المسؤولية على الأنبياء لقوله : (( وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ))[الأحزاب :7]. ومن فوائد الآية عظمة الرب عز وجل كيف ذلك ؟ التحدث عن نفسه بضمير العظمة (( وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا )) والله عز وجل يتحدث عن نفسه تارة بضمير العظمة وتارة بضمير الإفراد وهو كثير في القرآن لا حاجة لذكر الأمثلة لأنه واضح .
فوائد قول الله تعالى : (( ليسأل الصادقين عن صدقهم وأعد للكافرين عذابا أليما ))
ثم قال : (( لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا ))[الأحزاب :8] الطالب : يدل على أن المسؤولية على أولي العزم أعظم من مسؤولية غيرهم الشيخ : إي نعم يدل على أن المسؤولية على أولي العزم أعظم من مسؤولية غيرهم وهو كذلك ومن أجل أن مسؤوليتهم أعظم وأنهم قاموا بها .