تفسير سورة الأحزاب-04a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تابع لتفسير قول الله تعالى : (( وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا ))
إلا بشريعة الله فتحوها فصار ذلك نصرا ًللنبي صلى الله عليه وسلم لأن النصر كما نقول كثيراً ليس انتصار الإنسان بشخصه بل انتصاره بما جاء به ودعا إليه ولو كان على أيدي أتباعه ولو كان ذلك من بعد موته الكلام أن ما جاء به ينتصر والله أعلم .
1 - تابع لتفسير قول الله تعالى : (( وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون ))
(( وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا هُنَالِكَ )) فإن وقفت (( وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا )) والثالثة (( وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا هُنَالِكَ )) يعني وصلاً ووقفاً ومثل ذلك قوله تعالى في سورة الأحزاب : (( أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا ... فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا )) فيها هذه القراءات الثلاثة أي نعم ما هم الظنون التي ظنوها بالله عز وجل ؟ نأخذ الفوائد إذا
فوائد قول الله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود ))
يستفاد من الآية الكريمة قوله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا )) بيان منة الله تعالى على هذه الأمة أولها وآخرها بهذا الدفاع من الله سبحانه وتعالى عن المؤمنين وجهه أن الله أمرنا بأن نذكر هذه النعمة .
ويستفاد من الآية الكريمة أن نعمة الله عز وجل إما إيجاد محبوب أو دفع مكروه والذي في الآية من باب دفع مكروه نعم .
ومن فوائد الآية الكريمة بيان شدة عداوة الكفار للمؤمنين لأنهم تحزبوا ضدهم قد تكون هذه القبائل ليس بينها رابطة في حد ذاتها ولكن من أجل أنها اتفقت في عداوتها للإسلام اجتمعت .
ويستفاد من الآية الكريمة أن اليهود لا عهد لهم وأنهم أهل غدر وخيانة وجهه نقض بني قريظة للعهد الذي بينهم وبين الرسول صلى الله عليه وسلم وكل القبائل الثلاث من اليهود كلها عاهدت الرسول عليه الصلاة والسلام حينما قدم المدينة ومع ذلك فإنهم نقضوا العهد بنو قينقاع وبنو النضير وبنو قريظة كلهم نقضوا العهد لأن اليهود من أشد الناس غدرا ًوكذباً .
ويستفاد من الآية الكريمة أن نعمة الله عز وجل إما إيجاد محبوب أو دفع مكروه والذي في الآية من باب دفع مكروه نعم .
ومن فوائد الآية الكريمة بيان شدة عداوة الكفار للمؤمنين لأنهم تحزبوا ضدهم قد تكون هذه القبائل ليس بينها رابطة في حد ذاتها ولكن من أجل أنها اتفقت في عداوتها للإسلام اجتمعت .
ويستفاد من الآية الكريمة أن اليهود لا عهد لهم وأنهم أهل غدر وخيانة وجهه نقض بني قريظة للعهد الذي بينهم وبين الرسول صلى الله عليه وسلم وكل القبائل الثلاث من اليهود كلها عاهدت الرسول عليه الصلاة والسلام حينما قدم المدينة ومع ذلك فإنهم نقضوا العهد بنو قينقاع وبنو النضير وبنو قريظة كلهم نقضوا العهد لأن اليهود من أشد الناس غدرا ًوكذباً .
3 - فوائد قول الله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها ))
ويستفاد من الآية الكريمة بيان قدرة الله عز وجل من قوله : (( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا ))[الأحزاب :9].
ويستفاد منها ما أشار إليه بعض أهل العلم من أن الريح إذا جاءت مفردة فإنها تكون في العذاب وإذا جاءت مجموعة تكون في الرحمة إلا أنها قد تأتي مفردة في الرحمة إذا وصفت لما يدل على ذلك مثل قوله تعالى : (( وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا ))[يونس :22].
ومن فوائد الآية الكريمة أن الملائكة جنود لله عز وجل لقوله : (( وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا )) فإن قلت هنا ما أضيفت إلى الله عز وجل فكيف تقول إنهم جنود الله ؟ لأنه يقول : (( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا )) أضاف إرسالهم إليه وقد قال تعالى في آية أخرى : (( وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ))[المدثر :31]فإن قلت هل الرب عز وجل محتاج إلى جنود ؟ فالجواب طبعاً لا ولا يمكن أن يكون محتاج لكن لماذا سموا جنودا ًمع أنه لا حاجة به إليهم ؟ لأنهم يقومون بأمره ويدافعون عن أوليائه فهم بمنزلة الجنود وإلا فالله عز وجل لا يحتاج إليهم ولا إلى غيرهم لأنه غني عن كل أحد .
ومن فوائد الآية الكريمة أن الناس لا يرون الملائكة لقوله : (( لَمْ تَرَوْهَا )) وهو كذلك لكن قد يرونهم إذ لم رأى الناس جبريل حين جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام يسأله عن الإسلام والإيمان والإحسان والساعة وأماراتها ...
ويستفاد منها ما أشار إليه بعض أهل العلم من أن الريح إذا جاءت مفردة فإنها تكون في العذاب وإذا جاءت مجموعة تكون في الرحمة إلا أنها قد تأتي مفردة في الرحمة إذا وصفت لما يدل على ذلك مثل قوله تعالى : (( وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا ))[يونس :22].
ومن فوائد الآية الكريمة أن الملائكة جنود لله عز وجل لقوله : (( وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا )) فإن قلت هنا ما أضيفت إلى الله عز وجل فكيف تقول إنهم جنود الله ؟ لأنه يقول : (( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا )) أضاف إرسالهم إليه وقد قال تعالى في آية أخرى : (( وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ))[المدثر :31]فإن قلت هل الرب عز وجل محتاج إلى جنود ؟ فالجواب طبعاً لا ولا يمكن أن يكون محتاج لكن لماذا سموا جنودا ًمع أنه لا حاجة به إليهم ؟ لأنهم يقومون بأمره ويدافعون عن أوليائه فهم بمنزلة الجنود وإلا فالله عز وجل لا يحتاج إليهم ولا إلى غيرهم لأنه غني عن كل أحد .
ومن فوائد الآية الكريمة أن الناس لا يرون الملائكة لقوله : (( لَمْ تَرَوْهَا )) وهو كذلك لكن قد يرونهم إذ لم رأى الناس جبريل حين جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام يسأله عن الإسلام والإيمان والإحسان والساعة وأماراتها ...
فوائد قول الله تعالى : (( وكان الله بما تعملون بصيرا ))
ويستفاد من الآية الكريمة أيضاً عموم علم الله سبحانه وتعالى بكل ما نعمل ((وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا )) وهل يشمل ذلك عمل القلب ؟ يشمله بدليل قوله تعالى : (( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ))[ق :16]وهو عمل قلب أما عمل الجوارح فظاهر .
ويستفاد من الآية الكريمة الترغيب والترهيب (( وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا )) فإن هذا فيه بالنسبة للعمل الصالح ترغيب وأن هذا العمل لن يهدر لأنه معلوم عند الله سبحانه وتعالى ولابد أن يجازي عليه وترهيب لمن ؟ لا ما نقول الكفار ، لكل من عمل سيئة تهديد له عندما تحدثك نفسك يوم من الأيام بأن تعمل سيئة لأنه لا يطلع عليها أحدٌ من الخلق فاذكر أن الله يطلع عليك (( وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا )) ولهذا جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام ( أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيث ما كنت ) ليس معك في مكانك ولكنه معك وهو على عرشه سبحانه وتعالى محيط بك .
ويستفاد من الآية الكريمة الترغيب والترهيب (( وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا )) فإن هذا فيه بالنسبة للعمل الصالح ترغيب وأن هذا العمل لن يهدر لأنه معلوم عند الله سبحانه وتعالى ولابد أن يجازي عليه وترهيب لمن ؟ لا ما نقول الكفار ، لكل من عمل سيئة تهديد له عندما تحدثك نفسك يوم من الأيام بأن تعمل سيئة لأنه لا يطلع عليها أحدٌ من الخلق فاذكر أن الله يطلع عليك (( وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا )) ولهذا جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام ( أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيث ما كنت ) ليس معك في مكانك ولكنه معك وهو على عرشه سبحانه وتعالى محيط بك .
فوائد قول الله تعالى : (( إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا ))
وقال تعالى : (( إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا ))[الأحزاب :10]خمسة أشياء ذكرهم الله بها ليتبين وجه النعمة فيستفاد من الآية الكريمة أنه ينبغي لمن ذكر أن يذكر له وجه ما ذكر به يا ولد ، الإجمال ليس كالتفصيل إذا ً نأخذ من هذه فائدة أنه ينبغي للمذكر أن يفصل فيما ذكر به ليكون ذلك أبلغ في تذكر المخاطب .
ويستفاد من الآية الكريمة أن الحالة التي وقعت للمسلمين حال عظيمة رهيبة وأنهم لا يستطيعون أن يدفعوا بأنفسهم وبهذا يتبين وجه نعمة الله سبحانه وتعالى عليهم لأن الأعداء يحيطون بهم ولأن أبصارهم زاغت وقلوبهم بلغت الحناجر والأوهام والأفكار التي عندهم قد تكون قد دوختهم من هنا وهناك لقوله : (( وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا )) .
ويستفاد من الآية الكريمة أن المخاوف تربك الإنسان حتى في تصوراته لقوله : (( وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا )) فإن الإنسان المستقر ما تكون عنده ظنون متباينة متعارضة لأنه مستقر لكن عندما يحصل الفزع عندما يحصل الخوف تأتي الظنون من كل جانب من كل وجه نعم .
ويستفاد من الآية الكريمة أن خوف الإنسان الخوف الطبيعي من المخلوق لا يعد شركاً من أين تؤخذ ؟ من قوله : (( زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ )) فإن هذا من شدة الخوف وهو خوف من مخلوق لكن الباعث عليه الأمر الطبيعي وإذا كان أمراً طبيعياً فإنه لا يؤاخذ به الإنسان ولهذا وصفت به الرسل عليهم الصلاة والسلام بل وصف به أولوا العزم من الرسل قال الله تعالى عن موسى : (( فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ ))[القصص :21]ولما كلفه الله بالرسالة قال : (( فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ ))[الشعراء :14]فهذا خوف طبيعي ما يلام عليه الإنسان .
وفي الآية الكريمة دليل على أن الصحابة رضي الله عنهم على ما هم عليه من المرتبة العالية قد تعترضهم الظنون بسبب الضيق لقوله : (( وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا )) وهو يخاطب المؤمنين (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ )) فهم لشدة الضيق قد تعتريهم مثل هذه الوساوس لكنها في الحقيقة سحابة صيف عندما يرجع الإنسان إلى وعد الله عز وجل يزول عنه هذا كله ويتبدل ولهذا سيأتينا في سياق الآيات قوله تعالى : (( وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ))[الأحزاب :22]سبحان الله يرون هذه الأحزاب العظيمة ثم يطمئنون أنفسهم بأن هذا ما وعد الله ورسوله وصدق الله ورسوله لأن النصر مع الصبر والفرج مع الكرب ثم لما رأوا هذه الأحزاب العظيمة وما يترتب على وجودهم من الشدة والضيق عرفوا أن النصر قريب فإن الله عز وجل قال : (( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ))[البقرة :214]شوف نصر الله قريب في مثل هذه الحالة نعم (( مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا )) إذا طبقت هذه على حال المؤمنين في وقت الأحزاب وجدت أنها تنطبق ، آخر الآية (( أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ )) إذاً صدق عليهم أن هذا ما وعد الله ورسوله وصدقوا الله ورسوله في قرب النصر والحاصل أن مثل هذه الأمور التي تأتي عارضة ما تؤثر على مرتبة الإنسان وعلى حاله لأنها تزول .
ويستفاد من الآية الكريمة أن الإنسان إذا غلبته الحال حتى وردت مثل هذه الظنون فإنه لا يحط من مرتبته لكن كما قلت قبل قليل إذا استقرت به الحال وهدأت هذه الظنون عرف الحق .
ويستفاد من الآية الكريمة أن الحالة التي وقعت للمسلمين حال عظيمة رهيبة وأنهم لا يستطيعون أن يدفعوا بأنفسهم وبهذا يتبين وجه نعمة الله سبحانه وتعالى عليهم لأن الأعداء يحيطون بهم ولأن أبصارهم زاغت وقلوبهم بلغت الحناجر والأوهام والأفكار التي عندهم قد تكون قد دوختهم من هنا وهناك لقوله : (( وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا )) .
ويستفاد من الآية الكريمة أن المخاوف تربك الإنسان حتى في تصوراته لقوله : (( وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا )) فإن الإنسان المستقر ما تكون عنده ظنون متباينة متعارضة لأنه مستقر لكن عندما يحصل الفزع عندما يحصل الخوف تأتي الظنون من كل جانب من كل وجه نعم .
ويستفاد من الآية الكريمة أن خوف الإنسان الخوف الطبيعي من المخلوق لا يعد شركاً من أين تؤخذ ؟ من قوله : (( زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ )) فإن هذا من شدة الخوف وهو خوف من مخلوق لكن الباعث عليه الأمر الطبيعي وإذا كان أمراً طبيعياً فإنه لا يؤاخذ به الإنسان ولهذا وصفت به الرسل عليهم الصلاة والسلام بل وصف به أولوا العزم من الرسل قال الله تعالى عن موسى : (( فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ ))[القصص :21]ولما كلفه الله بالرسالة قال : (( فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ ))[الشعراء :14]فهذا خوف طبيعي ما يلام عليه الإنسان .
وفي الآية الكريمة دليل على أن الصحابة رضي الله عنهم على ما هم عليه من المرتبة العالية قد تعترضهم الظنون بسبب الضيق لقوله : (( وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا )) وهو يخاطب المؤمنين (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ )) فهم لشدة الضيق قد تعتريهم مثل هذه الوساوس لكنها في الحقيقة سحابة صيف عندما يرجع الإنسان إلى وعد الله عز وجل يزول عنه هذا كله ويتبدل ولهذا سيأتينا في سياق الآيات قوله تعالى : (( وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ))[الأحزاب :22]سبحان الله يرون هذه الأحزاب العظيمة ثم يطمئنون أنفسهم بأن هذا ما وعد الله ورسوله وصدق الله ورسوله لأن النصر مع الصبر والفرج مع الكرب ثم لما رأوا هذه الأحزاب العظيمة وما يترتب على وجودهم من الشدة والضيق عرفوا أن النصر قريب فإن الله عز وجل قال : (( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ))[البقرة :214]شوف نصر الله قريب في مثل هذه الحالة نعم (( مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا )) إذا طبقت هذه على حال المؤمنين في وقت الأحزاب وجدت أنها تنطبق ، آخر الآية (( أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ )) إذاً صدق عليهم أن هذا ما وعد الله ورسوله وصدقوا الله ورسوله في قرب النصر والحاصل أن مثل هذه الأمور التي تأتي عارضة ما تؤثر على مرتبة الإنسان وعلى حاله لأنها تزول .
ويستفاد من الآية الكريمة أن الإنسان إذا غلبته الحال حتى وردت مثل هذه الظنون فإنه لا يحط من مرتبته لكن كما قلت قبل قليل إذا استقرت به الحال وهدأت هذه الظنون عرف الحق .
6 - فوائد قول الله تعالى : (( إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا ))
ويستفاد من الآية الكريمة من قوله : (( هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا ))[الأحزاب :11]يستفاد منها تصوير الحالة التي كان عليها المؤمنون في تلك اللحظة وهو الابتلاء العظيم هذا ابتلاء بالنسبة لما حصل من الأحداث وبالنسبة لنفوسهم هل هي مستقرة ؟ الجواب لا (( َزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا )) فاجتمع عليهم الابتلاء الظاهري الذي يشاهد بالعيان والابتلاء الباطني الذي هو زلزلة النفوس وعدم استقرارها ولهذا قال : (( وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا )) وفي هذه الآية الكريمة أيضاً بيان القاعدة العامة وهو أن الله تعالى يذكر النعم مضافة إليه ويذكر النقم غالباً في البناء للمجهول لأن هنا قال : (( هُنَالِكَ ابْتُلِيَ )) (( وَزُلْزِلُوا )) مما وقع ذلك ؟ من الله سبحانه وتعالى لكنه في مقام الخير يضيف الله سبحانه وتعالى الشيء إلى نفسه تمدحاً وفي مقام خلاف ذلك تأتي الأفعال مبنية للمجهول وانظر إلى قول الجن : (( وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا ))[الجن :10]ففي الشر قالوا أريد وفي الرشد أضافوه إلى الله عز وجل لأن الشر لا يضاف إلى الله كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( والشر ليس إليك ) فلا يجوز للإنسان أن يضيف الشر إلى الله أبداً فالشر إنما يكون في المفعولات لا في الفعل لأن مفعولات الله عز وجل لها جهتان جهة باعتبارها فعل لله وجهة باعتبار ذاتها أما باعتبار ذاتها أي ذات المفعولات ففيها خير وشر بذاتها (( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ))[الفلق1 :2]وأما باعتبارها فعلاً لله فليس فيها شر واضح يا إخوان باعتبارها فعل لله ما فيها شر وباعتبار ذاتها فيها خير وشر ، باعتبار الفعل ليس فيها شر لأن الله ما قدرها إلا لحكمة ثم لو تأملت الأشياء التي هي شر لوجدت أنها تتضمن خيراً ولو كانت شراً ، الفساد في البر والبحر من الجدب والفقر وغير ذلك شر لكن مآله الخير (( لعلهم يرجعون )) .
فوائد قول الله تعالى : (( وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا ))
ثم قال : (( وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا ))[الأحزاب :12] يستفاد من هذه الآية الكريمة بيان أن المنافقين ينتهزون الفرص وجهه أنهم في هذه الفرصة وحالهم حال الضيقة الحالكة بدأوا نشاطهم وانتهزوا الفرصة وقالوا أين الوعد ففيه دليل على أن المنافق على اسمه منافق إن لم يجد فرصة سكت وصانع وداهن وإن وجد فرصة نطق وتكلم وهذا دأبهم (( وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ ))[البقرة :14]
ويستفاد من الآية الكريمة الحذر من المنافقين لأنهم لا يألون المؤمنين خبالاً كل ما وجدوا مطعناً أو مكاناً للطعن هجموا نسأل الله أن يعيذنا منهم .
ويستفاد من الآية الكريمة أيضاً أن القلوب تنقسم إلى صحيحة ومريضة لقوله : (( والذين في قلوبهم مرض )) وكذلك الأبدان تنقسم إلى مريضة وصحيحة وانظر حال الناس اليوم هل هم أشد على مداواة القلوب من مداواة الأبدان أو على مداواة الأبدان من مداواة القلوب ؟ الأخير إلا من شاء الله ، أكثر الناس اليوم حريصون على مداواة الأبدان التي مآلها أن تكون جيفة يأكلها الدود دون القلوب التي عليها مدار سعادة الدنيا والآخرة تجد الإنسان يمرض قلبه وربما يصل إلى درجة الاحتراق ولكنه لا يبالي به فإذا أصيب بشوكة في بدنه هرع إلى الأطباء ولو حصل في ذلك مشقة وتعب ولكن العاقل المؤمن هو الذي يكون دائماً في نظرا إلى قلبه ومرضه وصحته وسلامته وعطبه هذا هو المؤمن حقاً ولاشك أن القلب إذا صح القلب صح البدن وليس أقول صح البدن أن المؤمن لا يمرض لكن المؤمن لو مرض يرى أن في هذا المرض منفعة له ومصلحة وإلا لا وبهذا يكون مرض بدنه صحة لقلبه لما يحصل عنده من الصبر والرضا بالله عز وجل وانتظار الفرج وفعل أسباب التي جعلها الله تعالى أسباباً يعتمد على الله تعالى بما جعله سبباً الحاصل أن مرض القلب أخطر من مرض البدن بكثير والعاقل يعتني بهذا عناية أشد .
ويستفاد من الآية الكريمة أن الله تعالى ورسوله قد وعد المؤمنين بالنصر لقوله : (( مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ ))[الأحزاب :12]والوعد مذكور في القرآن والسنة للمؤمنين قال الله تعالى : (( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ ))[غافر :51]وقال تعالى : (( وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ))[الروم :47]شوف الوعد العظيم ((حَقًّا عَلَيْنَا )) مؤكد (( نصر المؤمنين )) والملتزم بهذا يا إخواني هو الرب عز وجل الذي بيده ملكوت السماوات والأرض لكن مع الأسف الشديد أن كثيرا ًمن المؤمنين ما يلاحظون هذه الأشياء مع أن الله تكفل بهذا وفي السنة قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( نصرت بالرعب مسيرة شهر ) ونصره عليه الصلاة والسلام ليس نصراً لذاته ولكنه نصر لما جاء به فيكون النصر له ولأمته من بعده أيضاً .
ويستفاد من الآية الكريمة بيان أن المنافق ناظره قاصر وكذلك من في قلبه مرض نظره قاصر ، وجهه أنهم ما نظروا إلا إلى الساعة الحاضرة ما فكروا في العاقبة ومثل هذه الأمور التي ترد هذه أمور عوارض لكن العاقبة للمتقين فالأمور العوارض لا يبني عليها أحد إلا ضعيف البصيرة حتى في أمور الدنيا أيضاً لا تنظر إلى الأمور العارضة فإن كما قيل دوام الحال من المحال ولكن ما دمت واثقاً بوعد الله عز وجل فثق أن هذا الوعد سوف يتحقق لكن تعتريه عوارض بحكمة من حكم الله عز وجل يبتلي بها ثم تكون العاقبة للمتقين أظن انتهت الفوائد نعم .
عظيمة ما منهم أحد رجع عن دينه لكن توجد كلمات مثلاً من ضعيف الإيمان لكنها لا تستقر.
الطالب : ...؟
الشيخ : أي نعم مع شدة دعاية المنافقين لأن المنافقين لاشك أن عندهم دعاية عظيمة ما هم ساكتين لا يسكتون لكن ما شاء الله وثبتهم الله ...
ويستفاد من الآية الكريمة الحذر من المنافقين لأنهم لا يألون المؤمنين خبالاً كل ما وجدوا مطعناً أو مكاناً للطعن هجموا نسأل الله أن يعيذنا منهم .
ويستفاد من الآية الكريمة أيضاً أن القلوب تنقسم إلى صحيحة ومريضة لقوله : (( والذين في قلوبهم مرض )) وكذلك الأبدان تنقسم إلى مريضة وصحيحة وانظر حال الناس اليوم هل هم أشد على مداواة القلوب من مداواة الأبدان أو على مداواة الأبدان من مداواة القلوب ؟ الأخير إلا من شاء الله ، أكثر الناس اليوم حريصون على مداواة الأبدان التي مآلها أن تكون جيفة يأكلها الدود دون القلوب التي عليها مدار سعادة الدنيا والآخرة تجد الإنسان يمرض قلبه وربما يصل إلى درجة الاحتراق ولكنه لا يبالي به فإذا أصيب بشوكة في بدنه هرع إلى الأطباء ولو حصل في ذلك مشقة وتعب ولكن العاقل المؤمن هو الذي يكون دائماً في نظرا إلى قلبه ومرضه وصحته وسلامته وعطبه هذا هو المؤمن حقاً ولاشك أن القلب إذا صح القلب صح البدن وليس أقول صح البدن أن المؤمن لا يمرض لكن المؤمن لو مرض يرى أن في هذا المرض منفعة له ومصلحة وإلا لا وبهذا يكون مرض بدنه صحة لقلبه لما يحصل عنده من الصبر والرضا بالله عز وجل وانتظار الفرج وفعل أسباب التي جعلها الله تعالى أسباباً يعتمد على الله تعالى بما جعله سبباً الحاصل أن مرض القلب أخطر من مرض البدن بكثير والعاقل يعتني بهذا عناية أشد .
ويستفاد من الآية الكريمة أن الله تعالى ورسوله قد وعد المؤمنين بالنصر لقوله : (( مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ ))[الأحزاب :12]والوعد مذكور في القرآن والسنة للمؤمنين قال الله تعالى : (( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ ))[غافر :51]وقال تعالى : (( وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ))[الروم :47]شوف الوعد العظيم ((حَقًّا عَلَيْنَا )) مؤكد (( نصر المؤمنين )) والملتزم بهذا يا إخواني هو الرب عز وجل الذي بيده ملكوت السماوات والأرض لكن مع الأسف الشديد أن كثيرا ًمن المؤمنين ما يلاحظون هذه الأشياء مع أن الله تكفل بهذا وفي السنة قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( نصرت بالرعب مسيرة شهر ) ونصره عليه الصلاة والسلام ليس نصراً لذاته ولكنه نصر لما جاء به فيكون النصر له ولأمته من بعده أيضاً .
ويستفاد من الآية الكريمة بيان أن المنافق ناظره قاصر وكذلك من في قلبه مرض نظره قاصر ، وجهه أنهم ما نظروا إلا إلى الساعة الحاضرة ما فكروا في العاقبة ومثل هذه الأمور التي ترد هذه أمور عوارض لكن العاقبة للمتقين فالأمور العوارض لا يبني عليها أحد إلا ضعيف البصيرة حتى في أمور الدنيا أيضاً لا تنظر إلى الأمور العارضة فإن كما قيل دوام الحال من المحال ولكن ما دمت واثقاً بوعد الله عز وجل فثق أن هذا الوعد سوف يتحقق لكن تعتريه عوارض بحكمة من حكم الله عز وجل يبتلي بها ثم تكون العاقبة للمتقين أظن انتهت الفوائد نعم .
عظيمة ما منهم أحد رجع عن دينه لكن توجد كلمات مثلاً من ضعيف الإيمان لكنها لا تستقر.
الطالب : ...؟
الشيخ : أي نعم مع شدة دعاية المنافقين لأن المنافقين لاشك أن عندهم دعاية عظيمة ما هم ساكتين لا يسكتون لكن ما شاء الله وثبتهم الله ...
8 - فوائد قول الله تعالى : (( وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ))
(( وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا ))[الأحزاب :13](( وَإِذْ قَالَتْ )) هذه معطوفة على ما سبق (( وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ )) يعني واذكر هذه القولة المنكرة (( إِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ )) الطائفة الجماعة من الناس و(( منهم )) الضمير يعود على المنافقين كما قال المؤلف : (( وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ )) أي من المنافقين (( يَا أَهْلَ يَثْرِبَ )) يثرب يقول هي أرض المدينة وقيل هي المدينة نفسها فأهل العلم بالتاريخ اختلفوا هل يثرب اسم للمكان والمنطقة التي فيها المدينة أو أن يثرب هي نفس المدينة ؟ وظاهر الحديث أن يثرب هي المدينة وقوله : (( يَا أَهْلَ يَثْرِبَ )) هي أرض المدينة ولم تصرف للعلمية ووزن الفعل يعني ممنوعة من الصرف لهاتين العلتين العلمية ووزن الفعل ويدل على أنها ممنوعة من الصرف أنها جرت بالفاتحة لأنه مضاف إليها وحق المضاف إليه أن يكون مجروراً وهنا الكلمة مفتوحة لأنها تجر بالفتحة كسائر الأسماء التي لا تنصرف وقول المؤلف للعلمية ووزن الفعل لأن يثرب التي هي اسم على وزن يثرب الذي هو فعل ولها علة أخرى غير وزن الفعل وهي التأنيث العلمية والتأنيث لأنها اسم لبقعة وكأن المؤلف رحمه الله قال للعلمية ووزن الفعل ليشير إلى أن هذه الكلمة يثرب مأخوذة من التثريب وهو اللوم والتوبيخ وما أشبه ذلك من الكلمات التي فيها عتب ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( أمرت بقرية تأكل القرى يقولون يثرب وهي المدينة ) وهذا دليل على أن الرسول عليه الصلاة والسلام كره أن تسمى يثرب وهو أحد قولين في المسألة وأما الحديث الذي روي ( من قال للمدينة يثرب فليستغفر الله ) فهو ضعيف لكن يكفي عنه هذا الحديث الذي في الصحيحين يقولون يثرب وهي المدينة تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد الحاصل أن قوله : (( يَا أَهْلَ يَثْرِبَ )) كأن المؤلف رحمه الله اختار أن يقول أن لم يؤخذ بالفعل لهذا السبب ... (( يَا أَهْلَ يَثْرِبَ )) (( لا مُقَامَ لَكُمْ )) " بضم الميم وفتحها أي لا إقامة ولا مكانة " مقام بضم الميم وفتحها إيش معنى هذا يا سامي ايش معنى كلام المؤلف ؟ هي قراءتان (( لا مُقَامَ _ ولا مَقام )) قال لا إقامة ولا مكانة ، لا إقامة تفسير للضم مُقام لأنه من الرباعي والرباعي يقال في مصدره الميمي مُقام ومَقام لا مكانة على أنها اسم مكان واسم مكان بفتح الميم على أنها اسم مكان المعنى لا موضع للإقامة على كونها اسم مكان أو لا إقامة لكم لماذا يقولون لا مقام لكم ؟ لأنهم يريدون الفرار ولا يريدون البقاء مع النبي صلى الله عليه وسلم في القتال إذ أنهم منافقون والمنافق ليس صبوراً على القتال بل لا يريد القتال ولو ظهر الأمر في يده لقاتل من ؟ المسلمين قال وفي قوله (( يَا أَهْلَ يَثْرِبَ )) إشارة واضحة إلى القومية والعصبية لأنه دعاهم باسم الوطن ما قالوا يا إخوتنا وما قال يا أيها المسلمون إنما قال يا أهل يثرب لأنه ليس عنده دين يقاتل من أجله وإنما هو قوميٌ يريد الحمية فقط (( لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا )) إلى أين ؟ يقول المؤلف " إلى منازلكم من المدينة وكانوا خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى سلع جبل خارج المدينة للقتال " وقوله : (( لا مُقَامَ لَكُمْ )) حسب ما يعرف في اللغة العربية إنه نفي عام لأن (( لا )) النافية للجنس تفيد العموم يعني ما فيها أي مقام على أي حال من الأحوال فارجعوا ومثل هذا التعبير إذا قيل لقوم ليس في قلوبهم إيمان لا يبقي منهم أحداً لابد أن يرجعوا
تفسير قول الله تعالى : (( ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا ))
ثم قال الله عز وجل بناء على هذا الأمر وأنه لا مقام لهم قال : (( وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ )) هؤلاء أهون من الأولين لأن الأولين دعوا إلى الفرار بدون استئذان قالوا يا عبد الوهاب (( لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا )) أما هؤلاء فانهم يستأذنون النبي صلى الله عليه وسلم ولكن استئذانهم للرسول عليه الصلاة والسلام ليس كاستئذان المؤمنين الذين كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه لكنهم يستأذنون خداعاً وتمويهاً ولهذا يقول : (( وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ )) أي من المنافقين ، النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرجوع يقولون : (( يَسْتَأْذِنُ )) بمعنى يطلب الإذن لأن استفعل تأتي كثيراً بمعنى طلب الشيء ومنه استغفر طلب المغفرة واستعتب طلب العتب والعظة وقوله : (( يقولون )) الجملة إما أنها حال من (( فريق )) يعني حال كونهم يقولون وإما أن تكون عطف بيان أو بدلاً من قوله : (( يستأذن )) وكلاهما له وجه أما على قولنا إنها حال فلأن النكرة هنا وصفت والنكرة إذا وصفت تخصصت فجاز وقوع الحال منها أليس هذا يا حيدر ؟ وأما على قولنا بأنها بدل أو عطف بيان فعلى حد قول ابن مالك رحمه الله ياللا يا أصحاب حفظ الألفية ماذا قال ؟
"ويبدل الفعل من الفعل كمن يصل إلينا يستعن بنا يعم "
الله يخلف على التعب اللي هذا حصيلة إذاً يجوز فيها وجهان أن تكون بدلاً من قوله : (( يستأذن )) وأن تكون عطف بيان مثل البدل وأن تكون حالاً من فاعل (( يستأذن )) (( يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ )) قال غير حصينة يخشى عليها يقولوا للرسول عليه الصلاة والسلام في مبرر الاستئذان (( إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ )) ونخشى عليها من العدو والعورة هنا يعني غيرة حصينة لأن الحصن يحميها ويسترها كما يستر الثوب عورة الرجل فهذا معنى قولهم إنها عورة يعني مكشوفة لا يمكن أن نأمن من هجوم العدو عليها وفي قراءة لكنها غير سبعية (( عَِورَة )) بكسر الواو أي معيبة قال الله تعالى مبطلاً دعواهم (( وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ )) (( إِنْ )) ما (( يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا )) هنا ينبغي الوقوف على قوله : (( إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ )) لأنك لو وصلت لأوهم أن قوله : (( وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ )) من قول المنافقين فيكون في ذلك تناقض وفساد للمعنى فتقف (( يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ )) ثم تستأنف القراءة وتقول : (( وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ ))
"ويبدل الفعل من الفعل كمن يصل إلينا يستعن بنا يعم "
الله يخلف على التعب اللي هذا حصيلة إذاً يجوز فيها وجهان أن تكون بدلاً من قوله : (( يستأذن )) وأن تكون عطف بيان مثل البدل وأن تكون حالاً من فاعل (( يستأذن )) (( يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ )) قال غير حصينة يخشى عليها يقولوا للرسول عليه الصلاة والسلام في مبرر الاستئذان (( إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ )) ونخشى عليها من العدو والعورة هنا يعني غيرة حصينة لأن الحصن يحميها ويسترها كما يستر الثوب عورة الرجل فهذا معنى قولهم إنها عورة يعني مكشوفة لا يمكن أن نأمن من هجوم العدو عليها وفي قراءة لكنها غير سبعية (( عَِورَة )) بكسر الواو أي معيبة قال الله تعالى مبطلاً دعواهم (( وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ )) (( إِنْ )) ما (( يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا )) هنا ينبغي الوقوف على قوله : (( إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ )) لأنك لو وصلت لأوهم أن قوله : (( وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ )) من قول المنافقين فيكون في ذلك تناقض وفساد للمعنى فتقف (( يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ )) ثم تستأنف القراءة وتقول : (( وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ ))
10 - تفسير قول الله تعالى : (( ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا )) أستمع حفظ
مناقشة قول الله تعالى : (( وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا ))
وقوله : (( وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ )) أحب أن أسمع إعرابها من واحد منكم يا نحاة البصرة نعم
الطالب : ...
الشيخ : مبنية على الكسر مبنية على السكون
الطالب :الفتح
الشيخ : صح
الطالب :...حرف جر زائد
الشيخ : زائد اعرابا
الطالب :...
الشيخ : خبر ما مرفوع بفتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها ... لو قال قائل من الذي يقول إنها حجازية لأن النص ليس بظاهر على الخبر ؟ أفلا يجوز أن تكون عورة خبر المبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على آخرها منع من ظهورها اشتغال المحل فبماذا نجيبه ؟
الطالب : القران نزل بلغة أهل الحجاز ؟
الشيخ : ما الدليل نريد شاهداً من القرآن يؤيد قولك ؟
الطالب : ...(( ما هذا بشراً ))
الشيخ : (( ما هذا بشراً )) فنصب استدل ذلك على أن القرآن نزل بمقتضى لغة الحجازية .
الطالب : ...
الشيخ : مبنية على الكسر مبنية على السكون
الطالب :الفتح
الشيخ : صح
الطالب :...حرف جر زائد
الشيخ : زائد اعرابا
الطالب :...
الشيخ : خبر ما مرفوع بفتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها ... لو قال قائل من الذي يقول إنها حجازية لأن النص ليس بظاهر على الخبر ؟ أفلا يجوز أن تكون عورة خبر المبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على آخرها منع من ظهورها اشتغال المحل فبماذا نجيبه ؟
الطالب : القران نزل بلغة أهل الحجاز ؟
الشيخ : ما الدليل نريد شاهداً من القرآن يؤيد قولك ؟
الطالب : ...(( ما هذا بشراً ))
الشيخ : (( ما هذا بشراً )) فنصب استدل ذلك على أن القرآن نزل بمقتضى لغة الحجازية .
تتمة لتفسير قول الله تعالى : (( وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا ))
قال الله تعالى : (( وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا )) (( إن )) قال المؤلف ما
الطالب :نافية
الشيخ : تفسير لـ(( إن )) إذاً هنا إيش؟
الطالب :نافية
الشيخ : نافية لأنها فسرت بما وما نافية ويدل لذلك إتيان (( إلا )) بعدها والا لا أي ما إن يريدون إلا فراراً فهذا دليل على أنها نافية وإن تأتي نافية كما هنا وتأتي شرطية وايش مثاله ؟(( وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ ))[الأنفال :19]وتأتي مخففة من الثقيلة مثل
الطالب :...
الشيخ : هذه أن
الطالب :...
الشيخ : لا لا هذه شرطية
الطالب :...
الشيخ : أن
الطالب : (( إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ ))[طه :63]
الشيخ : (( إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ ))[طه :63]هذه مخففة من الثقيلة هذه ثلاث وتأتي زائدة
الطالب :...
الشيخ : هذه أن ما يخالف ائتوا لنا بشيء لنا من كلام العرب وإلا من غير القرآن
الطالب :...
الشيخ : " ما إن أنتم ذهب ولا صريف ولكن أنتم الخزف " هذه زائدة لأن ما إن أنتم أي ما أنتم ما الذي يعين هذه المعاني ؟ الذي يعينه السياق وهذا باتفاق العلماء أي أن وجود الألفاظ المشتركة التي تتعين بالسياق ثابت في اللغة العربية لكنهم اختلفوا في مسألة الحقيقة والمجاز فمنهم من أثبت ذلك ومنهم من نفى وقالوا إن المجاز والحقيقة كالاشتراك في المعنى والاشتراك أنتم تقولون به وهذا هو القول الراجح كما سبق عدة مرات بأن الصحيح أنه لا مجاز في اللغة العربية نعم يقول : (( إِنْ يُرِيدُونَ )) هذا كلام الله عز وجل (( وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا )) يعني ما يريدون إلا فراراً وهذه الجملة كما تشاهدون جملة حصرية يعني تفيد الحصر أي أن هؤلاء ما لهم إرادة أبداً سوى الفرار من القتال فالبيوت محصنة ولا يخشى عليها أكثر مما يخشى على المدينة وليس لهم أي عذر إلا عذراً واحداً وهو الفرار من القتال لأنهم لا يريدون مواجهة العدو بل هم العدو كما قال الله عنهم
الطالب :نافية
الشيخ : تفسير لـ(( إن )) إذاً هنا إيش؟
الطالب :نافية
الشيخ : نافية لأنها فسرت بما وما نافية ويدل لذلك إتيان (( إلا )) بعدها والا لا أي ما إن يريدون إلا فراراً فهذا دليل على أنها نافية وإن تأتي نافية كما هنا وتأتي شرطية وايش مثاله ؟(( وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ ))[الأنفال :19]وتأتي مخففة من الثقيلة مثل
الطالب :...
الشيخ : هذه أن
الطالب :...
الشيخ : لا لا هذه شرطية
الطالب :...
الشيخ : أن
الطالب : (( إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ ))[طه :63]
الشيخ : (( إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ ))[طه :63]هذه مخففة من الثقيلة هذه ثلاث وتأتي زائدة
الطالب :...
الشيخ : هذه أن ما يخالف ائتوا لنا بشيء لنا من كلام العرب وإلا من غير القرآن
الطالب :...
الشيخ : " ما إن أنتم ذهب ولا صريف ولكن أنتم الخزف " هذه زائدة لأن ما إن أنتم أي ما أنتم ما الذي يعين هذه المعاني ؟ الذي يعينه السياق وهذا باتفاق العلماء أي أن وجود الألفاظ المشتركة التي تتعين بالسياق ثابت في اللغة العربية لكنهم اختلفوا في مسألة الحقيقة والمجاز فمنهم من أثبت ذلك ومنهم من نفى وقالوا إن المجاز والحقيقة كالاشتراك في المعنى والاشتراك أنتم تقولون به وهذا هو القول الراجح كما سبق عدة مرات بأن الصحيح أنه لا مجاز في اللغة العربية نعم يقول : (( إِنْ يُرِيدُونَ )) هذا كلام الله عز وجل (( وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا )) يعني ما يريدون إلا فراراً وهذه الجملة كما تشاهدون جملة حصرية يعني تفيد الحصر أي أن هؤلاء ما لهم إرادة أبداً سوى الفرار من القتال فالبيوت محصنة ولا يخشى عليها أكثر مما يخشى على المدينة وليس لهم أي عذر إلا عذراً واحداً وهو الفرار من القتال لأنهم لا يريدون مواجهة العدو بل هم العدو كما قال الله عنهم
تفسير قول الله تعالى : (( ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لآتوها وما تلبثوا بها إلا يسيرا ))
قال الله تعالى : (( وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا ))[الأحزاب :14] (( وَلَوْ دُخِلَتْ )) (( لو)) هذه شرطية وفعل الشرط فيها (( دخلت )) وجواب الشرط (( لَآتَوْهَا )) ، (( وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا )) الفاعل فسره المؤلف بالمدينة يعني لو دخلت المدينة عليهم من أقطارها وتفسيره إياها بالمدينة يؤيده قوله في أول الآية : (( يا أهل يثرب لا مقام لكم )) وفسره بعضهم بالبيوت أي ولو دخلت عليهم البيوت من أقطارها ويؤيد هذا التفسير قولهم : (( إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ )) لكن يرجح الأول أنها المدينة قوله (( من أقطارها )) لأن الغالب أن كلمة (( من أقطارها )) ما تأتي للبيوت لأن البيوت صغيرة فجهاتها لا يطلق عليها قِطر وإنما الأقطار إنما تكون للشيء الكبير ولهذا قال : (( من أقطارها )) أي نواحيها يعني لو دخل العدو المدينة من نواحيها كلها أو من أي ناحية منها (( ثُمَّ سُئِلُوا )) أي سألهم الداخلون (( الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا )) بالمد والقصر أي أعطوها وفعلوها (( ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ )) الفاعل مَن ؟ نائب الفاعل المنافقون لكن من الفاعل الفاعل في المعنى ، المعنى الداخل المدينة من أقطارها لو سألهم هذا الداخل الفتنة ، الفتنة يقول المؤلف الشرك والدليل على أن الفتنة بمعنى الشرك قوله تعالى : (( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ ))[البقرة :193]أي لا يكون شركاً وقال الإمام أحمد رحمه الله في قوله تعالى : (( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ ))[النور :63] قال أتدري ما الفتنة ؟ الفتنة الشرك هؤلاء لو دخلت عليهم المدينة لم يكن عندهم إخلاص في الإسلام وبقاء عليه بمجرد ما يسألهم الداخلون الكفر يوافقون عليه لأنهم قوم لا يريدون إلا الدنيا فقط يريدون أن يعيشوا في الدنيا ولو عيشة الحمار أما أن يعيشوا عيشة المؤمنين فإنهم لا يريدون هذا ولذلك يقول لو سئلوا الفتنة .
اضيفت في - 2011-05-25