تابع لتفسير قول الله تعالى : (( ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لآتوها وما تلبثوا بها إلا يسيرا ))
1 - تابع لتفسير قول الله تعالى : (( ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لآتوها وما تلبثوا بها إلا يسيرا )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله مسئولا ))
الطالب : الواو
الشيخ : الواو ما هي مؤكدة
الطالب :باللام وقد
الشيخ : باللام وقد ايش بعد نحن قلنا ثلاثة
الطالب :...
الشيخ : وقسم مقدر كلما جاء مثل هذا التعبير في القرآن فإنه مؤكد بالمؤكدات الثلاثة يعني والله لقد كانوا عاهدوا الله من قبل القسم تقدم لنا أن الله تعالى يقسم عن الشيء لا في جانب الإنكار ولكن في جانب الأهمية وقد يقسم عليه في جانب الإنكار مثل (( زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ))[التغابن :7]هنا أكد الله تعالى هذا العهد منهم أنهم عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وهذا العهد بينهم وبين الرسول عليه الصلاة والسلام والمعاهدة مع الرسول صلى الله عليه وسلم معاهدة مع الله كما قال الله تعالى : (( إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ ))[الفتح :10]فهم عاهدوا الرسول عليه الصلاة والسلام ألا يفروا ولا يولون الأدبار ولكنهم نقضوا العهد لأن نقض العهد والخيانة والكذب من خصال من ؟ من خصال المنافقين تلك سجية فيهم نسأل الله العافية (( عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الأَدْبَارَ )) ما محل قوله : ((لا يُوَلُّونَ )) من الإعراب ؟ قال بعضهم أنه لا محل لها من الإعراب لأنها جواب لقوله عاهد وقال بعضه إنها بيان للمعاهدة يعني أن المعاهدة التي وقعت أنهم لا يولون الأدبار كلمة (( لا يُوَلُّونَ الأَدْبَارَ )) تحتاج إلى مفعولين المفعول الأول الأدبار والمفعول الثاني محذوف والتقدير لا يولون عدوهم أدبارهم تولية الدبر معناه الانصراف والانحراف فبدل من أن تكون وجوههم نحو العدو تكون أدبارهم نحو العدو فهم أقسموا في الأول وعاهدوا انهم لا يولون الأدبار عند ملاقاة الأعداء ولكنهم نقضوا العهد قال الله تعالى : (( وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا )) قال المؤلف (( وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا )) عن الوفاء به فعلى هذا تكون المسؤولية ما هو على العهد نفسه بل عن الوفاء به فالعهد مسئول يعني مسئول عن الوفاء به والسؤال عن الوفاء به سؤال عن وقوعه أيضاً فيقال مثلاً أليس بيني وبينك عهد ألم تنقض العهد فيكون السؤال عن نفس العهد وعن الوفاء به هذه المسؤولية متى تكون في الدنيا أو في الآخرة ؟ أما المسؤولية التي بين الإنسان وبين ربه فإنها في الآخرة وأما المسؤولية التي تكون بينه وبين الناس فهي في الدنيا يطالب بالوفاء بالعهد (( وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا ))
2 - تفسير قول الله تعالى : (( ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله مسئولا )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا ))
الطالب : النفي والنصب...؟
الشيخ : النفي والنصب
الطالب :...
الشيخ : إيش
الطالب :...
الشيخ :لا
الطالب :والاستقبال
الشيخ : والاستقبال يعني أن الفعل المضارع محتمل لأن يكون للحال أو للاستقبال فإذا دخلت عليه لن تعين أن يكون للاستقبال وهل لن للنفي المؤبد يعني تستلزم وتقتضي النفي المؤبد ؟ يا عبد الله هل لن للنفي المؤبد ؟ ... وما وإلا تكون للتأبيد ولغير التأبيد ؟
الطالب : لغير التأبيد .
الشيخ : دائماً لغير التأبيد ؟
الطالب : ...
الشيخ :وتكون للتأبيد نعم
الطالب :...
الشيخ : يعني تكون لهذا ولهذا ، هات مثال على التأبيد ؟
الطالب : (( فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا ))[البقرة :24] ؟
الشيخ : طيب (( فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا ))[البقرة :24]والآية التي معنا للتأبيد (( لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ )) طيب وتأتي لغير التأبيد ؟
الطالب :... ؟
الشيخ :الظاهر أنها للتأبيد هنا أو ربما ...في أكثر من ... إيش تقولون في هذه الآية هل هي للتأبيد والا لغير التأبيد ؟ (( لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى ))[آل عمران :111]هل إنهم قد يضرون المؤمنين بغير أذى أو لا يضرونهم إلا أذى ؟
الطالب :...
الشيخ : قال الله تعالى : (( وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ))[الجمعة :7]هذه للتأبيد
الطالب :...
الشيخ : ما هم قد يتمنون الموت ، في عذاب النار يتمنون الموت .
الطالب :...؟
الشيخ : لا في الدنيا ما يتمنون الموت ولكن حتى في الدنيا مؤكدة بقوله ابدا الصحيح أن (( لن )) لا تقتضي التأبيد كما قال ابن مالك:
" ومن رأى النفي بلن مؤبداً فقوله اردد وسواه فاعضدا "
ما يمكن أن تأتي لالتأبيد أبداً يعنى معناه لا تستلزم التأبيد وإلا قد تفيده ولهذا قال أهل السنة إن قول الله تعالى لموسى (( لن تراني )) لا يستلزم أنه لا يرى الله لا في الدنيا ولا في الآخرة وأما المعتزلة ومنكروا رؤية الله سبحانه وتعالى فإنهم يقولون : (( لن )) تفيد التأبيد فتدل على أن الله لا يرى أبدا ًأي نعم (( قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ )) يعني فإن لم تفروا من الموت أو القتل نفعكم الفرار هذا القيد لبيان الواقع لأنه لا فرار إلا إذا فروا فهو لا ينفعهم أي شيء من الموت أو القتل قال : (( وَإِذًا )) يعني لو فرض أنكم فررتم من الموت أو القتل (( وإذا )) إن فررتم (( لا تُمَتَّعُونَ في الدنيا )) بعد فراركم (( إِلَّا قَلِيلًا )) بقية آجالكم يعني على فرض أنكم فررتم من الموت أو من القتل فهل ستبقون في الحياة ؟ لا ما يبقون إن فروا لا يمتعون إلا قليلاً وهو بقية آجالهم نعم هذا على تقدير فرارهم وحينئذ ما الفائدة من أن يدع الإنسان القتال المفروض عليه ويولي الدبر لأمر قد ينفعه وقد لا ينفعه قد يموت في حالة التولي وقد يبقى ويعمر لكن لو بقي وعمر سيبقى أبداً ؟ لا يمتع إلا قليلاً مهما طال الأمد به فإنه قليل ولهذا الدنيا كلها بالنسبة للآخرة ليست بشيء قال الله تعالى : (( بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ))[الأعلى16 :17]وأخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن موضع سوط الإنسان في الجنة خير من الدنيا وما فيها فمتاع الدنيا في الحقيقة ليس بشيء بالنسبة لوقت الآخرة ولهذا قال : (( وَإِذًا لا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا )) ثم هناك شيء آخر لو قتلوا في سبيل فإنهم قتلوا في سبيل الله ولكنهم أحياء قال الله تعالى : (( وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ ))[البقرة :154] هذا القول باللسان نهينا عنه وحتى الظن بالقلب نهينها عنه (( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ))[آل عمران :169]فلا يجوز القول ولا الحسبان بأن من قتل في سبيل يكون ميتاً بل هو ميت البدن لكنه حي الروح حياة برزخية وليست كحياة الدنيا ولو كانت كحياة الدنيا ما جاز أن يدفن هؤلاء لأننا لو دفناهم وهم أحياء حياة الدنيا لكنا قد قتلناهم وأهلكناهم وبهذا نعرف ضلال من قالوا إنهم أحياء يسألون لك إذا سألتهم أن يدعوا الله لك ويجيبونك ويتوصلون بهذا الشيء إلى الإشراك بهم وبالأنبياء وبمن يدعونهم أولياء نعم .
الطالب :...؟
3 - تفسير قول الله تعالى : (( قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا )) أستمع حفظ
لماذا ذكر في الآية (( إن فررتم من الموت أو القتل )) الموت والقتل والموت يكون بالقتل كذلك ؟
4 - لماذا ذكر في الآية (( إن فررتم من الموت أو القتل )) الموت والقتل والموت يكون بالقتل كذلك ؟ أستمع حفظ
هل هذه الآية (( بل أحياء عند ربهم يرزقون )) خاصة بالشهداء ؟
الشيخ :خاص بالشهداء ومن هو أفضل منهم هذا هو الظاهر ويحتمل أن يكون هذا خاصاً بالشهداء لأن الشهداء تعرضوا للموت ابتغاء وجه الله وبعض أهل العلم يقول إذا ثبت هذا للشهداء في الحياة البرزخية فلمن هو أفضل منهم أثبت مثل الصديقين والأنبياء ولكن عند أن فيه احتمالاًً بأن هذا خاص بالشهداء وذلك لأن الشهيد ليس كغيره الشهيد عرض نفسه للموت وباع نفسه فيجازى بأن يكون حياً لكن المشهور من هو أعلى من الشهداء له ذلك الحكم والأنبياء لهم خصيصة أخرى أيضاً ما هي بغيرهم وهي أن الأرض لا تأكل أجسادهم .
هل يقال أن من عرض نفسه للقتل ولم يمت هل له نفس الثواب " أنه حي عند ربه " ؟
الشيخ : ما يحصل لهم هذا ...نعم هم عرضوا أنفسهم لكنهم ما قتلوا .
الطالب : ...؟
الشيخ : ما نجزم بهذا الشيء والمسألة فيها ما قلت رأي أكثر أهل العلم الذين اطلعت عليهم أنهم يقولون إن من كان أعلى منهم مرتبة فهو أولى منهم بذلك .
تتمة تفسير قول الله تعالى : (( وإذا لا تمتعون إلا قليلا ))
فوائد قول الله تعالى : (( وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ))
ومن فوائد الآية الكريمة أن الاعتزاز بالوطن من صفات المنافقين لقول لقولهم : (( يا أهل يثرب )) وقصدهم بذلك إحماء حميتهم الوطنية وأما الحديث الذي يروى ( حب الوطن من الإيمان ) فإنه كذب على الرسول عليه الصلاة والسلام ما هو صحيح
ومن فوائد الآية الكريمة جواز تسمية المدينة بيثرب هكذا استدل به بعضهم
الطالب :...
الشيخ : ما يستفاد وجه قول هذا القائل أن الله تعالى حكاه عنهم وأقره ولكن بعض أهل العلم قال لا يدل على ذلك بل إنما يدل على العكس وأما تسميتها بيثرب إنما يكون من المنافقين لأن الله تعالى يحكي الكفر عن الكافرين يحكي كل ما يقوله هؤلاء الكفار من المنافقين وغيرهم وهل ما حكاه عنهم من الكفر إقرار له ؟ لا إذاً يستفاد من الآية أن تسمية المدينة بيثرب من شأن المنافقين ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( يقولون يثرب وهي المدينة ) وهذا واضح بأن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يرتض هذه التسمية ويتفرع على هذا الفائدة يتفرع عليها بيان ما كان عليه من أولئك المؤرخين لا نقول العرب نقول الإسلاميين الذين هم إمعة جاء المستشرقون فكانوا يتحدثون عن الرسول عليه الصلاة والسلام باسم محمد فقط قالوا محمد كما قال الكفار في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ويتحدثون عن المدينة بأنها يثرب فجاء هؤلاء المساكين يقلدون أولئك يقلدون هؤلاء المستشرقين فصاروا يعبرون عن الرسول بكلمة محمد ويعبرون عن المدينة بكلمة يثرب وكأن هذا هو الفخر والرقي .
ومن فوائد الآية الكريمة أن أولئك المرجفين لم يقتصروا على الإرجاف بل ضللوا الناس بقولهم : (( فَارْجِعُوا )) فيستفاد منه ويتفرع على هذا أن كل من دعا إلى الرجوع إلى الحق ففيه شبه بمن ؟ بالمنافقين لقول : (( فارجعوا )) هؤلاء أرجفوا أولاً ثم دعوا إلى الترك ((فَارْجِعُوا )) .
فوائد قول الله تعالى : (( ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا ))
ومن فوائد الآية الكريمة أن من شأن المنافقين الكذب لقوله : (( يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ )) وهم كاذبون .
ومن فوائدها بيان إحاطة علم الله تعالى بما في القلوب لقوله : (( إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا )) أما قوله : (( وما هي بعورة )) فهذا قد يعلم لأنه ظاهر إن البيوت حصينة ولا عليها من العدو لكن (( إن يريدون )) الإرادة في القلب لا يعلمها إلا الله عز وجل أو صاحبها أو من أطلعه الله تعالى عليه .
ومن فوائد الآية الكريمة وجوب تكذيب الناطق بالباطل شوف الآن هل يصح التعبير بكلمة وجوب أو نقول مشروعية ؟ هو إن نظرنا إلى أن الباطل يجب إبطاله قلنا يجب لكن الكلام على هل يؤخذ من الآية ؟ الآية فيها مشروعية ذلك إبطال قول الناطق بالباطل لأن الله تعالى أبطله في قوله : (( وما هي بعورة ))
9 - فوائد قول الله تعالى : (( ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لآتوها وما تلبثوا بها إلا يسيرا ))
ويستفاد من الآية أيضاً قرب المنافقين من الكفر والشرك لقوله : (( سُئِلُوا ... لَآتَوْهَا )) مبادرين ما يتلبثون ويقولون ننظر في الأمر لا
وهل يستفاد من هذه الآية أنه لا حكم للإكراه وأن الإنسان إذا كفر مكرهاً فإنه يترتب على كفره حكم الكافر وإلا لا ؟ نعم أقول هل يستفاد من الآية أنه لا حكم للإكراه وأن من كفر مكرهاً فعليه الإثم ؟ ما يستفاد لماذا ؟ لأنه هؤلاء سئلوا ما أكرهوا بمجرد السؤال وافقوا فليس فيه معارضة لقوله تعالى : (( مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ ))[النحل :106] لا يعارض هذه الآية .
ومن فوائد الآية الكريمة بيان أن المنافق حياته حياة مادية يريد أن يعيش سواء كان كافراً أو غير كافر وجهه من الآية لأن هؤلاء وجهه من الآية إذا سئلوا الفتنة أتوها إذاً فإيمانهم ليس إيمان حقيقياً وإلا المؤمن الحقيقي لو سئل الشرك ما أشرك .
10 - فوائد قول الله تعالى : (( ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لآتوها وما تلبثوا بها إلا يسيرا )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله مسئولا ))
يستفاد من الآية الكريمة أن المنافقين أصحاب غدر وخيانة لقوله : (( وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الأَدْبَارَ )) وهم الآن يحاولون الإدبار لكنهم يموهون بسؤال النبي صلى الله عليه وسلم واستئذانه إذاً يتفرع على هذه الفائدة أن كل من نقض العهد ففيه شبه من المنافقين واليهود أيضاً ولهذا جاء الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام ( آية المنافق ثلاث ومنها إذا عاهد غدر ) يتفرع على ذلك أنه إذا كان الغدر من صفات المنافقين فالواجب على المؤمن البعد عنه لو لم يكن من الغدر إلا أنه من صفات المنافقين لكان ذلك كافياً في وجوب البعد والحذر منه .
ومن فوائد الآية الكريمة استهانة المنافق بحق الله عز وجل لقوله : (( عَاهَدُوا اللَّهَ )) يعني نقض العهد مع الإنسان مثلك قد يكون أهون لكن نقض العهد مع الله عز وجل أشد وأعظم .
ومن فوائد الآية الكريمة تحريم تولية الأدبار عند ملاقاة العدو وجه ذلك أن الله تعالى ذكر هذا عن المنافقين تحذيراً منه وقد دلت الآية الكريمة في سورة الأنفال على أنه من كبائر الذنوب لقول الله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلا تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ * وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ))[الأنفال15 :16]وجاء في الأحاديث في عد ذلك من الموبقات يعني من المهلكات لأنه من الكبائر .
ومن فوائد الآية الكريمة إثبات الحساب لقوله : (( وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا )) فكل ما بينك وبين الله عز وجل من الحقوق فإنك مسئول عنه يوم القيامة قال الله تبارك وتعالى : (( فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ * فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ ))[الأعراف6 :7].
11 - فوائد قول الله تعالى : (( ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله مسئولا )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا ))
هل يستفاد من الآية الكريمة إبطال الأسباب ؟ لأن الإنسان لو رأى ناراً تلتهم الشجر مقبلة عنه هل يهرب وإلا لا ؟ يهرب إذاً يهرب وربما ينجو ، هي غير هذه لكن ما هو المخلص يعني لو قال قائل هذه الآية تنفي العمل بالسبب فالجواب على ذلك نقول إذا كان العمل بالسبب مبطلاً للحكم الشرعي فإنه لا يجوز كهذه الآية أو كهذه الحال فإبطال الأسباب القدرية بانتهاك الأحكام الشرعية هذا لا يجوز يعني كلما الإنسان يترك الحكم الشرعي الواجب خوفاً من آثاره جائز ؟ ليس بجائز لكن سبب حقيقي مأذون فيه شرعاً يفعل وإلا لا ؟ فلتفعله ما نقول للرجل إذا رأيت نار مقبلة عليك قف لا تفر لا ينفعك الفرار هذا ما هو صحيح بل نقول في هذه الحال فر لأن هذا سبب مباح مأذون فيه شرعي وسبب حقيقي لكن نبغي نجعل الأسباب معطلة للأحكام الشرعية هذا لا يجوز .
ويستفاد من الآية الكريمة بيان نفوذ حكم الله عز وجل الشرعي والقدري أما القدري فلا إرادة لك فيه وأما الشرعي فلك فيه إرادة ولهذا نقول بالنسبة للشرعي وجوب تنفيذ حكم الله الشرعي لأن الله تعالى عاب هؤلاء الفارين لكون فرارهم يتضمن إسقاط حكم شرعي أي نعم .
ومن فوائد الآية الكريمة أن البقاء في الدنيا وإن طال فهو قليل لقوله : (( وَإِذًا لا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا )) نعم وقد قال الله تعالى في آية أخرى : (( قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا ))[النساء :77].
ومن فوائد الآية الكريمة توبيخ هؤلاء الذين فروا للإبقاء على حياتهم يؤخذ من أمر الله نبيه أن يقول لهم : (( لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ )) وهذا لاشك أنه على سبيل التوبيخ لهم ولهذا قال : (( وإذا )) يعني لو فررتم ونجوتم من هذه الحادثة ما تنجون من الموت (( لا تمتعون إلا قليلاً )) نعم هذا من جبن المنافقين أنه أهل جبن وذل وخوف ورعب وهذا أيضا ًيترتب عليه مشكلة وهي أن الخوف من الموت أمر طبيعي قال الله تعالى عن موسى عليه الصلاة والسلام : (( قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ ))[القصص :33]وهذه فيها إشكال .
الطالب :...؟
الشيخ : كلمة ...الفرق أن يقولوا هذا غير هذا ما يكفي.
الطالب : وجه المعارضة ؟
الشيخ : وجه المعارضة أنه خاف من القتل وهؤلاء خافوا من القتل . القتل كما أشرنا إليه قبل قليل الخوف من القتل الذي يستلزم إبطال حكم شرعي هذا ما يجوز أما هذا خاف من القتل لأنه تسبب له وهو ممكن أن يقتل وإلا لا ؟ موسى ممكن أن يقتل لأنه فعل ما يستلزم القتل عند هؤلاء .
12 - فوائد قول الله تعالى : (( قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة ))
13 - تفسير قول الله تعالى : (( قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة )) أستمع حفظ
مناقشة قول الله تعالى : (( قل من ذا الذي يعصمكم من الله ))
الطالب :...؟
الشيخ : لا خطأ ضمير مستتر وجوباً وإن ابتدئ بالياء فمستتر جوازاً وإن افتتح بالتاء فعلى حسب الحال قد يكون وجوباً مثل تشكر أنت...وقد يكون جوازاً مثل تشكر هي طيب ذا الآن اختلفا الرجلان في إعرابها أحدهما قال أنها اسم إشارة والثاني قال إنها ملغاة أيهما الصواب ؟ الصواب أنها ملغاة لأنها إذا جاء بعدها اسم موصول فإنها تكون ملغاة مثل (( مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ ))[البقرة :255]ومثل (( قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ ))
تتمة تفسير قول الله تعالى : (( قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة ))
15 - تتمة تفسير قول الله تعالى : (( قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا ))
الطالب :...
الشيخ : عندي ينفعهم (( لا يجدون لهم )) أي هؤلاء الذين فروا من القتال لن يجدوا أحدا ًينفعهم أو يجلب لهم الخير أو يدفع عنهم الضر (( وَلِيًّا )) والولي هو من يتولى أمرك ويعتني بك فهؤلاء لا يجدون أحداً سوى الله وقوله : (( ولياً )) يعني بالولاية العامة لأن ولاية الله سبحانه وتعالى تنقسم إلى قسمين ولاية عامة تشمل كل أحد وولاية خاصة للمؤمنين فقط قال الله تعالى : (( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ))[البقرة :257]وقال تعالى : (( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ ))[محمد :11]أما بمعنى العام فمثل قوله تعالى : (( ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ ))[الأنعام :62]فإن هذه الولاية العامة لأن الله تعالى ولي عن كل أحد في المعنى العام الذي هو التدبير والملك والسلطان وقوله : (( ولا نصيراً )).