تابع لتفسير قول الله تعالى : (( ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا ))
تفسير قول الله تعالى : (( قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا ))
الطالب :...
الشيخ : الظاهر أنك ما معنا....خذ بالك من التحقيق (( قد يعلم )) والأصل أنها إذا دخلت على المضارع تكون للتقليل كمن يقال قد يجود البخيل لكن هنا للتحقيق لأن علم الله عز وجل محقق وليس للتقليل وقوله وإنما جاءت (( قد يعلم )) دون قد علم ليفيد أن علم الله عز وجل مستمر بهم من ذلك الوقت إلى يوم القيامة لأن الله تعالى عالم بهم وبأحوالهم وتقلباتهم وقوله : (( المعوقين )) قال المؤلف المثبطين لأن المثبط يعوق الإنسان المثبط أي يحول دونه ودون مراده وهو ما يسمى عند الفقهاء بإيش بالمخذل فالفقهاء يقولون في باب الجهاد يجب على الإمام أن يمنع المخذل والمرجف فالمخذل الذي يثبط العزائم يقول ما لا داعي للجهاد وليس عندنا استعداد وما أشبه ذلك والمرجف هو الذي يرهب من الأعداء ويخوف منهم يقول أعداؤكم كثيرون وأسلحتهم قوية وما أشبه ذلك .
الطالب :...؟
الشيخ : المعوق يعني ، ما في مانع هذا التعبير بالمعنى نعم .
الطالب :...؟
الشيخ : ما في شك ...احسن لكن لأجل التفصيل لأن المعوق قد لا يفهمه كل أحد
الطالب :...
الشيخ :المثبط لا هنا المعوق ...بالمثبط (( المعوقين منكم )).
الطالب :...؟
الشيخ : لا
الطالب :...
الشيخ :لعلك تريد أن هل تأتي للتحقيق هذا صحيح .
يقول تعالى : (( المعوقين منكم )) الخطاب لمن ؟ للنبي عليه الصلاة والسلام والصحابة فهذا موجود في الصحابة من يعوق " (( والقائلين لإخوانهم هلم إلينا )) تعالوا إلينا (( ولا يأتون البأس )) القتال (( إلا قليلاً )) رياءً وسمعة " (( والقائلين لإخوانهم )) (( القائلين )) معطوف على (( المعوقين )) يعني ويعلم القائلين لإخوانهم هلم إلينا وهذا غير التعويق لأن المعوق هو الذي يعرف الشيء الذي يعوق الإنسان لكن لا يدعوه ولكن هؤلاء يقولون لإخوانهم فهو أبلغ من التعويق وقوله : (( والقائلين لإخوانهم )) هذه غير المعوقين فليس عطف صفة ولكنه عطف ذات والأصل في التعاطف أن يكون لتغير الذوات وقد يكون لتغير الصفات وقد يكون لتغير
الطالب :...
الشيخ :لا ، ما أسرع ما تنسون العطف للتغاير إما في الذات أو في الصفات
الطالب :...
الشيخ :لا
الطالب :...
الشيخ :لا أو اللفظ يا إخواني كل يوم يقرع أسماعكم ألف قول كذباً ومينا هذا ما تغير معنى المعنى واحد لكن تغير لفظ وقوله : (( والقائلين لإخوانهم ))(( هلم إلينا )) هذا في المنافقين وسموا إخوانهم في النسب وليسوا إخوانهم في الدين اللهم إلا أن يراد الأخوة الظاهرة فإن هؤلاء يتظاهرون بأنهم مؤمنون (( هلم )) تعالوا إلينا (( هلم )) هل هي فعل أمر أو اسم فعل أمر ؟ اسم فعل أمر نعم لأنه ليس كل ما دل على الطلب فهو فعل أمر ، المصدر قد يدل على الطلب كما لو قلت ضربا زيداً لكن ما دل على الطلب بذاته بغير أداة خارجية فإما أن يقبل علامة فعل الأمر أو لا فإن قبلها فهو فعل أمر وإن لم يقبل فهو اسم فعل أمر أو قد يكون مصدر نائباً عن الأمر ، عرفتم وقولنا بغير أداة خارجية احترازاً من المضارع المقرون بلام الأمر ، المضارع المقرون بلام الأمر يدل على الأمر لكن لا بذاته بل بأداة أخرى خارجية وهي اللام لام الأمر طيب (( هلم )) هنا اسم فعل أمر لأن عيسى نقول له هلم إلينا هلم إلى الدرس وأحمد وعيسى جميعاً نقول لهما هلم إلينا جميعاً نعم ونضم إليهما ....ونقول هلم إلى الدرس ما تغير مفرد مثنى وجمع ولم يتغير وإلا لا ؟ أما لو كنا نخاطب واحداً فنقول هلم إلينا ونخاطب اثنين فنقول هلما إلينا ونخاطب ثلاثة فنقول هلموا إلينا لكان فعل أمر ولهذا نقول قم وقوما وقوموا فهي إذاً اسم فعل أمر تخاطب بها الواحد والاثنين والجماعة ولا تتغير هذا على لغة أهل الحجاز أما بني تميم فإنها عندهم فعل أمر ولهذا يقولون للواحد هلم إلينا وللاثنين هلما إلينا وللجماعة هلموا إلينا فهي فعل أمر نعم هنا يدل على أنها اسم فعل أمر لأنها لو كانت فعل أمر لقال هلموا إلينا يعني تعالوا هذا بالنسبة لغيرهم يدعون غيرهم إلى ترك القتال تعالوا ، هم قال : (( وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا )) (( لا يأتون البأس )) يعني القتال (( إلا قليلاً )) والقليل هنا قد يكون مراد به العدم وقد يكون المراد به الشيء اليسير القلة ويمكن أن يراد به العدم بالنسبة لقوم والقلة بالنسبة لآخرين من المنافقين لأن من المنافقين من لا يحضر القتال أصلاً ومنهم من يحضر قليلاً للرياء والسمعة ومعلوم أن من يلاحظ الرياء والسمعة فإنه إذا كان في محل يجد الرياء والسمعة حضر وإذا كان في محل لا يجد الرياء ولا سمعة لم يحضر ، ما الفرق بين الرياء والسمعة ؟ الرياء يعود إلى الأفعال والسمعة يعود إلى الأقوال لأن الأفعال ترى والأقوال تسمع ولهذا جاء في الحديث ( من راءى راءى الله به ومن سمع سمع الله به ) فإذا تكلم شخص بذكر ورفع صوته ليسمع ويثنى عليه به فبماذا نصف فعله سمعة وإذا قام يصلي ليراه الناس فهو رياء نعم وقد يطلق الرياء عليهما جميعاً لكن عندما يجتمعان فيكون الرياء متعلق بالأفعال والسمعة بالأقوال يقول رياءً وسمعة ،
2 - تفسير قول الله تعالى : (( قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( أشحة عليكم ))
تفسير قول الله تعالى : (( فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت ))
" بعض وبين وابتدئ في الأمكنة في من وقد تأتي لبدأ الأزمنة
وزيد في نفي وشبهه فجر نكرة كما لباغ من مفر "
4 - تفسير قول الله تعالى : (( فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير ))
تفسير قول الله تعالى : (( أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم ))
له معنيان تارة تكون بمعنى ... وتارة تكون بمعنى احضر في هذه الآية بمعنى...
فوائد قول الله تعالى : (( قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة ))
قال تعالى : (( قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ ... ))[الأحزاب :17] الى آخره يستفاد من هذه الآية الكريمة أن حكم الله نافذ في الخلق لا يمنعه أحد وجه ذلك (( قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ )) والاستفهام هنا كما سبق بمعنى النفي .
ومن فوائدها إثبات الإرادة لله سبحانه وتعالى لقوله : (( إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا )) .
ومن فوائدها الرد على بعض طوائف القدرية الذين يقولون إن الله لا يريد السوء يريد الخير لكن لا يريد السوء لقوله : (( إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا ))
7 - فوائد قول الله تعالى : (( قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة )) أستمع حفظ
مناقشة قول الله تعالى : (( قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة ))
الطالب : ...؟
الشيخ : لا
الطالب :هذا السوء بالنسبة للمخلوق أما بالنسبة للخالق ...
الشيخ : نقول السوء بالنسبة للمفعولات أما بالنسبة لفعل الله نفسه الذي هو فعله فليس بسوء ٍ المرض مثلاً سوء بالنسبة للعبد يسوءه ولا يسره لكنه بالنسبة لتقدير الله له خير وحكمة كما أشرنا إلى هذا كثيراً طيب إذاً فنقول في الجواب على هذا الإشكال إن السوء عائدٌ إلى المفعول لا إلى الفعل الذي هو تقدير الله ونظير ذلك لو أن أباً شفيقاً رحيماً أصيب ولده بداء فكواه بالحديد المحماة على النار لكان هذا لاشك يسوء الولد لأنه يؤلمه ويوجعه لكنه إساءة إليه وإلا لا ؟ لا هو بالنسبة لفعل الأب ليس إساءة بل هو خير وإن كان يؤلم الولد نعم .
الطالب : ...يؤخذ من قوله تعالى : (( وهو أهون عليه ))؟
الشيخ : لا ...هذا منفصل عن هذا .
الطالب : ...يكون الخطاب بالنسبة لحال المخاطب ؟
الشيخ : لا سليمان ...لا حقيقة الأمر فإن السوء ليس إلى الله يعني معنى أن أفعاله ليست هي نفس السوء ، السوء يكون في المفعولات فقط .
8 - مناقشة قول الله تعالى : (( قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة )) أستمع حفظ
تتمة فوائد قول الله تعالى : (( قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة ))
ومن فوائدها أن فيها حثاً على تعلق الإنسان بالله سبحانه وتعالى دون غيره لقوله : (( مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً )) فإذا كان الأمر كله بيد الله فإن الإنسان يتعلق بربه دون غيره
9 - تتمة فوائد قول الله تعالى : (( قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا ))
مناقشة قول الله تعالى : (( ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا ))
الطالب :...مقدر؟
الشيخ :ما يخالف ما نعلم أنه مقدر هذا رجل دعا عند هذا القبر وحصل ما أراد.
الطالب : ما يعرف أن الدعاء عند القبر محرم شرعاً.
الشيخ : لا دعا على القبر لا عند القبر دعا صاحب القبر.
الطالب : محرم شرعا ًولا يحصل منه هذا.
الشيخ : يقول لك حصل قال يا سيدي يا مولاي يا فلان يا فلان أنا فقير أرجوا أن تعطيني مالاً في اليوم نفسه مات قريبه وخلف ملايين ولا يرثه إلا هو.
الطالب : من تقدير الله.
الشيخ : أنت تقول من تقدير وهو يقول هذا من الولي.
الطالب : (( سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ ))[القلم :44]
الشيخ : يقول ما هو استدراج.
الطالب :يكون من باب البلوى
الشيخ : إي نعم هو ابتلاء يا إخواني ولكن ما حصل...
الطالب : ما ...يعتبر فتنة لهؤلاء .
الشيخ : هو فتنة وامتحان وإحنا قلنا له هذه فتنة ودعاؤك لم يتحصل منه شيئاً لكن هذا حصل عند دعائك لا بدعائك فقال تباً لكم ما أنتم تعرفون قدر الأولياء وأنا دعوت وحصل لي المراد.
الطالب : تجيه مرة واحدة ما كل مرة
الشيخ : يقول ما لي حاجة وربما تحداني ويقول ادع مرة أخرى فيأتي القدر موافقا....
الطالب : نقول هذا ليس بيده لا حول ولا قوة له لو كان لمنع الموت عن نفسه .
الشيخ : كل هذه عللٌ عليلة يا إخواني في النهاية الله عز وجل قطع كل تعلق بغيره (( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ))[الأحقاف :5]نحن نعلم بالآية الكريمة أن هذا لا يستجيب لك إلى يوم القيامة وقال : (( إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ))[فاطر :14]وقال تعالى : (( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ * وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ))[سبأ22 :23]هذه آيات واضحة جداً لأنه ما يمكن أن يستجيب إذا لم يمكن أن يستجيب له فنعلم علم اليقين أن الذي حصل ليس بدعاء هذا الولي نعم لأن الله نفى عنه أن يستجيب له طيب .
الطالب : عنده...؟
الشيخ : عنده في وقت الدعاء فقط وليس بالدعاء فعند الشيء يعني أنه قريب منه وهذا مر علينا مذهب الأشاعرة يقولون إن الأسباب لا تؤثر بنفسها وإنما يحصل التأثير عندها لا بها نعم فإذا ضربت الزجاجة بالحجر فانكسرت قالوا ما انكسرت باصطدام الزجاجة بالحجر حصل عنده ، عند اصطدامه بها ولكن ليس به على كل حال ما هذا بموضوعنا .
فوائد قول الله تعالى : (( قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا ))
ومن فوائدها ثبوت علم الله في المستقبل نعم لأنها جاءت بصيغة المضارع
ومنها التهديد والتحذير من التعويق عن القتال وجهه ؟ (( قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ )) وهذا من أجل تهديدهم حتى لا يفعلوا ذلك .
ومن فوائد الآية الكريمة تعاون المنافقين بعضهم مع بعض لقوله : (( وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ )) واذا كان كذلك فإن (( القائلين )) تكون عطفاً على (( المعوقين )) من باب عطف الصفات وذكرنا في التفسير أنها محتملة أن تكون عطف الصفات أو عطف الذوات فإن كانت من عطف الصفات صار المعوقون هم القائلين وإن كان عطف ذوات صاروا قسمين معوق وقائل فالمعوق قد يدعو ...اترك وقد لا يدعو ولكن على كل حال هي في المنافقين نعم لأن آخر الآية يبطل الاحتمال الذي ذكرناه أمس بأن تكون في أحد من المؤمنين.
ويستفاد من الآية الكريمة أن أولئك المعوقين لغيرهم هم بأنفسهم جبناء لقوله : ((وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا )) فهم جبناء ومخذلون ومرجفون .
ومن فوائد الآية الكريمة أيضاً أن كل إنسان يصاحب غيره ويمتزج به لقوله : (( وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ )) فإن هذه إخوة في الشر والنفاق وليست في الإيمان
12 - فوائد قول الله تعالى : (( قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت ))
ومنها جبن المنافقين وأنهم في غاية الجبن لقوله : (( فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ )) إلى آخره وبهذا نعرف أنهم أحق الناس بما وصفوا به النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه حيث قالوا " ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً ولا أكذب ألسنا ولا أجبن عند اللقاء " فنقول أن هذه الأوصاف أنتم أحق الناس بها نعم .
ومن فوائد الآية الكريمة شدة فزع المنافقين عند الخوف لأن تصويرهم بهذه الصورة يدل على الفزع العظيم الذي ينالهم عند الخوف.
ومن فوائد الآية الكريمة أيضاً شدة محبة المنافقين للحياة لأنهم هم الذين بلغوا مبلغ الخوف حرصاً على الحياة وخوفاً من الموت بالقتال.
ومن فوائد الآية الكريمة قوة تصوير القرآن للأحوال الواقعة لأن هذه الصور التي ذكرها الله صور مدهشة تجعل الإنسان يتخيل شدة فزعهم كأنها رأي عين نعم.
ومن فوائد الآية الكريمة أن للموت سكرات لقوله : (( كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ )) وهذا بالنسبة للموت العادي أما الموت المباغت قد لا يكون فيه سكرات قد يموت الإنسان بغتة كالذي يحدث في الحوادث وسكتات القلوب وما أشبهها .
13 - فوائد قول الله تعالى : (( أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير ))
ومن فوائدها شدة المنافقين على المؤمنين وأنهم عليهم أشداء غلاظ لقوله : (( سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ )) .
ومن فوائدها أن المنافقين كما قال الشاعر" أسد عليّ وفي الحروب نعامة "
على المؤمنين أسود بالباطل طبعاً لا بالحق وعند الكفار نعام تعرفون النعامة من جبنها إذا رأت الصياد قالت هذا بيقتلني و دفنت رأسها بالتراب علشان ما تشوفه أي نعم .
ومن فوائد الآية الكريمة علم الله سبحانه وتعالى بما في القلوب لقوله :
فوائد قول الله تعالى : (( أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم ))
ومن فوائد الآية الكريمة التحذير من هذه الصفات التي يتصف بها المنافق حتى وإن كان الإنسان مؤمناً لماذا ؟ لأنها صفات غير المؤمنين لقوله : (( أُوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا )) والمؤمن منهي عن الاتصاف بصفات غير المؤمنين .
ومن فوائد الآية الكريمة أن الكفر محبط للعمل سواء كان ظاهراً أو باطناً لقوله : (( فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ ))
مناقشة قول الله تعالى : (( أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم ))
تتمة فوائد قول الله تعالى : (( أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم ))
هي الإيمان هل يؤخذ من الآية الكريمة أن الأعمال تزداد قوة بقوة الإيمان و...؟
الطالب: نعم
الشيخ : كيف ذلك ؟ لأنه لما حبط العمل لعدم الإيمان دل هذا على أنه يقوى بقوة الإيمان ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام : في الصحابة ( لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ) ما ... العمل واحد الآن لكن العامل مختلف فرق بين من يعمل بإيمان راسخ قوي كأنما يشاهد الثواب له بعينه وبين شخص ليس على هذه الحالة فإذا ًتفاضل الأعمال يكون دليلاً على تفاضل ما في القلوب ويذكر عن الحسن البصري رحمه الله أنه قال " والله ما سبقهم أبوبكر بكثرة صيام ولا صلاة ولكنه سبقهم بما وقر في قلبه " رضي الله عنه من الإيمان العظيم الراسخ نعم ولا يقال إن هذا فتح باب للعصاة الذي إذا قال له قائل اتق الله اترك المعصية اتق الله أقم الواجب قال التقوى هاهنا ثم ضرب على صدره ضربة ينخرق ، التقوى هاهنا ماذا نقول له ؟ نقول التقوى هاهنا صحيح لكن هذه كلمة حق أريد بها باطل ونقول لو اتقى ما هاهنا لاتقى ما هاهنا لقول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( إذا صلحت صلح الجسد كله ) لو صلح هاهنا لصلح الظاهر نعم فالحاصل أن هذه الآية واضحة الدليل فيها دليل واضح على أن الأعمال تتفاضل بحسب ما في القلوب من إيمان وإلا لا وأتيت لكم بشاهد من الحديث وهو قوله صلى الله عليه وسلم : على الصحابة ( لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ) مد أحد من الذهب ولا مد أحد من الطعام ؟ يحتمل بعضهم يقول مد أحد من الطعام لأنه هو اللي جرت العادة أن يكال يعني لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد واحد منهم من التمر نعم لأنه هو الذي يكال عادة وبعضهم يقول ما بلغ مد أحدهم من الذهب لأن التفاضل بين الطعام والذهب بعيد لكن التفاضل بين الذهب القليل والذهب الكثير .