تفسير سورة الأحزاب-06a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تابع لتفسير قول الله تعالى : (( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ))
نكرة والابتداء بالنكرة ليس جائزا والجواب أن ابن مالك رحمه الله يقول
" ولا يجوز الابتداء بالنكرة مالم تفد كعند زيد نمرة "
الآية التي معنا مثل هذا المثال يا ولد " عند زيد نمرة " المسوغ للابتداء بالنكرة هنا تأخير المبتدأ و(( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا )) المسوغ تأخير المبتدأ كما أن في الآية أيضاً مسوغاً آخر وهو وصف هذه النكرة لأن وصف النكرة يخصصها (( من المؤمنين )) و(( من )) في قوله : (( من المؤمنين )) للتبعيض لأنها تقدر ببعض واختلف النحويون في من التبعيضية فقال بعضهم إنها اسم وهي بحسب العوامل لكن لا يظهر عليها عمل العامل لأنها حرف وينتقل العمل إلى ما بعدها ومنهم من قال إنها حرف جر ولكن معناها التبعيض وهذا هو الذي عليه أكثر أهل النحو (( رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ )) إيش معنى (( صدقوا )) أي قاموا به كما تقول صدق بالوعد يعني وفى لي بالوعد فهم وفوا بما عاهدوا الله عليه من الثبات مع النبي صلى الله عليه وسلم مثل من ؟ مصعب بن عمير وغيره أبو بكر وعمر وعثمان وعلي نعم كثير من هذا يقول الله عز وجل : (( فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ )) مات أو قتل في سبيل الله (( وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ )) ذلك (( وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا )) في العهد وهم بخلاف حال المنافقين " قد قسم الله هؤلاء الرجال الذين صدقوا إلى ما عاهدوا الله عليه إلى قسمين : قسم قضى نحبه يعني قضى حياته وقتل في سبيل الله كحمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه فإنه قتل شهيداً في سبيل الله وكذلك بقية شهداء أحد ومنهم من ينتظر إيش ينتظر ؟ ينتظر القتال في سبيل الله لأنهم قد صدقوا ما عاهدوا الله عليه فهم ينتظرون أن يستشهدوا ولكن هل يحصل ذلك لهم أو لا ؟ قد يحصل وقد لا يحصل ولهذا يقال إن خالد بن الوليد رضي الله عنه تأسف في حال مرضه أنه لم يقتل شهيداً في سبيل الله وقال " يعني يندم أنه ما ترك معركة إلا خاضها وها أنا أموت على فراشي كما يموت الحمار " لأنهم يريدون أن يستشهدوا في سبيل الله قال : (( وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا )) ها المعطوف على (( صدقوا ما عاهدوا عليه )) يعني ومنهم رجال ما بدلوا تبديلاً إيش بدلوا ؟ يقول المؤلف " في العهد " والتبديل في العهد يشمل نقضه بالكلية ويشمل الإخلال بشيء من شروطه يعني يشمل نقضه بالكلية وعدم الالتفات إليه أو الإخلال بشيء من شروطه قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله عز وجل : (( من المؤمنين رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ )) (( من المؤمنين )) خبر مقدم (( رجال )) مبتدأ مؤخر و(( صدقوا )) الجملة صفة لـ(( رجال )) (( صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ )) أي أنهم صدّقوا أقوالهم بأفعالهم فالعهد الذي عاهدوا الله عليه قاموا به ووفوا به واعلم أن معنى قوله : (( من المؤمنين رجال صدقوا )) أن معناها من المؤمنين رجال عاهدوا الله فصدقوا ما عاهدوا الله وليس المعنى من المؤمنين رجال صدقوا ومنهم من لم يصدق حتى يتشبث به من سب الصحابة أو قال إنهم ليسوا كلهم صادقين بل المعنى من المؤمنين رجال عاهدوا الله فصدقوا ما عاهدوا الله عليه بل من المؤمنين من لم يعاهد الله سبحانه وتعالى على شيء بل هو مستمر على طاعة ربه حيث ما أمر ممن عاهد الله أنس بن النضر رضي الله عنه فإن أنس بن النضر لم يشهد بدرا ً فلما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من بدر قال " يا رسول هذه أول غزوة قاتلتك فيها المشركين والله لئن أبقاني الله تعالى ليرين الله ما أصنع " فلما صارت غزوة أحد قاتل رضي الله عنه حتى قتل فكان فيه بضع وثمانين ما بين طعنة رمح أو ضربة سيف فصدق ما عاهد الله عليه هذا هو معنى الآية فقوله " ليرين الله ما أصنع " هذا عهد لأنه التزام التزم به على نفسه قال : (( فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ )) يعني فمن هؤلاء الذين عاهدوا الله عز وجل من قضى نحبه أي عهده والتزامه وقيل (( من قضى نحبه )) أي أجله أي مات وقتل (( وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ )) يعني ينتظر الموت والقتل شهيداً في سبيل الله عز وجل قال : (( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ )) على الثبات مع النبي صلى الله عليه وسلم (( فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ )) مات أو قتل في سبيل الله (( وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ )) ذلك (( وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا )) يعني ما حصل منهم تبديل لا بالنقض بالكلية ولا بالتغيير ولهذا قال (( ما بدلوا )) والتبديل يكون بالترك كلية ويكون بالتغيير بالنقص أو بالزيادة ولهذا قال (( وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا )) قال المؤلف " وهم بخلاف حال المنافقين " لأنه حال المنافقين على العكس يعاهدون الله ولا يوفون قال الله تعالى : (( وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ))[التوبة :77]أما المؤمن فإنه يفي بما عاهد الله عليه
" ولا يجوز الابتداء بالنكرة مالم تفد كعند زيد نمرة "
الآية التي معنا مثل هذا المثال يا ولد " عند زيد نمرة " المسوغ للابتداء بالنكرة هنا تأخير المبتدأ و(( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا )) المسوغ تأخير المبتدأ كما أن في الآية أيضاً مسوغاً آخر وهو وصف هذه النكرة لأن وصف النكرة يخصصها (( من المؤمنين )) و(( من )) في قوله : (( من المؤمنين )) للتبعيض لأنها تقدر ببعض واختلف النحويون في من التبعيضية فقال بعضهم إنها اسم وهي بحسب العوامل لكن لا يظهر عليها عمل العامل لأنها حرف وينتقل العمل إلى ما بعدها ومنهم من قال إنها حرف جر ولكن معناها التبعيض وهذا هو الذي عليه أكثر أهل النحو (( رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ )) إيش معنى (( صدقوا )) أي قاموا به كما تقول صدق بالوعد يعني وفى لي بالوعد فهم وفوا بما عاهدوا الله عليه من الثبات مع النبي صلى الله عليه وسلم مثل من ؟ مصعب بن عمير وغيره أبو بكر وعمر وعثمان وعلي نعم كثير من هذا يقول الله عز وجل : (( فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ )) مات أو قتل في سبيل الله (( وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ )) ذلك (( وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا )) في العهد وهم بخلاف حال المنافقين " قد قسم الله هؤلاء الرجال الذين صدقوا إلى ما عاهدوا الله عليه إلى قسمين : قسم قضى نحبه يعني قضى حياته وقتل في سبيل الله كحمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه فإنه قتل شهيداً في سبيل الله وكذلك بقية شهداء أحد ومنهم من ينتظر إيش ينتظر ؟ ينتظر القتال في سبيل الله لأنهم قد صدقوا ما عاهدوا الله عليه فهم ينتظرون أن يستشهدوا ولكن هل يحصل ذلك لهم أو لا ؟ قد يحصل وقد لا يحصل ولهذا يقال إن خالد بن الوليد رضي الله عنه تأسف في حال مرضه أنه لم يقتل شهيداً في سبيل الله وقال " يعني يندم أنه ما ترك معركة إلا خاضها وها أنا أموت على فراشي كما يموت الحمار " لأنهم يريدون أن يستشهدوا في سبيل الله قال : (( وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا )) ها المعطوف على (( صدقوا ما عاهدوا عليه )) يعني ومنهم رجال ما بدلوا تبديلاً إيش بدلوا ؟ يقول المؤلف " في العهد " والتبديل في العهد يشمل نقضه بالكلية ويشمل الإخلال بشيء من شروطه يعني يشمل نقضه بالكلية وعدم الالتفات إليه أو الإخلال بشيء من شروطه قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله عز وجل : (( من المؤمنين رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ )) (( من المؤمنين )) خبر مقدم (( رجال )) مبتدأ مؤخر و(( صدقوا )) الجملة صفة لـ(( رجال )) (( صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ )) أي أنهم صدّقوا أقوالهم بأفعالهم فالعهد الذي عاهدوا الله عليه قاموا به ووفوا به واعلم أن معنى قوله : (( من المؤمنين رجال صدقوا )) أن معناها من المؤمنين رجال عاهدوا الله فصدقوا ما عاهدوا الله وليس المعنى من المؤمنين رجال صدقوا ومنهم من لم يصدق حتى يتشبث به من سب الصحابة أو قال إنهم ليسوا كلهم صادقين بل المعنى من المؤمنين رجال عاهدوا الله فصدقوا ما عاهدوا الله عليه بل من المؤمنين من لم يعاهد الله سبحانه وتعالى على شيء بل هو مستمر على طاعة ربه حيث ما أمر ممن عاهد الله أنس بن النضر رضي الله عنه فإن أنس بن النضر لم يشهد بدرا ً فلما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من بدر قال " يا رسول هذه أول غزوة قاتلتك فيها المشركين والله لئن أبقاني الله تعالى ليرين الله ما أصنع " فلما صارت غزوة أحد قاتل رضي الله عنه حتى قتل فكان فيه بضع وثمانين ما بين طعنة رمح أو ضربة سيف فصدق ما عاهد الله عليه هذا هو معنى الآية فقوله " ليرين الله ما أصنع " هذا عهد لأنه التزام التزم به على نفسه قال : (( فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ )) يعني فمن هؤلاء الذين عاهدوا الله عز وجل من قضى نحبه أي عهده والتزامه وقيل (( من قضى نحبه )) أي أجله أي مات وقتل (( وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ )) يعني ينتظر الموت والقتل شهيداً في سبيل الله عز وجل قال : (( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ )) على الثبات مع النبي صلى الله عليه وسلم (( فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ )) مات أو قتل في سبيل الله (( وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ )) ذلك (( وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا )) يعني ما حصل منهم تبديل لا بالنقض بالكلية ولا بالتغيير ولهذا قال (( ما بدلوا )) والتبديل يكون بالترك كلية ويكون بالتغيير بالنقص أو بالزيادة ولهذا قال (( وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا )) قال المؤلف " وهم بخلاف حال المنافقين " لأنه حال المنافقين على العكس يعاهدون الله ولا يوفون قال الله تعالى : (( وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ))[التوبة :77]أما المؤمن فإنه يفي بما عاهد الله عليه
1 - تابع لتفسير قول الله تعالى : (( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( ليجزي الله الصادقين بصدقهم ))
قال الله عز وجل : (( لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ )) (( لِيَجْزِيَ )) اللام هذه للتعليل يعني أن الأمر يقع ذلك على الوفاء وعلى النقض على الوفاء ممن ؟ من المؤمنين وعلى النقض من المنافقين وقع هذا (( لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ )) ولولا اختلاف الناس في الأعمال ما اختلفوا في الجزاء ولولم يختلفوا في الجزاء ما كان لخلق الجنة والنار فائدة ولهذا قال الله تعالى : (( وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ))[هود :119]فالله عز وجل حكيم خلق الجنة وخلق لها سكانها وخلق النار وخلق لها سكانها وسكان هذه وهذه لا بد أن يكون لهم أعمال يقومون بها حتى يستحقوا أن يكونوا من أهلها وقوله : (( لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ )) الباء هنا للسببية وليست للعوض لأن الجزاء على الأعمال ليس من باب المعاوضة ولكنه من باب قرن المسبب بسببه لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( لن يدخل أحد الجنة بعمله ) فالأعمال الصالحة أسباب وإلا فلو أن الله عز وجل أراد أن يعاوضنا على أعمالنا معاوضة بمعنى المعاوضة لكان لو قابلنا بنعمة واحدة من نعمه علينا ما قابلت كل أعمالنا وما قابلتها كل أعمالنا ولكن إن الأعمال سبب هو قوله : (( بِصِدْقِهِمْ )) إذا كان الجزاء بالصدق فسيكون على حسب ذلك الصدق فالذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه يكون جزاؤهم على صدقهم بحسب ما قاموا به فإذا كانوا أطوع لله عز وجل وأشد تنفيذاً لأوامره وأكثر فعلاً لطاعته صار جزاؤهم أكثر والعكس بالعكس
تفسير قول الله تعالى : (( ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم ))
(( وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ )) المنافق من ؟ هو الذي أظهر الإيمان وأبطن الكفر مأخوذ من النافقاء وهي نافقاء اليربوع الذي يجعلها في جحره حتى إذا أتاه أحد من بابه خرج من هذه النافقاء (( وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ )) بأن يميتهم على نفاقهم أشار المؤلف في قوله بأن يميتهم على نفاقهم إلى أن تعذيب المنافقين المعلق بالمشيئة هنا ليس المعنى أنه إن شاء عذبهم وإن شاء لم يعذبهم وقد ماتوا على النفاق لا إذا ماتوا على النفاق فقد أخبر الله تعالى أنهم في الدرك الأسفل من النار وليسوا تحت المشيئة فيكون قوله : (( إن شاء )) بأن يبقوا على نفاقهم حتى يموتوا فإن بقوا على نفاقهم إلى الموت علمنا أن الله قد شاء تعذيبهم أما إن هداهم الله فإن المنافقين قد اهتدوا فلهذا قال : (( أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ )) بأن يوفقهم للتوبة والصواب كمن مر علينا كثيراً أن المنافق تصح توبته وهي نص في قوله تعالى : (( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ))[النساء :146]فقوله : (( أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ )) في أن يمن عليهم بالتوبة فيتوبوا وحينئذ لا يعذبون
تفسير قول الله تعالى : (( إن الله كان غفورا رحيما ))
(( إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا )) (( غفوراً )) هذه اسم فاعل على صيغة المبالغة يعني كثير المغفرة فيجوز أن تكون صفة مشبهه أو ذو مغفرة فالصفة المشبهة أبلغ من اسم الفاعل لأن اسم الفاعل يدل على الفعل والصفة المشبهة تدل على الوصف أي على اتصاف من هي وصفه بها دائماً وقوله : (( غفوراً )) لمن تاب فيه شيء من النظر لأن الله تعالى يغفر حتى لمن لم يتب ممن هو تحت المشيئة كفاعل المعاصي ولو أن المؤلف رحمه الله أبقاها على إطلاقها لكان أسلم له فنقول غفوراً أي كثير المغفرة أو ذو مغفرة متصف بها دائماً وهذا أقرب كما قلت لأنه يدل على الوصف الدائم ويدل عليه قوله تعالى : (( وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ ))[الرعد :6]وقوله : (( رحيماً )) به يقول به أي بمن تاب والصواب أنه رحيم بمن تاب وبغيره وأن رحمة الله عز وجل بالمعنى العام تشمل المؤمن والكافر والبر والفاجر وكل أحد فإنه داخل في رحمة الله هذا في المعنى العام أما في المعنى الخاص فإن الرحمة تختص بالمؤمنين
تفسير قول الله تعالى : (( ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا ))
قال الله عز وجل : (( وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا ))[الأحزاب :25]ردهم أي أرجعهم على أدبارهم خائبين (( الذين كفروا )) يعني الأحزاب من قريش وغيرهم وقوله : (( بغيظهم )) الباء هنا للملابسة أي متلبسين بالغيظ فالجار والمجرور في موضع نصب على الحال يعني أنهم رجعوا مغتاظين غاية الغيظ ووجه اغتياظهم أنهم جاءوا بهذا الجمع الكثير الذي لم يشهد له نظير في ذلك الوقت يريدون ماذا ؟ يريدون القضاء على النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك ما الذي حصل لهم ؟ حصل لهم التعب والعنت والجوع والبلاء وآخر الأمر أن رجعوا هاربين ولاشك أن مثل هذا سوف يؤثر على الإنسان سوف يملأ قلبه غيظاً وحسرة وندماً كيف يأتي بهذا الجيش الذي جمعه لهم وأبدأ فيه وأعاد وآخر الأمر أن ينقلب ولا يكون معركة ولهذا قال : (( وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا )) خيراً من ؟ لا من أمر الدنيا ولا من أمر الآخرة أما أمر الآخرة فإنهم لمن ينالوا خيراً لقتالهم للنبي على كل حال وأما أمر الدنيا فالذي يرونه هم خيراً لأنفسهم فهل نالوه ؟ لا فهم ما نالوا خيراً لا في الدين ولا في الدنيا ولله الحمد حتى ما يظنونه خيراً من هزيمة رسول الله صلى الله عليه وسلم والقضاء عليه وعلى أصحابه ما حصل لهم ذلك (( لم ينالوا خيراً )) وقوله : (( خيراً )) نكرة في سياق النفي اي شيء ؟لم وتفيد العموم يعني ما نالوا أي خير لا قليلاً ولا كثيراً وهذه من نعمة الله عز وجل وأضاف الله الرد إلى نفسه (( وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا )) لأن رجوعهم ليس بحول النبي صلى الله عليه وسلم ولا بقوته ولا بحول أصحابه ولا بقوتهم ولكنه بحول الله تعالى وقوته
تفسير قول الله تعالى : (( وكفى الله المؤمنين القتال ))
ولهذا قال" (( وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ )) نعم يقول المؤلف : (( لم ينالوا خيراً )) مرادهم من الظفر من المؤمنين (( وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ )) الحمد لله (( وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ )) يعني أن الله أراح المؤمنين من القتال فلم يقاتلوا وأما ما حصل من المناوشات التي حصلت لبعض الصحابة مع بعض المشركين فهذا لا يعد قتالاً لأن الكلام على الجيش كلهم جمعاء فإنه لم يحصل فيه قتال (( وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ )) وهو نعم الحسب وهو الكفيل سبحانه وتعالى (( وكان الله )) قال" بالريح والملائكة " الريح سبق أن الله تعالى أرسل عليهم الريح الشرقية باردة شديدة وأنها كفأت قدورهم وزلزلت خيامهم ورمتهم بالحجارة تحملها الرياح مع البر الشديد حتى كانوا يصطلون بالنار ويقولون النجا النجا نعم فهذه الريح ، أما الملائكة فإن الله تعالى سلط الملائكة عليهم بأن تلقي في قلوبهم الرعب والفزع والخوف وتحوشهم حتى ينصرفوا من المكان وهذا من نصر الله عز وجل للرسول صلى الله عليه وسلم
تفسير قول الله تعالى : (( وكان الله قويا عزيزا ))
" (( وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا )) على إيجاد ما يريده (( عَزِيزًا )) غالباً على أمره " ((وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا )) القوة صفة يتمكن بها القوي من فعل ما يريد بدون ضعف وهي أعلى من القدرة لأن القدرة صفة يتمكن القادر من فعل ما يريد بدون عجز فالقوة أعلى وانظر إلى رجلين حملا صخرة فأحدهما حملها لكن مع نوع من المشقة فنقول هذا قادر ولكن ليس بقوي والآخر حملها وكأنها شيء بسيط نقول هذا قوي وقوة الله عز وجل لا منتهى لها ولا مقياس لها بل هي فوق ما يتصوره الإنسان لما قالت عاد من أشد منا قوة قال الله عز وجل : (( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ * فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ ))[فصلت15 :16]وأما قوله (( عَزِيزًا )) يقول " غالباً على أمره " العزيز من أسماء الله تعالى له ثلاثة معاني عزيز القدر وعزيز القهر وعزيز الامتناع أما عزيز الامتناع فمعناه أنه يمتنع أن يناله سبحانه وتعالى سوء أو نقص في جميع صفاته وجميع أفعاله وأما عزة القدر فمعناه أنه ذو قدر عظيم رفيع مثلاً ما تقول فلان عزيز النفس لأن له عزة وترفع عن الدنايا وأما عزة القهر فتأتي بمعنى الغلبة فمعناها أنه غالب على كل شيء حتى في الجاهلية يقول الشاعر
" أين المفر والإله الطالب والأشرم المغلوب ليس الغالب "
فالله عز وجل هو الغالب على أمره وهو غالب على كل شيء لا شيء يكون أمام غلبته فصار العزيز له ثلاثة معاني عزة قدر وعزة قهر وعزة الامتناع وكلها ثابتة لله عز وجل
" أين المفر والإله الطالب والأشرم المغلوب ليس الغالب "
فالله عز وجل هو الغالب على أمره وهو غالب على كل شيء لا شيء يكون أمام غلبته فصار العزيز له ثلاثة معاني عزة قدر وعزة قهر وعزة الامتناع وكلها ثابتة لله عز وجل
تفسير قول الله تعالى : (( وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا ))
قال : (( وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ )) أي قريظة كذا عندكم وإلا بنو قريظة؟
الطالب:...
الشيخ : (( مِنْ صَيَاصِيهِمْ )) حصونهم جمع صيصة وهو ما يتحصن به " (( وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ )) (( وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ )) (( أنزل )) الضمير يعود على من ؟ على الله وقوله : (( الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ )) أي أعانوهم وساعدوهم والمظاهرة بمعنى المساعدة وتظاهر على كذا ، تظاهر أي تساعد وتساند عليه قال الله تعالى : (( وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ ))[التحريم :4]وقال تعالى : (( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ))[الإسراء :88]يعني مساعداً ومعينا وقوله : (( ظَاهَرُوهُمْ )) أي أعانوهم وساعدوهم من أهل الكتاب وقوله : (( مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ )) المراد بأهل الكتاب اليهود والنصارى لكن المراد بهم هن في الآية طائفة من اليهود وهم بنو قريظة وسبق أن بني قريظة وبني النضير وبني قينقاع ثلاث قبائل من اليهود قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وهم ساكنون فيها فأجرى بينه وبينه عهداً ولكنهم نقضوا ذلك العهد ولم يبق إلا بنو قريظة ثم إن بني قريظة نقضوا العهد بمساعدتهم من ؟ الأحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب ودخل بيته واغتسل جاءه جبريل وقال له ( اخرج إلى هؤلاء ) يشير إلى بني قريظة فإنهم نقضوا العهد فأمر النبي عليه الصلاة والسلام أصحابه أمرهم بالخروج وقال : ( لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة ) ما توانى الصحابة رضي الله عنهم ولا تأخروا مع ما فيه من التعب والضعف فخرجوا فحاصروا بني قريظة لمدة نحو عشرين يوماً حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ رضي الله عنه ، يقول الله عز وجل : هنا (( وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ )) (( مِنْ صَيَاصِيهِمْ )) جار ومجرور متعلق بأنزل يعني أنزل هؤلاء من صياصيهم أي من مآمنهم والأصل في صياصي حظائر البقر لأنها تؤمن فيها فـ(( مِنْ صَيَاصِيهِمْ )) يعني من مآمنهم ومن حصونهم التي تحصنوا فيها ولكن ذلك لم يغنهم من الله شيئاً أنزلهم من صياصيهم ....انتهى امش ما يخالف نعم (( وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ )) (( قذف )) بمعنى رمى وهو أشد وقعاً من قوله وضع يعني لو قال وضع في قلوبهم الرعب أفاد أن الرعب صار في القلوب لكن إذا قال : (( قذف )) صار أشد والرعب بمعنى الخوف وإذا وقع الخوف في القلب فلا تسأل عن الخائف يظن أن الشجر نفر لا يتصور الأمور على حقيقتها حتى لو ناداه أحد من أصحابه ظن أنه عدوه يناديه ليقتله ولا أشد من سلاح يفتك بالعدو من الرعب ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( نصرت بالرعب مسيرة شهر ) أما إذا ثبت القلب واطمأن فإن المقاتل سيثبت كما قال الله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ))[الأنفال :45]وذكر الله تعالى تطمئن به القلوب (( أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ))[الرعد :28]وأخبر الله عز وجل أن الله أنزل على أهل بدر المطر ليثبت به الأقدام وتكون به السكينة والحاصل أن الرعب من أشد الأسلحة فتكاً بالعدو (( وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا )) قال المؤلف : (( فريقاً )) تقتلون منهم وهم المقاتلة (( وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا )) منهم أي الذراري هم لما طال بهم الحصار ونزلوا على حكم الرسول عليه الصلاة والسلام خيرهم قال : ( من تريدون أن تنزلوا على حكمه ) قالوا نريد أن ننزل على حكم سعد بن معاذ وكان سعد بن معاذ رضي الله عنه حليفاً لهم فظنوا أنه سيفعل مثل ما فعل عبد الله بن أبي لحلفائه من اليهود حين شفع فيهم إلى رسول صلى الله عليه وسلم وتركهم لكن سعد رضي الله عنه لما جاء وكان في خيمة له في المسجد لأنه أصيب في الأحزاب بأكحله وضرب له النبي صلى الله عليه وسلم خيمة في المسجد ليعوده من قريب لأنه سيد قومه سيد الأوس جاء على حمار من مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام إلى مكان الحصار فأخبره النبي عليه الصلاة والسلام بأنهم حكموه فقال" حكمي نافذ عليهم أو حكمي فيهم نافذ ويشير إلى الرسول عليه الصلاة والسلام ويشير إليهم أيضاً فقالوا نعم كلهم رضوا النبي عليه الصلاة والسلام رضي وكذلك هؤلاء اليهود رضوا فقال " لقد آن لسعد ألا تأخذه في الله لومة لائم " هذا مقام محنة عظيمة فحكم فيهم رضي الله عنه بحكم عظيم حكم صواب مطابق للحق قال " أحكم بأن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذريتهم وتغنم مع أموالهم " فقال النبي عليه الصلاة والسلام : ( لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سماوات ) ثم أمر النبي عليه الصلاة والسلام بأن تقتل مقاتلتهم وهم الرجال البالغون وأما الذراري من النساء والرجال غير البالغين فإنها تسبى والأموال تغنم فقتلوا في المدينة ما بين السبعمائة إلى ثمانمائة قتلوا في اليوم واحد بناء على حكم هم الذين رضوا به فهذا هو معنى قوله : (( فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا ))
الطالب:...
الشيخ : (( مِنْ صَيَاصِيهِمْ )) حصونهم جمع صيصة وهو ما يتحصن به " (( وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ )) (( وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ )) (( أنزل )) الضمير يعود على من ؟ على الله وقوله : (( الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ )) أي أعانوهم وساعدوهم والمظاهرة بمعنى المساعدة وتظاهر على كذا ، تظاهر أي تساعد وتساند عليه قال الله تعالى : (( وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ ))[التحريم :4]وقال تعالى : (( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ))[الإسراء :88]يعني مساعداً ومعينا وقوله : (( ظَاهَرُوهُمْ )) أي أعانوهم وساعدوهم من أهل الكتاب وقوله : (( مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ )) المراد بأهل الكتاب اليهود والنصارى لكن المراد بهم هن في الآية طائفة من اليهود وهم بنو قريظة وسبق أن بني قريظة وبني النضير وبني قينقاع ثلاث قبائل من اليهود قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وهم ساكنون فيها فأجرى بينه وبينه عهداً ولكنهم نقضوا ذلك العهد ولم يبق إلا بنو قريظة ثم إن بني قريظة نقضوا العهد بمساعدتهم من ؟ الأحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب ودخل بيته واغتسل جاءه جبريل وقال له ( اخرج إلى هؤلاء ) يشير إلى بني قريظة فإنهم نقضوا العهد فأمر النبي عليه الصلاة والسلام أصحابه أمرهم بالخروج وقال : ( لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة ) ما توانى الصحابة رضي الله عنهم ولا تأخروا مع ما فيه من التعب والضعف فخرجوا فحاصروا بني قريظة لمدة نحو عشرين يوماً حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ رضي الله عنه ، يقول الله عز وجل : هنا (( وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ )) (( مِنْ صَيَاصِيهِمْ )) جار ومجرور متعلق بأنزل يعني أنزل هؤلاء من صياصيهم أي من مآمنهم والأصل في صياصي حظائر البقر لأنها تؤمن فيها فـ(( مِنْ صَيَاصِيهِمْ )) يعني من مآمنهم ومن حصونهم التي تحصنوا فيها ولكن ذلك لم يغنهم من الله شيئاً أنزلهم من صياصيهم ....انتهى امش ما يخالف نعم (( وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ )) (( قذف )) بمعنى رمى وهو أشد وقعاً من قوله وضع يعني لو قال وضع في قلوبهم الرعب أفاد أن الرعب صار في القلوب لكن إذا قال : (( قذف )) صار أشد والرعب بمعنى الخوف وإذا وقع الخوف في القلب فلا تسأل عن الخائف يظن أن الشجر نفر لا يتصور الأمور على حقيقتها حتى لو ناداه أحد من أصحابه ظن أنه عدوه يناديه ليقتله ولا أشد من سلاح يفتك بالعدو من الرعب ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( نصرت بالرعب مسيرة شهر ) أما إذا ثبت القلب واطمأن فإن المقاتل سيثبت كما قال الله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ))[الأنفال :45]وذكر الله تعالى تطمئن به القلوب (( أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ))[الرعد :28]وأخبر الله عز وجل أن الله أنزل على أهل بدر المطر ليثبت به الأقدام وتكون به السكينة والحاصل أن الرعب من أشد الأسلحة فتكاً بالعدو (( وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا )) قال المؤلف : (( فريقاً )) تقتلون منهم وهم المقاتلة (( وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا )) منهم أي الذراري هم لما طال بهم الحصار ونزلوا على حكم الرسول عليه الصلاة والسلام خيرهم قال : ( من تريدون أن تنزلوا على حكمه ) قالوا نريد أن ننزل على حكم سعد بن معاذ وكان سعد بن معاذ رضي الله عنه حليفاً لهم فظنوا أنه سيفعل مثل ما فعل عبد الله بن أبي لحلفائه من اليهود حين شفع فيهم إلى رسول صلى الله عليه وسلم وتركهم لكن سعد رضي الله عنه لما جاء وكان في خيمة له في المسجد لأنه أصيب في الأحزاب بأكحله وضرب له النبي صلى الله عليه وسلم خيمة في المسجد ليعوده من قريب لأنه سيد قومه سيد الأوس جاء على حمار من مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام إلى مكان الحصار فأخبره النبي عليه الصلاة والسلام بأنهم حكموه فقال" حكمي نافذ عليهم أو حكمي فيهم نافذ ويشير إلى الرسول عليه الصلاة والسلام ويشير إليهم أيضاً فقالوا نعم كلهم رضوا النبي عليه الصلاة والسلام رضي وكذلك هؤلاء اليهود رضوا فقال " لقد آن لسعد ألا تأخذه في الله لومة لائم " هذا مقام محنة عظيمة فحكم فيهم رضي الله عنه بحكم عظيم حكم صواب مطابق للحق قال " أحكم بأن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذريتهم وتغنم مع أموالهم " فقال النبي عليه الصلاة والسلام : ( لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سماوات ) ثم أمر النبي عليه الصلاة والسلام بأن تقتل مقاتلتهم وهم الرجال البالغون وأما الذراري من النساء والرجال غير البالغين فإنها تسبى والأموال تغنم فقتلوا في المدينة ما بين السبعمائة إلى ثمانمائة قتلوا في اليوم واحد بناء على حكم هم الذين رضوا به فهذا هو معنى قوله : (( فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا ))
8 - تفسير قول الله تعالى : (( وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا )) أستمع حفظ
مناقشة قول الله تعالى : (( فريقا تقتلون وتأسرون فريقا ))
هنا قدم المفعول في قوله (( فَرِيقًا تَقْتُلُونَ )) وأخر المفعول في قوله : (( وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا )) فهل الفائدة من ذلك مراعاة الفواصل فقط فتكون الفائدة لفظية أما أن هناك فائدة معنوية ؟
الطالب :الأمران
الشيخ : نعم بل الأمران .
الطالب :الفريقان بينهم اختلاف ليسوا سيان ؟
الشيخ : كيف ذلك ؟
الطالب : الفريقان بينهم اختلاف الفريق الأخير النساء والأول الرجال فقط ؟
الشيخ : لا .
الطالب : لأن الأول هم الرجال ...الثاني الذين لايقاتلون...؟
الطالب :...
الشيخ : أي نعم هذا هو الظاهر لأن الحكم الأول أشد وأبلغ فلهذا قدم مفعوله ففريقاً تقتلون والثاني دون ذلك لأن الأسير ربما يمن عليه بإطلاقه فقال : (( وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا )) هذا مع مراعاة اللفظ الذي هو مراعاة الفواصل ، فواصل الآيات ولهذا قال تعالى : في سورة البقرة (( فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ ))[المائدة :70]أو (( ففريقا كذبتم وفريقاً تقتلون )) لما كان التكذيب للرسل شديداً قدم فيه المفعول كما قدم المفعول في قتلهم فهذه قصة الأحزاب انتهت على قوله
الطالب :الأمران
الشيخ : نعم بل الأمران .
الطالب :الفريقان بينهم اختلاف ليسوا سيان ؟
الشيخ : كيف ذلك ؟
الطالب : الفريقان بينهم اختلاف الفريق الأخير النساء والأول الرجال فقط ؟
الشيخ : لا .
الطالب : لأن الأول هم الرجال ...الثاني الذين لايقاتلون...؟
الطالب :...
الشيخ : أي نعم هذا هو الظاهر لأن الحكم الأول أشد وأبلغ فلهذا قدم مفعوله ففريقاً تقتلون والثاني دون ذلك لأن الأسير ربما يمن عليه بإطلاقه فقال : (( وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا )) هذا مع مراعاة اللفظ الذي هو مراعاة الفواصل ، فواصل الآيات ولهذا قال تعالى : في سورة البقرة (( فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ ))[المائدة :70]أو (( ففريقا كذبتم وفريقاً تقتلون )) لما كان التكذيب للرسل شديداً قدم فيه المفعول كما قدم المفعول في قتلهم فهذه قصة الأحزاب انتهت على قوله
تفسير قول الله تعالى : (( وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطؤها وكان الله على كل شيء قديرا ))
(( وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا )) بعد وهي خيبر أخذت بعد قريظة (( وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا ))[الأحزاب :27](( وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ )) هذه تنصب مفعولين المفعول الأول الكاف والثاني أرضهم (( وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ )) (( وَدِيَارَهُمْ )) كيف الأرض والديار بينهما فرق ؟ الديار جمع دار وهي المساكن والأحياء وأما الأرض فهي أعم من ذلك والأموال هي الأمتعة والدراهم والدنانير وغير ذلك (( وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا )) يعني ما زال بعد وطأتموها حتى الآن ولكنكم سترثونها وهي أرض خيبر فإن النبي صلى الله عليه وسلم فتحها بعد ذلك في السنة السادسة (( وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا )) فلا يعجزه شيء وقوله : (( وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا )) قدم المفعول لتحقق وقوع الفعل به ولهذا قال : (( كَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا )) ولا تقل كما يقول بعض الناس إنه على ما يشاء قدير لأنك إذا قلت على ما يشاء قدير خصصت قدرته بما شاء مع أن القدرة تتعلق بالذي شاءه والذي لم يشاءه حتى الذي لم يشاءه هو قادر عليه والله أعلم
10 - تفسير قول الله تعالى : (( وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطؤها وكان الله على كل شيء قديرا )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما ))
قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( قوموا إلى سيدكم ) فقاموا إلى سيدهم سعد بن معاذ وأنزلوه من حماره وجلس أمام النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي عليه الصلاة والسلام : ( إن هؤلاء رضوا بأن ينزلوا إلى حكمك ) فقال لهم فالتفت إليهم أرضيتم بذلك وحكمي نافذ قالوا نعم فالتفت إلى الجانب الآخر فيه المسلمون فقال ( أترضون بهذا ) قالوا نعم ، إلا أنه لما اتجه إلى الرسول عليه الصلاة والسلام خفض رأسه إجلالاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم فحكم هذا الحكم الذي أيده النبي عليه الصلاة والسلام وقال : ( إنه حكم الله من فوق سبع سموات )) فكم كان عدد هؤلاء ؟ نعم
الطالب: ...
الشيخ : قالوا لما رأوا الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وكان مقتضى الحال أن يلحقهم الخوف والذعر كما حصل للمنافقين .
ومن فوائدها كمال تصديقهم لله ورسوله في قولهم وصدق الله ورسوله فهم شاهدوا ما وعد الله ثم أظهروا الإيقان بذلك بألسنتهم لقولهم : (( وصدق الله ورسوله ))
الطالب: ...
الشيخ : قالوا لما رأوا الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وكان مقتضى الحال أن يلحقهم الخوف والذعر كما حصل للمنافقين .
ومن فوائدها كمال تصديقهم لله ورسوله في قولهم وصدق الله ورسوله فهم شاهدوا ما وعد الله ثم أظهروا الإيقان بذلك بألسنتهم لقولهم : (( وصدق الله ورسوله ))
11 - فوائد قول الله تعالى : (( ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما )) أستمع حفظ
مناقشة قول الله تعالى : (( وصدق الله ))
استدل بعض الجهال بهذه الآية على مشروعية ختم القرآن بقولهم صدق الله فقالوا كيف تنكرون علينا إذا أكملنا القراءة وقلنا صدق الله العظيم مع أن الله يقول وصدق الله ورسوله ويقول قل صدق الله ؟ فما هو الجواب عن هذه الشبهة ؟
الطالب : الجواب أنه لم يقل قل صدق الله عند انتهاء التلاوة...
الشيخ : أي نعم نقول نحن لا ننكر أن يقول أحد صدق الله ورسوله بل نرى أنه من الإيمان أن يقول الإنسان صدق الله ورسوله وأن من لم تكن عقيدته هذه فهو كافر لكننا ننكر أن نجعل هذا الثناء على الله عز وجل عند الانتهاء من التلاوة مع أنه لم يرد ، هل نحن أعلم بشريعة الله من رسول الله وهل نحن أحرص منه على تطبيق شريعة الله ؟ أبداً وإذا لم يكن كذلك فإن الواجب علينا أن نحذوا حذوه فإذا كان يقول عند انتهاء تلاوته صدق الله فإننا نقولها على العين والرأس وإذا كان لا يقولها فلا نقولها ونقول لهم إذا كنتم تعتقدون مشروعية ذلك فقولوها أيضاً في الصلاة إذا انتهيتم من القراءة في الصلاة قبل أن تكبروا قولوا صدق الله لأن التلاوة في الصلاة أفضل منها خارج الصلاة المهم أنه لا دليل لهؤلاء في مثل هذه الآية .
الطالب : الجواب أنه لم يقل قل صدق الله عند انتهاء التلاوة...
الشيخ : أي نعم نقول نحن لا ننكر أن يقول أحد صدق الله ورسوله بل نرى أنه من الإيمان أن يقول الإنسان صدق الله ورسوله وأن من لم تكن عقيدته هذه فهو كافر لكننا ننكر أن نجعل هذا الثناء على الله عز وجل عند الانتهاء من التلاوة مع أنه لم يرد ، هل نحن أعلم بشريعة الله من رسول الله وهل نحن أحرص منه على تطبيق شريعة الله ؟ أبداً وإذا لم يكن كذلك فإن الواجب علينا أن نحذوا حذوه فإذا كان يقول عند انتهاء تلاوته صدق الله فإننا نقولها على العين والرأس وإذا كان لا يقولها فلا نقولها ونقول لهم إذا كنتم تعتقدون مشروعية ذلك فقولوها أيضاً في الصلاة إذا انتهيتم من القراءة في الصلاة قبل أن تكبروا قولوا صدق الله لأن التلاوة في الصلاة أفضل منها خارج الصلاة المهم أنه لا دليل لهؤلاء في مثل هذه الآية .
تتمة فوائد قول الله تعالى : (( ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما ))
من فوائد الآية الكريمة أن المؤمن يزداد إيماناً عند رؤية الآيات الكونية والشرعية لقوله : (( وما زادهم إلا إيماناً وتسليماً )).
ومن فوائدها تقرير أو صحة مذهب أهل السنة والجماعة الذين يقولون إن الإيمان يزيد وينقص كذا وقد ذكرنا أن زيادة الإيمان باعتبارات باعتبار قوة اليقين وباعتبار صحة العمل وباعتبار الإخلاص فيه وباعتبار المتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام وباعتبار العامل نفسه كل هذه الاعتبارات يزيد بها الإيمان ما هو الأول ؟ باعتبار قوة اليقين فإبراهيم عليه الصلاة والسلام قال : (( رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ))[البقرة :260]فليس الخبر كالمعاينة لو أخبر من تثق به تمام الثقة عن وجود الشيء آمنت به لكنك إذا رأيته بعينك صار ذلك أقوى إيماناً كان باعتبار تفاضل العمل
ومن فوائدها تقرير أو صحة مذهب أهل السنة والجماعة الذين يقولون إن الإيمان يزيد وينقص كذا وقد ذكرنا أن زيادة الإيمان باعتبارات باعتبار قوة اليقين وباعتبار صحة العمل وباعتبار الإخلاص فيه وباعتبار المتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام وباعتبار العامل نفسه كل هذه الاعتبارات يزيد بها الإيمان ما هو الأول ؟ باعتبار قوة اليقين فإبراهيم عليه الصلاة والسلام قال : (( رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ))[البقرة :260]فليس الخبر كالمعاينة لو أخبر من تثق به تمام الثقة عن وجود الشيء آمنت به لكنك إذا رأيته بعينك صار ذلك أقوى إيماناً كان باعتبار تفاضل العمل
اضيفت في - 2011-05-25