تابع لفوائد قول الله تعالى : (( ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما ))
وثالثاً : بحسب الإخلاص في العبادة كل ما كان الإنسان في العبادة أخلص لله كان زيادة الإيمان فيها أكمل وأقوى ولهذا تجد الفرق إذا عبدت الله عز وجل بإخلاص وإذا عبدته بغفلة تجد الفرق العظيم بتأثر قلبك مع أن العبادة واحدة فكيف إذا عبدت الله تعالى برياء وسمعة نسأل الله أن يحمينا وإياكم من ذلك يكون أشد وأشد في عدم تأثر القلب بهذه العبادة ، بالمتابعة أيضاً باعتبار متابعة الإنسان للرسول عليه الصلاة والسلام كلما ازداد الإنسان اتباعا للرسول صلى الله عليه وسلم في عبادته ازداد إيمانه بذلك لأنه عندما يزداد اتباعاً للرسول عليه الصلاة والسلام يشعر كأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمامه يتابع أثره وهذا لا شك أنه يزيد في الإيمان
والخامس : باعتبار حال العامل فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول : ( لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ) يعني الصحابة رضي الله عنهم لأنهم أقوى إيماناً ممن بعدهم وأشد ثباتاً والحاصل أن الإيمان زيادته لها عدة اعتبارات ومنها أيضاً السادس ترك المعاصي خوفاً من الله فإن الإيمان يزداد به وسيأتينا إن شاء الله تعالى في كتاب التوحيد شرح ذلك على وجه أكمل المهم أن أهل السنة والجماعة يقولون يزيد وينقص وقالت المرجئة " إن الإيمان لا يزيد ولا ينقص " ليش قالوا " لأن الإيمان في القلب والأعمال الصالحة ما لها دخل بالإيمان وما في القلب لا يتفاوت " فنحن الإيمان نؤمن بالشمس جميعا ًإيماننا بالشمس على حد سواء ما يتفاوت فالناس كما قال ابن القيم عنهم
" الناس في الإيمان شيء واحد كالمشط عند تماثل الأسنان "
وهذا القول لاشك أنه خطأ يرده الواقع والشرع وقالت الخوارج والمعتزلة " الإيمان لا يزيد ولا ينقص إما أن يوجد جملة كاملاً وإما أن يعدم بالكلية " لأنهم يقولون " إن فاعل الكبيرة خارجاً عن الإيمان فإما كافر وإما في منزلة بين منزلتين " فالخوارج " يقولون فاعل الكبيرة كافر ما عنده إيمان أبداً " والمعتزلة يقولون " لا إيمان عنده لكن لا نقول إنه كافر بل هو في منزلة بين منزلتين " ومن لم يكن فاعل كبيرة فالناس في الإيمان سواء كلهم على حد سواء فالذين لا يرون زيادة الإيمان ولا نقصانه طائفتان إما مرجئة أو وعيدية وهم الخوارج ومن ؟ المعتزلة وقال بعض أهل السنة كمالك رحمه الله قال " الإيمان يزيد ولا نقول ينقص لأن زيادة الإيمان في القرآن والسنة كثيرة ولكن ما فيه نقص ما فيه ذكر نقص الإيمان " ولكن قوله رحمه الله ضعيف لأن في السنة ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين ) والإيمان بلا شك من الدين فيكون داخلاً في هذا الحديث وأيضاً فإن الزيادة والنقصان من الأمور المتقابلة التي إذا وجد أحدها انتفى الآخر ولا يعقل وجود أحدهما إلا بوجود الآخر فمثلاً الزيادة لا تعقل إلا بنقص فنقول له مثلاً أنت تقول إن فلاناً أزيد إيمانا من فلان معنى ذلك أن المزيد عليه ناقص ولا يتصور غير هذا والصواب أن الإيمان يزيد وينقص وأسباب زيادته ونقصانه كما شرحنا قبل .
ومن فوائد الآية الكريمة أن الناس يختلفون في الانقياد والتسليم كما يختلفون في الإيمان زيادة ونقصاً لقوله : (( إلا إيماناً وتسليماً )) لأن عامة المؤمنين كلهم منقادون للشرع لكن منهم من ينقاد بطمأنينة وانشراح وقبول ومحبة ومنهم من يسلم على وجه دون ذلك ومنهم من يأتي إلى الصلاة مثلا وهو يرى أنها نعمة من الله عز وجل ويأتي إليها مقبلاً غير مدبر نشطاً منشرح الصدر محباً لها ينتظر الصلاة بعد الصلاة بفارغ الصبر ومنهم أناس بالعكس يأتون إلى الصلاة لا يتخلفون لكن ببطء وتثاقل وعدم انقياد تام أليس كذلك ؟ إذاً الناس يختلفون في التسليم ولهذا قال : (( إلا إيماناً وتسليماً )) .
ومن فوائد الآية الكريمة أن التأمل في الآيات ووضوح الآيات للعبد تزيد في إيمانه وتسليمه لقوله : (( وما زادهم )) أي ما رأوه من الأحزاب (( إلا إيماناً )) بالله (( وتسليماً )) لشرعه .من الذي يسأل ؟
الطالب : ...أو أن ايمان الانسان ناقص ؟
الشيخ : إي فيه صريح من الإيمان ينقص
الطالب :...
الشيخ : اي لكنه ناقص بالنسبة للرجال
الطالب :...
الشيخ : إي إنه يزيد وينقص الرسول أثبت أنه نقصان عام
الطالب : هو درجات
الشيخ : لا أبداً ما هو درجات هذا النقصان يختلف حتى بالنسبة للنساء اللي ناقصات ففيه إثبات أصل النقص بالنسبة للرجال لأنهن لا يصلين ولا يصمن ثم هن بأنفسهن ما دام ترك الصلاة نقصاً كلما كان قيامهن بالصلاة أكمل كان إيمانهن أكمل
الطالب :...
الشيخ : الا، يعني لولم تصل المرأة إلا أربع صلوات مثلاً كانت أنقص ممن تصلي خمساً لأنه ما دام أن النبي عليه الصلاة والسلام جعل ترك الصلاة نقصاً فترك بعض الصلاة يكون أنقص
1 - تابع لفوائد قول الله تعالى : (( ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ))
ومن فوائدها أن أولئك الذين صدقوا ما عاهدوا الله منهم من توفي واستشهد ومنهم من بقي وقد ذكرنا مثلاً بمن استشهد من ؟ أنس بن النضر رضي الله عنه فإنه استشهد في أحد ووجد فيه بضع وثمانون ضربة .
ومن فوائدها أيضاً أن الله أثنى على هؤلاء أنهم أتوا بما عاهدوا الله عليه على وجه الكمال بدون نقص ولا تغيير لقوله : (( وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا )) .
ومن فوائدها أن من مات سابقاً ومن مات لاحقاً إذا كان سواء فيما قام به مما يجب فإنه لا فرق بين المتقدم والمتأخر كما قال : (( فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ )) وجعل الثناء عليهم واحداً لكن في الأعمال الأخرى من تأخر موته فعمل صالحاً فهو أكمل من الأول ولكنه بالنسبة لما اتفق فيه من العمل الصالح لا فرق بين الأول والآخر .
2 - فوائد قول الله تعالى : (( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما ))
ومن فوائدها أن الجزاء من جنس العمل لقوله : (( بصدقهم )) فإن الباء للسببية والمسبب مربوط بالسبب يقوى بقوته ويضعف بضعفه ويزداد بزيادته وينقص بنقصانه .
ومن فوائد الآية الكريمة الثناء على الصادقين وأنهم أهل للجزاء الحسَن لقوله : (( لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ )) الصادقين في العقيدة وفي القول وفي ايش بعد ؟ العمل وقد أمر الله بالصدق وقال تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ))[التوبة :119]وقال النبي عليه الصلاة والسلام : حاثاً على الصدق ( عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً ) والصدق كما أنه محل ثناء من الله عز وجل ومحل ثواب جزيل فإنه محل ثناء من الخلق ولهذا تجد الصادقين تنشر آثارهم وتؤثر أقوالهم ويثنى عليهم في المجالس حتى بعد موتهم بخلاف أهل الكذب والعياذ بالله والنفاق فإنهم على العكس من ذلك فعليك بالصدق ولا تظن أن الصادق يخيب أبداً كما يصور الشيطان أحياناً للإنسان أنه لو صدق لكان في ذلك ضرر عليه فليكذب فإن هذا من وساوس الشيطان فالصدق منجاة ولهذا قال أحدهم " رأيت في الكذب نجاةً " فقال الثاني له " فالصدق أنجى " وصدق وأعلم أن الصادق وإن كان قد يكون الأمر مراً عليه في أول أمره لكنه تكون العاقبة له في النهاية وإذا أردت مثلاً على ذلك فانظر إلى حال الثلاثة الذين خلفوا في غزوة تبوك كيف كان أول أمرهم كانوا في تلك المرارة العظيمة حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وتنكرت الأرض لهم حتى يقول كعب بن مالك حتى كأن الناس الذين على الأرض كأنهم ليسوا هم الناس الذين أعرفهم ضاقت عليه الأرض والنتيجة أنه نزلت فيهم آيات تتلى إلى يوم القيامة لولا هذا الصدق ما بقيت هذه الآيات حتى قيل للناس : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ )) عندما ذكرت قصتهم هذه نهاية عظيمة جداً للصادقين فأنت اصدق وإن حصل عليك ضرر في أول أمرك لكن العاقبة لك لا تعود نفسك الكذب طيب (( لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ ))
3 - فوائد قول الله تعالى : (( ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم ))
ويستفاد منه أن المنافق له توبة لقوله : (( إِنْ شَاءَ )) فإنه يشاء أن يعذبهم إذا ماتوا على النفاق أما إذا تابوا فقد شاء ألا يعذبهم ولكنكم كما سمعتم التفسير على هذه الآية توبة المنافق يذكر فيها شروط لابد من مراعاتها (( إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ ))[النساء :146]لابد أن تظهر هذه الأمور على المنافق وإلا فإن توبته لا تقبل في الدنيا أما في الآخرة فأمره إلى الله لكن في الدنيا ما نقبلها إلا إذا ظهرت عليه هذه الأوصاف التي اشترطها الله عز وجل .
ويستفاد من ذلك ترغيب المنافقين بالتوبة لقوله : (( أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ )) منافق خادع خاذل ماكر ومع ذلك يقال له : (( أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ )) وهذا دليل على أن رحمة الله تعالى سبقت غضبه ولهذا أولئك الذين يعذبون أولياءه ويحرقونهم بالنار يقول الله عز وجل : (( إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ))[البروج :10]وكذلك الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة عرض الله عليهم التوبة كل هذا دليل على أن الله سبحانه وتعالى يحب العفو أكثر من الانتقام أي نعم
فوائد قول الله تعالى : (( إن الله كان غفورا رحيما ))
الطالب :...أن تؤمن بانه اسم لله سبحانه وتعالى
الشيخ : نعم
الطالب : وأن تؤمن بما تضمن من صفة وان تؤمن بما تضمنه من حكم وإن شئت قلت أثر ؟
الشيخ : نعم صح أسماء الله تعالى نوعان متعد ولازم فالمتعدي لا يتم إيمانك به إلى بأمور ثلاثة أن تؤمن به اسماً لله وأن تؤمن بما تضمنه من صفة والثالث أن تؤمن بما تضمنه من الحكم والأثر الغفور تؤمن بأن الغفور من أسماء الله وأنه تعالى ذو مغفرة والثالث وأنه يغفر ومثله الرحيم نعم طيب .
النوع الثاني : إذا كان غير متعدٍ فلا يتم الإيمان به إلا بأمرين الإيمان به اسماً من أسماء الله والثاني الإيمان بما تضمنه من الصفة مثل العلي العظيم الكريم وما أشبه ذلك وربما نقول أن الكريم من النوع الأول .
مناقشة قول الله تعالى : (( وكان الله غفورا رحيما ))
الطالب : ...
الشيخ : أي نعم لكن كيف نجيب عن قوله : (( كان الله غفوراً )) ؟
الطالب : كان لاستمرار
الشيخ : لا ما للاستمرار كان تأتي للاستمرار في حد ذاتها .
الطالب : ...
الشيخ : نعم أنا قلت محقق أن الله كان غفوراً رحيماً لكن كان ...؟
الطالب : ....؟
الشيخ : نعم نقول إن كان يراد بها أحياناً اتصاف اسمها بخبرها بقطع النظر عن الزمن وهو ما تعرف بمسلوبة الزمن يعني ما يراد بها الزمن إطلاقاً بل يراد بها تحقق هذا الوصف كان يعني ثبت عرفتم فــ(( كان الله غفوراً رحيماً )) يعني أنه عز وجل لم يزل ولا يزال كذلك غفوراً رحيماً أظن ما يمكن أن نكمل إلى.
هل قول الله تعالى : (( من المؤمنين رجال )) يعني أنه من لم يكن مؤمن لا نسميهم رجلا ؟
الشيخ : قد نقول مثلاً أن الرجال حصل الثناء ذلك بالتنكير الدال على التعظيم أما مجرد كلمة رجال فتطلق على المؤمن وغير المؤمن .
هل من المتوقع أن الله تاب على المنافقين في قول الله تعالى (( أو يتوب عليهم )) ؟
الشيخ : إي نعم لكن ما أذكره الآن عدد يمكن أربعة أو خمسة .
الطالب :...؟
الشيخ : إذ كانوا من المنافقين فمن الله عليهم فتابوا من النفاق لو رجعت إلى التفسير (( إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طائفة ))[التوبة :66] تجد فيها هذا
فوائد قول الله تعالى : (( ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا ))
وحده )) .
ومن فوائد الآية الكريمة أن هؤلاء الأحزاب قد امتلأت قلوبهم غيظاً على رسول صلى الله عليه وسلم لقوله
(( بِغَيْظِهِمْ )) فإن الباء للمصاحبة والملابسة .
ومن فوائدها أنهم أي الأحزاب لم ينالوا مع هذا التعب الشديد خيراً لا في الدنيا ولا في الآخرة فما نالوا خيراً في الدنيا من غنائم وغيرها ولا نالوا خيراً في الآخرة من الأجور والثواب .
ومن فوائد الآية الكريمة أن الله عز وجل كفى المؤمنين القتال بعد هذه الغزوة ولهذا لم يقاتل النبي صلى الله عليه وسلم أحدا من المشركين بعد تلك الغزوة حتى قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( الآن نغزوهم ولا يغزوننا ) لأن الله قال : (( وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ )) في هذه الغزوة وفيما بعدها فإن العرب لم يقوموا بغزو لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه .
ومن فوائد الآية الكريمة أن الله عز وجل يدافع عن المؤمنين لقوله : (( وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ )) وما وجه اختصاص ذلك بالمؤمنين ؟ عيسى من أين يؤخذ من الآية أنه خاص بالمؤمنين ؟
الطالب :...
الشيخ : من أين يؤخذ من الآية أنه خاص بالمؤمنين
الطالب : (( وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ )) فخصه بالمؤمنين
الشيخ :نعم خصه للمؤمنين فدل هذا على أن كفاهم القتال بإيمانهم فالمؤمنون يكفيهم الله عز وجل ما أهمهم ويدافع عنهم بإيمانهم كما قال تعالى : (( وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ))[الزمر :61].
ومن فوائد الآية الكريمة إثبات القوة والعزة لله لقوله : (( وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا )) وفيها إثبات هذين الاسمين من أسمائه وهما القوي والعزيز .
9 - فوائد قول الله تعالى : (( ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا ))
الطالب : (( وَأَنْزَلَ الَّذِينَ... )) أي أنزلهم
الشيخ : خلوه هو يتم لأنه راح يهوجس بالبيت وإلا لا .
الطالب : (( وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ ))
الشيخ : (( وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ )) .
ومن فوائد الآية الكريمة أن اليهود والنصارى أعداء للمسلمين موالون للمشركين لأن بني قريظة والوا الأحزاب وظاهروهم على رسول صلى الله عليه وسلم مع ما عليهم من العهد والميثاق الذي بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومن فوائد الآية الكريمة أن إلقاء الرعب في القلوب من أعظم الهزيمة لقوله : (( وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ))
ومن فوائدها الاشارة الى انحطاط هؤلاء اليهود وذلهم ونزولهم من الأعلى إلى الأسفل (( وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ )) وفعلاً فإنهم حصل لهم مع خروجهم من حصونهم من الذل والعار والخزي ما هو باقٍ إلى يوم القيامة .
ومن فوائد الآية الكريمة أن الله عز وجل أباح للمؤمنين هؤلاء اليهود قتلاً وأسراً لقوله : (( فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا )) .
10 - فوائد قول الله تعالى : (( وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطئوها ))
الطالب :...خراج ؟
الشيخ : لا ملك لهم بدون عوض .
الطالب :...؟
الشيخ : لا المسلمون الذين تملكوا ما جعل عليهم شيئاً لكن أهل خيبر اليهود أبقاهم فيها على أنهم فلاليح لأنهم يعرفون كيف يدبرون هذه الفلائح فجعل لهم شطر ما يخرج منها من ثمر أو زرع وإلا الأرض للمسلمين ما لهم .
ومنها أيضاً حل أموال الكفار للمسلمين لقوله : (( وأموالهم )) فإن الغنائم تحل للمسلمين وهي من خصائص هذه الأمة قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( أعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي وأعطيت الشفاعة وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة ) .
ومن فوائد الآية الكريمة البشارة بأن المسلمين سيتولون على أراضي أخرى للكفار من أين تؤخذ يا أخ ؟ أنت من أين تؤخذ هذه البشارة ؟
الطالب : ...؟
الشيخ : طالب العلم لازم يفهم لازم يكون مع طالب العلم كتاب ، الكتاب المقرر سواء القرآن والا في الحديث ولا الفقه ولا الأصول ما طالب العلم يأتي كمستمع يأتي كمستمع يكون مثل عامة الناس اللي في السوق ما يكتبون وطالب العلم يجب أن يكون طالباً بمعنى الكلمة وإلا لا فائدة من طلب العلم ، الطالب يمشي مثل البعير الذي يحمل الغربل منشق متخرق ما يحمل الماء فنصيحتي لك أن تؤخذ كتباً مثل غيرك من الطلبة وأن تتابع المدرس وأن تأتي عند الدروس ، طيب يا زيد
الطالب : (( وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا )) .
الشيخ : قوله : (( وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا )) (( وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا )) وهي خيبر وغيرها من بلاد الكفار لما فيه بشارة بأن الله سبحانه وتعالى سيورث المسلمين أراضي الكافرين .
فوائد قول الله تعالى : (( وكان الله على كل شيء قديرا ))
الطالب :...
الشيخ :أي آية
الطالب :في المائدة
الشيخ : (( لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ))[المائدة :120]آخر السورة نعم .
الطالب : ...لا تتعلق به القدرة ؟
الشيخ : أي نعم يعني لو قال قائل هل يقدر الله عز وجل على أن يجعل الشيء متحركاً ساكناً في آن واحد ؟ نقول هذا شيء مستحيل لأنه إن كان متحركاً فليس بساكن وإن كان ساكناً فليس بمتحرك فإذا جعله الله متحركاً لم يكن ساكناً وإن جعله ساكناً لم يكن متحرك من الأصل.
الطالب : ...؟
الشيخ : إي نعم
تتمة فوائد قول الله تعالى : (( وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم ))
الطالب : ...؟
الشيخ : من قوله : (( وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ )) .
في قوله تعالى (( وكان الله على كل شيء قديرا )) بالنسبة لتحريك الساكن لا نقول أن هذه الأشياء لاندركها بعقولنا ولكن الله عز وجل قادر على كل شيء لأن العقل البشري لا يمكن أن يتخيل تحريك الشيء هنا وهناك في وقت واحد هذا عقليا ؟
الشيخ : لا هذا شيء عقلنا واضح لأنك إذا وصفته بالحركة انتفى عنه السكون وإن وصفته بالسكون انتفى عنه الحركة قطعاً .
14 - في قوله تعالى (( وكان الله على كل شيء قديرا )) بالنسبة لتحريك الساكن لا نقول أن هذه الأشياء لاندركها بعقولنا ولكن الله عز وجل قادر على كل شيء لأن العقل البشري لا يمكن أن يتخيل تحريك الشيء هنا وهناك في وقت واحد هذا عقليا ؟ أستمع حفظ
يعني ما نعلق هذا على إدراك العقل البشري في قوله تعالى (( وكان الله على كل شيء )) ؟
الشيخ : لا هذا شيء معروف ما يحتاج إلى نظر كما لو قلت كل حادث لابد له من محدث هذا شيء معقول والأمور العقلية المعلومة بالضرورة ما تحتاج إلى تأمل ولا إلى تفكير.
هل تكون الحركة والسكون متناقضات ؟
الشيخ : متناقضان الحركة والسكون متناقضان والسواد والبياض متضادان ، والحركة والسكون متناقضان
تفسير قول الله تعالى : (( يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا ))
(( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا ))[الأحزاب :28] (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ )) لم يخاطب الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم إلا بوصف النبوة والرسالة يا أيها النبي ، يا أيها الرسول بينما كان يخاطب غيره من الأنبياء كثيراً بأسمائهم مثل يا موسى يا نوح يا إبراهيم وما أشبه ذلك وأما النبي عليه الصلاة والسلام في القرآن فلم يخاطبه الله تعالى باسمه يعني لم يقل يا محمد وإن كان جاء ذلك في الأحاديث لكن في القرآن لا (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ )) و (( النبي )) مسهل من النبيء بالهمز وقيل إنه غير مسهل وأصل هذا الخلاف هل النبي من النبأ أو من النَبوة ؟ إذا قلنا من النبوة لم يكن فيه تسهيل لأن الياء أصلية وإذا قلنا من النبأ ففيه تسهيل وأصله النبيء فسهلت الهمزة إلى ياء والصحيح أن مشتق من المعنيين جميعاً فإن النبيء مشتق من النبأ لأنه مُنبأ مُنبِئ ومشتق أيضاً من النَبوة لعلو مرتبة النبيين (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ )) الأزواج جمع زوج وهي للأنثى ولا الذكر ؟ زوج في اللغة العربية يطلق على الأنثى والذكر وفيه لغة لكنها رديئة قليلة يقول للمرأة زوجة ولكن هذه اللغة الرديئة القليلة هي التي استعملها الفرضيون فيقول زوج للذكر وزوجة للأنثى من أجل البيان والإيضاح وهذا أمر لابد منه في باب الفرائض (( قُلْ لِأَزْوَاجِكَ )) وهن تسع خمس منهن قرشيات وأربع غير قرشيات وطلبن منه من زينة الدنيا ما ليس عنده طلبن منه نفقة وكسوة وغير ذلك مما تريده النساء من الرجال من الأموال والنبي عليه الصلاة والسلام كما نعلم جميعاً كان قليل ذات اليد لأنه كان ينفق ما عنده ولا يبقي لنفسه شيئاً فطلبن من النفقة وضيقن عليه وآلى منهن شهراً كاملاً اعتزلهن ثم نزل في آخر الشهر فأنزل الله عليه هذه الآية (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا )) إلى آخره (( إن )) شرطية وفعل الشرط كان (( كنتن )) وجواب الشرط (( فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ )) (( إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا )) (( الحياة الدنيا )) يعني متعها (( وزينتها )) ما فيها من الأموال والقصور والمراكب وما أشبه ذلك (( فَتَعَالَيْنَ )) فعل أمر وإلا اسم فعل أمر ؟ فعل أمر لأنه تلحقه العلامات فإذا كان تلحقه العلامات فهو فعل أمر ولهذا يقال تعالين ويقال تعالوا إلى كلمة بخلاف هلم فإنها لا تلحقها العلامات فهي اسم فعل (( فَتَعَالَيْنَ )) يعني أقبلن إلي (( أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا )) ((أُمَتِّعْكُنَّ )) هذه جواب الأمرالطلب في قوله : (( فَتَعَالَيْنَ )) يعني أعطيكن متاعاً تتمتعن به (( وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا )) أي أطْلقكن لأن التسريح ضد التقييد وهذا من الآداب العالية التي أمر الله بها نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وإلا كان مقتضى الحال أن يقول إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أطَلقكن ولا خير فيمن لا تريد إلا الدنيا ولكن من كمال الرعاية (( أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ )) أعطيكن مالاً تتمتعن به (( وأسرحكن )) أطلقكن (( سراحاً جميلاً )) يعني ليس فيه عداوة وليس فيه بغضاء وليس فيه حجر لكنّ بعد ذلك ولهذا لو أن هذا وقع لكان يحل لهن أن يتزوجن بغيره لأن هذا من السراح الجميل إذ لا فائدة من كونها تتسرح من الرسول صلى الله عليه وسلم ثم تبقى محبوسة ولكن الأمر لم يقع (( فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا )) كل النساء نعم.