تفسير سورة الأحزاب-09b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تفسير قول الله تعالى : (( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ))
(( أن يكون لهم الخيرة من أمرهم )) (( ما )) هذه نافية و(( كان )) فعل ماض ناقص وخبرها (( لمؤمن )) الجار والمجرور و (( أن يكون لهم الخيرة )) هذا هو اسمها مؤخراً يقول الله عز وجل : (( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ )) يعني هذا أمر لا يمكن أن يكون فهو نفي للإمكان ولكنه للإمكان الشرعي دون القدري إذ أن المؤمن أوالمؤمنة قد يكون لهم الخيرة من أمرهم فيما قضاه الله ورسوله ولكن شرعاً لا يكون هذه يقول : (( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا )) (( أن تكون )) بالتاء والياء (( لَهُمُ الْخِيَرَةُ )) أي الاختيار (( مِنْ أَمْرِهِمْ )) خلاف أمر الله ورسوله " وقوله : (( لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ )) وكما سبق فيه ذكر الذكور والإناث (( لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ )) وقوله (( إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا )) المراد بالقضاء هنا القضاء الشرعي إذ أن القضاء الكوني لا يمكن لأحد أن يختار خلافه لا مؤمن ولا كافر أليس كذلك ؟ لأن القضاء الكوني لابد أن يقع فالمراد هنا (( إِذَا قَضَى اللَّهُ )) أي قضاء شرعياً وقوله : (( إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ )) عطف رسوله بالواو لأن قضاء الرسول صلى الله عليه وسلم الشرعي من قضاء الله وقوله (( إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا )) (( أمراً )) هنا واحد الأمور أو واحد الأوامر ، واحد الأمور لأن إذا قضى شأناً سواء كان ذلك الشأن أمراً أو نهياً (( إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا )) (( أن تكون لهم الخيرة ))و(( أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ )) أما على قراءة التاء فالأمر فيها ظاهر لأن اسمها إيش ؟ مؤنث فأنث الفعل من أجلها (( أن تكون )) وأما عن قراء الياء فإن الفعل يكون مذكراًَ مع أن الاسم مؤنث لكن هنا لا يجب التأنيث لوجهين :
الوجه الأول : الفصل بين الفعل وفاعله وهنا بين الفعل واسمه .
والثاني : أن التأنيث في الخيرة تأنيث مجازي وابن مالك يقول
" وإنما تلزم فعل مضمر متصل أو مفهم ذات حر ".
وقوله : (( الخيرة )) أي الاختيار أفادنا المؤلف أن الخيرة هنا اسم مصدر بمعنى الاختيار أو بمعنى التخير كالطيرة بمعنى التطير فهي إذاً اسم مصدر بمعنى الاختيار وإن شئت فقل بمعنى التخير وقوله : (( من أمرهم )) قد يقول قائل إن المتبادر أن يقول : (( من أمره )) لأن لمؤمن ولمؤمنة مفرد والمتبادر أن يقول وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون له الخيرة من أمره ولكنه جمع لأن مؤمن ومؤمنة جاء منكراً في سياق النفي فيكون للعموم فعاد الضمير إليه باعتبار المعنى لا باعتبار اللفظ وقوله : (( من أمرهم )) يعني معناه أي من شأنهم ويجوز أن يكون (( من أمرهم )) أي من أمر الله إياهم فعلى الأول يكون الإضافة من باب إضافة الشيء إلى فاعله وعلى الثاني من باب إضافته إلى مفعوله وقول المؤلف "خلاف "هذه بالنصب مفعول للخيرة بمعنى الاختيار يعني ما كان لهم أن يختاروا خلاف أمر الله ورسوله فتبين الآن معنى الآية ، معنى الآية أن الله يقول لا يمكن لمؤمن ولا مؤمنة ، لا يمكن شرعاً وإلا قدراً شرعا إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يخالفوا أمر الله ورسوله وأن يختاروا خلاف أمر الله ورسوله لماذا لا يمكن ؟ لأن ما في قلوبهم من الإيمان يمنعهم من المخالفة ألا ترى إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يزني الزاني حين وهو مؤمن ) لأنه لو كان في قلبه إيمان حين الزنا ما زنا لا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن فالإيمان إذا وقر في القلب لا يمكن أن يكون صاحبه مخالفاً لأمر الله ورسوله قال المؤلف : " نزلت في عبد الله بن جحش وأخته زينب خطبها النبي صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة فكره ذلك حين علم بظنهما قبل أن النبي صلى الله عليه وسلم خطبها لنفسه ثم رضي الآية " هكذا ذكر المؤلف أنها نزلت في هذه القصة وهذ القصة ضعيفة لأنها معضلة ومنقطعة فهي ضعيفة ونحن لا يهمنا في الحقيقة سبب النزول ، سبب النزول صحيح أن فيه فائدة وهو أنه يكشف أحياناً المعنى ليبينه ويوضحه لكن المهم الحكم وهو أنه لا يمكن لمؤمن إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يختار خلاف أمر الله ورسوله أن يكون لهم الخيرة من أمرهم لأنهم لابد أن يوافقوا أمر الله ورسوله لما في قلوبهم من الإيمان ولهذا كلما هم المؤمن بمعصية ذكره إيمانه بالله فكف عنه ألا ترى إلى قول النبي عليه الصلاة والسلام في السبعة الذين يظلهم الله في ظله قال : ( ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال ) وهذه الدعوة كانت في محل خالٍ لا يطلع عليهما أحد سوى الله فقال : ( إني أخاف الله ) فمنعه إيمانه من أي شيء ؟ من أن يفعل الفاحشة مع سهولة أسبابها وكذلك أحد الثلاثة الذين انطبق عليهم الغار حين مكنته ابنة عمه من نفسها فلما جلس منها منها مجلس الرجل مع امرأته وأعتقد في هذه الحال أن الرغبة ستكون شديدة وقوية وأنه لا يفصمها إلا إيمان قوي لما جلس منها مجلس الرجل مع امرأته قالت له " يا هذا اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه " فقام منها وهي أحب الناس إليه هذا من الإيمان بلا شك إذاً نحن لا يهمنا أن تكون نزلت في زينب بنت جحش وأخيها عبد الله أو في غيرهم المهم أن حال المؤمن تمنعه من مخالفة أمر الله ورسوله وأما ما ذكره المؤلف فهو يقول " إن النبي صلى الله عليه وسلم خطب زينب بنت جحش " وقد خطبت كما ذكره غيره خطبت من قبل رجال شرفاء وذوي وجاهة فخطبها النبي عليه الصلاة والسلام فظنوا أنه خطبها لنفسه ثم بعد ذلك بين لهم أنه خطبها لزيد بن حارثة من هو ؟ مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان حسب ما ذكر أهل السير كان عبداً لخديجة رضي الله عنها فوهبته للنبي صلى الله عليه وسلم فأعتقه لما علم أنه خطبها لزيد امتنع فلما نزلت الآية رضي بذلك وهذا ليس بغريب على الصحابة لو صح الحديث ليس بغريب أن يقدموا أمر الله ورسوله على ما تهواه أنفسهم .
الطالب : خطبها النبي صلى الله عليه وسلم وعنى ايش معنى عنى؟
الشيخ : عنى ما عندي عنى، لما خطبها النبي صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة فكره ذلك...اشطب عليها
الوجه الأول : الفصل بين الفعل وفاعله وهنا بين الفعل واسمه .
والثاني : أن التأنيث في الخيرة تأنيث مجازي وابن مالك يقول
" وإنما تلزم فعل مضمر متصل أو مفهم ذات حر ".
وقوله : (( الخيرة )) أي الاختيار أفادنا المؤلف أن الخيرة هنا اسم مصدر بمعنى الاختيار أو بمعنى التخير كالطيرة بمعنى التطير فهي إذاً اسم مصدر بمعنى الاختيار وإن شئت فقل بمعنى التخير وقوله : (( من أمرهم )) قد يقول قائل إن المتبادر أن يقول : (( من أمره )) لأن لمؤمن ولمؤمنة مفرد والمتبادر أن يقول وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون له الخيرة من أمره ولكنه جمع لأن مؤمن ومؤمنة جاء منكراً في سياق النفي فيكون للعموم فعاد الضمير إليه باعتبار المعنى لا باعتبار اللفظ وقوله : (( من أمرهم )) يعني معناه أي من شأنهم ويجوز أن يكون (( من أمرهم )) أي من أمر الله إياهم فعلى الأول يكون الإضافة من باب إضافة الشيء إلى فاعله وعلى الثاني من باب إضافته إلى مفعوله وقول المؤلف "خلاف "هذه بالنصب مفعول للخيرة بمعنى الاختيار يعني ما كان لهم أن يختاروا خلاف أمر الله ورسوله فتبين الآن معنى الآية ، معنى الآية أن الله يقول لا يمكن لمؤمن ولا مؤمنة ، لا يمكن شرعاً وإلا قدراً شرعا إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يخالفوا أمر الله ورسوله وأن يختاروا خلاف أمر الله ورسوله لماذا لا يمكن ؟ لأن ما في قلوبهم من الإيمان يمنعهم من المخالفة ألا ترى إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يزني الزاني حين وهو مؤمن ) لأنه لو كان في قلبه إيمان حين الزنا ما زنا لا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن فالإيمان إذا وقر في القلب لا يمكن أن يكون صاحبه مخالفاً لأمر الله ورسوله قال المؤلف : " نزلت في عبد الله بن جحش وأخته زينب خطبها النبي صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة فكره ذلك حين علم بظنهما قبل أن النبي صلى الله عليه وسلم خطبها لنفسه ثم رضي الآية " هكذا ذكر المؤلف أنها نزلت في هذه القصة وهذ القصة ضعيفة لأنها معضلة ومنقطعة فهي ضعيفة ونحن لا يهمنا في الحقيقة سبب النزول ، سبب النزول صحيح أن فيه فائدة وهو أنه يكشف أحياناً المعنى ليبينه ويوضحه لكن المهم الحكم وهو أنه لا يمكن لمؤمن إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يختار خلاف أمر الله ورسوله أن يكون لهم الخيرة من أمرهم لأنهم لابد أن يوافقوا أمر الله ورسوله لما في قلوبهم من الإيمان ولهذا كلما هم المؤمن بمعصية ذكره إيمانه بالله فكف عنه ألا ترى إلى قول النبي عليه الصلاة والسلام في السبعة الذين يظلهم الله في ظله قال : ( ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال ) وهذه الدعوة كانت في محل خالٍ لا يطلع عليهما أحد سوى الله فقال : ( إني أخاف الله ) فمنعه إيمانه من أي شيء ؟ من أن يفعل الفاحشة مع سهولة أسبابها وكذلك أحد الثلاثة الذين انطبق عليهم الغار حين مكنته ابنة عمه من نفسها فلما جلس منها منها مجلس الرجل مع امرأته وأعتقد في هذه الحال أن الرغبة ستكون شديدة وقوية وأنه لا يفصمها إلا إيمان قوي لما جلس منها مجلس الرجل مع امرأته قالت له " يا هذا اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه " فقام منها وهي أحب الناس إليه هذا من الإيمان بلا شك إذاً نحن لا يهمنا أن تكون نزلت في زينب بنت جحش وأخيها عبد الله أو في غيرهم المهم أن حال المؤمن تمنعه من مخالفة أمر الله ورسوله وأما ما ذكره المؤلف فهو يقول " إن النبي صلى الله عليه وسلم خطب زينب بنت جحش " وقد خطبت كما ذكره غيره خطبت من قبل رجال شرفاء وذوي وجاهة فخطبها النبي عليه الصلاة والسلام فظنوا أنه خطبها لنفسه ثم بعد ذلك بين لهم أنه خطبها لزيد بن حارثة من هو ؟ مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان حسب ما ذكر أهل السير كان عبداً لخديجة رضي الله عنها فوهبته للنبي صلى الله عليه وسلم فأعتقه لما علم أنه خطبها لزيد امتنع فلما نزلت الآية رضي بذلك وهذا ليس بغريب على الصحابة لو صح الحديث ليس بغريب أن يقدموا أمر الله ورسوله على ما تهواه أنفسهم .
الطالب : خطبها النبي صلى الله عليه وسلم وعنى ايش معنى عنى؟
الشيخ : عنى ما عندي عنى، لما خطبها النبي صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة فكره ذلك...اشطب عليها
1 - تفسير قول الله تعالى : (( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ))
قال الله تعالى : (( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا ))[الأحزاب :36](( ومن يعص الله )) (( من )) اسم استفهام ، ما الذي أدراكم أنها شرطية ؟
الطالب :...
الشيخ : لا غير الجواب
الطالب :فعل الشرط
الشيخ :فعل الشرط لأنه مجزوم (( ومن يعص الله )) لكنه مجزوم بحذف حرف العلة (( من يعص الله )) المعصية مخالفة الأمر أو إن شئت فقل المعصية خلاف الطاعة سواء كانت وقوعا ً في منهياً عنه أو تركاً لمأمور به لكن إذا قيل طاعة ومعصية صارت الطاعة فعل المأمور والمعصية فعل المحظور ، أما إذا قيل معصية وحدها أو طاعة وحدها فإنها تشمل الأمرين ، قال : (( ومن يعص الله ورسوله )) سواء عصاهما جميعاً يعني أمر من الله وأمر من رسوله وقعت فيه المعصية أو عصى الله وحده أو عصى الرسول وحده فإنه قد ضل ضلالاً مبيناً ، معصيتهما جميعاً مثالها قوله تعالى : (( فاتقوا الله ما استطعتم )) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ) لو خالف الإنسان في ذلك يكون قد عصى الله ورسوله لأن الأمر هنا من الله ومن رسوله وأحياناً يرد الأمر في القرآن دون السنة فإذا عصاه الإنسان صار عاصياً لله وأحياناً يرد في السنة دون القرآن فإذا عصاه الإنسان صار عاصياً للرسول ولكن لتعلم أن معصية الرسول عليه الصلاة والسلام معصية لله لأن الرسول يتكلم عمن أرسله فإذا عصيته فقد عصيت من أرسله لو أن رجلاً أتاك وقال إن فلاناً أرسلني إليك وقال ليفعل كذا وكذا وخالفت الرسول تكون مخالفاً في الواقع لمن ؟ للمرسل ولهذا قال الله عز وجل : (( مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ))[النساء :80]فعلى هذا يكون من يعص الله ورسوله سواء على سبيل الانفراد أو على سبيل الاشتراك (( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا )) هذا جواب الشرط وقرن بالفاء لأنها اقترنت في (( قد )) وهناك ضوابط لجواب الشرط الذي يجب اقترانه بالفاء ذكرت في بيت قد أنشد لكم من قبل فما هذا البيت ؟ أظن عبد الرحمن بن داوود يبغي يقرؤه علينا
الطالب : ...
الشيخ : يستمع إليها ابن الوليد .
الطالب : " اسمية طلبية وبجامد وبما وبقد وبلن وبالتنفيس "
الشيخ : نعم " اسمية طلبية وبجامد وبما وبقد وبلن وبالتنفيس "
كم ؟ سبعة ، إذا كان جواب الشرط أحد هذه الأشياء المسردة فإنه يقترن بالفاء وجوباً ولا يشذ عن هذه القاعدة إلا أمر نادر كقول الشاعر " من يفعل الحسنات الله يشكرها " ولم يقل فالله يشكره لكن هذا نادر أو ضرورة ، هنا اللي معنا من الأشياء السبعة (( قد )) (( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا )) قال المؤلف :" بينا " ونحن تكلمنا أن أبان الرباعية تكون متعدية وتكون لازمة إذا كانت لازمة فهي بمعنى بان ، إذا كانت متعدية فهي بمعنى أظهر ، هنا قال : (( ضلالاً مبيناً )) هل تصلح بمعنى أظهر ؟ يعني بمعنى ضلالاً مظهراً ما تصلح إذا فهي من أبان اللازم الذي يكون منه الاسم على بين لا على مبين وقوله لا على مبين بمعنى مظهر فما هو المبين بمعنى مظهر ؟مثل قوله تعالى : (( إن هو إلا ذكر وقرآن مبين )) هذا من اللازم والا من المتعدي ، من المتعدي يقيناً نعم لأن القرآن مظهر للحقائق ولهذا قال بعده : (( لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ ))[يس :70](( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا ))
الطالب :...
الشيخ : لا غير الجواب
الطالب :فعل الشرط
الشيخ :فعل الشرط لأنه مجزوم (( ومن يعص الله )) لكنه مجزوم بحذف حرف العلة (( من يعص الله )) المعصية مخالفة الأمر أو إن شئت فقل المعصية خلاف الطاعة سواء كانت وقوعا ً في منهياً عنه أو تركاً لمأمور به لكن إذا قيل طاعة ومعصية صارت الطاعة فعل المأمور والمعصية فعل المحظور ، أما إذا قيل معصية وحدها أو طاعة وحدها فإنها تشمل الأمرين ، قال : (( ومن يعص الله ورسوله )) سواء عصاهما جميعاً يعني أمر من الله وأمر من رسوله وقعت فيه المعصية أو عصى الله وحده أو عصى الرسول وحده فإنه قد ضل ضلالاً مبيناً ، معصيتهما جميعاً مثالها قوله تعالى : (( فاتقوا الله ما استطعتم )) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ) لو خالف الإنسان في ذلك يكون قد عصى الله ورسوله لأن الأمر هنا من الله ومن رسوله وأحياناً يرد الأمر في القرآن دون السنة فإذا عصاه الإنسان صار عاصياً لله وأحياناً يرد في السنة دون القرآن فإذا عصاه الإنسان صار عاصياً للرسول ولكن لتعلم أن معصية الرسول عليه الصلاة والسلام معصية لله لأن الرسول يتكلم عمن أرسله فإذا عصيته فقد عصيت من أرسله لو أن رجلاً أتاك وقال إن فلاناً أرسلني إليك وقال ليفعل كذا وكذا وخالفت الرسول تكون مخالفاً في الواقع لمن ؟ للمرسل ولهذا قال الله عز وجل : (( مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ))[النساء :80]فعلى هذا يكون من يعص الله ورسوله سواء على سبيل الانفراد أو على سبيل الاشتراك (( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا )) هذا جواب الشرط وقرن بالفاء لأنها اقترنت في (( قد )) وهناك ضوابط لجواب الشرط الذي يجب اقترانه بالفاء ذكرت في بيت قد أنشد لكم من قبل فما هذا البيت ؟ أظن عبد الرحمن بن داوود يبغي يقرؤه علينا
الطالب : ...
الشيخ : يستمع إليها ابن الوليد .
الطالب : " اسمية طلبية وبجامد وبما وبقد وبلن وبالتنفيس "
الشيخ : نعم " اسمية طلبية وبجامد وبما وبقد وبلن وبالتنفيس "
كم ؟ سبعة ، إذا كان جواب الشرط أحد هذه الأشياء المسردة فإنه يقترن بالفاء وجوباً ولا يشذ عن هذه القاعدة إلا أمر نادر كقول الشاعر " من يفعل الحسنات الله يشكرها " ولم يقل فالله يشكره لكن هذا نادر أو ضرورة ، هنا اللي معنا من الأشياء السبعة (( قد )) (( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا )) قال المؤلف :" بينا " ونحن تكلمنا أن أبان الرباعية تكون متعدية وتكون لازمة إذا كانت لازمة فهي بمعنى بان ، إذا كانت متعدية فهي بمعنى أظهر ، هنا قال : (( ضلالاً مبيناً )) هل تصلح بمعنى أظهر ؟ يعني بمعنى ضلالاً مظهراً ما تصلح إذا فهي من أبان اللازم الذي يكون منه الاسم على بين لا على مبين وقوله لا على مبين بمعنى مظهر فما هو المبين بمعنى مظهر ؟مثل قوله تعالى : (( إن هو إلا ذكر وقرآن مبين )) هذا من اللازم والا من المتعدي ، من المتعدي يقيناً نعم لأن القرآن مظهر للحقائق ولهذا قال بعده : (( لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ ))[يس :70](( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا ))
تفسير قول الله تعالى : (( وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله ))
قال :" فزوجها النبي صلى الله عليه وسلم لزيد ثم وقع بصره عليها بعد حين فبلغ في نفسه حبها وفي نفس زيد كراهتها ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم أريد فراقها فقال : ( أمسك عليك زوجك ) كما قال تعالى : (( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ ))[الأحزاب :37] "هذا الذي ذكره المؤلف رحمه الله ، ذكر عن بعض المفسرين من السلف والخلف لكنه كما قال ابن كثير " أقوال ينبغي أن يضرب الإنسان عنها صفحاً " لأنها أقوال باطلة لا تليق بمقام النبي صلى الله عليه وسلم لأن القصة إذا قرأها الإنسان يتصور أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان عاشقاً من العشاق وما أشبه هذه القصة الباطلة بقصة داوود عليه الصلاة والسلام التي ذكروا أن داوود طلب من أحد جنوده أن يتزوج امرأته ولكنه أبى فاحتال عليه بحيلة شوف كيف ؟ إيش الحيلة ؟ قال نطلعه مع الجيش عشان يقتل فأتزوج امرأته هل هذا يمكن أن يقع من نبي من أنبياء الله ؟ أبداً هذه لو قال قائل إنها وقعت من أحد السوقة من الناس لقيل ما أظلم هذا الرجل وما أجهله فكيف بنبي من أنبياء الله ؟ الرسول صلى الله عليه وسلم هل يمكن أن يتصور أحد أنه عشق هذه المرأة لاحظوا أن بعض الناس حتى بعض المفسرين والعياذ بالله صار يتلفظ بهذا اللفظ يقول الرسول عشق المرأة زينب ولكن هذا قول باطل وسيأتي إن شاء الله تعالى في الكلام على تفسير الآية بيان معنى الآية وأن معناها ناصع واضح ولم يكن الرسول عليه الصلاة والسلام قال له : ( أمسك عليك زوجك واتقي الله ) وأنه أخفى حبها لأن الله قال في نفس الآية : (( وتخفي في نفسك ما الله مبديه )) فبين الله أنه سيبدي ما أخفاه في نفسه لو كان الذي أخفاه النبي عليه الصلاة والسلام في نفسه الحب لكان الله يبديه لكن ما الذي أبدى الله ؟ الذي أبدى الله تزويجه أنه زوجه إياها فكان الرسول عليه الصلاة والسلام أخفى في نفسه ما أعلمه الله أنه سيتزوجها بدون أن يكون هناك حب وعلاقة لكن الرسول عليه الصلاة والسلام علم بما أعلمه الله أنه سيتزوجها فلما جاء هذا الرجل يستشيره قال له : ( اتق الله ) لا تطلق المرأة فعاتب الله رسوله لماذا قال له اتق الله وأمسكها وقد علم أن الله تعالى سيزوجه إياها فالمسألة واضحة ما فيها أي إشكال ولكن المشكل إن بعض المفسرين يأخذوا عن بعض من غير تمحيص ومن غير أن يكون هناك تروي في المسألة حتى إن بعض الناس اعتذر وقال" إن محبة الإنسان للمرأة ولو كانت عند زوج آخر أمر لا ينكر إنما الذي ينكر أن يحاول التوصل لهذه المرأة بطريق غير شرعي وأما أن يقع في نفسه محبة امرأة عند زوج فهذا لا بأس به وهو أمر جبلي قد تدعو إليه الجبلة والطبيعة "وهذا وإن كانت المسألة تحتاج إلى نظر في هذا القول وهو أن محبة الإنسان لزوجة غيره إما أن تكون محبة للجنس أو محبة للشخص فإن كان محبة للجنس فهذا أمر جائز وإلا لا ؟ جائز أنا ما معناه الجنس الشهوة يعني ، يعني جنس هذا الطراز من النساء هذا المراد بقولي الجنس إن كان محبة للجنس يعني معناه أنه يرغب مثل هذه المرأة فهذا لا بأس به والإنسان دائماً إذا سمع مثلاً من امرأة رجل أنها امرأة صالحة قانتة حافظة للغيب بما حفظ الله يحبها ويحب أن يكون له مثلها وأما إذا كان حباً شخصياً فعندي أن في جواز ذلك نظراً وأن الإنسان يجب عليه أن إذا تعلقت نفسه بامرأة تعلقاً شخصياً أو محبة شخصية يجب عليه أن يحاول التخلص من هذا لأنها مشكلة ، المحبة في الحقيقة جذابة ، المحبة كأنها رشاً من حديد يجذب الإنسان فإذا تعلق قلبه بامرأة فإن الغالب أن يحاول الوصول إليها إن لم تكون مزوجة يمكن يخطبها وإن كانت مزوجة مشكلة فالذي أرى في هذه المسألة أنه اذا أحبها محبة جنس بمعنى أحب جنس هذه المرأة فهذا لاشك أنه ما فيه مانع ولا يحصل فيه مفسدة وأما إن أحبها محبة شخصية فإن الأمر خطير .
الطالب :...؟
الشيخ : لأنه يحب هذه المرأة نفسها ، إي هذه المرأة مثلاً شافها معها زوجها أنها قائمة باللازم وأحبها هي شخصياً .
(( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ )) (( إذ )) يقول المؤلف : " إنه منصوب باذكر " أين اذكر ؟ محذوف ، منصوب باذكر محذوفاً أي أذكر يا محمد إذ تقول للذي أنعم عليه إلى آخره اذكر هذا القول حتى تكون مستعداً لما يلقى إليك من الموعظة لأن ا لله تعالى وعظه في هذه الآية موعظة عظيمة حتى قالت عائشة رضي الله عنها : " لو كان محمداً كاتماً ما أنزل إليه لكتم هذه الآية " كما سترون (( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ )) (( للذي أنعم عليه الله )) بالإسلام (( وأنعمت عليه )) بالإعتاق بين الله عز وجل أن هذا الرجل الذي أبهم اسمه هنا ثم أوضحه فيما بعد أن عليه نعمتين النعمة الأولى لله والثانية للرسول عليه الصلاة والسلام وهنا قال : (( لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ )) فأتى بالواو الدالة على الاشتراك مع أن هذا ليس من باب الشرك أو ليس من باب التشريك حتى نقول إنه يجوز اشتراك أو إشراك الله مع الرسول عليه الصلاة والسلام بل هنا من باب النعمة والعطاء والفضل فكيف جمع بين إنعام الرسول صلى الله عليه وسلم وإنعام الله بالواو الدالة على التشريك ؟ فالجواب أن نقول جمع بينهما بالواو الدالة على التشريك لأن النعمتين مختلفتان فالنعمة الأولى بماذا ؟ بالإسلام والثانية النعمة من الرسول صلى الله عليه وسلم بالعتق فلما اختلفت النعمتان صارت الواو لا تدل على الاشتراك لامتناع الاشتراك بين شيئين مختلفين (( تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ )) " بالإعتاق وهو زيد بن حارثة كان من سبي الجاهلية اشتراه النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وأعتقه وتبناه " المشهور أن زيد بن حارثة رضي الله عنه كان مملوكاً لخديجة فوهبته للنبي صلى الله عليه وسلم هذا هو المعروف في السير وأيا كان فإن زيداً بن حارثة كان مملوكاً للرسول صلى الله عليه وسلم ثم أعتقه وتبناه أيضاً رفع معنوياته بكونه أضافه إليه ابنا له وكان يدعى زيد بن محمد حتى أبطل الله ذلك في قوله : (( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ))[الأحزاب :40]وبقوله : (( مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ))[الأحزاب :4] تقول : (( أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ )) في أمر طلاقها (( أمسك عليك )) هنا عدى أمسك بعلى لأنها بمعنى اضمم عليك زوجك يعني اجعلها منضمة عليك لا تفارقها (( أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ )) والمراد بها زينب بنت جحش رضي الله عنها وكان زيد قد تزوجها بمشورة النبي صلى الله عليه وسلم فجاء يستشير في طلاقها فقال له النبي عليه الصلاة والسلام : ( أمسك عليك زوجك ) يعني لا تطلقها وأمره بأن يتقي الله (( واتق الله )) إغراء له على إمساكها وإن كان الرجل لم يفعل خطيئة لأن الطلاق مما يباح للرجال لكن من باب الإغراء على إمساكها وقال بعض المفسرين إنه أي زيد بن حارثة إنه ذكر زينب بعيب فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام ( اتق الله ) يعني لا تصفها بالعيب وليس المعنى اتق الله لا تطلقها لأن الأصل في الطلاق أنه مباح (( أمسك عليك زوجك واتق الله ))
الطالب :...؟
الشيخ : لأنه يحب هذه المرأة نفسها ، إي هذه المرأة مثلاً شافها معها زوجها أنها قائمة باللازم وأحبها هي شخصياً .
(( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ )) (( إذ )) يقول المؤلف : " إنه منصوب باذكر " أين اذكر ؟ محذوف ، منصوب باذكر محذوفاً أي أذكر يا محمد إذ تقول للذي أنعم عليه إلى آخره اذكر هذا القول حتى تكون مستعداً لما يلقى إليك من الموعظة لأن ا لله تعالى وعظه في هذه الآية موعظة عظيمة حتى قالت عائشة رضي الله عنها : " لو كان محمداً كاتماً ما أنزل إليه لكتم هذه الآية " كما سترون (( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ )) (( للذي أنعم عليه الله )) بالإسلام (( وأنعمت عليه )) بالإعتاق بين الله عز وجل أن هذا الرجل الذي أبهم اسمه هنا ثم أوضحه فيما بعد أن عليه نعمتين النعمة الأولى لله والثانية للرسول عليه الصلاة والسلام وهنا قال : (( لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ )) فأتى بالواو الدالة على الاشتراك مع أن هذا ليس من باب الشرك أو ليس من باب التشريك حتى نقول إنه يجوز اشتراك أو إشراك الله مع الرسول عليه الصلاة والسلام بل هنا من باب النعمة والعطاء والفضل فكيف جمع بين إنعام الرسول صلى الله عليه وسلم وإنعام الله بالواو الدالة على التشريك ؟ فالجواب أن نقول جمع بينهما بالواو الدالة على التشريك لأن النعمتين مختلفتان فالنعمة الأولى بماذا ؟ بالإسلام والثانية النعمة من الرسول صلى الله عليه وسلم بالعتق فلما اختلفت النعمتان صارت الواو لا تدل على الاشتراك لامتناع الاشتراك بين شيئين مختلفين (( تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ )) " بالإعتاق وهو زيد بن حارثة كان من سبي الجاهلية اشتراه النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وأعتقه وتبناه " المشهور أن زيد بن حارثة رضي الله عنه كان مملوكاً لخديجة فوهبته للنبي صلى الله عليه وسلم هذا هو المعروف في السير وأيا كان فإن زيداً بن حارثة كان مملوكاً للرسول صلى الله عليه وسلم ثم أعتقه وتبناه أيضاً رفع معنوياته بكونه أضافه إليه ابنا له وكان يدعى زيد بن محمد حتى أبطل الله ذلك في قوله : (( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ))[الأحزاب :40]وبقوله : (( مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ))[الأحزاب :4] تقول : (( أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ )) في أمر طلاقها (( أمسك عليك )) هنا عدى أمسك بعلى لأنها بمعنى اضمم عليك زوجك يعني اجعلها منضمة عليك لا تفارقها (( أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ )) والمراد بها زينب بنت جحش رضي الله عنها وكان زيد قد تزوجها بمشورة النبي صلى الله عليه وسلم فجاء يستشير في طلاقها فقال له النبي عليه الصلاة والسلام : ( أمسك عليك زوجك ) يعني لا تطلقها وأمره بأن يتقي الله (( واتق الله )) إغراء له على إمساكها وإن كان الرجل لم يفعل خطيئة لأن الطلاق مما يباح للرجال لكن من باب الإغراء على إمساكها وقال بعض المفسرين إنه أي زيد بن حارثة إنه ذكر زينب بعيب فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام ( اتق الله ) يعني لا تصفها بالعيب وليس المعنى اتق الله لا تطلقها لأن الأصل في الطلاق أنه مباح (( أمسك عليك زوجك واتق الله ))
3 - تفسير قول الله تعالى : (( وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( ... وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها ... ))
قال الله تعالى : (( وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ )) الواو حرف عطف (( وتخفي )) معطوفة على قوله : (( تقول )) يعني واذكر أيضاً إذ تخفي في نفسك ما الله مبديه وأبهم الله تعالى ما أخفاه لكنه بين أنه سيبديه وننظر ماذا أبدى الله عز وجل (( وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا )) هذه اسم موصول في محل نصب مفعول لـ (( تخفي )) و(( الله )) مبتدأ و(( مبديه )) خبره والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب يعني تخفي في نفسك الذي الله مبديه وهنا لم يقل وتخفي في نفسك ما يبديه الله بل قال : (( ما الله مبديه )) فأتى بالجملة الاسمية... وصلت الجملة هنا اسمية وإنما أتى بالجملة الاسمية الدالة على الثبوت كأن هذا أمر لابد منه ، لابد أن يبديه الله عز وجل وهذا هو الذي وقع ومعنى (( مبديه )) أي مظهره وهو مقابل لقول (( تخفي )) (( وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ )) إلا أن المقابلة اختلفت من حيث الصيغة ، فالصيغة في الإخفاء جاءت بالمضارع وأما الصيغة بالإبداء فجاءت بالجملة الاسمية قال : (( وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ )) مظهره من محبتها وأن لو فارقها زيد تزوجتها هذا ما زعم المؤلف تبعاً لكثير من المفسرين أن الذي أخفاه النبي عليه الصلاة والسلام هو محبته لهذه المرأة فأبدى الله ذلك ولكنك إذا تأملت الآيات وجدت أن الذي أخفاه هو نية الزواج بها بأمر الله عز وجل فإن الله تعالى أمره أن يتزوجها بعد زيد بن حارثة وكأن هذا والله أعلم من أجل جبر قلبها حيث تزوجت زيد بن حارثة وهو مولى وهي من صميم العرب فأراد الله عز وجل أن يكافئها على خضوعها لمشورة النبي صلى الله عليه وسلم بأن يتزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم هذه من جهة ، ومن جهة أخرى أمر الله أن يتزوجها لأجل أن يزول ما كان مشهوراً عندهم في الجاهلية منين ؟ من أن ابن التبني لا يجوز لمن تبناه أن يتزوج بامرأته فيكون هذا من باب البيان بالفعل الذي هو أقوى من البيان بالقول قال : (( أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ )) مظهره من محبتها وأن لو فارقها زيد تزوجها ، وإذا نظرنا إلى الذي أبداه الله وجدنا أنه زواجه لا أنه يحبها ما قال الله في القرآن إنك تحبها أبداً ولا تعرض للحب
4 - تفسير قول الله تعالى : (( ... وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها ... )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه ))
قال : (( وَتَخْشَى النَّاسَ )) " أي تخاف من قولهم ومن كلامهم بأن يقولوا تزوج زوجة ابنه " وهذا عند العرب يا عيسى عيب عندهم فهم يرونه من المنكرات قال الله تعالى : (( وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ )) " في كل شيء وتزوجها ولا عليك من قول الناس ثم طلقها زيد وانقضت عدتها " قال الله تعالى : (( فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ )) إلى آخره قال الله : (( وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ )) منين ؟ من الناس ولكنه هنا أطلق قال الله : (( وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ )) ولم يذكر المفضل عليه من أجل العموم لأنه دائماً يكون الحذف مفيداً للعموم يعني أحق أن تخشاه من كل أحد من الناس ومن الجن ومن غيرهم وقوله : (( أن تخشاه )) يعني أن تخافه ولكن الخشية خوف مع علم لقوله تعالى : (( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ))[فاطر :28]والخشية أيضاً خوف مع قوة المخشي وعظمته فالخوف دون الخشية لأن الخوف يقع بدون علم ولأن الخوف يقع من ضعف الخائف لا من قوة المخوف ولهذا كانت الخشية أرفع مرتبة وأقوى (( والله أحق أن تخشاه ))
تفسير قول الله تعالى : (( فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها ... ))
" ((فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا )) حاجة (( زَوَّجْنَاكَهَا )) فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم بدون إذن وأشبع المسلمين خبزاً ولحماً "
الطالب:...
الشيخ : انا ايش قلت ((فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا )) أي حاجة وهذا دليل على أن زيداً رضي الله عنه طلقها عن رغبة وأنها انقضت حاجته منها ولم يطلقها عن ضغط أو إكراه وقوله : (( زوجناكها )) شرعاً أو قدراً ؟ شرعاً وقدراً لكن المهم شرعاً لأنه لو كان المراد قدراً فقط لم يكن بينها وبين أمهات المؤمنين فرق لأن أمهات المؤمنين أيضاً مما زوجهن الله قدراً وكانت هي أي زينب تفتخر على نساء النبي صلى الله عليه وسلم فتقول : " زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سماوات " وهذا دليل على أنه تزويج شرعي ولكنه قدري أيضاً في نفس الوقت وقوله : (( زوجناكها )) في هذا ضميران مفعولان الضمير الأول الكاف والثاني (( ها )) وهو متمشٍ على القاعدة وابن مالك يقول :
" وقدم الأخص في اتصال وقدمن ما شئت في انفصاله "
وضمير المخاطب أخص من ضمير الغائب ولهذا قال : (( زوجناكها ))
الطالب:...
الشيخ : انا ايش قلت ((فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا )) أي حاجة وهذا دليل على أن زيداً رضي الله عنه طلقها عن رغبة وأنها انقضت حاجته منها ولم يطلقها عن ضغط أو إكراه وقوله : (( زوجناكها )) شرعاً أو قدراً ؟ شرعاً وقدراً لكن المهم شرعاً لأنه لو كان المراد قدراً فقط لم يكن بينها وبين أمهات المؤمنين فرق لأن أمهات المؤمنين أيضاً مما زوجهن الله قدراً وكانت هي أي زينب تفتخر على نساء النبي صلى الله عليه وسلم فتقول : " زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سماوات " وهذا دليل على أنه تزويج شرعي ولكنه قدري أيضاً في نفس الوقت وقوله : (( زوجناكها )) في هذا ضميران مفعولان الضمير الأول الكاف والثاني (( ها )) وهو متمشٍ على القاعدة وابن مالك يقول :
" وقدم الأخص في اتصال وقدمن ما شئت في انفصاله "
وضمير المخاطب أخص من ضمير الغائب ولهذا قال : (( زوجناكها ))
تفسير قول الله تعالى : (( لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا ))
الحكمة من ذلك قال : (( لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا )) (( لكي لا يكون )) اللام هنا للتعليل و(( كي )) حرف مصدر لأنها بعد اللام مصدرية محضة أي لأن ولا نافية وقوله (( حرج )) أي ضيق ومشقة وقوله : (( في أزواج أدعيائهم )) من أدعياؤهم ؟ أبناؤهم الذين تبنوهم هؤلاء هم الأدعياء وهؤلاء الأدعياء ليسوا بأبناء كما قال الله تعالى : (( وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ))[الأحزاب :4]وتأمل قوله : (( لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ )) ولم يقل أبنائهم الذين تبنوهم لأن هذه البنوة منتفية شرعاً وباطلة شرعاً ولهذا قال : (( أدعيائهم )) وبهذا نعرف أن قول من قال في قوله تعالى : (( وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ ))[النساء :23]أن قوله : (( من أصلابكم )) احتراز من ابن التبني فتبين لنا أن هذا القول لا وجه لا لأن ابن التبني لم يسمه الله ابناً أبداً بل نفى عنه البنوة فقال : (( وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ )) وقال هنا : (( لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ )) وإذا كان ابن التبني لا يسمى ابناً شرعاً فإنه لا حاجة إلى أن نأتي بصفة تخرجه لماذا ؟ لأنه ليس بداخل أصلاً حتى يخرج بهذه الصفة (( الذين من أصلابكم )) ولكنها احتراز من ابن الرضاعة كما هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قال : (( لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا )) (( إذا قضوا )) الفاعل يعود على من ؟ على الأدعياء وقوله : (( إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا )) فيه إشارة إلى أنه لو كان ذلك بضغط من الأب المدعي لكان ذلك فيه حرج بل لابد أن يكونوا قد قضوا منهن وطرا وأنهوا رغبتهن فيهن
7 - تفسير قول الله تعالى : (( لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( وكان أمر الله مفعولا ))
قال : (( وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا )) (( وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ )) قال المؤلف : " مقضي مفعولاً " أمر الله الكوني أو الشرعي ؟ الكوني لأن الشرعي قد يفعل وقد لا يفعل ولكن الأمر الذي لا بد أن يفعل هو أمر الله الكوني فإذا أمر الله تعالى بشيء كوناً فلابد أن يقع وخلاصة هذه الآية أو تفسير هذه الآية أن نقول إن الله عز وجل ذكر نبيه صلى الله عليه وسلم بهذا الأمر العظيم وهو قوله لزيد بن حارثة حين جاء يستشيره في طلاق زوجته قال له : ( أمسك عليك زوجك واتق الله ) مع علم النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله سوف يزوجه إياها وكان على النبي عليه الصلاة والسلام أن يسكت على الأقل ويقول انظر ما يبدو لك في هذا الأمر لكنه أشار عليه أن يمسك لماذا ؟ لأنه يخشى أن يقول الناس تزوج امرأة ابنه الذي تبناه فكان النبي عليه الصلاة والسلام يخاف من هذا الأمر ولكن الله تعالى وجهه هذا التوجيه السليم
تفسير قول الله تعالى : (( ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له ))
ثم قال تعالى : (( مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ )) أحل الله له إلى آخره (( ما كان )) ما نافية وكان فعل ماضي ناقص واسمها قوله : (( حرج )) لكن فيها من الزائدة لماذا؟ لإثبات النفي وتوكيده وقوله : (( على النبي )) هذا خبرها مقدم (( مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ )) ومعنى (( فيما فرض )) أي فيما أحل الله له أياً كان فكل ما أحل الله فإن لا حرج عليه عند الله وإذا كان لا حرج عليه عند الله فإن لا يجوز لأحد أن يتكلم في هذا الذي أحل الله له ويقول : لم فعل لما صنع وسيأتي إن شاء الله تعالى في الفوائد أن هذا عام للرسول ولغيره وقوله : (( فيما فرض )) الفرض تارة يتعدي باللام وتارة يتعدى بعلى فيتعدي باللام مثل هذه الآية (( فيما فرض الله له )) ويتعدي بعلى مثل فرض الله علينا كذا وكذا فإن تعدي بعلى فهو بمعنى أوجب وإن تعدي باللام فهو بمعنى أحل لماذا لأن الفرض في الأصل بمعنى التقدير والمقدر قد يكون واجباً وقد يكون محللاً
تفسير قول الله تعالى : (( سنة الله في الذين خلوا من قبل وكان أمر الله قدرا مقدورا ))
قال الله تعالى : (( سُنَّةَ اللَّهِ )) أي كسنة الله فنصب بنزع الخافض يعني أن الله تعالى نفي عنه الحرج فيما أحل له لأن هذا هو سنة الله تعالى فيمن سبق و(( سنة الله )) أي طريقته والمعنى كطريقة الله تعالى فيمن سبق من الأنبياء قال : (( فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ )) من الأنبياء ألا حرج عليهم في ذلك توسعة لهم في النكاح (( وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ )) فعله (( قَدَرًا مَقْدُورًا )) مقضياً يقول الله عز وجل إن الرسول عليه الصلاة والسلام كغيره من الأنبياء السابقين فما أحل الله له فإنه لا حرج عليه فيه يعني لا تضييق لا من قبل الله ولا من قبل عباد الله وهكذا الأنبياء السابقون ليس عليهم حرج فيما فرض الله لهم يفعلون ما يشاءون ما دام الأمر محللاً لهم ثم قال : (( الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ )) قال المؤلف في إعرابها : (( الذين )) " نعت للذين قبله " وين الذين قبله ؟ (( سنة الله في الذين خلوا من قبل )) أي في الذين يبلغون وقوله : (( يبلغون رسالات الله )) جمع رسالة والمراد بها المرسل به فهم يبلغون ما أرسلهم الله به والتبليغ معناه الإيصال ومنه ما جاء في الحديث ( لا بلاغ لي اليوم ).
اضيفت في - 2011-05-25