تفسير سورة سبأ-02a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تابع تفسير قول الله تعالى : (( ... أولئك لهم مغفرة ورزق كريم ))
...(( أولئك لهم مغفرة )) هذا مبتدأ الدرس،طيب. قوله (( أولئك لهم مغفرة ورزق كريم )) هذه الجملة إستئنافية لبيان جزائهم ، لأن قوله (( ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات )) مبهم فبيّن هذا الجزاء بقوله (( أولئك لهم مغفرة و زرق كريم )) ، والإشارة في قوله (( أولئك )) يعود إلى ((الذين آمنوا وعملوا الصالحات)) وهي مبتدأ و((لهم)) خبر مقدم ، و((مغفرة)) مبتدأ مؤخر و((أجر كريم)) معطوف عليهم والجملة من المبتدأ وخبره والجملة الثانية من المبتدأ والخبر خبر المبتدأ الأول ، فعندنا الآن مبتدآن ، ((أولئك)) و((مغفرة ))كذا أولئك مبتدأ ولهم جار ومجرور خبر مقدم لمغفرة. مغفرة مبتدأ مؤخر ورزق كريم معطوف عليها ، والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول مفهوم هذا عندكم ، أين الرابط ، الرابط الضمير في له لأنه يعود إلى المشار إليه ، قوله (( أولئك لهم مغفرة )) أولئك أشار إليهم بإشارة البعيد تنبيها على علو مرتبتهم لأن هذا الصنف من الناس هو أعلى طبقات الناس ، الذين آمنوا وعلموا الصالحات، وقوله(( مغفرة )) بها زوال المكروه (( و رزق كريم )) به حصول المطلوب ، فلهم مغفرة لذنوبهم و خطاياهم فيغفر الله لهم الخطايا والذنوب بأن يتجاوز عنهم ويسترها عليهم لأن المغفرة هي ستر الذنب والتجاوز عنه إذ أن اشتقاقها من المغفر و هو الذي يلبس على الرأس عند الحرب وفيه فائدتان ستر الرأس و وقاية من السهام. فالمغفرة إذا فيها ستر الذنوب و التجاوز عنها عدم العقوبة عليها. ((ورزق كريم)) الرزق بمعنى العطاء ومنه قوله تعالى ((وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه )) أي أعطوهم و الكريم بمعنى الحسن ، الحسن في كيفيته و كميته ، وقد أشار الله إلى أن حسن هذا الرزق لا تبلغه العقول في قوله تعالى (( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون)) فثواب هؤلاء المؤمنين الذين علموا الصالحات ثوابهم أن تغفر سيئاتهم وأن يجازون عن عملهم الصالح في الرزق الكريم. قلت كريم لأنه حسن في كميته وكيفيته فكميته لا تحصى ولا تفنى ولا تبيد وكيفيته أيضا لا يدركها العقل أو القلب (( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون )). ثم قال عز وجل (( و الذين سعوا في آياتنا معاجزين ... )) إلى آخره ،
فائدة : على أن القرآن مثاني والفائدة من تثنية ذلك
تكلمنا سابقا وقلنا إن القرآن مثاني كما وصفه الله به ، فقال (( الله الذي أنزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني)) و المثاني هذه غير المثاني في قوله تعالى ((ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم)) لأن المراد بسبع من المثاني المراد بها الفاتحة كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم. فالمثاني معناه كتاب متشابه مثاني ، أنه تثنى فيه المعاني. فغالب إذا ذكر جزاء المتقين ذكر جزاء الكافرين إذا ذكرت وصف الجنة ذكر وصف النار إذا ذكرت الأوصاف المحبوبة إلى الله ذكرت الأوصاف المبغضة إليه. لماذا لأنه لو ذكر المطلوب فقط من أوصاف أو جزاء أخذ الإنسان الرجاء حتى أمن مكر الله و إن ذكر المكروه من ذلك أخذه القنوط و اليأس فكان الله عز وجل يذكر هذا ثم يذكر من جانبه الشيء الآخر حتى يكون الإنسان سائرا إلى ربه بين الخوف و الرجاء لأن هذا هو الاعتدال أن تكون خائفا راجيا في سيرك إلى ربك لأن إن غلبت الرجاء كنت من الآمنين مكر الله لأن من غلب الرجاء صار يعمل الذنب ويقول إن الله يغفر لي و يتهاون بالواجب ويقول أرجوا الله يغفر لي ، ومن غلب الخوف دخل في القنوط من رحمه الله ، و ذكرنا أن بعض العلماء خاف في هذا وقال إنه ينبغي لك عند فعل الطاعة أن تغلب الرجاء لأنك قمت بما أمرت فرجوا الله سبحانه وتعالى ثوابه لأن هذا من باب إحسان الظن بالله و إذا كنت في مقام المعصية فغلب جانب الخوف لتردع نفسه عما تريده أن تفعله من المعصية. وأن بعض العلماء ذهب مذهب آخر وقال في حال المرض تقدم جانب الرجاء لأنك الآن في مقام الضعف فتغلب جانب الرجاء و إحسان الظن بالله عز وجل فلا تموتن إلا وأنت تحسن الظن بربك سبحانه وتعالى و إذا كنت في حال الصحة فغلب جانب الخوف. والإمام أحمد قال ينبغي أن يكون خوفه و رجاءه واحدا فأيهما غلب هلك صاحبه. و الإنسان طبيب نفسه لاشك أنك إذا رأيت نفسك تميل إلى البطل فإنه يجب عليك أن تخوفها بالله عز وجل لا ترجها لأنك إن رجيتها في هذه الحال ماذا تصنع تقدم على المعاصي.
تفسير قول الله تعالى : (( والذين سعوا في آياتنا معاجزين ))
يقول (( والذين سعوا في آياتنا معاجزين أولئك لهم عذاب من رجز أليم ))، ((سعوا في آياتنا)) قال المؤلف " في إبطال آياتنا القرآن " ، فجعل في الآية محذوفا تقديره في إبطالها ، ومعنى ((سعوا)) أي مشوا بشدة هذا في الأصل ومنه السعي أي الركض فالمراد أن هؤلاء يسابقون ويتسارعون إلى إبطال آيات الله سبحانه وتعالى ، إبطالها بالنسبة لهم لا يقومون بها و إبطالها بالنسبة لغيرهم يصدون الناس عن دين الله ، قال الله تعالى (( إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام )). فهؤلاء سعوا غاية السعي في آيات الله عز وجل لإبطالها وإخفاقها، وقوله (( سعوا في آياتنا )) لم يبين لماذا سعوا لأن هؤلاء يسعون في إبطال آيات الله أحيانا بالصراع المسلح يعني يهاجمون الديار و يقاتلونهم حتى يردوهم عن دينهم. و أحيانا بالسلاح الفكري ، فيبثون فيهم الشبهات في دينهم في نبيهم في ربهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا. و أحيانا يسعون في ذلك بالشهوات فيبثون في الناس حب اللهو والشهوة ومن هذا ما تبثه وسائل الإعلام الخبيثة في الدول الكافرة و من تشبه بها فتجدهم يدعون إلى أسافل الأخلاق يدعون بالقلم و بالصورة فيصورون النساء الفاتنات و على صفة مزرية والعياذ بالله و يكتبون أيضا بالدعوة إلى ذلك. هذا الأمر هل تظنون أنه يمسه العقيدة أو للبدن فقط ، يمس العقيدة في الواقع لأن الإنسان إذا أصبح بهيميا ليس له إلا إشباع بطنه و إشباع غريزته فإنه يبقى لا صلة له بالله عز وجل و لا يكون له صلة أهم شيء عنده ما انغمس فيه من الشهوات و اللهوات. فتجده يعرض عن دين الله ولا يهتم به. ولذلك أضر ما يكون على البلاد الإسلامية بعد بثت السموم الفكرية بثت السموم الشهوانية لأن الشهوانية يميل إليها الإنسان بفطرته التي تمليها عليه نفسه الأمارة بالسوء فيدخل فيها مكرها فإذا انغمس نسأل الله العافية فيها فإنه يقل أن ينتشل نفسه منها. فالمهم الذي كفروا يسعون سعيا حثيثا في إبطال آيات الله أن تنشر أو أن يعمل بها أو أن يتجه الناس إليها بكل ما يستطيعون من قوة إما بالصراع المسلح و إما ببث الأفكار المشككة المشبه و إما بث الشهوات حتى يعرض الناس عن دينهم. وقوله " (( آياتنا )) إما القرآن "، الصواب أن آياتنا أعم من القرآن لأن الساعين في آيات الله ليسوا من هذ الأمة فقط حتى في الأمم السابقة فإن فيهم من يسعى في آيات الله أليس كذلك فمثل فرعون يهدد قومه يقول (( ما عملت لكم من إله غيري )) ويحثهم على أن يكفروا بموسى عليه الصلاة والسلام وغير ذلك أيضا من الأمم الآخرين كلهم يسعون في آيات الله أي في إبطالها وصد الناس عنها. و على هذا فنقول إن المراد بآيات الله هنا أعم من القرآن يشمل السعي في أي آية من آيات الله. وقوله " معاجزين وفي قراءة هنا وفيما يأتي "، إذا معجزين الأصل معجزين (( يسعون في آياتنا معجزين))، وفي قراءة هنا فيما يأتي معاجزين أي مقدرين عجزنا أو مسابقين لنا فيفوتنا لظنهم ألا بأس ولا عقاب نعم ، فيها قراءات سبعيتان أو احدهما شاذة ، سبعيتان لأن من اصطلاح المؤلف رحمه الله أنه إذا قال في قراءة فهي سبعية وأما إذا قال و قرئ فهي شاذة هذا اصطلاح خاص بالمؤلف لو وجدت في هذا الكتاب التفسير وفي قراءة فاعلم أنها قراءة سبعية و إذا وجدت و قرئ فهي قراءة شاذة و الفرق بينهما أن القراءة السبعية يجوز أن يقرأ بها الإنسان في صلاته و يتعبد الله بها و أما الشاذة فهي على اسمها لكن هل يحتج بها في الأحكام أو لا يحتج؟ فيه خلاف بين العلماء. إذا فيها قراءتان معجزين أو معاجزين ، المعجز معناه الذي يرد أن يعجز غيره بدون أن يكون من الغير مقابلة له هذا المعجز فيكون الإعجاز من طرف واحد أي أنهم يريدون بهذا أن يعجزوا الله عز وجل في عدم مؤاخذتهم وفي عقابهم لأنهم آمنون من مكر الله سبحانه وتعالى. معاجزين تكون من طرفين كل واحد منها يريد إعجاز الآخر فكأنهم لطغيانهم وعدوانهم جعلوا أنفسهم في مقام الصراع مع الله عز وجل وإن كان الله عز وجل يريد أن يعجزهم فهم يريدون أن يعجزوا الله سبحانه وتعالى. و قد سبق أن القراءتين قد تدل كل واحدة منمها على معنى يكمل القراءة الأخرى فأيهما ابلغ المعجز أو المعاجز ؟
الطلاب : المعاجز .
الشيخ : المعاجز أبلغ في الطغيان لأنه أراد أن يجعل نفسه حربا لله سبحانه وتعالى مقابلا له ما جزاءه قال (( والذين يسعون في آياتنا معجزين أولئك لهم عذاب من رجز أليم ))،
الطلاب : المعاجز .
الشيخ : المعاجز أبلغ في الطغيان لأنه أراد أن يجعل نفسه حربا لله سبحانه وتعالى مقابلا له ما جزاءه قال (( والذين يسعون في آياتنا معجزين أولئك لهم عذاب من رجز أليم ))،
تفسير قول الله تعالى : (( أولئك لهم عذاب من رجز أليم ))
قال ((أولئك لهم عذاب)) ، الجملة هذه نقول في إعرابها كما قلنا في قوله ، (( أولئك لهم مغفرة )) فهي مبتدأ و خبره الجملة بعده ، (( لهم عذاب من رجز أليم ))، العذاب بمعنى العقاب والرجز يقول المؤلف " سيء العذاب " الرجز هو السيء من كل شيء فإذا قيل ((عذاب من رجز)) فمعناه سيء العذاب فعذابهم هذا والعياذ بالله سيء بل إنه أسوء العذاب فإن أعظم عذاب يعذب به البشر هو عذاب النار نسأل الله العافية فهو أسوء العذاب وقوله"(( أليم )) أي مؤلم بالجر والرفع " يعني قراءتان صفة لرجز أو عذاب يعني كلمة أليم فيها قراءتان (( أولئك لهم عذاب من رجز أليمٌ )) أو((عذاب من رجز أليمٍ )) أما كون أليم صفة لعذاب فهي كثيرة في القرآن (( ولهم عذاب أليم )) كثير ما يصف الله العذاب بالأليم ، وأما الرجز فإنها كانت صفة لها لأنها أقرب من عذاب وعليه فإذا قلت (( أولئك لهم عذاب من رجز أليمٌ )) قلنا إنها صفة لعذاب ، وإذا قلت (( أولئك لهم عذاب من رجز أليمٍ )) قلنا إنها صفة لرجز و يجوز أن تقرأ بهذا و هذا بل يستحب لك أن تقرأ بالقراءتين جميعا و بالثلاث إذا كانت ثلاث قراءات لأن اختلاف القراءات كاختلاف الصفات في العبادات و قد مر علينا أن الأفضل فيما جاء من العبادات على صفات متعددة الأفضل أن تعمل بهذا مرة وبهذا مرة حتى تحصل على السنن كلها و هكذا القراءات ولكن إياك أن تقرأ و أنت شاك في القراءة لأنه لا يجوز أن نقرأ إلا و نحن متيقنون لأن هذه القراءة صحيحة ، نعم
تفسير قول الله تعالى : (( ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ))
ثم قال عز وجل (( ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك الحق ))، ((يرى)) بمعنى يعلم لأن الرؤيا تكون بمعنى الرؤية بالعين وتكون الرؤيا بالقلب والرؤيا بالقلب هي العلم و رأى بمعنى علم تأتي في القرآن كثيرا مثل قوله تعالى (( إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا )) نراه بمعنى نعلمه لأنه ليس المعنى نراه بأعيننا إلا أنه لم يقع وليس المعنى نظن أن الله منزه عن الظن ، وعلى هذا يكون نراه بمعنى نعلمه هنا (( يرى الذين أوتوا العلم )) أي بعلم لكنه إذا جاءت يرى بمعنى يعلم دلت على أن العلم في أعلى مقامات العلم وأنه صار كالمشاهد بالعين يرى رؤيا بالغة كالذي يشاهد و قوله ((الذين أوتوا العلم)) أي أعطوه وهل المراد بهم أهل الكتاب أو هو عام؟ يقول المؤلف " (( الذين أوتوا العلم )) مؤمنو أهل الكتاب كعبد الله بن سلام وأصحابه "، والصواب أنها أعم من ذلك وأن المراد ب((الذين أوتوا العلم)) كل من أعطاهم الله تعالى العلم فيشمل أهل الكتاب من اليهود والنصارى، النجاشي رحمه الله من النصارى و رأى أن الذي أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم حق و عبد الله بن سلام من أحبار اليهود رأى أن الذي أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم هو الحق و كذلك من آتاه الله علما من هذه الأمة فإنه يرى أن الذي أنزل إلى النبي صلى الله عليه وسلم هو الحق نعم، بخلاف من كان جاهلا فإن إيمانه إيمان تقليد وهو إن كان مجزئا عنه لكنه ليس كإيمان الذي آتاه الله العلم. ويدل على أن المراد بالذين أوتوا العلم ما هو أعم ، قوله تعالى (( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم )) الذين أوتوا العلم هم الذين يرون أنما إلى النبي صلى الله عليه وسلم هو الحق وذلك بما آتاهم الله تعالى من العلم الراسخ في قلوبهم و لهذا تجد عبادة العامي يعبد الله سبحانه وتعالى عبادة يعني أشبه ما تكون بالعادة وإن كان يرى يف قبله الإنابة والخشوع والاستحضار لكنه ليس كالذي يعبد الله تعالى على بصيرة وعلى علم لأن في قلب هذا من اليقين ما ليس في قلب الأول فيكون عاما (( يرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق )) إذا كانت يرى علمية فإنها تنصب مفعولين أين المفعول الأول؟
الطلاب: ....
الشيخ : لا لا، الذين وين الذين ؟
الطالب : الذي أنزل .
الشيخ : الذي أنزل الاسم الموصول وهو الحق ، الحق هو المفعول الثاني واضح ، أما الذين الأولى فهي فاعل طيب، قوله (( الذي أنزل إليك من ربك )) يعني القرآن فإن الله تعالى أنزله إلى النبي صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل وقوله (( من ربك )) هنا أضاف الربوبية إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأن الوحي ربوبية خاصة إذ لا أحد يشارك النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الأمة في ذلك فلهذا أضاف الربوبية إليه وحده فقال (( الذي أنزل إليك من ربك )) للعناية بهذا المنزل إليه والمنزل أيضا وقوله (( من ربك )) تقدم أن معنى الربوبية هو الخلق والملك والتدبير فالله تعالى خالق النبي صلى الله عليه وسلم ومالكه ومدبره قال المؤلف " أي القرآن " هو فصل الحق " الحق هذا هو المفعول الثاني وهو ضمير فصل ، لفظه للفظ الضمير لكنه ليس ضميرا ولذلك لا نقول إنه اسم وأيضا لا نقول له محل من الإعراب ، يعني لا محل له من الإعراب وليس باسم لكنه جيء به للفصل والدليل أنه لا محل له من الإعراب قوله تعالى (( لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين )) ، لو كان له محل من الإعراب لقال هم الغالبون فلما قال هم الغالبين وصارت الغالبين خبر كان دل هذا على أن الضمير ليس له محل من الإعراب لكن ما فائدته ذكر العلماء أن له ثلاث فوائد الفائدة الأولى عبد الرحمن ؟
الطالب : الفصل بين الصفة والخبر .
الشيخ : الفصل بين الصفة والخبر ، الفائدة الثانية ؟
الطالب : الحصر .
الشيح : الحصر ، الفائدة الثالثة ؟
الطالب: التوكيد .
الشيخ : التوكيد. فهو يفيد ثلاثة أشياء ثلاث فوائد الحصر ، والتوكيد والتفريق أو الفصل بين الخبر والصفة ، كذا عبد الرحمن؟ هات مثالا تشرح به هذا .
الطالب : ....
الشيخ : زيد الفاضل ، كلمة الفاضل ها هنا يحتمل أنها صفة لزيد وأن الخبر لم يأت فيكون الإنسان الآن مترقبا للخبر كأن يكون تقديره زيد الفاضل حاضر ، إذا قلت زيد الفاضل حاضر صارت الفاضل هنا صفة بلا شك وحاضر خبر فإذا قلت زيد الفاضل بس فقط يحتمل أن تريد أن تخبر بأن زيدا فاضل ويحتمل أنك تريد أن تصف زيدا بأنه فاضل والخبر لم يأت. أليس كذلك؟ فإذا قلت زيد هو الفاضل تعين أن تكون الفاضل الآن خبرا ولا لا؟ طيب ، هذا وجه كونه فاصلا بين الصفة والخبر طيب، هو مؤكد أيضا ، مؤكد لأنك إذا قلت زبد الفاضل وزيد هو الفاضل هذه أوكد، نعم هذه أوكد بلا شك .كذلك مفيد للحصر لأنك إذا قلت زيد هو الفاضل معناه لا غيره فضمير الفصل أيضا يفيد ثلاث فوائد ، الحصر والتوكيد والفصل بين الخبر والصفة طيب . يقول عز وجل (( هو الحق)) الحق بمعنى الشيء الثابت هذا الحق فقولك أحق الشيء أي أثبته ((حقت عليهم كلمة ربك )) أي ثبتت ووجبت. فما هو الثبوت في القرآن الصدق في الأخبار والعدل في الأحكام فالحق إذا أضيف إلى الحكم فمعناه العدل أي أنه حكم عادل. ولهذا لو تنازع خصمان عند القاضي وحكم لأحدهما بما تقتضيه الشريعة قلنا هذا حق لأنه عدل ولو حكم بالثاني بخلافه قلنا هذا ليس بحق هذا باطل لأنه حكم بغير الحق. فالحق في الأحكام هو إيش؟ العدل و في الأخبار الصدق فالذين آتاهم الله العلم يعلمون أن هذا القرآن حق في أحكامه و حق في أخباره. فأحكامه كلها عدل لأنها وضعت الشيء في نصابه و جعلت الحق لمستحقه و أخبارها أيضا إيش ثابتة حق يعني ثابتة ما فيها كذب ، إذا الحق يا أخ ، لا الذي وراء ، فإذا قلت هذا خبر حق أي صدق هذا حكم حق أي عدل و لهذا قال الله تعالى (( وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا )) قال العلماء صدقا في ألأخبار وعدلا في الأحكام نعم ، (( هو الحق )) .
الطلاب: ....
الشيخ : لا لا، الذين وين الذين ؟
الطالب : الذي أنزل .
الشيخ : الذي أنزل الاسم الموصول وهو الحق ، الحق هو المفعول الثاني واضح ، أما الذين الأولى فهي فاعل طيب، قوله (( الذي أنزل إليك من ربك )) يعني القرآن فإن الله تعالى أنزله إلى النبي صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل وقوله (( من ربك )) هنا أضاف الربوبية إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأن الوحي ربوبية خاصة إذ لا أحد يشارك النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الأمة في ذلك فلهذا أضاف الربوبية إليه وحده فقال (( الذي أنزل إليك من ربك )) للعناية بهذا المنزل إليه والمنزل أيضا وقوله (( من ربك )) تقدم أن معنى الربوبية هو الخلق والملك والتدبير فالله تعالى خالق النبي صلى الله عليه وسلم ومالكه ومدبره قال المؤلف " أي القرآن " هو فصل الحق " الحق هذا هو المفعول الثاني وهو ضمير فصل ، لفظه للفظ الضمير لكنه ليس ضميرا ولذلك لا نقول إنه اسم وأيضا لا نقول له محل من الإعراب ، يعني لا محل له من الإعراب وليس باسم لكنه جيء به للفصل والدليل أنه لا محل له من الإعراب قوله تعالى (( لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين )) ، لو كان له محل من الإعراب لقال هم الغالبون فلما قال هم الغالبين وصارت الغالبين خبر كان دل هذا على أن الضمير ليس له محل من الإعراب لكن ما فائدته ذكر العلماء أن له ثلاث فوائد الفائدة الأولى عبد الرحمن ؟
الطالب : الفصل بين الصفة والخبر .
الشيخ : الفصل بين الصفة والخبر ، الفائدة الثانية ؟
الطالب : الحصر .
الشيح : الحصر ، الفائدة الثالثة ؟
الطالب: التوكيد .
الشيخ : التوكيد. فهو يفيد ثلاثة أشياء ثلاث فوائد الحصر ، والتوكيد والتفريق أو الفصل بين الخبر والصفة ، كذا عبد الرحمن؟ هات مثالا تشرح به هذا .
الطالب : ....
الشيخ : زيد الفاضل ، كلمة الفاضل ها هنا يحتمل أنها صفة لزيد وأن الخبر لم يأت فيكون الإنسان الآن مترقبا للخبر كأن يكون تقديره زيد الفاضل حاضر ، إذا قلت زيد الفاضل حاضر صارت الفاضل هنا صفة بلا شك وحاضر خبر فإذا قلت زيد الفاضل بس فقط يحتمل أن تريد أن تخبر بأن زيدا فاضل ويحتمل أنك تريد أن تصف زيدا بأنه فاضل والخبر لم يأت. أليس كذلك؟ فإذا قلت زيد هو الفاضل تعين أن تكون الفاضل الآن خبرا ولا لا؟ طيب ، هذا وجه كونه فاصلا بين الصفة والخبر طيب، هو مؤكد أيضا ، مؤكد لأنك إذا قلت زبد الفاضل وزيد هو الفاضل هذه أوكد، نعم هذه أوكد بلا شك .كذلك مفيد للحصر لأنك إذا قلت زيد هو الفاضل معناه لا غيره فضمير الفصل أيضا يفيد ثلاث فوائد ، الحصر والتوكيد والفصل بين الخبر والصفة طيب . يقول عز وجل (( هو الحق)) الحق بمعنى الشيء الثابت هذا الحق فقولك أحق الشيء أي أثبته ((حقت عليهم كلمة ربك )) أي ثبتت ووجبت. فما هو الثبوت في القرآن الصدق في الأخبار والعدل في الأحكام فالحق إذا أضيف إلى الحكم فمعناه العدل أي أنه حكم عادل. ولهذا لو تنازع خصمان عند القاضي وحكم لأحدهما بما تقتضيه الشريعة قلنا هذا حق لأنه عدل ولو حكم بالثاني بخلافه قلنا هذا ليس بحق هذا باطل لأنه حكم بغير الحق. فالحق في الأحكام هو إيش؟ العدل و في الأخبار الصدق فالذين آتاهم الله العلم يعلمون أن هذا القرآن حق في أحكامه و حق في أخباره. فأحكامه كلها عدل لأنها وضعت الشيء في نصابه و جعلت الحق لمستحقه و أخبارها أيضا إيش ثابتة حق يعني ثابتة ما فيها كذب ، إذا الحق يا أخ ، لا الذي وراء ، فإذا قلت هذا خبر حق أي صدق هذا حكم حق أي عدل و لهذا قال الله تعالى (( وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا )) قال العلماء صدقا في ألأخبار وعدلا في الأحكام نعم ، (( هو الحق )) .
تفسير قول الله تعالى : (( ويهدي إلى صراط العزيز الحميد ))
ومع ذلك"(( ويهدي إلى صراط )) طريق (( العزيز الحميد)) الله ذو العزة المحمود".((يهدي)) بمعنى يدل فالهداية هنا هداية دلالة وإرشاد والهداية نوعان هداية توفيق وهداية دلالة أما هداية التوفيق فلا يملكها إلا الله عز وجل قال الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم (( إنك لا تهدي من أحببت )). وأما هداية الدلالة فثابتة لكل ما يكون به الإرشاد والدلالة ، فالقرآن يهدي إلى صراط مستقيم و النبي صلى الله عليه وسلم يهدي إلى صراط مستقيم عرفتم. هنا ، ((ويهدي إلى صراط)) أي واش معنى يهدي؟ ، أي يدل. وقوله ((إلى صراط العزيز الحميد)) يعني الله وهنا قال ((صراط العزيز الحميد)) كما قال تعالى في سورة إبراهيم ((لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد)) فأضافه إلى هذا الاسم العظيم ، وهو الدال على العزة إشارة إلى أن من تمسك بهذا الصراط كانت له العزة. ((الحميد)) أيضا إشارة إلى أن من لزم هذا الصراط ...
اضيفت في - 2011-05-25