تفسير سورة سبأ-03b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تابع تفسير قول الله تعالى : (( أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء إن في ذلك لآية لكل عبد منيب ))
إلى طاعته فيشمل القائم بالعبادة ولو بدون أن يذنب ويشمل التائب من الذنب فإن الرجل إذا قام يصلي يتعبد لله عز وجل يقال إنه أناب إلى الله ويقال إذا أذنب ثم استغفر وأعاد يقال إنه أناب إلى الله أيضاً فالإنابة هنا تشمل الإنابة من ذنب فعله فتكون بمعنى التوبة وتشمل الإنابة إلى الله القيام بطاعته فتكون أشمل وأعم وفي قوله (( أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ )) وهو أمر نسيت أن أنبه عليه فيه الإعراض الذي اختلف فيه علماء النحو وهو أن النحويين اختلفوا في إعراب الجملة إذا كانت مصدرة بهمزة استفهام وبعدها حرف عطف فقيل : " إن الهمزة أعني همزة الاستفهام داخلة على شيء مقدر بحسب السياق" وقيل : " وقيل إن الهمزة داخلة على الجملة الموجودة بدون تقدير وأن حرف العطف كان من حقه أن يتقدم على الهمزة لكنها قدمت عليه لأن لها الصدارة هذا الوجه الأول يكون التقدير في قوله (( أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ )) أغفلوا أو أعرضوا وما أشبه ذلك وأما على الثاني فلا حاجة إلى هذا التقدير بل نقول إن الهمزة للاستفهام والواو حرف عطف وتأخرت عن الهمزة لأن لها الصدارة أيهما أحسن ؟ الثاني أحسن يعني كوننا نقول إن الهمزة داخلة على هذه الجملة نفسها أولى وذلك لأن القول الأول قد يعوذك تقدير المحذوف بمعنى أنه ليس من ....أن تقدر المحذوف أما هذا فبناء على أن الجملة هذه معطوفة على من سبق لا تحتاج إلى تقدير فلا تتعب فيها .
1 - تابع تفسير قول الله تعالى : (( أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء إن في ذلك لآية لكل عبد منيب )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( ولقد آتينا داوود منا فضلا ))
ثم قال الله عز وجل (( وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلًا )) الواو حرف عطف ويجوز أن تكون للاستئناف واللام موطئة للقسم نعم .
الطالب : ......
الشيخ : كيف ، لا ، لا ....
طيب اللام موطئة للقسم وقد للتحقيق ومثل هذا التأكيد يأتي في القرآن كثيراً ويقال فيه إن الجملة مؤكدة بثلاث مؤكدات القسم المقدر واللام وقد فتقدير هذه الجملة والله لقد آتينا داود منا فضلاً نعم طيب هل يجوز أن تحذف اللام ؟ نعم يجوز قال الله تعالى (( والشمس وضحاها * والقمر إذا تلاها * والنهار إذا جلاها * والليل إذا يغشاها * والسماء إذا بناها * )) إلى أن قال (( قد أفلح من زكاها )) هذا جواب القسم ويجوز في قوله (( من زكاها )) في غير القرآن أن نقول نعم لقد أفلح طيب وهل يجوز أن تحذف اللام وقد ؟ نعم يجوز كقوله (( والسماء ذات البروج * واليوم الموعود * وشاهد ومشهود * قتل أصحاب الأخدود )) فـ(( قتل )) هذه جواب القسم ليس فيه قد ولا اللام فصار جواب القسم إذا كان فعلاً ماضياً جاز فيه ثلاثة أوجه : أن يقترن باللام وقد - أن يقترن بقد - أن تحذف من في اللام وقد ، لكن لا تحذف اللام ولا تحذف قد في الغالب إلا إذا طال القسم أما إذا لم يطل فإنها لا تحذف طيب إذا قلت والله لقد قام زيد صح والله لقد قام زيد صحيح ولا لا ؟ صحيح وهذا هو الأصل والله قد قام زيد هذا أيضاً صحيح حذفنا اللام والله قام زيد هذا أيضاً صحيح حذفنا منها اللام وقد والله أعلم
الطالب : ......
الشيخ : كيف ، لا ، لا ....
طيب اللام موطئة للقسم وقد للتحقيق ومثل هذا التأكيد يأتي في القرآن كثيراً ويقال فيه إن الجملة مؤكدة بثلاث مؤكدات القسم المقدر واللام وقد فتقدير هذه الجملة والله لقد آتينا داود منا فضلاً نعم طيب هل يجوز أن تحذف اللام ؟ نعم يجوز قال الله تعالى (( والشمس وضحاها * والقمر إذا تلاها * والنهار إذا جلاها * والليل إذا يغشاها * والسماء إذا بناها * )) إلى أن قال (( قد أفلح من زكاها )) هذا جواب القسم ويجوز في قوله (( من زكاها )) في غير القرآن أن نقول نعم لقد أفلح طيب وهل يجوز أن تحذف اللام وقد ؟ نعم يجوز كقوله (( والسماء ذات البروج * واليوم الموعود * وشاهد ومشهود * قتل أصحاب الأخدود )) فـ(( قتل )) هذه جواب القسم ليس فيه قد ولا اللام فصار جواب القسم إذا كان فعلاً ماضياً جاز فيه ثلاثة أوجه : أن يقترن باللام وقد - أن يقترن بقد - أن تحذف من في اللام وقد ، لكن لا تحذف اللام ولا تحذف قد في الغالب إلا إذا طال القسم أما إذا لم يطل فإنها لا تحذف طيب إذا قلت والله لقد قام زيد صح والله لقد قام زيد صحيح ولا لا ؟ صحيح وهذا هو الأصل والله قد قام زيد هذا أيضاً صحيح حذفنا اللام والله قام زيد هذا أيضاً صحيح حذفنا منها اللام وقد والله أعلم
فوائد قول الله تعالى : (( وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد ))
من فوائد الآية الكريمة (( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ )) إلى آخره : أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا إلى الإيمان باليوم الآخر من أين تؤخذ ؟ من قوله (( إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ )) .
ومن فوائد الآية الكريمة : بيان عتو الكافرين واستعلائهم واستكبارهم حيث عبروا بهذا التعبير ساخرين بما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وجه علوهم واستكبارهم :
أولاً : السخرية بهذا النبأ .
والثاني : تحقير النبي صلى الله عليه وسلم .
والثالث : وصفه بأنه لا تخلو خاله من أحد أمرين إما كاذب وإما مجنون هذه ثلاثة أوجه كلها تدل على علو هؤلاء الكافرين وعنادهم .
ومن فوائد الآية الكريمة : بيان ما حصل للنبي صلى الله عليه وسلم من الأذى وأنه صبر لأن أمراً يصل إلى هذا الحد في الاستخفاف به والاستهانة بخبره لاشك أنه يؤثر على نفسه تأثيراً بالغاً وأعتقد أن صاحب الدعوة إذا أوذي بمثل هذا الإيذاء كان أشد عليه من أن يضرب ويحبس .
ومن فوائد الآية الكريمة : بيان قدرة الله عز وجل حيث يعيد هذا الخلق بعد أن يتمزق كل تمزق لأنه ظاهر من قوله (( يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ )) .
ومن فوائد الآية الكريمة : بيان عتو الكافرين واستعلائهم واستكبارهم حيث عبروا بهذا التعبير ساخرين بما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وجه علوهم واستكبارهم :
أولاً : السخرية بهذا النبأ .
والثاني : تحقير النبي صلى الله عليه وسلم .
والثالث : وصفه بأنه لا تخلو خاله من أحد أمرين إما كاذب وإما مجنون هذه ثلاثة أوجه كلها تدل على علو هؤلاء الكافرين وعنادهم .
ومن فوائد الآية الكريمة : بيان ما حصل للنبي صلى الله عليه وسلم من الأذى وأنه صبر لأن أمراً يصل إلى هذا الحد في الاستخفاف به والاستهانة بخبره لاشك أنه يؤثر على نفسه تأثيراً بالغاً وأعتقد أن صاحب الدعوة إذا أوذي بمثل هذا الإيذاء كان أشد عليه من أن يضرب ويحبس .
ومن فوائد الآية الكريمة : بيان قدرة الله عز وجل حيث يعيد هذا الخلق بعد أن يتمزق كل تمزق لأنه ظاهر من قوله (( يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ )) .
3 - فوائد قول الله تعالى : (( وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( أفترى على الله كذبا أم به جنة بل الذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضلال البعيد ))
ومن فوائدها : أن الكافرين الذين كفروا برسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يقرون بالله من أين تؤخذ ؟ (( أفترى على الله كذباً )) .
ومن فوائدها : بيان قبح الافتراء على الله حتى إن الكافرين يستقبحونها لقوله (( أفترى على الله كذباً )) .
ومن فوائد الآية الكريمة أيضاً : أن أعداء الرسل بل أعداء دعوة الرسل يكلون السب والقدح والعيب لما جاءت به الرسل أو للرسل ولما جاءوا به الرسل لقولهم (( أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ )) ومعلوم أن كلام الكاذب وكلام المجنون ليس بمقبول فهم يأتون بعبارات التشويه والتقبيح حتى لا يقبل الحق وهل هذا جارٍ إلى وقتنا هذا ؟ نعم جارٍ إلى وقتنا هذا لأن أعداء دعوة الرسل لا يزالون إلى يوم القيامة ولكن على أتباع الرسل أن يصبروا وألا يثني عزمهم مثل هذا الكلام لأنهم على الحق نعم كما قال تعالى (( إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ ))[النمل:79].
ومن فوائد الآية الكريمة : بيان أن الله عز وجل تكفل ببيان الحق وإظهاره وإبطال الباطل واندحاره لقوله ، تعالوا هنا يا جماعة لا تكونوا كلهم في جهة تعالوا إلى الجهة هذه ، لقوله (( بَلْ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ )) .
ومن فوائدها أيضاً : أن الكفر يوجب عدم قبول الحق والاهتداء به تؤخذ من قوله (( فِي الْعَذَابِ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ )) و(( في )) للظرفية ومعناه أن الضلال محيط بهم من كل جانب ولهذا قال الله تعالى (( وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ))[الأنعام:110]فإذا لم يؤمن الإنسان بالحق بقي في ضلال والشواهد على هذا كثيرة فاستمع إلى مثل هذه الآية وإلى قوله تعالى (( بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ ))[ق:5]يعني مضطرب ومختلف فكل من كذب بالحق فإنه لا يزداد إلا ضلالاً حتى لو جاءته الآيات البينات الظاهرات فإنه لا ينتفع بذلك نعم (( وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ ))[التوبة:125]مع أنها آيات بينات واضحات .
ومن فوائد الآية الكريمة : وجوب النظر والاعتبار الذي بعدها قصدي
ومن فوائدها : بيان قبح الافتراء على الله حتى إن الكافرين يستقبحونها لقوله (( أفترى على الله كذباً )) .
ومن فوائد الآية الكريمة أيضاً : أن أعداء الرسل بل أعداء دعوة الرسل يكلون السب والقدح والعيب لما جاءت به الرسل أو للرسل ولما جاءوا به الرسل لقولهم (( أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ )) ومعلوم أن كلام الكاذب وكلام المجنون ليس بمقبول فهم يأتون بعبارات التشويه والتقبيح حتى لا يقبل الحق وهل هذا جارٍ إلى وقتنا هذا ؟ نعم جارٍ إلى وقتنا هذا لأن أعداء دعوة الرسل لا يزالون إلى يوم القيامة ولكن على أتباع الرسل أن يصبروا وألا يثني عزمهم مثل هذا الكلام لأنهم على الحق نعم كما قال تعالى (( إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ ))[النمل:79].
ومن فوائد الآية الكريمة : بيان أن الله عز وجل تكفل ببيان الحق وإظهاره وإبطال الباطل واندحاره لقوله ، تعالوا هنا يا جماعة لا تكونوا كلهم في جهة تعالوا إلى الجهة هذه ، لقوله (( بَلْ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ )) .
ومن فوائدها أيضاً : أن الكفر يوجب عدم قبول الحق والاهتداء به تؤخذ من قوله (( فِي الْعَذَابِ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ )) و(( في )) للظرفية ومعناه أن الضلال محيط بهم من كل جانب ولهذا قال الله تعالى (( وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ))[الأنعام:110]فإذا لم يؤمن الإنسان بالحق بقي في ضلال والشواهد على هذا كثيرة فاستمع إلى مثل هذه الآية وإلى قوله تعالى (( بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ ))[ق:5]يعني مضطرب ومختلف فكل من كذب بالحق فإنه لا يزداد إلا ضلالاً حتى لو جاءته الآيات البينات الظاهرات فإنه لا ينتفع بذلك نعم (( وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ ))[التوبة:125]مع أنها آيات بينات واضحات .
ومن فوائد الآية الكريمة : وجوب النظر والاعتبار الذي بعدها قصدي
4 - فوائد قول الله تعالى : (( أفترى على الله كذبا أم به جنة بل الذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضلال البعيد )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء إن في ذلك لآية لكل عبد منيب ))
(( أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ )) من فوائد هذه الآية : وجوب النظر والاعتبار فيما حصل من الآيات في السماء والأرض لقوله (( أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ )) لأن هذا الاستفهام للتوبيخ ولا يوبخ إلا على ترك واجب .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن في السماوات والأرض آيات لكنها لمن ؟ للعبد المنيب إلى الله وأما من لا يريد إنابة إلى ربه حتى لو رآها ونظر فيها وفكر فإنه لا ينتفع .
ومن فوائد الآية الكريمة : إثبات المشيئة لله لقوله (( إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الأَرْضَ )) .
ومن فوائد الآية الكريمة أيضاً : أن ما يحصل من الخسف والزلازل والنوازل فإنه بإذن الله عز وجل عقوبة للعباد واعتباراً خلافاً لمن قال : إن هذه أمور طبيعية لا تدل على غضب الله عز وجل ولا على إنذاره كما هو رأي من لا يؤمن بالله فالخسف بالأرض عقوبة وما يأتي من الصواعق والكوارث الأفقية فهي أيضاً عقوبة ولهذا قال (( إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ )) .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الله تعالى محيط بالعباد لا يمكنهم الفرار من قضائه وقدره ، انتبه يا أخي إيش اسمك ؟ أي نعم لا تكون تطل على الناس كل من جاء طللت عليه نعم خلي طلالك على دراستك طيب ،أن الله تعالى محيط بكل شيء لا مفر للعباد منه لقوله (( نَخْسِفْ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ)) ومن فوائد الآية الكريمة : أن الله عز وجل يمن على العبد بظهور الآيات له حتى يتبين له الحق لقوله (( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ )) وإذا من الله على العبد بالنظر في آياته والتدبر ازداد بذلك إيماناً بالله عز وجل وإيماناً ما تقتضيه هذه الآيات من صفاته فإن كل آية تدل على صفة معينة من صفات الله فإنزال المطر يدل على القدرة والعلم والرحمة وكونه في وقت مناسب يدل على الحكمة كل شيء مما يقع في السماوات والأرض فإنه يدل على صفة من صفات الله تعالى تناسبه .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن في السماء والأرض آيات عظيمة لمن نظر وتدبر وهذا أثبته الله سبحانه وتعالى في القرآن في مواضع كثيرة (( وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ ))[الذاريات:20] (( وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ))[الرعد:4]والآيات في هذا المعنى فكل من تدبر ما في السماء وما في الآرض وما بينهما تبين له من آيات الله ما يقوي إيمانه ويزيده طمعاً في فضل الله تعالى وخوفاً من عقابه .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن في السماوات والأرض آيات لكنها لمن ؟ للعبد المنيب إلى الله وأما من لا يريد إنابة إلى ربه حتى لو رآها ونظر فيها وفكر فإنه لا ينتفع .
ومن فوائد الآية الكريمة : إثبات المشيئة لله لقوله (( إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الأَرْضَ )) .
ومن فوائد الآية الكريمة أيضاً : أن ما يحصل من الخسف والزلازل والنوازل فإنه بإذن الله عز وجل عقوبة للعباد واعتباراً خلافاً لمن قال : إن هذه أمور طبيعية لا تدل على غضب الله عز وجل ولا على إنذاره كما هو رأي من لا يؤمن بالله فالخسف بالأرض عقوبة وما يأتي من الصواعق والكوارث الأفقية فهي أيضاً عقوبة ولهذا قال (( إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ )) .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الله تعالى محيط بالعباد لا يمكنهم الفرار من قضائه وقدره ، انتبه يا أخي إيش اسمك ؟ أي نعم لا تكون تطل على الناس كل من جاء طللت عليه نعم خلي طلالك على دراستك طيب ،أن الله تعالى محيط بكل شيء لا مفر للعباد منه لقوله (( نَخْسِفْ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ)) ومن فوائد الآية الكريمة : أن الله عز وجل يمن على العبد بظهور الآيات له حتى يتبين له الحق لقوله (( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ )) وإذا من الله على العبد بالنظر في آياته والتدبر ازداد بذلك إيماناً بالله عز وجل وإيماناً ما تقتضيه هذه الآيات من صفاته فإن كل آية تدل على صفة معينة من صفات الله فإنزال المطر يدل على القدرة والعلم والرحمة وكونه في وقت مناسب يدل على الحكمة كل شيء مما يقع في السماوات والأرض فإنه يدل على صفة من صفات الله تعالى تناسبه .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن في السماء والأرض آيات عظيمة لمن نظر وتدبر وهذا أثبته الله سبحانه وتعالى في القرآن في مواضع كثيرة (( وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ ))[الذاريات:20] (( وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ))[الرعد:4]والآيات في هذا المعنى فكل من تدبر ما في السماء وما في الآرض وما بينهما تبين له من آيات الله ما يقوي إيمانه ويزيده طمعاً في فضل الله تعالى وخوفاً من عقابه .
5 - فوائد قول الله تعالى : (( أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء إن في ذلك لآية لكل عبد منيب )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( ولقد آتينا داوود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد ))
ونبدأ الدرس الجديد الآن في قوله (( وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ )) (( آتينا )) بمعنى أعطينا وهي تنصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر وكل فعل ينصب مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبر يسمى من باب أعطى وكَسَى فهنا (( آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلًا )) (( داود )) المفعول الأول و(( فضلاً )) المفعول الثاني ولا يمكن أن يكونا هذا مبتدأ وخبراً لو قلت (( داود - فضل )) يصلح ؟ ما يصلح طيب ويقال أتينا ولكنها يختلف معناها عن (( آتينا )) بل معنى (( أتينا )) جئنا قال الله تعالى (( وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ ))[الأعراف:52]وقال تعالى (( أَتَى أَمْرُ اللَّهِ ))[النحل:1]أي جاء أمر الله قال (( وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلًا )) داود هو أحد أنبياء بني إسرائيل وهو بعد موسى ولا قبله ؟ (( أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ))[البقرة:246]وفي القصة أن داود كان منهم إذاً فهو بعد موسى وهو نبي من الأنبياء وقد أنكرت اليهود لعنة الله عليهم كونهم نبياً ووصفوه بأنه ملك وقد كذبوا في ذلك فإنه كان نبياً من أنبياء الله الذين يجب علينا أن نؤمن بهم ولا يتم إيماننا إلا بالإيمان بهم لأن أركان الإيمان كما نعلم الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وهو أيضاً رسول لأن كل نبي ذكر في القرآن فهو رسول قال (( وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلًا )) (( منا )) فبدأ بالجهة قبل الفضل ليتبين عظم ذلك القدر لأن الشيء إذا نسب إلى جهة عظيمة كان عظيماً كما في قوله في الحديث الصحيح ( واغفر لي مغفرة من عندك وارحمني من عندك ) فأضافها إلى الله حتى يتبين ذلك عظمها (( آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلًا )) نبوة وكتاباً وهذا الذي فسر المؤلف الآية به من باب التمثيل لأن الله أعطاه النبوة والرسالة أيضاً وأعطاه الكتاب قال الله تعالى (( وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا ))[النساء:163]وهل أعطاه شيئاً آخر غير هذا ؟ نعم ولهذا نكر كلمة فضل جاءت منكرة لتشمل كل ما أعطيه من فضل سواء كان ذلك دينياً أو دنيوياً وكان داود عليه الصلاة والسلام من أحسن الصوت صوتاً وترنماً بالذكر حتى إن الله عز وجل أمر الجبال أمراً إما كونياً وإما شرعياً قال لها (( يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ )) أوب بمعنى رجع ومنها الأواب أي رجاع إلى الله ومنه آب يؤوب أوباً بمعنى رجع فـ(( أوبي معه )) أي رجعي معه والترجيع معناه أن تردد الصوت الذي يقوله كمثلاً إذا قرأ سمعت كأن الجبال التي حوله كلها تقرأ بقراءته وهذا غير ما نسمعه من الصدأ الذي يحصل لكل إنسان لأن هذا الصدأ الذي يحصل لكل إنسان إذا كانت قد أحاطت به الجبال هذا أمر طبيعي لكن هذا الذي أوتيه داود فوق ذلك فكانت الجبال تردد معه وذلك لحسن صوته ونغماته حتى إن الجبال ترجع معه بأمر الله سبحانه وتعالى (( والطير )) الطير يكون بالنصب عطفاً على محل الجبال كيف ؟ (( يا جبال )) هذه منادى ولا لا ؟ مبني على الضم في محل نصب وإنما بني على الضم وهو نكرة لأنه مقصود والنكرة المقصودة بمعنى العلم فلهذا بنيت على الضم لو تيجوا لنا يا جماعة عشان يكون التفاتي سواء طيب (( الطير )) لو عطفت على اللفظ (( يا جبال )) لكانت مرفوعة مبنية على الضم لكنها عطفت على محل الجبال وهو النصب يعني وكذلك أمر الله الطير بأن ترجع معه فكانت الطيور في جو السماء تقف عند سماع قراءة داود عليه الصلاة والسلام وترجع معه وأنت إذا تصورت هذا الأمر وأن رجلاً يقرأ الزبور بذلك القراءة والنغمات الجميلة ثم الطيور من فوق تسبح والجبال لاشك أنه مشهد عظيم ورهيب كل شيء يقرأ بقراءة هذا الرجل بأمر من ؟ بأمر الله عز وجل وقوله (( وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ )) ألنا له الحديد فكان في يده كالعجين (( َأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ )) أي جعلناه ليناً بيده حتى إنه كالعجين في يد أحدنا وهل المراد أن المراد ألانه له بالوسائل التي تلين الحديد سخرت له وهيئت له أو أن الله ألان له الحديد بغير سبب معلوم ؟ يرى بعض الناس أنه الأول وأن المراد بقوله (( وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ )) أي يسرنا له الأسباب التي تلين له الحديد لأن تيسير الأسباب لاشك أنها من نعمة الله أرأيت لو أنك تريد أن تعكف سيخاً من الحديد وعندك نار ضعيفة تتعب في ذلك ولا لا ؟ لكن لو كان عندك نار قوية جداً كان في خلال دقائق قليلة يلين هذا الحديد كما تشاء فيرى بعض العلماء أن المراد من تليين الحديد لداود تيسير الأسباب التي يصعب بها لينه ولكن بعض أهل العلم يقول : " إن الله ألان له الحديد بغير سبب بل بقدرة الله عز وجل وجعل الله ذلك آية له كما جعل الله عصا موسى إذا نزلت في الأرض صارت حية وإذا رفعها صارت عصا في آن واحد في لحظة واحدة " فالله على كل شيء قدير والذي جعل الحديد صلباً قادر على أن يجعله ليناً وعندي أن هذا أقرب إلى المعنى أولاً : أن الله قال (( وَأَلَنَّا لَهُ )) فجعل التليين مضافاً إليه إشارة إلى أن لين هذا الحديد بمجرد القدرة نعم وكوننا نقول إن هذا بأسباب عادية لكنها يسرت له هذا خلاف ظاهر الآية ثم لو قلنا بهذا القول هل تكون هذه آية له ؟ لا لأن كل من تيسر له أسباب إلانة الحديد ألان الله له الحديد طيب ألان الله له الحديد حتى صار بيده كالعجين يقدر على أن يدوره على أن يجعله رقيقاً على أن يجعله غليظاً حسب ما يريد
6 - تفسير قول الله تعالى : (( ولقد آتينا داوود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( أن اعمل سابغات وقدر في السرد واعملوا صالحا ... ))
ولهذا قال (( أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ )) هذه هي الحكمة من كون الله ألان له الحديد أن يعمل منه الدروع للمجاهدين في سبيل الله قال (( أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ )) أفادنا المؤلف رحمه الله بقوله " وقلنا أن اعمل " أن (( أن )) مصدرية عرف عاملها والتقدير وقلنا أن اعمل أي بأن اعمل أي بالعمل ويحتمل أن تكون (( أن )) تفسيرية وأن يقدر المحذوف بأوحينا ووأوحينا إليه أن اعمل لأن (( أن )) هي التي سبقها معنى القول دون حروفه وهذا أقرب من تقدير المؤلف و(( أن اعمل )) أي ووأحينا إليه أن اعمل سابغات طيب (( اعمل )) بمعنى اصنع منين ؟ قال : " منه " أي من الحديد (( سابغات )) إيش بعدها عندكم ؟ دروعاً بالنصب أنا عندي ما هي منصوبة ، كوامل يجرها لابسها على الأرض (( سابغات )) فسرها المؤلف بقوله " كوامل يجرها صاحبها على الأرض " وأفادنا بقوله " دروعاً " أفادنا بأن (( سابغات )) صفة لموصوف محذوف وهذا المحذوف تقديره دروعاً وحذف الموصوف جائز قال ابن مالك :" وما من المنعوت والنعت عقل يجوز حذفه وفي النعت يقل " طيب السابق من كل شيء هو الكامل الظافر التام ومنه قوله تعالى (( وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ))[لقمان:20]أي أتمها وأكملها ومنه إسباغ الوضوء أي إتمامه وإكماله فهذه الدروع السابغات يعني الوافيات الكوامل التي تمنه لابسها من أن يناله أذى وأما قول المؤلف" يجرها لابسها على الأرض " ففي هذا نظر لأنه ليس هناك حاجة إلى أن يجرها على الأرض ولأنها إذا بلغت إلى هذا المستوى فربما تعيق إلى الكر والفر والمعروف أن الدروع تصل إلى الركبة فقط هذا غايتها لأنها حديد وإذا لبس الإنسان حديداً يصل إلى الأرض فإنه سيكون مكبلاً بالأغلال فالواجب أن نقول (( سابغات )) أي كاملات ليس فيها نقص وكمال كل شيء بحسبه طيب (( أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ )) أي نسج الدروع قيل لصانعها سراج أي اجعله بحيث تتناسب حلقه (( قدر في السرد )) معناه نسج الدرع كما ينسج الثوب من القطن ومن الصوف ينسج الدرع من الحديد ومعنى التقدير في السرد أي اجعل هذا السرد أي النسج مقدماً متناسباً من التقديم .
اضيفت في - 2011-05-25