تفسير سورة سبأ-04b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تابع لتفسير قول الله تعالى : (( ... وقدر في السرد واعملوا صالحا إني بما تعملون بصير ))
وتوجيهه كيف يصنع هذه الدروع ؟ قال (( وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )) (( اعملوا )) كيف عدل عن ضمير المفرد (( قدر في السرد )) إلى ضمير الجمع (( واعملوا صالحاً )) ؟ لأن تقدير السرد خاص بداود والعمل الصالح عام له ولغيره فوجه الخطاب إلى جميع آل داود قال (( واعملوا صالحا )) وقوله (( صالحاً )) هو صفة لموصوف محذوف والتقدير عملا صالحاً والعمل الصالح ما جمع وصفي الإخلاص لله والموافقة لشريعته هذا العمل الصالح فلابد من هذين الشرطين الإخلاص لله والموافقة للشريعة فإن فقد الإخلاص فليس بصالح لوجود الشرك وقد قال الله تعالى في الحديث القدسي ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ) والثاني الموافقة لشريعة الله فإن لم يوافق شريعة الله فإنه ليس بصالح ولا يقبل الدليل قوله صلى الله عليه وسلم ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) وقوله تعالى (( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ))[الشورى:21]فلابد لكونه عملاً صالحاً من هذين الشرطين .
(( إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )) هذه الآية فيها تقديم وتأخير إيش التقديم ؟
الطالب : ......
الشيخ : التقديم بصير ، بصير هو المؤخر والمقدم المعمول فإن قلت من القواعد المقررة أن تقديم المعمول يدل على الحصر أليس كذلك ؟ طيب هنا إذا قلنا إنه يدل على الحصر صار الله تعالى بصيراً بما يعملون دون غيره مع أنه عز وجل بصير بكل شيء فما هو السبب ؟ السبب في ذلك تقديم حيث جاء بصيغة الحصر للردع عن المخالفة كأنه لو لم يكن الله بصيراً بشيء لكان بصيراً بماذا ؟ بأعمالكم فلما كان الإنسان قد يقول إن الله تعالى لا يبصر عملي جعل الله تعالى الصيغة دالة بظاهرها على الحصر حتى لا يدعي مدعٍ أن الله تعالى ليس عالماً بعمله هذا من وجه ، من جهة أخرى مناسبة فواصل الآيات والله أعلم
(( إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )) هذه الآية فيها تقديم وتأخير إيش التقديم ؟
الطالب : ......
الشيخ : التقديم بصير ، بصير هو المؤخر والمقدم المعمول فإن قلت من القواعد المقررة أن تقديم المعمول يدل على الحصر أليس كذلك ؟ طيب هنا إذا قلنا إنه يدل على الحصر صار الله تعالى بصيراً بما يعملون دون غيره مع أنه عز وجل بصير بكل شيء فما هو السبب ؟ السبب في ذلك تقديم حيث جاء بصيغة الحصر للردع عن المخالفة كأنه لو لم يكن الله بصيراً بشيء لكان بصيراً بماذا ؟ بأعمالكم فلما كان الإنسان قد يقول إن الله تعالى لا يبصر عملي جعل الله تعالى الصيغة دالة بظاهرها على الحصر حتى لا يدعي مدعٍ أن الله تعالى ليس عالماً بعمله هذا من وجه ، من جهة أخرى مناسبة فواصل الآيات والله أعلم
1 - تابع لتفسير قول الله تعالى : (( ... وقدر في السرد واعملوا صالحا إني بما تعملون بصير )) أستمع حفظ
ذكرنا أن كل نبي فهو رسول وآدم هل هو رسول ؟
الطالب : ......؟
الشيخ : آدم قبل الرسل
الشيخ : آدم قبل الرسل
قلنا أن التخصيص لا يكون إلا بقرينة فماهي القرينة التي تخرج آدم من هذا " بأنه ليس برسول " ؟
الطالب : ......؟
الشيخ : نعم لا ، يستثنى من هذا يستثنى آدم لأنه ما ذكره على أنه رسول .
الطالب : ......؟
الشيخ : هذه تأتي إن شاء الله في الفوائد .
الطالب :......؟
الشيخ : لا عام في كل شيء ، كل ما قرأ وكل ما سبح نعم
الشيخ : نعم لا ، يستثنى من هذا يستثنى آدم لأنه ما ذكره على أنه رسول .
الطالب : ......؟
الشيخ : هذه تأتي إن شاء الله في الفوائد .
الطالب :......؟
الشيخ : لا عام في كل شيء ، كل ما قرأ وكل ما سبح نعم
3 - قلنا أن التخصيص لا يكون إلا بقرينة فماهي القرينة التي تخرج آدم من هذا " بأنه ليس برسول " ؟ أستمع حفظ
هل يجوز الدخول إلى مكان قوم عذبوا فيه ؟
الطالب : ......؟
الشيخ : لا الآية في الدخول إلى مكان العذاب إلا بشرط أن يكون الإنسان باكياً قال النبي عليه الصلاة والسلام ( فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوها ) نعم
الشيخ : لا الآية في الدخول إلى مكان العذاب إلا بشرط أن يكون الإنسان باكياً قال النبي عليه الصلاة والسلام ( فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوها ) نعم
قلت أن الأمر إما أن يكون كوني أو شرعي فهل تسبيح الجبال والطير يدخل في الأمر الشرعي ؟
الطالب : ......؟
الشيخ : أي نعم يصح لأن الله سبحانه وتعالى إذا أمرها لأنها هي تسبح بحمد الله تعبداً لله عز وجل وتذلل له تصح وسيأتي إن شاء البحث في الفوائد .
الشيخ : أي نعم يصح لأن الله سبحانه وتعالى إذا أمرها لأنها هي تسبح بحمد الله تعبداً لله عز وجل وتذلل له تصح وسيأتي إن شاء البحث في الفوائد .
فوائد قول الله تعالى : (( ولقد آتينا داوود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد ))
من فوائد الآية الكريمة : بيان منة الله سبحانه وتعالى على داود لقوله (( وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلًا )) .
ثانيا من فوائدها أيضاً : عناية الله تعالى ببيان هذا الفضل حيث أكده بالقسم واللام وقد .
ومن فوائدها أيضاً أن هذا الفضل فضل عظيم لأن الله تعالى أضافه إليه في قوله (( منا فضلاً )) والمضاف إلى العظيم ونظير ذلك الدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر ( فاغفر لي مغفرة من عندك ) .
ومن فوائد الآية الكريمة : توجيه الخطاب إلى الجماد من الله سبحانه وتعالى لقوله (( يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ )) .
ومن فوائدها أيضاً : أن الجماد يحس بخطاب الله سبحانه وتعالى وجه ذلك لو لا أنه يحس لكان توجيه الخطاب إليه عبثاً والله سبحانه وتعالى منزه عن العبث في أقواله وأفعاله ويدل على أنه يحس بذلك أنها أوبت معاه ورجعت .
ومن فوائدها أيضاً : أن من فضائل داود أن الله أمر الجبال أن تسبح معه ترجع معه التسبيح وقراءة الزبور هي والطير وهل الأمر في قوله (( يا جبال أوبي معه )) أمر كوني أو أمر شرعي ؟ نعم يحتمل المعنيين فإذا نظرت إلى أنها مأمورة بعبادة قلت إن هذا أمر شرعي وإذا نظرت إلى أن هذه الجبال لو فرض أنها عصت هل تعاقب ؟ الله أعلم ربما تعاقب وربما لا تعاقب لأنه ليس لها عقل تدرك به كما يدرك بنو آدم قلت إنه كوني وللتخلص من هذين الاحتمالين نقول إن الله أمر الجبال أن ترجع معه ولا نقول أمراً كونياً ولا أمراً شرعياً .
ومن فوائد الآية الكريمة : ظهور آية الله عز وجل في تمام القدرة حيث ألان الحديد لداود لقوله (( وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ )) وهذه الإلانة ليس لها سبب حسي معلوم لأنه لو كانت بأسباب معروفة لم يكن فرق بين داود وغيره نعم هذا هو الصحيح وإن كان بعض العلماء يقول : (( ألنا )) أي هيأنا له الأسباب التي بها يلين الحديد ولكننا هيأنا له أسباباً عظيمة قوية لا تحصل لغيره .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الحديد بطبيعته قاسٍ ولا لا ؟ وهو كذلك لولا أن الله يلينه بما جعل من الأسباب ما انتفع الناس به ولكن الله تعالى يلينه بما جعل له الأسباب التي تلينه حتى ينتفع الناس به وهل هو أقسى أم الحجارة ؟ الحجارة ولهذا لا تلين الحجارة بالنار والحديد يلين بالنار قال العلماء فدل ذلك على أن الحجارة أقسى ولما شبه الله تعالى القلوب القاسية قال (( فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ))[البقرة:74].
ثانيا من فوائدها أيضاً : عناية الله تعالى ببيان هذا الفضل حيث أكده بالقسم واللام وقد .
ومن فوائدها أيضاً أن هذا الفضل فضل عظيم لأن الله تعالى أضافه إليه في قوله (( منا فضلاً )) والمضاف إلى العظيم ونظير ذلك الدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر ( فاغفر لي مغفرة من عندك ) .
ومن فوائد الآية الكريمة : توجيه الخطاب إلى الجماد من الله سبحانه وتعالى لقوله (( يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ )) .
ومن فوائدها أيضاً : أن الجماد يحس بخطاب الله سبحانه وتعالى وجه ذلك لو لا أنه يحس لكان توجيه الخطاب إليه عبثاً والله سبحانه وتعالى منزه عن العبث في أقواله وأفعاله ويدل على أنه يحس بذلك أنها أوبت معاه ورجعت .
ومن فوائدها أيضاً : أن من فضائل داود أن الله أمر الجبال أن تسبح معه ترجع معه التسبيح وقراءة الزبور هي والطير وهل الأمر في قوله (( يا جبال أوبي معه )) أمر كوني أو أمر شرعي ؟ نعم يحتمل المعنيين فإذا نظرت إلى أنها مأمورة بعبادة قلت إن هذا أمر شرعي وإذا نظرت إلى أن هذه الجبال لو فرض أنها عصت هل تعاقب ؟ الله أعلم ربما تعاقب وربما لا تعاقب لأنه ليس لها عقل تدرك به كما يدرك بنو آدم قلت إنه كوني وللتخلص من هذين الاحتمالين نقول إن الله أمر الجبال أن ترجع معه ولا نقول أمراً كونياً ولا أمراً شرعياً .
ومن فوائد الآية الكريمة : ظهور آية الله عز وجل في تمام القدرة حيث ألان الحديد لداود لقوله (( وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ )) وهذه الإلانة ليس لها سبب حسي معلوم لأنه لو كانت بأسباب معروفة لم يكن فرق بين داود وغيره نعم هذا هو الصحيح وإن كان بعض العلماء يقول : (( ألنا )) أي هيأنا له الأسباب التي بها يلين الحديد ولكننا هيأنا له أسباباً عظيمة قوية لا تحصل لغيره .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الحديد بطبيعته قاسٍ ولا لا ؟ وهو كذلك لولا أن الله يلينه بما جعل من الأسباب ما انتفع الناس به ولكن الله تعالى يلينه بما جعل له الأسباب التي تلينه حتى ينتفع الناس به وهل هو أقسى أم الحجارة ؟ الحجارة ولهذا لا تلين الحجارة بالنار والحديد يلين بالنار قال العلماء فدل ذلك على أن الحجارة أقسى ولما شبه الله تعالى القلوب القاسية قال (( فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ))[البقرة:74].
6 - فوائد قول الله تعالى : (( ولقد آتينا داوود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( أن اعمل سابغات وقدر في السرد واعملوا صالحا إني بما تعملون بصير ))
ثم قال عز وجل (( أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ )) إلى آخره .
من فوائد الآية الكريمة : أن الله سبحانه وتعالى من على داود وعلى غيره بتعليمه هذه الصنعة وهي صنعة الدروع كما قال تعالى (( وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ ))[الأنبياء:80]وهذا التعليم الذي علمه الله داود بقي إلى يومنا هذا وهذا كما علم الله نوحاً صنع السفينة وأشار الله تعالى إلى مواد بنائها في قوله (( وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ ))[القمر:13]أي مسامير .
ومن فوائد الآية الكريمة : أنه ينبغي لمن صنع شيئاً أن يكمله لقوله (( أن اعمل سابغات )) مكملة ولا ينقص منها شيئاً وينبغي أيضاً لمن صنع شيئاً أن يتقنه وهذه فائدة جديدة أن يتقنه لقوله (( وقدر في السرد )) إكمال وإتقان .
ومن فوائد الآية الكريمة : أنه ينبغي بل يجب على من أنعم الله عليه نعمة أن يقوم بشكرها بالعمل الصالح لقوله (( وَاعْمَلُوا صَالِحًا )) .
ومن فوائدها أيضاً : أن الله إذا أنعم على شخص من القبيلة بنعمة فإنه إنعام على القبيلة كله كيف ذلك ؟ لقوله (( واعملوا صالحاً )) فوجه الخطاب إلى آل داود كلهم مع أن الفضل خاص بداود ولهذا إذا نبغ نابغة في قبيلة من القبائل فإنه يرفع قدر هذه القبيلة كلها أليس كذلك ؟ كما أن العكس بالعكس إذا سفل أحد من القبيلة عيرت القبيلة به كله وهذا أمر معلوم .
ومن فوائد الآية الكريمة : التحذير من المخالفة لقوله (( إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )) .
ومن فوائدها : أن الله تعالى بصير بكل ما نعمل من خير وشر وقليل وكثير وظاهر وباطن حتى عمل القلوب يعلمها نعم قال الله تعالى (( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ))[ق:16]انتبه لا تضمر في قلبك شيئاً يغضب الله إنك إذا فعلت فإن الله تعالى سوف يعلمه ولا يخفى عليه شيء (( إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )) .
من فوائد الآية الكريمة : أن الله سبحانه وتعالى من على داود وعلى غيره بتعليمه هذه الصنعة وهي صنعة الدروع كما قال تعالى (( وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ ))[الأنبياء:80]وهذا التعليم الذي علمه الله داود بقي إلى يومنا هذا وهذا كما علم الله نوحاً صنع السفينة وأشار الله تعالى إلى مواد بنائها في قوله (( وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ ))[القمر:13]أي مسامير .
ومن فوائد الآية الكريمة : أنه ينبغي لمن صنع شيئاً أن يكمله لقوله (( أن اعمل سابغات )) مكملة ولا ينقص منها شيئاً وينبغي أيضاً لمن صنع شيئاً أن يتقنه وهذه فائدة جديدة أن يتقنه لقوله (( وقدر في السرد )) إكمال وإتقان .
ومن فوائد الآية الكريمة : أنه ينبغي بل يجب على من أنعم الله عليه نعمة أن يقوم بشكرها بالعمل الصالح لقوله (( وَاعْمَلُوا صَالِحًا )) .
ومن فوائدها أيضاً : أن الله إذا أنعم على شخص من القبيلة بنعمة فإنه إنعام على القبيلة كله كيف ذلك ؟ لقوله (( واعملوا صالحاً )) فوجه الخطاب إلى آل داود كلهم مع أن الفضل خاص بداود ولهذا إذا نبغ نابغة في قبيلة من القبائل فإنه يرفع قدر هذه القبيلة كلها أليس كذلك ؟ كما أن العكس بالعكس إذا سفل أحد من القبيلة عيرت القبيلة به كله وهذا أمر معلوم .
ومن فوائد الآية الكريمة : التحذير من المخالفة لقوله (( إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )) .
ومن فوائدها : أن الله تعالى بصير بكل ما نعمل من خير وشر وقليل وكثير وظاهر وباطن حتى عمل القلوب يعلمها نعم قال الله تعالى (( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ))[ق:16]انتبه لا تضمر في قلبك شيئاً يغضب الله إنك إذا فعلت فإن الله تعالى سوف يعلمه ولا يخفى عليه شيء (( إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )) .
7 - فوائد قول الله تعالى : (( أن اعمل سابغات وقدر في السرد واعملوا صالحا إني بما تعملون بصير )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر ))
ثم قال سبحانه وتعالى (( وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ )) هذا مبتدى درس اليوم قال (( وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ )) قال المؤلف : " وسخرنا لسليمان وإنما قدر وسخرنا لأن الريح منصوبة فلابد من تقدير عامل يتم به النصب وهنا نعم نقدر ما يناسب وهو سخرنا له كما جاء ذلك في آية آخرى (( فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ ))[ص:36]وقوله (( لسليمان )) من سليمان هو ابن داود وقد آتاه الله تعالى الرسالة والملك ملكاً عظيماً لا ينبغي لأحد من بعده لأن الله سخر له الإنس والجن وقوله (( الريح )) هي الهواء سخرها الله له أي ذللها بحيث تجري بأمره يأمرها فتتجه إلى الشمال إذا كان يريد ناحية الشمال ويأمرها فتتجه إلى الجنوب إذا كان يريد ناحية الجنوب ويأمرها بأن تذهب شرقاً فتذهب وأن تذهب غرباً فتذهب وأن تسرع فتسرع وأن تبطئ فتبطئ تجري بأمره نعم لا يقال إن هذا يدل على أن سليمان مشارك لله في الخلق لأنه لا أحد يستطيع أن يصرف الهواء لو اجتمع الخلق كلهم على أن يصرفوا الهواء ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً وسليمان يستطيع ولا لا ؟ يستطيع فلا يقال إنه شريك لله لأن الذي سخر الريح له هو الله ولهذا لا نقول إن عيسى شريك مع الله في الخلق حيث قال الله تعالى (( وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي ))[المائدة:110]لأن قدرة هؤلاء الخلق على ما يقدرون مما لا يقدر عليه غيرهم من المخلوقين إنما كانت بأمر الله عز وجل فهم لن يستقلوا بذلك ولكن الله تعالى أعطاهم قدرة كما أن الله يمن الله على بعض العباد بقدرة هائلة في الحفظ أو في الفهم أو في قوة السمع أو البصر أو البدن أو غير ذلك طيب إذاً نقول الريح هي الهوى سخرت لسليمان قال (( الريح )) وقراءة الرفع بتقدير تسخير تركيب المؤلف هنا لبيان القراءة الثانية هنا غريب ما كان معهوداً منه وكان الأولى أن يقول وفي قراءة بالرفع نعم على تقدير تسخير هذا هو الأولى لأن الآن قوله " وقراءة الرفع " لم نستفد هل هذه قراءة سبعية أو شاذة لأن المعهود أنه يقول في السبعية وفي قراءة وفي الشاذة يقول قرئ وهنا يقول وقراءة الرفع ما ندري لكن على كل حال القراءة سبعية وفيها قراءة (( ولسليمان الريحُ غدوها شهر )) كيف نعرب الريح على هذه القراءة ؟ يقول " إنها مبتدأ مؤخر وأصل الكلام تسخير الريح فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه وابن مالك يقول " وما للمضاف يأتي خلف عنه في الإعراب إذا ما حذف" أي لسليمان تسخير الريح ولو قال قائل ولسليمان الريحُ لو قال إن الريح مبتدأ بدون تقدير لم يكن بعيداً ويكون معنى كون الريح له أنها إيش ؟ مسخرة له فيكون له التصرف فيها (( غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ )) (( غدوها )) مسيرها من الغدوة يعني معناها من الصباح إلى الزوال (( شهر ورواحها )) سيرها من الزوال إلى الغروب (( شهر )) أي مسيرة شهر أي مسيرتها الريح سخرها الله له إذا صارت به من الصباح إلى الزوال فهي مسيرة شهر بسير الإبل وعلى هذا فإنها تكون سريعة (( رواحها شهر )) فيستطيع أن يذهب إلى مكان مسيرته شهر ويرجع إلى بلده في نفس اليوم لأن غدوها نعم شهر ورواحها شهر ومع ذلك فقد وصفها الله تعالى بأنها عاصمة ولكنها غير مؤثرة (( تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ ))[ص:36]فهي سريعة لكنها غير مزعجة لكن كيف يطير في الريح ؟ قال العلماء : " إنه يضع بساطاً عاديا ويجلس هو وحاشيته عليه ثم يأمر الريح بهذا البساط " والله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير ولا عادة أن يكون الإنسان على بساط ويرتفع ، العادة أنه يسكن هذه العادة ولكن الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير هل يمكن أن نقول إن قانون الطيران في الطائرات الحديثة مبني على هذا ولا ما يمكن ؟ ليش ما يمكن ؟
الطالب : .....؟
الشيخ : إي ما يخالف لكن وإيش اللي يحملها ويدفعها لا هواء عظيم ولهذا لو كنت وراها وهي تمشي تشيلك فهي لا يحملها إلا الهواء .
الطالب : .....
الشيخ : أي نعم وهي حديثة وثقيلة وعليها ناس وعليها عفش .
الطالب : .....
الشيخ : نفس المراوح هذه والاندفاع هذا فيه هواء شديد ولكن شوف الآن كيف تنضبط إذا نزلت للأرض بسبب الهواء إذا نزلت الأرض ففي مؤخرها عند الشكمان فيها يعني حديدة تنعكس هكذا علشان إنك ترد الهواء ما تندفع الطائرة فالمهم أن قانون الطيران مبني على هذا ، على الهواء الذي تولده هذه المولدات طيب يقول (( غدوها شهر ورواحها شهر )) هل هي بسرعة الطائرة ولا لا ؟
الطالب : ......
الشيخ : لا أسرع من الطائرة ، لأن الطائرة تذهب في مسيرة شهر في أقل من الغدو ، بالسيارة ، أسرع من السيارة لا ، أسرع من السيارة لاشك يبقى علينا هذا المرور السريع عادة إذا لم يكن هناك حجاب يمنع من عصف الهواء أن الهواء يعصف في الراكب حتى يسقط ولا لا ؟ لأن الآن فهمنا أن دون الطائرة هو فوق السيارة والسيارة كما تشاهدون إذا كانت حوضة يعصف الهواء بالإنسان ويقلقه لكن الله تعالى بين في آية آخرى أن هذه الريح تكون رخاءً ما فيها إزعاج ولا فيها قلق
الطالب : .....؟
الشيخ : إي ما يخالف لكن وإيش اللي يحملها ويدفعها لا هواء عظيم ولهذا لو كنت وراها وهي تمشي تشيلك فهي لا يحملها إلا الهواء .
الطالب : .....
الشيخ : أي نعم وهي حديثة وثقيلة وعليها ناس وعليها عفش .
الطالب : .....
الشيخ : نفس المراوح هذه والاندفاع هذا فيه هواء شديد ولكن شوف الآن كيف تنضبط إذا نزلت للأرض بسبب الهواء إذا نزلت الأرض ففي مؤخرها عند الشكمان فيها يعني حديدة تنعكس هكذا علشان إنك ترد الهواء ما تندفع الطائرة فالمهم أن قانون الطيران مبني على هذا ، على الهواء الذي تولده هذه المولدات طيب يقول (( غدوها شهر ورواحها شهر )) هل هي بسرعة الطائرة ولا لا ؟
الطالب : ......
الشيخ : لا أسرع من الطائرة ، لأن الطائرة تذهب في مسيرة شهر في أقل من الغدو ، بالسيارة ، أسرع من السيارة لا ، أسرع من السيارة لاشك يبقى علينا هذا المرور السريع عادة إذا لم يكن هناك حجاب يمنع من عصف الهواء أن الهواء يعصف في الراكب حتى يسقط ولا لا ؟ لأن الآن فهمنا أن دون الطائرة هو فوق السيارة والسيارة كما تشاهدون إذا كانت حوضة يعصف الهواء بالإنسان ويقلقه لكن الله تعالى بين في آية آخرى أن هذه الريح تكون رخاءً ما فيها إزعاج ولا فيها قلق
تفسير قول الله تعالى : (( وأسلنا له عين القطر ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير ))
قال الله تعالى أيضاً مما من به على سليمان (( وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ )) (( أسلنا )) أذبنا (( له عين القطر )) أي النحاس هذا أيضاً قد يكون أبلغ مما أوتيه داود لأن داود قال الله تعالى (( وألنا له الحديد )) أما هذا فأسال الله له عين القطر يعني فجر له عيناً من النحاس تسيل كما يسيل الماء مع أنها نحاس وهذا دليل على كمال قدرة الله عز وجل لأن المعروف أن النحاس معدن جامد فجعله الله تعالى لسليمان عيناً سائلة كأنها الماء ولهذا قال (( أسلنا له عين القطر )) وقوله (( عين القطر )) يدفع ما قيل إن سليمان كان يذيب النحاس فيسيل كما أن الرصاص كما تشاهدون الآن الرصاص إذا أذبناه يصير سائلاً كالزئبق فنقول لا بل إن الله يقول (( أسلنا له عين القطر )) فجعل هذا عيناً يندفع من الأسفل ويسيل ونحن نعلم أن الله سبحانه وتعالى خالق الأشياء جامدها ومائعها وأنه قادر على أن يجعل الجامد مائعاً والمائع جامداً وهذا الماء المائع المتدفق الجاري لما ضرب موسى بعصاه البحر انفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ، كالجبل العظيم وهو ماء سائل ضربه مرة واحدة فقط تفرق البحر وصار اثني عشر طريقاً كل طريق بينه وبين الطريق الآخر مثل الجبل من الماء وهذا فوق الأمر الطبيعي لأن خالق الأشياء قادر على كل شيء سبحانه وتعالى (( وأسلنا له عين القطر )) قال المؤلف رحمه الله يقول : " فأجريت له ثلاثة أيام بلياليهن كجري الماء " كيف ؟ " فأجريت له ثلاثة أيام بلياليهن كجري الماء " هذا التقدير يحتاج إلى توقيف يعني أن الله أجراها له ثلاثة أيام فقط يعني أن الله أجراها له ثلاثة أيام فقط قد نقول إن الله سبحانه وتعالى أسال له عين القطر يتصرف فيها ما يشاء وهذا يقتضي أن تكون هذه الرسالة مستمرة حيث ما أرادها وجدها وهذا هو الأقرب ولا يمكن أن نحددها بثلاثة أيام إلا بدليل من الشرع إما من الكتاب أو من السنة وليس في الكتاب تحديد وكذلك ليس في السنة والأولى أن نجعلها على ظاهرها قال المؤلف :" وعمل الناس إلى اليوم مما أعطي سليمان إيش معنى عمل الناس إلى اليوم ؟ يعني أن انتفاع الناس بهذا النحاس وتذويبه حتى يكون كالماء هذا أثره من عمل سليمان يعني أن النحاس إنما ذاب من وقت سليمان إلى اليوم وقد قيل إن النحاس كان من قبل لا يذوب أبداً ولكنه في عهد سليمان ذاب ثم صار مستمر الذوبان (( وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ )) (( بإذن )) بأمر ربه (( من الجن من يعمل )) (( من )) للتبعيض و(( الجن )) عالم غيبي مستتر عن الأعين ولهذا جاء بلفظ الجن وأصل هذه المادة جيم نون الاستتار ومنه سميت الجُنة الترس الذي يستتر به الإنسان وسميت الجنة للبستان الكثير الأشجار لأنه يجن من فيه أي يغطيه وسميت الجنة أيضاً لهذا السبب وسمي الجنين لأنه مستتر فهذه المادة الجيم والنون كله تدل على الخفاء والاستتار فالجن إذاً عالم غيبي ليسوا بظاهرين لكنهم قد يرون هذا العالم منهم صالح ومنهم دون ذلك ومنهم مسلم ومنهم كافر كما في سورة الجن يأكلون ويشربون ولا لا ؟ ويتقيئون ويبولون كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وهؤلاء الجن قد يظهرون أمام الناس ويشاهدون إما بصورهم التي هم عليها وإما بتصوراتهم الثانية وإما على صورة القطط أو على صورة الدواب كما جاء في الحديث الصحيح النهي عن قتل الجنان التي تكون في البيوت لأن بعضها قد يكون من الجن .
اضيفت في - 2011-05-25