تابع لتفسير قول الله تعالى : (( ... تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ))
الطالب : .....
الشيخ : اسم لا ينصرف ، الاسم الذي لا ينصرف إذا أضيف انصرف وهنا (( منسأته )) مضافة إلى الهاء نعم.
الطالب : .....
الشيخ : كيف اسم ، منين اسم .
الطالب : .......
الشيخ : هذه كلمة واحدة يعني صح ولهذا هل كتبت (( من )) وحدها عندك في المصحف طيب ....الآيات نعم .
1 - تابع لتفسير قول الله تعالى : (( ... تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين )) أستمع حفظ
هل نقول أن التماثيل المذكورة في الآية (( ... من محاريب وتماثيل وجفان ... )) يدل على أن التماثيل إذا لم تكن فيها أشياء محرمة فهي جائزة ؟
الشيخ : عندي ما يلزم كونهم صوروا تماثيلهم نعم وعبدوها ما يلزم أنها تكون محرمة .
الطالب : ....... صور تماثيلهم .....
الشيخ : صحيح هذا لكن قد يكون مباحة لكن هم توصلوا بها إلى محرم يعني من أسباب الشرك لاشك على كل حال إحنا نقول كلام المؤلف كلمة تماثيل ما دام إنها معنى التمثال كل شيء صورته على غيره فلا يلزم أن تقول صور حيوان يمكن صور أشجار أو قصور أو ما أشبه ذلك على كلام المؤلف يعني جواباً على سؤال مقدر كيف يصورون الحيوان مثلاً أو الإنسان ؟ أجاب بأن الصورة في عهده ليست محرمة نعم .
الطالب : .......؟
الشيخ : لا محراب مسجد اسمه طاق إي نعم
2 - هل نقول أن التماثيل المذكورة في الآية (( ... من محاريب وتماثيل وجفان ... )) يدل على أن التماثيل إذا لم تكن فيها أشياء محرمة فهي جائزة ؟ أستمع حفظ
سليمان عندما مات هل كان واقفا وهو متكئ على عصاه ولم يسقط ؟
الشيخ : أو سليمان قصدك .
الطالب : نعم سليمان ......؟
الشيخ : لا أبداً وهو متكئ على عصاه هكذا ومات وبقي هكذا ما أطاح إلا بعد مدة
هل الأنبياء إذا ماتوا لا تأكل الأرض أجسادهم ؟
الشيخ : نعم صح لكن
وهل أجساد الصالحين كذلك لا تأكلهم الأرض ؟
الشيخ : لا الصالحون ما نجزم أن هذا داخلون لكن قد يعثر على بعضهم لم تأكله الأرض وأن الجزم للأنبياء فقط عندي..... أنتم ذكرتم .
فوائد قول الله تعالى : (( يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داوود شكرا وقليل من عبادي الشكور )) .
ومن فوائدها : جواز البناء العالي لقوله (( من محاريب )) .
ومن فوائدها : جواز التماثيل وهل يشمل التماثيل للحيوانات والأشجار والبحار والأنهار ؟ نعم على كلام المؤلف يشمل لأنه قال : " هذا كان قبل تحريم الصور " وعلى الاحتمال الثاني : لا يشمل لأن التماثيل تطلق على كل ما كان مثالاً على غيره ولا يلزم أن تكون على صورة الحيوان فعلى رأي المؤلف يكون الحكم منسوخاً لشريعة النبي صلى الله عليه وسلم فيستفاد منها فائدة وهي : جواز النسخ في الأحكام الشرعية طيب وعلى الاحتمال الثاني : لا يكون دالاً على جواز تماثيل الحيوانات .
ومن فوائد الآية الكريمة : بيان كثرة جود سليمان وكرمه لأن الجفان كالجوابي والقدور راسيات نعم .
ومن فوائدها : وجوب القيام بشكر الله عز وجل لقوله (( اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا )) والأمر في الأصل للوجوب .
ومن فوائدها : أن الشاكر على النعمة قليل لقوله (( وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ )) والمراد بهذه الجملة الحث على الشكر .
ومن فوائدها : إثبات العبودية العامة الشاملة لقوله (( من عبادي )) فإن المراد بها العبودية العامة الشاملة .
ومن فوائدها : أن داود عليه الصلاة والسلام أبٌ لفخر كامل من بني إسرائيل لقوله (( اعملوا آل داود )) كما يقال بني تميم وبني ظهرة وما أشبه ذلك .
ثم قال (( فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ )) ما كملناها أظن نعم نخليها إن شاء الله في المستقبل
6 - فوائد قول الله تعالى : (( يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داوود شكرا وقليل من عبادي الشكور )) . أستمع حفظ
تتمة تفسير قول الله تعالى : (( ... تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ))
الطالب : ......؟
الشيخ : لا عندي ويزجر .
أي نعم كأن المؤلف رحمه الله يريد أن يبين اشتقاق هذه الكلمة وأنها من النسأ أي الطرد والزجر فإن الإنسان يزجر بعصاه بحزها على من يوجه إليه الخطاب ويطرد بها بالضرب وهذا يدل على أن الكلمة عربية ولكن بعض المفسرين يقول : إن الكلمة غير عربية وأنها من الكلام الذي عرب وإذا كانت الكلمة من الكلام المعرب فإن لا يشتق لها من العربية كل كلمة لها اشتقاق من العربية فإنها تكون عربية وعلى كل حال فالخروج من هذا سهل المهم أن المنسأة هي العصا يطرد بها الشيء ويزجر بها (( فَلَمَّا خَرّ )) ميّتاً ((َ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ )) الجملة كما تشاهدون جملة شرطية وأداة الشرط فيها (( لما )) وقد مر علينا أن لما تأتي لعدة معاني تكون شرطية وتكون للنفي وتكون بمعنى إلا والرابع : أن تكون ظرفاً بمعنى حين ، هنا استعملت شرطية بدليل أنه جاء بعدها شرط وجواب أنه (( فلما خر تبين )) ، نافية كقوله تعالى : (( بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ ))[ص:8]أي لم يذوقوا عذاب وتأتي بمعنى إلا كما في قوله تعالى (( إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ ))[الطارق:4]أي إلا عليها حافظ ، وتأتي بمعنى حين أي ظرف مثل أن تقول : أكرمتني لما زرتك أي حين زرتك طيب إذاً تأتي على أربعة أوجه (( تبينت الجن )) (( تبينت )) أي علمت وبان لها وفسرها المؤلف بقوله : " انكشف لهم " (( أَنْ )) مخففة أي أنهم (( لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ )) (( أن )) مخففة منين ؟ من الثقيلة وإذا خففت الثقيلة وجب حذف اسمها وكان خبرها جملة فهنا الخبر (( لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ )) وإعرابها أن تقول (( أن )) مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن المستتر وجملة (( لو كانوا يعلمون الغيب )) في محل رفع رفع خبرها ....وفي قول المؤلف " أنهم " إشارة إلى ما سبق أن قلنا إن ضمير الشأن ينبغي أن يكون مناسباً للمقام فقد يكون مفرداً وقد يكون جمعاً وقد يكون للغائب وقد يكون للمخاطب خلافاً لما عليه أكثر النحويين حيث يقدرونه مفرداً للغائب ويقولون : " أنه " أي الحال نعم (( لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا )) (( لو )) شرطية وجوابها (( ما لبثوا )) ولو تأتي شرطية وتأتي مصدرية وتأتي بمعنى ود كذا تأتي شرطية مثل هذه الآية ومثل أن تقول : لو زرتني لأكرمتك وتأتي مصدرية إذا جاءت بعد ود كقوله تعالى (( وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ))[القلم:9]أي أنتم تدهنون وهذا معنيان فقط طيب هنا شرطية فعل الشرط فيها .
الطالب : ....
الشيخ : لا ، فعل الشرط (( كانوا يعلمون )) وجوابه (( ما لبثوا في العذاب المهين )) (( لو كانوا يعلمون الغيب )) ومنه ما غاب عنهم من موت سليمان (( ما لبثوا في العذاب المهين )) العمل الشاق لهم لظنهم حياته خلاف ظنهم علم الغيب طيب وهذا واضح لأنهم لو كانوا يعلمون الغيب لعلموا أنه مات قبل أن يخر بسبب تأكل عصاه ولعلهم كانوا يظنون أو يدعون أنهم كانوا يعلمون الغيب فأراد الله تعالى أن يبين حالهم لهم ولغيرهم وأنهم لا يعلمون الغيب مع أن الغيب الذي حصل هنا ليس غيباً مطلقاً ولكنه غيب نسبي إذ أن من كان قريباً جداً من سليمان فقد يعرف أنه مات يقول المؤلف : " ومنه ما غاب عنهم من موت سليمان (( ما لبثوا )) أي ما بقوا (( في العذاب المهين )) الذي ألحق بهم المهانة والذل وقال المؤلف : " الشاق بظنهم حياته خلاف ظنهم علم الغيب يعني كانوا يظنون أنهم يعلمون الغيب فلما خر ميتاً تبين لهم أنهم لا يعلمون الغيب قال : وعلم كونه سنة بحساب ما أكلته الأرض من العصا يوماً وليلة مثلاً هذا جواب عما قيل أنه بقي سنة وهو ميت ولم يعلم به يعني كأنه قال قائل : ما الذي أعلمكم بأنه سنة قالوا علمنا ذلك بالحساب لأننا حسبنا ما أكلته الأرض يوماً وليلة من العصا فقسنا عليه ما مضى فمثلاً إذا كانت تأكل في اليوم والليلة مثلاً سنتيمتر عرفنا أنها تأكل في السنة ثلاثمائة وستين سنتيمتر وعرفنا هذا من طول العصا ولكن هذا في الحقيقة ليس متعيناً إذ قد تأكل اليوم أكثر مما تأكله بالأمس أو بالعكس وحتى نقول : أيضاً من الذي قال أنها أكلت في اليوم والليلة هذا المقدار حتى عرف به ما مضى يحتاج إلى دليل ولهذا الصواب أن ما سبق أن قلنا بأنه لا حاجة لنا إلى تقدير المدة إيش؟ المدة التي لبثها سليمان وأن مثل هذه الأمور لا يركن إليها ولا يعتمد إلا إذا جاء عن الشارع عن النبي صلى الله عليه وسلم أو جاءت في كتاب الله وأما ما يأتي عن بني إسرائيل في مثل هذه الأمور فإننا نقول نقف فيها لا نصدق ولا نكذب .
7 - تتمة تفسير قول الله تعالى : (( ... تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له ... ))
الطالب : ....
الشيخ : هذه قد ، لا كان ما من أدوات التأكيد ، رشيد نعم مؤكدة بثلاث مؤكدات .
الطالب : .....
الشيخ : نعم ، نعم ، والقسم المقدر نعم صح ، لأن هذه على تقدير القسم أي والله لقد كان لسبأ وكان هنا تدل على مجرد الحدوث أي أنها مسلوبة الدلالة على الزمن فإن هذه الآية باقية حتى الآن كل من قرأ خبرها ، هذه الآية (( لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ )) بالصرف وعدمه قبيلة سميت باسم جد لهم من العرب نعم سبأ اسم رجل يسمى سبأً وكان من قحطان واختلف المؤرخون النسابون في قحطان هل هو من العرب العاربة أو من العرب المستعربة ؟ والمشهور أنهم من العرب العاربة الذين قبل إبراهيم لكن روى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على قبيلتين من الأنصار كانوا يترامون بالنبل فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم ( ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان رامياً ) وهذا يدل على أنهم عرب مستعربة لأن الأنصار معروف أنهم الأوس والخزرج كلهم من قبائل اليمن من قحطان نزلوا تفرقوا في البلاد بعد الغرق ونزلوا المدينة وعلى هذا فيكون ظاهر حديث البخاري أن هؤلاء من أهل قحطان كلهم من بني إسماعيل والحاصل أن العلماء في النسب يقسمون العرب إلى قسمين ما كان قبل إبراهيم فهم عرب عاربة وما كان بعده من ذريته فهم عرب مستعربة طيب المهم أن سبأ اسم لرجل كان له أولاد كثيرون جاء في الحديث أنهم عشرة بقي منهم ستة في اليمن وأربعة في الشام وانتشروا في الأرض وكثروا ، وفيها قراءتان يقول المؤلف : " بالصرف وعدمه " (( لسبأٍ )) هذا الصرف وعدمه (( لسبأْ )) نعم يقول : (( في مساكنهم )) باليمن (( آية )) المؤلف يقول (( في مساكنهم )) أتى بالقراءة قراءة الجمع ولم أره ذكر قراءة الإفراد وفيها قراءتان سبعيتان قراءة الإفراد (( في مسكنهم )) وقراءة الجمع (( في مساكنهم )) ولا خلاف بينهما في المعنى لأن مسكن مفرد والمفرد المضاف يعم يشمل كل ما يدخل تحت هذا المعنى ألم تروا إلى قوله تعالى (( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا ))[إبراهيم:34]فهنا نعمة مفرد وقال فيها (( لا تحصوها )) إذاً هي كثيرة فمسكن من حيث المعنى بمعنى مساكن لأنه مفرد مضاف والمفرد المضاف يعم .
الطالب : .....
الشيخ : لا أنا عندي (( مساكنهم )) عندكم في المصحف .
الطالب : .....
الشيخ : لا اللي عندي هي اللي عليها خط المؤلف (( مسكنهم )) على كل حال (( مساكنهم )) قراءة سبعية و(( مسكنهم )) قراءة سبعية أيضاً والمسكن ما يسكنه الإنسان فيسكن فيه ويطمئن كالبيوت والحدائق والبساتين وما إلى ذلك ، (( آية )) آية بمعنى علامة قال الله تعالى : (( وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ))[يس:41] (( أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ))[الشعراء:197]فالآية بمعنى العلامة الدالة على الشيء هذه الآية دالة على أي شيء ؟ دالة على قدرة الله عز وجل وعلى نعمته وعلى حكمته في النهاية و(( آية )) من ناحية الإعراب اسم كان مؤخر و(( لسبأ )) خبرها مقدم ، قال المؤلف : " آية دالة على قدرة الله " وقلت أنا زيادة في المعنى وعلى إحسانه وإنعامه وعلى حكمته في النهاية لأن هذه المساكن كما سيأتي دمرت بسبب إعراضهم قال (( جنتان )) بدل منين ؟ بدل من (( آية )) ويجوز أن تكون عطف بيان لأنها بينت الآية ووضحتها والجنة هي البستان الكثير الأشجار سميت بذلك لأنها تُجِن من فيها أي تستره وقد علمنا سابقاً أن هذه المادة وهي الجيم والنون تدور على معنى الاستتار والخفاء (( جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ )) يقول : " عن يمين واديهم وشمالهم " وكان هذا الوادي بين جبال وكان على أطراف هذا الوادي هذه الجنان العظيمة من الأشجار المتنوعة الكثيرة الثمار وكانوا في أحسن ما يكون من الرغد والهنا والأمن طيب يقول : (( عن يمين وشمال )) يعني إذا كانت على يمين الوادي وشماله صار لها أيضاً منظر بديع رهيب جذاب يقول الله عز وجل (( كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ )) على ما رزقكم من النعمة في أرض سبأ إلى آخره يعني أن الله سبحانه وتعالى جعل في هذه الجنتين جعل فيها خيراً كثيراً وجعل تناولها ميسراً ولهذا قال (( كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ )) مما يدل على أن الأمر صعب ولا ميسر ؟ ميسر كما لو قدمت لك طعاماً وقلت : كل إذاً فهذه الجنات تعطي ثمارها بدون مشقة بل باليسر والسهولة وقوله : (( من رزق ربكم )) الرزق بمعنى العطاء ومنه قوله تعالى : (( وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُوا الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ ))[النساء:8]وقوله : (( من رزق ربكم )) الرب تقدم لنا أن معناه الخالق المالك المدبر ، والربوبية هنا ربوبية خاصة لعنايته سبحانه وتعالى بهم بما أعطاهم في هذه الجنات (( واشكروا له )) هذا هو الذي يطالبون به جزاءً أو إظهاراً لنعمة الله سبحانه وتعالى عليهم والشكر تقدم أنه يتعلق بالقلب واللسان والجوارح يعني فاعترفوا بأن هذه النعمة من أين ؟ من الله وأثنوا على الله تعالى بها وقوموا بجوارحكم بطاعته حتى تؤدوا الشكر على الوجه المطلوب منكم (( واشكروا له )) على ما رزقكم من النعمة في أرض سبأ طيب (( اشكروا له )) أحياناً تتعدى شكر بنفسها ويقال : شكرت الله ويقال : شكرت له فهي من الأفعال التي جاءت في اللغة العربية ومتعدية ، متى تكون لازمة ؟ (( له )) تكون لازمة إذا جاء حرف الجر (( له )) وتكون متعدية إذا لم يأت حرف الجر فإذا قلت : شكرت الله صارت متعدية وإذا قلت : شكرت لله صارت لازمة
8 - تفسير قول الله تعالى : (( لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له ... )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( بلدة طيبة ورب غفور ))
الطالب : ......
الشيخ : إيش التقدير ؟
الطالب : هذه البلدة .
الشيخ : أو هي بلدة نعم (( بلدة طيبة )) ليس فيها سباع ولا بعوضة ولا ذبابة ولا برغوث ولا عقرب ولا حية ويمر الغريب فيها وفي ثيابه قمل فيموت لطيب هوائها ، هذا ....إنما نقول هي بلدة طيبة أما كونه غريب يأتي من البر وفي ثيابه القمل فيموت القمل لطيب الهواء فالله أعلم لكن نقول لاشك أن وصف الله إياها بالطيبة أنها من أحسن البلاد في هوائها وفي قرها وفي حرها ليس فيها الحر الشديد ولا القر القارص وليس فيها عفونة الهواء والماء وما أشبه ذلك فخذ بما شئت من طيب مسكن في كل ما يسمى طيباً (( بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ )) يعني يقول : والله رب غفور نعم غفور لماذا ؟ غفور للذنوب فمن الله عليهم بنعمتين : نعمة السكن وطيبه ونعمة المغفرة فيكون في نعمة المغفرة السلامة من الآثام وعقوباتها في الآخرة وفي البلدة الطيبة السلامة من الآفات في الدنيا والغفور صيغة مبالغة واسم الفاعل منها غافر وهي مأخوذة من الغفر بمعنى الستر مع الوقاية ومنه قولهم : المغفر الذي يلبسه الإنسان ليتقي به السهام في الحرب ففيه تغطية وستر وفيه أيضاً وقاية وهكذا مغفرة الذنوب فإن معناها أن الله يستر عليك الذنب ويقيك عقوبته ، طيب (( ورب غفور ))
تفسير قول الله تعالى : (( فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل ))
الطالب : الأراك هل هو الأكول ولا الخمط .
الشيخ : لا ، الخمط .
الطالب : والأكل .
الشيخ : لا أكل يعني أن معناه أن يؤكل خمطاً أي نعم .
قال (( وأثل وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ )) هنا قال : (( شيء من سدر )) وهناك قال : (( خمط وأثل )) لأن السدر أحسن هذه الأنواع الثلاثة ولم يعطوا منه إلا الشيء القليل (( شيء من سدر )) وأيضاً قليل مع أن كلمة (( شيء من سدر )) تدل على القلة لكنها أكدت هذه القلة بقوله : (( قليل )) الخلاصة الآن أن هؤلاء لما أعرضوا ولم يقوموا بشكر الله عز وجل أرسل الله عليهم السيل فأغرق أموالهم وهدم بنائهم وأبدلهم بهاتين الجنتين جنتين لا يساويان ولا يقاربان ما سبق (( ذواتي أكل )) ليس بالكثير (( خمط )) والمؤلف قال : " إنه مر بشع " (( وأثل وشيء من سدر قليل )) بدل تلك الجنات العظيمة المفيدة النافعة .
10 - تفسير قول الله تعالى : (( فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور ))
هل المراد به كفر النعمة في قول الله تعالى : (( ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور )) ؟
الشيخ : عام يشمل هذا وهذا ، يعني ما نجازي بالعقوبات إلا من كفر بالله سواء كان كفر نعمة فيجازى على قدر ذنبه أو كفراً مخرجاً من الملة ،
12 - هل المراد به كفر النعمة في قول الله تعالى : (( ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور )) ؟ أستمع حفظ
هل المراد بقوله (( جنتان عن يمين وشمال )) بستان واحد عن اليمين والآخر عن الشمال ؟
فوائد قول الله تعالى : (( فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ))
من فوائد هذه الآية : أولاً: أن الموت غاية كل حي وإن عظم ملكه فإن سليمان كان من أعظم الملوك ملكاً ومع ذلك لم ينقذه ملكه من الموت.
ومنها : أن الأمور كلها إلى الله لقوله : (( فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ )) .
ومنها : أن الله سبحانه وتعالى موصوف بالعظمة والجلال والكمال لأن (( نا )) هنا ليست للتعدد ولكنها للتعظيم لأن كلمة أنا أرجوا يا إخواني ، تدل إما على التعدد وإما على التعظيم والتعدد هنا ممتنع فتعين أن تكون للتعظيم.
ومنها : أن الشيئ الحقير قد يفعل شيئاً عظيماً كبيراً يؤخذ من قوله (( مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الأَرْضِ )) وهذا شيء جرت به سنة الله عز وجل أن الشيء قد يكون لكن يترتب عليه أمر عظيم فنحن الآن لا نعرف كيف نقبر موتانا إلا بدلالة الغراب أليس كذلك ؟ أيضاً جميع المباني الهندسية الفخمة الجميلة عرفت من صنيع النحل أيضاً كل ما حدث من الآلات التي يحدثها الناس الآن تجدهم يشبهونها بمخلوقات الله عز وجل كالطائرات وغيرها ، بهذا نعرف أن الأشياء الحقيرة قد تكون مفيدة للإنسان فائدة عظيمة ويترتب عليها أمور خطيرة .
ومنها: أن إضافة الشيء إلى سببه المعلوم جائزة لقوله : (( مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الأَرْضِ )) فأضاف الدلالة إلى دابة الأرض مع أن الدابة هل هي أكلت العصا لأجل أن تدل الجن على موت سليمان ؟ لا لكنها سبب فإضافة الشيء إلى سببه المعلوم شرعاً أو حساً جائزاً نعم حتى وإن لم يذكر فيها لفظ الجلالة فمثلاً لو قلت : لولا فلان لهلكت وصحيح أن فلان هو الذي أنقذك فهذا جائز إذا لم تعتقد أن هذا السبب هو الفاعل الوحيد ، والممنوع أن تضيف الشيء إلى سببه مع الله مقرونا بالواو أو تضيف الشيء إلى السبب غير معلوم سببيته لا من الشرع ولا من الحس لأن هذا يكون من باب الأوهام والتخيلات .
ومن فوائد الآية : الحذر أو التحذير من دابة الأرض ولا لا ؟ أي نعم ما دام تأكل الأخشاب وتأكل هذه الأشياء فاحذر منها وكم من الإنسان أفسدت عليه دابة الأرض مكتبته القيمة التي تساوي شيئاًَ كثيراً ولهذا انتبهوا لا تأكل دابة الأرض عليكم كتبكم ، طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة : إضافة الفعل أو إضافة الشيء إلى من لم يقم به باختياره لقوله : (( فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ )) فالخرور قد يضاف إلى الفاعل بالاختيار وقد يضاف إلى الفاعل بغير الاختيار فتقول : خر الماء وتقول : خر ميتاً وقال الله عز وجل : (( خروا سجداً )) (( وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ ))[الإسراء:109]هذا بلا اختيار .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الجن لا يعلمون الغيب والدلالة على ذلك واضحة (( كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ )).
ومنها : أن الأمور الحسية الواقعة أدلة برهانية وهذه الفائدة معناها.