تفسير سورة سبأ-06a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
هل المراد بقوله (( جنتان عن يمين وشمال )) بستان واحد عن اليمين والآخر عن الشمال ؟
المراد بساتين لكن قال العلماء لما كانت هذا البساتين صارت كأنها بستان واحد ولا معلوم لو كان بستان وبستان ما هي بآية يعني بسيطة هذه لكنها بساتين متصل بعضها ببعض على يمين الوادي وشمال الوادي فلما كانت متصلة بعضها ببعض صارت كأنها واحدة كأنها جنة واحدة عن اليمين وجنة واحدة عن الشمال طيب
فوائد قول الله تعالى : (( فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ))
الفوائد قال الله تعالى (( فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ )) إلى آخره هذا مبتدى ذكر الفوائد :
من فوائد هذه الآية : أولاً أن الموت غاية كل حي وإن عظم ملكه فإن سليمان كان من أعظم الملوك ملكاً ومع ذلك لم ينقذه ملكه من الموت ومنها أن الأمور كلها إلى الله لقوله (( فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ )) .
ومنها : أن الله سبحانه وتعالى موصوف بالعظمة والجلال والكمال لأن (( نا )) ليست للتعدد ولكنها للتعظيم لأن كلمة أنا أرجو يا إخواني كلمة (( نا )) تدل إما على التعدد وإما على التعظيم والتعدد هنا ممتنع فتعين أن يكون للتعظيم .
ومنها : أن الشيء الحقير قد يفعل شيئاً عظيماً كبيراً يؤخذ من قوله (( مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الأَرْضِ )) وهذا شيء اقتضت به سنة الله عز وجل أن الشيء قد يكون حقيراً لكن يترتب عليه أمر عظيم فنحن الآن لا نعرف كيف نقبر موتانا إلا بدلالة الغراب أليس كذلك ؟ أيضاً جميع المباني الهندسية الفخمة الجميلة عرفت من صنيع النحل أيضاً كل ما حدث من الآلات التي يحدثها الناس تجدها يشبهونها بمخلوقات الله عز وجل كالطائرات وغيرها بهذا نعرف أن الأشياء الحقيرة قد تكون مفيدة للإنسان فائدة عظيمة وقد يترتب عليها أمور خطيرة .
ومنها : أن إضافة الشيء إلى سببه المعلوم جائزة لقوله (( مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الأَرْضِ )) فأضاف الدلالة إلى دابة الأرض مع أن الدابة هل هي أكلت العصا لأجل أن تدل الجن على موت سليمان ؟ لا لكنها سبب فإضافة الشيء إلى سببه المعلوم شرعاً أو حساً جائزاً نعم حتى وإن لم يذكر فيها لفظ الجلالة فمثلاً إذا قلت لولا فلان لهلكت وصحيح أن فلان هو الذي أنقذك فهذا جائز إذا لم تعتقد أن هذا السبب هو الفاعل الوحيد والممنوع أن تضيف الشيء إلى سببه مع الله مقروناً بالواو أو تضيف الشيء إلى سبب غير معلوم سببيته لا من الشرع ولا من الحس لأن هذا يكون من باب الأوهام والتخييلات .
ومن فوائد الآية : الحذر أو التحذير من دابة الأرض ولا لا ؟ أي نعم ما دام تأكل الأخشاب وتأكل هذه الأشياء فاحذر منها وكم من إنسان أفسدت عليه دابة الأرض مكتبته القيمة التي تساوي شيئاً كثيراً ولهذا انتبهوا لا تأكل الأرض عليكم كتبكم طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة : إضافة الفعل أو إضافة الشيء إلى من لم يقم به باختياره لقوله (( فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ )) فالخرور قد يضاف إلى الفاعل بالاختيار وقد يضاف إلى الفاعل بغير اختيار فتقول خر الماء وتقول خر ميتاً وقال الله عز وجل (( خَرُّوا سُجَّدًا ))[مريم:58] (( وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ ))[الإسراء:109]هذا بلا اختيار .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الجن لا يعلمون الغيب والدلالة على ذلك واضحة (( لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ )) .
ومنها : أن الأمور الحسية الواقعة أدلة برهانية وهذه الفائدة معناها الاستدلال بالأمور الحسية لأن الله استدل على كونهم لا يعلمون الغيب بأنهم بقوا معذبين في ما يعملونه من الأعمال الشاقة فلك أن تستدل على الأمور المعقولة بالأمور المحسوسة وهذا شيء معروف طيب .
ومن فوائد الآية : أن الجن ذو عقول لقوله (( تبينت الجن )) وهو كذلك بأن الله تعالى أعطاهم عقولاً يهتدون بها إلى مصالح دينهم ودنياهم .
ومنها : تسمية الأعمال الشاقة عذاباً لقوله (( مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ )) مع أن سليمان عليه الصلاة والسلام لم يجعلهم يعملون له ما يشاء عقوبة لهم ولكنه تكليف وبهذا نعرف أن العذاب قد يطلق على ما ليس بعقوبة كما في قوله صلى الله عليه وسلم ( إن السفر قطعة من العذاب ) .
من فوائد هذه الآية : أولاً أن الموت غاية كل حي وإن عظم ملكه فإن سليمان كان من أعظم الملوك ملكاً ومع ذلك لم ينقذه ملكه من الموت ومنها أن الأمور كلها إلى الله لقوله (( فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ )) .
ومنها : أن الله سبحانه وتعالى موصوف بالعظمة والجلال والكمال لأن (( نا )) ليست للتعدد ولكنها للتعظيم لأن كلمة أنا أرجو يا إخواني كلمة (( نا )) تدل إما على التعدد وإما على التعظيم والتعدد هنا ممتنع فتعين أن يكون للتعظيم .
ومنها : أن الشيء الحقير قد يفعل شيئاً عظيماً كبيراً يؤخذ من قوله (( مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الأَرْضِ )) وهذا شيء اقتضت به سنة الله عز وجل أن الشيء قد يكون حقيراً لكن يترتب عليه أمر عظيم فنحن الآن لا نعرف كيف نقبر موتانا إلا بدلالة الغراب أليس كذلك ؟ أيضاً جميع المباني الهندسية الفخمة الجميلة عرفت من صنيع النحل أيضاً كل ما حدث من الآلات التي يحدثها الناس تجدها يشبهونها بمخلوقات الله عز وجل كالطائرات وغيرها بهذا نعرف أن الأشياء الحقيرة قد تكون مفيدة للإنسان فائدة عظيمة وقد يترتب عليها أمور خطيرة .
ومنها : أن إضافة الشيء إلى سببه المعلوم جائزة لقوله (( مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الأَرْضِ )) فأضاف الدلالة إلى دابة الأرض مع أن الدابة هل هي أكلت العصا لأجل أن تدل الجن على موت سليمان ؟ لا لكنها سبب فإضافة الشيء إلى سببه المعلوم شرعاً أو حساً جائزاً نعم حتى وإن لم يذكر فيها لفظ الجلالة فمثلاً إذا قلت لولا فلان لهلكت وصحيح أن فلان هو الذي أنقذك فهذا جائز إذا لم تعتقد أن هذا السبب هو الفاعل الوحيد والممنوع أن تضيف الشيء إلى سببه مع الله مقروناً بالواو أو تضيف الشيء إلى سبب غير معلوم سببيته لا من الشرع ولا من الحس لأن هذا يكون من باب الأوهام والتخييلات .
ومن فوائد الآية : الحذر أو التحذير من دابة الأرض ولا لا ؟ أي نعم ما دام تأكل الأخشاب وتأكل هذه الأشياء فاحذر منها وكم من إنسان أفسدت عليه دابة الأرض مكتبته القيمة التي تساوي شيئاً كثيراً ولهذا انتبهوا لا تأكل الأرض عليكم كتبكم طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة : إضافة الفعل أو إضافة الشيء إلى من لم يقم به باختياره لقوله (( فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ )) فالخرور قد يضاف إلى الفاعل بالاختيار وقد يضاف إلى الفاعل بغير اختيار فتقول خر الماء وتقول خر ميتاً وقال الله عز وجل (( خَرُّوا سُجَّدًا ))[مريم:58] (( وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ ))[الإسراء:109]هذا بلا اختيار .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الجن لا يعلمون الغيب والدلالة على ذلك واضحة (( لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ )) .
ومنها : أن الأمور الحسية الواقعة أدلة برهانية وهذه الفائدة معناها الاستدلال بالأمور الحسية لأن الله استدل على كونهم لا يعلمون الغيب بأنهم بقوا معذبين في ما يعملونه من الأعمال الشاقة فلك أن تستدل على الأمور المعقولة بالأمور المحسوسة وهذا شيء معروف طيب .
ومن فوائد الآية : أن الجن ذو عقول لقوله (( تبينت الجن )) وهو كذلك بأن الله تعالى أعطاهم عقولاً يهتدون بها إلى مصالح دينهم ودنياهم .
ومنها : تسمية الأعمال الشاقة عذاباً لقوله (( مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ )) مع أن سليمان عليه الصلاة والسلام لم يجعلهم يعملون له ما يشاء عقوبة لهم ولكنه تكليف وبهذا نعرف أن العذاب قد يطلق على ما ليس بعقوبة كما في قوله صلى الله عليه وسلم ( إن السفر قطعة من العذاب ) .
2 - فوائد قول الله تعالى : (( فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور ))
وقوله تعالى (( لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ )) إلى آخره فيها دليل على استعمال التأكيد في الأمور الهامة وإن لم يكن المخاطب منكراً أو متردداً تؤخذ من تأكيد هذه القصة في قوله (( لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ )) لأن التأكيد كما نعلم إنما يجب في مخاطبة الممكن ويحسن في مخاطبة المتردد ويكون على خلاف البلاغة فيما عدا ذلك هذا هو المعروف عند علماء البلاغة ولكن بتأمل ما ورد في القرآن الكريم نجد أن الأمور الهامة وإن خوطب بها من لا ينكرها أو يتردد فيها نجد أن الله تعالى يؤكدها كما في هذه القصة وغيرها .
ومن فوائد الآية الكريمة : هذه الآية العظيمة الدالة على قدرة وحكمته وهي قصتهم على سبيل العموم أنهم منعمون في ديارهم وبساتينهم وقصورهم وغير ذلك فلما أعرضوا انقلبت الحال ففيها عبرة فيها آية من وجوه كثيرة آية دالة على قدرة الله آية يعني عبرة لمن عصى الله عز وجل عبرة لمن أطاع الله أية على حكمة الله فبالتأمل لهذه الآية تجد فيها أصنافاً وأنواعاً من الآيات طيب الآن شرحنا هذه الآيات قلنا آية دالة على قدرة الله حيث خلق لهم هذه البساتين العظيمة ثم أبدلها بأخرى لا تساويها بشيء دالة على إيش ؟ على حكمته عز وجل حيث أعطاهم ذلك الخير حين كانوا مقبلين على الله وسلبهم إياه حين أعرضوا واستكبروا عن طاعته ، آية للمعتبرين من أهل المعاصي فإن فيها تحذيراً لهم من أن تزول نعمة الله عليهم بسبب معاصيهم ، آية للطائعين حيث يعتبرون بها بأنهم ما داموا على طاعة الله فإن نعمة الله تدور عليهم هذه أربعة أوجه من كونها آية .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن هذه الجنات تؤتي أكلها على وجه واسع لقوله ((كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ )) .
ومن فوائدها : وجوب الشكر لله سبحانه وتعالى لقوله (( وَاشْكُرُوا لَهُ )) والشكر واجب عقلاً كما هو واجب شرعاً أما وجوبه الشرعي فالآيات في الأمر به كثيرة وأما وجوبه العقلي فلأن العقل الصريح يقتضي أن كل من أحسن إليك فإنك تشكره على ذلك ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله يعني كل أحد يرى أنه من الخطأ يسدي إليك إنسان ما يسدى من الخير ثم تتنكر له ولا تقوم بشكره كل يعرف أن هذا خطأ وأن الواجب أن تشكر .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن بلاد الله تنقسم إلى طيب وخبيث لقوله (( بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ )) وما نوع الطيب في هذه البلدة هل هو طيب الأرض أو طيب الهوى أو طيب الثمار ؟ الجواب يعم كل ذلك قال الله تعالى (( وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ ))[الأعراف:58].
ومن فوائد الآية الكريمة : إثبات ربوبية الله عز وجل ومغفرته في قوله (( وَرَبٌّ غَفُورٌ )) طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة : هذه الآية العظيمة الدالة على قدرة وحكمته وهي قصتهم على سبيل العموم أنهم منعمون في ديارهم وبساتينهم وقصورهم وغير ذلك فلما أعرضوا انقلبت الحال ففيها عبرة فيها آية من وجوه كثيرة آية دالة على قدرة الله آية يعني عبرة لمن عصى الله عز وجل عبرة لمن أطاع الله أية على حكمة الله فبالتأمل لهذه الآية تجد فيها أصنافاً وأنواعاً من الآيات طيب الآن شرحنا هذه الآيات قلنا آية دالة على قدرة الله حيث خلق لهم هذه البساتين العظيمة ثم أبدلها بأخرى لا تساويها بشيء دالة على إيش ؟ على حكمته عز وجل حيث أعطاهم ذلك الخير حين كانوا مقبلين على الله وسلبهم إياه حين أعرضوا واستكبروا عن طاعته ، آية للمعتبرين من أهل المعاصي فإن فيها تحذيراً لهم من أن تزول نعمة الله عليهم بسبب معاصيهم ، آية للطائعين حيث يعتبرون بها بأنهم ما داموا على طاعة الله فإن نعمة الله تدور عليهم هذه أربعة أوجه من كونها آية .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن هذه الجنات تؤتي أكلها على وجه واسع لقوله ((كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ )) .
ومن فوائدها : وجوب الشكر لله سبحانه وتعالى لقوله (( وَاشْكُرُوا لَهُ )) والشكر واجب عقلاً كما هو واجب شرعاً أما وجوبه الشرعي فالآيات في الأمر به كثيرة وأما وجوبه العقلي فلأن العقل الصريح يقتضي أن كل من أحسن إليك فإنك تشكره على ذلك ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله يعني كل أحد يرى أنه من الخطأ يسدي إليك إنسان ما يسدى من الخير ثم تتنكر له ولا تقوم بشكره كل يعرف أن هذا خطأ وأن الواجب أن تشكر .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن بلاد الله تنقسم إلى طيب وخبيث لقوله (( بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ )) وما نوع الطيب في هذه البلدة هل هو طيب الأرض أو طيب الهوى أو طيب الثمار ؟ الجواب يعم كل ذلك قال الله تعالى (( وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ ))[الأعراف:58].
ومن فوائد الآية الكريمة : إثبات ربوبية الله عز وجل ومغفرته في قوله (( وَرَبٌّ غَفُورٌ )) طيب .
3 - فوائد قول الله تعالى : (( لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل ))
ثم قال الله عز وجل (( فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ )) إلى آخره.
من فوائد الآية الكريمة : بيان حال هؤلاء القوم أنهم بدلوا نعمة الله كفراً وكان الله عليهم أن أنعم الله عليهم بهذه النعم أن يشكروه ويقوموا بطاعة الله لكنهم أعرضوا .
ومن فوائد الآية الكريمة : عقوبة المعرضين بما تقتضيه حكمة الله وقد قال الله تعالى في آية أخرى (( فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِه ))[العنكبوت:40]فالعقوبات تكون من جنس العمل فهؤلاء لما بطروا نعمة الله وكفروا به سبب هذه الجنات أبدلوا بجنات سيئة بالنسبة لما نعموا به من قبل .
ومن فوائد الآية الكريمة أيضاً : إثبات الأسباب من أين تؤخذ ؟ (( فأعرضوا فأرسلنا )) فجعل الله تعالى سبب الإرسال إعراضهم .
ومن فوائدها : أن المعاصي سبب لزوال النعم لقوله (( فأعرضوا فأرسلنا )) بينما كانوا منعمين لما أعرضوا أرسل الله عليهم هذا السيل المدمر وهذا له شواهد في القرآن كثيرة منها قوله (( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ))[النحل:112]ومنها قوله تعالى (( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ))[الأعراف98:99].
ومن فوائد الآية الكريمة : أن المطر الذي هو نعمة ورحمة قد يكون نعمة وعذاباً لقوله هنا : (( سيل العرم )) فإن السيل في الأصل الذي هو : إجتماع المطر حتى يتدفق الأصل أنه خير كما قال تعالى (( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ ))[السجدة:27]وهذا خير ولا لا ؟ خير ولكن أحياناً يكون عذاباً .
ومن فوائدها : بيان ضلال أولئك القوم الذين إذا أصابتهم مثل هذه المصائب مثل الفيضانات وما أشبهها لم يتأثروا لذلك ويقولون هذا مقتضى الطبيعة فإن هذه الفيضانات التي تدمر إنما هي عقوبة من الله عز وجل عقوبة ليبتلي بها أولئك المعذبين ويرتدع بها من كان على شاكلتهم .
ومن فوائد الآية الكريمة : بيان قدرة الله عز وجل بإرسال هذه السيول الجارفة التي أغرقت ثمارهم وزروعهم ونبت بعد هذه الثمار والزروع نبت (( خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ )) ما هو السدر شيء من سدر قليل نعم فبدل تلك الجنات العظيمة صار هذا حل محلها .
ومن فوائد الآية الكريمة : الحكمة في أن الله عز وجل جعل بدل الجنتين جنتين أخريين لأن الطاعة نور وصلاح وفلاح فيناسبها الجزاء بالعطاء والمعصية ظلمة وفساد فناسبها أن يكون فيها هذا البدل السيئ بالنسبة لما قبله .
ثم قال تعالى (( ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ )) (( ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا )) في هذا دليل على أن الله عز وجل لا يجازي أحداً بعقوبة إلا بفعله لقوله : (( بما كفروا )) وفيها أيضاً إثبات الأسباب لأن الباء هنا للسببية .
وفيها الفرق بين يجزي ويجازي فهنا قال : (( هل نجازي إلا الكفور )) لكن نجزي في الثواب ونجازي في العقاب هكذا قال بعض العلماء فتقول للكافر : جازاك الله وتقول للمسلم : جزاك الله نعم ففي الخير نقول: جزى وفي الشر نقول : جازى ووجه ذلك أن الخير إعطاء محض وأما العقوبة فهي مجازاة ومكافأة ولهذا نقول : جازاه يصاغ الفعل على صيغة المفاعلة ، والمفاعلة تكون في الأصل من طرفين.
من فوائد الآية الكريمة : بيان حال هؤلاء القوم أنهم بدلوا نعمة الله كفراً وكان الله عليهم أن أنعم الله عليهم بهذه النعم أن يشكروه ويقوموا بطاعة الله لكنهم أعرضوا .
ومن فوائد الآية الكريمة : عقوبة المعرضين بما تقتضيه حكمة الله وقد قال الله تعالى في آية أخرى (( فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِه ))[العنكبوت:40]فالعقوبات تكون من جنس العمل فهؤلاء لما بطروا نعمة الله وكفروا به سبب هذه الجنات أبدلوا بجنات سيئة بالنسبة لما نعموا به من قبل .
ومن فوائد الآية الكريمة أيضاً : إثبات الأسباب من أين تؤخذ ؟ (( فأعرضوا فأرسلنا )) فجعل الله تعالى سبب الإرسال إعراضهم .
ومن فوائدها : أن المعاصي سبب لزوال النعم لقوله (( فأعرضوا فأرسلنا )) بينما كانوا منعمين لما أعرضوا أرسل الله عليهم هذا السيل المدمر وهذا له شواهد في القرآن كثيرة منها قوله (( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ))[النحل:112]ومنها قوله تعالى (( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ))[الأعراف98:99].
ومن فوائد الآية الكريمة : أن المطر الذي هو نعمة ورحمة قد يكون نعمة وعذاباً لقوله هنا : (( سيل العرم )) فإن السيل في الأصل الذي هو : إجتماع المطر حتى يتدفق الأصل أنه خير كما قال تعالى (( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ ))[السجدة:27]وهذا خير ولا لا ؟ خير ولكن أحياناً يكون عذاباً .
ومن فوائدها : بيان ضلال أولئك القوم الذين إذا أصابتهم مثل هذه المصائب مثل الفيضانات وما أشبهها لم يتأثروا لذلك ويقولون هذا مقتضى الطبيعة فإن هذه الفيضانات التي تدمر إنما هي عقوبة من الله عز وجل عقوبة ليبتلي بها أولئك المعذبين ويرتدع بها من كان على شاكلتهم .
ومن فوائد الآية الكريمة : بيان قدرة الله عز وجل بإرسال هذه السيول الجارفة التي أغرقت ثمارهم وزروعهم ونبت بعد هذه الثمار والزروع نبت (( خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ )) ما هو السدر شيء من سدر قليل نعم فبدل تلك الجنات العظيمة صار هذا حل محلها .
ومن فوائد الآية الكريمة : الحكمة في أن الله عز وجل جعل بدل الجنتين جنتين أخريين لأن الطاعة نور وصلاح وفلاح فيناسبها الجزاء بالعطاء والمعصية ظلمة وفساد فناسبها أن يكون فيها هذا البدل السيئ بالنسبة لما قبله .
ثم قال تعالى (( ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ )) (( ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا )) في هذا دليل على أن الله عز وجل لا يجازي أحداً بعقوبة إلا بفعله لقوله : (( بما كفروا )) وفيها أيضاً إثبات الأسباب لأن الباء هنا للسببية .
وفيها الفرق بين يجزي ويجازي فهنا قال : (( هل نجازي إلا الكفور )) لكن نجزي في الثواب ونجازي في العقاب هكذا قال بعض العلماء فتقول للكافر : جازاك الله وتقول للمسلم : جزاك الله نعم ففي الخير نقول: جزى وفي الشر نقول : جازى ووجه ذلك أن الخير إعطاء محض وأما العقوبة فهي مجازاة ومكافأة ولهذا نقول : جازاه يصاغ الفعل على صيغة المفاعلة ، والمفاعلة تكون في الأصل من طرفين.
4 - فوائد قول الله تعالى : (( فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور ))
نقرأ درس جديد يقول الله عز وجل (( وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا )) بالماء والشجر إلى آخره (( جعلنا بينهم )) كل الإضافات كل نسبة الفعل الآن إلى (( نا )) الدالة على العظمة نعم (( جعلنا بينهم )) الضمير يعود على سبأ (( وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا )) وهي البلدة سواء كانت كبيرة أو صغيرة وسميت قرية لأنها تجمع وما اشتهر عند الناس أن القرية هي المدن الصغار هذا اصطلاح عرفي وإلا فإن الله يقول في أم القرى (( وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ ))[محمد:13]فالقرية اسم للبلد سواء كان كثيراً أو قليلاً سمي بذلك لأنه يجمع الناس وقوله : (( القرى التي باركنا فيها )) ما هي القرى التي بارك الله فيها ؟ قيل : أنها قرى اليمن كصنعاء ونحوها وقيل : إنها قرى الشام نعم ولكل من القولين وجه لأن الله سبحانه وتعالى بارك في الشام وبارك في اليمن قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا ) ولهذا اختلف المفسرون هل المراد بالقرى التي بارك الله فيها قرى الشام أو المراد بالقرى التي بارك الله فيها قرى اليمن ؟ أيهما أعظم منة أن يكون المراد بها قرى الشام أو قرى اليمن ؟ قرى الشام لبعدها فهم يذهبون إلى الشام ويرجون منه فيقول : (( وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً )) قال المؤلف : " باركنا فيها بالماء والشجر " يعني والثمار وهي قرى الشام التي يسيرون إليها للتجارة (( قرى ظاهرة )) من اليمن إلى الشام (( ظاهرة )) يعني بينة يرى بعضها من بعض لأن القرية إذا كانت بعيدة عن الثانية ما صارت ظاهرة إذا خرجت من قرية إلى قرية وهي بعيدة منها هل تكون القرية الثانية ظاهرة لك ؟ لا تجد أحد يدلك لكن إذا كانت متواصلة متقاربة صارت إيش؟ ظاهرة بادية للعيان فهذه القرى متواصل بعضها ببعض من اليمن إلى الشام والذين قالوا : إن المراد قرى اليمن قال : لأنه لا يعلم أن هناك قرى متصلة من اليمن إلى الشام وقالوا : إن الواقع يدل على خلاف ذلك وأن المراد بالقرى قرى اليمن ، وعلى كل حال لكل واحد من قال له وجه ، قال: (( قرى ظاهرة )) متواصلة من اليمن إلى الشام (( وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ )) يعني جعلناه مقدراً بمراحل ينزلون من قرية إلى أخرى مرحلة إلى مرحلة ، تعالى يا إبراهيم هذا ما فيه أحد هذا أقرب لكم ، نعم يقول : (( قدرنا فيها السير )) " بحيث يقيلون في واحدة ويبيتون في أخرى إلى انتهاء سفرهم ولا يحتاجون فيه إلى حمل زاد وماء " هذا معنى تقدير السير، تقدير السير إنه يكون مقدر بمراحل حسب هذه القرى يقيلون في واحدة ويبيتون في أخرى ثم يقيلون في الثانية ويبيتون في الأخرى وهكذا أن تقدير السير على هذا الوجه لاشك أنه من نعمة الله على الناس فإن الخطوط التي ليس فيها مدن تكون في الغالب طرقاً مهلكة مخيفة لكن إذا كانت متواصلة صارت أيسر للسالك وأشد طمأنينة بل وأقرب للسير كأنك إذا مشيت من قرية إلى أخرى تحس إنك قطعت مرحلة مثل القرآن الكريم الآن لما جعل آيات وسوراً وأجزاء صار أسهل للقارئ ، الكتاب إذا كان مفصل بأبواب وفصول صار أيسر ، الطريق أيضاً الحسي طريق الأرض إذا كان فيه قرى متوالية صار أيسر من الطريق الطويل الذي يمل الإنسان ولا يرى أنه قطع مرحلة فيه ولهذا قال الله تعالى : (( وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ )) قال المؤلف : " قلنا سيروا " وعليه فتكون هذه الجملة في موضع نصب مقولاً لقول محذوف ، قلنا سيروا وهذا القول شرعي ولا قدري؟ قدري يعني أن الله تعالى قال لهم : سيروا في هذه الطرق (( فيها ليالي )) أي في هذه القرى (( لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ )) لا تخافون لا في ليل ولا في نهار وهذه من نعم الله أنهم يسيرون ليلاً ونهاراً آمنين لا يخافون من أحد ولا يخافون من تلف ولا من انقطاع ماء ولا فقد طعام
تفسير قول الله تعالى : (( وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين ))
ولكن ماذا صار ؟ ما صبروا على هذه النعمة والعياذ بالله ، (( فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا )) ما شكروا النعمة وكان عليهم أن يشكروا الله على هذه النعمة ويرتبطوا بها ولكنهم لم يصبروا عليها حتى سألوا الله أن يباعد بين أسفارهم فتكون الأسفار طويلة ما فيها قرى وهذا نظير قول أصحاب موسى له : (( لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ))[البقرة:61]بينما كانوا في الأول يأكلون رغداً من المن والسلوى لا تعب وطعام طيب لكن لم يصبروا عليه هؤلاء ما صبروا على هذا ، قوم سبأ ما صبروا على هذه النعمة التي هي من أحسن النعم في الأسفار
6 - تفسير قول الله تعالى : (( وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور )) .
قالوا : (( ربنا بعد بين أسفارنا )) وفي قراءة سبعية يعني (( باعد بين أسفارنا )) إلى الشام اجعلها مفاوز المفاوز جمع مفازة وهي الأراضي التي يخشى فيها من الهلاك وسميت مفازة من باب التفاؤل وإلا في الحقيقة ماهي مفازة بل هي هلاك ومهلكة لكن العرب تطلق الشيء على ضده تفاؤلاً كما قالوا في الكثير إنه : جبير فهذه أيضاً مثلها يقول المؤلف في تفسير (( باعد بين أسفارنا )) اجعلها مفاوز لماذا قال : " ليتطاولوا على الفقراء بركوب الرواحل وحمل الزاد والماء فبطروا النعمة " لما كانت القرى ظاهرة ومتقاربة ولا يحتاج فيها إلى حمل زاد ومزاد صار الأغنياء والفقراء فيها على حد سواء كل منعم في هذه الطرق فإذا تباعدت صار ذلك من حظ من ؟ الأغنياء فسألوا الله أن يباعد بين أسفارهم من أجل أن يتطاولوا على فقرائهم فهؤلاء الأغنياء يركبون الإبل ويحملون ما يشاءون من الزاد وأما الفقراء فلا يستطيعون ذلك هذا هو السبب في أنهم دعوا الله أن يباعد بين أسفارهم يقول : (( وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ )) بماذا ؟ إما بالكفر وإما بدعاء الله سبحانه وتعالى أن يباعد بين أسفارهم فلم يقبلوا نعمته لهذه الراحة (( فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ )) لمن بعدهم في ذلك (( وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ )) فرقناهم في البلاد كل التفريق (( إِنَّ فِي ذَلِكَ )) المذكور (( لَآيَاتٍ )) عبراً (( لِكُلِّ صَبَّارٍ )) عن المعاصي (( شَكُورٍ )) عن النعم (( جعلناهم أحاديث )) أحاديث جمع حديث وهو ما يتحدث الناس به يعني أنهم بعد أنهم كانوا موجودين صاروا خبراً من الأخبار.
اضيفت في - 2011-05-25