تفسير سورة سبأ-07a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تابع لتفسير قول الله تعالى : (( قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير ))
أن تنفعهم هذه الآلهة فهل تنفعهم ؟ لا يمكن أن تنفعهم وذلك لانتفاء أسباب النفع من عدة أوجه :
أولاً : لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض استقلالاً ، ولا يملكون ذلك مشاركة ، وليس لهم معونة يعينوا الله تعالى بها ، والظاهر ليس لهم شفاعة إلا بعد إذن الله فبين الله تعالى أن أسباب النفع في هذه الآلهة منتفية فقوله : (( لا يملكون )) الجملة استئنافية لبيان حال هؤلاء الآلهة ،(( لا يملكون مثقال ذرة )) وزن ذرة من خير أو شر (( في السماوات ولا في الأرض )) صح هذا ، لا يملكون مثقال ذرة لا في السماوات ولا في الأرض ، ويملكون دون المثقال ولا دون المثقال نعم لأن التقدير إذا قصد به المبالغة فلا مفهوم سواء كان في الكثرة أو في القلة فهنا (( لا يملكون مثقال ذرة )) يعني ولا دونه واضح طيب في الكثرة (( إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ ))[التوبة:80]ولو أكثر من سبعين ما يغفر الله لهم ولهذا قال في آية المنافقين : (( سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ))[المنافقون:6]فإذا جاء القيد للمبالغة قلة أو كثرة فليس له مفهوم ، إذاً لا يملكون مثقال ذرة ولا دونها في السماوات ولا في الأرض ولو كانوا يملكون ذلك لقلتم نتعلق بهم لعلهم يعطوننا مما يملكون صح ولا لا ؟ طيب هل لهم شرك في السماوات أو في الأرض ؟ لا ولو كان لهم شرك لقلتم لعلهم يعطوننا من نصيبهم ، ولهذا قال : (( وما لهم فيهما من شرك )) شركة (( من )) هذه زائدة لفظاً لا معنى وعلى هذا فـ(( شرك )) مبتدأ مؤخر وخبره الجار والمجرور المقدم (( وما لهم )) مالهم في السماوات ولا في الأرض ، (( وَمَا لَهُ )) تعالى (( مِنْهُمْ )) من الآلهة (( مِنْ ظَهِيرٍ )) (( وما لهم منهم من ظهير )) (( من ظهير )) أيضاً نقول في إعرابها كما قلنا (( من شرك )) أي (( من )) زائدة لفظاً لا معنى و(( ظهير )) مبتدأ مؤخر والظهير بمعنى المعين كما قال تعالى : (( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ))[الإسراء:88]إذاً ليس لهم مع الله معونة حتى يدلوا على الله بها ويقولون أعطنا عوض معونتنا لننفع من إيش؟ من يدعونا ، ما لهم مساعدة مع الله وما لهم منهم من ظهير معين
أولاً : لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض استقلالاً ، ولا يملكون ذلك مشاركة ، وليس لهم معونة يعينوا الله تعالى بها ، والظاهر ليس لهم شفاعة إلا بعد إذن الله فبين الله تعالى أن أسباب النفع في هذه الآلهة منتفية فقوله : (( لا يملكون )) الجملة استئنافية لبيان حال هؤلاء الآلهة ،(( لا يملكون مثقال ذرة )) وزن ذرة من خير أو شر (( في السماوات ولا في الأرض )) صح هذا ، لا يملكون مثقال ذرة لا في السماوات ولا في الأرض ، ويملكون دون المثقال ولا دون المثقال نعم لأن التقدير إذا قصد به المبالغة فلا مفهوم سواء كان في الكثرة أو في القلة فهنا (( لا يملكون مثقال ذرة )) يعني ولا دونه واضح طيب في الكثرة (( إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ ))[التوبة:80]ولو أكثر من سبعين ما يغفر الله لهم ولهذا قال في آية المنافقين : (( سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ))[المنافقون:6]فإذا جاء القيد للمبالغة قلة أو كثرة فليس له مفهوم ، إذاً لا يملكون مثقال ذرة ولا دونها في السماوات ولا في الأرض ولو كانوا يملكون ذلك لقلتم نتعلق بهم لعلهم يعطوننا مما يملكون صح ولا لا ؟ طيب هل لهم شرك في السماوات أو في الأرض ؟ لا ولو كان لهم شرك لقلتم لعلهم يعطوننا من نصيبهم ، ولهذا قال : (( وما لهم فيهما من شرك )) شركة (( من )) هذه زائدة لفظاً لا معنى وعلى هذا فـ(( شرك )) مبتدأ مؤخر وخبره الجار والمجرور المقدم (( وما لهم )) مالهم في السماوات ولا في الأرض ، (( وَمَا لَهُ )) تعالى (( مِنْهُمْ )) من الآلهة (( مِنْ ظَهِيرٍ )) (( وما لهم منهم من ظهير )) (( من ظهير )) أيضاً نقول في إعرابها كما قلنا (( من شرك )) أي (( من )) زائدة لفظاً لا معنى و(( ظهير )) مبتدأ مؤخر والظهير بمعنى المعين كما قال تعالى : (( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ))[الإسراء:88]إذاً ليس لهم مع الله معونة حتى يدلوا على الله بها ويقولون أعطنا عوض معونتنا لننفع من إيش؟ من يدعونا ، ما لهم مساعدة مع الله وما لهم منهم من ظهير معين
1 - تابع لتفسير قول الله تعالى : (( قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له ))
(( وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ )) تعالى رد لقولهم : إن آلهتهم تشفع عنده (( إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ )) بفتح الهمزة وضمها (( أُذن له فيها )) إذا قالوا : نعم آلهتنا لا تملك شيئاً في السماوات ولا في الأرض آلهتنا ليس لها مشاركة مع الله آلهتنا لم تعين الله لكنها تشفع كما قال : (( َيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ))[يونس:18]تشفع قطع الله هذه الوسيلة الأخيرة (( وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ )) إذاً هذه الآلهة ما تستطيع أن تشفع إلا بعد إذن الله وهل يمكن أن يأذن ؟ لا يمكن لأن الله سبحانه وتعالى يقول : (( وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى ))[النجم:26]ويقول عز وجل : (( وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى ))[الأنبياء:28]ومعلوم أنه سبحانه وتعالى لا يرضى عن الكافرين لا أن يشفعوا ولا أن يشفع فيهم ، فتبين أن جميع ما يتعلق به المشركون في شركهم مع الله كله باطل وكله ممتنع فإن الأسباب التي يمكن أن ينتفعوا بها واحد من أمور أربعة نعدها : الملك استقلالاً ، الملك مشاركة ، الإعانة ، الشفاعة وكل هذه الأربعة منتفية في عبادة هذه المدعوة من دون الله فانقطع جميع كل سبب يتشبث به المشركون وحينئذ فيجب أن تكون العبادة والدعاء لمن ؟ لله تعالى وحده لأنه هو الذي له ملك السماوات والأرض ، طيب ماهي الشفاعة ؟ الشفاعة عنده ، الشفاعة في اللغة : جعل الفرد شفعاً أو جعل الوتر شفعاً والشفيع هو الوتر فضموا واحدٍ إلى واحد وضم واحد إلى ثلاثة وهكذا ، لكنها في الاصطلاح : التوسط للغير في جلب منفعة أو دفع مضرة ، هذه الشفاعة أن تتوسط لغيرك إما بجلب منفعة له أو دفع مضرة ، فالشفاعة لأهل الجنة هي دخول الجنة في جلب منفعة ، والشفاعة فيمن استحق النار ألا يدخلها وفيمن دخلها يخرج هذه شفاعة لدفع الضرر فلا تخرج الشفاعة عن هذين الأمرين : إما لجلب النفع وإما لدفع الضرر طيب إنسان شفع لشخض في أن تعلم ثبته جلب منفعة ، شفع لشخص أن تدفع عنه غرامة هذه دفع مضرة ، وقوله : (( إلا من أَذن )) (( أو أُذن )) الإذن هنا الكوني ولا الشرعي ؟ الكوني يعني إلا لمن رخص الله له في أن يشفع وشرط الإذن أن يكون الله تعالى راضياً عن الشافع إيش؟ والمشفوع له فيأذن فيها سبحانه وتعالى كرامة للشافع وبياناً لفضله ورحمة بالمشفوع له وإحسانا إليه والله أعلم .
(( من دون الله )) الدعاء هنا ....
(( من دون الله )) الدعاء هنا ....
فوائد قول الله تعالى : (( ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين ))
يقول الله عز وجل (( وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ )) [سبأ:20]يستفاد من هذا أن إبليس يوصف بالصدق ويوصف بالكذب وماهو الوصف اللازم له ؟ الكذب قال الله تعالى (( وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ))[النساء:120]وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( صدقك وهو كذوب ) ولكن قد يصدق .
ومن فوائد الآية الكريمة : بيان حكمة الله عز وجل في تسليط الشيطان على بني آدم وهي أن يعلم من يؤمن بالآخرة فيعمل لها ممن لا يؤمن ، والذي يكون في شك فلا يعمل لقوله : (( وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ )) .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الإيمان حاجز عن اتباع الشيطان لقوله (( فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ )) ولهذا يمر بكم كثيراً ، كثيراً ما يمر بكم لا يؤمن أحدكم حتى يكون كذا وكذا ، من كان يؤمن بالله واليوم فليقل كذا وكذا أو فليفعل كذا كذا ، مما يدل على أن الإيمان حاجز عن اتباع الشيطان وموجب لاتباع هدي الرسل عليهم الصلاة والسلام طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الشيطان إمام لكل ضال لقوله : (( فاتبعوه )) فكل الضالين إمامهم الشيطان وهم متبعون له .
ومن فوائد الآية الكريمة : على إذا قلنا بأن (( من )) للتبعيض وأن المراد بالاتباع الاتباع المطلق من فوائدها : أن بعض المؤمنين قد يتبع الشيطان في بعض الأمور لأنه أمس أحياناً قلنا ربما يكون الاستثناء متصلاً وتكون (( من )) إذ أن بعض المؤمنين قد يتبعون الشيطان في بعض الأمور مثال ذلك : ( لا يأكل أحدكم بشماله ولا يشرب بشماله فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله ) إذا فعل أحد ذلك صار متبعاً للشيطان ولهاذ كان القول الراجح : تحريم الأكل بالشمال والشرب بالشمال وأنه ليس مكروها بل هو حرام والإنسان يكون عاصياً بذلك نعم إلا إذا كان أفنديناً تقدمياً حضارياً فإنه يأكل بالشمال ، لا الشوكة ما تخالف لكن الكلام على الشمال إذا أكلت باليمين كل بثلاث شوك ما يهم لكن إذا أكلت باليسار هذه هي المشكلة الذي يزعم فاعلوها أنهم تقدميون وحضاريون نعم ولكن ليس كل تقدم محموداً فإن الله يقول عن فرعون : (( يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ ))[هود:98]طيب إذاً على هذا القول الأخير : أن (( من )) للتبعيض يكون الاستثناء متصلاً ويكون لبعض المؤمنين شيء من اتباع الشيطان لا الاتباع الكامل .
ومن فوائد الآية الكريمة : بيان حكمة الله عز وجل في تسليط الشيطان على بني آدم وهي أن يعلم من يؤمن بالآخرة فيعمل لها ممن لا يؤمن ، والذي يكون في شك فلا يعمل لقوله : (( وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ )) .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الإيمان حاجز عن اتباع الشيطان لقوله (( فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ )) ولهذا يمر بكم كثيراً ، كثيراً ما يمر بكم لا يؤمن أحدكم حتى يكون كذا وكذا ، من كان يؤمن بالله واليوم فليقل كذا وكذا أو فليفعل كذا كذا ، مما يدل على أن الإيمان حاجز عن اتباع الشيطان وموجب لاتباع هدي الرسل عليهم الصلاة والسلام طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الشيطان إمام لكل ضال لقوله : (( فاتبعوه )) فكل الضالين إمامهم الشيطان وهم متبعون له .
ومن فوائد الآية الكريمة : على إذا قلنا بأن (( من )) للتبعيض وأن المراد بالاتباع الاتباع المطلق من فوائدها : أن بعض المؤمنين قد يتبع الشيطان في بعض الأمور لأنه أمس أحياناً قلنا ربما يكون الاستثناء متصلاً وتكون (( من )) إذ أن بعض المؤمنين قد يتبعون الشيطان في بعض الأمور مثال ذلك : ( لا يأكل أحدكم بشماله ولا يشرب بشماله فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله ) إذا فعل أحد ذلك صار متبعاً للشيطان ولهاذ كان القول الراجح : تحريم الأكل بالشمال والشرب بالشمال وأنه ليس مكروها بل هو حرام والإنسان يكون عاصياً بذلك نعم إلا إذا كان أفنديناً تقدمياً حضارياً فإنه يأكل بالشمال ، لا الشوكة ما تخالف لكن الكلام على الشمال إذا أكلت باليمين كل بثلاث شوك ما يهم لكن إذا أكلت باليسار هذه هي المشكلة الذي يزعم فاعلوها أنهم تقدميون وحضاريون نعم ولكن ليس كل تقدم محموداً فإن الله يقول عن فرعون : (( يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ ))[هود:98]طيب إذاً على هذا القول الأخير : أن (( من )) للتبعيض يكون الاستثناء متصلاً ويكون لبعض المؤمنين شيء من اتباع الشيطان لا الاتباع الكامل .
فوائد قول الله تعالى : (( وما كان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك وربك على كل شيء حفيظ ))
ومن فوائد الآية الكريمة : إثبات علم الله لقوله : (( إلا لنعلم )) وتعلق علم الله تعالى بالموجودات سبق لنا أمس أنه ينقسم إلى قسمين : تعلق بها قبل الوجود ، وتعلق بها بعد الوجود فالتعلق بها بعد الوجود يكون علمه بها علم أمر واقع ، والأول يكون تعلق علمه بها أنه علم بما سيقع وبهذا يزول الإشكال في مثل هذه الآية حيث إن ظاهرها يفيد تجدد علم الله سبحانه وتعالى لأن نعلم أن الله سبحانه وتعالى محيط بكل شيء علماً أزلاً وأبداً ومن ظن أن الله لا يعلم الشيء إلا بعد وجوده فقد كفر نعم .
ومن فوائد الآية الكريمة : إثبات الآخرة ووجوب الإيمان بها تؤخذ ، أنا بشوف الأخ هذا الظاهر مسترح ، منين تؤخذ ؟
الطالب : .....
الشيخ : أي وإيش أنت تفكر فيه ؟ طيب إذاًَ فيه إثبات الآخرة ووجوب الإيمان بها نعم .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الشك فيما يجب فيه اليقين كفر لقوله : (( ممن هو منها في شك )) ولم يقل ممن هو منكر لها لأنه قد تقول ظاهر الحال إنه لما قال يؤمن كان يقول : اللي قبله يكفر بالآخرة لكن قال : (( ممن هو منها في شك )) لنستفيد منها فائدة وهو أن ما يطلب فيه اليقين يكون الشك فيه كالإنكار كفراً نعم .
ومن فوائد الآية الكريمة : عموم رعاية الله ومراقبته لكل شيء تؤخذ يا فهد منين ؟
الطالب :
الشيخ : (( وربك على كل شيء حفيظ )) صح .
ومن فوائدها : أن ربوبية الله عز وجل تنقسم إلى خاصة وعامة ، نعم والخاصة إلى أخص وإلى خاصة لقوله : (( وربك على كل شيء حفيظ )) فهذه ربوبية أخص من الخاصة فإن ربوببة الله عز وجل لخواص عباده كالأنبياء أخص من ربوبيته لعموم المؤمنين ، نعم وربوبيته للمؤمنين أخص من ربوبيته لعامة الناس شوف (( إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا ))[النمل:91] خاصة ولا عامة ؟
الطالب :
الشيخ : يا إخوان ، رب هذه البلدة خاصة كيف عامة (( رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا )) بعد إذٍ لما كانت الربوبية الخاصة هنا قد توهم اختصاص ربوبيته لهذه البلدة ، بعد هذا قال : (( وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ )) عامة ، طيب
ومن فوائد الآية الكريمة : إثبات الآخرة ووجوب الإيمان بها تؤخذ ، أنا بشوف الأخ هذا الظاهر مسترح ، منين تؤخذ ؟
الطالب : .....
الشيخ : أي وإيش أنت تفكر فيه ؟ طيب إذاًَ فيه إثبات الآخرة ووجوب الإيمان بها نعم .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الشك فيما يجب فيه اليقين كفر لقوله : (( ممن هو منها في شك )) ولم يقل ممن هو منكر لها لأنه قد تقول ظاهر الحال إنه لما قال يؤمن كان يقول : اللي قبله يكفر بالآخرة لكن قال : (( ممن هو منها في شك )) لنستفيد منها فائدة وهو أن ما يطلب فيه اليقين يكون الشك فيه كالإنكار كفراً نعم .
ومن فوائد الآية الكريمة : عموم رعاية الله ومراقبته لكل شيء تؤخذ يا فهد منين ؟
الطالب :
الشيخ : (( وربك على كل شيء حفيظ )) صح .
ومن فوائدها : أن ربوبية الله عز وجل تنقسم إلى خاصة وعامة ، نعم والخاصة إلى أخص وإلى خاصة لقوله : (( وربك على كل شيء حفيظ )) فهذه ربوبية أخص من الخاصة فإن ربوببة الله عز وجل لخواص عباده كالأنبياء أخص من ربوبيته لعموم المؤمنين ، نعم وربوبيته للمؤمنين أخص من ربوبيته لعامة الناس شوف (( إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا ))[النمل:91] خاصة ولا عامة ؟
الطالب :
الشيخ : يا إخوان ، رب هذه البلدة خاصة كيف عامة (( رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا )) بعد إذٍ لما كانت الربوبية الخاصة هنا قد توهم اختصاص ربوبيته لهذه البلدة ، بعد هذا قال : (( وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ )) عامة ، طيب
4 - فوائد قول الله تعالى : (( وما كان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك وربك على كل شيء حفيظ )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير ))
ثم قال الله عز وجل (( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ )) في هذا دليل على أنه ينبغي في المناظرة التحدي للمناظر فيما يعلم أنه لن يكون لقوله : (( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ )) فيجب على كل دعاة حق أن يتحدوا هؤلاء المبطلين بأن يبرزوا لباطلهم شيئاً من النفي وهذا كما أنه في الشرك يكون أيضاً فيما دونه فإنه ينبغي أن يكون الداعي إلى الله عز وجل على علم بالأمور حتى يستطيع الجدل فيها لأن من لم يكن على علم فيها فإنه سيقف حيران ولا يتمكن من مقابلة الخصم نعم .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن هذه الأصنام المدعوة من دون الله لا تملك شيئاً لنفسها فلا تملك شيئاً لغيرها ليس لها ملك ولا شرك في الملك ولا معاونة على تصرف ولا شفاعة ، والأمر في هذا واضح (( لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ )) أي ما لله (( مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ * ))
ومن فوائد الآية الكريمة : أن هذه الأصنام المدعوة من دون الله لا تملك شيئاً لنفسها فلا تملك شيئاً لغيرها ليس لها ملك ولا شرك في الملك ولا معاونة على تصرف ولا شفاعة ، والأمر في هذا واضح (( لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ )) أي ما لله (( مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ * ))
5 - فوائد قول الله تعالى : (( قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له ))
(( * وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ )) .
ومن فوائد الآية الكريمة : إثبات الشفاعة بإذن الله لقوله : (( وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ )) ولو كانت الشفاعة لا تنفع مطلقاً ما صح الاستثناء ولو كانت تنفع مطلقاً ما صح النفي ، انتبه لو كانت الشفاعة مطلقاً تنفع أذن الله فيها أم لم يأذن ما صح النفي ، ولو كانت تنفع مطلقاً ما صح الاستثناء ، إذاً فهي تنفع بإذن الله .
ومن فوائد الآية الكريمة : إثبات الشفاعة بإذن الله لقوله : (( وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ )) ولو كانت الشفاعة لا تنفع مطلقاً ما صح الاستثناء ولو كانت تنفع مطلقاً ما صح النفي ، انتبه لو كانت الشفاعة مطلقاً تنفع أذن الله فيها أم لم يأذن ما صح النفي ، ولو كانت تنفع مطلقاً ما صح الاستثناء ، إذاً فهي تنفع بإذن الله .
تتمة تفسير قول الله تعالى : (( ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له ))
طيب الشفاعة إن هذا مبتدأ درس اليوم (( وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ )) أي عند الله (( إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ )) وهنا (( لا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ )) لكمال سلطانه فالنفي هنا متضمن لإثبات وهو كمال السلطان لأن من كمال السلطان ألا يتكلم أحد عند الملك المشفوع إليه أبداً إلا بإذنه ولهذا تجد الإنسان إذا كان ذا هيبة عند الناس وكان في مجلس تجد الناس لا يتكلمون هيبة له وتجد السلطان إذا كان ذا هيبة ما أحد يقدر يتكلم في مكان جلوسه ولا مع أخيه سراً لأنه يهابونه فلكمال سلطان الله عز وجل لا يستطيع أحد يشفع إلا بإذنه حتى أخص عباده به وهم الأنبياء وأخصهم محمد صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يشفع إلا إذا أذن الله حتى في مقام الرحمة يوم القيامة فإن الله تعالى يجعل مائة رحمة يرحم بها الخلق ، في مقام الرحمة وعند شدة الهم والغم المقتضي لرحمة الله ما يمكن يشفع الرسول صلى الله عليه وسلم إلا بإذن الله أبداً واضح يا جماعة لماذا ؟ لكمال سلطان الله عز وجل إذا كانت الشفاعة لا تنفع إلا بإذن الله ، فهل هذه الأصنام المكروهة عند الله المنحطة عنده قدراً هل يمكن أن تشفع لعابديهاً ؟ أبداً حتى عيسى عليه الصلاة والسلام لا يمكن أن يشفع لعابديه ولهذا يقول يوم القيامة : (( مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ))[المائدة:117]ولا يمكن أن يشفع لهم (( وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ )) وقد سبق في الدرس الماضي أن الله لا يأذن إلا إذا كان الشافع والمشفوع له من أهل الشفاعة قال الله تعالى : (( وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى ))[النجم:26]وقال عز وجل : (( وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى ))[الأنبياء:28]ولهذا قال العلماء : " إن شروط الشفاعة ثلاثة " : رضا الله عن الشافع ورضاه عن المشفوع له والثالث : إذنه بالشفاعة نعم ،
تفسير قول الله تعالى : (( حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم ))
قال الله تعالى : (( حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ )) (( حتى )) هنا ابتدائية وليست غائية لأن حتى تأتي للغاية وتأتي للابتداء وتأتي للتعليل ولها معاني متعددة من أحب الوقوف عليها فليرجع إلى كتاب المغني أعني المغني اللبيب لابن هشام رحمه الله فإنه مفيد لطالب العلم يقول : (( حَتَّى إِذَا فُزِّعَ )) فيها قراءتان (( فُزِّع )) _ و (( فَزَّع )) كما قال المؤلف : " بالبناء للفاعل والمفعول (( عن قلوبهم )) أي قلوب الخلق أو عن قلوب الملائكة فيها قولان لأهل العلم وسيأتي إن شاء الله بيانهم (( فزع عن قلوبهم )) قال : " كشف عنها الفزع بالإذن فيها " (( فَزَّع )) و (( فُزِع )) بمعنى أزال الفزع ، وليس فزَّع بمعنى ألحق الفزع بل بمعنى أزاله وهو فعل يراد به السلب لأن هناك أفعالاً يراد بها سلب المعنى يعني ضد هذا المعنى قال : " ومن قولهم قرض البعير " إيش معنى قرض ؟ أزال منهم القراض نعم ....والله تعرفون البعير والقراض اللي فيها ، معروف والقراض معروف ، البعير تعرفها ، القراض هذا شيء يكون في جلد البعير دابة حشرة صغيرة نعم ترظ البعير وتشرب الدم منها اسمه جراد لا ، لا مثل القمل في الإنسان هو قمل الإبل .
الطالب : يمسك ......
الشيخ : أي نعم هو إذا مسك الجلد ما عاد يطلقه أبداً إلا كنت تمسكه وتجره جر ، على كل حال إن شاء الله ربما نطلع على البر ونشوف بالعين فيها قراض ونريك إياه ، طيب المهم أن قرض بعير ما هو معناه وضع القراض فيها ، معناه أزاله عنها (( ففُزٍّع عن قلوبهم )) أو (( فَزَّع عن قلوبهم )) يعني أزال الفزع ، (( عن قلوبهم )) قال المؤلف : " بالإذن فيها " أي في الشفاعة وعلى هذا فيكون الضمير هنا عائداً على المشفوع له يعني لحق المشفوع له من الهم والكرب والغم ما لحقه وكذلك الخوف والفزع فأذن الله في الشفاعة زال الفزع عن القلوب لأنه قرب الفرج قال : (( حتى إذا فزع عن قلوبهم )) " بالإذن فيها " (( قَالُوا )) بعضهم لبعض استبشاراً (( قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ )) أي في الشفاعة (( قَالُوا )) القول الحق أي قد أذن فيها (( وَهُوَ الْعَلِيُّ )) فوق خلقه بالقهر (( الْكَبِيرُ )) العظيم ، انتبه ، أفادنا المؤلف رحمه الله أن الضمير في (( بهم )) يعود على من المشفوع له فإن المشفوع قبل الشفاعة يلحقه الفزع والخوف من ذنوبه أو من غير ذلك فإذا أذن في الشفاعة زال الفزع وقالوا : ماذا قال الله يقول ذلك : فيقول بعضهم لبعض (( قالوا الحق )) أي قالوا قول الحق ، (( الحق )) بمعنى الثابت الموافق لمحله وقد سبق لنا أن الحق في الأخبار هو الصدق والحق في الأحكام هو العدل كما قال الله تعالى : (( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ))[الأنعام:115]طيب هذا ما ذهب إليه المؤلف على أن الضمير في قلوبهم يعود إلى المشفوع له وأن التفزيع بمعنى إزالة الفزع وهو الخوف بالإذن من الشفاعة نعم والسياق لا يأباه لكن قد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام أن المراد به غير ذلك وأن المراد به الملائكة الذين هم عند الله ، إذا تكلم الله بالوحي صعقوا فإذا صعقوا فُزِّع عن قلوبهم يعني إزيل الفزع عنها ثم صاروا يتساءلون ماذا قال الله فيقال : " قال الحق وهو العلي الكبير " وإذا جاءت السنة بتفسير القرآن كانت أولى على أننا سبق أن قلنا إن القرآن إذا دل على عدة معاني لا تتناقض حمل على جميع المعاني لأنه أوسع وأعظم مما يصل إليه فكر الإنسان ، فقد يصل فكري إلى شيء ويصل الفكر الآخر إلى شيء آخر وفكر الثالث إلى شيء ثالث والآية كلها تحتمل هذه المعاني فتحمل عليها ، أما إذا كان لا يحتمل إلا معنى فإنه يجب أن يحمل على ما قام الدليل عليه وقال بعض أهل العلم : حتى إذا فزع عن قلوبهم عند الموت " ما هو ليس يوم القيامة عند الشفاعة ولكن إذا فزع عن قلوبهم عند الموت لكن هذا ضعيف وإن كان قد يرد فيفزع عن القلب عند الموت ويعترف بالحق فإن فرعون حين غرق ماذا قال : (( حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ))[يونس:90]وقال الله سبحانه وتعالى : (( فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ ))[غافر:84]لكن هذا المعنى ضعيف فالآية دائرة بين ما قاله المؤلف وما ثبت به الحديث الصحيح وهي دالة قطعاً على ما جاء به الحديث الصحيح وما ذكره المؤلف فهو محتمل ولا تأباه الآية
الطالب : يمسك ......
الشيخ : أي نعم هو إذا مسك الجلد ما عاد يطلقه أبداً إلا كنت تمسكه وتجره جر ، على كل حال إن شاء الله ربما نطلع على البر ونشوف بالعين فيها قراض ونريك إياه ، طيب المهم أن قرض بعير ما هو معناه وضع القراض فيها ، معناه أزاله عنها (( ففُزٍّع عن قلوبهم )) أو (( فَزَّع عن قلوبهم )) يعني أزال الفزع ، (( عن قلوبهم )) قال المؤلف : " بالإذن فيها " أي في الشفاعة وعلى هذا فيكون الضمير هنا عائداً على المشفوع له يعني لحق المشفوع له من الهم والكرب والغم ما لحقه وكذلك الخوف والفزع فأذن الله في الشفاعة زال الفزع عن القلوب لأنه قرب الفرج قال : (( حتى إذا فزع عن قلوبهم )) " بالإذن فيها " (( قَالُوا )) بعضهم لبعض استبشاراً (( قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ )) أي في الشفاعة (( قَالُوا )) القول الحق أي قد أذن فيها (( وَهُوَ الْعَلِيُّ )) فوق خلقه بالقهر (( الْكَبِيرُ )) العظيم ، انتبه ، أفادنا المؤلف رحمه الله أن الضمير في (( بهم )) يعود على من المشفوع له فإن المشفوع قبل الشفاعة يلحقه الفزع والخوف من ذنوبه أو من غير ذلك فإذا أذن في الشفاعة زال الفزع وقالوا : ماذا قال الله يقول ذلك : فيقول بعضهم لبعض (( قالوا الحق )) أي قالوا قول الحق ، (( الحق )) بمعنى الثابت الموافق لمحله وقد سبق لنا أن الحق في الأخبار هو الصدق والحق في الأحكام هو العدل كما قال الله تعالى : (( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ))[الأنعام:115]طيب هذا ما ذهب إليه المؤلف على أن الضمير في قلوبهم يعود إلى المشفوع له وأن التفزيع بمعنى إزالة الفزع وهو الخوف بالإذن من الشفاعة نعم والسياق لا يأباه لكن قد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام أن المراد به غير ذلك وأن المراد به الملائكة الذين هم عند الله ، إذا تكلم الله بالوحي صعقوا فإذا صعقوا فُزِّع عن قلوبهم يعني إزيل الفزع عنها ثم صاروا يتساءلون ماذا قال الله فيقال : " قال الحق وهو العلي الكبير " وإذا جاءت السنة بتفسير القرآن كانت أولى على أننا سبق أن قلنا إن القرآن إذا دل على عدة معاني لا تتناقض حمل على جميع المعاني لأنه أوسع وأعظم مما يصل إليه فكر الإنسان ، فقد يصل فكري إلى شيء ويصل الفكر الآخر إلى شيء آخر وفكر الثالث إلى شيء ثالث والآية كلها تحتمل هذه المعاني فتحمل عليها ، أما إذا كان لا يحتمل إلا معنى فإنه يجب أن يحمل على ما قام الدليل عليه وقال بعض أهل العلم : حتى إذا فزع عن قلوبهم عند الموت " ما هو ليس يوم القيامة عند الشفاعة ولكن إذا فزع عن قلوبهم عند الموت لكن هذا ضعيف وإن كان قد يرد فيفزع عن القلب عند الموت ويعترف بالحق فإن فرعون حين غرق ماذا قال : (( حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ))[يونس:90]وقال الله سبحانه وتعالى : (( فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ ))[غافر:84]لكن هذا المعنى ضعيف فالآية دائرة بين ما قاله المؤلف وما ثبت به الحديث الصحيح وهي دالة قطعاً على ما جاء به الحديث الصحيح وما ذكره المؤلف فهو محتمل ولا تأباه الآية
تفسير قول الله تعالى : (( قالوا الحق وهو العلي الكبير ))
وقوله تعالى : (( قالوا الحق )) (( الحق )) ما إعرابهاً ؟ إيش؟ صفة لمصدر محذوف أي قالوا القول الحق نعم قالوا القول الحق ، ولا يصح أن تكون مفعول لقال لأن القول لا ينصب إلا جملة أو ما بمعنى الجملة ، القول لا ينصب إلا جملة أو بمعناها ، إلا جملة كقوله تعالى : (( قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ )) أين مقول القول ؟ (( إني عبد الله )) جملة ، أو بمعنى الجملة كقولك : قلت .
اضيفت في - 2011-05-25