تفسير سورة سبأ-07b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تابع لتفسير قول الله تعالى : (( قالوا الحق وهو العلي الكبير ))
قلت كلمة هذه بمعنى الجملة لأن الكلمة والقصيد والشعر لا يكون إلا جملة ، طيب فإن قلت ما تقول في قوله تعالى (( وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا ))[النحل:30]نقول : هذه ليست مفعولاً لقال لكنها مفعول لفعل محذوف وإيش التقدير ؟
الطالب : ......
الشيخ : لا ، أنزل خيراً (( وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا )) طيب يقول المؤلف رحمه الله : (( وهو العلي )) فوق خلقه بالقهر هذا فيه إما تقصير وإما قصور لأن علو الله عز وجل ليس بالقهر بل علوه ثلاثة أقسام : علو القهر ، وعلو القدر ، وعلو الذات ، لكن المؤلف عفا الله عنا وعنه كأنه لا يرى علو الذات والمنكرون لعلو ذات الله سبحانه وتعالى ينقسمون إلى قسمين : حلولية ومعطلة محض تعطيلاً محضاً .
فالحلولية يقولون :" إنه يجب عليك أن تؤمن بأن الله في كل مكان بذاته وتنكر علوه في كل مكان بذاته نعم إن كنت في المسجد أو كنت في السوق أو كنت في البر أو كنت في البحر نعم فالله سبحانه وتعالى بذاته في ذلك المكان وإن كنت في الحش فهو في الحش " الحش ماهو ؟ مكان التخلي يعني والعياذ بالله ما نزهوا الله عن الأنتان والأقذار نسأل الله العافية ولاشك أن هذا كفر محض ولا يشك أحد في كفر من اعتقد هذه العقيدة .
الطائفة الثانية المنكرة للعلو يقولون : " إنه لا يجوز لنا أن نقول إن الله فوق العالم ولا تحته ولا يمين ولا شمال ولا أمام ولا خلف ولا متصل ولا منفصل " وهذا إيش؟ هذا تعطيل محض يعني لو قيل لك صف لنا المعدوم ما وجدته أشد إحاطة بالمعدوم من هذا الوصف الذي ليس فوق العالم ولا تحته ولا يمين ولا شمال ولا خلف ولا أمام ولا متصل ولا منفصل ، هذا ليس بموجود قطعاً ، أما الرسل وأتباعهم فيؤمنون بأن الله عز وجل بذاته فوق كل شيء وهذا هو الذي دل عليه العقل والفطرة والإجماع والكتاب والسنة ولنستعرض لهذا الأمر وإن كان الحمد لله الأمر ظاهر لكن الكتاب دل على أن الله بذاته فوق عرشه من وجوه متنوعة فتارة بذكر العلو مثل : (( وهو العلي العظيم )) وتارة بذكر الفوقية (( وهو القاهر فوق عباده )) وتارة بذكر صعود الأشياء إليه مثل : (( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ ))[فاطر:10]وتارة بذكر نزول الأشياء منه (( يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ))[السجدة:5]فقد تنوعت الأدلة من كتاب الله على علو الله سبحانه وتعالى وأما السنة فكذلك دلت السنة على علو الله بذاته من قول الرسول صلى الله عليه وسلم من قوله وفعله وإقراره ، فقال عليه الصلاة والسلام : ( ربنا الله الذي في السماء ) وقال : ( ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء ) وأما فعله فإنه في يوم عرفة وهو يخطب الناس عندما خطب تلك الخطبة العظيمة قال لهم : ( ألا هل بلغت ) قالوا : نعم قال : ( اللهم اشهد ) يرفع أصبعه إلى السماء وينكته إلى السماء ( اللهم اشهد ) هذا إيش ؟ سنة فعلية لإشارته عليه الصلاة والسلام حين ذكر الله ، وأما الإقرارية فإنه أتي إليه بجارية فسألها فقال : ( أين الله ) قالت : " في السماء " قال : ( أعتقها فإنها مؤمنة ) هكذا قال ويعتبر هذا إيش؟ إقراراً فقد تنوعت السنة بالدلالة أو في الدلالة على علو الله تعالى بذاته وأما الإجماع فقد أجمع السلف من الصحابة والتابعين وأئمة الأمة على أن الله تعالى في السماء بذاته ولم يقل أحد منهم بحرف واحد إن الله ليس في السماء أو إن الله في كل مكان بذاته أبداً ، وأما العقل فاسأل عقلك هل الكمال في علو الذات أو في نفي العلو عنه ؟ الأول بلا شك علو الذات تدل على الكمال بل هي الكمال فإذا كان العلو هو الكمال فإن من المعلوم عقلاً أن الرب متصف بماذا ؟ بالكمال وحينئذ يثبت له العلو عقلاً أما الفطرة فاسأل فطرتك عندما تسأل الله شيئاً ، افرض إنك ما درست ولا حضرت في المساجد ولا شيء إذا سألت الله عز وجل شيئاً أين ينصرف قلبك ؟ إلى الأعلى ولهذا كان أبو المعالي الجويني كان يقرر فيقول : " كان الله ولم يكن شيءٌ قبله وكان عرشه على الماء " يريد بذلك أن ينكر استواء الله على العرش الذي من لازمه الإقرار بالعلو فقال له أبوا العلاء الهمداني رحمه الله : " دعنا من ذكر العرش وأخبرنا عن هذه الضرورة التي نجدها في نفوسنا ما قال عارف قط إلا وجد من قلبه ضرورة بطلب العلو " صح فلطم الجويني لطم على رأسه وصرخ وقال : " حيرني الهمداني " ليش ؟ لأن الدليل الفطري لا يمكن النزاع فيه ، الدليل الفطري لو نازعك منازع قلت هذا مجنون
الطالب : ......
الشيخ : لا ، أنزل خيراً (( وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا )) طيب يقول المؤلف رحمه الله : (( وهو العلي )) فوق خلقه بالقهر هذا فيه إما تقصير وإما قصور لأن علو الله عز وجل ليس بالقهر بل علوه ثلاثة أقسام : علو القهر ، وعلو القدر ، وعلو الذات ، لكن المؤلف عفا الله عنا وعنه كأنه لا يرى علو الذات والمنكرون لعلو ذات الله سبحانه وتعالى ينقسمون إلى قسمين : حلولية ومعطلة محض تعطيلاً محضاً .
فالحلولية يقولون :" إنه يجب عليك أن تؤمن بأن الله في كل مكان بذاته وتنكر علوه في كل مكان بذاته نعم إن كنت في المسجد أو كنت في السوق أو كنت في البر أو كنت في البحر نعم فالله سبحانه وتعالى بذاته في ذلك المكان وإن كنت في الحش فهو في الحش " الحش ماهو ؟ مكان التخلي يعني والعياذ بالله ما نزهوا الله عن الأنتان والأقذار نسأل الله العافية ولاشك أن هذا كفر محض ولا يشك أحد في كفر من اعتقد هذه العقيدة .
الطائفة الثانية المنكرة للعلو يقولون : " إنه لا يجوز لنا أن نقول إن الله فوق العالم ولا تحته ولا يمين ولا شمال ولا أمام ولا خلف ولا متصل ولا منفصل " وهذا إيش؟ هذا تعطيل محض يعني لو قيل لك صف لنا المعدوم ما وجدته أشد إحاطة بالمعدوم من هذا الوصف الذي ليس فوق العالم ولا تحته ولا يمين ولا شمال ولا خلف ولا أمام ولا متصل ولا منفصل ، هذا ليس بموجود قطعاً ، أما الرسل وأتباعهم فيؤمنون بأن الله عز وجل بذاته فوق كل شيء وهذا هو الذي دل عليه العقل والفطرة والإجماع والكتاب والسنة ولنستعرض لهذا الأمر وإن كان الحمد لله الأمر ظاهر لكن الكتاب دل على أن الله بذاته فوق عرشه من وجوه متنوعة فتارة بذكر العلو مثل : (( وهو العلي العظيم )) وتارة بذكر الفوقية (( وهو القاهر فوق عباده )) وتارة بذكر صعود الأشياء إليه مثل : (( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ ))[فاطر:10]وتارة بذكر نزول الأشياء منه (( يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ))[السجدة:5]فقد تنوعت الأدلة من كتاب الله على علو الله سبحانه وتعالى وأما السنة فكذلك دلت السنة على علو الله بذاته من قول الرسول صلى الله عليه وسلم من قوله وفعله وإقراره ، فقال عليه الصلاة والسلام : ( ربنا الله الذي في السماء ) وقال : ( ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء ) وأما فعله فإنه في يوم عرفة وهو يخطب الناس عندما خطب تلك الخطبة العظيمة قال لهم : ( ألا هل بلغت ) قالوا : نعم قال : ( اللهم اشهد ) يرفع أصبعه إلى السماء وينكته إلى السماء ( اللهم اشهد ) هذا إيش ؟ سنة فعلية لإشارته عليه الصلاة والسلام حين ذكر الله ، وأما الإقرارية فإنه أتي إليه بجارية فسألها فقال : ( أين الله ) قالت : " في السماء " قال : ( أعتقها فإنها مؤمنة ) هكذا قال ويعتبر هذا إيش؟ إقراراً فقد تنوعت السنة بالدلالة أو في الدلالة على علو الله تعالى بذاته وأما الإجماع فقد أجمع السلف من الصحابة والتابعين وأئمة الأمة على أن الله تعالى في السماء بذاته ولم يقل أحد منهم بحرف واحد إن الله ليس في السماء أو إن الله في كل مكان بذاته أبداً ، وأما العقل فاسأل عقلك هل الكمال في علو الذات أو في نفي العلو عنه ؟ الأول بلا شك علو الذات تدل على الكمال بل هي الكمال فإذا كان العلو هو الكمال فإن من المعلوم عقلاً أن الرب متصف بماذا ؟ بالكمال وحينئذ يثبت له العلو عقلاً أما الفطرة فاسأل فطرتك عندما تسأل الله شيئاً ، افرض إنك ما درست ولا حضرت في المساجد ولا شيء إذا سألت الله عز وجل شيئاً أين ينصرف قلبك ؟ إلى الأعلى ولهذا كان أبو المعالي الجويني كان يقرر فيقول : " كان الله ولم يكن شيءٌ قبله وكان عرشه على الماء " يريد بذلك أن ينكر استواء الله على العرش الذي من لازمه الإقرار بالعلو فقال له أبوا العلاء الهمداني رحمه الله : " دعنا من ذكر العرش وأخبرنا عن هذه الضرورة التي نجدها في نفوسنا ما قال عارف قط إلا وجد من قلبه ضرورة بطلب العلو " صح فلطم الجويني لطم على رأسه وصرخ وقال : " حيرني الهمداني " ليش ؟ لأن الدليل الفطري لا يمكن النزاع فيه ، الدليل الفطري لو نازعك منازع قلت هذا مجنون
أليس في الحديث الذي استدل به " الجويني " علو الله تعالى ( وكان عرشه على الماء وكان الله ولم يكن شيء قبله ) ؟
الطالب : .........؟
الشيخ : كيف ؟
الطالب : .......
الشيخ : لا ، لما قال : " وكان عرشه على الماء وكان الله لم يكن شيء قبله " يعني ما ذكر استوائه على العرش ، لم يذكر استوائه على العرش ، هذا يريد أن يقرر أن الله تعالى لم يستوي على العرش فينتفي علوه
الشيخ : كيف ؟
الطالب : .......
الشيخ : لا ، لما قال : " وكان عرشه على الماء وكان الله لم يكن شيء قبله " يعني ما ذكر استوائه على العرش ، لم يذكر استوائه على العرش ، هذا يريد أن يقرر أن الله تعالى لم يستوي على العرش فينتفي علوه
2 - أليس في الحديث الذي استدل به " الجويني " علو الله تعالى ( وكان عرشه على الماء وكان الله ولم يكن شيء قبله ) ؟ أستمع حفظ
هل حذف شيء من الحديث " الجويني " ؟
الطالب : ......؟
الشيخ : لا أبداً هو نفس الحديث ، لكن هو أراد أن يقرر أن الله كان ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء يعني ولا في استواء وعلو ، فالآن نقول : إن الأمر الفطري لا يمكن أبداً لأحدٍ أن ينكره لو أن أحداً طلب الطعام للجائع يصدق ؟ لو قال الجائع ما يطلب الطعام ؟ ما يصدق ، ولهذا تحير أبو المعالي الجويني وعجز عن الإجابة لأن هذا دليل فطري لا ينازع فيه أحد نعم ، طيب إذاً
الشيخ : لا أبداً هو نفس الحديث ، لكن هو أراد أن يقرر أن الله كان ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء يعني ولا في استواء وعلو ، فالآن نقول : إن الأمر الفطري لا يمكن أبداً لأحدٍ أن ينكره لو أن أحداً طلب الطعام للجائع يصدق ؟ لو قال الجائع ما يطلب الطعام ؟ ما يصدق ، ولهذا تحير أبو المعالي الجويني وعجز عن الإجابة لأن هذا دليل فطري لا ينازع فيه أحد نعم ، طيب إذاً
تتمة لتفسير قول الله تعالى : (( ... وهو العلي الكبير ))
فقد تطابقت الأدلة ، ما في سؤال لناس حتى نسجل تسجيل ، فقد تطابقت الأدلة على علو الله تعالى بذاته ، أما علوه بصفاته سواء كانت صفات قدر أو قهر فهذا يقر به جميع المنتسبين إلى الإسلام حتى الجهمية والأشاعرة وغيرهم يقرون بأن الله سبحانه وتعالى عامل علواً معنوياً نعم وهو علو الصفات ، قال المؤلف رحمه الله : (( وهو العلي )) فوق خلقه بالقهر (( الكبير )) العظيم ، نعم ، (( الكبير )) العظيم لا شك أن هذا ليس تفسيرا مطابقاً نعم ولكنه كأن المؤلف أخذه من قرن العظيم بالعلي في آية الكرسي حيث قال : (( وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ))[البقرة:255]وهنا قال : (( العلي الكبير )) ففسر (( الكبير )) بإيش؟ بالعظيم ولكن الصحيح أن (( الكبير )) ليس معناه العظيم بل معناه ذو الكبرياء ومعناه أن الله تعالى لا يماثله شيء في ذاته فالسماوات السبع والأراضين السبع في كفه سبحانه وتعالى كخردلة في كف أحدنا ، ليست يعني السماوات السبع على عظمها والأراضين السبع مثل ما وضع الإنسان في يده خردلة ، الخردلة حبة الخردل تعرفونها ، حب الخردل صغير ، نعم كبر إيش؟ كبر السمسم ، هذا الخردلة لو حطتها في كفك ليس بشيء وهذا أيضاً تمثيل على سبيل التقريب وإلا فالله تعالى أعظم وأجل فكل المخلوقات بالنسبة له سبحانه وتعالى ليست في شيء فينبغي أن نقول : إن (( الكبير )) ليس هو العظيم بل يفيد معنىً آخر وهو الذي له الكبرياء وهو الذي لا ينسب إلى شيء من خلقه فالسماوات السبع والأراضين السبع في كفه كخردلة في كف أحدنا .
فوائد قول الله تعالى : (( ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له ))
في هذه الآية دليل على إثبات الشفاعة ، إيش؟ لقوله : (( وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ )) فإن قلت ما وجه الدلالة على إثبات الشفاعة مع أنها نفي ؟ (( لا تنفع الشفاعة )) قل يا عبد الرحمن ؟ قال : (( ولا تنفع الشفاعة )) ولم يقل : ولا تكون الشفاعة ، (( ولا تنفع الشفاعة )) دل على إثباتها لكن لا تنفع إلا بإذنه طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة :عظمة الله تعالى وقوة سلطانه من أين يؤخذ يا طلال ؟
الطالب : .......
الشيخ : وجه ذلك أنها تدل على عظمة الله وقوة سلطانه وجه الدلالة ؟ هذا ما فيها ما قال : إن الله قوي ذو سلطان أو عظيم ذو سلطان لكن هي تدل على ذلك باللازم فما وجه الدلالة ؟
الطالب : ......
الشيخ : ما .....، زين ، بخلاف المخلوقين مهما عظم ملكهم فإنه يدخل الشافع على الملك والسلطان ويشفع بدون إذنه واضح فكلما عظم السلطان ازدادت الهيبة وصار لا يتكلم نعم إلا بإذن الله كما قال تعالى في سورة عم يتساءلون : (( وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا ))[النبأ:38].
ومن فوائد الآية الكريمة : قطع كل سبب يتعلق به المشركون في آلهتهم ما وجهه ؟
الطالب : ......
الشيخ : نعم قطع كل الأسباب التي يستدلون بها على أنها تنفعهم وهي :
الطالب : .........
الشيخ : نعم ، نعم ، نعم ، وأنه لا تنفع الشفاعة هذا آخر سبب يمكن ومع ذلك نفاه الله ، تقدم يا أخي ....طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة : بيان كرم الله عز وجل على كل من الشافع والمشفوع له منين يا غانم تأخذ كرم الله على الشافع والمشفوع له ؟
الطالب : ........
الشيخ : أحسنت طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة :عظمة الله تعالى وقوة سلطانه من أين يؤخذ يا طلال ؟
الطالب : .......
الشيخ : وجه ذلك أنها تدل على عظمة الله وقوة سلطانه وجه الدلالة ؟ هذا ما فيها ما قال : إن الله قوي ذو سلطان أو عظيم ذو سلطان لكن هي تدل على ذلك باللازم فما وجه الدلالة ؟
الطالب : ......
الشيخ : ما .....، زين ، بخلاف المخلوقين مهما عظم ملكهم فإنه يدخل الشافع على الملك والسلطان ويشفع بدون إذنه واضح فكلما عظم السلطان ازدادت الهيبة وصار لا يتكلم نعم إلا بإذن الله كما قال تعالى في سورة عم يتساءلون : (( وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا ))[النبأ:38].
ومن فوائد الآية الكريمة : قطع كل سبب يتعلق به المشركون في آلهتهم ما وجهه ؟
الطالب : ......
الشيخ : نعم قطع كل الأسباب التي يستدلون بها على أنها تنفعهم وهي :
الطالب : .........
الشيخ : نعم ، نعم ، نعم ، وأنه لا تنفع الشفاعة هذا آخر سبب يمكن ومع ذلك نفاه الله ، تقدم يا أخي ....طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة : بيان كرم الله عز وجل على كل من الشافع والمشفوع له منين يا غانم تأخذ كرم الله على الشافع والمشفوع له ؟
الطالب : ........
الشيخ : أحسنت طيب .
فوائد قول الله تعالى : (( حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير ))
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الله سبحانه وتعالى يتكلم بكلام مسموع والآن نأخذ الفوائد بناء على القول الراجح لقوله : (( حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ )) نعم .
الطالب : ......
الشيخ : كيف ؟
الطالب : .......
الشيخ : والله ممكن (( إلا من أذن له )) ولكن أنا أردت في الآية (( إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ )) .
الطالب : .......
الشيخ : سلام إيش بين ؟
الطالب : .......
الشيخ : صعق الملائكة ولولا أنهم يسمعون كلامه لم يصعقوا طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة أيضاً : أن كلام الله ليس ككلام المخلوقين بل هو أعظم لأن السامع له يصعق إلا أن يثبته الله عز وجل لقوله : (( حتى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ )) .
ومن فوائدها : أن قول الله عز وجل كله حق لقوله : (( قالوا الحق )) .
ومن فوائدها إثبات الربوبية لقوله : (( ماذا قال ربكم )) .
ومن فوائدها : إثبات علو الله سبحانه وتعالى لقوله : (( وهو العلي )) وهو ينقسم إلى : علو ذات وعلو صفات وكلاهما ثابت لله عز وجل طيب .
ومن فوائدها : إثبات الكبرياء لله سبحانه وتعالى لقوله : (( العلي الكبير )) طيب .
ومن فوائدها أيضاً : أن للملائكة عقولاً وفهماً وإدراكاً وقلوباً لقوله : ((حتى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ )) ولكن هل قلوبهم كقلوب الآدميين ؟ الله أعلم لا نعلم كيفيتها والملائكة صمت لا يشربون ولا يتكلمون وليس لهم أجواف ولا أمعاء لأنه لا يحتاج إلى الجوف والأمعاء إلا من يأكل ويشرب .
الطالب : ......؟
الشيخ : لا ، يتكلمون ، أنا قلت لا يتكلمون ، لا ، يتكلمون لا أنا أقول إنهم لا يأكلون ولا يشربون نعم طيب .
ومن فوائد الآية : أن الملائكة يتكلمون (( قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ )).
الطالب : ......
الشيخ : كيف ؟
الطالب : .......
الشيخ : والله ممكن (( إلا من أذن له )) ولكن أنا أردت في الآية (( إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ )) .
الطالب : .......
الشيخ : سلام إيش بين ؟
الطالب : .......
الشيخ : صعق الملائكة ولولا أنهم يسمعون كلامه لم يصعقوا طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة أيضاً : أن كلام الله ليس ككلام المخلوقين بل هو أعظم لأن السامع له يصعق إلا أن يثبته الله عز وجل لقوله : (( حتى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ )) .
ومن فوائدها : أن قول الله عز وجل كله حق لقوله : (( قالوا الحق )) .
ومن فوائدها إثبات الربوبية لقوله : (( ماذا قال ربكم )) .
ومن فوائدها : إثبات علو الله سبحانه وتعالى لقوله : (( وهو العلي )) وهو ينقسم إلى : علو ذات وعلو صفات وكلاهما ثابت لله عز وجل طيب .
ومن فوائدها : إثبات الكبرياء لله سبحانه وتعالى لقوله : (( العلي الكبير )) طيب .
ومن فوائدها أيضاً : أن للملائكة عقولاً وفهماً وإدراكاً وقلوباً لقوله : ((حتى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ )) ولكن هل قلوبهم كقلوب الآدميين ؟ الله أعلم لا نعلم كيفيتها والملائكة صمت لا يشربون ولا يتكلمون وليس لهم أجواف ولا أمعاء لأنه لا يحتاج إلى الجوف والأمعاء إلا من يأكل ويشرب .
الطالب : ......؟
الشيخ : لا ، يتكلمون ، أنا قلت لا يتكلمون ، لا ، يتكلمون لا أنا أقول إنهم لا يأكلون ولا يشربون نعم طيب .
ومن فوائد الآية : أن الملائكة يتكلمون (( قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ )).
6 - فوائد قول الله تعالى : (( حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( قل من يرزقكم من السماوات والأرض قل الله وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين ))
ثم قال الله عز وجل مبتدى درس اليوم : (( قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ )) (( من )) اسم استفهام والمراد به التحدي تحدي هؤلاء المشركين الذين يعبدون مع الله غيره ، هل هذه الأصنام ترزقهم من السماوات والأرض ؟ لا ولكن الذي يرزق هو الله فيتحداهم بالسؤال (( مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ )) وقوله : (( من السماوات )) (( من )) لابتداء الغاية أي أن الرزق يأتي من السماوات والرزق بمعنى العطاء فما هو الرزق من السماوات ؟ قال المؤلف : " بالمطر " فإن المطر رزق ينزل للأرض فتنبت وأما الرزق من الأرض فأمره ظاهر (( هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ))[البقرة:29]ثم إننا قد نقول : بأن الرزق من السماوات أشمل من المطر فإن السماوات ينزل منها مطر وينزل منها المن والسلوى وربما نقول : إن الطيور في جو السماء إنها من رزق السماء فكل ما يأتي من فوق فإنه يصدق عليه من رزق من السماوات ، (( مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ )) الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم والمخاطب في قوله : (( يرزقكم ))
الطالب : ......
الشيخ : لا المخاطب الله كيف ؟ (( من يرزقكم )) المشركون الكفار بماذا يجيبون ؟ أحيانا يجيبون بالصواب كما في قوله في سورة يونس : (( قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ ))[يونس:31]هذا جواب صحيح أحياناً لا يجيبون يتلعثمون أو يأبون أن يتكلموا عناداً وخوفاً من الإلزام لأنهم إذا قالوا الله ألزموا بألا يعبدون إلا الله كيف تعبدون من لا يرزق ؟ فهم أحياناً يجيبون بالصواب ويقولون الله ثم يكابرون ويعاندون ويقولون : إنما نعبدهم شفعاء لنا عند الله ليقربونا إلى الله زلفى ، ما نعبدهم لذواتهم وأحياناً يأبون الجواب يتلعثمون لأن الحق ثقيل عليهم ، إذا لم يقولوا شيئاً فقل الله ولهذا قال : (( قُلِ اللَّهُ )) هو الذي يرزقكم من السماوات والأرض فإن أبوا قالوا لا هو غيره ولكن لا يمكن أن يقولوا : هو غيره فقل من ؟ أعد عليهم السؤال مرة ثانية قال الله تعالى : (( قل الله )) قال المؤلف : " إن لم يقولون " يعني إن لم يقولون الله .
ما ..... الاستفهام هنا ؟ طلال .
الطالب : ......
الشيخ : لا المخاطب الله كيف ؟ (( من يرزقكم )) المشركون الكفار بماذا يجيبون ؟ أحيانا يجيبون بالصواب كما في قوله في سورة يونس : (( قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ ))[يونس:31]هذا جواب صحيح أحياناً لا يجيبون يتلعثمون أو يأبون أن يتكلموا عناداً وخوفاً من الإلزام لأنهم إذا قالوا الله ألزموا بألا يعبدون إلا الله كيف تعبدون من لا يرزق ؟ فهم أحياناً يجيبون بالصواب ويقولون الله ثم يكابرون ويعاندون ويقولون : إنما نعبدهم شفعاء لنا عند الله ليقربونا إلى الله زلفى ، ما نعبدهم لذواتهم وأحياناً يأبون الجواب يتلعثمون لأن الحق ثقيل عليهم ، إذا لم يقولوا شيئاً فقل الله ولهذا قال : (( قُلِ اللَّهُ )) هو الذي يرزقكم من السماوات والأرض فإن أبوا قالوا لا هو غيره ولكن لا يمكن أن يقولوا : هو غيره فقل من ؟ أعد عليهم السؤال مرة ثانية قال الله تعالى : (( قل الله )) قال المؤلف : " إن لم يقولون " يعني إن لم يقولون الله .
ما ..... الاستفهام هنا ؟ طلال .
7 - تفسير قول الله تعالى : (( قل من يرزقكم من السماوات والأرض قل الله وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( قل من يرزقكم من السماوات والأرض قل الله وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين ))
ومن فوائد الآية الكريمة قوله : (( قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ قل الله )) : وجوب مناظرة المشركين ومحاجتهم ويؤخذ وجهه من قوله : (( قل )) لأن الأصل في الأمر اللزوم .
ومن فوائدها أيضاً : أنه ينبغي المستدل في الأوضح والأبين فإن الرزق من الله عز وجل أمر معلوم لا يجوز لأحد أن يقول إنه منزل المطر أو أنه منبت النبات ، ففي باب المناظرة ينبغي للإنسان أن يستدل لما هو أبين وأوضح وهذه طريقة القرآن كما مر علينا في قواعد التفسير طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة : جواب إجابة السائل عما فيما هو واضح لقوله : (( قل الله )) ومثاله في الأمور العادية أنا أسألكم مثلاً من الذي جاء بكذا وكذا ؟ فتوقف عنه تلعثم إما جهلاً أو مكابرة فأقول : أليس فلان هو الذي جاء به ؟ فأقررك وهذا أعني إجابة السائل إنما هي في الأمور الواضحة أما في الأمور الغير الواضحة فقد يعارض ولا يكون جوابه مقنعاً لكن في الأمور الواضحة للسائل أن يجيب نفسه إيش ؟ إذا تلعثم الخصم ولم يجب أما إذا أجاب فالأمر واقع ، وهذا الاستفهام الموجود في الآية الكريمة هذه هل أجاب عنه المشركون عنه بالحق في موضع آخر ؟ نعم في سورة يونس (( قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ )) نعم .
ومن فوائد الآية الكريمة : جواز محاجة الخصم بما يعرف في باب المناظرة بالسبر والتقسيم ، السبر يعني تتبع الشيء والتقسيم يعني الترديد بين هذا أو هذا فمثله هنا (( وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ )) تتبعنا الحال وجدنا أن حال كل من لا تخرج عن حالين إما هدى وإما الضلال ، وهي إما لنا وإما لكن وليس هناك شيء ثالث ، هذا يعرف نعم بالسبر والتقسيم ونظيره قوله تعالى : (( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا ))[مريم:77]هذه دعواه (( لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا )) قال الله تعالى : (( أَطَّلَعَ الْغَيْبَ )) يعني هل يعلم الغيب ؟ أنه سيؤتى مالاً وولداً (( أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا ))[مريم:78]يعني أم أن الله أعلمه بذلك وعهد به إليه ، فيه قسم ثالث ، القسم الثالث الكذب ولهذا قال : (( كلا )) أي أنه لم يطلع الغيب ولم يتخذ عند الرحمن عهداً ، قل لي يا أخ ما الذي قلت ؟ وما المثال الذي مثلت به بين هذا أو هذا حتى يتبين أنه لابد أن يكون أحد أمرين ؟
الطالب : ......
الشيخ : هات لي آية مثال ، نحن ، هو أنت الآن أمامنا طريقنا هدى وضلال إما نحن على الهدى وأنتم على الضلال أو نحن على الضلال وأنتم على الهدى ، كذلك الآية التي في سورة مريم واضحة أيضاً جداً (( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا * أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا )) وجه ذلك أن الله قال : هل هذا اطلع الغيب وعلم أنه سيؤتى مالاً وولداً (( أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا )) أي أن الله أخبره وعهد به له بأنه سيؤتيه مالاً وولداً ، لأن دعواه هذه إما أن تكون كذباً أو عنده علم من الغيب أو عهد من الله ، نعم انتبه وإيش قال الله تعالى في هذا ؟ (( كلا )) يعني لا هذا ولا هذا ، إذا انتفى هذا وهذا وإيش يبقى الأمر ؟ يبقى الكذب ، أنها دعوى كاذبة لا حقيقة لها ولهذا قال : (( سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا * وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا ))[مريم79:80]عرفتم يا جماعة ، طيب .
ومنه أيضاً قوله : (( وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً )) إيش الجواب ؟ (( قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ )) إن كان عندكم عهد من الله فإن الله لا يخلف عهده (( قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ )) والجواب أنهم قالوا على الله مالا يعلمون طيب هنا أي قلت في الآية دليل على أو يستفاد من الآية الاستدلال بما يعرف عند علماء المناظرة أو علماء المناظرة والجدل بماذا ؟ بالسبر والتقسيم من قوله : (( وإنا أو إياكم لعلى هدى )) .
ومن فوائدها : التلطف مع الخصم والتنزل معه للوصول إلى الإقرار بالحق نعم من قوله : (( وإنا أو إياكم لعلى هدى )) لأن هذا تنزل في غاية التنزل مع الخصم والتلطف معه ليقر بالحق ، وانظر إلى نحو من ذلك في قوله تعالى (( آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ ))[النمل:59]معلوم أن الله خير أليس كذلك ؟ لكن من باب التنزل معه قيل له (( آلله خير )) أم أصنامكم وآلهتكم .
ومن فوائدها أيضاً : أنه ينبغي المستدل في الأوضح والأبين فإن الرزق من الله عز وجل أمر معلوم لا يجوز لأحد أن يقول إنه منزل المطر أو أنه منبت النبات ، ففي باب المناظرة ينبغي للإنسان أن يستدل لما هو أبين وأوضح وهذه طريقة القرآن كما مر علينا في قواعد التفسير طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة : جواب إجابة السائل عما فيما هو واضح لقوله : (( قل الله )) ومثاله في الأمور العادية أنا أسألكم مثلاً من الذي جاء بكذا وكذا ؟ فتوقف عنه تلعثم إما جهلاً أو مكابرة فأقول : أليس فلان هو الذي جاء به ؟ فأقررك وهذا أعني إجابة السائل إنما هي في الأمور الواضحة أما في الأمور الغير الواضحة فقد يعارض ولا يكون جوابه مقنعاً لكن في الأمور الواضحة للسائل أن يجيب نفسه إيش ؟ إذا تلعثم الخصم ولم يجب أما إذا أجاب فالأمر واقع ، وهذا الاستفهام الموجود في الآية الكريمة هذه هل أجاب عنه المشركون عنه بالحق في موضع آخر ؟ نعم في سورة يونس (( قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ )) نعم .
ومن فوائد الآية الكريمة : جواز محاجة الخصم بما يعرف في باب المناظرة بالسبر والتقسيم ، السبر يعني تتبع الشيء والتقسيم يعني الترديد بين هذا أو هذا فمثله هنا (( وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ )) تتبعنا الحال وجدنا أن حال كل من لا تخرج عن حالين إما هدى وإما الضلال ، وهي إما لنا وإما لكن وليس هناك شيء ثالث ، هذا يعرف نعم بالسبر والتقسيم ونظيره قوله تعالى : (( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا ))[مريم:77]هذه دعواه (( لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا )) قال الله تعالى : (( أَطَّلَعَ الْغَيْبَ )) يعني هل يعلم الغيب ؟ أنه سيؤتى مالاً وولداً (( أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا ))[مريم:78]يعني أم أن الله أعلمه بذلك وعهد به إليه ، فيه قسم ثالث ، القسم الثالث الكذب ولهذا قال : (( كلا )) أي أنه لم يطلع الغيب ولم يتخذ عند الرحمن عهداً ، قل لي يا أخ ما الذي قلت ؟ وما المثال الذي مثلت به بين هذا أو هذا حتى يتبين أنه لابد أن يكون أحد أمرين ؟
الطالب : ......
الشيخ : هات لي آية مثال ، نحن ، هو أنت الآن أمامنا طريقنا هدى وضلال إما نحن على الهدى وأنتم على الضلال أو نحن على الضلال وأنتم على الهدى ، كذلك الآية التي في سورة مريم واضحة أيضاً جداً (( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا * أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا )) وجه ذلك أن الله قال : هل هذا اطلع الغيب وعلم أنه سيؤتى مالاً وولداً (( أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا )) أي أن الله أخبره وعهد به له بأنه سيؤتيه مالاً وولداً ، لأن دعواه هذه إما أن تكون كذباً أو عنده علم من الغيب أو عهد من الله ، نعم انتبه وإيش قال الله تعالى في هذا ؟ (( كلا )) يعني لا هذا ولا هذا ، إذا انتفى هذا وهذا وإيش يبقى الأمر ؟ يبقى الكذب ، أنها دعوى كاذبة لا حقيقة لها ولهذا قال : (( سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا * وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا ))[مريم79:80]عرفتم يا جماعة ، طيب .
ومنه أيضاً قوله : (( وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً )) إيش الجواب ؟ (( قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ )) إن كان عندكم عهد من الله فإن الله لا يخلف عهده (( قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ )) والجواب أنهم قالوا على الله مالا يعلمون طيب هنا أي قلت في الآية دليل على أو يستفاد من الآية الاستدلال بما يعرف عند علماء المناظرة أو علماء المناظرة والجدل بماذا ؟ بالسبر والتقسيم من قوله : (( وإنا أو إياكم لعلى هدى )) .
ومن فوائدها : التلطف مع الخصم والتنزل معه للوصول إلى الإقرار بالحق نعم من قوله : (( وإنا أو إياكم لعلى هدى )) لأن هذا تنزل في غاية التنزل مع الخصم والتلطف معه ليقر بالحق ، وانظر إلى نحو من ذلك في قوله تعالى (( آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ ))[النمل:59]معلوم أن الله خير أليس كذلك ؟ لكن من باب التنزل معه قيل له (( آلله خير )) أم أصنامكم وآلهتكم .
8 - فوائد قول الله تعالى : (( قل من يرزقكم من السماوات والأرض قل الله وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون ))
ومن فوائد الآية الكريمة : المبالغة في التنزل مع الخصم وتحمل الغضاضة للوصول إلى الغاية المقصودة لقوله : (( قُلْ لا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ ))[سبأ:25]ونظير هذا التنزل مع الخصم وتحمل الغضاضة ، الشروط التي وقعت بين من ؟ بين النبي صلى الله عليه وسلم وقريش في صلح الحديبية وكانت النتيجة والعاقبة لمن ؟
اضيفت في - 2011-05-25