تفسير سورة سبأ-08a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة فوائد قول الله تعالى : (( قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون ))
للرسول صلى الله عليه وسلم نعم .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الإنسان لا يسأل عن عمل غيره ولا يسأل غيره عن عمله لقوله : (( قُلْ لا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ ))[سبأ:25]ونظير ذلك قوله تعالى : (( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ))[فاطر:18]كل إنسان وعمله ويستثنى من ذلك ما إذا كان عمل الغير ناشئاً عن عمله بأن تكون أنت الدال عليه أو المعين عليه فإن لك من وزنه بقدر عمله قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( من سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ) فهل هذا يخالف الآية الكريمة التي معنا ؟ لا لأن حقيقة الأمر أن وزر الغير مبني على وزرك فيكون منفع لك فيدخل في أجرانه .
ومن فوائد الآية الكريمة : إثبات السؤال عن العمل لأن قوله : (( لا تسألون )) يعني من الذي يُسأل ؟ الإنسان كل مسئول عن عمله ولو كان السؤال منتفياً مطلقاً ما صح أن يقال لك (( لا تسألون عما أجرمنا )) وكل مسئول عن عمله ولابد قال الله تبارك وتعالى : (( وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ ))[القصص:65] (( فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ * فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ ))[الأعراف6:7]وما دام الإنسان مؤمن بذلك بأنه سيسأل عن عمله فسوف يحرص غاية الحرص على أن يكون عمله موافقاً لإيش؟ لشرع الله .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الإنسان لا يسأل عن عمل غيره ولا يسأل غيره عن عمله لقوله : (( قُلْ لا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ ))[سبأ:25]ونظير ذلك قوله تعالى : (( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ))[فاطر:18]كل إنسان وعمله ويستثنى من ذلك ما إذا كان عمل الغير ناشئاً عن عمله بأن تكون أنت الدال عليه أو المعين عليه فإن لك من وزنه بقدر عمله قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( من سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ) فهل هذا يخالف الآية الكريمة التي معنا ؟ لا لأن حقيقة الأمر أن وزر الغير مبني على وزرك فيكون منفع لك فيدخل في أجرانه .
ومن فوائد الآية الكريمة : إثبات السؤال عن العمل لأن قوله : (( لا تسألون )) يعني من الذي يُسأل ؟ الإنسان كل مسئول عن عمله ولو كان السؤال منتفياً مطلقاً ما صح أن يقال لك (( لا تسألون عما أجرمنا )) وكل مسئول عن عمله ولابد قال الله تبارك وتعالى : (( وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ ))[القصص:65] (( فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ * فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ ))[الأعراف6:7]وما دام الإنسان مؤمن بذلك بأنه سيسأل عن عمله فسوف يحرص غاية الحرص على أن يكون عمله موافقاً لإيش؟ لشرع الله .
فوائد قول الله تعالى : (( قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم ))
ثم قال تعالى : (( قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ )) في هذه الآية إثبات البعث والجمع لقوله : (( قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا )) طيب وهذا الجمع ثابت بقوله تعالى : (( يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ ))[التغابن:9]ويدخل فيه أيضاً الجمع في الدنيا والقتال لقوله تعالى : (( وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ))[الأنفال:41]أي نعم .
ومن فوائد الآية الكريمة : الرد على القدرية لقوله : (( يجمع بيننا ربنا )) ومعلوم أن اجتماعنا من فعلنا فأضافه الله لنفسه لأنه هو المدبر له سبحانه وتعالى المقدر له .
الطالب : .......
الشيخ : على الرأي الثاني ، إنه في الدنيا نعم .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن حكم الله عز وجل كله حق وعدل لقوله : (( ثم يفتح بيننا بالحق )) أي بالعدل الذي ليس فيه ظلم ولا جور .
ومن فوائد الآية الكريمة : إثبات ما قرره أهل السنة والجماعة من أن اسم الله إذا كان متعدياً لن يتم الإيمان به إلا بالإيمان بكونه اسماً وبما تضمنه من صفة وبما تضمنه من أثر وحكم لقوله : (( يفتح بيننا )) ثم قال بعد ذلك : (( وهو الفتاح )) فدل هذا على أن أسماء الله عز وجل المتعدية تضمن الأحكام والآثار المترتبة على ذلك .
ومن فوائد الآية الكريمة : إثبات اسمين من أسماء الله وهما (( الفتاح العليم )) وكما سبق في الشرح أن الفتاح تشمل معاني كثيرة الفتح بالنصر وبالعلم وبالفهم وبالقصد الحسن وبغير ذلك يعني أنها اسم واصل .
ومن فوائدها : إثبات العلم لله سبحانه وتعالى لقوله : (( العليم )) وأنه صفة من صفاته الثابتة اللازمة لأنه موصوف به أزلاًَ وأبداً في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى .
ومن فوائد الآية الكريمة : تهديد المناظر بالجزاء المجزوم به لقوله : (( قل )) .....(( قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا )) لأن هذا يتضمن التهديد لأننا نعلم أن الله إذا فتح بينهم فسيكون الحق مع من ؟ مع المسلمين ، طيب بهذا عرفنا الترديد في قوله : (( وإنا أو إياكم لعلى هدى )) أن الذين على هدى من ؟ هم المسلمون وأن أولئك على الضلال ، لأنه لو قال قائل الآية فيها ترديد (( وإنا أو إياكم لعلى هدى )) طيب ما عرفنا ما الذي على الهدى ، نقول الذين على الهدى هم الذين يفتح الله عليهم وينصرهم على أعدائهم بالحق .
ومن فوائد الآية الكريمة : الرد على القدرية لقوله : (( يجمع بيننا ربنا )) ومعلوم أن اجتماعنا من فعلنا فأضافه الله لنفسه لأنه هو المدبر له سبحانه وتعالى المقدر له .
الطالب : .......
الشيخ : على الرأي الثاني ، إنه في الدنيا نعم .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن حكم الله عز وجل كله حق وعدل لقوله : (( ثم يفتح بيننا بالحق )) أي بالعدل الذي ليس فيه ظلم ولا جور .
ومن فوائد الآية الكريمة : إثبات ما قرره أهل السنة والجماعة من أن اسم الله إذا كان متعدياً لن يتم الإيمان به إلا بالإيمان بكونه اسماً وبما تضمنه من صفة وبما تضمنه من أثر وحكم لقوله : (( يفتح بيننا )) ثم قال بعد ذلك : (( وهو الفتاح )) فدل هذا على أن أسماء الله عز وجل المتعدية تضمن الأحكام والآثار المترتبة على ذلك .
ومن فوائد الآية الكريمة : إثبات اسمين من أسماء الله وهما (( الفتاح العليم )) وكما سبق في الشرح أن الفتاح تشمل معاني كثيرة الفتح بالنصر وبالعلم وبالفهم وبالقصد الحسن وبغير ذلك يعني أنها اسم واصل .
ومن فوائدها : إثبات العلم لله سبحانه وتعالى لقوله : (( العليم )) وأنه صفة من صفاته الثابتة اللازمة لأنه موصوف به أزلاًَ وأبداً في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى .
ومن فوائد الآية الكريمة : تهديد المناظر بالجزاء المجزوم به لقوله : (( قل )) .....(( قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا )) لأن هذا يتضمن التهديد لأننا نعلم أن الله إذا فتح بينهم فسيكون الحق مع من ؟ مع المسلمين ، طيب بهذا عرفنا الترديد في قوله : (( وإنا أو إياكم لعلى هدى )) أن الذين على هدى من ؟ هم المسلمون وأن أولئك على الضلال ، لأنه لو قال قائل الآية فيها ترديد (( وإنا أو إياكم لعلى هدى )) طيب ما عرفنا ما الذي على الهدى ، نقول الذين على الهدى هم الذين يفتح الله عليهم وينصرهم على أعدائهم بالحق .
فوائد قول الله تعالى : (( قل أروني الذين ألحقتم به شركاء كلا بل هو الله العزيز الحكيم ))
ثم قال الله تعالى : (( قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )) في هذا ما سبق من أنه من آداب المناظرة سلوك التحدي فيما يعلم امتناعه من الخصم ، لأنك إذا تحديته بأمر لا يمكن وظهر عجزه تبين بطلان دعواه ، بخلاف ما إذا تحديته بأمر يمكنه أن يفعله فإن هذا ضرر عليك ، لا تتحدى الخصم إلا بأمر إيش ؟ يعجزه ولا يتمكن منه ، هنا يقول : (( أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ )) يعني أعلموني ماذا خلقوا ؟ ماذا نفعوا ؟ لم يخلقوا شيئا ولم ينفعوا ولم يدفعوا ضرراً كما قال تعالى (( وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ * أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ))[النحل:21] وقال إبراهيم لأبيه : (( يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا ))[مريم:42] طيب وقوله : (( أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ )) يستفاد منها أن الشرك يكون في العبادة كما يكون في الخلق والتدبير بمعنى أن الشرك يكون في الألوهية كما يكون في الربوبية وجه ذلك أن هؤلاء المشركين لم يكونوا مشركون في الربوبية ولكنهم يشركون في الألوهية والعبادة ، نعم .
ومن فوائد الآية الكريمة : أنه لا يمكن أن يري أحد من الناس أن لهذه الأصنام شيئاً من الخلق أو الرزق أو التدبير ، تؤخذ من قوله : (( كلا )) يعني لا يمكن أن تروني شيئاً من هذه الأصنام .
ومن فوائد الآية أيضاً : إثبات اسمين من أسماء الله وهما العزيز والحكمة وما تضمناه من صفة وهي العزة والحكمة ، الاسمان العزيز والحكيم وما تضمناه من صفة وهي العزة والحكمة والحكم ، العزة يعني الحكمة قلنا بما ؟ بالحكم والحكمة .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن أفعال الله سبحانه وتعالى لا يمكن أن تقع سفهاً لقوله : (( الحكيم )) والحكيم هو الذي لا يقع في فعله سفه ، وهذا شيء معلوم بالضرورة قال الله تبارك وتعالى : (( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ ))[الأنبياء:16] ، وقال : (( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا ))[ص:27]، وقال تعالى (( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ ))[المؤمنون:115].
ومن فوائدها أيضاً : أن الله عز وجل لا يغلب لقوله : (( العزيز )) وإذا آمنت بذلك واستنصرت به تبارك وتعالى علمت أنك لا تغلب .
قال الله عز وجل بعد هذا مبتدى درس اليوم : (( وما أرسلناك إلى )) نعم ذكرنا أن المؤلف رحمه الله فسر في تفسيره العزيز ....وفي قوله (( الحكيم )) : " في تدبيره لخلقه " وأخطأ أيضاً أخطأ في قوله : " فلا شريك له في ملكه " لأنه ليس المقام مقام نفي الشريك في الملك وإنما المقام مقام نفي الشريك في العبادة إذ أن هؤلاء المشركين يعترفون أن الله لا شريك له في الملك .
ومن فوائد الآية الكريمة : أنه لا يمكن أن يري أحد من الناس أن لهذه الأصنام شيئاً من الخلق أو الرزق أو التدبير ، تؤخذ من قوله : (( كلا )) يعني لا يمكن أن تروني شيئاً من هذه الأصنام .
ومن فوائد الآية أيضاً : إثبات اسمين من أسماء الله وهما العزيز والحكمة وما تضمناه من صفة وهي العزة والحكمة ، الاسمان العزيز والحكيم وما تضمناه من صفة وهي العزة والحكمة والحكم ، العزة يعني الحكمة قلنا بما ؟ بالحكم والحكمة .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن أفعال الله سبحانه وتعالى لا يمكن أن تقع سفهاً لقوله : (( الحكيم )) والحكيم هو الذي لا يقع في فعله سفه ، وهذا شيء معلوم بالضرورة قال الله تبارك وتعالى : (( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ ))[الأنبياء:16] ، وقال : (( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا ))[ص:27]، وقال تعالى (( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ ))[المؤمنون:115].
ومن فوائدها أيضاً : أن الله عز وجل لا يغلب لقوله : (( العزيز )) وإذا آمنت بذلك واستنصرت به تبارك وتعالى علمت أنك لا تغلب .
قال الله عز وجل بعد هذا مبتدى درس اليوم : (( وما أرسلناك إلى )) نعم ذكرنا أن المؤلف رحمه الله فسر في تفسيره العزيز ....وفي قوله (( الحكيم )) : " في تدبيره لخلقه " وأخطأ أيضاً أخطأ في قوله : " فلا شريك له في ملكه " لأنه ليس المقام مقام نفي الشريك في الملك وإنما المقام مقام نفي الشريك في العبادة إذ أن هؤلاء المشركين يعترفون أن الله لا شريك له في الملك .
3 - فوائد قول الله تعالى : (( قل أروني الذين ألحقتم به شركاء كلا بل هو الله العزيز الحكيم )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون ))
قال الله تعالى : (( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً )) حال من الناس قدم للاهتمام للناس قوله : (( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً )) هذا الاستثناء يسمونه استثناء مفرغاً من أعم الأحوال يعين ما أرسلناك لأي حال من الأحوال إلا بهذه الحال يعني إلا للناس كافة (( كافة )) بمعنى جميعاً وقوله : (( أرسلناك )) الإرسال معناه الأمر بتبليغ الشيء فأنت إذا أرسلت شخصاً م الناس إلى شخصاً آخر معناه أنك أمرته أن يبلغ شيئاً ما إلى الموصل إليه ولهذا قالوا العلماء وفي تفسير الرسول : " هو الذي أوحي إليه الشرع وأمر بتبليغه " وقوله : (( إلى كافة للناس )) الناس معناهم هم البشر وسموا ناساً من قولهم أنس إذا تحرك وعمل وعلى هذا فيكون الناس اسماً مشتقاً وليس اسماً جامداً ، قالوا : " وأصله الأناس " نعم أصله الأناس لكنها حذفت الهمزة تخفيفاً لكثرة الاستعمال قالوا : " ومثل ذلك قولهم شر وخير " بأن تقول: هذا خير من هذا بمعنى أخير من هذا فحذفت الهمزة للتخفيف لكثرة الاستعمال قالوا : " ومن ذلك الله " وأصله الإله حذفت الهمزة للتخفيف لكثرة الاستعمال ، على أن هذه المسألة الثانية الأخيرة فيها شيء من النظر على لأن الإله تأتي إلى جانب الله فتقول : هو الله الإله العظيم إلى آخره نعم يقول : (( إلا كافة الناس )) " أي كفار مكة " وهذا قصور من المؤلف رحمه الله لأننا إذا قلنا إنك أرسلت إلى كفار مكة فغيرهم لن يرسل إليهم وهذا قصور عظيم جداً ، كيف تأتي كلمة الناس في مقال الرسالة ونقول المراد بها كفار مكة ، الصواب أن المراد بها كل البشر كفار مكة وكفار واشنطن وكفار موسكو وكفار الصين وكل الكفار ولا لا ؟ إلى يوم القيامة ولا في حياته فقط ؟ إلى يوم القيامة للناس عموماً (( بَشِيرًا وَنَذِيرًا )) (( بشيراً )) مبشراً للمؤمنين بالجنة و (( نذيراً )) منذراً للكافرين بالعذاب نعم (( بشيراً )) حال أيضاً من الكاف في قوله : (( وما أرسلناك )) (( بشيراً )) فعيل بمعنى مفعل أو بشير بمعنى لبشارة وفعيل تأتي بمعنى مفعل كما أثبتنا ذلك كثيراً وقوله : " بشيراً للمؤمنين بالجنة ونذيراً للكافرين بالنار " ينبغي أن يقال : بشيراً للمؤمنين بالجنة كما قال المؤلف ونذيراً للعاصين بالعقوبة ليشمل الإنذار عن الكفر والإنذار عن المعاصي ، يعني حتى المعاصي ركبت عليها عقوبات من أجل أن تردع الإنسان عن فعله ، والله أعلم .
4 - تفسير قول الله تعالى : (( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون ))
(( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا )) كيف ما كملنا هذه ؟ كيف؟
صلى الله عليه وسلم لقوله : (( وما أرسلناك )) وفيها دليل على أن محمداً صلى الله عليه وسلم عبد مأمور لا رب آمر لقوله : (( وما أرسلناك )) يا حسين ما الذي قلت ؟
وفيها أيضاً : عموم رسالة النبي صلى الله عليه وسلم .
على رأي المؤلف : إلا كافة للناس فهو كقوله صلى الله عليه وسلم : ( وبعثت إلى الناس عامة ) أو نقول : لقوله : (( للناس )) فإن الناس هذه من صيغ العموم لأن فيها رأي آخر يقول : "(( كافة )) بمعنى كاف " يعني إلا تكف الناس عن الشرك والعصيان ، أو (( إلا كافة للناس )) أي جامعاً لهم على التوحيد والإخلاص وعلى هذا فتكون حالاً من الكاف في قوله : (( أرسلناك )) والتاء فيها على هذا المعنى التاء فيها للمبالغة كقوله تعالى : (( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً ))[النحل:120]أي إماماً نعم وكما يقال : هذا علامة أي علام لكن تكون التاء للمبالغة فصار عندنا لـ(( كافة )) قولان : وأن ما ذكرنا في الشرح نعم للقصور لا للتقصير (( كافة )) إيش فيها وجهان : أن تكون حالاً من الناس مقدمة عليها ، وأن تكون حالاً من الكاف في (( أرسلناك )) وعلى هذا المعنى على هذا الوجه تكون (( كافة )) بمعنى : كاف أي جامع أو كاف مانع تكف الناس عرفتم وهذا الرأي واضح للمعنان والعموم منين تستفيد على هذا الرأي ؟ من قوله : (( الناس )) لأن ....هنا حال ، طيب يستفاد من هذا الحديث ، من فوائد الآية أيضاً : أن رسالة النبي صلى الله عليه وسلم تضمن شيئين هما البشارة والإنذار ، البشارة للطائع والثواب والإنذار للعاصي بالعقوبة .
ومن فوائدها : الإشارة إلى الحكمة من إرسال الرسل وهي التبشير والتنذير كما قال الله تعالى : (( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ ))[النساء:163]إلى قوله : (( رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ))[النساء:165].
ومن فوائدها : أن أكثر الناس لا يعلمون الحكمة من إرسال الرسول عليه الصلاة والسلام ولا يعلمون أنه رسول كذا ، أكثر الناس أما الأول فواضح أن أكثر الناس لا يعلمون الحكمة من إرسال الرسل وأما الثاني ففيه نظر لأن الرسالة بلغت أكثر الناس وستبلغ الناس جميعاً حتى تقوم عليهم الحجة طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الأكثرية لا يلزم أن يكون الصواب معهم لأن أكثر الناس لا يعلمون فهم في جهل إذ أن المتمسك بالأديان قريب والمتمسك بالأديان هو صاحب علم ، وهو صاحب اليقين .
ومن فوائد الآية الكريمة : إثبات الأسباب من أين تؤخذ ؟ من قوله : (( إلا كافة للناس )) على المعنى الأخير الثاني اللي هو (( كافة )) بمعنى مانع فإن الرسول عليه الصلاة والسلام سبب وليس بموجد فهو سبب للهداية ولكن إنك لا تهدي من أحببت ، وهل يستفاد منها إثبات أفعال الله الاختيارية ؟
الطالب : .....
الشيخ : منين ؟ من قوله : (( وما أرسلناك )) فإن هذا فعل من الأفعال المتعلقة بمشيئته سبحانه وتعالى .
ومن فوائد الآية أيضاً : إقامة الحجة على الحق لقوله : (( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا )) فلم يبقى لأحد حجة على الله بعد الرسل وهل يؤخذ منها عذر من لم تبلغه الرسالة ؟
الطالب : .......
الشيخ : من أين تؤخذ ؟ من قوله : (( بشيراً ونذيراً )) فإن من لم تبلغه الرسالة لم يحصل له بشارة ولا نذارة فما حكم من لم تبلغه الرسالة ؟ نقول : لا يخلو من أمرين : إما أن يكون مقصراً في طلب الحق ،فهذا لا عذر له لأنه مقصر ، وإما أن لا يكون مقصراً بحيث لم يبلغه أي شيء عن الرسالات ولم يطرأ في قلبه أي شيء من ذكر الرسالات فهذا نقول إنه يحكم له في الدنيا بما هو عليه من دين وأما في الآخرة فأمره إلى الله ، ما نشهد عليه بشيء أي نعم .
نبدأ الدرس الجديد الآن :
صلى الله عليه وسلم لقوله : (( وما أرسلناك )) وفيها دليل على أن محمداً صلى الله عليه وسلم عبد مأمور لا رب آمر لقوله : (( وما أرسلناك )) يا حسين ما الذي قلت ؟
وفيها أيضاً : عموم رسالة النبي صلى الله عليه وسلم .
على رأي المؤلف : إلا كافة للناس فهو كقوله صلى الله عليه وسلم : ( وبعثت إلى الناس عامة ) أو نقول : لقوله : (( للناس )) فإن الناس هذه من صيغ العموم لأن فيها رأي آخر يقول : "(( كافة )) بمعنى كاف " يعني إلا تكف الناس عن الشرك والعصيان ، أو (( إلا كافة للناس )) أي جامعاً لهم على التوحيد والإخلاص وعلى هذا فتكون حالاً من الكاف في قوله : (( أرسلناك )) والتاء فيها على هذا المعنى التاء فيها للمبالغة كقوله تعالى : (( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً ))[النحل:120]أي إماماً نعم وكما يقال : هذا علامة أي علام لكن تكون التاء للمبالغة فصار عندنا لـ(( كافة )) قولان : وأن ما ذكرنا في الشرح نعم للقصور لا للتقصير (( كافة )) إيش فيها وجهان : أن تكون حالاً من الناس مقدمة عليها ، وأن تكون حالاً من الكاف في (( أرسلناك )) وعلى هذا المعنى على هذا الوجه تكون (( كافة )) بمعنى : كاف أي جامع أو كاف مانع تكف الناس عرفتم وهذا الرأي واضح للمعنان والعموم منين تستفيد على هذا الرأي ؟ من قوله : (( الناس )) لأن ....هنا حال ، طيب يستفاد من هذا الحديث ، من فوائد الآية أيضاً : أن رسالة النبي صلى الله عليه وسلم تضمن شيئين هما البشارة والإنذار ، البشارة للطائع والثواب والإنذار للعاصي بالعقوبة .
ومن فوائدها : الإشارة إلى الحكمة من إرسال الرسل وهي التبشير والتنذير كما قال الله تعالى : (( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ ))[النساء:163]إلى قوله : (( رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ))[النساء:165].
ومن فوائدها : أن أكثر الناس لا يعلمون الحكمة من إرسال الرسول عليه الصلاة والسلام ولا يعلمون أنه رسول كذا ، أكثر الناس أما الأول فواضح أن أكثر الناس لا يعلمون الحكمة من إرسال الرسل وأما الثاني ففيه نظر لأن الرسالة بلغت أكثر الناس وستبلغ الناس جميعاً حتى تقوم عليهم الحجة طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الأكثرية لا يلزم أن يكون الصواب معهم لأن أكثر الناس لا يعلمون فهم في جهل إذ أن المتمسك بالأديان قريب والمتمسك بالأديان هو صاحب علم ، وهو صاحب اليقين .
ومن فوائد الآية الكريمة : إثبات الأسباب من أين تؤخذ ؟ من قوله : (( إلا كافة للناس )) على المعنى الأخير الثاني اللي هو (( كافة )) بمعنى مانع فإن الرسول عليه الصلاة والسلام سبب وليس بموجد فهو سبب للهداية ولكن إنك لا تهدي من أحببت ، وهل يستفاد منها إثبات أفعال الله الاختيارية ؟
الطالب : .....
الشيخ : منين ؟ من قوله : (( وما أرسلناك )) فإن هذا فعل من الأفعال المتعلقة بمشيئته سبحانه وتعالى .
ومن فوائد الآية أيضاً : إقامة الحجة على الحق لقوله : (( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا )) فلم يبقى لأحد حجة على الله بعد الرسل وهل يؤخذ منها عذر من لم تبلغه الرسالة ؟
الطالب : .......
الشيخ : من أين تؤخذ ؟ من قوله : (( بشيراً ونذيراً )) فإن من لم تبلغه الرسالة لم يحصل له بشارة ولا نذارة فما حكم من لم تبلغه الرسالة ؟ نقول : لا يخلو من أمرين : إما أن يكون مقصراً في طلب الحق ،فهذا لا عذر له لأنه مقصر ، وإما أن لا يكون مقصراً بحيث لم يبلغه أي شيء عن الرسالات ولم يطرأ في قلبه أي شيء من ذكر الرسالات فهذا نقول إنه يحكم له في الدنيا بما هو عليه من دين وأما في الآخرة فأمره إلى الله ، ما نشهد عليه بشيء أي نعم .
نبدأ الدرس الجديد الآن :
5 - فوائد قول الله تعالى : (( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ))
(( وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ )) (( يقولون )) يعني المكذبين للرسول صلى الله عليه وسلم الذي توعدوا بالعذاب والنكال فيقولون متحدين ومستبعدين ومنكرين : (( متى هذا الوعد )) (( متى )) اسم استفهام والمراد به الإنكار والتحدي ، (( الوعد )) أي بالعذاب الذي وعدتمونا به ويحتمل أن يكون (( متى هذا الوعد )) بالنصر لكم لأن المعروف أن الوعد في الخير وفي الشر وعيد ولكن قد يقال : إن الوعيد لهؤلاء الكفار هو بالنسبة للمؤمنين وعدوهم ، (( متى هذا الوعد )) بالعذاب (( إن كنتم صادقين )) فيه يعين إن كنتم صادقين بما تقولون من أن العذاب سيحل بنا وسنعاقب ، والصدق هو الإخبار بما يوافق الواقع ، والكذب الإخبار بما يخالف الواقع ، فإذا قلت : قدم زيد البلد ولم يكن قدم فإنه كذب لأنه خلاف الواقع وإذا قلت : قدم زيد البلد وقد قدم فهو صدق لموافقة الواقع فيقولون إن كنتم صادقين فمتى يكون هذا ، وهذا قوله تعالى في الساعة : (( وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ * يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ ))[الشورى17:18]فالكفار يستعجلون العذاب تكذيباً للرسل عليهم الصلاة والسلام طيب .
قال الله تعالى (( أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ * أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ ))[الشعراء:207]يعني أي شيء يغني عنهم فمهما طال بهم الأمد فإن المسألة محدودة معدودة (( إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ )) طيب فهنا يتحدون ومع ذلك أحياناً يتحدون كذباً فإنهم قالوا حين أخبروا بالبعث قالوا متحدين للرسل عليهم الصلاة والسلام : (( ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ ))[الجاثية:25]وهل قيل لهم إن آبائهم يأتون الآن حتى يوجهوا إلى هذا ؟ لا يعني قيل إن آبائهم سيبعثون يوم القيامة لكنهم يموهون على العامة بمثل هذه الدعاوى .
قال الله تعالى (( أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ * أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ ))[الشعراء:207]يعني أي شيء يغني عنهم فمهما طال بهم الأمد فإن المسألة محدودة معدودة (( إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ )) طيب فهنا يتحدون ومع ذلك أحياناً يتحدون كذباً فإنهم قالوا حين أخبروا بالبعث قالوا متحدين للرسل عليهم الصلاة والسلام : (( ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ ))[الجاثية:25]وهل قيل لهم إن آبائهم يأتون الآن حتى يوجهوا إلى هذا ؟ لا يعني قيل إن آبائهم سيبعثون يوم القيامة لكنهم يموهون على العامة بمثل هذه الدعاوى .
تفسير قول الله تعالى : (( قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون ))
يقول الله عز وجل : (( قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ لا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلا تَسْتَقْدِمُونَ )) عليه وهو يوم القيامة ، (( لكم ميعاد يوم )) قوله : (( ميعاد )) يحتمل أن يكون ظرف مكان أو زمان ويحتمل أن يكون مصدراً ميمياً والمعنى أن لك وعداً يكون في يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون عليه وذلك لأن الله عز وجل بحكمته البالغة قدر لكل شيء أجلاً معيناً قال الله تعالى : (( وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ ))[الرعد:8]كل شيء بمقدار عند الله ومحدد بأجله ، فالعذاب لا يقدمه استعجالهم ولا يؤخره إذا جاء لا يتقدم ولا يتأخر وفي هذا جواب من التهديد لهم ما هو ظاهر كما لو قلت للإنسان : إن لك عندي موعداً لا يتقدم ولا يتأخر فالمعنى احذر من هذا اليوم ، وقول المؤلف : " هو يوم القيامة " هذا لا شك محتمل لكن فيه احتمال آخر أنه يوم القيامة ويوم موتهم أيضاً فإن يوم موتهم يشاهدون العذاب ، قال الله تعالى : (( وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ))[الأنفال:50](( ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ))[آل عمران:182]فهذا اليوم يجدون فيه العذاب قبل يوم القيامة ، (( وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ))[الأنعام:93]وفي سورة الدخان (( فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ * يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ * رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ * أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ ))[الدخان:13] إلى قوله : (( إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ * يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ ))[الدخان15:16]وهذا المثل حصل في بدر حين قتل شرفائهم وساداتهم ،
تفسير قول الله تعالى : (( وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ))
(( وقال الذين كفروا )) من أهل مكة ، أهل مكة .....عليهم الكفر قبل أن يكونوا مؤمنين لكن لا ينبغي أن نخصص ما عممه الله عز وجل فالصواب وقال الذين كفروا من أهل مكة وغيرهم ، إيش قالوا ؟ قالوا : (( لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ )) أعوذ بالله أتوا بـ(( لن )) الدالة على تأكيد النفي ولن يقولوا : لا نؤمن بل قالوا : (( لن نؤمن )) يؤكدون انتفاء إيمانهم بالقرآن في المستقبل ، (( لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ )) .
اضيفت في - 2011-05-25