تفسير سورة سبأ-08b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تابع لتفسير قول الله تعالى : (( وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ))
يؤكدون انتفاء إيمانهم بالقرآن في المستقبل (( لن نؤمن بهذا القرآن )) (( هذا )) الإشارة للقريب تحقيراً له كما في قوله تعالى : (( أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ هُمْ كَافِرُونَ ))[الأنبياء:36] (( أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا ))[الفرقان:41]تقدموا يا جماعة لا يكون ....صف ، هذه ما فيها أحد .
(( لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ )) قلنا بأن الإشارة هنا للقريب تحقيراً له وقوله : (( القرآن )) عل وزن فعلان فهل هو بمعنى المقروء أو بمعنى القارئ أو هو مصدر بمعنى الجمع ؟ فيه خلاف لعلماء العربية والصواب أنه متضمن للمعاني كلها فهو بمعنى قارئ أي جامع لأنه مهيمن على الكتب السابقة وجميع ما فيها من المصالح موجود فيها وهو مقروء يا طلال لأن الناس يقرءونه ويتلونه وهو جمع أيضاً لأنه جامع لكل شيء والفعلان بمعنى المصدر موجود في اللغة العربية مثل الشكران والكفران والغفران وما أشبه ذلك والمراد بالقرآن هنا الكتاب الذي أنزله الله تعالى على محمد صلى الله عليه وسلم وهو اسم خاص به (( بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ )) يعني ولا نؤمن بالذي بين يديه أي تقدمه في التوراة والإنجيل الدالين على البعث بإنكارهم له يعني ولا نؤمن أيضاً بالذي بين يديه ، والمراد على رأي المؤلف : " بما بين يديه " ما سبقه وليس ما يأتي بعده ، ما سبقه من التوراة منين ؟ ما ذهب إليه المؤلف ويحتمل أن يراد بقوله : (( وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ )) أي ما يأتي مما أخبر به فإن ما بين يدي الشيء مستقبله كما قال تعالى : (( يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ))[البقرة:255]والمعنيان صحيحان وإذا كانت الآية تحتمل معنيين صحيحين لا يتنافيان وجب حملها على الجميع لأن القرآن شامل واصل (( ولا بالذي بين يديه )) أي ولا بالذي يأتي بعده بما أخبر به أو (( ولا بالذي بين يديه )) ما تقدمه من الكتب كالتوراة والإنجيل ،
(( لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ )) قلنا بأن الإشارة هنا للقريب تحقيراً له وقوله : (( القرآن )) عل وزن فعلان فهل هو بمعنى المقروء أو بمعنى القارئ أو هو مصدر بمعنى الجمع ؟ فيه خلاف لعلماء العربية والصواب أنه متضمن للمعاني كلها فهو بمعنى قارئ أي جامع لأنه مهيمن على الكتب السابقة وجميع ما فيها من المصالح موجود فيها وهو مقروء يا طلال لأن الناس يقرءونه ويتلونه وهو جمع أيضاً لأنه جامع لكل شيء والفعلان بمعنى المصدر موجود في اللغة العربية مثل الشكران والكفران والغفران وما أشبه ذلك والمراد بالقرآن هنا الكتاب الذي أنزله الله تعالى على محمد صلى الله عليه وسلم وهو اسم خاص به (( بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ )) يعني ولا نؤمن بالذي بين يديه أي تقدمه في التوراة والإنجيل الدالين على البعث بإنكارهم له يعني ولا نؤمن أيضاً بالذي بين يديه ، والمراد على رأي المؤلف : " بما بين يديه " ما سبقه وليس ما يأتي بعده ، ما سبقه من التوراة منين ؟ ما ذهب إليه المؤلف ويحتمل أن يراد بقوله : (( وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ )) أي ما يأتي مما أخبر به فإن ما بين يدي الشيء مستقبله كما قال تعالى : (( يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ))[البقرة:255]والمعنيان صحيحان وإذا كانت الآية تحتمل معنيين صحيحين لا يتنافيان وجب حملها على الجميع لأن القرآن شامل واصل (( ولا بالذي بين يديه )) أي ولا بالذي يأتي بعده بما أخبر به أو (( ولا بالذي بين يديه )) ما تقدمه من الكتب كالتوراة والإنجيل ،
1 - تابع لتفسير قول الله تعالى : (( وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين ))
قال الله تعالى (( وَلَوْ تَرَى )) قال المؤلف : " يا محمد " (( إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ )) (( ولو ترى )) أي (( لو )) شرطية فعل شرطها (( ترى )) وجاءت هنا جازمة ولا غير جازمة ؟ غير جازمة وجوابها محذوف أي إذا رأيت أمرا فظيعاً وجواب الشرط في مثل هذا التقدير أعظم من ذكره لأن النفي تذهب في تقديره كل مذهب من الفظاعة والبشاعة ، ولو تأتي في اللغة العربية على عدة معاني : تأتي شرطية كما هنا وتأتي مصدرية كما في قوله (( وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ))[القلم:9]وقول المؤلف : " يا محمد " قصر المؤلف الضمير على الرسول صلى الله عليه وسلم مع أنه يحتمل أن يكون المراد به إيش؟ كل مخاطب يعني ولو ترى أيها المخاطب حال هؤلاء لرأيت أمر فظيعاً وقوله : (( إذ الظالمون )) (( إذ )) بمعنى وقت أو .....فهي ظرف زمان و (( الظالمون )) مبتدأ و (( موقوفون )) خبره والمراد بالظالمين هنا قال المؤلف : " الكافرون " وإنما خصها بالكافرين مع أن الظلم أعم لقرينة السياق حيث قال الله تعالى في آخرها : (( وَجَعَلْنَا الأَغْلالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا ))[سبأ:33]فصار المراد بالظالمين هنا الكافرين طيب هل كل كافر ظالم ؟ هل كل ظالم كافر ؟ لا ولهذا لما قال الله تعالى : (( والكافرون هم الظالمون )) قال العلماء : " نحمد الله أن لم يقل والظالمون هم الكافرون " طيب (( وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ )) أي محبوسون فمعنى وقفه أي حبسه ومنه سمي الوقف للمال الحبيس الذي تحبس عينه وتكبل منفعته فمعنى (( موقوفون )) أي محبوسون عند الله عز وجل وقوله : (( عند ربهم )) ولم يقل عند الله لأن مثل هذا الفعل الدال على العظمة يتناسب مع إيش ؟ مع الربوبية لكمال ربوبيته عز وجل وكمال ملكه وسلطانه تجد هؤلاء الظلمة الذين عندهم من العتو والاستكبار والعناد في الدنيا تجدهم في أقل شيء أمام ربوبيته الله عز وجل (( عند ربهم يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ )) (( يرجع )) بمعنى يرد وعلى هذا فتكون متعدية لأن رجع تأتي لازمة وتأتي متعدية فقولك : رجعت من مكة إلى المدينة هذه لازمة ولا متعدية ؟ لازمة يا أخي رجعت من مكة إلى المدينة لازمة ، لأنها لم تنصب المفعول وقوله تعالى : (( فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ ))[التوبة:83]هذه متعدية وهنا قال : (( يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ )) متعدية ولا لازمة ؟ متعدية أي يردهم وقوله : (( يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ )) (( القول )) هنا مبهم مجمل ثم فصله بقوله : (( يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا )) إلى آخره وفائدة الإبهام المفصل فائدته عظيمة لأنه إذا أجمل أولاً وأبهم فإن النفس تتطلع إلى بيان ذلك الشيء وتفصيله ولذلك عندما أقول عندما أقرأ : (( يرجع بعضهم إلى بعض القول )) ماذا يكون ذهنك ؟ يكون ذهنك المتخلي عنه إلى بيان هذا القول الذي يتراجعونه لكن لو قال : (( وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ )) (( يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا )) هكذا جاءت لم يكن لها من التمكن في الذهن مثل ما كان ذلك قبلها حينما أبهم القول ثم بين أو أبهم ثم فصل (( يرجع بعضهم إلى بعض القول )) ماذا يقولون ؟ (( يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا )) الأتباع (( لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا )) الرؤساء (( لَوْلا أَنْتُمْ )) صددتمونا عن الإيمان (( لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ )) بالنبي (( لولا )) هذه شرطية ويقال فيها حرف امتناع لوجود لأنه امتنع جوابها لوجود إيش؟ شرطها ، امتنع جوابها لوجود شرطها طيب وتأتي لولا شرطية كما هنا وتأتي للتحضيض كما في قوله : (( لَوْلا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ))[النور:13]وتأتي للنفي كما في قوله (( فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ ))[يونس:98]المعنى فما كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا طيب هنا يقول : (( لولا أنتم )) ابن مالك رحمه الله يقول : " وبعد لولا غالباً حذف الخبر حتم " إذاً هنا المبتدأ موجود وهو (( أنتم )) فأين الخبر ؟ محذوف قدره المؤلف بقوله : " صددتمونا " من أين عرف أنه بهذا اللفظ ؟ من قوله : ( أنحن صددناكم عن الهدى )) إذاً ما نقدر هنا لولا أنتم موجودون لأن الصد أخص من مطلق الوجود وإذا كان لنا طريق إلى تقدير الأخص فهو أولى من تقدير الأعم ، ولهذا قلنا : إن القارئ إذا قال : بسم الله الرحمن الرحيم يقدر المتعلق بقوله : أقرأ لا بقوله : أبتدئ لأن أبتدئ عامة وأقرأ خاصة هنا يمكن أن نقول : لولا أنتم موجودون ، لكن ما دمنا نجد فعلاً أخص وهو الصد المدلول عليه بقوله : (( أنحن صددناكم )) فإنه يجب أن نقدر لولا أنتم صددتمونا ، نعم (( لولا أنتم لكنا مؤمنين )) هذا جواب الشرط ولهذا اقترن باللام (( لكنا مؤمنين )) لكن بمن ؟ قال : " بالنبي " والأصح أنه أعم أي لكنا مؤمنين بما تشمله رسالة النبي صلى الله عليه وسلم من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبغير ذلك مما يجب الإيمان به طيب ،
2 - تفسير قول الله تعالى : (( ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين ))
(( قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا )) ردوا عليهم القول (( يرجع بعضهم إلى بعض القول )) ردوا القول يا غانم ؟ وين الرد ؟
الطالب : .......
الشيخ : هذا الذين استضعفوا .
الطالب : ماشي ، ترى النوم إذ لو أحضرت للسرير ولهذا .......نعم .
يقول : (( قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا )) هذا رد لقولهم (( أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ )) الاستفهام هنا بمعنى النفي يعني لن نصددكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل أنتم الذين اخترتم الكفر وهنا صدق قول الله عز وجل : (( إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا ))[البقرة:166]فهنا قال : (( أنحن صددناكم )) يعني ......ولا أجبرناكم على الكفر بل أنتم الذين اخترتم ذلك وقوله : (( صددناكم )) أي صرفناكم وقوله : (( عن الهدى بعد إذ جاءكم )) هذا من باب تحقيق مجيء الهدى ووضوحه وهذا إقرار من هؤلاء الرؤساء المستكبرين إقراء منهم على أن الهدى قد جاءهم وبان ووضح (( بعد إذ جاءكم )) قال المؤلف في تفسيرها : " لا " إشارة إلى أن الاستفهام هنا للنفي وكلما مر عليكم كلمة لا بعد النفي فإن ترجمتها أن المؤلف يرى أن الاستفهام للنفي ، (( بَلْ كُنتُمْ مُجْرِمِينَ )) في أنفسكم شوف أعوذ بالله في الدنيا تجده يأتي إليه المستكبر هذا .....يدعوه بلطف تام وفي الآخرة يلعن بعضهم بعضاً ويتبرأ بعضهم من بعض ، انظر إلى ملك غسان لما بلغه النبي عليه الصلاة والسلام هجر كعب ابن مالك ، وإيش أرسل إليه ؟ أرسل إليه خطاباً رقيقاً لطيفاً وقال له : إنه بلغنا أن صاحبك قد هجرك فأت إلينا نواسك ، شوف التلفظ .....ولكن لم ينخدع كعب رضي الله عنه لإيمانه وخاف أن ينخدع في المستقبل فماذا صنع ؟ ذهب إلى التنور وأوقد هذه الورقة وهكذا كل شيء تخشى على نفسك منه في المستقبل يجب عليك أن تتلفه لا تقل إني الآن ما يمكن أن أفعل ذلك الشيء أبداً ولا يمكن أن أضل به صحيح أنك في بادئ البدء لا تنخدع لكن الشيطان يعمل عمله ولهذا يجب عليك أن تتلف كل ما تخشى أن تكون عاقبته عليك وخيمة ، الحاصل أن هؤلاء في الآخرة ما يتوددون ولا يتلطفون ولا يرحمون هؤلاء الأتباع (( بل كنتم مجرمين )) والإجرام هو الذم الذي لا يغتفر نعم قال : (( بل كنتم مجرمين ))
الطالب : .......
الشيخ : هذا الذين استضعفوا .
الطالب : ماشي ، ترى النوم إذ لو أحضرت للسرير ولهذا .......نعم .
يقول : (( قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا )) هذا رد لقولهم (( أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ )) الاستفهام هنا بمعنى النفي يعني لن نصددكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل أنتم الذين اخترتم الكفر وهنا صدق قول الله عز وجل : (( إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا ))[البقرة:166]فهنا قال : (( أنحن صددناكم )) يعني ......ولا أجبرناكم على الكفر بل أنتم الذين اخترتم ذلك وقوله : (( صددناكم )) أي صرفناكم وقوله : (( عن الهدى بعد إذ جاءكم )) هذا من باب تحقيق مجيء الهدى ووضوحه وهذا إقرار من هؤلاء الرؤساء المستكبرين إقراء منهم على أن الهدى قد جاءهم وبان ووضح (( بعد إذ جاءكم )) قال المؤلف في تفسيرها : " لا " إشارة إلى أن الاستفهام هنا للنفي وكلما مر عليكم كلمة لا بعد النفي فإن ترجمتها أن المؤلف يرى أن الاستفهام للنفي ، (( بَلْ كُنتُمْ مُجْرِمِينَ )) في أنفسكم شوف أعوذ بالله في الدنيا تجده يأتي إليه المستكبر هذا .....يدعوه بلطف تام وفي الآخرة يلعن بعضهم بعضاً ويتبرأ بعضهم من بعض ، انظر إلى ملك غسان لما بلغه النبي عليه الصلاة والسلام هجر كعب ابن مالك ، وإيش أرسل إليه ؟ أرسل إليه خطاباً رقيقاً لطيفاً وقال له : إنه بلغنا أن صاحبك قد هجرك فأت إلينا نواسك ، شوف التلفظ .....ولكن لم ينخدع كعب رضي الله عنه لإيمانه وخاف أن ينخدع في المستقبل فماذا صنع ؟ ذهب إلى التنور وأوقد هذه الورقة وهكذا كل شيء تخشى على نفسك منه في المستقبل يجب عليك أن تتلفه لا تقل إني الآن ما يمكن أن أفعل ذلك الشيء أبداً ولا يمكن أن أضل به صحيح أنك في بادئ البدء لا تنخدع لكن الشيطان يعمل عمله ولهذا يجب عليك أن تتلف كل ما تخشى أن تكون عاقبته عليك وخيمة ، الحاصل أن هؤلاء في الآخرة ما يتوددون ولا يتلطفون ولا يرحمون هؤلاء الأتباع (( بل كنتم مجرمين )) والإجرام هو الذم الذي لا يغتفر نعم قال : (( بل كنتم مجرمين ))
3 - تفسير قول الله تعالى : (( قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا ))
(( وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ )) إغراء على إضرابهم ولذلك قال : (( بل كنتم مجرمين )) إضراب في إيش ؟ عن قولهم : (( لولا أنتم لكنا مؤمنين )) ثم هؤلاء أضربوا عنهم يعني قابلوهم بإضراب آخر قالوا : (( بل مكر الليل والنهار )) أي مكر فيهما منكم بنا (( مكر الليل والنهار )) هنا المكر مضاف إلى الليل على تقدير في لأن الإضافة قد تكون على تقدير من وعلى تقدير اللام وعلى تقدير اللام وعلى تقدير في ، فإن كان الأول من الثاني يعني بأن كان الثاني جنساً للأول ، إذا كان الثاني جنساً للأول فهو على تقدير من وإذا كان الثاني ظرفاً للأول فهو على تقدير في وما عدا ذلك فعلى تقدير اللام ، عرفتم المفارقة الآن ، تكون الإضافة على تقدير من إذا كان الثاني جنساً للأول وعلى تقدير في إذا كان الثاني ، وعلى تقدير اللام فيما عدا ذلك ، فإن قلت : خاتم الحديث على تقدير من كذا ثوب خد على تقدير من طيب ، في مكر الليل أي مكر في الليل ، ما هو المكر ؟ قالوا في تعريف المكر : أنه التوصل للأسباب الخفية إلى الإيقاع بالمخالف ، هذا المكر التوصل بأسباب خفية إلى الإيقاع بالمخالف يعني بالذي قابلك ، أو إن شئت تقول بالخصم ، كذا يا عيسى عرف .....، مكر الليل أضيف مكراً هنا إلى الليل لأنه ظرف .
اضيفت في - 2011-05-25