تفسير سورة سبأ-09a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
فوائد قول الله تعالى : (( وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين ))
وإن رجعنا إلى الله فإننا لن نعذب وهذا على أحد الاحتمالين والاحتمال الثاني أن قولهم : (( معذبين )) أي أننا لن نبعث ونعذب .
فوائد قول الله تعالى : (( قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن أكثر الناس لا يعلمون ))
ثم قال تعالى : (( قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ )) إلى آخره في هذا إثبات المشيئة لله لقوله : (( لمن يشاء )) وإثبات الأفعال الاختيارية لقوله : (( يبسط - ويقدر )) وفيه أيضاً أن كثرة المال والولد لا يدل على الرضا وإنما هو تابع لماذا ؟ لمشيئة الله .
ومنها : الحكمة العظيمة البالغة في اختلاف الناس في سعة الرزق وضيقه ، لولا ذلك ما قامت مصالح الخلق ، لو كان الناس على حد سواء في الغنى هل يخدم بعضهم بعضاً ؟ لا ولا يقوم بعضهم بمصالح بعض وانظر إلى قوله تعالى : (( أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ )) لماذا ؟ (( لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا ))[الزخرف:32] ولولا هذا الاختلاف من بسط الرزق وسعته ما حصلت هذه الفائدة العظيمة وهو تسخير الناس بعضهم لبعض .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن أكثر الناس تحال بحكمة الله عز وجل في أفعالهم لقوله : (( وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ )) .
ومنها : الحكمة العظيمة البالغة في اختلاف الناس في سعة الرزق وضيقه ، لولا ذلك ما قامت مصالح الخلق ، لو كان الناس على حد سواء في الغنى هل يخدم بعضهم بعضاً ؟ لا ولا يقوم بعضهم بمصالح بعض وانظر إلى قوله تعالى : (( أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ )) لماذا ؟ (( لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا ))[الزخرف:32] ولولا هذا الاختلاف من بسط الرزق وسعته ما حصلت هذه الفائدة العظيمة وهو تسخير الناس بعضهم لبعض .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن أكثر الناس تحال بحكمة الله عز وجل في أفعالهم لقوله : (( وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ )) .
2 - فوائد قول الله تعالى : (( قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن أكثر الناس لا يعلمون )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون ))
ثم قال : (( وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ )) في هذا الآية دليل على أن كثرة الأموال والأولاد لا تستلزم القرب إلى الله فإن من الناس من يكون كثيراً المال والولد وهو من أبعد الناس عن الله ومن الناس من يكون قليلاً من المال والولد وهو من أقرب الناس إلى الله ، فهذا النبي عليه الصلاة والسلام هل هو أكثر الناس أموالاً وأولاداً ؟ ومع ذلك فهو أقرب الناس إلى الله ، وهذا الرجل الذي افتخر بماله وولد وقال : (( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا ))[مريم:77]إذا آتاه الله المال والولد فإنه لا ينفعه ، قال الله تعالى : (( ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا * وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا * وَبَنِينَ شُهُودًا * وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا * ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ * كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا * سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا * إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ ))[المدثر:18]إلى أن قال : (( سَأُصْلِيهِ سَقَرَ ))[المدثر:26]فالأموال والأولاد لا تقرب إلى الله .
ومن فوائدها : أن المؤمن الذي يعمل الصالحات فإن أمواله وأولاده إيش ؟ تقربه إلى الله عز وجل لأنه يكتسبها من حلال ويصرفها فيما يرضي الله عز وجل فيكون منتفعاً بها والأولاد كذلك يقوم عليهم بالتربية والتعليم وغير ذلك من مصالحهم فينتفع بذلك عند الله ولهذا قال : (( إلا من آمن وعمل صالحاً )) .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الجزاء على الإيمان والعمل الصالح مضاعف لقوله : (( فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا )) .
ومن فوائدها : إثبات الأسباب من قوله : الباء في (( بما عملوا )) نعم .
ومن فوائدها : أن منازل الجنة عالية هذا قوله (( وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ )) والغرفة المنزل العالي أما الذي في الأرض فيسمى حجرة لا يسمى غرفة فالمنازل فوق غرف والمنازل تحت حجر .
طيب ومن فوائدها : أن من دخل الجنة فهو آمن ، آمن منين ؟ من كل مخوف آمن من الموت من المرض ، من انقطاع النعيم ، من فساد الثمار ، من كل شيء (( وهم في الغرفات آمنون )) والله أعلم .
لما ذكر جزاء المؤمنين ذكر جزاء غيرهم لأن القرآن مثاني تثنى فيه المعاني فإذا ذكر الثواب ذكر العقاب وإذا ذكر المؤمن ذكر الكافر وذلك لئلا تسأم النفس إذا بقيت في موضوع واحد ولأجل أن يكون الإنسان عند تلاوة دائراً بين الخوف والرجاء ، والمعلوم لنا جميعاً أن الموضوع إذا كان واحداً فإن النفس تمله وتسأم منه فإذا نوع صار في ذلك تنشيط لها ...نعم.
ومن فوائدها : أن المؤمن الذي يعمل الصالحات فإن أمواله وأولاده إيش ؟ تقربه إلى الله عز وجل لأنه يكتسبها من حلال ويصرفها فيما يرضي الله عز وجل فيكون منتفعاً بها والأولاد كذلك يقوم عليهم بالتربية والتعليم وغير ذلك من مصالحهم فينتفع بذلك عند الله ولهذا قال : (( إلا من آمن وعمل صالحاً )) .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الجزاء على الإيمان والعمل الصالح مضاعف لقوله : (( فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا )) .
ومن فوائدها : إثبات الأسباب من قوله : الباء في (( بما عملوا )) نعم .
ومن فوائدها : أن منازل الجنة عالية هذا قوله (( وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ )) والغرفة المنزل العالي أما الذي في الأرض فيسمى حجرة لا يسمى غرفة فالمنازل فوق غرف والمنازل تحت حجر .
طيب ومن فوائدها : أن من دخل الجنة فهو آمن ، آمن منين ؟ من كل مخوف آمن من الموت من المرض ، من انقطاع النعيم ، من فساد الثمار ، من كل شيء (( وهم في الغرفات آمنون )) والله أعلم .
لما ذكر جزاء المؤمنين ذكر جزاء غيرهم لأن القرآن مثاني تثنى فيه المعاني فإذا ذكر الثواب ذكر العقاب وإذا ذكر المؤمن ذكر الكافر وذلك لئلا تسأم النفس إذا بقيت في موضوع واحد ولأجل أن يكون الإنسان عند تلاوة دائراً بين الخوف والرجاء ، والمعلوم لنا جميعاً أن الموضوع إذا كان واحداً فإن النفس تمله وتسأم منه فإذا نوع صار في ذلك تنشيط لها ...نعم.
3 - فوائد قول الله تعالى : (( وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( والذين يسعون في آياتنا معاجزين أولئك في العذاب محضرون ))
قال : (( وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آيَاتِنَا )) قال المؤلف : " القرآن في الإبطال " (( يسعون )) السعي يطلق على مجرد الحركة ويطلق على الركض بشدة ، ففي قوله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ))[الجمعة:9]المراد بذلك مطلق الحركة وليس مراد أن تركض وإذا قلت : يسعى في الطواف بين الصفا والمروة يسعى بين العلمين فالمراد بذلك الركض هنا (( يسعون في آياتنا )) يحتمل أن يكون المراد بذلك مطلق الحركة ويحتمل أن يراد به الحركة الشدة وإقدام وهذا الأخير أبلغ أي أن هؤلاء يسعون جاهدين في آيات الله ، وقول المؤلف : (( في آياتنا )) أي " القرآن " وجهه أن الذين لا ينكرون آيات الله الكونية وإنما ينكرون آيات الله الشرعية على أنهم أحياناً يطلبون آياتاً كونية تعجيزاً للرسول صلى الله عليه وسلم كما حكى الله عنهم في قوله : (( وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنْبُوعًا * أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا * أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلًا * أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُه قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا ))[الإسراء:93]كم آية طلبوها من الآيات الكونية هنا ومع ذلك قال الله سبحانه وتعالى : (( قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي )) يعني توجيهاً له أن يبعث رسول بدون آيات يؤمن على مثلها البشر وما أنا إلا بشر رسول ، المهم أن الآيات هنا فسرها المؤلف بالآيات الشرعية وقال : " إن المراد بها القرآن " ويحتمل أن يراد بها الآيات الكونية والآيات الشرعية جميعاً ، لأن هؤلاء كما يعاجزون في القرآن يعاجزون أيضاً في الآيات الكونية ، وكان القرآن آية من آيات الله لاشتماله على ما يعجز عليه البشر ، بل إن الله تحدى البشر وغيره (( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ))[الإسراء:88]وقال تعالى : (( وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ * أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ ))[العنكبوت50:51]، قال : (( وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ )) لنا مقدرين عجزنا لأنهم يفوتوننا وأنهم يفوتوننا (( معاجزين )) المعاجز هو الطالب لإعجاز غيره فهي عاجزه مثل قاتله فالمعنى أنهم يعاجزون الله أي يطلبون على زعمهم ما به العجز ولهذا قال المؤلف رحمه الله : " أي مقدرين عجزنا وأنهم يفوتوننا ، هؤلاء الذين فعلوا ذلك يعاجزون الله ويطلبون ما به عجز عنه ويقولون : (( اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ))[الأنفال:32]هذا تعجيز لله عز وجل لكن الله سبحانه وتعالى حكيم لا يريده إلا ما أراده بل هو يجعل هذه الأمور حسب ما تقتضيه الحكمة قال الله تعالى : (( أُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ )) قلت لكم قبل قليل إن هذه الجملة هي خبر إيش ؟ (( الذين يسعون )) خبر المبتدأ الآن جملة خبرية وقوله : (( أولئك في العذاب محضرون )) أي محضرون في نفس العذاب لا إلى النار بل يحضرون حتى يوضعوا في نفس العذاب والعذاب بمعنى العقوبة والنكال وهذا خبر يراد به التهديد لا مجرد أن نعلم بأن هؤلاء سيحضرون في العذاب ويعذبون بل المراد التهديد والتحذير من صنيعهم .
تفسير قول الله تعالى : (( قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له ))
ثم قال : (( قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ )) (( قل )) الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ويجوز أن يراد به كل من يصح توجيه الخطاب إليه ، يخاطب هؤلاء الذين يسعون في آياتنا معاجزين ويقولون : عجز الله فيما يدعون (( قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ )) يوسعه هذا معنى يبسط من البسط وهو التوسعة ولهذا يقال : بسط الكلام واختصر الكلام ، بسطه بمعنى وسعه وطوله ، والرزق بمعنى العطاء (( لمن يشاء )) من عباده امتحان (( ويقدر )) نضيقه بعد البسط أو (( لمن يشاء )) ابتلاءً انتبه (( يبسط الرزق لمن يشاء من عباده )) قوله : (( لمن يشاء )) مر علينا كثيراً بأن كل فعل علقه الله بالمشيئة فهو مقرون بالحكمة (( وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ))[الإنسان:30]فمشيئته سبحانه وتعالى تابعة لحكمته فإذا اقتضت حكمته أن يوسع الرزق لأحد وسعه وإذا اقتضت حكمته أن يضيقه ضيقه وقوله : (( من عباده )) المراد بالعباد العبودية العامة لأن المشاهد أن الكافرين والمؤمنين على السواء منهم من يبسط الله لهم الرزق ومنهم من يضيقه ، فالمراد بالعباد إذاً العبودية العامة وقد مر علينا أن العبودية تنقسم : إلى عامة وخاصة ، فالعامة التي تشمل جميع الخلق والمراد بها العبودية الكونية التي قال الله عنها : (( إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ))[مريم:93]وأما الخاصة فهي عبودية الطاعة الشرعية وهي التي قال فيها : (( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا ))[الفرقان:63]إلى أخره طيب من عباده قال المؤلف : " امتحاناً " كيف معنى امتحان ؟ يعني اختبار يختبروا هل يشكر أم يكفر ؟ ولهذا قال سليمان عليه الصلاة والسلام : (( هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ))[النمل:40]حين رأى عرش بلقيس حاضر بين يديه في هذه المدة الوجيزة قال : (( هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ )) وقال تعالى : (( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ))[الأنبياء:35]يعني ابتلاء واختباراً ، وكم من إنسان كان في حالة فقر أصلح مما كان بعد الغنى وكم من إنسان بالعكس كان فقيراً مسرفاً على نفسه ولما أغناه الله وهداه الله ، فالله عز وجل يبسط الرزق لمن يشاء حسب ما تقتضي الحكمة ، قال : (( ويقدر له )) هل يعود على المبسوط له أو يعود على من يشاء عموماً ؟ المؤلف رحمه الله ذكر في المعنيين قال : (( ويقدر )) يضيق له بعد البسط يعني أن الله عز وجل يبسط الرزق لمن يشاء ثم يضيقه عليه ليبلوه يعطي النعم ثم يزيلها امتحاناً واختباراً يمن الله على الإنسان بالأولاد فيموتون ، بالمال فيفنى ، هذا تضييق بعد إيش ؟ بعد البسط أو أن المعنى (( ويقدر له )) أي لمن يشاء لا لهذا الذي كان مبسوطاً له الرزق يعني أنه سبحانه وتعالى يبسط الرزق.... ويقدره ليختبره ، وهل المعنيان يتنافيان ؟ لا وإذا كانا لا يتنافيان فقد مر علينا أن القاعدة في التفسير أن المعنيين لا يتنافيان فإن الآية تحمل عليهما جميعاً (( يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ))
تفسير قول الله تعالى : (( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين ))
(( وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ )) في الخير (( فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ )) يخلفه للإنسان أي يرزق عائلته أي من رزق الله طيب وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ )) (( ما )) هذه شرطية وفعل الشرط (( أنفق )) وجوابه (( فهو يخلفه )) واقترن بالفاء لأنه جملة اسمية ويقترن جواب الشرط بالفاء في سبعة مواضع : يقول لنا ينشد لنا الأخ عبد الرحمن البيت الذي ....فيها
الطالب : ما أحفظه .
الشيخ : ما تحفظه نعم ،
الطالب : ....
الشيخ : وبما نعم .
الطالب : .....
الشيخ : وبما ، لا فهنا بالترتيب .
الطالب : ....
الشيخ : نعم سمعت يا عبد الرحمن ، نعم ، " اسمية طلبية وبجامد وبما وقد وبلن وبالتنفيذ " هذه الآية من أي الأقسام السبعة ؟ اسمية ، وقوله تعالى : (( وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ )) أي الله (( يُخْلِفُهُ )) أي يأتي بخلفه واعلم أن هناك فرقاً بين يَخلُف ويُخلِف فيخلف به الشيء الذي خلف غيره ، قال الله تعالى عن موسى إذ وجه عن خلف لهارون (( اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ ))[الأعراف:142]أي صر خلفاً عني في قومي وأن أخلف الرباعي بل يراد أعطى الخلف ، فالمخلف معطي الخلف والخالف الذي خلف غيره انتبه للفرق بين الثلاثي والرباعي ، الثلاثي إيش معناه ؟ خلف غيره ، والرباعي أعطى الخلف ، ومنه الحديث حديث أبي سلمة نعم قال : (( واخلفني في عقبه )) وحديث أم سلمة قالت : " واخلفني خيراً منه " فاجتمع هذا الحديث على الكلام جميعاً ، حديث أم سلمة : ( ما من عبد يصاب بمصيبة فيقول : الله اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني ) ما قال واخلُف ( واخلفني خيراً منها إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيراً منها ) طيب هنا من الرباعي ولا من الثلاثي ؟ من الرباعي (( فهو يخلفه )) أي يعطي ما يكون خلفاً عنه وقوله : (( وما أنفقتم )) أي أنفقنا نحن بلنا والمؤلف رحمه الله قيده بقوله : " وما أنفقتم في الخير " وهذا القيد الذي قيده به المؤلف دلت عليه آيات متعددة كما قال تعالى : (( وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ )) (( وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ ))[البقرة:272]وفي هذا كثير لأن من أنفق في غير الخير فالخلف غير مضمون له لكن من أنفق في الخير فالخلف مضمون له ، طيب يشمل هذا النفقات الواجبة كإنفاق الإنسان على زوجته وأمه وأبيه وابنه وبنته وما أشبه ذلك ويشمل أيضاً الإنفاق في الزكاة لأنها هي أم الإنفاقات ، لأن الإنفاق في الزكاة أحد أركان الإسلام ويشمل الإنفاق في الجهاد في سبيل الله ويشمل الإنفاق في وجوه الخير كالإحسان إلى الناس وغير ذلك وقوله : (( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه )) هذا الإخلاف هل هو في الكمية أو في الكيفية ؟ بمعنى هل إن الله عز وجل يعطيك بدلاً عنه في الكمية إذا أنفقت عشرة أعطاك عشرة أو في الكيفية بمعنى أن الباقي ينزل الله في البركة حتى يكون مقابلاً لما أنفقت مضمومة إليه ؟ الظاهر يشمل ..... أن الله يخلفه يعطيك خلفاً عنه في الكمية فإذا أنفقت عشرة فتح الله باب الرزق وأعطاك عشرة أو أنه يكون خلفاً عن الكيفية فإن أنفقت عشراً من مائة وبقي تسعين فإن هذه التسعين تقوم مقام المائة أو أكثر من البركة التي يحلها الله عز وجل ولهذا جاء في الحديث الصحيح : ( ما نقصت صدقة من مال ) يعني أن الصدقة لا تنقص من المال ولكنها تزيده كما قال تعالى هنا : (( فهو يخلفه )) قال : (( وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ )) (( خير )) أصلها أخير لأن اسم تفضيل لكنها حذفت الهمزة تخفيفاً لكثرة استعمالها ، و(( الرازقين )) المعطين كيف يقول (( خير الرازقين )) مع أن الذي يرزق الرزق ويعطي الرزق هو الله ؟ نقول : لأن غير الله يرزق لكنه رزق محدود يقال : رزق عائلته قال الله تعالى : (( وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُوا الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا ))[النساء:8]فإذاً الرزق يكون من الله ويكون من غيره لكنه من الله شامل عام ومن غيره ناقص خاص فالإنسان يكون كما قال المؤلف رحمه الله يقول : " إنه يقال إن الإنسان يرزق عائلته " يعني يعطيها لكن عطاء الإنسان عائلته أو رزق غير عائلته منين ؟ من رزق الله ، لولا أن الله أعطاه ما أعطى غيره فيعود المعنى إلى أن الرزق لمن ؟ لله سبحانه وتعالى نعم (( وهو خير الرازقين )) .
الطالب : ما أحفظه .
الشيخ : ما تحفظه نعم ،
الطالب : ....
الشيخ : وبما نعم .
الطالب : .....
الشيخ : وبما ، لا فهنا بالترتيب .
الطالب : ....
الشيخ : نعم سمعت يا عبد الرحمن ، نعم ، " اسمية طلبية وبجامد وبما وقد وبلن وبالتنفيذ " هذه الآية من أي الأقسام السبعة ؟ اسمية ، وقوله تعالى : (( وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ )) أي الله (( يُخْلِفُهُ )) أي يأتي بخلفه واعلم أن هناك فرقاً بين يَخلُف ويُخلِف فيخلف به الشيء الذي خلف غيره ، قال الله تعالى عن موسى إذ وجه عن خلف لهارون (( اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ ))[الأعراف:142]أي صر خلفاً عني في قومي وأن أخلف الرباعي بل يراد أعطى الخلف ، فالمخلف معطي الخلف والخالف الذي خلف غيره انتبه للفرق بين الثلاثي والرباعي ، الثلاثي إيش معناه ؟ خلف غيره ، والرباعي أعطى الخلف ، ومنه الحديث حديث أبي سلمة نعم قال : (( واخلفني في عقبه )) وحديث أم سلمة قالت : " واخلفني خيراً منه " فاجتمع هذا الحديث على الكلام جميعاً ، حديث أم سلمة : ( ما من عبد يصاب بمصيبة فيقول : الله اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني ) ما قال واخلُف ( واخلفني خيراً منها إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيراً منها ) طيب هنا من الرباعي ولا من الثلاثي ؟ من الرباعي (( فهو يخلفه )) أي يعطي ما يكون خلفاً عنه وقوله : (( وما أنفقتم )) أي أنفقنا نحن بلنا والمؤلف رحمه الله قيده بقوله : " وما أنفقتم في الخير " وهذا القيد الذي قيده به المؤلف دلت عليه آيات متعددة كما قال تعالى : (( وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ )) (( وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ ))[البقرة:272]وفي هذا كثير لأن من أنفق في غير الخير فالخلف غير مضمون له لكن من أنفق في الخير فالخلف مضمون له ، طيب يشمل هذا النفقات الواجبة كإنفاق الإنسان على زوجته وأمه وأبيه وابنه وبنته وما أشبه ذلك ويشمل أيضاً الإنفاق في الزكاة لأنها هي أم الإنفاقات ، لأن الإنفاق في الزكاة أحد أركان الإسلام ويشمل الإنفاق في الجهاد في سبيل الله ويشمل الإنفاق في وجوه الخير كالإحسان إلى الناس وغير ذلك وقوله : (( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه )) هذا الإخلاف هل هو في الكمية أو في الكيفية ؟ بمعنى هل إن الله عز وجل يعطيك بدلاً عنه في الكمية إذا أنفقت عشرة أعطاك عشرة أو في الكيفية بمعنى أن الباقي ينزل الله في البركة حتى يكون مقابلاً لما أنفقت مضمومة إليه ؟ الظاهر يشمل ..... أن الله يخلفه يعطيك خلفاً عنه في الكمية فإذا أنفقت عشرة فتح الله باب الرزق وأعطاك عشرة أو أنه يكون خلفاً عن الكيفية فإن أنفقت عشراً من مائة وبقي تسعين فإن هذه التسعين تقوم مقام المائة أو أكثر من البركة التي يحلها الله عز وجل ولهذا جاء في الحديث الصحيح : ( ما نقصت صدقة من مال ) يعني أن الصدقة لا تنقص من المال ولكنها تزيده كما قال تعالى هنا : (( فهو يخلفه )) قال : (( وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ )) (( خير )) أصلها أخير لأن اسم تفضيل لكنها حذفت الهمزة تخفيفاً لكثرة استعمالها ، و(( الرازقين )) المعطين كيف يقول (( خير الرازقين )) مع أن الذي يرزق الرزق ويعطي الرزق هو الله ؟ نقول : لأن غير الله يرزق لكنه رزق محدود يقال : رزق عائلته قال الله تعالى : (( وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُوا الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا ))[النساء:8]فإذاً الرزق يكون من الله ويكون من غيره لكنه من الله شامل عام ومن غيره ناقص خاص فالإنسان يكون كما قال المؤلف رحمه الله يقول : " إنه يقال إن الإنسان يرزق عائلته " يعني يعطيها لكن عطاء الإنسان عائلته أو رزق غير عائلته منين ؟ من رزق الله ، لولا أن الله أعطاه ما أعطى غيره فيعود المعنى إلى أن الرزق لمن ؟ لله سبحانه وتعالى نعم (( وهو خير الرازقين )) .
تفسير قول الله تعالى : (( ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون ))
قال : " واذكر يوم نحشرهم جيعاً ثم نقول للملائكة "
الطالب : كيف ....؟
الشيخ : ما ....قال : " واذكر يوم نحشرهم جيعاً " واذكر قدرها المؤلف لأن إذا ظرف والظرف كالجار والمجرور لابد له من متعلق وهذا المتعلق يكون مذكوراً ويكون مقدراً كقوله تعالى : (( وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ ))[الأنعام:93]العامل مذكور ولا محذوف ؟ (( وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ )) مذكور (( ترى )) (( وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ ))[الأنفال:50]العامل هنا مذكور وقد يحذف وهو كثير في القرآن ، هنا عامل (( يوم )) محذوف واذكر (( يوم يحشرهم )) قلت ذلك اليوم تحذيراً منه وتخويفاً لأن هذا اليوم يوم عظيم وقوله : (( يحشرهم جميعاً _ نحشرهم جميعاً )) (( نحشرهم )) أي نجمعهم و (( جميعاً )) حال من الهاء في قوله : (( نحشرهم )) ومتى يكون ذلك ؟ قال الله تعالى : (( يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ ))[التغابن:9]يكون هذا يوم القيامة يحشر الله تعالى الأولين والآخرين قال الله تعالى : (( قُلْ إِنَّ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ))[الواقعة49:50]وقال تعالى : (( ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ ))[هود:103] (( نحشرهم جميعاً )) أي المشركين (( ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ )) قوله : (( أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ )) الهمزة للاستفهام و (( هؤلاء )) إيش إعرابها ؟ مفعول مقدم ليعبدون أو هي مبتدأ والمفعول (( إياكم )) لأن يعبدون مفرغة يعني أنها لم تأخذ مفعولها وإذا لم تأخذ مفعولها صار ما سبق هو المفعول طيب ، وهل يجوز تقديم مفعول خبر كان عليها ؟ الجواب نعم يجوز وقد مر علينا هذا في باب كان وأخواتها أنه يجوز تقديم خبرها ويجوز تقديم معمول خبرها ، قال الله تعالى : (( أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ ))[هود:8]قدم عامل الخبر عن الأداة ، هنا قدم عامل الخبر عن الأداة (( إياكم )) مفعول لـ(( يعبدون )) يعني أهؤلاء كانوا يعبدونكم ولكنه فصل الضمير لتقدمه قال : (( أهؤلاء إياكم )) بتحقيق الهمزتين وإبدال الأولى ياءً ....عندنا همزتان همزه (( هؤلاء )) وهمزة (( إياكم )) فيها ثلاث قراءات :
القراءة الأولى : " تحقيق الهمزتين " وصفة النطق بها (( أهؤلاءِ إِياكم )) .
القراءة الثانية : يقول : " وإبدال الأولى ياءً " (( أهؤلاي إياكم )) .
الثالثة : " إسقاط الهمزة الأولى " (( أهؤلا إياكم )) بدون همزة .
الطالب : إسقاط الأولى (( هؤلاء _ أهؤلاء )) .
الشيخ : نعم .
الطالب : إسقاط الأولى .
الطالب : كيف ....؟
الشيخ : ما ....قال : " واذكر يوم نحشرهم جيعاً " واذكر قدرها المؤلف لأن إذا ظرف والظرف كالجار والمجرور لابد له من متعلق وهذا المتعلق يكون مذكوراً ويكون مقدراً كقوله تعالى : (( وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ ))[الأنعام:93]العامل مذكور ولا محذوف ؟ (( وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ )) مذكور (( ترى )) (( وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ ))[الأنفال:50]العامل هنا مذكور وقد يحذف وهو كثير في القرآن ، هنا عامل (( يوم )) محذوف واذكر (( يوم يحشرهم )) قلت ذلك اليوم تحذيراً منه وتخويفاً لأن هذا اليوم يوم عظيم وقوله : (( يحشرهم جميعاً _ نحشرهم جميعاً )) (( نحشرهم )) أي نجمعهم و (( جميعاً )) حال من الهاء في قوله : (( نحشرهم )) ومتى يكون ذلك ؟ قال الله تعالى : (( يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ ))[التغابن:9]يكون هذا يوم القيامة يحشر الله تعالى الأولين والآخرين قال الله تعالى : (( قُلْ إِنَّ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ))[الواقعة49:50]وقال تعالى : (( ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ ))[هود:103] (( نحشرهم جميعاً )) أي المشركين (( ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ )) قوله : (( أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ )) الهمزة للاستفهام و (( هؤلاء )) إيش إعرابها ؟ مفعول مقدم ليعبدون أو هي مبتدأ والمفعول (( إياكم )) لأن يعبدون مفرغة يعني أنها لم تأخذ مفعولها وإذا لم تأخذ مفعولها صار ما سبق هو المفعول طيب ، وهل يجوز تقديم مفعول خبر كان عليها ؟ الجواب نعم يجوز وقد مر علينا هذا في باب كان وأخواتها أنه يجوز تقديم خبرها ويجوز تقديم معمول خبرها ، قال الله تعالى : (( أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ ))[هود:8]قدم عامل الخبر عن الأداة ، هنا قدم عامل الخبر عن الأداة (( إياكم )) مفعول لـ(( يعبدون )) يعني أهؤلاء كانوا يعبدونكم ولكنه فصل الضمير لتقدمه قال : (( أهؤلاء إياكم )) بتحقيق الهمزتين وإبدال الأولى ياءً ....عندنا همزتان همزه (( هؤلاء )) وهمزة (( إياكم )) فيها ثلاث قراءات :
القراءة الأولى : " تحقيق الهمزتين " وصفة النطق بها (( أهؤلاءِ إِياكم )) .
القراءة الثانية : يقول : " وإبدال الأولى ياءً " (( أهؤلاي إياكم )) .
الثالثة : " إسقاط الهمزة الأولى " (( أهؤلا إياكم )) بدون همزة .
الطالب : إسقاط الأولى (( هؤلاء _ أهؤلاء )) .
الشيخ : نعم .
الطالب : إسقاط الأولى .
اضيفت في - 2011-05-25