تفسير سورة سبأ-09b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تابع تفسير قول الله تعالى : (( ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون ))
الطالب : إسقاط الأولى .
الشيخ : عن الهمز يعني الهمزة الأولى من الهمزتين المتجاورتين وهي همزة أولاء الثانية وهمزة إياكم ، هذه ثلاث قراءات وفي أيها قراءتها شاذة يقول : (( كانوا يعبدون )) (( كانوا )) متى ؟ في الدنيا يقول الله تعالى ذلك توبيخاً وتقريعاً لهؤلاء العابدين الذين كانوا يعبدون الملائكة ، والملائكة تقدم لنا كثيراً أنها جمع ملك وأصل ملك ملأك وأصل ملأك مألك كذا ، ففيها أصول لكنها للاستعمال وصلت إلى هذا الوضع ، (( قالوا )) الضمير
الشيخ : عن الهمز يعني الهمزة الأولى من الهمزتين المتجاورتين وهي همزة أولاء الثانية وهمزة إياكم ، هذه ثلاث قراءات وفي أيها قراءتها شاذة يقول : (( كانوا يعبدون )) (( كانوا )) متى ؟ في الدنيا يقول الله تعالى ذلك توبيخاً وتقريعاً لهؤلاء العابدين الذين كانوا يعبدون الملائكة ، والملائكة تقدم لنا كثيراً أنها جمع ملك وأصل ملك ملأك وأصل ملأك مألك كذا ، ففيها أصول لكنها للاستعمال وصلت إلى هذا الوضع ، (( قالوا )) الضمير
1 - تابع تفسير قول الله تعالى : (( ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون ))
يعود على الملائكة (( سبحانك )) تنزيهاً لك عن الشريك يعني أننا ننزهك عن أن نكون شركاء لك لا نحن ولا غيرنا وتنزيه الله سبحانه وتعالى يكون عن شيئين :
أحدهما : النقص .
والثاني : مشابهة المخلوقين وإن كان مشابهة المخلوقين من النقص لكن هذا من باب التفصيل في القول ، ننزه الله عن النقص فمثلاً لا يوصف الله تعالى بالعمى بالصمم والعجز والضعف وما أشبه ذلك مشابهة المخلوقين فيما له من صفات الكمال فلا يقال علمه كعلم المخلوقين أو وجهه كوجه المخلوقين أو يده كيد المخلوقين وما أشبه ذلك فهو منزه عن هذين الأمرين هنا منزه عن أن يكون له شريك لأن لو كان له شريك لكان ناقصاً إذ أن الشريك معين لمن شاركه أو مالك لما يملكه فالله سبحانه منزه عن هذا وتقول لذلك سبحانك أن تنزيهاً لك عن الشريك وأفادنا المؤلف بقوله : " تنزيهاً " أفادنا أن قول (( سبحان )) منصوبة على أنها اسم مصدر فتكون مقرونة مطلقاً وهي ملازمة للنصب على المفعولية المطلقة دائماً وملازمة للإضافة فلا تقع مضافة وإلا منصوبة على مفعولها المطلق ، (( سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ )) أي لا موالاة بيننا وبينهم من جهتنا يعني أن هذه الجملة خبرية ثبوتية (( أنت ولينا من دونهم )) معناها الجملة السلبية أي لا نتولاهم بل أنت ولينا من دونهم فلا موالاة بيننا وبينهم وإذا انتفت الموالاة ثبت ضدها وهي المعاداة يعني فهؤلاء أعداؤنا وأنت ولينا من دونهم وهذا كقوله تعالى : (( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ))[البقرة:257] (( أنت ولينا من دونهم )) (( بَلْ )) للانتقال (( كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ )) أي الشياطين أي يطيعونهم في عبادتهم إيانا (( أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ )) مصدقون فيما يقولون ، (( بل )) للانتقال لأن بل تأتي للإضراب الانتقالي والإضراب أي الظاهر ، فإن كان المقصود بها إبطال ما سبق وإثبات ما لحق فالإضراب إبطالي ، وإذا كان المقصود بها الانتقال من معنى إلى آخر فوقه أو دونه يسمى إضراباً انتقالياً ، هنا المؤلف يقول إن هذا الإضراب انتقالي يعني أنهم لم يبطلون سبق فهم باقون على قولهم (( سبحانك أنت ولينا من دونهم )) ولا موالاة بيننا وبينهم ولا نواليهم ولا يوالونا بل نزيد على ذلك (( كانوا يعبدون الجن )) والمراد بـ(( الجن )) هنا الشياطين لأن الجن هم الشياطين في الواقع ، قال الله تعالى : (( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ))[الكهف:50]فهم يعبدون الجن لماذا ؟ إن كان المراد .
إذا كانوا يعبدون الملائكة فما هو ظاهر السياق ؟ فكيف عبادتهم للجن هنا ؟ عبادتهم للجن عبادة طاعة أي أنهم يطيعونهم في الإشراك فالجن تأمرهم أن يجعلوا الملائكة شركاء مع الله في العبادة فيطيعونهم ومن أطاع غير الله في معصية الله فقد اتخذه إلها ً قال الله تعالى : (( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ ))[التوبة:31]وقد روي أنهم كانوا إذا أحلوا ما حرم الله أحلوه وإذا حرموا ما أحل الله حرموه فجعلوهم إلهاً مع الله سبحانه وتعالى في التحليل والتحريم والطاعة فيكون معنى قوله : (( بل كانوا يعبدون الجن )) أي يطيعونهم في عبادة من ؟ في عبادة الملائكة ومن أطاع غيره في معصية الله فقد اتخذه إلهاً ، (( بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ )) (( أكثرهم بهم مؤمنون )) مصدقون لهم قال : (( أكثرهم )) ولم يقل كلهم مع أن الجميع يعبدون الملائكة طاعة للجن فلماذا عبروا بقولهم أكثرهم ولم يقولوا كلهم ؟ جواب ذلك أن يقال أن هؤلاء المشركين ينقسمون إلى قسمين :
قسم : عامة الأتباع ، عامة الأتباع لا يعرفون شيئاً ، وجدوا آبائهم على دين فمشوا عليه .
والقسم الآخر : يعني .....يعرفون الأمر ولكنهم يؤمنون بهؤلاء الجن ويصدقونهم ويكفرون بالرسل وهؤلاء هم الأكثر ومع ذلك فإن الأتباع وهو القسم الأول إذا تبين لهم الحق وأصروا على اتباع هؤلاء وقالوا كما قالت الأمم (( إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ ))[الزخرف:22]فإنهم مستحقون للعذاب لأنه كفروا عن بصيرة
أحدهما : النقص .
والثاني : مشابهة المخلوقين وإن كان مشابهة المخلوقين من النقص لكن هذا من باب التفصيل في القول ، ننزه الله عن النقص فمثلاً لا يوصف الله تعالى بالعمى بالصمم والعجز والضعف وما أشبه ذلك مشابهة المخلوقين فيما له من صفات الكمال فلا يقال علمه كعلم المخلوقين أو وجهه كوجه المخلوقين أو يده كيد المخلوقين وما أشبه ذلك فهو منزه عن هذين الأمرين هنا منزه عن أن يكون له شريك لأن لو كان له شريك لكان ناقصاً إذ أن الشريك معين لمن شاركه أو مالك لما يملكه فالله سبحانه منزه عن هذا وتقول لذلك سبحانك أن تنزيهاً لك عن الشريك وأفادنا المؤلف بقوله : " تنزيهاً " أفادنا أن قول (( سبحان )) منصوبة على أنها اسم مصدر فتكون مقرونة مطلقاً وهي ملازمة للنصب على المفعولية المطلقة دائماً وملازمة للإضافة فلا تقع مضافة وإلا منصوبة على مفعولها المطلق ، (( سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ )) أي لا موالاة بيننا وبينهم من جهتنا يعني أن هذه الجملة خبرية ثبوتية (( أنت ولينا من دونهم )) معناها الجملة السلبية أي لا نتولاهم بل أنت ولينا من دونهم فلا موالاة بيننا وبينهم وإذا انتفت الموالاة ثبت ضدها وهي المعاداة يعني فهؤلاء أعداؤنا وأنت ولينا من دونهم وهذا كقوله تعالى : (( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ))[البقرة:257] (( أنت ولينا من دونهم )) (( بَلْ )) للانتقال (( كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ )) أي الشياطين أي يطيعونهم في عبادتهم إيانا (( أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ )) مصدقون فيما يقولون ، (( بل )) للانتقال لأن بل تأتي للإضراب الانتقالي والإضراب أي الظاهر ، فإن كان المقصود بها إبطال ما سبق وإثبات ما لحق فالإضراب إبطالي ، وإذا كان المقصود بها الانتقال من معنى إلى آخر فوقه أو دونه يسمى إضراباً انتقالياً ، هنا المؤلف يقول إن هذا الإضراب انتقالي يعني أنهم لم يبطلون سبق فهم باقون على قولهم (( سبحانك أنت ولينا من دونهم )) ولا موالاة بيننا وبينهم ولا نواليهم ولا يوالونا بل نزيد على ذلك (( كانوا يعبدون الجن )) والمراد بـ(( الجن )) هنا الشياطين لأن الجن هم الشياطين في الواقع ، قال الله تعالى : (( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ))[الكهف:50]فهم يعبدون الجن لماذا ؟ إن كان المراد .
إذا كانوا يعبدون الملائكة فما هو ظاهر السياق ؟ فكيف عبادتهم للجن هنا ؟ عبادتهم للجن عبادة طاعة أي أنهم يطيعونهم في الإشراك فالجن تأمرهم أن يجعلوا الملائكة شركاء مع الله في العبادة فيطيعونهم ومن أطاع غير الله في معصية الله فقد اتخذه إلها ً قال الله تعالى : (( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ ))[التوبة:31]وقد روي أنهم كانوا إذا أحلوا ما حرم الله أحلوه وإذا حرموا ما أحل الله حرموه فجعلوهم إلهاً مع الله سبحانه وتعالى في التحليل والتحريم والطاعة فيكون معنى قوله : (( بل كانوا يعبدون الجن )) أي يطيعونهم في عبادة من ؟ في عبادة الملائكة ومن أطاع غيره في معصية الله فقد اتخذه إلهاً ، (( بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ )) (( أكثرهم بهم مؤمنون )) مصدقون لهم قال : (( أكثرهم )) ولم يقل كلهم مع أن الجميع يعبدون الملائكة طاعة للجن فلماذا عبروا بقولهم أكثرهم ولم يقولوا كلهم ؟ جواب ذلك أن يقال أن هؤلاء المشركين ينقسمون إلى قسمين :
قسم : عامة الأتباع ، عامة الأتباع لا يعرفون شيئاً ، وجدوا آبائهم على دين فمشوا عليه .
والقسم الآخر : يعني .....يعرفون الأمر ولكنهم يؤمنون بهؤلاء الجن ويصدقونهم ويكفرون بالرسل وهؤلاء هم الأكثر ومع ذلك فإن الأتباع وهو القسم الأول إذا تبين لهم الحق وأصروا على اتباع هؤلاء وقالوا كما قالت الأمم (( إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ ))[الزخرف:22]فإنهم مستحقون للعذاب لأنه كفروا عن بصيرة
2 - تفسير قول الله تعالى : (( قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( فاليوم لا يملك بعضكم لبعض نفعا ولا ضرا ونقول للذين ظلموا ذوقوا عذاب النار التي كنتم بها تكذبون ))
(( فَالْيَوْمَ لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعًا وَلا ضَرًّا )) (( فاليوم )) أل هنا للعهد ، ما نوعه ؟
الطالب : الذهني .
الشيخ : لا ، المراد به وهو الحضور ، يعني الحضور اليوم ، هذا للعهد الذكر والمذكور هو قوله : (( ويوم نحشرهم )) أي فاليوم الذي نحشرهم فيه لا يملك بعضكم لبعض نفعاً ولا ضراً ، وقوله : (( اليوم )) لماذا نصبت أو بماذا نصبت ؟
الطالب : .....
الشيخ : لا .
الطالب : .....
الشيخ : لا .
الطالب : على الظرفية .
الشيخ : على الظرفية ، والعامل فيها قوله : (( لا يملك )) يعني فلا يملك اليوم بعضكم لبعض نفعاً ولا ضراً (( فَالْيَوْمَ لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ )) أي بعض المعبودين لبعض العابدين ، (( لِبَعْضٍ نَفْعًا )) شفاعة (( وَلا ضَرًّا )) تعذيباً طيب (( لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ )) من الذي انتفى انتفاء ملكه ؟ العابدين أو المعبودين ؟ الذي لا يملك المعبود لأن العابد يرجو من وراء المعبود النفع أو الضرر فنقول : لا يملك العابد للمعبود ضراً ولا نفعاً كما أنه لا يملك المعبود للعابد ضراً ولا نفعاً وهذا والله أعلم هو الحكمة لأن الله عز وجل قال : (( فَالْيَوْمَ لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ )) وجعلها مبهمة ليشمل العابد والمعبود والتابع والمتبوع فكل أحد يوم القيامة لا يملك لأحد نفعاً ولا ضراً ، المؤلف يقول : " الشفاعة " مع أن كلمة نفع أعم من الشفاعة لكن كأنه رحمه الله قيدها بالشفاعة لقولهم : (( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ))[الزمر:3]فادعوا أن عبادتهم إياهم من أجل أن تشفع لهم عند الله سبحانه وتعالى وتقربهم إليه (( فَالْيَوْمَ لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعًا وَلا ضَرًّا )) يعني نفعاً في عبادتكم إياهم في الشفاعة والأصح وفي غيرها ، (( ولا ضراً )) بعدم عبادتكم إياهم أن أنهم إذا لم تعبدوهم فإنهم لن يضروكم وكما أنهم لا يملكون في ذلك اليوم نفعاً ولا ضراً فكذلك لا يملكون في الدنيا نفعاً ولا ضراً فإن قلت إنه قد يعبد الإنسان غير الله فيدعوه لكشف ضر فينكشف ذلك الضر فما الجواب عن هذه الآية وغيرها ؟ نقول : إن هذا الذي حصل لم يحصل بالدعاء أو بالعبادة ولا يكن حصلا عنده فليس ذلك سبباً فإذا قلت قولك : إنه حصل عنده لا به دعوة تحتاج إلى برهان وإلا لكان الواجب أن يحال الأمر على الشيء أو على السبب الظاهر وهو دعاء هذه الأصنام فاهمين الإضراب هذا ولا لا ؟ طيب يعني قد تقول : إن هذا الشيء عند الدعاء لا بالدعاء فيقال لك : هذه الدعوة لمن ؟ ما دام هذا الصنم أن يشفيه فشفي فالأصل إحالة الحكم على السبب الظاهر وهو هذا الدعاء فدعوى أنه حصل بغير هذا السبب الظاهر تحتاج إلى دليل فالجواب أن لدينا دليل على ذلك وهو قوله تعالى : (( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ))[يونس:18]وقال تعالى : (( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ))[الأحقاف:5]فهاتان الآيتان وما أشبههما كلها تدل على أن هذه الأصنام لا تنفع لا بجلب نفع ولا بدفع ضرر فإن وجد شيء حصل بعد الدعاء فقد حصل عنده إيش ؟ لا به فإن قلت كيف يكون هذا الشيء وما الحكمة من أن الله عز وجل يجعل حدوث هذا النفع أو اندفاع هذا الضرر عند دعاء هذه الأصنام ؟ نعم نقول فتنة وامتحاناً فإن الله تعالى قد يمتحن العبد بالشيء المحرم يصر عليه أو يبتليه بالشيء المحرم ويمتنع منه والله على كل شيء قدير نعم .
الطالب : .....؟
الطالب : الذهني .
الشيخ : لا ، المراد به وهو الحضور ، يعني الحضور اليوم ، هذا للعهد الذكر والمذكور هو قوله : (( ويوم نحشرهم )) أي فاليوم الذي نحشرهم فيه لا يملك بعضكم لبعض نفعاً ولا ضراً ، وقوله : (( اليوم )) لماذا نصبت أو بماذا نصبت ؟
الطالب : .....
الشيخ : لا .
الطالب : .....
الشيخ : لا .
الطالب : على الظرفية .
الشيخ : على الظرفية ، والعامل فيها قوله : (( لا يملك )) يعني فلا يملك اليوم بعضكم لبعض نفعاً ولا ضراً (( فَالْيَوْمَ لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ )) أي بعض المعبودين لبعض العابدين ، (( لِبَعْضٍ نَفْعًا )) شفاعة (( وَلا ضَرًّا )) تعذيباً طيب (( لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ )) من الذي انتفى انتفاء ملكه ؟ العابدين أو المعبودين ؟ الذي لا يملك المعبود لأن العابد يرجو من وراء المعبود النفع أو الضرر فنقول : لا يملك العابد للمعبود ضراً ولا نفعاً كما أنه لا يملك المعبود للعابد ضراً ولا نفعاً وهذا والله أعلم هو الحكمة لأن الله عز وجل قال : (( فَالْيَوْمَ لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ )) وجعلها مبهمة ليشمل العابد والمعبود والتابع والمتبوع فكل أحد يوم القيامة لا يملك لأحد نفعاً ولا ضراً ، المؤلف يقول : " الشفاعة " مع أن كلمة نفع أعم من الشفاعة لكن كأنه رحمه الله قيدها بالشفاعة لقولهم : (( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ))[الزمر:3]فادعوا أن عبادتهم إياهم من أجل أن تشفع لهم عند الله سبحانه وتعالى وتقربهم إليه (( فَالْيَوْمَ لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعًا وَلا ضَرًّا )) يعني نفعاً في عبادتكم إياهم في الشفاعة والأصح وفي غيرها ، (( ولا ضراً )) بعدم عبادتكم إياهم أن أنهم إذا لم تعبدوهم فإنهم لن يضروكم وكما أنهم لا يملكون في ذلك اليوم نفعاً ولا ضراً فكذلك لا يملكون في الدنيا نفعاً ولا ضراً فإن قلت إنه قد يعبد الإنسان غير الله فيدعوه لكشف ضر فينكشف ذلك الضر فما الجواب عن هذه الآية وغيرها ؟ نقول : إن هذا الذي حصل لم يحصل بالدعاء أو بالعبادة ولا يكن حصلا عنده فليس ذلك سبباً فإذا قلت قولك : إنه حصل عنده لا به دعوة تحتاج إلى برهان وإلا لكان الواجب أن يحال الأمر على الشيء أو على السبب الظاهر وهو دعاء هذه الأصنام فاهمين الإضراب هذا ولا لا ؟ طيب يعني قد تقول : إن هذا الشيء عند الدعاء لا بالدعاء فيقال لك : هذه الدعوة لمن ؟ ما دام هذا الصنم أن يشفيه فشفي فالأصل إحالة الحكم على السبب الظاهر وهو هذا الدعاء فدعوى أنه حصل بغير هذا السبب الظاهر تحتاج إلى دليل فالجواب أن لدينا دليل على ذلك وهو قوله تعالى : (( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ))[يونس:18]وقال تعالى : (( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ))[الأحقاف:5]فهاتان الآيتان وما أشبههما كلها تدل على أن هذه الأصنام لا تنفع لا بجلب نفع ولا بدفع ضرر فإن وجد شيء حصل بعد الدعاء فقد حصل عنده إيش ؟ لا به فإن قلت كيف يكون هذا الشيء وما الحكمة من أن الله عز وجل يجعل حدوث هذا النفع أو اندفاع هذا الضرر عند دعاء هذه الأصنام ؟ نعم نقول فتنة وامتحاناً فإن الله تعالى قد يمتحن العبد بالشيء المحرم يصر عليه أو يبتليه بالشيء المحرم ويمتنع منه والله على كل شيء قدير نعم .
الطالب : .....؟
3 - تفسير قول الله تعالى : (( فاليوم لا يملك بعضكم لبعض نفعا ولا ضرا ونقول للذين ظلموا ذوقوا عذاب النار التي كنتم بها تكذبون )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( والذين يسعون في آياتنا معاجزين أولئك في العذاب محضرون ))
نأخذ الفوائد الآن قال الله عز وجل : (( وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ ))[سبأ:38]في هذه الآيات من الفوائد :
أولاً : أن من عباد الله من يسعى لإبطال آيات الله عز وجل بكل ما يستطيع من قوة ، وجه ذلك أن الله أثبته وأثبت عذابه فقال : (( أُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ )) وليس شيئاً ملحوظاً مقدراً بل هو شيء واقع .
ومن فوائد الآية الكريمة : بيان ما يصل إليه عتو الإنسان وطغيانه حيث يسعى في آيات الله معاجزاً لله عز وجل فمن أنت حتى تعاجز الله وتطلب تعجيزه وتتحداه ؟
ومن فوائد الآية الكريمة : أن هؤلاء المعاجزين الذين يسعون في آيات الله معاجزين سوف يكونون يوم القيامة في العذاب لقوله : (( أُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ )) وربما يقول قائل : إنهم في العذاب محضرون حتى في الدنيا ويكون المراد بالعذاب هنا العذاب القلبي لأن الكافر مهما نعم في الدنيا فإنه في ألم وعذاب في قلبه لأن الكافر لا يشبع من الدنيا فهو في حزن خوفاً من ذهاب الموجود وفي هم طلباً لوجود المفقود لأنه يريد أن تنمو له الدنيا وتزدهر ويخشى أيضاً من أن تفوت بخلاف المؤمن .
ومن فوائد الآية الكريمة : إثبات الجزاء والعقوبة لقوله : (( أُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ )) .
أولاً : أن من عباد الله من يسعى لإبطال آيات الله عز وجل بكل ما يستطيع من قوة ، وجه ذلك أن الله أثبته وأثبت عذابه فقال : (( أُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ )) وليس شيئاً ملحوظاً مقدراً بل هو شيء واقع .
ومن فوائد الآية الكريمة : بيان ما يصل إليه عتو الإنسان وطغيانه حيث يسعى في آيات الله معاجزاً لله عز وجل فمن أنت حتى تعاجز الله وتطلب تعجيزه وتتحداه ؟
ومن فوائد الآية الكريمة : أن هؤلاء المعاجزين الذين يسعون في آيات الله معاجزين سوف يكونون يوم القيامة في العذاب لقوله : (( أُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ )) وربما يقول قائل : إنهم في العذاب محضرون حتى في الدنيا ويكون المراد بالعذاب هنا العذاب القلبي لأن الكافر مهما نعم في الدنيا فإنه في ألم وعذاب في قلبه لأن الكافر لا يشبع من الدنيا فهو في حزن خوفاً من ذهاب الموجود وفي هم طلباً لوجود المفقود لأنه يريد أن تنمو له الدنيا وتزدهر ويخشى أيضاً من أن تفوت بخلاف المؤمن .
ومن فوائد الآية الكريمة : إثبات الجزاء والعقوبة لقوله : (( أُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ )) .
فوائد قول الله تعالى : (( قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له ))
ثم قال الله سبحانه وتعالى : (( قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ )) في هذه الآية من الفوائد : طلب الإعلان في أنه الأمور كلها بيد الله من بسط وتضييق لقوله : ( قل ) إذ أنه ليس المراد أن تقولها في نفسك بل تقولها في نفسك ولغيرك أيضاً .
ومن فوائدها : أن الأرزاق بيد الله لقوله : (( يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ )) ويترتب على هذا فائدة وهي : أن نطلب الرزق ممن ؟ من الله لأنه هو الذي يبسط الرزق ويقدر ويتفرع عليها فائدة أخرى : وهي ألا نطلب رزق الله بمعاصيه لأن طلب رزق الله بمعاصيه منافٍ للأدب ، كيف تطلب الرزق من ، من بيده الرزق بمعصيته ؟ ولهذا حذر النبي عليه الصلاة والسلام من ذلك فقال : ( إنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ) يعني اطلبوا الرزق طلباً جميلاً وهو ما وافق الشرع وعلى هذا فطلب الرزق بالغش والكذب والظلم طلب مشروع ولا غير مشروع ؟ غير مشروع بل وينافي الأدب مع الله عز وجل .
ومن فوائد الآية الكريمة : تمام ربوبية الله سبحانه وتعالى وسلطانه لكونه يبسط ويقدر ولا أحد يمكن أن يعترض عليه وحتى لو اعترض عليه هل ينفع هذا الاعتراض ؟ لا ينفع لأن الله مدبر لما يشاء .
ومن فوائدها : أن الأرزاق بيد الله لقوله : (( يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ )) ويترتب على هذا فائدة وهي : أن نطلب الرزق ممن ؟ من الله لأنه هو الذي يبسط الرزق ويقدر ويتفرع عليها فائدة أخرى : وهي ألا نطلب رزق الله بمعاصيه لأن طلب رزق الله بمعاصيه منافٍ للأدب ، كيف تطلب الرزق من ، من بيده الرزق بمعصيته ؟ ولهذا حذر النبي عليه الصلاة والسلام من ذلك فقال : ( إنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ) يعني اطلبوا الرزق طلباً جميلاً وهو ما وافق الشرع وعلى هذا فطلب الرزق بالغش والكذب والظلم طلب مشروع ولا غير مشروع ؟ غير مشروع بل وينافي الأدب مع الله عز وجل .
ومن فوائد الآية الكريمة : تمام ربوبية الله سبحانه وتعالى وسلطانه لكونه يبسط ويقدر ولا أحد يمكن أن يعترض عليه وحتى لو اعترض عليه هل ينفع هذا الاعتراض ؟ لا ينفع لأن الله مدبر لما يشاء .
فوائد قول الله تعالى : (( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين ))
ومن فوائد الآية الكريمة : الحث على الإنفاق لقوله : (( وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ )) ووجه ذلك أن الإنسان إذا أنفق فإن نفسه الأمارة بالسوء تقول له إذا أنفقت من مالك نقصت منه فلا تنفق فيقول الله عز وجل : (( َمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ )) .
ومن فوائدها أيضاً : أن الإنفاق وإن قل فهو مخلوف من أين تؤخذ ؟ (( من شيء )) فإنها نكرة في سياق الشرط مؤكدة بـ(( من الزائدة )) هذا إذا لم تكن (( من )) بياناً لـ(( ما )) في قوله (( ما أنفقتم )) طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الله سبحانه وتعالى خير الرازقين لكثرة العطاء وبدوام العطاء فمن سوى الله من الرازقين لا يعطي الكثير فإذا أعطى الكثير فإنه يمل ولا يستمر في عطائه أما الله عز وجل فإنه خير الرازقين في عطائه كثرة واستمراراً .
ومن فوائدها : إثبات رازق سوى الله من أين تؤخذ ؟ من قوله : (( خَيْرُ الرَّازِقِينَ )) فإن هذا يدل على وجود مفضل ومفضل عليه مشتركين في أصل المفضل به وهو الرزق ولكن رزق غير الله من رزق الله لأن هذا الذي أعطاني مثلاً من أين له العطاء ؟ من الله فيكون إعطائه إياي من رزق الله الذي أعطاه وأيضاً فإن رزق غير الله رزق محدود ليس شاملاً لكل أحد وليس شاملاً لكل زمن .
ومن فوائد الآية الكريمة أيضاً : أن أفعال العباد مخلوقة لله ففيها رد على من ؟ القدرية من أين تؤخذ الفائدة هذه ؟ لقوله : (( َمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ )) ونحن نعلم أن الرزق الذي يأتينا يكون كثيراً من كثرة التجر ونحرث ونعمل ونحصل على الرزق فيكون في هذا دليل على أن فعل العبد مخلوق لله سبحانه وتعالى ، وفيها أيضاً رد على الجهمية على الجبرية قصدي وهم الجهمية أيضاً لقوله : (( وما أنفقتم )) حيث أضاف الفعل إلى العبد والجبرية يقولون : " إن الإنسان مسلوب القدرة والاختيار وفعله لا ينسب إليه إلا على سبيل المجاز وإلا فلا اختيار له في فعله " .
ومن فوائدها أيضاً : أن الإنفاق وإن قل فهو مخلوف من أين تؤخذ ؟ (( من شيء )) فإنها نكرة في سياق الشرط مؤكدة بـ(( من الزائدة )) هذا إذا لم تكن (( من )) بياناً لـ(( ما )) في قوله (( ما أنفقتم )) طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الله سبحانه وتعالى خير الرازقين لكثرة العطاء وبدوام العطاء فمن سوى الله من الرازقين لا يعطي الكثير فإذا أعطى الكثير فإنه يمل ولا يستمر في عطائه أما الله عز وجل فإنه خير الرازقين في عطائه كثرة واستمراراً .
ومن فوائدها : إثبات رازق سوى الله من أين تؤخذ ؟ من قوله : (( خَيْرُ الرَّازِقِينَ )) فإن هذا يدل على وجود مفضل ومفضل عليه مشتركين في أصل المفضل به وهو الرزق ولكن رزق غير الله من رزق الله لأن هذا الذي أعطاني مثلاً من أين له العطاء ؟ من الله فيكون إعطائه إياي من رزق الله الذي أعطاه وأيضاً فإن رزق غير الله رزق محدود ليس شاملاً لكل أحد وليس شاملاً لكل زمن .
ومن فوائد الآية الكريمة أيضاً : أن أفعال العباد مخلوقة لله ففيها رد على من ؟ القدرية من أين تؤخذ الفائدة هذه ؟ لقوله : (( َمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ )) ونحن نعلم أن الرزق الذي يأتينا يكون كثيراً من كثرة التجر ونحرث ونعمل ونحصل على الرزق فيكون في هذا دليل على أن فعل العبد مخلوق لله سبحانه وتعالى ، وفيها أيضاً رد على الجهمية على الجبرية قصدي وهم الجهمية أيضاً لقوله : (( وما أنفقتم )) حيث أضاف الفعل إلى العبد والجبرية يقولون : " إن الإنسان مسلوب القدرة والاختيار وفعله لا ينسب إليه إلا على سبيل المجاز وإلا فلا اختيار له في فعله " .
فوائد قول الله تعالى : (( ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون ))
ثم قال عز وجل : (( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ )) يستفاد من الآية الكريمة أنه ينبغي تذكير الناس بيوم المعاد وجه الدلالة أن (( يوم يحشرهم )) متعلق بمحذوف تقديره اذكر يوم يحشرهم ، وهل هذا يشمل تذكير النفس يعني بمعنى أن نفسك إذا بلغت ينبغي أن تذكرها يوم الحشر ويوم الموت أو لا ؟ نعم يشمل لأن قوله : اذكر المقدر يحتمل أن المعنى اذكر في نفسك هذا اليوم أو اذكر لغيرك هذا اليوم وكلاهما حق فينبغي للإنسان أن يذكر مآله كلما ركن إلى الدنيا وأرادت الانغماس فليذكرها ليذكرها يوم النقلة من هذه الدنيا ويذكرها قوماً انتقلوا عن هذه الدنيا وكانوا أشد منه قوة وأكثر أموالاً وأولاداً ثم يذكرها ما وراء ذلك من الحساب والعقاب وهو اليوم المشهود الذي يجمع له الناس .
ومن فوائد الآية الكريمة : إثبات البعث لقوله : (( ويوم يحشرهم جميعاً )) .
ومن فوائد الآية الكريمة أيضاً : أن الحشر عام لكل أحد حتى من أكلته السباع وأحرقته النيران من أين يؤخذ ؟ من قوله : (( جميعاً )) وهو كذلك فالذي أكلته السباع وأحرقته النيران لابد أن يحشر يوم القيامة كما قال الله تعالى : (( كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ ))[الأنبياء:104].
ومن فوائد الآية الكريمة : إثبات القول لله (( ثم نقول )) وهذا أعني إثبات القول والكلام لله سبحانه وتعالى هو مذهب أهل السنة والجماعة ومذهب الأشاعرة ومذهب المعتزلة بلى لكنهم يختلفون في تفسير هذا الكلام ، فالكلام عند أهل السنة والجماعة كلام حقيقي بحروف وأصوات مسموعة وهو غير مخلوق ، والكلام عند المعتزلة كلام بحروف وأصوات مسموعة لكنه ليس من صفات الله فهو مخلوق عندهم يقولون : " إن الله تعالى يخلق كلاماً فينسبه إليه على سبيل التشريف والتعظيم كنسبة البيت إليه ونسبة المساجد إليه ونسبة الناقة إليه ونسبة الأرواح إليه وما أشبه ذلك " والأشاعرة يثبتون لله كلاماً لكنهم يقولون إنه بغير حروف وبغير أصوات مسموعة بل هو المعنى القائم بنفسه وهذا الذي يسمع الذي سمعه موسى وسمعه محمد عليه الصلاة والسلام ويسمعه الناس يوم القيامة هذه أصوات يخلقها الله عز وجل لتعبر عن نفسه وليس هي كلام الله بل هي عبارة ....أما أهل السنة والجماعة فيقولون : إن كلام الله تبارك وتعالى كلام حقيقي بحرف وصوت مسموع لكن هذا الصوت لا يشبه أصوات المخلوقين لأنه من كلام الله وكلامه صفة من صفاته لا تشبه صفات المخلوقين طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة : تقريع أولئك المشركين وتوبيخهم بسؤال من يدعونهم آلهة حتى يظهروا البراءة منهم لقوله : (( أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ * ))
ومن فوائد الآية الكريمة : إثبات البعث لقوله : (( ويوم يحشرهم جميعاً )) .
ومن فوائد الآية الكريمة أيضاً : أن الحشر عام لكل أحد حتى من أكلته السباع وأحرقته النيران من أين يؤخذ ؟ من قوله : (( جميعاً )) وهو كذلك فالذي أكلته السباع وأحرقته النيران لابد أن يحشر يوم القيامة كما قال الله تعالى : (( كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ ))[الأنبياء:104].
ومن فوائد الآية الكريمة : إثبات القول لله (( ثم نقول )) وهذا أعني إثبات القول والكلام لله سبحانه وتعالى هو مذهب أهل السنة والجماعة ومذهب الأشاعرة ومذهب المعتزلة بلى لكنهم يختلفون في تفسير هذا الكلام ، فالكلام عند أهل السنة والجماعة كلام حقيقي بحروف وأصوات مسموعة وهو غير مخلوق ، والكلام عند المعتزلة كلام بحروف وأصوات مسموعة لكنه ليس من صفات الله فهو مخلوق عندهم يقولون : " إن الله تعالى يخلق كلاماً فينسبه إليه على سبيل التشريف والتعظيم كنسبة البيت إليه ونسبة المساجد إليه ونسبة الناقة إليه ونسبة الأرواح إليه وما أشبه ذلك " والأشاعرة يثبتون لله كلاماً لكنهم يقولون إنه بغير حروف وبغير أصوات مسموعة بل هو المعنى القائم بنفسه وهذا الذي يسمع الذي سمعه موسى وسمعه محمد عليه الصلاة والسلام ويسمعه الناس يوم القيامة هذه أصوات يخلقها الله عز وجل لتعبر عن نفسه وليس هي كلام الله بل هي عبارة ....أما أهل السنة والجماعة فيقولون : إن كلام الله تبارك وتعالى كلام حقيقي بحرف وصوت مسموع لكن هذا الصوت لا يشبه أصوات المخلوقين لأنه من كلام الله وكلامه صفة من صفاته لا تشبه صفات المخلوقين طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة : تقريع أولئك المشركين وتوبيخهم بسؤال من يدعونهم آلهة حتى يظهروا البراءة منهم لقوله : (( أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ * ))
7 - فوائد قول الله تعالى : (( ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون ))
(( قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ )) فسؤال المعبودين عن عبادة العابدين يراد به إيش ؟ التقريع والتوبيخ لأولئك العابدين وأن هؤلاء المعبودين تبرءوا منهم وقالوا : (( سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ )) وهذا من أشد ما يكون من التخجيل والتوبيخ والتنديم لأنه يظهر كذب هؤلاء العابدين وافترائهم .
ومن فوائدها : إثبات الملائكة وأن من الناس من عبدهم من دون الله لقوله يقول للملائكة : (( أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ )) نعم .
ومن فوائدها أيضاً : بيان ما عند الملائكة عليهم الصلاة والسلام من تعظيم الله حيث قالوا : (( سبحانك )) أي تنزيهاً عن أن يكون لك شريك لا منا ولا من غيرنا .
ومنها : إثبات ربوبية الله سبحانه وتعالى للملائكة حيث قالوا : (( أنت ولينا من دونهم )) .
ومن فوائد الآية : إثبات الجن لقوله : (( بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ )) طيب والجن عالم غيبي مخلوق من نار وفيهم المؤمن والكافر والمطيع والعاصي كما في سورة الجن .
ومن فوائد الآية الكريمة : وجوب الكفر بالجن .
الطالب : ....
الشيخ : العكس طيب قوله : (( أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ )) هذا إقرار ولا إنكار ؟
الطالب : ....
الشيخ : زين ، إذاً المراد بالإيمان هنا الإيمان بعبادتهم ما هو بوجودهم لأن الإيمان بوجودهم واجب لكن الإيمان بأن لهم حقاً في .
ومن فوائدها : إثبات الملائكة وأن من الناس من عبدهم من دون الله لقوله يقول للملائكة : (( أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ )) نعم .
ومن فوائدها أيضاً : بيان ما عند الملائكة عليهم الصلاة والسلام من تعظيم الله حيث قالوا : (( سبحانك )) أي تنزيهاً عن أن يكون لك شريك لا منا ولا من غيرنا .
ومنها : إثبات ربوبية الله سبحانه وتعالى للملائكة حيث قالوا : (( أنت ولينا من دونهم )) .
ومن فوائد الآية : إثبات الجن لقوله : (( بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ )) طيب والجن عالم غيبي مخلوق من نار وفيهم المؤمن والكافر والمطيع والعاصي كما في سورة الجن .
ومن فوائد الآية الكريمة : وجوب الكفر بالجن .
الطالب : ....
الشيخ : العكس طيب قوله : (( أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ )) هذا إقرار ولا إنكار ؟
الطالب : ....
الشيخ : زين ، إذاً المراد بالإيمان هنا الإيمان بعبادتهم ما هو بوجودهم لأن الإيمان بوجودهم واجب لكن الإيمان بأن لهم حقاً في .
اضيفت في - 2011-05-25