تفسير سورة فاطر-01a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تفسير قول الله تعالى : (( الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء ))
بل لهم عُقُولٌ أَخَصّ مِن عُقُول البشَر، لأَنَّ عُقُول البشر قد تستَوْلِي عليها الشَّهْوَة فيُضِيع الإنسَان عقلَه.
(( جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا )) جَمْع رَسُول، يقول : " إلى الأنبياء " والأصَحّ: إلى الأنبياء وغيرِهم، يقولُ الله تعالى: (( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ ))[الأنعام:61] رُسُل الله عز وجل إلى هذا الـمُحْتَضَر لِيَقْبِضُوا رُوحَه فهم رُسُل إلى الأنبياء وإلى غيرِهم، فتخصيصُ الآية بالأنبياء يُعتَبرُ قُصُورًا في التفسير.
(( أُولِي أَجْنِحَةٍ )) (( أُولِي )) بمعنى (أصحاب) يعني أنَّ الملائكة لهم أجْنِحَة وهو جمْعُ جَنَاح، هذا الجَنَاح يطِيرُون به بِسُرعَة فائِقَة أسرَع مِن الجِنّ، بدليل أنَّ العفْرِيتَ مِن الجن قال لِسُلَيْمَان لما قال: (( أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ ))[النمل:39] وكان له عَادَة يقُوم في وقْتٍ مُعَيَّن فقال: (( قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ )) يعني في الوَقْت المعَيَّن، وإلَّا لكان الأمْرُ مُبْهَمًا، (( قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ))[النمل:40] يعني مِثْل النظر مثل أبعَد شيء إنه قال هكذا قَبل أن يرتَدَّ إليه طرْفُه فإنَّه يأتِيه به، وفِعْلًا أتَاه ولهذا قال : (( فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا ))[النمل:40] قال العلماء: " إِنَّ الذي عِنْدَه عِلْمٌ مِنَ الكِتَاب كان يعْرِفُ اسْمَ اللهِ الأَعْظَم وأنَّه دَعَا باسْمِ اللهِ الأعْظَم فحَمَلَتْهُ الملائِكَة وأَلْقَتْه بيْنَ يدَيْ سُلَيْمَان " وهذا يدُلُّ على أنَّ الملائكة أسْرَع مِنَ الجِنّ ولاشَك في هذا أنهم أسرَع وأقْوَى، فهم لهم أجنحة يطيرون بها بسرعة فائقة عظيمة، جبريل عليه الصلاة والسلام كان له سِتُّمِائَة جناح كُلُّ جَنَاح له قُوَّة عظيمة في الحَمْل والطَيَرَان ماذا تكون سرعتُه؟ لاشك أنها سرعة فائقَة جدًّا، نعم لأننا إذا رأينا الآن الطائرات النفَّاثة أجنحتها اللي تحملها وهي المراوح التي تُدْخِل الهواء لِيَحْمِلَ الطائرة ما تبلُغ هذا المبلغ ولا عُشْرَه، ومع ذلك ترتقي بهذه السرعة العظيمة وهذا الارتفاع العظيم، فجبريل عليه الصلاة والسلام له ستمائة جناح قد سَدَّ الأُفُق وهذا يدلُّك على أنهم لهم سُرعة فائقة عظيمة، هذه الأجنحة (( مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ )) وأكثر ولّا لا؟ نعم وأكثر (( يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشَاءُ ))، قولُه (( مَثْنَى )) ظاهرُها أن ذلك في العَدَد لا في الصِّنْف أنه في العَدَدِ لا في الصنف، لأن هذا هو الأصْل، ويحتَمِل أن يكونَ في الصنف، لأننا مثلًا نرى الطائر مَثَلًا له جَنَاحان، لكن كل ريشة مِن هذه الأجنحة لها عَمَلٌ خاصّ في تكْيِيف الطَيَرَان، منها مثلاً ما ينصِبُه حتى يرْتَفِع، ويخفِضُه حتى ينْزِل، ويفرِشُه حتى يسْتَقِرّ هذا شيء مُشَاهد، ولهذا بعض الأحيان تَنْتِف أشياء معينة مِن الجناح ثم لا يطِير مع أنَّ الباقي في جناحِها أكثر مما نَتَفْت بكثير، فيحتمِل أنَّ قوله: (( مثنى )) يعني باعتبار الصِّنف (( وثلاث ورباع ))، ويحتَمِل أنه باعتبار العدَد وأن الملائكة بعضُهم لهم جناحان، وبعضُهم له ثلاثة، وبعضهم له أربعة، ولا ينَافِي ذلك أنَّ جبريل عليه الصلاة والسلام له سِتُّمِائَة جناح، لأن الله يقول : (( يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ )) ويكون مما زادَه أن جعل لِجبريل ستمائة جناح، (( أُولِي أجْنِحَة )) فإذا قلت : هل نعرِفُ كيفِيَّة هذه الأجنحة؟ فالجواب: لا، تَعْرِفها؟
الطالب: ....
الشيخ : إيش لونها؟
الطالب : ... أن كل جناح فيه كذا مِن الياقوت والزمرد.
الشيخ : ايش
الطالب: أنه وصفها جناح كبير والله أعلم بصحة الحديث ... الياقوت والزُمُرُّد.
الشيخ : أي نعم هذا إن شاء الله تحَقَّقوا مِن الحديث.
الطالب: .. بائع الزهور
الشيخ : أي نعم .. وهذه كلها ... أبد ، زهورٌ ذابِلة يابسة ما جاتها الحياة أبد، على كل حال جزاك الله خير وإن شاء الله حَقِّق لنا الحديث وجيبه غدًا، بعد الغد، لأن بكرة الثُّلاثَاء.
كيفيَّةُ هذه الأجنحة لا نعلمها، وهذا نظيرُه تمامًا ما جاءَ في صفاتِ الله عز وجل فإننا نعلَم معْنَى الصفة ولكنَّنا نجْهَل كيفية الصفة، للهِ عز وجل وجْه، نعلم ما معْنَى الوجه لكن هل نعلَمُ كيفِيَّتَه؟ لا، لأنَّ ما غاب عنك لا يُخَاطِبُكَ اللهُ به إلا بِبَيَان معناه فقط، وأما كَيْفِيَّتُه فلا يمكنُك إدراكُها لأنه غائِب ولا نَظِيرَ لها، والشيءُ لا يعرف إلا بمشاهدَتِه أو مشَاهَدَة نظيرِه أو الخبَر الصَّادِقِ عنه، يقول: (( جَاعِل المَلَائِكَةِ رُسُلًا )) نعم، (( مُثَنَّى وثُلَاثَ ورُبَاعَ )) كيف نُعْرِب (( مُثَنَّى ))؟
الطالب: مفعول.
الشيخ : لا، نعم؟
الطالب: مُلْحَق بالـمُثَنَّى.
الشيخ : مُلْحَق بالـمُثَنَّى؟ لا.
الطالب: ....
الشيخ : طيب كَمِّل، في بَدَل أو صِفَة يصْلُح أن تكُون صِفة لكن اعْرِبْ الـمُهِم إعراب، أما محلها مِن الإعراب فالأمر جائز في هذا وهذا.
الطالب: ....
الشيخ : (( مثنى )) بدل أو صِفَة لـ(( أجْنِحَة ))، وبدَل المجرور مجرور، وعلامة جَرِّه؟
الطالب: كَسْرة مقدرة.
الشيخ : كسرة مقدرة؟
الطالب: .... الاسم اللي ما ينصرف.
الشيخ : فتحَة مُقَدَّرَة على إيش؟ على الألِف نيابةً؟
الطالب: نيابةً عن الكسرة ..
الشيخ : والمانِع مِنَ الصرف؟
الطالب: الوَصْف والعَدْل.
الشيخ : الوصْفِيَّة والعَدْل، وكذلك نقُول في (( ثلاثَ ورباع )) ولهذا قال : (( ثُلاثَ )) ولم يَقُل: ثُلَاثًا، (( ورُبَاعَ )) ولم يَقُلْ رُبَاعًا أو رباعٍ بالكسْر نعم، ما قال: ثُلَاثٍ ورباعٍ.
طيِّب (( يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يشَاء )) (( يزيدُ في الخلْق )) في الـمَلَائِكَة وغيرِها " نعم، (يزيد في الخلْق) سَوَاءٌ كان في الملائكة أو في غيرِهم (( يزيدُ )) (( مَا يشَاءُ )) مما تقتَضِيهِ حِكْمَتُه سبحانَه وتعالى، ولذلك تجِد المخلوقات لها أيْدٍ وأَرْجُل بِحَسَب حاجَتِها إلى هذه الأيدِي والأَرْجُل، فَبَنُو آدم لهم أرجُل يمشُون بها، ولهم أيْدٍ يبطِشُون بها ولا يمشُون بها، لِأَنَّ هذه الأيدي مَحَلّ الأَخْذ والعَطَاء فأُكْرِمَ الإنسَان بأن تكُونَ يدَاهُ غيرَ مُسْتَعْمَلَةٍ في المشْي، بخلافِ الحَيَوان، الحيوانُ يداه مستعْمَلة في المشْي لأنَه يأخُذُ بفمِه ويعْطِي بفمِه وينقُلُ بفمِه حتى الهِرَّة إذا أرادت أن تنْقُل أولادها بفمِها، لكن الآدَمِيّ مُكَرَّم فجعَلَ الله يدَيْه غيرَ مستعملتين في المشْي، فهو يزيدُ في الخلق ما يشاء على حسَب ما تقْتَضِيه الحكمة وحاجَةُ ذلك المخلوق، وكُلُّ ما ذكرَه الله عزّ وجل مما هو مُعَلَّقٌ بمشيئَتِه فقد سبقَ لنا أنه مقرونٌ بالحِكْمة
(( جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا )) جَمْع رَسُول، يقول : " إلى الأنبياء " والأصَحّ: إلى الأنبياء وغيرِهم، يقولُ الله تعالى: (( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ ))[الأنعام:61] رُسُل الله عز وجل إلى هذا الـمُحْتَضَر لِيَقْبِضُوا رُوحَه فهم رُسُل إلى الأنبياء وإلى غيرِهم، فتخصيصُ الآية بالأنبياء يُعتَبرُ قُصُورًا في التفسير.
(( أُولِي أَجْنِحَةٍ )) (( أُولِي )) بمعنى (أصحاب) يعني أنَّ الملائكة لهم أجْنِحَة وهو جمْعُ جَنَاح، هذا الجَنَاح يطِيرُون به بِسُرعَة فائِقَة أسرَع مِن الجِنّ، بدليل أنَّ العفْرِيتَ مِن الجن قال لِسُلَيْمَان لما قال: (( أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ ))[النمل:39] وكان له عَادَة يقُوم في وقْتٍ مُعَيَّن فقال: (( قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ )) يعني في الوَقْت المعَيَّن، وإلَّا لكان الأمْرُ مُبْهَمًا، (( قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ))[النمل:40] يعني مِثْل النظر مثل أبعَد شيء إنه قال هكذا قَبل أن يرتَدَّ إليه طرْفُه فإنَّه يأتِيه به، وفِعْلًا أتَاه ولهذا قال : (( فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا ))[النمل:40] قال العلماء: " إِنَّ الذي عِنْدَه عِلْمٌ مِنَ الكِتَاب كان يعْرِفُ اسْمَ اللهِ الأَعْظَم وأنَّه دَعَا باسْمِ اللهِ الأعْظَم فحَمَلَتْهُ الملائِكَة وأَلْقَتْه بيْنَ يدَيْ سُلَيْمَان " وهذا يدُلُّ على أنَّ الملائكة أسْرَع مِنَ الجِنّ ولاشَك في هذا أنهم أسرَع وأقْوَى، فهم لهم أجنحة يطيرون بها بسرعة فائقة عظيمة، جبريل عليه الصلاة والسلام كان له سِتُّمِائَة جناح كُلُّ جَنَاح له قُوَّة عظيمة في الحَمْل والطَيَرَان ماذا تكون سرعتُه؟ لاشك أنها سرعة فائقَة جدًّا، نعم لأننا إذا رأينا الآن الطائرات النفَّاثة أجنحتها اللي تحملها وهي المراوح التي تُدْخِل الهواء لِيَحْمِلَ الطائرة ما تبلُغ هذا المبلغ ولا عُشْرَه، ومع ذلك ترتقي بهذه السرعة العظيمة وهذا الارتفاع العظيم، فجبريل عليه الصلاة والسلام له ستمائة جناح قد سَدَّ الأُفُق وهذا يدلُّك على أنهم لهم سُرعة فائقة عظيمة، هذه الأجنحة (( مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ )) وأكثر ولّا لا؟ نعم وأكثر (( يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشَاءُ ))، قولُه (( مَثْنَى )) ظاهرُها أن ذلك في العَدَد لا في الصِّنْف أنه في العَدَدِ لا في الصنف، لأن هذا هو الأصْل، ويحتَمِل أن يكونَ في الصنف، لأننا مثلًا نرى الطائر مَثَلًا له جَنَاحان، لكن كل ريشة مِن هذه الأجنحة لها عَمَلٌ خاصّ في تكْيِيف الطَيَرَان، منها مثلاً ما ينصِبُه حتى يرْتَفِع، ويخفِضُه حتى ينْزِل، ويفرِشُه حتى يسْتَقِرّ هذا شيء مُشَاهد، ولهذا بعض الأحيان تَنْتِف أشياء معينة مِن الجناح ثم لا يطِير مع أنَّ الباقي في جناحِها أكثر مما نَتَفْت بكثير، فيحتمِل أنَّ قوله: (( مثنى )) يعني باعتبار الصِّنف (( وثلاث ورباع ))، ويحتَمِل أنه باعتبار العدَد وأن الملائكة بعضُهم لهم جناحان، وبعضُهم له ثلاثة، وبعضهم له أربعة، ولا ينَافِي ذلك أنَّ جبريل عليه الصلاة والسلام له سِتُّمِائَة جناح، لأن الله يقول : (( يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ )) ويكون مما زادَه أن جعل لِجبريل ستمائة جناح، (( أُولِي أجْنِحَة )) فإذا قلت : هل نعرِفُ كيفِيَّة هذه الأجنحة؟ فالجواب: لا، تَعْرِفها؟
الطالب: ....
الشيخ : إيش لونها؟
الطالب : ... أن كل جناح فيه كذا مِن الياقوت والزمرد.
الشيخ : ايش
الطالب: أنه وصفها جناح كبير والله أعلم بصحة الحديث ... الياقوت والزُمُرُّد.
الشيخ : أي نعم هذا إن شاء الله تحَقَّقوا مِن الحديث.
الطالب: .. بائع الزهور
الشيخ : أي نعم .. وهذه كلها ... أبد ، زهورٌ ذابِلة يابسة ما جاتها الحياة أبد، على كل حال جزاك الله خير وإن شاء الله حَقِّق لنا الحديث وجيبه غدًا، بعد الغد، لأن بكرة الثُّلاثَاء.
كيفيَّةُ هذه الأجنحة لا نعلمها، وهذا نظيرُه تمامًا ما جاءَ في صفاتِ الله عز وجل فإننا نعلَم معْنَى الصفة ولكنَّنا نجْهَل كيفية الصفة، للهِ عز وجل وجْه، نعلم ما معْنَى الوجه لكن هل نعلَمُ كيفِيَّتَه؟ لا، لأنَّ ما غاب عنك لا يُخَاطِبُكَ اللهُ به إلا بِبَيَان معناه فقط، وأما كَيْفِيَّتُه فلا يمكنُك إدراكُها لأنه غائِب ولا نَظِيرَ لها، والشيءُ لا يعرف إلا بمشاهدَتِه أو مشَاهَدَة نظيرِه أو الخبَر الصَّادِقِ عنه، يقول: (( جَاعِل المَلَائِكَةِ رُسُلًا )) نعم، (( مُثَنَّى وثُلَاثَ ورُبَاعَ )) كيف نُعْرِب (( مُثَنَّى ))؟
الطالب: مفعول.
الشيخ : لا، نعم؟
الطالب: مُلْحَق بالـمُثَنَّى.
الشيخ : مُلْحَق بالـمُثَنَّى؟ لا.
الطالب: ....
الشيخ : طيب كَمِّل، في بَدَل أو صِفَة يصْلُح أن تكُون صِفة لكن اعْرِبْ الـمُهِم إعراب، أما محلها مِن الإعراب فالأمر جائز في هذا وهذا.
الطالب: ....
الشيخ : (( مثنى )) بدل أو صِفَة لـ(( أجْنِحَة ))، وبدَل المجرور مجرور، وعلامة جَرِّه؟
الطالب: كَسْرة مقدرة.
الشيخ : كسرة مقدرة؟
الطالب: .... الاسم اللي ما ينصرف.
الشيخ : فتحَة مُقَدَّرَة على إيش؟ على الألِف نيابةً؟
الطالب: نيابةً عن الكسرة ..
الشيخ : والمانِع مِنَ الصرف؟
الطالب: الوَصْف والعَدْل.
الشيخ : الوصْفِيَّة والعَدْل، وكذلك نقُول في (( ثلاثَ ورباع )) ولهذا قال : (( ثُلاثَ )) ولم يَقُل: ثُلَاثًا، (( ورُبَاعَ )) ولم يَقُلْ رُبَاعًا أو رباعٍ بالكسْر نعم، ما قال: ثُلَاثٍ ورباعٍ.
طيِّب (( يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يشَاء )) (( يزيدُ في الخلْق )) في الـمَلَائِكَة وغيرِها " نعم، (يزيد في الخلْق) سَوَاءٌ كان في الملائكة أو في غيرِهم (( يزيدُ )) (( مَا يشَاءُ )) مما تقتَضِيهِ حِكْمَتُه سبحانَه وتعالى، ولذلك تجِد المخلوقات لها أيْدٍ وأَرْجُل بِحَسَب حاجَتِها إلى هذه الأيدِي والأَرْجُل، فَبَنُو آدم لهم أرجُل يمشُون بها، ولهم أيْدٍ يبطِشُون بها ولا يمشُون بها، لِأَنَّ هذه الأيدي مَحَلّ الأَخْذ والعَطَاء فأُكْرِمَ الإنسَان بأن تكُونَ يدَاهُ غيرَ مُسْتَعْمَلَةٍ في المشْي، بخلافِ الحَيَوان، الحيوانُ يداه مستعْمَلة في المشْي لأنَه يأخُذُ بفمِه ويعْطِي بفمِه وينقُلُ بفمِه حتى الهِرَّة إذا أرادت أن تنْقُل أولادها بفمِها، لكن الآدَمِيّ مُكَرَّم فجعَلَ الله يدَيْه غيرَ مستعملتين في المشْي، فهو يزيدُ في الخلق ما يشاء على حسَب ما تقْتَضِيه الحكمة وحاجَةُ ذلك المخلوق، وكُلُّ ما ذكرَه الله عزّ وجل مما هو مُعَلَّقٌ بمشيئَتِه فقد سبقَ لنا أنه مقرونٌ بالحِكْمة
1 - تفسير قول الله تعالى : (( الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( إن الله على كل شيء قدير ))
(( إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )) هذا تعليل لِقوله: (( يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يشاء )) يعني كأن سَائِلًا يسأل: وهل ذلك صَعْبٌ عليه؟ فكان الجواب مِن هذه الجملة أنه سَهْل، لأن الله على كل شَيْءٍ قدير، (( عَلَى كُلِّ شَيْءٍ )) (( قَدِيرٌ )) إذْ كُلُّ شَيْءٍ موجُود قَادرٌ على إيش؟ إعدَامِه وكل مَعْدُوم قادِر على إيجادِه، لكن لو قال لك قائل: هل يقدِرُ على أن يجعل الـمُتَحَرِّكَ سَاكِنًا في آنٍ واحد؟
الطالب: ....
الشيخ : هل يقدر على أن يجعلَ الشيء المتحَرِّك ساكناً في آنٍ واحد؟ ما هو بأَن يجعَل المتحرك ساكنًا يعني يسَكِّن المتحَرِّك ، أو يحَرِّك الساكن هذا واضح، لكن في آنٍ واحد؟
الطالب: يقدر ولكن ...
الشيخ : آا؟ يقدِر؟
الطالب: (( أَلمْ تَرَ إلى ربِّك كيف مَدَّ الظلَّ ))
الشيخ : إي (( ولو شاءَ لَجَعَلَه ساكِنًا )) ما يخالف، حِنَّا نقول: المتحرك، يقدر أن يجعل المتحرك ساكنًا، لكنَّه لا ساكنٌ في حَالِ تَحَرُّكِه، لأنَّ (مُتحَرِّك ساكن) يمتنع.
الطالب: يقدِر ولكنَّه ما جَرَتْ به العادَة.
الشيخ : لا، لا، يقدِر -عزَّ وجل- أنه يطَلِّع الشَّمْس الساعة اثنا عشر مِن الليل لكن ما جَرَتْ به العادة، لكن كلمَة (مُتَحَرِك) ضِدّ أو نقِيض (سَاكِن)، أنت لو قلت إذا وصَفْتَه بالمتحَرِّك يَقِين ليس بِسَاكِن، وصفْتَه بأنَّه سَاكِن يقين ليس بِمُتَحِرِّك، نعم، فلذلك قال العلماء: " إنَّ المستحيل غير وَارِد " لأنَّه مستحيل يعني ما يمكن وجودُه، .. ما يُمْكِن باعتبار قُدْرَةِ الله، لكنْ الله عز وجل إذا أراد أن يجعَل هذا المتَحَرِّك متحركًا صارَ مُتَحَرِّكًا لا ساكِنًا، أما يكون مُتَحَرِّك ساكن كيف يكون مُتَحَرِّك ساكن؟ الـمُتَحَرِّك غير سَاكِن، يقالُ: إنَّ الشيطان كان يفرَح بموتِ العالم إذا قيل: مات فُلان العالِم فَرِح وسَوَّى حَفْلَة، نعم، واسْتَأْنَس، لكن إذا قِيل: مات عَابِد يقول: .. ما يهم يموت .. ما يموت، عرفتم، فقال له جنودُه: يا سيدنا ليش انَّك تفرح بموت العالم هذا الفرح العظيم، وموت العابِد ما يهمك؟ مع أن العابد مُنْقَطِع عن الدنيا وزاهِد في الدنيا ويُكْثِر الذِّكْر والصَّلَاة وغيرها؟ قال: .. لأن العالِم أشد عليّ مِن العابِد، قال: كيف؟ قال: أنا أوَرِّيكُم الآن روحُوا للعابِد وقولُوا له: هل يقْدِرُ الله عز وجل على أن يجْعَل السماوات والأرض في بيْضَة؟ في جوفِ بيضَة؟ ولَّا لا؟ راحوا للعابِد قالوا له: هل إنَّ الله يقدر على أن يجعل السماوات والأرض في جوفِ بيضة؟ قال: عاد هذا مستحيل هذا، السماوات والأرض على كبرها .. في بيضة، رأسي لو يصير في بيضة فقَّسها، رأسه وهو ما هو شيء بالنسبة لك، ما يصح هذا، ما يمكن هذا ولا يقدِر الله على هذا، قال : زين، قولوا له: هل يقدِر الله أن يخلق مثلِه؟ أن يخلُق مِثْل الله؟ فذهبوا له قالوا: ما تقول هل يقدِر الله أن يخلق مثل الله؟ قال: نعم، بسيط هذا، إنَّ الله على كل شيء قدير يقدر الله أن يخلق رب مثله، طيب إذًا كفَرَ هذا العابد سَلْبًا وإِيجَابًا، نفيُه القُدْرَة في الأوَّل كفر وإثباته القدرة في الثاني كُفر قال: يللا شوفوا، يللا روحوا للعالِم اسألوه عن السؤالين ..، جاءوا للعالم قال: هل يقدِر الله عز وجل على أن يجعل السماوات والأرض في جوف بيضة؟ قال: نعم يقولُ كُن فيَكُون، إما أن تصغَر السماوات والأرض ولَّا تكْبَر البَيْضة المهم إذا أَرَاد قالَ فَكَان، قال: طيب هل يقدِر الله أن يخلق مثلَه؟ قال: هذا مستحيل هذا أمرٌ مستحيل والمثْلِيَّة لا يمكن أن تتطَابَق أبدًا، لو لم يكن مِن الفارِق العظِيم إلا أنَّ هذا حادِث وذاك واجِدُ الوُجُود، هذا مستحيل، قال: يللا شوفوا.
فالمهم أنَّ الله عز وجل على كل شيء قدير، لكن الشيءُ المستحيل الذي لا يُتَصَوَّر لَا يُتَصَوَّر، وليس المراد هنا المستحِيل عَادَةً، المستحيلُ عادةً يُخْلِفُه الله عز وجل لأن الله هُو خَالِق العَادَة وقادِر على تغْيِيرِها، وهذه النار التي تُحْرِق كانت بَرْدًا وسلامًا على إبراهيم، وهذا الماء السَيَّال صارَ جامِدًا كالطودِ العَظِيم، والعادَة ممكن أن الله يغَيِّرها عز وجل وبكل سهولة، لكن الكَلام على الأمر الـمُمْتَنِع المستَحِيل، يقول العُلَمَاء: إنه لا تَتَعَلَّق به القُدْرَة وَأَنَّه مُسْتَحِيل ولهذا قال السَّفَّارِينِي في العَقِيدَة:
واقْتَدَر بِقُدْرَةٍ تَعَلَّقَتْ بِمُمْكِنِ
وهذا أمْر مُتَّفَقٌ عليه عند العُقَلَاء.
طيب وقولُه: (( إنَّ اللهَ على كُلِّ شَيءٍ قَدِير )) ما فيه اسْتِثْنَاء (( إن الله على كل شيء قدير )) كتَبَ الجَلال رحِمَه الله -وهو السُّيُوطي- على هذه الآية في سورة المائدة قال: " وَخَصَّ العقلُ ذاتَه فليْسَ عليْهَا بِقَادِر " يعني على كُلِّ شيء قَدِير إلَّا على ذاتِه فليس عليها بقادِر، ما تقولُون في هذا الاستِثْنَاء؟ باطل؟ نقُول: هذا لا شَكّ أنَّه باطِل، لأن الآية (( إنَّ اللهَ على كل شيء قدير )) (( كل شَيء )) وقولك: إن العقل خَصَّ ذاتَه فليس عليها بقادر نقول: إنَّ العقْل لا يُمْكِنُه أن يُخَصِّص هذا الخبَر بدون دليل ولو ذهبنا نخصص مثل هذه العمومات بالعُقُول لأبطلْنَا كثيرًا مِن دَلَالَات الكتاب والسُنَّة، وماذا تريد بقولِك: " خصَّ العقل ذاتَه فليس عليها بقادر "؟ إن أرَدتّ أنه سبحانه وتعالى لم يكُن قادرًا على ذاتِه بمعنى أنه لا يقْدِر مثلًا أن يُمْرِض نفسَه أو أن يُعْدِم نفسَه -سُبْحَانَه وتَعَالَى - فهذا أصْلٌ لم تتعَلَّقْ به القُدرة، لأنَّ هذا مِن الأُمُور إيش؟ المستَحِيلَة، وإن أردتَّ أنَّه لا يقدِر على أن يَفْعَل -ولعلَّ هذا مرادَه أو ولعلَّ هذا مرادُه- إن أردت أنه ليس قادرًا على أن يفعَل لأنَّ الأشاعرة ومَن شابَهَهُم ينكِرُون الأفعال الاخْتِيَارِيَّة فهذا كَذِب، بل العَقْل يدُلّ على أنَّه سبحانه وتعالى لم يزَلْ ولا يَزَالُ فعَّالًا لِمَا يُرِيد. {دقيقة}
الطالب: ....
الشيخ : هل يقدر على أن يجعلَ الشيء المتحَرِّك ساكناً في آنٍ واحد؟ ما هو بأَن يجعَل المتحرك ساكنًا يعني يسَكِّن المتحَرِّك ، أو يحَرِّك الساكن هذا واضح، لكن في آنٍ واحد؟
الطالب: يقدر ولكن ...
الشيخ : آا؟ يقدِر؟
الطالب: (( أَلمْ تَرَ إلى ربِّك كيف مَدَّ الظلَّ ))
الشيخ : إي (( ولو شاءَ لَجَعَلَه ساكِنًا )) ما يخالف، حِنَّا نقول: المتحرك، يقدر أن يجعل المتحرك ساكنًا، لكنَّه لا ساكنٌ في حَالِ تَحَرُّكِه، لأنَّ (مُتحَرِّك ساكن) يمتنع.
الطالب: يقدِر ولكنَّه ما جَرَتْ به العادَة.
الشيخ : لا، لا، يقدِر -عزَّ وجل- أنه يطَلِّع الشَّمْس الساعة اثنا عشر مِن الليل لكن ما جَرَتْ به العادة، لكن كلمَة (مُتَحَرِك) ضِدّ أو نقِيض (سَاكِن)، أنت لو قلت إذا وصَفْتَه بالمتحَرِّك يَقِين ليس بِسَاكِن، وصفْتَه بأنَّه سَاكِن يقين ليس بِمُتَحِرِّك، نعم، فلذلك قال العلماء: " إنَّ المستحيل غير وَارِد " لأنَّه مستحيل يعني ما يمكن وجودُه، .. ما يُمْكِن باعتبار قُدْرَةِ الله، لكنْ الله عز وجل إذا أراد أن يجعَل هذا المتَحَرِّك متحركًا صارَ مُتَحَرِّكًا لا ساكِنًا، أما يكون مُتَحَرِّك ساكن كيف يكون مُتَحَرِّك ساكن؟ الـمُتَحَرِّك غير سَاكِن، يقالُ: إنَّ الشيطان كان يفرَح بموتِ العالم إذا قيل: مات فُلان العالِم فَرِح وسَوَّى حَفْلَة، نعم، واسْتَأْنَس، لكن إذا قِيل: مات عَابِد يقول: .. ما يهم يموت .. ما يموت، عرفتم، فقال له جنودُه: يا سيدنا ليش انَّك تفرح بموت العالم هذا الفرح العظيم، وموت العابِد ما يهمك؟ مع أن العابد مُنْقَطِع عن الدنيا وزاهِد في الدنيا ويُكْثِر الذِّكْر والصَّلَاة وغيرها؟ قال: .. لأن العالِم أشد عليّ مِن العابِد، قال: كيف؟ قال: أنا أوَرِّيكُم الآن روحُوا للعابِد وقولُوا له: هل يقْدِرُ الله عز وجل على أن يجْعَل السماوات والأرض في بيْضَة؟ في جوفِ بيضَة؟ ولَّا لا؟ راحوا للعابِد قالوا له: هل إنَّ الله يقدر على أن يجعل السماوات والأرض في جوفِ بيضة؟ قال: عاد هذا مستحيل هذا، السماوات والأرض على كبرها .. في بيضة، رأسي لو يصير في بيضة فقَّسها، رأسه وهو ما هو شيء بالنسبة لك، ما يصح هذا، ما يمكن هذا ولا يقدِر الله على هذا، قال : زين، قولوا له: هل يقدِر الله أن يخلق مثلِه؟ أن يخلُق مِثْل الله؟ فذهبوا له قالوا: ما تقول هل يقدِر الله أن يخلق مثل الله؟ قال: نعم، بسيط هذا، إنَّ الله على كل شيء قدير يقدر الله أن يخلق رب مثله، طيب إذًا كفَرَ هذا العابد سَلْبًا وإِيجَابًا، نفيُه القُدْرَة في الأوَّل كفر وإثباته القدرة في الثاني كُفر قال: يللا شوفوا، يللا روحوا للعالِم اسألوه عن السؤالين ..، جاءوا للعالم قال: هل يقدِر الله عز وجل على أن يجعل السماوات والأرض في جوف بيضة؟ قال: نعم يقولُ كُن فيَكُون، إما أن تصغَر السماوات والأرض ولَّا تكْبَر البَيْضة المهم إذا أَرَاد قالَ فَكَان، قال: طيب هل يقدِر الله أن يخلق مثلَه؟ قال: هذا مستحيل هذا أمرٌ مستحيل والمثْلِيَّة لا يمكن أن تتطَابَق أبدًا، لو لم يكن مِن الفارِق العظِيم إلا أنَّ هذا حادِث وذاك واجِدُ الوُجُود، هذا مستحيل، قال: يللا شوفوا.
فالمهم أنَّ الله عز وجل على كل شيء قدير، لكن الشيءُ المستحيل الذي لا يُتَصَوَّر لَا يُتَصَوَّر، وليس المراد هنا المستحِيل عَادَةً، المستحيلُ عادةً يُخْلِفُه الله عز وجل لأن الله هُو خَالِق العَادَة وقادِر على تغْيِيرِها، وهذه النار التي تُحْرِق كانت بَرْدًا وسلامًا على إبراهيم، وهذا الماء السَيَّال صارَ جامِدًا كالطودِ العَظِيم، والعادَة ممكن أن الله يغَيِّرها عز وجل وبكل سهولة، لكن الكَلام على الأمر الـمُمْتَنِع المستَحِيل، يقول العُلَمَاء: إنه لا تَتَعَلَّق به القُدْرَة وَأَنَّه مُسْتَحِيل ولهذا قال السَّفَّارِينِي في العَقِيدَة:
واقْتَدَر بِقُدْرَةٍ تَعَلَّقَتْ بِمُمْكِنِ
وهذا أمْر مُتَّفَقٌ عليه عند العُقَلَاء.
طيب وقولُه: (( إنَّ اللهَ على كُلِّ شَيءٍ قَدِير )) ما فيه اسْتِثْنَاء (( إن الله على كل شيء قدير )) كتَبَ الجَلال رحِمَه الله -وهو السُّيُوطي- على هذه الآية في سورة المائدة قال: " وَخَصَّ العقلُ ذاتَه فليْسَ عليْهَا بِقَادِر " يعني على كُلِّ شيء قَدِير إلَّا على ذاتِه فليس عليها بقادِر، ما تقولُون في هذا الاستِثْنَاء؟ باطل؟ نقُول: هذا لا شَكّ أنَّه باطِل، لأن الآية (( إنَّ اللهَ على كل شيء قدير )) (( كل شَيء )) وقولك: إن العقل خَصَّ ذاتَه فليس عليها بقادر نقول: إنَّ العقْل لا يُمْكِنُه أن يُخَصِّص هذا الخبَر بدون دليل ولو ذهبنا نخصص مثل هذه العمومات بالعُقُول لأبطلْنَا كثيرًا مِن دَلَالَات الكتاب والسُنَّة، وماذا تريد بقولِك: " خصَّ العقل ذاتَه فليس عليها بقادر "؟ إن أرَدتّ أنه سبحانه وتعالى لم يكُن قادرًا على ذاتِه بمعنى أنه لا يقْدِر مثلًا أن يُمْرِض نفسَه أو أن يُعْدِم نفسَه -سُبْحَانَه وتَعَالَى - فهذا أصْلٌ لم تتعَلَّقْ به القُدرة، لأنَّ هذا مِن الأُمُور إيش؟ المستَحِيلَة، وإن أردتَّ أنَّه لا يقدِر على أن يَفْعَل -ولعلَّ هذا مرادَه أو ولعلَّ هذا مرادُه- إن أردت أنه ليس قادرًا على أن يفعَل لأنَّ الأشاعرة ومَن شابَهَهُم ينكِرُون الأفعال الاخْتِيَارِيَّة فهذا كَذِب، بل العَقْل يدُلّ على أنَّه سبحانه وتعالى لم يزَلْ ولا يَزَالُ فعَّالًا لِمَا يُرِيد. {دقيقة}
تنبيه : على عبارة منتشرة عند الناس " إن الله على ما يشاء قدير "
طيب فيه عِبَارَة تَقَعُ كثيرًا بين النَّاس يقُول: " إنَّ اللهَ على ما يَشَاءُ قدِير "، ما تقولون في هذه العبارة؟ ... بنناقشوا ما هي بمسألة هَيِّنَة، اجزِموا وإلا انسحبوا.
الطالب: ...
الشيخ : طيب لماذا ؟ نبدأ مَع اليَمِين.
الطالب: لو كان أن الله على ما يشاء قدير لكان .... على غير ما يشاء غير قَدِير مثل القُدْرَة ...
الشيخ : طيب يعني هذا يُوهِم أن ما لا يَشَاؤُه فلَيْس قادِرًا عليه، طيب هذا واحد.
الطالب: إن كان الإنسان يقول ما أُرِيدُ هذا ... المشيئة لَا يَلْزَم مِن إِثْبَاتِها ... ينفي، يعني على ما يشاء قدير لا تنفي أنه قَادِر
الشيخ : أنَّه عَاجِز
الطالب: أنه عاجز على غير ما يشاء، أنَّ الله سبحانه وتعالى أثبت لنفسِه هذا
الشيخ : دعنا مِن إنَّه أثْبَت لكن هذه العبارة هل جاءَت في كتاب الله أو سُنَّةِ رَسُولِه؟
الطالب: نعم جاءت.
الشيخ : وين؟
الطالب: إن الله على ما يشاء
طالب آخر: إن الله فعال لما يريد.
الشيخ : .. فعال لما يريد.
الطالب: هو المشيئة والإرادة.
الشيخ : الفِعْل غير القُدْرة، هل هو (ويفعلُ الله ما يشاء)؟ هذي في القرآن (( وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ))[إبراهيم:27] لكِن القُدْرَة
الطالب: الاختلاف ما في هذا
الشيخ : لا لأن القادر قد يفعَل وقد لا يفعَل.
الطالب: نعم لكن لا .. أنَّه قادِر على غير ما يشاء.
الشيخ : لا، على كل حال ما هو رَدَّك سَلِيم، لأنَّ قولَه: (( على ما يَشَاء )) أيضًا مُقَدَّم والتَّقْدِيم يُفِيد إيش؟ التخْصِيص، مُقَدَّم على عامِلِه والتقديم يفيد التَّخْصِيص، أي على ما يشاء
الطالب : طيب كيف تَرِد هذه أيضًا؟
الشيخ : ترد بلِسَانِ مَن؟
الطالب: في القرآن.
الشيخ : أعطنا مِن هَذا الكَثِير الشَيء اليَسِير؟
الطالب: في هذه في سورة
الشيخ : لك الآن مِن الآن إلى إسبُوعين اقرأ القرآن مِن أولِه إلى آخرِه إذا وجدت (إن الله على ما يشاء قدير)
الطالب: لا، ليس (إن الله على ما يشاء قدير) لكن يعني في نفْس المعْنَى وليس في هذا اللَّفْظ.
الشيخ : ما يخالف ولو في نفس المعنى كأنَّك تُرِيد إنَّ الله قال: (( وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ ))[الشورى:29] نعم، لكِنْ هُنا المشيئة عَائِدَة مُو بعَلى القُدْرَة، عائِدة على الجَمْع، يعني إذا شاءَ جمعَهم فإنه قدِيرٌ عليهم ردًّا على مَن أنكَرُوا البَعْث وقالوا: كيف إن الله يجْمَع النَّاس ويبعثهم بعد أن ماتوا؟ طيب أنه هذا واحد.
ثانيًا: أنك إذا قلت إنَّه على ما يشاءُ قَدِير فقد خالَفْت التعْبِير القُرْآنِي الذي أَطْلَقَ اللهُ فِيه وعَمَّم (( إن الله على كل شيء قدير )).
ثالثاً: أنَّ هذا مَأْخُوذ مِن مذهب القدرية، لأن القدرية يقولون: " إنَّ الله لا يقدِر على عَمَلِ العَبْد فهو غَيْرُ دَاخِل في قُدْرَةِ الله وإذا لم يقْدِر عليه فإنَّه لا يشاؤُه " نعم، وكذلك يقولون: " إنَّه سُبْحَانَه وتعالى إِذَا كَان فِعْل العبد في غيرِ مَشِيئَتِه فإنه غيرُ قادرٍ عليه، لأنَّ اللهَ قادِر على ما يَشَاءُ فقط " فلأَجْلِ هذا نقول: إنَّ هذه العِبَارة لا تنبغي وإن كانَ صاحبُها يُرِيدُ بها معنًى صحيحًا، وقد يريد بها معنًى صَحِيحًا كما هو ظاهِر عبارة كَثِير مِن المسلمين اليوم تقول بهذا الشيء، ونقول: إنَّ الأكمل أن تقول: إن الله على كُلِّ شيء قدير، فإن قلت: إنه وَرَد في قِصَّةِ الرَّجُل الذي يُدْخِلُه اللهُ الجَنَّة آخِر مَن يُدْخِلُ اللهُ الجَنَّة فيقول الله له لَمَّا قال: ( هذا لك وعشرة أمثالِه ) قالَ اللهُ له: ( إِنِّي عَلَى مَا أَشَاءُ قَادِر ) هذا حديث قُدسي، فالجواب أنَّ هذا في قَضِيَّة مُعَيَّنَة يعني لو وَقَع شيء يسْتَغْرِبُ الإنسانُ وُقُوعَه ويَسْتَبْعِدُه، فلَنَا أن نَقُول: إن الله تعالى إذا شاءَ شيئًا فهو قَادِرٌ عليه، بمعنى أنه فاعلُه كقولِه تعالى: (( ويفعلُ الله ما يَشَاء )) بخلافِ القُدْرَة الـمُجَرَّدَة عن الفِعْل فإنَّ هذه لا تُقَيَّد بِالْمَشِيئَة نعم
الطالب: ...
الشيخ : طيب لماذا ؟ نبدأ مَع اليَمِين.
الطالب: لو كان أن الله على ما يشاء قدير لكان .... على غير ما يشاء غير قَدِير مثل القُدْرَة ...
الشيخ : طيب يعني هذا يُوهِم أن ما لا يَشَاؤُه فلَيْس قادِرًا عليه، طيب هذا واحد.
الطالب: إن كان الإنسان يقول ما أُرِيدُ هذا ... المشيئة لَا يَلْزَم مِن إِثْبَاتِها ... ينفي، يعني على ما يشاء قدير لا تنفي أنه قَادِر
الشيخ : أنَّه عَاجِز
الطالب: أنه عاجز على غير ما يشاء، أنَّ الله سبحانه وتعالى أثبت لنفسِه هذا
الشيخ : دعنا مِن إنَّه أثْبَت لكن هذه العبارة هل جاءَت في كتاب الله أو سُنَّةِ رَسُولِه؟
الطالب: نعم جاءت.
الشيخ : وين؟
الطالب: إن الله على ما يشاء
طالب آخر: إن الله فعال لما يريد.
الشيخ : .. فعال لما يريد.
الطالب: هو المشيئة والإرادة.
الشيخ : الفِعْل غير القُدْرة، هل هو (ويفعلُ الله ما يشاء)؟ هذي في القرآن (( وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ))[إبراهيم:27] لكِن القُدْرَة
الطالب: الاختلاف ما في هذا
الشيخ : لا لأن القادر قد يفعَل وقد لا يفعَل.
الطالب: نعم لكن لا .. أنَّه قادِر على غير ما يشاء.
الشيخ : لا، على كل حال ما هو رَدَّك سَلِيم، لأنَّ قولَه: (( على ما يَشَاء )) أيضًا مُقَدَّم والتَّقْدِيم يُفِيد إيش؟ التخْصِيص، مُقَدَّم على عامِلِه والتقديم يفيد التَّخْصِيص، أي على ما يشاء
الطالب : طيب كيف تَرِد هذه أيضًا؟
الشيخ : ترد بلِسَانِ مَن؟
الطالب: في القرآن.
الشيخ : أعطنا مِن هَذا الكَثِير الشَيء اليَسِير؟
الطالب: في هذه في سورة
الشيخ : لك الآن مِن الآن إلى إسبُوعين اقرأ القرآن مِن أولِه إلى آخرِه إذا وجدت (إن الله على ما يشاء قدير)
الطالب: لا، ليس (إن الله على ما يشاء قدير) لكن يعني في نفْس المعْنَى وليس في هذا اللَّفْظ.
الشيخ : ما يخالف ولو في نفس المعنى كأنَّك تُرِيد إنَّ الله قال: (( وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ ))[الشورى:29] نعم، لكِنْ هُنا المشيئة عَائِدَة مُو بعَلى القُدْرَة، عائِدة على الجَمْع، يعني إذا شاءَ جمعَهم فإنه قدِيرٌ عليهم ردًّا على مَن أنكَرُوا البَعْث وقالوا: كيف إن الله يجْمَع النَّاس ويبعثهم بعد أن ماتوا؟ طيب أنه هذا واحد.
ثانيًا: أنك إذا قلت إنَّه على ما يشاءُ قَدِير فقد خالَفْت التعْبِير القُرْآنِي الذي أَطْلَقَ اللهُ فِيه وعَمَّم (( إن الله على كل شيء قدير )).
ثالثاً: أنَّ هذا مَأْخُوذ مِن مذهب القدرية، لأن القدرية يقولون: " إنَّ الله لا يقدِر على عَمَلِ العَبْد فهو غَيْرُ دَاخِل في قُدْرَةِ الله وإذا لم يقْدِر عليه فإنَّه لا يشاؤُه " نعم، وكذلك يقولون: " إنَّه سُبْحَانَه وتعالى إِذَا كَان فِعْل العبد في غيرِ مَشِيئَتِه فإنه غيرُ قادرٍ عليه، لأنَّ اللهَ قادِر على ما يَشَاءُ فقط " فلأَجْلِ هذا نقول: إنَّ هذه العِبَارة لا تنبغي وإن كانَ صاحبُها يُرِيدُ بها معنًى صحيحًا، وقد يريد بها معنًى صَحِيحًا كما هو ظاهِر عبارة كَثِير مِن المسلمين اليوم تقول بهذا الشيء، ونقول: إنَّ الأكمل أن تقول: إن الله على كُلِّ شيء قدير، فإن قلت: إنه وَرَد في قِصَّةِ الرَّجُل الذي يُدْخِلُه اللهُ الجَنَّة آخِر مَن يُدْخِلُ اللهُ الجَنَّة فيقول الله له لَمَّا قال: ( هذا لك وعشرة أمثالِه ) قالَ اللهُ له: ( إِنِّي عَلَى مَا أَشَاءُ قَادِر ) هذا حديث قُدسي، فالجواب أنَّ هذا في قَضِيَّة مُعَيَّنَة يعني لو وَقَع شيء يسْتَغْرِبُ الإنسانُ وُقُوعَه ويَسْتَبْعِدُه، فلَنَا أن نَقُول: إن الله تعالى إذا شاءَ شيئًا فهو قَادِرٌ عليه، بمعنى أنه فاعلُه كقولِه تعالى: (( ويفعلُ الله ما يَشَاء )) بخلافِ القُدْرَة الـمُجَرَّدَة عن الفِعْل فإنَّ هذه لا تُقَيَّد بِالْمَشِيئَة نعم
فوائد قول الله تعالى : (( الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء ))
ظاهِرُ الآية الكريمة أنَّ جميعَ الملائِكَة رُسُل فهل هذا الظاهر مُرَاد؟ تقول: غَير مُرَاد بدليلِ قولِه: (( اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ ))[الحج:75].
طيب (( فاطِرِ السماواتِ والأرضِ )) في هذه الآية الكريمة: بيانُ كمالِ الله عز وجل حيثُ أثنَى على نفسِه بالحَمْد فقال: (( الحمدُ لله )).
وفيه أيضًا: أنَّ الله عز وجل رَحِيمٌ بعبادِه يُعَلِّمُهُم كيف يحمَدُونَه، لأنَّ قولَه: (( الحمدُ لله )) خبَر لكنْ مَعْنَاه الإرْشَاد والتوْجِيه، كما قال تعالى في آية أخرى: (( وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ ))[الإسراء:111] ولهذا لاحَظَ بعض العلماء إلى أنَّها كُلَّما جاءَت (الحمد لله) فهو على تَقْدِيرِ (قُلْ) حتى قالوا في قولِه: (( الحمدُ للهِ رَبِّ العالمين )) المعنى: قُل الحَمْدُ لله، ولكِن الصواب خِلَافُ ذلك وأنَّ هذا خبَرٌ مِن الله ونَحْن نَتْلُوه نُثْنِي به على الله ولا حَاجَة إلى أن يأمُرَنا بذلك، طيب.
ومِن فوائد الآية الكريمة: إثبَاتُ اسمِ (الله) للربِّ عز وجل وهذا الاسْم خَاصٌّ به لا يُقَالُ لِغَيْرِه وهو أَصْلُ الأَسْمَاء ولذلك تأتي الأسماءُ بعدَه -في الغالِب- صِفَةً لَه، نعم، ولا تأتِي سَابِقَةً عليه إلا نادِرًا كما في قولِه تعالى: (( إلى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ ))[إبراهيم:2] وإلَّا فإن الغَالِب أنَّ الأسماءَ تأتي تَابِعَةً له فهو أصْلُ الأَسْمَاء ولهذا لا يُسَمَّى به غَيرُه أبدًا لا عَلَمًا ولا صِفَة بأَيِّ حالٍ مِن الأَحْوَال، طيب، وهل هُو مُشْتَقّ أو اسْمٌ جَامِد؟ الصحِيح -بلا شَك- أنه مُشْتَقّ، لأَنّ جمِيع أسماءِ اللهِ تعَالى مُشْتَقَّة بمعنى أنها دالَّةٌ على المعاني التي أُخِذَتْ منها، مِن أين يُشْتَقّ (الله )؟
الطالب: مِن الإله.
الشيخ : مِن الأُلُوهِيَّة، الاشْتِقَاقَات تكُون بالـمَصْدَر، ما هو أصلُ الإله؟ صح أصلُه (الإله) لكنْ (الإله) مِن أين مُشْتَقَّة؟ مِن الأُلُوهِيَّة، طيب.
ومِن فَوائِد الآية الكريمة: أن اللهَ عز وجل هو فَاطِرُ السماوات والأرض لم يُشارِكْهُ أَحَدٌ في ذلك، لقولِه: (( فاطرِ السماواتِ والأرْضِ )).
ومِنها أيْ مِن فَوَائِد الآيَة الكريمة: كَمَالُ قُدْرَتِه وحِكْمَتِه حَيْثُ ابْتَدَأَ خَلْقَ هذه السَّمَاوات العَظِيمة والأَرْض على هذا النِّظَام البَدِيع مِن غَيرِ أن يَسْبِقَ مِثَالٌ يَحْتَذِيه ويَعْتَنِي به، ومعلومٌ أنَّ .. الصَّنْعَة يُشهَدُ له بالخِبْرة، نعم والقُدْرَة، يعني مَن أنشأ شيئًا جديدًا وصار هذا الشيء الجديد منتظمًا على تَمَامِ الانتِظَام وغَايَةِ الإِحْكَام فإنَّه يُشْهَدُ لَه بماذا؟ بالكَمَال والخِبْرَة، وفي كَوْنِه فَطَرَ السماواتِ والأرض دليلٌ على القُدْرة وعلى الحِكْمة، لأنَّه خلقَهُما على غيرِ مِثَالٍ سَبَق.
ومِن فوائدِها: أنَّ السماوات مُتَعَدِّدَة وقد بَيَّنَ اللهُ تعالى في آيةٍ أُخرى أنَّهَا سَبْع فقال: (( قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ))[المؤمنون:86] وأمَّا الأَرْض فذُكِرَت مُفْرَدَة باعْتِبَارِ الجِنْس وهي - يا طلال!- كم عددها؟
الطالب: عدد الأرض؟
الشيخ : اي نعم.
الطالب: واحدة.
الشيخ : واحدة فقط؟ أي نعم.
طالب آخر: سبع طبقات.
الشيخ : كم الأرض؟
الطالب: سبع أرضين.
الشيخ : سبع أرضِين ما دليلُك مِن القرآن والسُّنَّة؟
الطالب: ...
الشيخ : طيب مِن القرآن.
الطالب: (( خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ )) .
الشيخ : (( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ ))[الطلاق:12] ومِن السنة عِيسَى!
الطالب: الحديث: ( مَنِ اقتطع شِبْر مِن الأرض ظلم طُوِّقَه مِن سبع أرضين) .
الشيخ : ( مَنِ اقْتَطَع شِبْرًا مِن الأرض ظُلْمًا طُوِّقَه يومَ القيامة مِن سَبْع أَرَضِين ) بارك الله فيك طيب.
الطالب : في حديث ثالث : ( السماوَات السبع والأرضين السبع )
الشيخ : أقول: في أحاديث ما هو حديث ..
الطالب: لكن ما هو يعني .. من هذا؟
الشيخ : لا هذا أسهل.
الطالب: .. يُطَوَّقه
الشيخ : مِن سَبْع أرضين .. سبع أرضين.
طيب مِن فوائدِ الآية الكريمة: إِثْبَاتُ الـمَلَائِكَة، لقولِه: (( جَاعِلِ المَلَائِكَة )).
ومِن فوائدِها: أنَّ مِن الملائكةِ مَنِ اصْطَفَاهم ُالله تعالى رُسُلًا إلى الخَلْق بالوَحْي، إيش بعد؟ وغيرِ الوحي، بالوَحْي وغيرِه، لقولِه: (( جاعِلِ الملائِكَة رسلًا )).
ومنها: أنَّ هؤلاء الرُسُل لهم أجْنِحَة، أجنِحَة مُتَعَدِّدَةُ الأصْنَاف ومتعدِّدَةُ الأعْيَان، يعني أنها متعددة كَمِّيَّة وإيش بعد؟ وكَيْفِيَّة، لقولِه: (( أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ )).
ومِنها أي مِن فوائدِ الآية: أنَّ فيها إشارَةً إلى سُرَعَةِ تَنَقُّلِ الملَائِكَة لِقُوَّةِ أجْنِحَتِهِم، لقولِه: (( أولي أجنحة ))، وإنما قُلْت: (لقوةِ أجنحتهم)، لأنَّه لولا أنَّ لهذه الأجنِحَةِ مَزِيَّة عَظِيمَة استَحَقَّتْ أَن يُنَصَّ عليها لكان يُذْكَر غير الأجْنِحَة كالرُؤُوسِ مثلًا، ولكن ذَكَر الأَجْنِحَة لِما فيها مِن القُوَّة لحملِها هؤلاءِ الملائكة ولأنَّها تكُون عند .. أسرع، واضِح؟ وقد ذكَرْنا مِثَالًا لذلك يدُلُّ على أنَّ الملائِكَة أسرَعْ مِن غيرِها في الطَيَرَان في قِصَّة عَرْش بِلْقِيس، أي نعم.
طيب (( فاطِرِ السماواتِ والأرضِ )) في هذه الآية الكريمة: بيانُ كمالِ الله عز وجل حيثُ أثنَى على نفسِه بالحَمْد فقال: (( الحمدُ لله )).
وفيه أيضًا: أنَّ الله عز وجل رَحِيمٌ بعبادِه يُعَلِّمُهُم كيف يحمَدُونَه، لأنَّ قولَه: (( الحمدُ لله )) خبَر لكنْ مَعْنَاه الإرْشَاد والتوْجِيه، كما قال تعالى في آية أخرى: (( وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ ))[الإسراء:111] ولهذا لاحَظَ بعض العلماء إلى أنَّها كُلَّما جاءَت (الحمد لله) فهو على تَقْدِيرِ (قُلْ) حتى قالوا في قولِه: (( الحمدُ للهِ رَبِّ العالمين )) المعنى: قُل الحَمْدُ لله، ولكِن الصواب خِلَافُ ذلك وأنَّ هذا خبَرٌ مِن الله ونَحْن نَتْلُوه نُثْنِي به على الله ولا حَاجَة إلى أن يأمُرَنا بذلك، طيب.
ومِن فوائد الآية الكريمة: إثبَاتُ اسمِ (الله) للربِّ عز وجل وهذا الاسْم خَاصٌّ به لا يُقَالُ لِغَيْرِه وهو أَصْلُ الأَسْمَاء ولذلك تأتي الأسماءُ بعدَه -في الغالِب- صِفَةً لَه، نعم، ولا تأتِي سَابِقَةً عليه إلا نادِرًا كما في قولِه تعالى: (( إلى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ ))[إبراهيم:2] وإلَّا فإن الغَالِب أنَّ الأسماءَ تأتي تَابِعَةً له فهو أصْلُ الأَسْمَاء ولهذا لا يُسَمَّى به غَيرُه أبدًا لا عَلَمًا ولا صِفَة بأَيِّ حالٍ مِن الأَحْوَال، طيب، وهل هُو مُشْتَقّ أو اسْمٌ جَامِد؟ الصحِيح -بلا شَك- أنه مُشْتَقّ، لأَنّ جمِيع أسماءِ اللهِ تعَالى مُشْتَقَّة بمعنى أنها دالَّةٌ على المعاني التي أُخِذَتْ منها، مِن أين يُشْتَقّ (الله )؟
الطالب: مِن الإله.
الشيخ : مِن الأُلُوهِيَّة، الاشْتِقَاقَات تكُون بالـمَصْدَر، ما هو أصلُ الإله؟ صح أصلُه (الإله) لكنْ (الإله) مِن أين مُشْتَقَّة؟ مِن الأُلُوهِيَّة، طيب.
ومِن فَوائِد الآية الكريمة: أن اللهَ عز وجل هو فَاطِرُ السماوات والأرض لم يُشارِكْهُ أَحَدٌ في ذلك، لقولِه: (( فاطرِ السماواتِ والأرْضِ )).
ومِنها أيْ مِن فَوَائِد الآيَة الكريمة: كَمَالُ قُدْرَتِه وحِكْمَتِه حَيْثُ ابْتَدَأَ خَلْقَ هذه السَّمَاوات العَظِيمة والأَرْض على هذا النِّظَام البَدِيع مِن غَيرِ أن يَسْبِقَ مِثَالٌ يَحْتَذِيه ويَعْتَنِي به، ومعلومٌ أنَّ .. الصَّنْعَة يُشهَدُ له بالخِبْرة، نعم والقُدْرَة، يعني مَن أنشأ شيئًا جديدًا وصار هذا الشيء الجديد منتظمًا على تَمَامِ الانتِظَام وغَايَةِ الإِحْكَام فإنَّه يُشْهَدُ لَه بماذا؟ بالكَمَال والخِبْرَة، وفي كَوْنِه فَطَرَ السماواتِ والأرض دليلٌ على القُدْرة وعلى الحِكْمة، لأنَّه خلقَهُما على غيرِ مِثَالٍ سَبَق.
ومِن فوائدِها: أنَّ السماوات مُتَعَدِّدَة وقد بَيَّنَ اللهُ تعالى في آيةٍ أُخرى أنَّهَا سَبْع فقال: (( قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ))[المؤمنون:86] وأمَّا الأَرْض فذُكِرَت مُفْرَدَة باعْتِبَارِ الجِنْس وهي - يا طلال!- كم عددها؟
الطالب: عدد الأرض؟
الشيخ : اي نعم.
الطالب: واحدة.
الشيخ : واحدة فقط؟ أي نعم.
طالب آخر: سبع طبقات.
الشيخ : كم الأرض؟
الطالب: سبع أرضين.
الشيخ : سبع أرضِين ما دليلُك مِن القرآن والسُّنَّة؟
الطالب: ...
الشيخ : طيب مِن القرآن.
الطالب: (( خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ )) .
الشيخ : (( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ ))[الطلاق:12] ومِن السنة عِيسَى!
الطالب: الحديث: ( مَنِ اقتطع شِبْر مِن الأرض ظلم طُوِّقَه مِن سبع أرضين) .
الشيخ : ( مَنِ اقْتَطَع شِبْرًا مِن الأرض ظُلْمًا طُوِّقَه يومَ القيامة مِن سَبْع أَرَضِين ) بارك الله فيك طيب.
الطالب : في حديث ثالث : ( السماوَات السبع والأرضين السبع )
الشيخ : أقول: في أحاديث ما هو حديث ..
الطالب: لكن ما هو يعني .. من هذا؟
الشيخ : لا هذا أسهل.
الطالب: .. يُطَوَّقه
الشيخ : مِن سَبْع أرضين .. سبع أرضين.
طيب مِن فوائدِ الآية الكريمة: إِثْبَاتُ الـمَلَائِكَة، لقولِه: (( جَاعِلِ المَلَائِكَة )).
ومِن فوائدِها: أنَّ مِن الملائكةِ مَنِ اصْطَفَاهم ُالله تعالى رُسُلًا إلى الخَلْق بالوَحْي، إيش بعد؟ وغيرِ الوحي، بالوَحْي وغيرِه، لقولِه: (( جاعِلِ الملائِكَة رسلًا )).
ومنها: أنَّ هؤلاء الرُسُل لهم أجْنِحَة، أجنِحَة مُتَعَدِّدَةُ الأصْنَاف ومتعدِّدَةُ الأعْيَان، يعني أنها متعددة كَمِّيَّة وإيش بعد؟ وكَيْفِيَّة، لقولِه: (( أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ )).
ومِنها أي مِن فوائدِ الآية: أنَّ فيها إشارَةً إلى سُرَعَةِ تَنَقُّلِ الملَائِكَة لِقُوَّةِ أجْنِحَتِهِم، لقولِه: (( أولي أجنحة ))، وإنما قُلْت: (لقوةِ أجنحتهم)، لأنَّه لولا أنَّ لهذه الأجنِحَةِ مَزِيَّة عَظِيمَة استَحَقَّتْ أَن يُنَصَّ عليها لكان يُذْكَر غير الأجْنِحَة كالرُؤُوسِ مثلًا، ولكن ذَكَر الأَجْنِحَة لِما فيها مِن القُوَّة لحملِها هؤلاءِ الملائكة ولأنَّها تكُون عند .. أسرع، واضِح؟ وقد ذكَرْنا مِثَالًا لذلك يدُلُّ على أنَّ الملائِكَة أسرَعْ مِن غيرِها في الطَيَرَان في قِصَّة عَرْش بِلْقِيس، أي نعم.
4 - فوائد قول الله تعالى : (( الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( يزيد في الخلق ما يشاء ))
ومِن فوائدِ الآية الكريمة: أنَّ الله عز وجل يزِيدُ على الاثنين والثلاث والأربع ما يَشَاء، لقولِه: (( يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ )).
ومنها أيضًا: أنَّ الله تعالى فَضَّلَ المخلوقات بعضَها على بعض لقولِه: (( يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ )) والزيادة مقابِلُها نَقْص، إذًا فهناك مُفَاضَلَة بَيْن الـمَخْلُوقَات بعضُها مع بعْض، ولكن هل الـمُراد القُوَّة أو كِبَرُ الجِسْم أو العَقْل أو العِلْم أو الـمَعْدَن؟ الجواب العُمُوم، لأنه قال: (( يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ )) فهذا يزيدُه قُوَّةً في الجِسْم، وهذا يزيده قوَّةً في العقْل، وهذا يزيدُه قوةً في الخُلُق، وهذا يزيدُه قُوَّةً في العِلْم إلى آخرِه.
ومِن فوائد الآية الكريمة: أنَّك إذا وَجَدتَّ مِن نفسِك نقصًا في خَلْقِك فاطلُبْه مِمَّن؟
الطالب: مِن الله سبحانه وتعالى.
الشيخ : .. مِن؟ مِن الله، لأن قولَه: (( يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ )) معنَاه لا تَسْأَل الزِيَادَة في خَلْقٍ ولا خُلُق إلا مِنَ الله عَز وجل، لأنَّه هو الـمَانُّ بما يزِيدُ بِه سبحانه وتعالى.
ومِن فوائدها: إِثْبَاتُ الـمَشِيئَة، لقولِه: (( ما يشاءُ ))، وقد مَرَّ علينا أنَّ المشِيئة في كُلِّ ما وَرَدَتْ مُعَلَّقَةٌ بماذَا؟ بالحِكْمَة، واسْتَدْلَلْنا لِذلك بقولِه تعالى: (( وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ))[الإنسان:30] طيب.
ومنها أيضًا: أنَّ الله تعالى فَضَّلَ المخلوقات بعضَها على بعض لقولِه: (( يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ )) والزيادة مقابِلُها نَقْص، إذًا فهناك مُفَاضَلَة بَيْن الـمَخْلُوقَات بعضُها مع بعْض، ولكن هل الـمُراد القُوَّة أو كِبَرُ الجِسْم أو العَقْل أو العِلْم أو الـمَعْدَن؟ الجواب العُمُوم، لأنه قال: (( يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ )) فهذا يزيدُه قُوَّةً في الجِسْم، وهذا يزيده قوَّةً في العقْل، وهذا يزيدُه قوةً في الخُلُق، وهذا يزيدُه قُوَّةً في العِلْم إلى آخرِه.
ومِن فوائد الآية الكريمة: أنَّك إذا وَجَدتَّ مِن نفسِك نقصًا في خَلْقِك فاطلُبْه مِمَّن؟
الطالب: مِن الله سبحانه وتعالى.
الشيخ : .. مِن؟ مِن الله، لأن قولَه: (( يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ )) معنَاه لا تَسْأَل الزِيَادَة في خَلْقٍ ولا خُلُق إلا مِنَ الله عَز وجل، لأنَّه هو الـمَانُّ بما يزِيدُ بِه سبحانه وتعالى.
ومِن فوائدها: إِثْبَاتُ الـمَشِيئَة، لقولِه: (( ما يشاءُ ))، وقد مَرَّ علينا أنَّ المشِيئة في كُلِّ ما وَرَدَتْ مُعَلَّقَةٌ بماذَا؟ بالحِكْمَة، واسْتَدْلَلْنا لِذلك بقولِه تعالى: (( وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ))[الإنسان:30] طيب.
فوائد قول الله تعالى : (( إن الله على كل شيء قدير ))
ومِن فوائد الآية الكريمة: إثباتُ القُدْرَةِ العامَّة (( إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )) فهو قَادِر على أن يزيدَ في الخَلْق ما يشاء، وقادرٌ على الإيجَاد والإِعْدَام.
ومِن فوائد الآية الكريمة: الرَدّ على القَدَرِيَّة الذين يزعُمُونَ أنَّ أفعَالَ العَبْد غير مَخْلُوقَةٍ ولا مَقْدُورَةٍ لله، مِن أين يُؤْخَذ؟ ما وجهُ .. ، نعم يا عبد الرحمن؟
الطالب: ... كُلَّ هذا الشيء نَكِرة كل شيء ...
الشيخ : كُل ما يحتاج نقول: نكرة، لأَنَّ (كل) من صِيَغِ العُموم سواءٌ كانت نكرة أو معْرِفة.
الطالب: ...
الشيخ : صح، لعُمُومِ قولِه: (( على كل شيء قدير )) وأفعالُ العَبْد مِن الأشْيَاء طيب.
ومِن فوائد الآية الكريمة: الرَدّ على القَدَرِيَّة الذين يزعُمُونَ أنَّ أفعَالَ العَبْد غير مَخْلُوقَةٍ ولا مَقْدُورَةٍ لله، مِن أين يُؤْخَذ؟ ما وجهُ .. ، نعم يا عبد الرحمن؟
الطالب: ... كُلَّ هذا الشيء نَكِرة كل شيء ...
الشيخ : كُل ما يحتاج نقول: نكرة، لأَنَّ (كل) من صِيَغِ العُموم سواءٌ كانت نكرة أو معْرِفة.
الطالب: ...
الشيخ : صح، لعُمُومِ قولِه: (( على كل شيء قدير )) وأفعالُ العَبْد مِن الأشْيَاء طيب.
تفسير قول الله تعالى : (( ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده ))
ثم قال الله تعالى: (( مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا )) هذا ابتداءُ الدرْس اليَوم قال: (( مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا )) يقول: (( مَا يفْتَح )) (( مَا )) شرْطِيَّة تجْزِم بِدَلِيل الفِعْلِ بعدها (( ما يَفْتَح )) ولكنَّ الفعل بعدها أمامَنا مكسور (( ما يفتحِ الله )) فنقُول: إنَّ هذه الكَسْرة عابِرَةٌ مِن أجل توقِّي الْتِقَاءِ الساكِنَيْن وإلا فإنَّها مَجْزُومَة فأصله: (ما يَفْتَحْ) حُذِف بالكَسْر، لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَين كقولِه تعالى: (( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا ))[البينة:1] وأصلُها (( لم يكُنْ ))، وقولُه: (( مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ )) (يفْتَح مِن رَحْمَة) الفتْح فَتْحُ الشَيْء إِزَالَةُ الحَوَاجِزِ دُونَه، يعني مَثَلًا فتحْت البيت يعني أزَلْت الحَاجِز الـمَانِع مِن دُخُولِه وهو البَاب، والرَّحْمَة إذا فُتِحَتْ فإنَّ الإنسَان يَدْخُل إلَيْها ويَمْكُث فيها، وقولُه: (( مِن رَّحْمَة )) (( مِن )) بيانٌ لِـ(ما) و(مَا) شَرْطِيَّة مُفِيدَة لِلعُمُوم، وعلى هذا فيكون في الآية عُمُومٌ أي: أَيُّ رَحْمَةٍ يفتَحُها اللهُ عز وجل للنَّاس فلا أحَدَ يستَطِيعُ إِمْسَاكَهَا، وقولُه: (( مِن رَّحْمَة )) قال المؤلف: " كرِزْقٍ ومَطَر " وهذا على سبيل التَمْثِيل لا الحَصْر، لأَنَّ رحمَةَ الله أكثَر مِن ذلك قال الله تعالى: (( وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ))[النحل:53] (( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ))[النحل:18] رَحْمَةُ اللهِ عز وجل لا تُحْصَى في أنواعِها فضلًا عن أفرَادِها، وقولُه: (( فلا مُمْسِكَ لها )) أي: فلا أحد يمسِكُها بل ستَصَل إلى مَن فَتَحَهاَ اللهُ تعالى له ولا يرُدُّها أحَد، كما جاء في الحديث الصحيح أنَّ الرسول عليه الصلاة والسلام كان يقُولُ بعد الرفْع مِن الرُّكُوع: ( اللهُمَّ لا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْت ولَا مُعْطِيَ لما مَنَعْت ولا يَنْفَعُ ذا الجَدِّ مِنْكَ الجَدّ ) ويقول كذلك بعد الصَّلاة: ( اللهُمَّ لا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْت ولَا مُعْطِيَ لما مَنَعْت ولا يَنْفَعُ ذا الجَدِّ مِنْكَ الجَدّ )، وقال النبيُّ عليه الصلاة والسلام لعبدِ الله بنِ عبَّاس: ( واعلَمْ أنَّ الأمَّةَ لو اجْتَمَعَتْ على أن يَضُرُّوكِ بِشَيْء لم يَضُرُّوك إلا بِشَيْءٍ قد كَتَبَهُ الله لَك )، فلا أحَد يسْتَطِيع أن يُمْسِكَ رَحْمَةَ الله مَهْمَا عَمِل حتى لو حَاوَل الحَسَد والتَّشْوِيه ومَنْع الرِّزْق ما يسْتَطِيع، إِذَا فَتَحَ اللهُ الرَّحْمَة على العَبْد لا أحدَ يسْتَطِيع أن يَحُولَ بينَه وبَيْنَهَا، ولهذا جاءَت (( لا مُمْسِكَ لها )) و(لا) نافِيَةٌ للجِنْس وهي أَنَصُّ شَيْءٍ على العُمُوم، ولهذا عُمُوم (لا) النَافِيَة للجِنْس لا تَخْصِيصَ فِيه أبَدًا قال: (( فلا مُمْسِكَ لها )) وهنا قال: (( مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا )) الضمير في (( لَها )) يعُود على الرَّحْمَة، نعم.
(( وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ )) لعلك تتَوَقَّع أن يكُونَ نصُّ الآية الكريمة: ( وما يُمْسِك فلا مُرْسِلَ لها)، لأَن الكلام الآن في الرحْمَة، وهو وفي الجُمْلَة الأولى قال: (( فلا مُمْسِك لها )) فيقْتَضِي أن تكُونَ الجملةُ الثَانِية كالأولَى أي: (وما يمسك فلا مُرْسِلَ لها) هكذا تتوَقَّع ولكن لَيسَ الأمرُ كذلك، لأن قولَه: (( وما يمسك )) لم يُخَصَّص بالرَّحْمَة حتى نقُول: إنَّ المتوقع أن يقول: فلا مُرْسِلَ لها، بل قال: (( وما يُمْسِك )) وحَذَف الـمُتَعَلَّق، لِيُفِيد العُمُوم أي: ما يُمْسِكْ مِن رَحْمَة وما يُمْسِكْ مِن شَرّ فلا مُرْسِلَ لَه حتى الضَّرَر الذي يُمْسِكُهُ الله عَزَّ وجل لا أحدَ يُرْسِلُك إلَيه أو يُوصِلُه إلَيْك حتى الرَّحْمة التي أمسكَها اللهُ عنك لا يُمكن أن يرسلَها أحدٌ إليْك، ولهذا أحيانًا يسْعَى الإنسان إلى ما يَرَى أنَّه مِن رحْمَةِ الله مِن رِّزْقٍ وغيرِه ثم يحولُ القَدَر بينَه وبينَه، أحيانًا يتعَرَّضُ الإنسان لِأَخْطَار ولكن يسْلَم منها قد تحصل يحْصُل بالسيارة إلى .. أو صدْم فيموتُ أناس أطْوَل منك أجسامًا وأقوى منك منْعة وتبقَى أنت، إذًا الله أمْسَكَ عنك الضَّرْر ولَّا لا؟ ولولا هذا الإمْسَاك لَهَلَكْتَ فيمن هَلَك، إذًا نقول: (( ما يُمسِكْ فلا مُرْسِلَ له )) أي لما أمْسَكَه فعَادَ الضمير في (لا مرسلَ له) على لفْظِ (ما) ولفظ (ما) مُذَكَّر ولَّا مُؤَنَّث؟ لفظ (ما) مُذَكَّر بخلافِه في الأَوَّل فعَادَ على رَحْمَة لأنَّها مُؤَنَّثَة، انتبِهْ! الآن تبيَّن لنا أنَّ السِّيَاق على أَتَمّ مَا يكُون مِن البَلَاغَة وأننا كُنَّا نتوقَّع أنَّه يقال: (( فلا مُرْسِلَ لها )) ليس على ما نَتَوَقَّع ليش؟ لِأنَّ قولَه: (( وما يُمْسِكْ )) لا يعني الرَّحْمَة .. عَامّ ولهذا نقُول: إنَّ قولَ المؤَلِّف: " ومَا يُمْسِكْ مِن ذَلِك " فيه قُصُور، لأنَّ قولَه: " مِن ذَلِك " يعُود إلى الرَّحْمَة ولكن نقول: (( وما يُمْسِكْ )) مِن ذَلِكَ وغَيْرِه (( فلا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِه )) قولُه: (( مِن بَعْدِه )) قال المؤلِّف: " أي بعدَ إمساكِه " وهذا لاشكَّ أنَّه احْتِمَال وأنه يحتَمِل أن يكون الضمير راجِعًا إلى (إمساك) المسْتَفَاد مِن قوله : (( يُمْسِك )) انتبه! طيِّب إذا قِيل: هل لهذا نظير أن يعودَ الضمير على المصْدَر الـمْفْهُوم من الفِعْل قبلَه؟ لأنَّه مِن المعلُوم أنَّ مَرْجِع الضمير لابُدَّ أن يكونَ اسمًا مَذْكُورًا قَبْل أو بَعْد أو مُقَدَّر، المهم أن مَرْجِع الضَّمِير اسْم، الاسم إمَّا أَن يُذْكَر بلفظِه الصَّرِيح مُقَدَّمًا أو مُؤَخَّرًا أو مُقَدَّرًا، وإمَّا أَن يُؤْخَذ مِن مَصْدَر فِعْلٍ سَابِق، هُنَا أرى كَلَام الـمُؤَلِّف : (( مِن بعد )) يقُول: " أي مِن بَعْدِ إمسَاكِه " فنقول: أين كَلِمَة إمْسَاك هل سَبَقَتْ؟ نعم سبَقَت، لأن (( يُمْسِك )) فِعْل مأخُوذ مِن أين؟ مِن الإمْسَاك، إذًا فَقَد تَضَمَّنَ الفعْلُ ذلك المرْجِع وهو الإِمْسَاك ... قولِه تعالى: (( اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى )) (( هو )) أي العَدْل الـمَفْهُوم مِن قولِه: (( اعْدِلُوا )) أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى .. يقول: " الأَصْل في مَرْجِع الضَّمِير أن يكُونَ اسْمًا مَذْكُورًا مُتَقَدِّمًا، مُطَابِقًا أَيْضًا وقد يتَأَخَّر وقد يُقَدَّر وقد يكونُ مفهومًا مِن مَصْدَرِ فِعْلٍ إيش؟ سَابِق كما في قولِه تعالى: (( اعدِلُوا هو أقرَبُ للتَّقْوى )) وكَما في هذه الآية على تقْدِير المؤلف، هل يُمْكِن أن يحْتَمِل عَوْدُ الضمير على غَيْرِ الإمْسَاك؟ شوف الآية، على الله عز وجل، لِأنَّه قال: (( مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ )) أي مِن بَعْدِ الله وتكُونُ كقولِه تعالى: (( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ ))[الجاثية:23] ويكونُ الضمير في قولِه: (( مِن بَعْدِه )) عائِدًا إِلَى اللهِ عز وجل وهذا أقرَب، لأنَّه أدَلّ على كَمَالِ التَصَرُّف في حَقِّ الله سبحانه وتعالى
(( وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ )) لعلك تتَوَقَّع أن يكُونَ نصُّ الآية الكريمة: ( وما يُمْسِك فلا مُرْسِلَ لها)، لأَن الكلام الآن في الرحْمَة، وهو وفي الجُمْلَة الأولى قال: (( فلا مُمْسِك لها )) فيقْتَضِي أن تكُونَ الجملةُ الثَانِية كالأولَى أي: (وما يمسك فلا مُرْسِلَ لها) هكذا تتوَقَّع ولكن لَيسَ الأمرُ كذلك، لأن قولَه: (( وما يمسك )) لم يُخَصَّص بالرَّحْمَة حتى نقُول: إنَّ المتوقع أن يقول: فلا مُرْسِلَ لها، بل قال: (( وما يُمْسِك )) وحَذَف الـمُتَعَلَّق، لِيُفِيد العُمُوم أي: ما يُمْسِكْ مِن رَحْمَة وما يُمْسِكْ مِن شَرّ فلا مُرْسِلَ لَه حتى الضَّرَر الذي يُمْسِكُهُ الله عَزَّ وجل لا أحدَ يُرْسِلُك إلَيه أو يُوصِلُه إلَيْك حتى الرَّحْمة التي أمسكَها اللهُ عنك لا يُمكن أن يرسلَها أحدٌ إليْك، ولهذا أحيانًا يسْعَى الإنسان إلى ما يَرَى أنَّه مِن رحْمَةِ الله مِن رِّزْقٍ وغيرِه ثم يحولُ القَدَر بينَه وبينَه، أحيانًا يتعَرَّضُ الإنسان لِأَخْطَار ولكن يسْلَم منها قد تحصل يحْصُل بالسيارة إلى .. أو صدْم فيموتُ أناس أطْوَل منك أجسامًا وأقوى منك منْعة وتبقَى أنت، إذًا الله أمْسَكَ عنك الضَّرْر ولَّا لا؟ ولولا هذا الإمْسَاك لَهَلَكْتَ فيمن هَلَك، إذًا نقول: (( ما يُمسِكْ فلا مُرْسِلَ له )) أي لما أمْسَكَه فعَادَ الضمير في (لا مرسلَ له) على لفْظِ (ما) ولفظ (ما) مُذَكَّر ولَّا مُؤَنَّث؟ لفظ (ما) مُذَكَّر بخلافِه في الأَوَّل فعَادَ على رَحْمَة لأنَّها مُؤَنَّثَة، انتبِهْ! الآن تبيَّن لنا أنَّ السِّيَاق على أَتَمّ مَا يكُون مِن البَلَاغَة وأننا كُنَّا نتوقَّع أنَّه يقال: (( فلا مُرْسِلَ لها )) ليس على ما نَتَوَقَّع ليش؟ لِأنَّ قولَه: (( وما يُمْسِكْ )) لا يعني الرَّحْمَة .. عَامّ ولهذا نقُول: إنَّ قولَ المؤَلِّف: " ومَا يُمْسِكْ مِن ذَلِك " فيه قُصُور، لأنَّ قولَه: " مِن ذَلِك " يعُود إلى الرَّحْمَة ولكن نقول: (( وما يُمْسِكْ )) مِن ذَلِكَ وغَيْرِه (( فلا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِه )) قولُه: (( مِن بَعْدِه )) قال المؤلِّف: " أي بعدَ إمساكِه " وهذا لاشكَّ أنَّه احْتِمَال وأنه يحتَمِل أن يكون الضمير راجِعًا إلى (إمساك) المسْتَفَاد مِن قوله : (( يُمْسِك )) انتبه! طيِّب إذا قِيل: هل لهذا نظير أن يعودَ الضمير على المصْدَر الـمْفْهُوم من الفِعْل قبلَه؟ لأنَّه مِن المعلُوم أنَّ مَرْجِع الضمير لابُدَّ أن يكونَ اسمًا مَذْكُورًا قَبْل أو بَعْد أو مُقَدَّر، المهم أن مَرْجِع الضَّمِير اسْم، الاسم إمَّا أَن يُذْكَر بلفظِه الصَّرِيح مُقَدَّمًا أو مُؤَخَّرًا أو مُقَدَّرًا، وإمَّا أَن يُؤْخَذ مِن مَصْدَر فِعْلٍ سَابِق، هُنَا أرى كَلَام الـمُؤَلِّف : (( مِن بعد )) يقُول: " أي مِن بَعْدِ إمسَاكِه " فنقول: أين كَلِمَة إمْسَاك هل سَبَقَتْ؟ نعم سبَقَت، لأن (( يُمْسِك )) فِعْل مأخُوذ مِن أين؟ مِن الإمْسَاك، إذًا فَقَد تَضَمَّنَ الفعْلُ ذلك المرْجِع وهو الإِمْسَاك ... قولِه تعالى: (( اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى )) (( هو )) أي العَدْل الـمَفْهُوم مِن قولِه: (( اعْدِلُوا )) أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى .. يقول: " الأَصْل في مَرْجِع الضَّمِير أن يكُونَ اسْمًا مَذْكُورًا مُتَقَدِّمًا، مُطَابِقًا أَيْضًا وقد يتَأَخَّر وقد يُقَدَّر وقد يكونُ مفهومًا مِن مَصْدَرِ فِعْلٍ إيش؟ سَابِق كما في قولِه تعالى: (( اعدِلُوا هو أقرَبُ للتَّقْوى )) وكَما في هذه الآية على تقْدِير المؤلف، هل يُمْكِن أن يحْتَمِل عَوْدُ الضمير على غَيْرِ الإمْسَاك؟ شوف الآية، على الله عز وجل، لِأنَّه قال: (( مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ )) أي مِن بَعْدِ الله وتكُونُ كقولِه تعالى: (( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ ))[الجاثية:23] ويكونُ الضمير في قولِه: (( مِن بَعْدِه )) عائِدًا إِلَى اللهِ عز وجل وهذا أقرَب، لأنَّه أدَلّ على كَمَالِ التَصَرُّف في حَقِّ الله سبحانه وتعالى
7 - تفسير قول الله تعالى : (( ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( وهو العزيز الحكيم ))
ثم قال: (( وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )) قال: " (العَزِيزُ) الغَالِب على أَمْرِه (الحكيم) في فِعْلِه " أظُنُّ أنَّ كُلَّ واحِدٍ منكم بإمْكَانِه أَنْ يقول: إِنَّ هذا التفسير قَاصِر، تفسِير المؤلف الآن قَاصِر، لأنَّ قولَه: " (العزيز) الغالب على أمره " هذا أحَدُ مَعَاني العَزِيز، فإنَّ (العزِيز) لَه ثلاثة معاني: عِزَّةُ القَدْر والقَهْر والامْتِنَاع، طيب القَهْر هو معنى قولِه: " الغالِب على أمْرِه " ونقول: إنَّه يَشْمَل الغالِب عَلَى أَمْرِه الذي لَا يُغْلَب وهذا هو القَاهِر، ذُو القَدْر الرَّفِيع العَالي وهذا معنى قولنا: عِزَّة القَدْر، عِزَّةُ الامتناع يعني أنَّه يَمْتَنِع أن يَنَالَه سُوءٌ أو نَقْص أو عَيْب، فالعِزَّةُ إذًا ثلاثَةُ معاني، وليست معنًى واحدًا، أمَّا (( الحكيم )) فقال المؤلِّف: " في فِعْلِه " وهذا أيضًا قُصُور فإنَّ الله تعالى حَكِيمٌ في فِعْلِه وقَوْلِه، في قَدَرِهِ وشَرْعِه، في الكُلّ، بل إنَّ الحكيم لها معنًى آخَر، لأنها مأخوذة مِن الحُكْم والإِحْكَام فهُو ذو حُكْمٍ وذو إِحْكَام، والحُكْم كَوْنِيٌّ وشَرْعِيّ، والإِحْكَامُ في الغَاية أو في الصُّورَة التي عليها الشيء، فالجميعُ أربعةُ أنْوَاع، طيب، ولكن يقْرِنُ الله تعالى دائِمًا بين العِزَّة والحكمة لِمَا في ذلك مِن كَمَال يزداد به
اضيفت في - 2011-05-25