تفسير سورة فاطر-01b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تفسير قول الله تعالى : (( يا أيها الناس اذكروا نعمت الله عليكم ))
(( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ )) نقول: تصْدِيرُ الخِطَاب بالنِدَاء يدُلُّ على الاهْتِمَام بِه والعِنَاية به، لأن النِدَاءَ يَتَضَمَّنُ التَّنْبِيه ولهذا إذَا قُلْت للطالِب: يا وَلد! فإنه ينْتَبِه، فتصْدِيرُ الحُكْم بالنداء يَدُلُّ على العناية به، لأن النِدَاء يُفِيد إيش؟ التنْبِيه، وقولُه: (( يا أيها الناس )) قال المؤلف: " أهلُ مَكَّة " وهذا -بلا شك- قُصُور، لأَنَّ (الناس) عَامّ والواجبُ علينا في القرآن والسُّنَّة أن نُبْقِيَ العَامَّ على عُمُومِه حتى يقُومَ دَلِيل على إِرَادِة الخُصُوص وإلَّا فإنَّ الوَاجِب إِبْقَاؤُه على عُمُومِه، لأنَّه ليس لنا حَقّ في أن نَتَصَرَّف في مَدْلُولَاتِ الأَلْفَاظ الـمُخَالِفَة لِظَاهِرِها إلا بِدَلِيلِ من الـمُتَكَلِّم، نعم، أو مَن يَتَكَلَّمُ مُبَيِّنًا كَلامَه كالرَّسُول عليه الصلاة والسلام فالنِدَاءُ إذًا إيش؟ عَامٌّ لِجَمِيعِ الناس (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ )) (( اذْكُرُوا )) الـمُرَادُ بالذِّكْرِ هُنا ذِكْرُ النِّعْمة بِالقَلْب وذكرُها باللسان وذكرُها بالفِعْل بِالجَوَارِح انْتَبِه! ذكرُها بالقَلْب بأَن يتَأَمَّلَ الإنسان مِن أين هذه النعمة أَتَتْ؟ مَنِ الذي خَلَقَك؟ مَنِ الذي أَمَدَّهُ بالرِّزْق وهو في بَطْنِ أمِّه لم يخْرُجْ مِن بَعْد؟ مَنِ الذي أعَدَّه لِقَبُولِ ما يَمُرُّ به وتصَوُّرِه وتَعَقُّلِه وتَنْفِيذِه؟ الجواب: الله فأَنت إذا تَذَكَّرْتَ في قلبِك -ونسْأَل الله أن يُعِيذَنَا وإِيَّاكُم مِن الغَفْلة- إذا تَذَكَّرْتَ في قلبِك هذه الأُمُور عرَفْت أن مَا بِكَ مِن نِّعْمَة فهو مِنَ اللهِ عَزَّ وجل فالذكر النِّعْمَةِ بالقَلْب أنَّ الإنسان يَتأَمَّل يقول: مَنِ الذي أوْجَدَنِي؟ مَن؟ أَجِبْ! الله، مَنِ الذي أَمَدَّنِي بالنِّعَم {يرْحَمُك الله} وأنا في بَطْنِ أمِّي لا يسْتَطِيعُ أحَدٌ أن يُوصِلَ إِلَيَّ لُقْمَةَ العَيْش أو جُرْعَة الـمَاء؟ هُو الله عَزَّ وجَل، ثُمَّ مَنِ الذي أَعَدَّنِي وهَيَّأَنِي لأن أَكُونَ قَابِلًا لِمَا فيه مَنْفَعَتِي في الدنيا والآخِرَة؟ اللهُ عز وجل، فالنعم إِيجَاد وإِمْدَاد، والشِقُّ الثالث: إعداد، انتَبِه! إِيجَادٌ وإمْدَادٌ وإِعْدَادٌ كل ذلك مِن الله سبحانه وتعالى هذا ذكرُها بالقَلْب، ذكرُها باللسَان أن نُثْنِيَ على اللهِ بها (( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ))[الضحى:11] فيَتَحَدَّثُ بالنِّعَم لا على سَبِيلِ الافْتِخَار ولكن على سَبِيلِ الثَنَاء، ذكرُها بالجوارح أن يُرَى أَثَرُ هذه النِّعْمة عليه فإن كَانَتِ النِّعْمَةُ عِلْمًا رُئِيَ أَثَرُ هَذَا العِلْمِ عَلَيْه بِحُسْنِ التَصَرُّف والوَقَار والسَّكِينَة والأَدَب ونَشْر العِلْم والدَّعْوَة إلى الله عز وجل، هذا مِثَال، إذا كانَ بِمَال يُرَى أثَرُ نعمَتِه عليه بالإِنْفَاق فِيما يُحِبُّهُ الله عز وجل مِنَ الزَّكَاة والنَّفَقَاتِ الوَاجِبَة والصَّدَقَاتِ الـمُسْتَحَبَّة والثِّيَاب الجَمِيلَة وما أَشْبَهَ ذلك، ( إِنَّ اللهَ يُحِبُّ إِذَا أَنْعَمَ عَلَى عَبْدِهِ نِعْمَة أَن يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِه عَلَيْه ) هذا ذِكْرٌ بماذا؟ بالجَوَارِح، فصَارَ الذِّكْر يَشْمَل ثَلَاثَة أُمور: الذكْرَ بالقَلب إيش بعد؟ واللِّسَان والجَوَارِح، ومن ذِكْرِ النِّعْمَة بِالجَوَارِحِ أَيْضًا أن يَقُوم بشُكْرِها أن يقُوم بالشكر والله عز وجل أمَرَنا بذِكْرِ نِعْمَتِه لِلْغَايَة وهي: قال تعالى: (( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ ))[البقرة:152] ليس المراد أيضًا أن تَذْكُر النعْمَة فَقَطْ بل لا بُدَّ مِن قَرْنِ هذا الذِّكْر بالشُّكْر (( اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ))، وقولُه: (( نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ )) (( نِعْمَة )) هنا مُضَاف .. الـمُضَاف فيَشْمَل جَمِيعَ النعم وهي .... (( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا ))[إبراهيم:34](( اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ )) قال المؤلف: " بإسكانِكم الحرم ومَنْع الغَارَات عَنْكُم " هذا التفسير بناءً على إيش؟ على أَنَّ الـمُخَاطَب أهْلُ مَكَّة ولكن نقول: (( اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ )) بالنِّعْمِ التي لا تُحْصَى وهي كَثِيرَة جِدًّا كما أسْلَفْنَا الأَمْثِلَةَ عليها، فكُل نعمة بالإِيجَاد إيش بعد؟ والإِمْدَاد والإِعْدَاد كل هذه مِنَ الله عز وجل (( اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُم ))
تفسير قول الله تعالى : (( هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض ))
(( هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ )) يعني إِذَا تَقَرَّر أن ذكَرْتُم نِعْمَةَ اللهِ عليكم فإننا نُوَجِّه إليكُم هذا السُّؤال المتَضَمِّن لِلنَّفْي " (( هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ )) (مِن) زائِدَة و (خَالِقٍ) مُبْتَدَأ (( غَيرُ اللهِ )) بالرَّفْعِ والجَرّ نَعْتٌ لِـ(خَالِقٍ) لَفْظًا ومَحَلًّا. وخَبَرُ المبْتَدَأ (( يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ )) " أولًّا: (( هَل مِن خالق )) (هل) أداةُ استِفْهام حَرْف، فهي أداةُ استفهام و(مِنْ) زائِدَة، زَائدَةٌ زَائِدَة، كيف (زائِدَةٌ زَائِدَة) .. ؟ زائِدَةٌ لَفْظًا زَائِدَةٌ لِلمَعْنَى، لأنها تفيد تَوْكِيد النَّفْي والتَّنْصِيص على العُمُوم (( هَلْ مِنْ خَالِقٍ )) فـ(خالق) إذًا مُبْتَدأ مَرفُوعٌ بِضَمَّةٍ مُقَدَّرَة على آخرِه مَنَع مِن ظُهُورِها اشْتِغَالُ الـمَحْلّ بحَرَكَة حَرْفِ الجَرّ الزَائِدِة طَيب، (( غيرُ الله )) فِيه قِرَاءَتَان (غَيْرُ) و(غَيْرِ) وكلاهما صحيح نعم، أمَّا على قِرَاءَةِ الجَرّ (( غَيْرِ الله )) فهي صِفَة تَاِبِعَةٌ لِلَّفْظ لَفْظ(خَالِقٍ)، لأَنْ(خَالِقٍ) مجرور، وأما على قراءَةِ الرَّفْع فهي صِفَة تابِعَةٌ لِمَحَلّ (خَالِقٍ)، لِأَنَّ مَحَلَّهُ الرَّفْعُ على الابْتِدَاء ولهذا قال المؤلف: " بالرَّفْعِ والجَرّ نَعْتٌ لـ(خَالِق) لَفْظًا ومَحَلًّا " فِي كلامِ المؤلف: لَفٌّ ونَشْرٌ مُشَوَّش، نعم، عبد الرحمن بن داود يبَيِّن لنا في كلامِ المؤلِّف لَفٌّ ونَشْرٌ مُشَوَّش.
الطالب: ........ هو على كلٍّ اللف والنشر ... هو أن يُقَدِّم
الشيخ : ما أُرِيد أن تُعَرِّفَنِي به أنَا ..
الطالب: ...........
الشيخ : طيب من يعرف....نعم .
الطالب: لأنه قال بالجر .
الشيخ : لا.
الطالب: قال: نعت لِ(خالق).
الشيخ : شوف (( غير الله )) إيش يقول بعدها؟
الطالب: .....
الشيخ : طيب.
الطالب: ..........
الشيخ : وهذا الجر؟ ومحلّه هذا للرَّفع، لا، هذا لَفّ ونَشْر مُشَوَّش
الطالب: غير مُرَتَّب
الشيخ : نقول غير مُرَتَّب إذا صار في القرآن أو في الحديث، أما في كلام الناس نقول: مُشَوَّش فليكن مُشَوَّش، نعم طيب، " بالرفع والجر نعت لـ(خالق) " لو كان مرتَّبًا لقال: نعتٌ لـ(خالق) مَحَلًّا ولفظًا، لأنه بالرفع يكون نعت الـمَحَلّ، بالجَرّ يكون نعتًا لِلَّفْظ، طيب ما يهم على كُلِّ حال إنه (( غير الله )) فيها قراءَتان ولِكُلٍّ منهما وجْهٌ .. به، وقولُه: (( يرزُقُكم )) يقول المؤلف: " خَبَرُ المبتدأ " هل الفعل نفسُه خبَرُ المبْتَدَأ أو الجملة؟
الطلبة: الجملة.
الشيخ : الجملة لكنَّهم عند الإعراب يتسَاهَلُون انتبهوا لهذا فمثلًا لو قلت: فلانٌ في المسجد يقول: في المسجد جار ومجْرُور خبر المبتدأ، (( هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ )) يقول: (( يَرْزُقُكُم )) خبرُ المبتدأ، وإن كان هذه جملة، قوله تعالى: (( هَلْ مِنْ خَالِقٍ )) هو استفهامٌ بمعنى النفي وقد ذكرنا سابِقًا أنَّ الاستفهامَ إذا كان بمعنى النفْي فإنه مُشْرَبٌ معنى التَحَدِّي يعني لو قال: لا خالِقَ غير اللهِ يرزقُكم. استقامَ الكلام لكنْ قال: (( هَلْ مِنْ خَالِقٍ )) صارَ أبلَغ، لأنه يتَضَمَّن النَّفي والتَحَدِّي كأنَّه يقول: أروني خالِقًا غير الله يرزقُكم مِنَ السماء والأرض، كما قال تعالى في آية أخرى: (( أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ ))[فاطر:40] طيب يقول: (( هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ )) (خالِق) الخَلْق في اللُّغة: التقْدِير ومنه قولُ الشاعر:
ولأنْتَ تَفْرِي مَا خَلَقْتَ وبعضُ الناسِ يَخْلُقُ ثم لا يَفْرِي
(تَفْرِي ما خَلَقْت) يعني ما قَدَّرْت ولكنَّه يُطْلَقُ على الإِيجَاد المسْبُوقِ بتقْدِير، نعم، فهو خالِق بمعنى
الطالب: ..
الشيخ : لا، بمعنى مُوجِد إِيجَادًا مَسْبُوقًا بتقْدِير، طيب (( هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ )) الجواب؟ لا، لا خالقَ غيرُ اللهِ يرزُقُنا مِن السماءِ والأرض، وقد سبق لنا إِيرَادٌ على نَفْيِ الخلْق عَمَّا سوى الله، وقلنا: إنَّه قد جاءَت نُصُوص تدُلُّ على أنَّ غيرَ الله يخلُق، وأجبْنَا عن ذلك بماذا؟ بأنَّ خلقَ غيرِ الله؟
الطالب: ليس إيجادًا.
الشيخ : نعم ليس إيجادًا ولكنَّه تحوِيلٌ مِن صُورَة إلى صُورَة وأيضًا ليس عامًّا، والشيء الثالث: أنَّ خلْقَ غيرِ الله هو مِن خلْقِ الله .. (( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ))[الصافات:96] حتى ... إذا خلقْت هذا الشيء يعني أوجدته بمعنى غيرْته مِن حال إلى حال فإنَّ فِعْلي هذا مخلُوقٌ للهِ عز وجل، فعليه نقول: إنَّ الخالقَ الحقيقي هو الله، وقولُه: (( يرزقُكم )) بمعنى يعطِيكم لأَنَّ الرزق بمعنى العطاء كما في قولِه تعالى: (( فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ ))[النساء:8] وقولُه: (( مِن السماء )) فسَّر المؤلف الرِّزْق مِنَ السماء بالمطر وهذا لاشكَّ أنَّه داخل فيه فإنَّ المطر مِن الرزق النازل مِن السماء، وهل هناك غيرُه رِزْق ينزل مِنَ السماء؟
الطالب: الوحي.
الشيخ : نعم الوَحي وهو ليس معنا، وفي شيء آخر.
الطالب: المن والسلوى.
الشيخ : المن والسلوى، وش المن والسلوى؟
الطالب: ..أنزل على بني إسرائيل.
الشيخ : على بني إسرائيل، طيب لِماذا لا نقُول الطيور مطلقًا مثلًا؟ (( أَوَلَمْ [كذا] يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ ))[النحل:79] فهي تنْزِل مِن السماء وهي رِزْقٌ لِلعِباد أيضًا.
الطالب: ومِن الأرض.
الشيخ : ومِن الأرض، هي مِن الأرض ومِن السماء، طيب ممكن أن نقول إنَّ الطَّل مِن الرزق؟ ..... الرُّطُوبة هي مِن السماء أيضًا وهي رِزْق، لأنها تنْفَع الأشجارَ، طيب، وقولُه: (( مِنَ السَّمَاءِ )) (( و )) مِن (( الأَرْضِ )) قدَّر (مِن) إشارةً إلى أنَّ الأرض معطُوفة على إيش؟ السماء، النبات صح؟
الطالب: ....
الشيخ : صح لكنه قاصِر لأنَّ الرِّزْق مِن الأرض أكثَر مِن النَّبَات: النَّبات والمعادِن والمياه وغير ذلك، كثِير، مِن الأرض، وقولُه: " وللاستفْهَام للتقرير أي لَا خالِقَ رازِقَ غيرُه " قولُه: " للتقرير " ثم قال: " أي لا خالق " هذا شبه تناقُض، لأنَّ قوله:" لا خالق " يقتضي أن يكون معناه النفْي وهو كذلك، فهو للنفي الـمُشْرَبِ التَّحَدِّي، وأنَّه لا خَالِق إلا الله، إذا كان لا خالقَ إلا الله سبحانه وتعالى فما الواجب: أن نعْبُدَ الله وحدَه أو لا؟ اسْتَمِعْ قال الله عز وجل: (( لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ )) أي لا مَعْبُودَ حقٌّ إلا هُو، وكيف تعلمون أنَّه لا رازق يرزُقُنا مِن السماء والأرض إلا الله ثم تذهَبُون تعبُدُون غيرَه؟! هل هذا إلَّا نَقْصٌ في التصَوُّر ونقص في العَقْلِ أيضًا والتصرُّف، نقْصٌ في التصَوُّر والعَقْل والتَصَرُّف أليس كذلك؟ إذا كان لا رازِقَ إلَّا الله كيف تعبُد اللات والعُزَّى ومَنَاة وهُبَل والأشْجَار والأحْجَار والشَّمْس والقَمْر والبَقَر أيضًا؟! فيه ناس يعبدُون البَقَر، نعم، يقولون: إن فيه ناس اليوم يعبُدُون البقَر، وأنَّه إذا مَرَّت البَقَرَة على طريق القِطَار الحَدِيد فإنه يجِب أن يَقِف ولو تَكَسَّرَ كُلُّ مَن فيه، نعم وطبعًا القطار يمشِي بسرعة إذا وقَف تَصَادَمَت الأقواس ومات اللي فيها وتكسر، يقول لازم، لأن هذه إلَه والإلَه ما يمكن إنَّك تدعَسه.
الطالب: .... ولَّا تدخل الدكان وتاكل
الشيخ : وتأْكُل ما شاءت وتدَع ما شاءَت، المهم هل هذه عقول؟ ما هي عقول، في الجاهلية يصْنَعُون إلهًا من التَّمْر فإذا جاعوا أَكَلُوه، نعم، أكَلُوا الإِلَه
الطالب: ........ هو على كلٍّ اللف والنشر ... هو أن يُقَدِّم
الشيخ : ما أُرِيد أن تُعَرِّفَنِي به أنَا ..
الطالب: ...........
الشيخ : طيب من يعرف....نعم .
الطالب: لأنه قال بالجر .
الشيخ : لا.
الطالب: قال: نعت لِ(خالق).
الشيخ : شوف (( غير الله )) إيش يقول بعدها؟
الطالب: .....
الشيخ : طيب.
الطالب: ..........
الشيخ : وهذا الجر؟ ومحلّه هذا للرَّفع، لا، هذا لَفّ ونَشْر مُشَوَّش
الطالب: غير مُرَتَّب
الشيخ : نقول غير مُرَتَّب إذا صار في القرآن أو في الحديث، أما في كلام الناس نقول: مُشَوَّش فليكن مُشَوَّش، نعم طيب، " بالرفع والجر نعت لـ(خالق) " لو كان مرتَّبًا لقال: نعتٌ لـ(خالق) مَحَلًّا ولفظًا، لأنه بالرفع يكون نعت الـمَحَلّ، بالجَرّ يكون نعتًا لِلَّفْظ، طيب ما يهم على كُلِّ حال إنه (( غير الله )) فيها قراءَتان ولِكُلٍّ منهما وجْهٌ .. به، وقولُه: (( يرزُقُكم )) يقول المؤلف: " خَبَرُ المبتدأ " هل الفعل نفسُه خبَرُ المبْتَدَأ أو الجملة؟
الطلبة: الجملة.
الشيخ : الجملة لكنَّهم عند الإعراب يتسَاهَلُون انتبهوا لهذا فمثلًا لو قلت: فلانٌ في المسجد يقول: في المسجد جار ومجْرُور خبر المبتدأ، (( هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ )) يقول: (( يَرْزُقُكُم )) خبرُ المبتدأ، وإن كان هذه جملة، قوله تعالى: (( هَلْ مِنْ خَالِقٍ )) هو استفهامٌ بمعنى النفي وقد ذكرنا سابِقًا أنَّ الاستفهامَ إذا كان بمعنى النفْي فإنه مُشْرَبٌ معنى التَحَدِّي يعني لو قال: لا خالِقَ غير اللهِ يرزقُكم. استقامَ الكلام لكنْ قال: (( هَلْ مِنْ خَالِقٍ )) صارَ أبلَغ، لأنه يتَضَمَّن النَّفي والتَحَدِّي كأنَّه يقول: أروني خالِقًا غير الله يرزقُكم مِنَ السماء والأرض، كما قال تعالى في آية أخرى: (( أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ ))[فاطر:40] طيب يقول: (( هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ )) (خالِق) الخَلْق في اللُّغة: التقْدِير ومنه قولُ الشاعر:
ولأنْتَ تَفْرِي مَا خَلَقْتَ وبعضُ الناسِ يَخْلُقُ ثم لا يَفْرِي
(تَفْرِي ما خَلَقْت) يعني ما قَدَّرْت ولكنَّه يُطْلَقُ على الإِيجَاد المسْبُوقِ بتقْدِير، نعم، فهو خالِق بمعنى
الطالب: ..
الشيخ : لا، بمعنى مُوجِد إِيجَادًا مَسْبُوقًا بتقْدِير، طيب (( هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ )) الجواب؟ لا، لا خالقَ غيرُ اللهِ يرزُقُنا مِن السماءِ والأرض، وقد سبق لنا إِيرَادٌ على نَفْيِ الخلْق عَمَّا سوى الله، وقلنا: إنَّه قد جاءَت نُصُوص تدُلُّ على أنَّ غيرَ الله يخلُق، وأجبْنَا عن ذلك بماذا؟ بأنَّ خلقَ غيرِ الله؟
الطالب: ليس إيجادًا.
الشيخ : نعم ليس إيجادًا ولكنَّه تحوِيلٌ مِن صُورَة إلى صُورَة وأيضًا ليس عامًّا، والشيء الثالث: أنَّ خلْقَ غيرِ الله هو مِن خلْقِ الله .. (( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ))[الصافات:96] حتى ... إذا خلقْت هذا الشيء يعني أوجدته بمعنى غيرْته مِن حال إلى حال فإنَّ فِعْلي هذا مخلُوقٌ للهِ عز وجل، فعليه نقول: إنَّ الخالقَ الحقيقي هو الله، وقولُه: (( يرزقُكم )) بمعنى يعطِيكم لأَنَّ الرزق بمعنى العطاء كما في قولِه تعالى: (( فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ ))[النساء:8] وقولُه: (( مِن السماء )) فسَّر المؤلف الرِّزْق مِنَ السماء بالمطر وهذا لاشكَّ أنَّه داخل فيه فإنَّ المطر مِن الرزق النازل مِن السماء، وهل هناك غيرُه رِزْق ينزل مِنَ السماء؟
الطالب: الوحي.
الشيخ : نعم الوَحي وهو ليس معنا، وفي شيء آخر.
الطالب: المن والسلوى.
الشيخ : المن والسلوى، وش المن والسلوى؟
الطالب: ..أنزل على بني إسرائيل.
الشيخ : على بني إسرائيل، طيب لِماذا لا نقُول الطيور مطلقًا مثلًا؟ (( أَوَلَمْ [كذا] يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ ))[النحل:79] فهي تنْزِل مِن السماء وهي رِزْقٌ لِلعِباد أيضًا.
الطالب: ومِن الأرض.
الشيخ : ومِن الأرض، هي مِن الأرض ومِن السماء، طيب ممكن أن نقول إنَّ الطَّل مِن الرزق؟ ..... الرُّطُوبة هي مِن السماء أيضًا وهي رِزْق، لأنها تنْفَع الأشجارَ، طيب، وقولُه: (( مِنَ السَّمَاءِ )) (( و )) مِن (( الأَرْضِ )) قدَّر (مِن) إشارةً إلى أنَّ الأرض معطُوفة على إيش؟ السماء، النبات صح؟
الطالب: ....
الشيخ : صح لكنه قاصِر لأنَّ الرِّزْق مِن الأرض أكثَر مِن النَّبَات: النَّبات والمعادِن والمياه وغير ذلك، كثِير، مِن الأرض، وقولُه: " وللاستفْهَام للتقرير أي لَا خالِقَ رازِقَ غيرُه " قولُه: " للتقرير " ثم قال: " أي لا خالق " هذا شبه تناقُض، لأنَّ قوله:" لا خالق " يقتضي أن يكون معناه النفْي وهو كذلك، فهو للنفي الـمُشْرَبِ التَّحَدِّي، وأنَّه لا خَالِق إلا الله، إذا كان لا خالقَ إلا الله سبحانه وتعالى فما الواجب: أن نعْبُدَ الله وحدَه أو لا؟ اسْتَمِعْ قال الله عز وجل: (( لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ )) أي لا مَعْبُودَ حقٌّ إلا هُو، وكيف تعلمون أنَّه لا رازق يرزُقُنا مِن السماء والأرض إلا الله ثم تذهَبُون تعبُدُون غيرَه؟! هل هذا إلَّا نَقْصٌ في التصَوُّر ونقص في العَقْلِ أيضًا والتصرُّف، نقْصٌ في التصَوُّر والعَقْل والتَصَرُّف أليس كذلك؟ إذا كان لا رازِقَ إلَّا الله كيف تعبُد اللات والعُزَّى ومَنَاة وهُبَل والأشْجَار والأحْجَار والشَّمْس والقَمْر والبَقَر أيضًا؟! فيه ناس يعبدُون البَقَر، نعم، يقولون: إن فيه ناس اليوم يعبُدُون البقَر، وأنَّه إذا مَرَّت البَقَرَة على طريق القِطَار الحَدِيد فإنه يجِب أن يَقِف ولو تَكَسَّرَ كُلُّ مَن فيه، نعم وطبعًا القطار يمشِي بسرعة إذا وقَف تَصَادَمَت الأقواس ومات اللي فيها وتكسر، يقول لازم، لأن هذه إلَه والإلَه ما يمكن إنَّك تدعَسه.
الطالب: .... ولَّا تدخل الدكان وتاكل
الشيخ : وتأْكُل ما شاءت وتدَع ما شاءَت، المهم هل هذه عقول؟ ما هي عقول، في الجاهلية يصْنَعُون إلهًا من التَّمْر فإذا جاعوا أَكَلُوه، نعم، أكَلُوا الإِلَه
تفسير قول الله تعالى : (( لا إله إلا هو فأنى تؤفكون ))
فإذا كانَ الله عز وجل هو الرازق وحدَه بإقرارِكم واعْتِرَافِكم فيَجِب أن يكُون هو المعبُودَ وحدَه، لقوله: (( لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ )) إعرَابُ هذه الجملَةِ العظيمة التي بها يدخل الإنسان في الإسلام أو يخرُج، يدخُل إِن أَقَرَّ بِهَا ، ويخرُجْ إن أَنْكَرَهَا، إعرابُها فيها ستُّ أوجُه للنحْوِيِّين، وألَّف بعضُ العلماء رسالة في ذلك ولكِن أحْسَن ما يُقَال في إعرابِها: أنَّ (( لَا )) نافيةٌ لِلجنس و(( إِلَهَ )) اسمُها، وخبرُها محذُوف تقديرُه حَقّ (لَا إِلَهَ حَقٌّ) و(( إلا )) أدَاة استِثْنَاء وحرْف و(( اللهُ )) بدَلٌ مِن الخبَر المحذُوف، طيب وهل النفْيُ هنا مُسَلَّطٌ على الوُجُود أو على الوُجُود بِحَقّ؟ على الوجود بحَقّ، لأنَّ هناك آلِهَة دُونَ الله تُعْبَد لكن لَيسَ بالحَقّ، قال الله تعالى: (( وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ )) وقال: (( فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ))[هود:101] فالآلهة موجُودة لكنَّها لا تسْتَحِقّ أن تكُون آلهَةً، لأنَّها ليس لها رُبُوبِيَّة.
(( فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ )) مِن أين تُصْرَفُونَ عن تَوْحِيدِه مع إقرَارِكم بأنه الخالِق " لو قال المؤلف: عن عبادته لكان أحسَن، لأن (لَا إِلَه إلا هو) هذه توحِيد رُبُوبِيَّة ولَّا ألوهية؟
الطالب: ألوهية.
الشيخ : أُلُوهِيَّة، كلمة (توحيد) تشمل -يعني- الرُّبُوبِيَّة أيضًا ولو قال: فأنَّى تُصْرَفون عن عبادَتِه وَحْدَه مع إقرارِكم أَنَّه الخالِق وحدَه لكانَ أحْسَن وقولُه: (( تُؤْفَكُون )) قال: أي تُصرفون، فالأَفْكُ بمعنى الصَّرْف، ماضِيه: أَفِكَ ومُضَارِعُهُ: يَأْفَكُ أَفْكًا مي هي إِفْكًا، أَفْكًا بالفتح، أما الإِفْك بالكَسْر فهو الكَذِب، والكَذِب في الواقع يتَّفِق مع الأَفْك مِن حيثُ المعنى، لأَنَّ الكَذِب هو الإِخْبَار بخلافِ الوَاقِع فهو صَرْفٌ لِلشَّيْء عن حَقِيقَتِه، قال الله تعالى: (( يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ ))[الذاريات:9] أي: يُصْرَفُ عَنْهُ مَن صُرِف، طيب إذًا (( تُؤْفَكون )) أي: تُصْرَفُون عن عِبَادَتِه وحدَه مع إقرارِكم بأنَّه الخالِقُ وحدَه، والاستفْهَام في قولِه كأنك تقول: الاستفهَام للتوبيخ والتقْرِيع يعني كيف تُقِرُّون بأنه الخالِقُ وحدَه ثم تعبُدُونَ معه غيرَه.
(( فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ )) مِن أين تُصْرَفُونَ عن تَوْحِيدِه مع إقرَارِكم بأنه الخالِق " لو قال المؤلف: عن عبادته لكان أحسَن، لأن (لَا إِلَه إلا هو) هذه توحِيد رُبُوبِيَّة ولَّا ألوهية؟
الطالب: ألوهية.
الشيخ : أُلُوهِيَّة، كلمة (توحيد) تشمل -يعني- الرُّبُوبِيَّة أيضًا ولو قال: فأنَّى تُصْرَفون عن عبادَتِه وَحْدَه مع إقرارِكم أَنَّه الخالِق وحدَه لكانَ أحْسَن وقولُه: (( تُؤْفَكُون )) قال: أي تُصرفون، فالأَفْكُ بمعنى الصَّرْف، ماضِيه: أَفِكَ ومُضَارِعُهُ: يَأْفَكُ أَفْكًا مي هي إِفْكًا، أَفْكًا بالفتح، أما الإِفْك بالكَسْر فهو الكَذِب، والكَذِب في الواقع يتَّفِق مع الأَفْك مِن حيثُ المعنى، لأَنَّ الكَذِب هو الإِخْبَار بخلافِ الوَاقِع فهو صَرْفٌ لِلشَّيْء عن حَقِيقَتِه، قال الله تعالى: (( يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ ))[الذاريات:9] أي: يُصْرَفُ عَنْهُ مَن صُرِف، طيب إذًا (( تُؤْفَكون )) أي: تُصْرَفُون عن عِبَادَتِه وحدَه مع إقرارِكم بأنَّه الخالِقُ وحدَه، والاستفْهَام في قولِه كأنك تقول: الاستفهَام للتوبيخ والتقْرِيع يعني كيف تُقِرُّون بأنه الخالِقُ وحدَه ثم تعبُدُونَ معه غيرَه.
تفسير قول الله تعالى : (( وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك ))
ثم قال عزّ وجَلّ: (( وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ )) يا مُحَمَّدُ في مَجِيئِكَ بالتَّوْحِيدِ والبَعْثِ والحِسَابِ والعِقَابِ (( فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ )) " قال: (( وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ )) (إِنْ) هنا شَرْطِيَّة وفعلُ الشَّرْط؟ (يُكَذِّبُوك) وجوابُه؟ (فَقَدْ كُذِّبَتْ) واقْتَرَن بالفَاء، لأنه مُصَدَّرٌ بـ(قَدْ)، طيب (إِن يُكَذِّبُوك) أي ينْسِبُوكَ إلى الكَذِب فيقُولُون: إنَّك كاذب لستَ رسولَا للهِ عَزَّ وجَل بل أنت سَاحِر ومجْنُون وكَاهِن وشَاعِر وما أشْبَه ذلك، نعم، وبعضُهم يقول: " لا بَعْث ولا جَزَاء ولا حِسَاب ولا عِقَاب " إِنْ كَذَّبُوك فهذا أمرٌ ليس بِبِدْعٍ مِن بني آدَم وليس غريبًا مِن صَنِيعِ بنِي آدَم (( فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ )) مَن كَذَّبَهم؟ كذَّبَهم أقوامُهم حتى قال الرسُول عليه الصلاة والسلام: ( رأيتُ النبيَّ ومعه الرهْط، والنبيَّ ومعه الرجُل والرجُلان، والنبيَّ وليسَ معه أحَد ) ما معه أحد، طيب، حتى إنَّ نوحً -عليه الصلاة والسلام- لَبِثَ في قومِه ألفَ سَنَةٍ إلا خمسِين عامًا يدْعُوهُم سِرًّا وجَهْرًا وبالتَّوْبِيخ وبالوعِيد وبالوَعْد ومع ذلك ما آمَنَ معه إلَّا قليل، وقولُه: (( رُسُلٌ )) التنكيرُ هنا للتَّكْثِير والتَّعْظِيم يعني رُسُلٌ كثيرة ورسلٌ عظيمة أيضًا (( كُذِّبَتْ )) كُذِّبَ نُوح، وكُذِّبَ إبراهيم، وكُذِّبَ موسى، وكُذِّبَ هارُون، وكُذِّبَ عِيسى، وهؤلَاءِ أُولُوا العَزْم مِنَ الرُّسُل وأفْضَلُ الرُّسُل كُذِّبُوا فَتَكْذِيبُك إذًا ليس بِبِدْع، ويُرَادُ بهذا أمرَان: أحدُهما: تسلِيَةُ النَبِيِّ صلى الله عليه وسلم فإنَّ الإنسان إذا عَلِمَ أن غيرَه أُصِيبَ بمثل مُصِيبَتِهِ تَسَلَّى يَتَسَلَّى بذلك، فلو أن أحدًا أُصِيب بِحَادِثٍ -يا غانم!- نعم، ثم رأيْنا الحوادِث واحِد انكسر إيدُه، واحد انكسر اصبعه، واحد انكسر فَخِذُه، وواحد انكسَرَ صُلْبُه، فقام الذي انكسرَ أَصْبُعُه يصيح ويتضَجَّر، قلنا له: فلان انكسر صُلْبُه وش يَكُون؟ يَخِفّ عليه الأَلَم وينساه، لأنَّ تَسَلِّي النفس بالغَيْر له أثرٌ عظيم قال الله تعالى: (( وَلَنْ يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ))[الزخرف:39] فاشْتِرَاكُكُم في العَذَاب لن يُخَفِّفَ عنكم كما هو الشَّأْنُ في حالِ النَّاسِ في الدُّنيا، وقالَتِ الخنساء ترثي أخاها صَخْرًا ماذا قالت؟ قالت:
ولَولَا كَـــــثْــــرَةُ البَاكِــــــينَ حــَــوْلِي عَلَى إِخْوَانِهِمْ لَقَتَلْتُ نَفْسِي
وَمَا يَبْكُونَ مِثْلَ أَخِي وَلَكِنْ أُسَلِّي النَّفْسَ عَنْـــهُ بِالتَّأَسـِّــي
هي تقول: أُسَلِّي النفس عنه بالتَأَسِّي أقول: هذه مَاتَ أخُوها، نعم، وهذه ماتَ أخوها وهذه ماتَ أخوها فأنتِ وغيرُك سَوَاء، نعم، (( فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ
ولَولَا كَـــــثْــــرَةُ البَاكِــــــينَ حــَــوْلِي عَلَى إِخْوَانِهِمْ لَقَتَلْتُ نَفْسِي
وَمَا يَبْكُونَ مِثْلَ أَخِي وَلَكِنْ أُسَلِّي النَّفْسَ عَنْـــهُ بِالتَّأَسـِّــي
هي تقول: أُسَلِّي النفس عنه بالتَأَسِّي أقول: هذه مَاتَ أخُوها، نعم، وهذه ماتَ أخوها وهذه ماتَ أخوها فأنتِ وغيرُك سَوَاء، نعم، (( فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ
تفسير قول الله تعالى : (( وإلى الله ترجع الأمور ))
(( وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ )) قوله: (( إلى اللهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ )) الجَارّ والمجرور مُتَعَلِّق بإيش؟ (تُرْجَع) وقُدِّم، لإفَادَة الحَصْر، لأَن إِلى اللهِ لا غيرِه تُرْجَعُ الأُمُور، وقد يُقَال إنَّه قُدِّمَ أيضًا لِفَائِدَة لَفْظِيَّة وهي مُرَاعَاة الفواصل، طيب قال المؤلف: (( تُرْجَعُ الأُمُورُ )) في الآخِرَة فيُجَازِي الـمُكَذِّبِين ويَنْصُرُ الـمُرْسَلِين " وهذا أيضًا مِن القُصُور، لأَن (( تُرْجَع الأمور )) في الآخِرَة وفي الدُّنيا أيضًا، نعم، فإنَّ الله ينْصُرُ المرسَلين في الدنيا ويُعَاقِب للمكذبين (( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ ))[غافر:51] انتبهوا، إذًا (( ترجع الأمور )) عَامّ، أمور الدنيا والآخرة وأُمُور الشَرَّع وأُمُور القَدَر فَكُلُّ الأمور تُرْجَع إلى الله عز وجل، هو الأول والآخِر منه الـمُبْتَدَا وإليه الـمُنْتَهَى قال اللهُ تعالى: (( أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ ))[الأعراف:54] قال ابنُ عمر رضي الله عنه: " مَن كَانَ لَه شَيْءٌ فَلْيَأْتِ بِه " لأَنَّ الله يقول: (( أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ )) وش يبقى؟ إذا كَان الخَلْق -وهو الإيجَاد- للهِ، والأمر في التَّصَرُّف والتَصَرُّف لله اش بقي لنا؟ ما بَقِيَ شيء، ولهذا لم يبق شيء مِن .. لأحد أبدًا فالأمور كلُّها لله، طيب، الأُمُور هنا جَمْع أَمْر وما معنى الأَمْر هنا؟ طَلَبُ الفِعْل على وَجْه الاسْتِعْلَاء؟
الطالب: الشُؤُون.
الشيخ : الأُمُور بمعنى الشئون انتبه يا أحمد! لأَنَّ الأمر الذي بمعنى طلب الفعل على وَجْهِ الاستعلاء جمعُه أَوَامِر لا أُمُور، فالأُمُور هنا جَمْعُ أَمْر بمعنى الشَأْن أي شئون الدنيا والآخِرَة وشؤون القَدَرِيَّة والشَرْعِيَّة كُلُّها تُرْجَع إلى الله سبحانه وتعالى، طيب وإذا كانت تُرْجَع إلى الله وقد كُذِّبَتِ الرُّسُل فما مَصِيرُ الرُّسُل والـمُكَذِّبِين؟ مَصِيرُ الرسل النَّصْر في الدنيا والآخرة، ومصِيرُ الـمُكَذِّبِين الخُذْلَان والخِزْيُ والعار في الدنيا وفي الآخِرَة والله أعلم.
الطالب: الشُؤُون.
الشيخ : الأُمُور بمعنى الشئون انتبه يا أحمد! لأَنَّ الأمر الذي بمعنى طلب الفعل على وَجْهِ الاستعلاء جمعُه أَوَامِر لا أُمُور، فالأُمُور هنا جَمْعُ أَمْر بمعنى الشَأْن أي شئون الدنيا والآخِرَة وشؤون القَدَرِيَّة والشَرْعِيَّة كُلُّها تُرْجَع إلى الله سبحانه وتعالى، طيب وإذا كانت تُرْجَع إلى الله وقد كُذِّبَتِ الرُّسُل فما مَصِيرُ الرُّسُل والـمُكَذِّبِين؟ مَصِيرُ الرسل النَّصْر في الدنيا والآخرة، ومصِيرُ الـمُكَذِّبِين الخُذْلَان والخِزْيُ والعار في الدنيا وفي الآخِرَة والله أعلم.
فوائد قول الله تعالى : (( يا أيها الناس اذكروا نعمت الله عليكم ))
(( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ )) يُستفاد مِن هذه الآية الكريمة فوائد منها: وجُوب ذِكْرِ نِعْمَةِ اللهِ عز وجل في المواضِع الثلاثة التي أشرْنَا إليها مِن قَبْل: القَلْب واللِّسْان والجَوَارِح.
ويُسْتَفَاد مِنْه: أَهَمِيَّة ذِكْرِ النِّعْمَة، لأنَّها صُدِّرَتْ بِإيش؟ بـ(( يا أَيُّها النَّاس )) وهذا يدُلُّ على الأهَمِيَّة لأَنَّ ما صُدِّر بالنداء معناه تنْبِيه المخَاطب على الاستماع.
ويُسْتَفَاد مِن ذلك مِن هذه الآية: أنَّ الكفارَ مُخَاطَبُون بالشَّرَائِع مِنْ أين يُؤْخَذ؟
الطالب: النَّاس يا أيُّها النَّاس.
الشيخ : الناس (( يا أيها النَّاس )) فكما يجب على المسلم أن يذْكُر نِعْمَةَ الله يَجِب على الكَافِر أيضًا أن يذْكُرَ نِعْمَةَ الله وبِنَاءً عليه فإنَّه يُعَاقَبُ على عدَم ذِكْرِ النِّعْمَة في الآخرة وقد يُعَاقَبُ عليه أيضًا في الدُّنيا نعم.
ومِن فوائد الآيَة الكَرِيمة أيْضًا: بَيَانُ فَضْلِ الله سُبحانه وتَعَالى على عبادِه بالنِّعَم (( اذْكُرُوا نِعْمَةَ الله )) وليس نِعْمَةً فَقَط ولكنها جِنْس فَيَشْمَل جَمِيعَ ما أنْعَمَ اللهُ علَيْنَا مِن نِعَم الدِّين والدُّنْيا سواء ...بَدَن أو العَقْل أو العِرْض أو الـمَال طيب.
ويُسْتَفَاد مِنْه: أَهَمِيَّة ذِكْرِ النِّعْمَة، لأنَّها صُدِّرَتْ بِإيش؟ بـ(( يا أَيُّها النَّاس )) وهذا يدُلُّ على الأهَمِيَّة لأَنَّ ما صُدِّر بالنداء معناه تنْبِيه المخَاطب على الاستماع.
ويُسْتَفَاد مِن ذلك مِن هذه الآية: أنَّ الكفارَ مُخَاطَبُون بالشَّرَائِع مِنْ أين يُؤْخَذ؟
الطالب: النَّاس يا أيُّها النَّاس.
الشيخ : الناس (( يا أيها النَّاس )) فكما يجب على المسلم أن يذْكُر نِعْمَةَ الله يَجِب على الكَافِر أيضًا أن يذْكُرَ نِعْمَةَ الله وبِنَاءً عليه فإنَّه يُعَاقَبُ على عدَم ذِكْرِ النِّعْمَة في الآخرة وقد يُعَاقَبُ عليه أيضًا في الدُّنيا نعم.
ومِن فوائد الآيَة الكَرِيمة أيْضًا: بَيَانُ فَضْلِ الله سُبحانه وتَعَالى على عبادِه بالنِّعَم (( اذْكُرُوا نِعْمَةَ الله )) وليس نِعْمَةً فَقَط ولكنها جِنْس فَيَشْمَل جَمِيعَ ما أنْعَمَ اللهُ علَيْنَا مِن نِعَم الدِّين والدُّنْيا سواء ...بَدَن أو العَقْل أو العِرْض أو الـمَال طيب.
فوائد قول الله تعالى : (( هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض ))
ومِن فوائدها أيضًا: أنه لا خَالقَ إلا الله، بِدليل؟ طلال! بدَليل؟
الطالب: لا خالق إلا الله.
الشيخ : اي نعم، بدليل؟
الطالب: بدليل أنه خلقنا.
الشيخ : مِن الآية هنا، نحن الآن نتكلم على فوائدِ الآية فنريد أن نأخذ الفائدة مِن كُلِّ لفظ أو كل جملة.
الطالب: .. الله سبحانه وتعالى: (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ )).
الشيخ : في أي كلمة؟
الطالب: ...
الشيخ : خَصٍّصْ لي مَحَلّ الفائدة، (( هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ )) نعم، طيب وجْهُ ذلك أنَّه لا خَالِق غير الله؟
الطالب: أنا؟
الشيخ : اي أنت.
الطالب: هو الذي رزقَنا.
الشيخ : لا ، وجْهُ ذلك مِن صيغة اللفظ (( هل من خالق غير الله ))
الطالب: إنهم أقرُّوا
الشيخ : .. عادل!
الطالب: هنا الاستفهام بمعنى النفي.
الشيخ : صح، الاستفهام بمعنى النفي كأنَّه قال: لا خالق إلا الله.
ومِن فوائدِ الآية الكريمة: أنَّ الرِّزْق يأتي لِلإنسان مِن فَوْق ومِن تَحْت من أين يُؤْخَذ؟
الطالب: (( مِن السماء والأرض )).
الشيخ : (( مِنَ السماء والأرض )) كذا؟ طيب كما قال الله تعالى: (( لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ))[المائدة:66] طيب
الطالب: لا خالق إلا الله.
الشيخ : اي نعم، بدليل؟
الطالب: بدليل أنه خلقنا.
الشيخ : مِن الآية هنا، نحن الآن نتكلم على فوائدِ الآية فنريد أن نأخذ الفائدة مِن كُلِّ لفظ أو كل جملة.
الطالب: .. الله سبحانه وتعالى: (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ )).
الشيخ : في أي كلمة؟
الطالب: ...
الشيخ : خَصٍّصْ لي مَحَلّ الفائدة، (( هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ )) نعم، طيب وجْهُ ذلك أنَّه لا خَالِق غير الله؟
الطالب: أنا؟
الشيخ : اي أنت.
الطالب: هو الذي رزقَنا.
الشيخ : لا ، وجْهُ ذلك مِن صيغة اللفظ (( هل من خالق غير الله ))
الطالب: إنهم أقرُّوا
الشيخ : .. عادل!
الطالب: هنا الاستفهام بمعنى النفي.
الشيخ : صح، الاستفهام بمعنى النفي كأنَّه قال: لا خالق إلا الله.
ومِن فوائدِ الآية الكريمة: أنَّ الرِّزْق يأتي لِلإنسان مِن فَوْق ومِن تَحْت من أين يُؤْخَذ؟
الطالب: (( مِن السماء والأرض )).
الشيخ : (( مِنَ السماء والأرض )) كذا؟ طيب كما قال الله تعالى: (( لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ))[المائدة:66] طيب
فوائد قول الله تعالى : (( لا إله إلا هو فأنى تؤفكون ))
ومِن فوائدِ الآية الكريمة: بَيَان أنَّ اللهَ عز وجل له الإيجَاد والإعْدَاد والإِمْدَاد من أين تُؤخذ يا عبد الوهاب؟
الطالب: (( يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ )) .
الشيخ : نعم هذه فيها إمْدَاد، لأَن الرزق إمْدَاد للإنسان.
الطالب: (( مِن خالق غيرُ الله )).
الشيخ : هذا إيجاد، طيب ادّينا الثالث؟
الطالب: ....
الشيخ : كيف ذلك؟ أنَّ الله أعد لنا القبول كقَبولِ الحَقّ ولّا لا؟ فإذَا كان الله أعدَّكم لهذا القَبُول والاسْتِدْلال بالأَدِلَّة على مَدْلُولَاتِها فأنَّى تُؤْفَكُونَ عنها؟ طيب.
ومِن فوائد الآية الكريمة: أنَّ الإِقْرَارَ بتوحيدِ الرُّبُوبِيَّة يستَلْزِم الإقرار بتَوْحِيد الأُلُوهِيَّة مِن أين تؤخذ يا أخ؟ أنت، ما حضرت؟ طيب نعم زياد!
الطالب: (( هل مِن خالِق غير الله )) .....
الشيخ : كيف ذلك؟
الطالب: .... لا خَالِق غير الله ....... عبادته.
الشيخ : .. يعني كونه الخالق وحدَه فيجب أن يكون هو المعْبُود وحدَه، طيب، ولهذا نقُول: توحيدُ الأُلُوهِيَّة يَتَضَمَّن تَوحِيد الرُبُوبِيَّة والأسماء والصفات، يتضَمَّنُها، لأنه لا يُعْبَد إلا مَن عُلِم بأنَّه الرَبّ الخالِق الكَامِل في صفاتِه، وتوحيد الربوبِيَّة يستَلْزِم توحيد الألوهية وتوحِيدَ الأسماء والصِّفَات طيب.
ومِن فوائدِ الآية الكريمة: بُطْلَانُ ألوهِيَّةِ ما سِوَى الله، نعم، (( لا إله إلا هو )) كيف تجْمَع بين هذا النَّفْي وبين إثبَاتِ الآلِهَةِ لِغَيْرِ الله في قوله: (( فما أَغْنَتْ عنهم آلِهَتُهُم ))؟
الطالب: ....
الشيخ : أنَّ الألوهيةَ الحقّ ليست إلا لله قال الله تعالى: (( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ ))[الحج:62] نعم طيب.
ومِن فوائد الآية الكريمة: سَفَاهَة أولئك القوم الذين يعبُدُون مع الله غيرَه مع إقرارِهم بأنَّه الخالِقُ الرَّازِق ...
الطالب: (( فأنَّى تُؤْفَكُون )) .
الشيخ : مِن قولِه: (( فأنى تؤفكون )) لأَنَّ الاستفهام هنا بمعنى الإنكار والتوبيخ، نعم.
الطالب: (( يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ )) .
الشيخ : نعم هذه فيها إمْدَاد، لأَن الرزق إمْدَاد للإنسان.
الطالب: (( مِن خالق غيرُ الله )).
الشيخ : هذا إيجاد، طيب ادّينا الثالث؟
الطالب: ....
الشيخ : كيف ذلك؟ أنَّ الله أعد لنا القبول كقَبولِ الحَقّ ولّا لا؟ فإذَا كان الله أعدَّكم لهذا القَبُول والاسْتِدْلال بالأَدِلَّة على مَدْلُولَاتِها فأنَّى تُؤْفَكُونَ عنها؟ طيب.
ومِن فوائد الآية الكريمة: أنَّ الإِقْرَارَ بتوحيدِ الرُّبُوبِيَّة يستَلْزِم الإقرار بتَوْحِيد الأُلُوهِيَّة مِن أين تؤخذ يا أخ؟ أنت، ما حضرت؟ طيب نعم زياد!
الطالب: (( هل مِن خالِق غير الله )) .....
الشيخ : كيف ذلك؟
الطالب: .... لا خَالِق غير الله ....... عبادته.
الشيخ : .. يعني كونه الخالق وحدَه فيجب أن يكون هو المعْبُود وحدَه، طيب، ولهذا نقُول: توحيدُ الأُلُوهِيَّة يَتَضَمَّن تَوحِيد الرُبُوبِيَّة والأسماء والصفات، يتضَمَّنُها، لأنه لا يُعْبَد إلا مَن عُلِم بأنَّه الرَبّ الخالِق الكَامِل في صفاتِه، وتوحيد الربوبِيَّة يستَلْزِم توحيد الألوهية وتوحِيدَ الأسماء والصِّفَات طيب.
ومِن فوائدِ الآية الكريمة: بُطْلَانُ ألوهِيَّةِ ما سِوَى الله، نعم، (( لا إله إلا هو )) كيف تجْمَع بين هذا النَّفْي وبين إثبَاتِ الآلِهَةِ لِغَيْرِ الله في قوله: (( فما أَغْنَتْ عنهم آلِهَتُهُم ))؟
الطالب: ....
الشيخ : أنَّ الألوهيةَ الحقّ ليست إلا لله قال الله تعالى: (( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ ))[الحج:62] نعم طيب.
ومِن فوائد الآية الكريمة: سَفَاهَة أولئك القوم الذين يعبُدُون مع الله غيرَه مع إقرارِهم بأنَّه الخالِقُ الرَّازِق ...
الطالب: (( فأنَّى تُؤْفَكُون )) .
الشيخ : مِن قولِه: (( فأنى تؤفكون )) لأَنَّ الاستفهام هنا بمعنى الإنكار والتوبيخ، نعم.
فوائد قول الله تعالى : (( وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك ))
ثم قال الله عز وجل: (( وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ )) إلى آخِرِه مِن فوائدِ الآية الكريمة: أنَّ تكذِيبَ الرَّسولِ عليه الصلاة والسلام ليس بِبِدْع فالرُّسُل قَد كُذِّبَتْ مِن قَبْل وهذا واضِح مِن اللفظ.
ومن فوائدِها: عِنَايَةُ الله عز وجل بِرسُولِه صلى الله عليه وسلم مِن أين تؤخذ؟
الطالب: .....
الشيخ : تُؤْخَذ مِن أن الله سبحانه وتعالى سَلَّى
الطالب: رسولَه ...
الشيخ : بذِكْرِ مَن كُذِّبَ مِن قبل طيب.
ومِن فوائد الآية الكريمة: أنَّ سُنَنَ اللهِ تعالى في خلقِه يا إياس! وش لون الطالب اللي معك؟
الطالب: سامي؟ ...
الشيخ : وش لونه مسافر؟
الطالب: .....
الشيخ : مش .... اللي شفناه؟
الطالب: .. كمبيوتر.
الشيخ : كمبيوتر؟
الطالب: ...
الشيخ : ما هو صحيح (( مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ))[الأحزاب:4] لكن الظاهر أنه صدمة .... السلك لك.
طيب قلنا مِن فوائد الآية الكريمة: أنَّ سُنَنَ اللهِ تعالى في خَلْقِه ظاهِرَة كيف يا عبد الرحمن؟
الطالب: (( وإن يكذبوك فقد كذبت )) إِذا كُذِّبْتَ أنت فقد كُذِّب الرسلُ أنهم كُذِّبُوا الرُسُل كما كُذِّب النبي صلى الله عليه وسلم، هذه -يعني- السُنَّة.
الشيخ : لأنَّ التكذيب مِن فعل الغيب؟
الطالب: لا ليس من .. يعني هكذا خَلَق اللهُ سبحانه وتعالى الناس أنهم يُكَذِّبُوا الرُّسُل وأنَّ الرُّسُل يُئَاذُوا [كذا] ويُكَذَّبُوا و..
الشيخ : نعم.
الطالب: سنن الله في رُسلِه أنهم يعني غاية ما يُسْتَقْبَلُوا بالتَصْبِير.
الشيخ : هذا نوع هذا ... نعم.
الطالب: مِن قوله: وقد كَذَّبَتْ رُسُلٌ
الشيخ : كَذَّبَتْ رُسُلٌ؟! أعوذ بالله! الرُّسُل تُكَذِّب؟
الطالب: فقد كُذِّبَتْ رُسُل فهذا لما بيَّن الله سبحانه وتعالى أن الرسل لما جاءَت تُكَذَّب بالكَلِمَات
الشيخ : هذا هو اللي قاله ...
الطالب: .. الرسل التكذيب مِن غيرهم
الطالب: (( وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ )).
الشيخ : لا، .. قلنا فيها تسلية للرسول وتهديد للكفار، ما يمكن يثْبُت التهديد حتى نقول إنَّ سُنَنَ الله تعالى في الأُمَم واحدة، لأنَّه لولا ذلك لقالَ الكفار: طيب وإذا كَذَّبَتِ القَوم وأُهْلِكُوا ما لنا ولهم؟ يعني ما يمكن يصْدُق بأَنَّ في هذه الآية تهديدًا حتى نقول: إنَّ سُنَنَ الله تعالى واحِدَة، نعم، أيضًا نقول في استفادة أنَّ سُنَنَ الله تعالى في النَّاسِ وَاحِدَة لأنَّه أهلَك مَن كَذَّب الرسل وهَدَّدَ مَن كَذَّبُوا مُحَمَّدًا صَلَّى الله عليه وسلم، هل يستفادُ مِن الآية أنَّ مُحَمَّدًا رسولُ الله؟ غانِم!
الطالب: أي نعم.
الشيخ : كيف ذلك؟
الطالب: (( فقد كذبت رسل )) يعني رسول وهم رسل.
الشيخ : اي نعم، ولولا ذلك لم يكُن في قولِه: (( فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِن قَبْلِكَ )) فَائِدَة.
ومن فوائدِها: عِنَايَةُ الله عز وجل بِرسُولِه صلى الله عليه وسلم مِن أين تؤخذ؟
الطالب: .....
الشيخ : تُؤْخَذ مِن أن الله سبحانه وتعالى سَلَّى
الطالب: رسولَه ...
الشيخ : بذِكْرِ مَن كُذِّبَ مِن قبل طيب.
ومِن فوائد الآية الكريمة: أنَّ سُنَنَ اللهِ تعالى في خلقِه يا إياس! وش لون الطالب اللي معك؟
الطالب: سامي؟ ...
الشيخ : وش لونه مسافر؟
الطالب: .....
الشيخ : مش .... اللي شفناه؟
الطالب: .. كمبيوتر.
الشيخ : كمبيوتر؟
الطالب: ...
الشيخ : ما هو صحيح (( مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ))[الأحزاب:4] لكن الظاهر أنه صدمة .... السلك لك.
طيب قلنا مِن فوائد الآية الكريمة: أنَّ سُنَنَ اللهِ تعالى في خَلْقِه ظاهِرَة كيف يا عبد الرحمن؟
الطالب: (( وإن يكذبوك فقد كذبت )) إِذا كُذِّبْتَ أنت فقد كُذِّب الرسلُ أنهم كُذِّبُوا الرُسُل كما كُذِّب النبي صلى الله عليه وسلم، هذه -يعني- السُنَّة.
الشيخ : لأنَّ التكذيب مِن فعل الغيب؟
الطالب: لا ليس من .. يعني هكذا خَلَق اللهُ سبحانه وتعالى الناس أنهم يُكَذِّبُوا الرُّسُل وأنَّ الرُّسُل يُئَاذُوا [كذا] ويُكَذَّبُوا و..
الشيخ : نعم.
الطالب: سنن الله في رُسلِه أنهم يعني غاية ما يُسْتَقْبَلُوا بالتَصْبِير.
الشيخ : هذا نوع هذا ... نعم.
الطالب: مِن قوله: وقد كَذَّبَتْ رُسُلٌ
الشيخ : كَذَّبَتْ رُسُلٌ؟! أعوذ بالله! الرُّسُل تُكَذِّب؟
الطالب: فقد كُذِّبَتْ رُسُل فهذا لما بيَّن الله سبحانه وتعالى أن الرسل لما جاءَت تُكَذَّب بالكَلِمَات
الشيخ : هذا هو اللي قاله ...
الطالب: .. الرسل التكذيب مِن غيرهم
الطالب: (( وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ )).
الشيخ : لا، .. قلنا فيها تسلية للرسول وتهديد للكفار، ما يمكن يثْبُت التهديد حتى نقول إنَّ سُنَنَ الله تعالى في الأُمَم واحدة، لأنَّه لولا ذلك لقالَ الكفار: طيب وإذا كَذَّبَتِ القَوم وأُهْلِكُوا ما لنا ولهم؟ يعني ما يمكن يصْدُق بأَنَّ في هذه الآية تهديدًا حتى نقول: إنَّ سُنَنَ الله تعالى واحِدَة، نعم، أيضًا نقول في استفادة أنَّ سُنَنَ الله تعالى في النَّاسِ وَاحِدَة لأنَّه أهلَك مَن كَذَّب الرسل وهَدَّدَ مَن كَذَّبُوا مُحَمَّدًا صَلَّى الله عليه وسلم، هل يستفادُ مِن الآية أنَّ مُحَمَّدًا رسولُ الله؟ غانِم!
الطالب: أي نعم.
الشيخ : كيف ذلك؟
الطالب: (( فقد كذبت رسل )) يعني رسول وهم رسل.
الشيخ : اي نعم، ولولا ذلك لم يكُن في قولِه: (( فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِن قَبْلِكَ )) فَائِدَة.
فوائد قول الله تعالى : (( وإلى الله ترجع الأمور ))
مِن فوائدِ الآية الكريمة: أنَّ مَرْجِع الأُمُور الشُئُون كلِّها إلى اللهِ سبحانه وتعالى.
الطالب: (( وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ )).
الشيخ : طيب وش وجهه؟ وجْه اختِصَاص هذا بالله؟
الطالب: .. كل الأمور كلها إلى الله.
الشيخ : ما وجهُ اختصاصِ ذلك بالله؟ عادل!
الطالب: تقديم الجار والمجرور (إلى الله) خَبر.
الشيخ : تقدِيم المعمول يُفِيد الحَصْر، نعم، إذًا إلى اللهِ لا إلى غيرِه تُرجَعُ الأمور طيب.
من فوائد الآية الكريمة: أنَّه ينبغي للإنسان إذا أصابَتْه الضرَّاء أن يلْجَأَ إلى ربِّه وأن يتَعَلَّقَ به، نعم.
الطالب: .....
الشيخ : كيف ذلك؟
الطالب: ....
الشيخ : إذا كانت الأمور تَرْجِع إلى الله فليكُن طلبُ إزالةِ الضَّرَر مِنَ الله، طيب.
وفِيه أَيْضًا: وُجُوب تَحْكِيم الكتاب والسنة وأنَّه لا يجوز العُدُول عمَّا دلَّ عليه الكتاب والسنة.
الطالب: (( وإلى الله ترجع الأمور )).
الشيخ : كيف ذلك؟
الطالب: أنَّ الأُمُور والشئون شؤون الخلق جميعًا ترجِع إلى الله ...
الشيخ : ومنها الحُكْم بين الناس فيجِب أن يكُون مرْجِعُه إلى الله، طيب.
ومنها: أنَّ مَن حَكَّم غيرَ الكتاب والسنة فقد اعْتَدَى على حَقِّ الله فهد!
الطالب: قال: (( وإلى الله ترجع الأمور )) .. هنا لم يُرْجِع الأُمُور ....
الشيخ : طيب، لأنَّ الله قال: (( إلى الله )) وحدَه (( تُرْجَعُ الأمور )) طيب.
ومنها أيضًا: أنَّه لا يجُوز للإنْسَان أَن يُسْنِد ما رَزَقَه اللهُ مِن رزق: عِلْم أو مَال أو جَاه أو وَلَد أو زَوْجَة إلى نفسِه فيقول: إنما أُوتِيتُه عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي.
الطالب: تُرجع الأمور، إلى الله ترجع الأمور، لأنَّه إذا أرجَعَها إلى نفسِه أو إلى غيرِه ما أرجعَهَا إلى الله.
الشيخ : لم يُرْجِعْها إلى الله، طيب.
الطالب: (( وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ )).
الشيخ : طيب وش وجهه؟ وجْه اختِصَاص هذا بالله؟
الطالب: .. كل الأمور كلها إلى الله.
الشيخ : ما وجهُ اختصاصِ ذلك بالله؟ عادل!
الطالب: تقديم الجار والمجرور (إلى الله) خَبر.
الشيخ : تقدِيم المعمول يُفِيد الحَصْر، نعم، إذًا إلى اللهِ لا إلى غيرِه تُرجَعُ الأمور طيب.
من فوائد الآية الكريمة: أنَّه ينبغي للإنسان إذا أصابَتْه الضرَّاء أن يلْجَأَ إلى ربِّه وأن يتَعَلَّقَ به، نعم.
الطالب: .....
الشيخ : كيف ذلك؟
الطالب: ....
الشيخ : إذا كانت الأمور تَرْجِع إلى الله فليكُن طلبُ إزالةِ الضَّرَر مِنَ الله، طيب.
وفِيه أَيْضًا: وُجُوب تَحْكِيم الكتاب والسنة وأنَّه لا يجوز العُدُول عمَّا دلَّ عليه الكتاب والسنة.
الطالب: (( وإلى الله ترجع الأمور )).
الشيخ : كيف ذلك؟
الطالب: أنَّ الأُمُور والشئون شؤون الخلق جميعًا ترجِع إلى الله ...
الشيخ : ومنها الحُكْم بين الناس فيجِب أن يكُون مرْجِعُه إلى الله، طيب.
ومنها: أنَّ مَن حَكَّم غيرَ الكتاب والسنة فقد اعْتَدَى على حَقِّ الله فهد!
الطالب: قال: (( وإلى الله ترجع الأمور )) .. هنا لم يُرْجِع الأُمُور ....
الشيخ : طيب، لأنَّ الله قال: (( إلى الله )) وحدَه (( تُرْجَعُ الأمور )) طيب.
ومنها أيضًا: أنَّه لا يجُوز للإنْسَان أَن يُسْنِد ما رَزَقَه اللهُ مِن رزق: عِلْم أو مَال أو جَاه أو وَلَد أو زَوْجَة إلى نفسِه فيقول: إنما أُوتِيتُه عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي.
الطالب: تُرجع الأمور، إلى الله ترجع الأمور، لأنَّه إذا أرجَعَها إلى نفسِه أو إلى غيرِه ما أرجعَهَا إلى الله.
الشيخ : لم يُرْجِعْها إلى الله، طيب.
تتمة فوائد قول الله تعالى : (( وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك ))
ومنها: إثبات نِعْمَةِ اللهِ عزَّ وجل على العباد بإِرْسَالِ الرُّسُل، لقولِه: (( فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُل )) والرُّسُل إِرْسَالُهُم من أَكْبَرِ النِّعَم، لأننا لا نستطيع أن نعْرِف كيف نعبُدُ الله إلَّا عن طَرِيق الرُّسُل، الإنسان يعرِف مثلًا بفطْرَتِه أنَّ الله تعالى موجُود وأنَّ له ربًّا خالِقًا مُدَبِّرًا لكن لا يعرِف كيف يصِل إلى هذا الرَبّ إلا مِن طريق الرُّسُل.
ومِن فوائد الآية أيضًا: إثْبَاتُ حِكْمَةِ اللهِ عز وجل حيث جَعَلَ للرُّسُل مَن يُكَذِّبُهم، لأنَّه لولا تكذِيب مَن كَذَّبَ الرُّسُل ما حصَل الامْتِحَان فهذه مِنَ الحِكَمِ العظيمة أن يَجْعَلَ اللهُ للرُّسُل مَن يُكَذِّبُهُم، لولا تكذيبُهم لم يحصُل الامتحَان إذ لو كَان الناسُ كلُّهم على الطاعة ما تَمَيَّزَ الخبِيث من الطَيِّب ولا تَمَيَّزَ الـمُؤْمِن مِنَ الكَافِر {يرحمك الله} ولا قَامَتْ سُوقُ الجِهْاد ولا الأَمر بالمعْرُوف ولا النَّهْي عنِ المنْكَر، نعم، ولهذا قال الله تعالى: (( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُم مُؤْمِنٌ ))[التغابن:2] وقال تعالى: (( وَلَكِن لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ ))[محمد:4] فهذه مِن الحكمة في وُجُود المكَذِّبِين للرسل، في هذا الحِكَم كثيرة منها أيضًا أنَّه لا يَتَبَيَّنُ الحَقّ حتى يُعْرَفَ الباطل كما قيل: " وَبِضِدِّهَا تَتَبَيَّنُ الأَشْيَاء " فلولا الباطل الذي يُنَازِعُ الحَق ما عرفْنَا الحق لكان الكُلُّ سَوَاءً ولا نعرِفُ هذا ولا .. بالباطل.
ومِن فوائد الآية أيضًا: إثْبَاتُ حِكْمَةِ اللهِ عز وجل حيث جَعَلَ للرُّسُل مَن يُكَذِّبُهم، لأنَّه لولا تكذِيب مَن كَذَّبَ الرُّسُل ما حصَل الامْتِحَان فهذه مِنَ الحِكَمِ العظيمة أن يَجْعَلَ اللهُ للرُّسُل مَن يُكَذِّبُهُم، لولا تكذيبُهم لم يحصُل الامتحَان إذ لو كَان الناسُ كلُّهم على الطاعة ما تَمَيَّزَ الخبِيث من الطَيِّب ولا تَمَيَّزَ الـمُؤْمِن مِنَ الكَافِر {يرحمك الله} ولا قَامَتْ سُوقُ الجِهْاد ولا الأَمر بالمعْرُوف ولا النَّهْي عنِ المنْكَر، نعم، ولهذا قال الله تعالى: (( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُم مُؤْمِنٌ ))[التغابن:2] وقال تعالى: (( وَلَكِن لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ ))[محمد:4] فهذه مِن الحكمة في وُجُود المكَذِّبِين للرسل، في هذا الحِكَم كثيرة منها أيضًا أنَّه لا يَتَبَيَّنُ الحَقّ حتى يُعْرَفَ الباطل كما قيل: " وَبِضِدِّهَا تَتَبَيَّنُ الأَشْيَاء " فلولا الباطل الذي يُنَازِعُ الحَق ما عرفْنَا الحق لكان الكُلُّ سَوَاءً ولا نعرِفُ هذا ولا .. بالباطل.
تفسير قول الله تعالى : (( يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور ))
ثم قال تعالى: {مُبْتَدَى} الدرس الجديد (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ )) النِّدَاء مُوَجَّهٌ في عُمُومِ النَّاس كُلِّ الناس، الـمُؤْمِن والكافر قال: (( إنَّ وَعْدَ الله )) قال المؤلِّف: " بِالبَعْثِ وغَيْرِه " وصَدَق فَكُلُّ ما وَعَدَ اللهُ به فإنَّه حَقّ سَوَاءٌ البَعْث أو العِقَاب أو الثَّوَاب أو النَّصْر أو الخُذْلَان أو غَير ذلك مما وَعَدَ اللهُ به فإنَّه حَقٌ، (( حَقٌّ )) هما بمعنى صِدْق وثَابِت فهو باعْتِبَار الإخبارِ به إيش؟ صِدْق باعتبارِ الإخبَارِ به صِدْق وأنَّه سَيَكُون، وباعتِبَارِ وُقُوعِه إيش؟ مَا هو عَدَم، ثابت، باعتبارِ وقوعِه ثَابِت ولا بُدّ، فـ(( الحقُّ )) هنا بمعنى الصَّادِق مِن حَيثُ الخَبَرُ به، الوَاقِع مِن حَيث ثُبُوتِه وأَنَّه أمْرٌ كائِنٌ لا مَحَالَة، ليس وَعْدُ اللهِ عَزَّ وجَل كوَعْدِ غَيْرِه، قد
اضيفت في - 2011-05-25