تفسير سورة فاطر-03a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تابع تفسير قول الله تعالى : (( من كان يريد العزة فلله العزة جميعا ))
أما على رأي المؤلف فإنَّه يَخْتَصُّ الطلَب بلِسَانِ الحَال فَقَط، فالصوابُ إذًا أنَّ جَوَابَ الشَّرط محذوف تقديرُه: فلْيَطْلُبْها منه، لِيَشْمَلَ ذلك طلبَ الحالِ وطلبَ المقال، فطلبُ المقال أن تقولَ: اللهم أَعِزَّني اللهم اجعَل لي العِزَّةَ على كذا مثلًا، على عَدُوِّي، وطلب الحال أن تقومَ بطاعةِ الله بل بطاعةِ الله مع تحقِيقِ الإيمان، لأن الله سبحانه وتعالى يقول: (( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ))[المنافقون:8]، طيب ذُكِرَتِ العِزَّة قلت في مواضع كثيرة من القرآن تحفظون مواضِع غير ما ذكرنا؟ (( يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ ))[المنافقون:8]
الطالب: ......
الشيخ : في آخر الآية، ذكرناها.
الطالب: .....
الشيخ : هذه (( فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ))[المائدة:54] طيب، والله أعلم
الطالب: ......
الشيخ : في آخر الآية، ذكرناها.
الطالب: .....
الشيخ : هذه (( فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ))[المائدة:54] طيب، والله أعلم
تفسير قول الله تعالى : (( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ))
(( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ )) (( إليهِ )) جارّ ومجرور مُقَدَّم على عاملِه وهو: (( يصعد ))، والضمير في (( إليه )) يعود إلى الله عز وجل، لما ذَكَرَ أن العزةَ لله جميعًا بين سبحانَه وتعالى ما يكُون مِن أسباب العزة فقال: (( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ )) قوله: (( يصعَد )) أي يرْتَفِع ويَعْرُج (( الكَلِم الطيب )) يقول المؤلف: " يَعْلَمُه " فَفَسَّرَ صُعُودَ الكلم الطيب بعِلْمِ اللهِ إيَّاه، وهذا تحرِيفٌ للكَلِم عن مواضِعِه، بل المرادُ بالآية ما هو ظاهرُها أنَّ الكلمَ الطيب يصعَد إلى الله يعني يعرُج إلى الله عز وجل، لكن المؤلف غفرَ الله لنا وله أرادَ أن يُبْعِد عن إثباتِ العُلُوِّ الذَاتِيَ فقال: " يعلَمُه " ولو كانَ المراد العِلْم ما قال: (( إليه يصعد ))، لأنَّ العلم لا يلزَمُ منه الصُّعُود بل قد يكون العالِم بالشيء أَنْزَلَ مِن الشيء أليس كذلك؟ كما لو كنْتَ في أسْفَلِ البِئْر وأنت تعلَم ما فوق، على كُلِّ حال هذه هَفْوَة مِن المؤلف نسْأَلُ الله أن يعفُوَ عنه ونقول: إلى الله يصْعَدُ أي يرتَفِع الكلمُ الطيب، لأَنَّ الله عز وجل في العُلُوّ، وأدلة العُلُّو قد بُيِّنَت في العَقَائِد وأنها أربعةُ أنواع: الكتابُ والسُّنَّة والإجماع والعقْل والفِطرَة خمسة أنواع كلها مُتَّفِقَة على عُلُوِّ الله سبحانه وتعالى بذاتِه، وقد مرَّ علينا في كتاب الإقماع أنَّ شيخ الإسلام رحمه الله يقول: " مَن زَعَم أنَّ الله معنا بذاتِه بالمكَان فهو كَافِرٌ " يقول هنا: (( الكلمُ الطيب )) كَلِم اسم جمْع كَلِمَة فهو دالٌّ على الجمع، وما المراد بالكلم الطيب؟ الكلمُ الطيب هو كُلُّ كلمٍ يُقَرِّبُ إلى الله عز وجل، كُلُّ كلمٍ يُقَرِّب إلى الله فهو كَلِمٌ طَيِّب، فـ(لا إله إلا الله) مِنَ الكلمِ الطيب، و(سبحان الله) و(الحمد لله) و(الله أكبر) كُلُّها مِن الكلمِ الطيب، والقرآن مِن الكلم الطيب، والأمرُ بالمعروف والنهي عن المنكر مِن الكلم الطيب، وقراءةُ العِلْم من الكلم الطيب، وكلُّ قولٍ يُقَرِّب إلى الله فهو مِن الكلم الطيِّب، والكلمُ الطيب يقابلُه نوعَان مِن الكلام: كَلمٌ رَدِئٌ خبِيث، وكلمٌ لا هذا ولا هذا، لا يوصفُ بأنَّه طيِّب ولا يُوصَف بأنَّه خبيث، أمَّا الكلِمُ الخبيث فكَكَلِمَةِ الكُفْر والسَبّ والشَّتْم واللَّعْن لِمَن لا يحِلّ سَبُّه ولا شَتْمُه ولا لَعْنُه، وأمَّا الكلم الذي لا هذا ولا هذا فهو أكْثَرُ كلامِ الناس والصنفانِ جميعًا لا يُرْفَعَانِ إلى الله، أما الأول، فلأنَّه خبِيث واللهُ تعالى طيبٌ لا يقبلُ إلا طيِّبًا، وأما الثاني: فلأنَّه لم يُقْصَد به الله عز وجل حتى يُرْفَعَ إلى الله، وهذا الثاني أعني الذي ليس هذا ولا هذا قد يكون طَيِّبًا لا لذاتِه ولكن لغيرِه لِمَا يُوصِل إليه مِن المقاصد الحسنة فإنَّ الإنسان قد يتحدَّث إلى شخص كلامًا ليس هو خيرًا في نفسِه لكن يَقْصِد به التألِيف لهذا الرجل وإدْخَال الأُنْس عليه والسُّرُور فيكون هذا الكلام الذي هو لغوٌ في نفسِه يكون محمودًا لِمَا قُصِد به، كما أن هذا الكلام الذي هو لغوٌ في نفسه إذا قُصِدَ به الإساءة إلى مَن لا تحِلُّ الإساءةُ إليه صار كلامًا خبيثًا لغيرِه ولَّا لذاتِه؟ لغيرِه أي لِمَا قُصِد به، وعلى كلٍّ فالكلمُ الطيب لذاتِه أو لغيرِه يَصْعَدُ إلى اللهِ عز وجل، فإن قلت: كيف يصعَدُ الكلِمُ الطيب والكلِمُ ليس جُرْمًا؟ الكلِم ليس جُرْما بل أصواتٌ تُسْمَع بحركاتٍ معينة في الفَم واللِّسَان والشَّفَة؟ فالجواب أنَّ اللهَ سبحانه وتعالى قادرٌ على أن يجعلَ المعقول شيئًا محسُوسًا كما ثبتَ في الحديثِ الصحيح أنَّ الموت يُؤْتَى به على صورة كَبْشٍ أبيض فيُذْبَح بين الجنةِ والنار ويقال لِأهلَ الجنة: خُلُودٌ ولا موت، ولِأهْلِ النار خُلودٌ ولا موت.
وقولُه: (( الكلمُ الطيب )) إنما جمعَه، لكثرةِ أنواعِه، وكثرة الأنواع تدُلُّ على كثرة الأفرَاد مِن بابِ أولى، الأنواع كثيرَة والأَفرادُ في كل نوع كذلك كثيرةٌ فلهذا جمعَ.
(( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ )) يقبَلُه " أفادَنا المؤلف بقوله: " يقبلُه " أن الفاعِل في (( يرفعُه )) يعود إلى الله (( يرفعُه )) يعني الله، وأنَّ الهاء في (( يرفعُه )) تعود إلى العمَل الصالح، يعني والعمل الصالحُ يقبلُه الله فكَوْنُ الضمير يعُود على الله ضميرُ الفاعل، وضمِير المفعُول يعود إلى العَمَل هذا لا نُنَاقِشُ المؤَلِّف فيه، لأنه مُحْتَمِل، لكنَّنا نناقِشُه في تفسيرِه الرفعَ بالقَبُول وكلُّ هذا فِرارًا مِن إثبات العلُوِّ الذاتِيّ غفرَ الله له، بل نقول: معنى (( يرفعه )) أي يرفَع هذه العمل مِن الرفع الذي هو ضد النُزُول يرفعُه إليه سبحانه وتعالى لأنَّه فوق، وهذا التفسِير في مَرْجِع الضَمَائِر الذي ذكرَهُ المؤلف هو أحدُ التفاسير المذكورة في هذه الآية.
التفسير الثاني: والعملُ الصالح يرفعُه الكلمُ الطيب، فجعَلَ ضميرَ الفاعل يعود على (الكَلِمُ الطيب) وجعلَ الهاء تعود على (العمل الصالح) فيكونُ العملُ الصالح مرفوعًا بالكلِم الطيب، واحتَجَّ هؤلاء بأنَّ العمَل الصالح لا يُقْبَل إلا بالإسلام وهو الكَلِمُ الطيب الذي هو (لا إله إلا الله) فإنَّ الإنسان لو عَمِل مِن العمل الصالح الشيء الكثير ولكنه غيرُ مسلم لا يرتَفِعُ هذا العمل، فلا يرفَعُ العملَ الصالح إلا الكلم الطيب.
والقول الثالث: بالعكس يقول: والعمَلُ الصالح يرفَعُ الكلمَ الطيب فيكونُ الفاعِل في (يرفَع) العملَ الصالح، والمفعول الكلم الطيب عكس الذي قبلَه، ما وجْهُ ذلك؟ يقول: العمَلُ الصالح يرفع الكلِمَ الطيِّبَ، لأن الكلمَ الطيِّب بدُون عَمَل لا ينفَعُ صاحبَه فلابُدَّ في الكلمِ الطيب مِن عَمَلٍ صالِح يرفَعُ ذلك القَول الطَيِّب نعم، والأقرب والله أعلم أنَّ ما ذهبَ إليه المؤلِّف هو الصواب أي أنَّ الله يرفَعُ العمل الصالح يرفعُه كما أنَّ الكلم الطيب يصعَد إلى الله فإذا صَعِدَ الكلم الطيب إلى الله امْتَنَّ اللهُ على هذا المتكلم بأَنْ رفَعَ العَمَل الصالح الذي يعملُه، إلا أنَّنا لا نُوَافِق المؤلِّف في تفسِير الرفْع بالقَبُول، نُوافِقُهُ على مرجِع الضمائِر لكن لا نوافِقُه على تفسيرِ الرفع بالقبُول، وحينئِذٍ نقول: والعملُ الصالح يرفعُه مَن؟ يرفعُه الله عز وجل، العملُ الصالح يرفعه الله، فيكون الله عز وجل في هذه الآية ذكَر القَوْل والعَمَل فذَكَر أن القَوْلَ يصْعَد وأنَّ العَمَلَ يُرْفَع، لأنَّه أي رَفْعَ العَمَلِ كالجَزَاءِ على الكلِمِ الطيِّب فإذا تكَلَّم الإنسَانُ بالكَلِمَة الطيبة وصَعِدَت إلى اللهِ عز وجل قَبِلَها ثم رَفَع العَمل الصالح، (( والعمل الصالح يرفعه )) ويقول:
وقولُه: (( الكلمُ الطيب )) إنما جمعَه، لكثرةِ أنواعِه، وكثرة الأنواع تدُلُّ على كثرة الأفرَاد مِن بابِ أولى، الأنواع كثيرَة والأَفرادُ في كل نوع كذلك كثيرةٌ فلهذا جمعَ.
(( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ )) يقبَلُه " أفادَنا المؤلف بقوله: " يقبلُه " أن الفاعِل في (( يرفعُه )) يعود إلى الله (( يرفعُه )) يعني الله، وأنَّ الهاء في (( يرفعُه )) تعود إلى العمَل الصالح، يعني والعمل الصالحُ يقبلُه الله فكَوْنُ الضمير يعُود على الله ضميرُ الفاعل، وضمِير المفعُول يعود إلى العَمَل هذا لا نُنَاقِشُ المؤَلِّف فيه، لأنه مُحْتَمِل، لكنَّنا نناقِشُه في تفسيرِه الرفعَ بالقَبُول وكلُّ هذا فِرارًا مِن إثبات العلُوِّ الذاتِيّ غفرَ الله له، بل نقول: معنى (( يرفعه )) أي يرفَع هذه العمل مِن الرفع الذي هو ضد النُزُول يرفعُه إليه سبحانه وتعالى لأنَّه فوق، وهذا التفسِير في مَرْجِع الضَمَائِر الذي ذكرَهُ المؤلف هو أحدُ التفاسير المذكورة في هذه الآية.
التفسير الثاني: والعملُ الصالح يرفعُه الكلمُ الطيب، فجعَلَ ضميرَ الفاعل يعود على (الكَلِمُ الطيب) وجعلَ الهاء تعود على (العمل الصالح) فيكونُ العملُ الصالح مرفوعًا بالكلِم الطيب، واحتَجَّ هؤلاء بأنَّ العمَل الصالح لا يُقْبَل إلا بالإسلام وهو الكَلِمُ الطيب الذي هو (لا إله إلا الله) فإنَّ الإنسان لو عَمِل مِن العمل الصالح الشيء الكثير ولكنه غيرُ مسلم لا يرتَفِعُ هذا العمل، فلا يرفَعُ العملَ الصالح إلا الكلم الطيب.
والقول الثالث: بالعكس يقول: والعمَلُ الصالح يرفَعُ الكلمَ الطيب فيكونُ الفاعِل في (يرفَع) العملَ الصالح، والمفعول الكلم الطيب عكس الذي قبلَه، ما وجْهُ ذلك؟ يقول: العمَلُ الصالح يرفع الكلِمَ الطيِّبَ، لأن الكلمَ الطيِّب بدُون عَمَل لا ينفَعُ صاحبَه فلابُدَّ في الكلمِ الطيب مِن عَمَلٍ صالِح يرفَعُ ذلك القَول الطَيِّب نعم، والأقرب والله أعلم أنَّ ما ذهبَ إليه المؤلِّف هو الصواب أي أنَّ الله يرفَعُ العمل الصالح يرفعُه كما أنَّ الكلم الطيب يصعَد إلى الله فإذا صَعِدَ الكلم الطيب إلى الله امْتَنَّ اللهُ على هذا المتكلم بأَنْ رفَعَ العَمَل الصالح الذي يعملُه، إلا أنَّنا لا نُوَافِق المؤلِّف في تفسِير الرفْع بالقَبُول، نُوافِقُهُ على مرجِع الضمائِر لكن لا نوافِقُه على تفسيرِ الرفع بالقبُول، وحينئِذٍ نقول: والعملُ الصالح يرفعُه مَن؟ يرفعُه الله عز وجل، العملُ الصالح يرفعه الله، فيكون الله عز وجل في هذه الآية ذكَر القَوْل والعَمَل فذَكَر أن القَوْلَ يصْعَد وأنَّ العَمَلَ يُرْفَع، لأنَّه أي رَفْعَ العَمَلِ كالجَزَاءِ على الكلِمِ الطيِّب فإذا تكَلَّم الإنسَانُ بالكَلِمَة الطيبة وصَعِدَت إلى اللهِ عز وجل قَبِلَها ثم رَفَع العَمل الصالح، (( والعمل الصالح يرفعه )) ويقول:
تفسير قول الله تعالى : (( والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور ))
(( وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ )) المـَكَرَاتِ (( السَّيِّئَاتِ )) بالنبِي " إلى آخرِه، الواو للاستئناف و(( الذين )) مبتدأ، وجملة (( لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ )) خبَرُ المبتدأ، وقولُه: (( وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ )) فيه نوْعٌ مِن الإشكال، لأن السيئات لا تُمْكر وإنما يُمْكَرُ بها يعني يُمْكر بسَبَب السَّيِّئَات فلماذا تعَدَّى الفعل إليها؟ أفادَنا المؤلف أنَّ (السيئات) صفَةٌ لِمَصْدَرٍ محذوف التقدير: المكَرَات السَيِّئَات فيكُونُ الوَصْفُ هنا للفِعْل لا لِما حَصَل به المكْر، للفِعْل، لأن فعلَهم نفسه مكْرٌ سيِّئ كما قال الله تعالى: (( وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ))[فاطر:43] نعم، تكون هنا (( السيئات )) صِفَة لمصدَر محذوف تقديرُه: المـَكَرات، وسَمَّى الله عز وجل السيئَات مكْرًا، لأنَّ الإنسان في الواقع يخدَعُ نفسَه بها ويخدَعُ غيرَه بها فيمَنِّي نفسَه التوبَة وأنه سيتُوب أو يُمَنِّي نفسَه سَعَةَ حِلْمِ الله ومغْفِرَتِه وأنَّ اللهَ وَاسِعُ الحلْم والمغْفِرَة والرحمة فلَن يُؤَاخِذَه بهذه العُقُوبة، فتَمَنِّي الإنسان في هذا الباب مِن وجهين:
الوجه الأول: أنَّه يُمَنِّي نفسَه التوبة وما يُدْرِيه فلعله لا يتمَكَّنُ منها، لَعَلَّ سيئاتِه تُحِيطُ به ثم لا يَتَمَكَّن مِن التوبة أو لعلَّه يفجَعُه الموت ثم لا يتمَكَّن مِن التَّوْبة.
والنوع الثاني مِن المكْر بالنَّفس في فِعْل السيئات: أنَّه يتمَنَّى على اللهِ الأماني فيقول: إنَّ الله غفُورٌ رحيم واللهُ واسِعُ الرَّحْمَة وسوف يعفُو عني كما يُوجَد مِن كَثِيرٍ مِن النَّاس عندما تنْهَاه عَن معصية وش يقُول لك؟ يقول: الله غفور رحيم، (( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ )) بعضُهم يحتَجّ بالآية (( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ))[النساء:48] ويقول: أنا لم أُشْرِك وما دُون الشرك فإنَّ الله تعالى يغفرُه، وجوابنا على هذا يَسِير جِدًّا وهو أن نقول له: أثبِتْ أنَّك مِمَّن شاءَ الله أن يغفِرَ له لأَنَّ الله عز وجل ما قال: ويغفِرُ ما دون ذلك وسكت، بل قيَّدَه (( لِمَن يشاء )) فأنت أثْبِتْ أنَّك مِمَّن شَاءَ اللهُ أن يغْفِرَ له وحينئِذٍ يكون لك حُجَّة، أمَّا أن تفْعَل المعصية التي هي سَبَب العقوبة ثم تَتَمَنَّى على الله أمرًا لم يعِدْكَ الله به بل قال: (( لِمَن يشاء )) فهذا لاشَكَّ أنَّه ضَلَالٌ مِنك.
وقولُه: (( وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ )) (( السَّيِّئَات )) هي ما يسُوءُ الإنسانَ فعلُه هذا السَّيِّئَات مثل إيش؟ شُرْب الخَمْر، السَّرِقَة، الزِّنَا، الرِّبَا، وما أشبَه ذلك، فإن قلت: هذا لا يسُوءُ الإنسانَ فعلُه فجوابُنا على هذا أن نقول: إن أردتَّ أنه لا يسُوءُ الإنسان فعلُه أبدًا فهذا ليس بصَحيح، لأنَّه يوم القيامة سَوف يندَم وسوف يسُوء الإنسانَ فعلُه في ذلك اليوم، أما في الدنيا فإنه يسُوءُ الإنسَان فعلُه كيف ذلك؟ لأن للذنوبِ آثارًا على القُلُوب فإنَّ المعَاصِي تكُون نُكْتَة سودَاء في القلب فإن تابَ الإنسان انصَقَلَ قلبُه وعادَ إلى بياضِه وإلَّا تَوَسَّعَت هذه النكْتَة السوداء فأصبَح القلب مُظْلِمًا والعِيَاذُ بالله بل يُخْتَمُ عليه حتى لا يصِل إليه الخير كما قال اللهُ تعالى: (( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ))[المطففين:14] فللذنوب آثارٌ عظيمَة على القلب تُوجِب أن يكون منقبِضًا، وإذا تلَذَّذَ بعْضَ الشيء في هذه المعصية فإنَّه يُعْقِبُ ذلك حسْرَة عظِيمة في القلْب وضيقًا، واقرأْ إن شئت قولَ الله تعالى: (( أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ))[الزمر:22] يتبيَّن لك أنَّ المعصية تسُوء فاعلَها وإن كان قد لا يشْعُرُ بها لأنَّه قد رانَ على قلبِه ما كان يعمَل، إذًا (( السيئات )) سيِّئَات لِكُلِّ حال تسُوءُ صاحبَها في الدنيا ولكن قد لا يلْحَظ وقد لا يَتَبَيَّن له، وفي الآخرة يظهَرُ له ويتَبَيَّن ويتَمَنَّى أن يعودَ إلى الدنيا لِيَعْمَلَ صالحًا.
قال المؤلف رحمه الله: (( والذين يمْكُرُون )) المكَرَاتِ ( (( السيئات )) بالَنبِيِّ في دَارِ النَّدْوَة مِن تَقْيِيدِه أو قَتْلِه أو إِخراجِه كما ذُكِر في الأنفال " هذا في الحقيقة إِنْ أراد المؤلف أنَّه المرادُ بالآية دونَ غيرِه فقُصُور، وإن أرادَ بذلك التمثِيل فصحيح، فإنَّه لاشَكّ أن هؤلاء مكَرُوا بالنبيِّ عليه الصلاة والسلام كما قال الله تعالى: (( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ))[الأنفال:30] ما معنى (( لِيُثْبِتُوكَ )) أي يُقَيِّدُوك ويَحْبِسُوك (( أو يقْتُلُوك )) واضح (( أو يُخْرِجوك )) مِن مكة ولكنَّ الله عز وجل قال: (( وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ )) فهُم -الحمد لله- ما أثبَتُوه ولا قَتَلُوه ولا أخرَجُوه كلُّ هذه انْتفَت مع حرصِهم الشديد على تنفيذِها ما حصلَ منها شيء.
قال: (( لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ )) الجملة هذه جملة خبرية وهي في محل رفْع خَبَر إيش؟
الطالب: المبتدأ الأول.
الشيخ : وين المبتدأ الأول؟ خَبَر (( الذين يمكرون ))، (( لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ )) العذَاب بمعنى العُقُوبة و(( الشديد )) أي القوِي، قَوِيٌّ في إِيلامِه وإيجاعِه، وفي أنواعِه المتَنَوِّعَة مِن حَرُورٍ وبَرْد وعطَش وجُوع وغير ذلك من شدَّتِه، لهم والعياذ بالله سرابِيل مِن قَطِران كلما نَضِجَت جُلُودهم قال الله تعالى: (( بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا ))[النساء:56] (( كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا ))[الإسراء:97] وانظُر إلى (( كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ )) يتبين لك أنَّ الزيادة تأتي فورًا واللهُ عز وجل قَادِرٌّ على أن تبقَى بزيادَتِها لكنها تخْبُو ليكُون في قلوبِهِم شيء مِن الطمَع في خِفَّةِ العَذَاب أو الخروج، ثم يعُود فيكون هذا أشَدّ، لأن ضرب الإنسان بعُقُوبَة بعد الطمعِ في زوالِها يكون أشَدَّ عليه مما لو كان الأمرُ مُسْتَمِرًّا، وقولُه: (( لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ )) هذا مُفَصَّل في الكتاب والسنة فَمَن تَتَبَّعَه من القرآن يكونُ جَيِّدًا ولهذا أنا أقتَرِح أنَّ أحدَكم يجمَع الآيات التي فيها أنواع العذاب في مَأْكَلِهم ومشرَبِهم ولِبَاسِهم نعم، وغير ذلك، كذا؟ مَن يقُوم بهذا؟
الطالب: .....
الشيخ : لا لا ما قصدي، .. هذه المسألة فقط، ....
الطالب: .....
الشيخ : بعد أسبوع.
الطالب: .....
الشيخ : أنت العَشَرَة الأُولى طيب، والعشَرة الوسطى لِعبد الرحمن، وأنت الأخيرة؟ طيِّب ثم اجتمِعُوا بعد ذلك ونَسِّقُوا الآيَات طيب.
الطالب: .....
الشيخ : لا، لا، لا، أنواع العذاب التي للكَافِرِين في النار. أي نعم.
قال: (( لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ )) (( مَكْر أُولَئِك هو يبور )) (مَكْر) مبتدأ أين خبرُه؟ جملة (( هو يبور ))، و(هو) لا تصِحُّ هنا أن تكون ضَمِيرَ فصْل، لأَنَّ القاعِدة أنَّ ضمير الفصل يكونُ بين اسمين لا بين اسم وفِعْل لكنَّها مبتدأ خَبَرُهَا جُمْلَة (( يَبُور )) والجملَة مِن المبتدأ والخَبَر خَبَر (( مَكْر ))، وأتى بهذا التركيب مِن بَاب تَعْظيم هذا الشيء وتهويلِه، وقولُه: (( مَكْرُ أُوْلَئِكَ )) ولم يقل: مَكْر هؤلاء إمَّا اسْتِبْعَادًا لهم، لأنهم ليسوا أهلًا لأَن يُقَرَّبُوا، أو لأنَّهم هم جعلوا أنفسَهم في مَحَلّ العالِين الذين يُشَارُ إليهم مِن بُعْد، تَبَيَّنَ أنَّ هؤلاء الذي تعالَوْا بمكرِهم وإن كانُوا في القِمَّة على حَسَب زَعْمِهم فإنَّ هذا المكْر يبُور، والبَوَار بمعنى الهلاك كما قال الله تعالى (( وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا ))[إبراهيم28:29] فهؤلاء مكْرُهم يبُور أي يَتَلَاشَى ويَضْمَحِلّ ولا يُفِيدُهم شَيْئًا.
الوجه الأول: أنَّه يُمَنِّي نفسَه التوبة وما يُدْرِيه فلعله لا يتمَكَّنُ منها، لَعَلَّ سيئاتِه تُحِيطُ به ثم لا يَتَمَكَّن مِن التوبة أو لعلَّه يفجَعُه الموت ثم لا يتمَكَّن مِن التَّوْبة.
والنوع الثاني مِن المكْر بالنَّفس في فِعْل السيئات: أنَّه يتمَنَّى على اللهِ الأماني فيقول: إنَّ الله غفُورٌ رحيم واللهُ واسِعُ الرَّحْمَة وسوف يعفُو عني كما يُوجَد مِن كَثِيرٍ مِن النَّاس عندما تنْهَاه عَن معصية وش يقُول لك؟ يقول: الله غفور رحيم، (( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ )) بعضُهم يحتَجّ بالآية (( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ))[النساء:48] ويقول: أنا لم أُشْرِك وما دُون الشرك فإنَّ الله تعالى يغفرُه، وجوابنا على هذا يَسِير جِدًّا وهو أن نقول له: أثبِتْ أنَّك مِمَّن شاءَ الله أن يغفِرَ له لأَنَّ الله عز وجل ما قال: ويغفِرُ ما دون ذلك وسكت، بل قيَّدَه (( لِمَن يشاء )) فأنت أثْبِتْ أنَّك مِمَّن شَاءَ اللهُ أن يغْفِرَ له وحينئِذٍ يكون لك حُجَّة، أمَّا أن تفْعَل المعصية التي هي سَبَب العقوبة ثم تَتَمَنَّى على الله أمرًا لم يعِدْكَ الله به بل قال: (( لِمَن يشاء )) فهذا لاشَكَّ أنَّه ضَلَالٌ مِنك.
وقولُه: (( وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ )) (( السَّيِّئَات )) هي ما يسُوءُ الإنسانَ فعلُه هذا السَّيِّئَات مثل إيش؟ شُرْب الخَمْر، السَّرِقَة، الزِّنَا، الرِّبَا، وما أشبَه ذلك، فإن قلت: هذا لا يسُوءُ الإنسانَ فعلُه فجوابُنا على هذا أن نقول: إن أردتَّ أنه لا يسُوءُ الإنسان فعلُه أبدًا فهذا ليس بصَحيح، لأنَّه يوم القيامة سَوف يندَم وسوف يسُوء الإنسانَ فعلُه في ذلك اليوم، أما في الدنيا فإنه يسُوءُ الإنسَان فعلُه كيف ذلك؟ لأن للذنوبِ آثارًا على القُلُوب فإنَّ المعَاصِي تكُون نُكْتَة سودَاء في القلب فإن تابَ الإنسان انصَقَلَ قلبُه وعادَ إلى بياضِه وإلَّا تَوَسَّعَت هذه النكْتَة السوداء فأصبَح القلب مُظْلِمًا والعِيَاذُ بالله بل يُخْتَمُ عليه حتى لا يصِل إليه الخير كما قال اللهُ تعالى: (( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ))[المطففين:14] فللذنوب آثارٌ عظيمَة على القلب تُوجِب أن يكون منقبِضًا، وإذا تلَذَّذَ بعْضَ الشيء في هذه المعصية فإنَّه يُعْقِبُ ذلك حسْرَة عظِيمة في القلْب وضيقًا، واقرأْ إن شئت قولَ الله تعالى: (( أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ))[الزمر:22] يتبيَّن لك أنَّ المعصية تسُوء فاعلَها وإن كان قد لا يشْعُرُ بها لأنَّه قد رانَ على قلبِه ما كان يعمَل، إذًا (( السيئات )) سيِّئَات لِكُلِّ حال تسُوءُ صاحبَها في الدنيا ولكن قد لا يلْحَظ وقد لا يَتَبَيَّن له، وفي الآخرة يظهَرُ له ويتَبَيَّن ويتَمَنَّى أن يعودَ إلى الدنيا لِيَعْمَلَ صالحًا.
قال المؤلف رحمه الله: (( والذين يمْكُرُون )) المكَرَاتِ ( (( السيئات )) بالَنبِيِّ في دَارِ النَّدْوَة مِن تَقْيِيدِه أو قَتْلِه أو إِخراجِه كما ذُكِر في الأنفال " هذا في الحقيقة إِنْ أراد المؤلف أنَّه المرادُ بالآية دونَ غيرِه فقُصُور، وإن أرادَ بذلك التمثِيل فصحيح، فإنَّه لاشَكّ أن هؤلاء مكَرُوا بالنبيِّ عليه الصلاة والسلام كما قال الله تعالى: (( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ))[الأنفال:30] ما معنى (( لِيُثْبِتُوكَ )) أي يُقَيِّدُوك ويَحْبِسُوك (( أو يقْتُلُوك )) واضح (( أو يُخْرِجوك )) مِن مكة ولكنَّ الله عز وجل قال: (( وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ )) فهُم -الحمد لله- ما أثبَتُوه ولا قَتَلُوه ولا أخرَجُوه كلُّ هذه انْتفَت مع حرصِهم الشديد على تنفيذِها ما حصلَ منها شيء.
قال: (( لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ )) الجملة هذه جملة خبرية وهي في محل رفْع خَبَر إيش؟
الطالب: المبتدأ الأول.
الشيخ : وين المبتدأ الأول؟ خَبَر (( الذين يمكرون ))، (( لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ )) العذَاب بمعنى العُقُوبة و(( الشديد )) أي القوِي، قَوِيٌّ في إِيلامِه وإيجاعِه، وفي أنواعِه المتَنَوِّعَة مِن حَرُورٍ وبَرْد وعطَش وجُوع وغير ذلك من شدَّتِه، لهم والعياذ بالله سرابِيل مِن قَطِران كلما نَضِجَت جُلُودهم قال الله تعالى: (( بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا ))[النساء:56] (( كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا ))[الإسراء:97] وانظُر إلى (( كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ )) يتبين لك أنَّ الزيادة تأتي فورًا واللهُ عز وجل قَادِرٌّ على أن تبقَى بزيادَتِها لكنها تخْبُو ليكُون في قلوبِهِم شيء مِن الطمَع في خِفَّةِ العَذَاب أو الخروج، ثم يعُود فيكون هذا أشَدّ، لأن ضرب الإنسان بعُقُوبَة بعد الطمعِ في زوالِها يكون أشَدَّ عليه مما لو كان الأمرُ مُسْتَمِرًّا، وقولُه: (( لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ )) هذا مُفَصَّل في الكتاب والسنة فَمَن تَتَبَّعَه من القرآن يكونُ جَيِّدًا ولهذا أنا أقتَرِح أنَّ أحدَكم يجمَع الآيات التي فيها أنواع العذاب في مَأْكَلِهم ومشرَبِهم ولِبَاسِهم نعم، وغير ذلك، كذا؟ مَن يقُوم بهذا؟
الطالب: .....
الشيخ : لا لا ما قصدي، .. هذه المسألة فقط، ....
الطالب: .....
الشيخ : بعد أسبوع.
الطالب: .....
الشيخ : أنت العَشَرَة الأُولى طيب، والعشَرة الوسطى لِعبد الرحمن، وأنت الأخيرة؟ طيِّب ثم اجتمِعُوا بعد ذلك ونَسِّقُوا الآيَات طيب.
الطالب: .....
الشيخ : لا، لا، لا، أنواع العذاب التي للكَافِرِين في النار. أي نعم.
قال: (( لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ )) (( مَكْر أُولَئِك هو يبور )) (مَكْر) مبتدأ أين خبرُه؟ جملة (( هو يبور ))، و(هو) لا تصِحُّ هنا أن تكون ضَمِيرَ فصْل، لأَنَّ القاعِدة أنَّ ضمير الفصل يكونُ بين اسمين لا بين اسم وفِعْل لكنَّها مبتدأ خَبَرُهَا جُمْلَة (( يَبُور )) والجملَة مِن المبتدأ والخَبَر خَبَر (( مَكْر ))، وأتى بهذا التركيب مِن بَاب تَعْظيم هذا الشيء وتهويلِه، وقولُه: (( مَكْرُ أُوْلَئِكَ )) ولم يقل: مَكْر هؤلاء إمَّا اسْتِبْعَادًا لهم، لأنهم ليسوا أهلًا لأَن يُقَرَّبُوا، أو لأنَّهم هم جعلوا أنفسَهم في مَحَلّ العالِين الذين يُشَارُ إليهم مِن بُعْد، تَبَيَّنَ أنَّ هؤلاء الذي تعالَوْا بمكرِهم وإن كانُوا في القِمَّة على حَسَب زَعْمِهم فإنَّ هذا المكْر يبُور، والبَوَار بمعنى الهلاك كما قال الله تعالى (( وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا ))[إبراهيم28:29] فهؤلاء مكْرُهم يبُور أي يَتَلَاشَى ويَضْمَحِلّ ولا يُفِيدُهم شَيْئًا.
فوائد قول الله تعالى : (( والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور ))
في هذه الآية مِن الفوائد: بيان قُدْرَةِ الله عز وجل بِإرْسِال هذه الرياح اللَّطِيفة التي تحمِل أو تُثِير هذا السَّحَاب الثقيل قال الله تعالى: (( وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ ))[الرعد:12].
ومن فوائدِها أيضًا: إثبَات الأسْبَاب وأنَّ المسَبِّبَات مَربُوطَةٌ بأسْبَابِها، لقوله: (( أرْسَلَ الرياح فتثير )) فإنَّ الفاء هنا للسَّبَبِيَّة.
ومنها مِن فوائد الآية: أنَّه ينبغي في الأمُورِ الهامَّة أن يُصَاغَ المعنى بصيغَة الحاضر اسْتِحْضَارًا له وتَنْبِيهًا، لقوله: (( فتثيرُ سحابًا )) فإن تصْوِيغ الماضِي بصِيغَة الحاضر لاشكَّ أنَّه يَشُدُّ الإنسانَ إلَى تصَوُّرِه أكْثَر مِن الشيء الـمَاضِي.
ومِن فوائدِها: أنَّ هذا السَّحَاب يجرِي بأمرِ الله، لقولِه: (( فسُقْنَاه إلى بلد )).
ومنها: ... أن هذا السَّحَاب له شُعُور، يعني معناه يعرف ويدْرِي يمكن أن تُؤْخَذ مِن قوله
الطالب: ....
الشيخ : لا، ..... مِن قوله: (( فسقناه )) كما أن تُسَاق البعير، نعم، وعلى هذا جاء الحدِيثُ الصحيح في قصة الرجل الذي سَمِع مناديًا مِن السحاب يقول: " أسْقِي حديقة فلان " فإنَّ توجِيه الأمْرِ إليه يَدُلُّ على أنه ذُو شُعُور ولاشَكّ أنَّ جَمِيع الكائِنَات بالنسْبَة لأمر الله عز وجل أنها ذاتُ شعور، قال الله تعالى في الأرض والسماء: (( فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ))[فصلت:11] نعم.
ومن فوائدها : بيَانُ قدْرَةِ الله سبحانه وتعالى لإحياءِ الأرض بعْدَ موتِها لقوله: (( فَسُقْنَاهُ لِبَلَدٍ [كذا] مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا )).
ومنها: صِحَّةُ وصْفِ الأرضِ بالحَيَاةِ والـمَوت مع أنها لَيسَتْ مِن الحيوان، لقولِه: (( بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ )).
ومنها: الرَدُّ على أهلِ الكلام الذين يقولون: إنه لا يُوصَفُ بالحياة والموت شيءٌ من الجمَادَات، لأنه هنا أَثْبَت الحياة والموت للأَرض وهي من الجَمَادَات، وقال تعالى في الأصْنَام: (( أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ))[النحل:21].
ومِن فوائدها: بيانُ قُدْرَةِ الله سبحانه وتعالى فِي إِحياءِ الأرضِ بعد موتِها فإنَّ هذه الأرض التي كانَت يابِسَة هامِدَة تعُود فتهْتَزّ خُضْرَةً وازْدِهَارًا، لقولِه: (( فَأَحْيَيْنَا بِهِ )) فأضاف الإِحياء إلى نفسه.
ومنها أيضًا إثباتُ الأسباب، لقوله: (( فأحيينا به )) فَإِنَّ الباء هنا للسببية.
ومنها: جوازُ إضَافةِ الشيءِ إلى سبَبِه المعْلُوم، لقوله: (( فأحيينا به الأرض ))، وإضافةُ الشيء إلى سببِه المعلوم أمرٌ واقع في القرآن وفي السنة بمعنى أنَّه لا يُشْتَرَط أن تَقْرِنَ معه اللهَ عز وجل، فإذا أضَفْتَ الشيءَ إلى سببِه المعلوم وإن لم تَقْرِن الله به فلا بَأْس، لكن المـُحَرَّم أن يُضَافَ إلى سَبَبٍ غير مَعْلُوم لا شَرْعًا ولا حِسًّا، أَو أن يُضَافَ إلى سببِه المعلوم مقرُونًا مع الله بحَرْفٍ يقتَضِي التَّسْوِيَة، .. فمثلًا إضافَةُ الشِّفَاء إلى التَّمَائم والحِلَق والخيُوط وما أشبَهَها، هذا لا يجوز، لأَنَّ هَذَا السَّبَب غير مَعلُوم فلا يَصِحّ، وإضَافَةُ تَلْيِين البَطْن إلى العَقَار الذي تناوَلته حتى لَيَّنَ بَطْنَك صحيح ولَّا لا؟ صحيح، لأنه سَبَبٌ معلُوم بالحِسّ، وإضافَةُ الشفاء إلى قِرَاءَة الفاتِحَة جائز؟
الطالب: جائز.
الشيخ : لِأَنَّه سبب معلُوم بالحِسِّ وبالشَّرْع ( وما يدريك أنَّها رُقْية )، فالمحذُور إذًا أن يُضَافَ الشيء إلى غَيْر سَبَب شَرْعي أو حِسِّيّ، أو أن يُضَافَ إلى سَبَب شَرْعِيّ أو حِسِّيّ مقرونًا مع الله بحرف يقتَضِي التَّسْوِيَة مثل: لولا الله وكذا. فإنَّ هذا لا يجُوز، لأنَّ هذا من الشرك حيث قَرَنَ الله مَع غَيرِه بالوَاو التي تقْتَضِي إيش؟ التَّسْوِيَة، ولكن قل: لولا الله ثم كذا.
ومِن فوائدِ الآية الكريمة: إثباتُ صِحَّةِ القياس لقولِه: (( كَذَلِكَ النُّشُورُ )) وإثباتُ القِيَاس كَثِير في القُرْآن فكل مَثَلٍ ضربَه الله فهو دَلِيلٌ على القياس كل مثل سواءً بالدُّنيا ولَّا للإنْسَان ولَّا للأَوْثَان ولَّا لأيّ شيء فإنَّه دليلٌ على ثُبُوتِ القياس وصِحَّتِه، نعم لأَنَّ المقصُود بالمثَل قِيَاس المضْرُوب بِالـمَضْرُوبِ فِيه وهذا هو القياس.
ومن فوائدها: الإشارة إلى أنَّ إِحَيَاءَ الموتَى كَإحيَاءِ الأرض بعد موتِها أي أنَّه يَنْزِل مطر كما جاء في الآثار ينزلُ مَطَر على الأَرْض كَمَنِيِّ الرِّجَال يبقى أربعِين يومًا تنْبُتُ منه الأجسَام ثم بعد ذلك يُنْفَخ في الصور فتعود الأرواح إلى أجسامِها
ومن فوائدِها أيضًا: إثبَات الأسْبَاب وأنَّ المسَبِّبَات مَربُوطَةٌ بأسْبَابِها، لقوله: (( أرْسَلَ الرياح فتثير )) فإنَّ الفاء هنا للسَّبَبِيَّة.
ومنها مِن فوائد الآية: أنَّه ينبغي في الأمُورِ الهامَّة أن يُصَاغَ المعنى بصيغَة الحاضر اسْتِحْضَارًا له وتَنْبِيهًا، لقوله: (( فتثيرُ سحابًا )) فإن تصْوِيغ الماضِي بصِيغَة الحاضر لاشكَّ أنَّه يَشُدُّ الإنسانَ إلَى تصَوُّرِه أكْثَر مِن الشيء الـمَاضِي.
ومِن فوائدِها: أنَّ هذا السَّحَاب يجرِي بأمرِ الله، لقولِه: (( فسُقْنَاه إلى بلد )).
ومنها: ... أن هذا السَّحَاب له شُعُور، يعني معناه يعرف ويدْرِي يمكن أن تُؤْخَذ مِن قوله
الطالب: ....
الشيخ : لا، ..... مِن قوله: (( فسقناه )) كما أن تُسَاق البعير، نعم، وعلى هذا جاء الحدِيثُ الصحيح في قصة الرجل الذي سَمِع مناديًا مِن السحاب يقول: " أسْقِي حديقة فلان " فإنَّ توجِيه الأمْرِ إليه يَدُلُّ على أنه ذُو شُعُور ولاشَكّ أنَّ جَمِيع الكائِنَات بالنسْبَة لأمر الله عز وجل أنها ذاتُ شعور، قال الله تعالى في الأرض والسماء: (( فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ))[فصلت:11] نعم.
ومن فوائدها : بيَانُ قدْرَةِ الله سبحانه وتعالى لإحياءِ الأرض بعْدَ موتِها لقوله: (( فَسُقْنَاهُ لِبَلَدٍ [كذا] مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا )).
ومنها: صِحَّةُ وصْفِ الأرضِ بالحَيَاةِ والـمَوت مع أنها لَيسَتْ مِن الحيوان، لقولِه: (( بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ )).
ومنها: الرَدُّ على أهلِ الكلام الذين يقولون: إنه لا يُوصَفُ بالحياة والموت شيءٌ من الجمَادَات، لأنه هنا أَثْبَت الحياة والموت للأَرض وهي من الجَمَادَات، وقال تعالى في الأصْنَام: (( أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ))[النحل:21].
ومِن فوائدها: بيانُ قُدْرَةِ الله سبحانه وتعالى فِي إِحياءِ الأرضِ بعد موتِها فإنَّ هذه الأرض التي كانَت يابِسَة هامِدَة تعُود فتهْتَزّ خُضْرَةً وازْدِهَارًا، لقولِه: (( فَأَحْيَيْنَا بِهِ )) فأضاف الإِحياء إلى نفسه.
ومنها أيضًا إثباتُ الأسباب، لقوله: (( فأحيينا به )) فَإِنَّ الباء هنا للسببية.
ومنها: جوازُ إضَافةِ الشيءِ إلى سبَبِه المعْلُوم، لقوله: (( فأحيينا به الأرض ))، وإضافةُ الشيء إلى سببِه المعلوم أمرٌ واقع في القرآن وفي السنة بمعنى أنَّه لا يُشْتَرَط أن تَقْرِنَ معه اللهَ عز وجل، فإذا أضَفْتَ الشيءَ إلى سببِه المعلوم وإن لم تَقْرِن الله به فلا بَأْس، لكن المـُحَرَّم أن يُضَافَ إلى سَبَبٍ غير مَعْلُوم لا شَرْعًا ولا حِسًّا، أَو أن يُضَافَ إلى سببِه المعلوم مقرُونًا مع الله بحَرْفٍ يقتَضِي التَّسْوِيَة، .. فمثلًا إضافَةُ الشِّفَاء إلى التَّمَائم والحِلَق والخيُوط وما أشبَهَها، هذا لا يجوز، لأَنَّ هَذَا السَّبَب غير مَعلُوم فلا يَصِحّ، وإضَافَةُ تَلْيِين البَطْن إلى العَقَار الذي تناوَلته حتى لَيَّنَ بَطْنَك صحيح ولَّا لا؟ صحيح، لأنه سَبَبٌ معلُوم بالحِسّ، وإضافَةُ الشفاء إلى قِرَاءَة الفاتِحَة جائز؟
الطالب: جائز.
الشيخ : لِأَنَّه سبب معلُوم بالحِسِّ وبالشَّرْع ( وما يدريك أنَّها رُقْية )، فالمحذُور إذًا أن يُضَافَ الشيء إلى غَيْر سَبَب شَرْعي أو حِسِّيّ، أو أن يُضَافَ إلى سَبَب شَرْعِيّ أو حِسِّيّ مقرونًا مع الله بحرف يقتَضِي التَّسْوِيَة مثل: لولا الله وكذا. فإنَّ هذا لا يجُوز، لأنَّ هذا من الشرك حيث قَرَنَ الله مَع غَيرِه بالوَاو التي تقْتَضِي إيش؟ التَّسْوِيَة، ولكن قل: لولا الله ثم كذا.
ومِن فوائدِ الآية الكريمة: إثباتُ صِحَّةِ القياس لقولِه: (( كَذَلِكَ النُّشُورُ )) وإثباتُ القِيَاس كَثِير في القُرْآن فكل مَثَلٍ ضربَه الله فهو دَلِيلٌ على القياس كل مثل سواءً بالدُّنيا ولَّا للإنْسَان ولَّا للأَوْثَان ولَّا لأيّ شيء فإنَّه دليلٌ على ثُبُوتِ القياس وصِحَّتِه، نعم لأَنَّ المقصُود بالمثَل قِيَاس المضْرُوب بِالـمَضْرُوبِ فِيه وهذا هو القياس.
ومن فوائدها: الإشارة إلى أنَّ إِحَيَاءَ الموتَى كَإحيَاءِ الأرض بعد موتِها أي أنَّه يَنْزِل مطر كما جاء في الآثار ينزلُ مَطَر على الأَرْض كَمَنِيِّ الرِّجَال يبقى أربعِين يومًا تنْبُتُ منه الأجسَام ثم بعد ذلك يُنْفَخ في الصور فتعود الأرواح إلى أجسامِها
4 - فوائد قول الله تعالى : (( والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( من كان يريد العزة فلله العزة جميعا ))
ثم قال عز وجل: (( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا )) إلى آخرِه في هذا الحَثّ على طَلَبِ العِزَّةِ من اللهِ عز وجل، لأنه ليس المعنى أنَّ مَن أرادَ العزة فليطلُبْ مِن الله يعني عَرْض أنّه يُرَاد بذلك العرْض فقط .. كل أحَدٍ يُرِيد العِزَّة، لكن إذا أردتَّ العزَّة فمِمَّن تطلُبُها؟ مِنَ الله، ففيه إثبَات أنَّ العِزَّة تُطْلَبُ مِنَ الله عز وجل.
ومن فوائدِها: أنَّه لا عِزَّة بدونِ الله وذلك بالقِيَامِ بطاعةِ الله والاستعانَةِ به والاعتمادِ عليه فإذا اعْتَزَّ الإنسان بكَثْرَتِه فإنه يُهْزَم كما قال الله تعالى: (( إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ))[التوبة:25] ولو اعْتَزَّ الإنسان بقُوَّتِهِ المادِيَّة كقُوةِ السِّلَاح مثلًا فإنه يُهْزَم، وإذا اسْتَعَان بالله فإنه لا يُهْزَم، اللهمَّ إلَّا لِحِكْمَةٍ تكُونُ مُقْتَرِنَةً بتلك القَضِيَّة الـمُعَيَّنَة فقد يكُون.
ومن فوائد الآية الكريمة: إثْبَات العزة للهِ سبحانه وتعالى، لقوله: (( فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا )).
ومن فوائدها: أنَّ العزة لها كُلٌّ وبَعْض مِن أين تُؤْخَذ صلاح؟
الطالب: (( جميعًا )).
الشيخ : (( جميعًا )) يعني يدُلّ على أنَّ هناك كُلًّا وبعْضًا وذلك أنَّ العلماء قَسَّمُوا العزة التي اتَّصَفَ اللهُ بها إلى ثلاثَةِ أقسام: عزةُ الامْتِنَاع وعِزَّة القَدْر وعزَّة القَهْر
ومن فوائدِها: أنَّه لا عِزَّة بدونِ الله وذلك بالقِيَامِ بطاعةِ الله والاستعانَةِ به والاعتمادِ عليه فإذا اعْتَزَّ الإنسان بكَثْرَتِه فإنه يُهْزَم كما قال الله تعالى: (( إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ))[التوبة:25] ولو اعْتَزَّ الإنسان بقُوَّتِهِ المادِيَّة كقُوةِ السِّلَاح مثلًا فإنه يُهْزَم، وإذا اسْتَعَان بالله فإنه لا يُهْزَم، اللهمَّ إلَّا لِحِكْمَةٍ تكُونُ مُقْتَرِنَةً بتلك القَضِيَّة الـمُعَيَّنَة فقد يكُون.
ومن فوائد الآية الكريمة: إثْبَات العزة للهِ سبحانه وتعالى، لقوله: (( فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا )).
ومن فوائدها: أنَّ العزة لها كُلٌّ وبَعْض مِن أين تُؤْخَذ صلاح؟
الطالب: (( جميعًا )).
الشيخ : (( جميعًا )) يعني يدُلّ على أنَّ هناك كُلًّا وبعْضًا وذلك أنَّ العلماء قَسَّمُوا العزة التي اتَّصَفَ اللهُ بها إلى ثلاثَةِ أقسام: عزةُ الامْتِنَاع وعِزَّة القَدْر وعزَّة القَهْر
فوائد قول الله تعالى : (( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ))
ومِن فوائِد الآية الكريمة: إثباتُ العلم لله من أين يُؤخذ؟ الأخ!
الطالب: ......
الشيخ : إي اقرب من .. اقرب ....الفعل
الطالب: إِلَيْهِ يَصْعَد.
من قوله (( إِلَيْهِ يَصْعَدُ )) نعَم، لأنَّ الصُّعُود هو العِلِم.
ومن فوائد الآية الكريمة: أنَّ الكَلِم غَير الطيِّب لا يصعَد إلى الله، لقوله: (( الْكَلِمُ الطَّيِّبُ ))، ويؤيد هذا قولُ النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنَّ الله طيبٌ لا يقبَلُ إلا طَيِّبًا ).
ومِن فوائد الآية الكريمة: الإشَارَة إلى انْقِسَام الكَلَام، لقولِه: (( الطيب )) فإنَّ هذا الوَصْف إفْرَادٌ لما سِوَاه، وقد ذكرْنا أنَّ الذي يُقَاسِم الكلِم الطَّيِّب نوعَان من الكلام: الخبِيث وما ليس بطَيِّبٍ ولا خَبِيث، أمَّا الخبِيث فمَرْدُودٌ بكل حال لأنَّه خبِيثٌ لذَاتِه، وأما ما ليس بطيب ولا خبيث فقلنَا: إنَّ هذا القِسْم مِن الكلام قد يكُونُ طيبًا لغيرِه وخبيثًا لغيرِه و.. مِن الوَصْفَيْن نعم، طيب إذا كان طيبًا لغيره يصعَد إلى الله ولَّا ما يصعد؟ يصعد، لعموم قوله: (( الكلم الطيب )).
ومِن فوائد الآية الكريمة: أنَّ اللهَ عز وجل لا يرْفَعُ مِن الأعمَال إلا مَا كان صالحًا، لقولِه: (( والعَمَل الصالح يرفعه ))، والعمل الصالح ما اشْتَمَل على وصفَيْن، وهما؟
الطالب: العَمَل الصَّالِح.
طالِب آخر: الإخْلَاص والـمُتَابَعَة.
الشيخ : الإخلَاص لِمن؟
الطالب: لله سبحانَه وتعالى.
الشيخ : اي، والمتَابَعَة لشَرْعِه، الإخلاصُ لله والـمُتَابَعَة لشَرْعِه، فإِن فُقِدَ الإخْلَاص فليس بعَمَلٍ صالِح لأنَّه شِرْك، وِإن فُقِدَتِ المتَابَعَة فليس بعَمَلٍ صالِح لأنه بِدْعَة نعم. طَيِّب
الطالب: ......
الشيخ : إي اقرب من .. اقرب ....الفعل
الطالب: إِلَيْهِ يَصْعَد.
من قوله (( إِلَيْهِ يَصْعَدُ )) نعَم، لأنَّ الصُّعُود هو العِلِم.
ومن فوائد الآية الكريمة: أنَّ الكَلِم غَير الطيِّب لا يصعَد إلى الله، لقوله: (( الْكَلِمُ الطَّيِّبُ ))، ويؤيد هذا قولُ النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنَّ الله طيبٌ لا يقبَلُ إلا طَيِّبًا ).
ومِن فوائد الآية الكريمة: الإشَارَة إلى انْقِسَام الكَلَام، لقولِه: (( الطيب )) فإنَّ هذا الوَصْف إفْرَادٌ لما سِوَاه، وقد ذكرْنا أنَّ الذي يُقَاسِم الكلِم الطَّيِّب نوعَان من الكلام: الخبِيث وما ليس بطَيِّبٍ ولا خَبِيث، أمَّا الخبِيث فمَرْدُودٌ بكل حال لأنَّه خبِيثٌ لذَاتِه، وأما ما ليس بطيب ولا خبيث فقلنَا: إنَّ هذا القِسْم مِن الكلام قد يكُونُ طيبًا لغيرِه وخبيثًا لغيرِه و.. مِن الوَصْفَيْن نعم، طيب إذا كان طيبًا لغيره يصعَد إلى الله ولَّا ما يصعد؟ يصعد، لعموم قوله: (( الكلم الطيب )).
ومِن فوائد الآية الكريمة: أنَّ اللهَ عز وجل لا يرْفَعُ مِن الأعمَال إلا مَا كان صالحًا، لقولِه: (( والعَمَل الصالح يرفعه ))، والعمل الصالح ما اشْتَمَل على وصفَيْن، وهما؟
الطالب: العَمَل الصَّالِح.
طالِب آخر: الإخْلَاص والـمُتَابَعَة.
الشيخ : الإخلَاص لِمن؟
الطالب: لله سبحانَه وتعالى.
الشيخ : اي، والمتَابَعَة لشَرْعِه، الإخلاصُ لله والـمُتَابَعَة لشَرْعِه، فإِن فُقِدَ الإخْلَاص فليس بعَمَلٍ صالِح لأنَّه شِرْك، وِإن فُقِدَتِ المتَابَعَة فليس بعَمَلٍ صالِح لأنه بِدْعَة نعم. طَيِّب
فوائد قول الله تعالى : (( والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور ))
(( وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ )) إلى آخرِه فيها فوائد: أوَّلًا: أنَّ الأعْمَالَ السَّيِّئَة مَكْر لِقولِه: (( وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ )) هذا إذا أخذْنَاها على سبيلِ العموم، أما إذا قلنا: إنَّ السيئات عَامٌّ أُرِيدَ بِه الخَاصّ فالمكْر الذي حصل لَمَّا ..من قريش لِلرَّسُول عليه الصلاة والسلام فإنَّه يكُون خاصًّا، لكن الأصْل في الكلام العام أن يكون مُرَادًا به العُمُوم وأن يكون باقِيًا على عمومِه حتى يَرِدَ دليلٌ على أنه أُرِيدَ به الخصُوص أو على أنه مُخَصَّص.
مِن فوائد الآية الكريمة: الوَعِيدُ الشَّدِيد على أُولئك الذي يَمْكُرُون السيئات، لقولِه: (( لهم عذاب شديد )).
ومِن فوائدها أيضًا: أنَّ مَكْرَ هؤلاء هالِكٌ زَائِل لا فَائِدَةَ فيه، لقولِه: (( وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ )) حتى أعمالُهم لا تنفعُهم قال الله تعالى: (( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ))[الفرقان:23].
هذه هي الفوائد الظاهرة مِن هذه الآيات الكريمة وربما عند التَأَمُّل يَجِدُ الإِنسَان أكْثَر، لأَن كلام الله سبحانه وتعالى لا يُحَاطُ به ولكنَّ النَّاس يَخْتَلِفُونَ في الفَهْم
مِن فوائد الآية الكريمة: الوَعِيدُ الشَّدِيد على أُولئك الذي يَمْكُرُون السيئات، لقولِه: (( لهم عذاب شديد )).
ومِن فوائدها أيضًا: أنَّ مَكْرَ هؤلاء هالِكٌ زَائِل لا فَائِدَةَ فيه، لقولِه: (( وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ )) حتى أعمالُهم لا تنفعُهم قال الله تعالى: (( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ))[الفرقان:23].
هذه هي الفوائد الظاهرة مِن هذه الآيات الكريمة وربما عند التَأَمُّل يَجِدُ الإِنسَان أكْثَر، لأَن كلام الله سبحانه وتعالى لا يُحَاطُ به ولكنَّ النَّاس يَخْتَلِفُونَ في الفَهْم
تفسير قول الله تعالى : (( والله خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم جعلكم أزواجا ))
ثم قال تعالى: (( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ )) وهذا مُبْتدا الدرس الجديد (( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ )) لَمَّا بَيَّن سبحانه وتعالى ما سَبَق مِن الآيات الدَالَّة على قُدْرَتِه مِن إرْسَالِ الرِّيَاح وإثارَة السَّحاب وسَوْقِه إلى الأرض الميِّت وإحياء الأرض بعد موتِها وأنَّ الأعمال تُرْفَع إلى الله عز وجل وكذلك الأقوال، الأعمَال مِن أقْوَال وأفْعَال تُرْفَع إلى الله قال هنا: (( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ )) هذا باعتِبَار الأَصْل الذي هو آدَم ولهذا قال: " بِخَلْقِ أَبِيكم آدَمَ مِنْه " لِأنَّ الله تعالى خَلَقَه مِن تُراب وهذه الآية كما تَرَوْن فيها أنَّ الله خلقَه مِن تُرَاب، وفي آية أخرى أنه خلقَه مِن طين، وفي آية ثالثة أنه خلقَه مِن صلصال كالفَخَّار، وفي آيةٍ رابعة مِن حَمَإٍ مسْنُون فما هو الجواب عن هذا التغَيُّر؟ الجَوَابُ أنَّ هذا تغيُّر أوصَاف وليس تغَيُّرَ ذَوَات، تَغَيُّرُ أوْصَاف وليسَ تغَيُّرَ ذَوَات، وحينئذ فلا تَنَاقُض إذ يجوز أن تَتَعَدَّد الأوصَاف على مَوْصُوفٍ واحد قال اللهُ تعالى: (( سبح اسم ربك الأعلى * الذي خلق فسوى * والذي قدر فهدى * والذي أخرج المرعى )) مع أنَّه واحِد، الحاصِل أنَّه هنا أن يُقَال في هذا التَغَيُّر تغَيُّر أوصاف لا تغير ذوات وأعْيَان فالعَيْن واحِدة، لكن أوَّلُها التُّرَاب فإذا أُضِيفَ إليها الماء صارت طِينًا، فإذا أَبْطَأ وأَخَذَ مُدَّة صار حَمَأً مسنونًا مُتَغَيِّرًا، نعم، يعني الطين إذا حَطَّ فيه الماء تجده يَسْوَدّ ويكون له رائِحَة، والرابع مِن صَلصال كالفَخَّار هذا بعد أَن كَان حَمَأً مَسْنُونًا يَبِس وصَار صَلْصَالًا كالفَخَّار، ثم نَفَخَ الله فيه الروح فيكون هذا التغَيُّر إيش؟ تغير أوصاف والأصلُ فيه التراب واضح؟
قال: (( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ )) (( ثُم )) أتى بـ(( ثم )) الدالَّة على الترَاخِي والترتِيب، لأن (ثم) تدل على التراخي والترتِيب، والفاء تدل على الترتِيب بدون تراخي، هنا قال: (( ثم مِن نطفة )) نعم، لأنه لما خلق آدَم -سبحانه وتعالى- وخلقَ ذرِّيَّتَه تَنَاسَلَ هَؤلاء الذُّرِّيَّة بِوَاسِطَة هذا الماء الذي هو النطفة، والنطفة هو الماء القلِيل.
قال: (( ثم مِن نطفة )) أي مَنِيٍّ يخلُق، عندكم (بخلق)؟ " بِخَلْقِ ذُرِّيَّتِه منها " أي مِن هذه النُّطْفَة، والعجيب أن هذه النُّطْفَة القَلِيلة يذْكُرُ عُلماءُ الطِبّ أنها تَشْتَمِل على مَلَايِين مِن الحيوانات المـَنَوِيَّة، وهذه .... يزعمون أنها ملايين -وهم أعلَمُ مِنَّا بذلك- يعني لا يصلُح مِنْهَا إلَّا وَاحِد في الغالب أو اثْنَان أو ثلاثة أو أرْبَعَة هذا .. ما سمِعْت أنَّه يَلِج في المرأة أربعَةُ آلاف يبقى فيهم واحِد، والله على كل شيء قدير قد يزيد (( يزيدُ في الخلق ما يشاء ))، يقول: (( ثم من نطفة )) (( ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا )) ذُكورًا وإناثًا، قولُه: (( أزواجًا )) فسَّر المؤلف هنا الأزواج بالذكُورِيَّة والإناث نعم
قال: (( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ )) (( ثُم )) أتى بـ(( ثم )) الدالَّة على الترَاخِي والترتِيب، لأن (ثم) تدل على التراخي والترتِيب، والفاء تدل على الترتِيب بدون تراخي، هنا قال: (( ثم مِن نطفة )) نعم، لأنه لما خلق آدَم -سبحانه وتعالى- وخلقَ ذرِّيَّتَه تَنَاسَلَ هَؤلاء الذُّرِّيَّة بِوَاسِطَة هذا الماء الذي هو النطفة، والنطفة هو الماء القلِيل.
قال: (( ثم مِن نطفة )) أي مَنِيٍّ يخلُق، عندكم (بخلق)؟ " بِخَلْقِ ذُرِّيَّتِه منها " أي مِن هذه النُّطْفَة، والعجيب أن هذه النُّطْفَة القَلِيلة يذْكُرُ عُلماءُ الطِبّ أنها تَشْتَمِل على مَلَايِين مِن الحيوانات المـَنَوِيَّة، وهذه .... يزعمون أنها ملايين -وهم أعلَمُ مِنَّا بذلك- يعني لا يصلُح مِنْهَا إلَّا وَاحِد في الغالب أو اثْنَان أو ثلاثة أو أرْبَعَة هذا .. ما سمِعْت أنَّه يَلِج في المرأة أربعَةُ آلاف يبقى فيهم واحِد، والله على كل شيء قدير قد يزيد (( يزيدُ في الخلق ما يشاء ))، يقول: (( ثم من نطفة )) (( ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا )) ذُكورًا وإناثًا، قولُه: (( أزواجًا )) فسَّر المؤلف هنا الأزواج بالذكُورِيَّة والإناث نعم
تفسير قول الله تعالى : (( وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه ))
بقرِينَةِ قولِه: (( وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ )) انتبهوا، فالأزواج هنا باعتبار الجِنْسَيْن الذكر والأنثى ويُؤَيِّد تخصيص الأزواج هنا بالذُّكُور والإنَاث والأُنُوثَة قولُه: (( وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى ))، أمَّا إذا نظَرْنَا إلى لَفْظ أزْوَاج فإن الأزواج معناها أصنَاف، والأصنَاف أعمُّ مِن الذُّكُورَة والأُنُوثَة فإنَّه يشمَل الشَّقِيّ والسَّعِيد والأسود والأبيض والطَّوِيل والقَصِير وغيرَ ذلك، لكن الذي جَعَل المؤلف يحمِل الكلام على الذكورة والأنوثة فَقَط لِقولِه: (( وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ )) فاللهُ عزَّ وجَل بقُدْرَتِه وحِكْمَتِه جَعَلَ هذه الذُّريَّة التي خرجَت من هذا الرجل الواحد جعلَهم ذُكُورًا وإناثًا لِبَقَاءِ النَّسْل، لأنه لا يمكن بَقَاءُ النَّسْل إلا بهذا، وإن كان اللهُ سبحانه وتعالى قادرًا على أن يُبْقِيَ النسل بدون ذلك فإنه يُقَال: إنَّ البشرية منها ما خُلِق بلا أمٍّ ولا أب، ومنها ما خُلِق مِن أبٍ بلا أم، ومنها ما خلق مِن أمٍّ بلا أب، ومنها ما خلق بين أبوين: فالذي خُلِق بلا أم ولا أب؟
الطلبة: آدم.
الشيخ : ، ومن أب بلا أم؟
الطلبة: حواء.
الشيخ : ومِن أم بلا أب؟
الطلبة: عيسى، وسائرُ الناس بين أبَوَيْن من ذكرٍ وأنثَى، طيب يقول عز وجل: (( وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ )) (( مَا )) هذه شَرْ
الطلبة: آدم.
الشيخ : ، ومن أب بلا أم؟
الطلبة: حواء.
الشيخ : ومِن أم بلا أب؟
الطلبة: عيسى، وسائرُ الناس بين أبَوَيْن من ذكرٍ وأنثَى، طيب يقول عز وجل: (( وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ )) (( مَا )) هذه شَرْ
اضيفت في - 2011-05-25