تفسير سورة فاطر-03b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تابع لتفسير قول الله تعالى : (( وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه ))
.... لفظي تحتَمِل .........
الطالب: .....
الشيخ : .... اللازم أو المـُتَعَدِّي؟
الطالب: اللَّازِم.
الشيخ : مِنَ اللَّازِم؟ والثاني مِن الـمُتَعَدِّي؟ صَح؟
الطالب: صح.
الشيخ : طيِّب، إذًا (( مِن )) حَرْفُ جَرٍّ زائِد، (( أُنْثَى )) فَاعِل (( تَحْمِل )) مَرْفُوع بضمة مقدرة على آخره منع مِن ظُهُورِها التَعَذُّر كذا؟ (( أُنْثَى )) فاعِل مَرْفُوع بضمة مُقَدَّرة على آخره مَنَع مِن ظُهُورِها التَعَذُّر.
الطالِب: ِاشْتِغَالُ المحل.
الشيخ : ما في اشْتِغَال، .....
الطالب: تعذر.
الشيخ : طيب التعذر لكنَّه الواقع مِن حَيثُ اللَّفْظ مجرُور لَفْظًا.
طيِّب (( أُنْثَى وَلا تَضَعُ )) أَي الأُنْثَى (( إلَّا بِعِلْمِه )) حَال أي: مَعْلُومَةً لَهُ "شُوف (( ما تحمل من أنثى )) أي أنثَى تحمِل مِن بنِي آدَم ولَّا مِنْهُم ومِن غيرهم؟ مِنْهُم ومِن غيرِهِم، مَا .. وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ، وهذا كقولِه تعالى: (( وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا ))[الأنعام:59] فاللهُ عزَّ وجل يعلَمُ ما تحْمِلُ كلُّ أنثَى نعم، في ابتدَاءِ الحَمْل وتطَوُّرِ الحَمْل ومَآلِ الحَمْل وكل ما يتَعَلَّقُ بِه، (( وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ )) فأوَّل ما يَنْشَأ الحَمْل في الرَّحِم معلومٌ عِنْد الله، وإذا وضَعَتْ فهو معْلُوم عند الله عز وجل، طيب وقول المؤلف: " حَال " وش معنى حال؟ يعني أنَّ الجارَّ والمجرُور في موضِع نَصْبٍ على الحَال .. (( إلا بِعِلْمِه )) قال: إلَّا مَعْلُومَةً لَه، ويمكن أن نقول: لا حاجة لهذا التَأْوِيل بل نقول: إنَّ الباء هنا للمصاحَبة والمقارنة أي لا يحصُل الحمْل ولا الوطْء إلا يكُونُ بعلم الله عز وجل، ونُضِيف إِلَى ذَلك أيضًا أنَّه بِعِلْمِه وإرَادَتِه، .... أنَّ فيها دليلًا على أنَّ مَن أثبت العِلْم لَزِمَ أن يُثْبِتَ الإِرْادَة ولِهذا قال أهل السُنَّة بالنِّسْبَة للقَدَرِيَّة قالوا: ناظِرُوهُم بالعِلْمِ قَال الشَّافعيّ وغيره: " ناظِرُوهُم بالعِلْمِ فإن أنكَرُوه كفروا، وإذا قَبلوه خُصِمُوا " إن قالوا: إنه ما يعْلَم .... وإن قالوا: يَعْلَم خُصِمُوا، لأنَّهم إذا عَلِمُوا ذلك فإما أن يَقَعَ الشيء على خِلَافِ معْلُومه أو على وفاقِه، فإن كان على وفاقِه فبإرادَتِه، وإن كان على خِلَافِه ....... نعم.
الطالب: .......
الشيخ : هو المكر.
الطالب:...... ولَّا اسم؟
الشيخ : اي هو اسم مثل هو قائِم .. هو قائِم، والجملة خبرُه لكن .....التوكيد، يعني لما قال: (( وَمَكْرُ أولئك هو يَبُور )) كأنَّه قال: مَكْرُ أولئك مكْرُ يبور، نعم
الطالب: .....
الشيخ : .... اللازم أو المـُتَعَدِّي؟
الطالب: اللَّازِم.
الشيخ : مِنَ اللَّازِم؟ والثاني مِن الـمُتَعَدِّي؟ صَح؟
الطالب: صح.
الشيخ : طيِّب، إذًا (( مِن )) حَرْفُ جَرٍّ زائِد، (( أُنْثَى )) فَاعِل (( تَحْمِل )) مَرْفُوع بضمة مقدرة على آخره منع مِن ظُهُورِها التَعَذُّر كذا؟ (( أُنْثَى )) فاعِل مَرْفُوع بضمة مُقَدَّرة على آخره مَنَع مِن ظُهُورِها التَعَذُّر.
الطالِب: ِاشْتِغَالُ المحل.
الشيخ : ما في اشْتِغَال، .....
الطالب: تعذر.
الشيخ : طيب التعذر لكنَّه الواقع مِن حَيثُ اللَّفْظ مجرُور لَفْظًا.
طيِّب (( أُنْثَى وَلا تَضَعُ )) أَي الأُنْثَى (( إلَّا بِعِلْمِه )) حَال أي: مَعْلُومَةً لَهُ "شُوف (( ما تحمل من أنثى )) أي أنثَى تحمِل مِن بنِي آدَم ولَّا مِنْهُم ومِن غيرهم؟ مِنْهُم ومِن غيرِهِم، مَا .. وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ، وهذا كقولِه تعالى: (( وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا ))[الأنعام:59] فاللهُ عزَّ وجل يعلَمُ ما تحْمِلُ كلُّ أنثَى نعم، في ابتدَاءِ الحَمْل وتطَوُّرِ الحَمْل ومَآلِ الحَمْل وكل ما يتَعَلَّقُ بِه، (( وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ )) فأوَّل ما يَنْشَأ الحَمْل في الرَّحِم معلومٌ عِنْد الله، وإذا وضَعَتْ فهو معْلُوم عند الله عز وجل، طيب وقول المؤلف: " حَال " وش معنى حال؟ يعني أنَّ الجارَّ والمجرُور في موضِع نَصْبٍ على الحَال .. (( إلا بِعِلْمِه )) قال: إلَّا مَعْلُومَةً لَه، ويمكن أن نقول: لا حاجة لهذا التَأْوِيل بل نقول: إنَّ الباء هنا للمصاحَبة والمقارنة أي لا يحصُل الحمْل ولا الوطْء إلا يكُونُ بعلم الله عز وجل، ونُضِيف إِلَى ذَلك أيضًا أنَّه بِعِلْمِه وإرَادَتِه، .... أنَّ فيها دليلًا على أنَّ مَن أثبت العِلْم لَزِمَ أن يُثْبِتَ الإِرْادَة ولِهذا قال أهل السُنَّة بالنِّسْبَة للقَدَرِيَّة قالوا: ناظِرُوهُم بالعِلْمِ قَال الشَّافعيّ وغيره: " ناظِرُوهُم بالعِلْمِ فإن أنكَرُوه كفروا، وإذا قَبلوه خُصِمُوا " إن قالوا: إنه ما يعْلَم .... وإن قالوا: يَعْلَم خُصِمُوا، لأنَّهم إذا عَلِمُوا ذلك فإما أن يَقَعَ الشيء على خِلَافِ معْلُومه أو على وفاقِه، فإن كان على وفاقِه فبإرادَتِه، وإن كان على خِلَافِه ....... نعم.
الطالب: .......
الشيخ : هو المكر.
الطالب:...... ولَّا اسم؟
الشيخ : اي هو اسم مثل هو قائِم .. هو قائِم، والجملة خبرُه لكن .....التوكيد، يعني لما قال: (( وَمَكْرُ أولئك هو يَبُور )) كأنَّه قال: مَكْرُ أولئك مكْرُ يبور، نعم
تفسير قول الله تعالى : (( وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على الله يسير ))
(( وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ )) (( وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ )) (( ما )) هذه نافية أيضًا بدليل قولِه: (( إلا في كتاب )) ودليلٌ آخر: رفعُ الفِعْلِ ..
(( ما يعمَّرُ مِن معمر )) أي مَا يُزَادُ في عُمُرِ طَوِيل العُمُر (( ولا ينقص من عمره )) أي ذلك الـمُعَمَّر أو مُعَمَّرٌ آخَر (( إلا في كِتَاب )) " قولُه: (( يعمر من معمر )) معنى التَّعْمِير الزِّيَادَة في العُمُر المعنى: لا يُزَادُ في عُمُر أحدٍ ولا يُنقَصُ في عمره إلا في كتاب { يا ياسر ....
الطالب: صلحت ..... }
الشيخ : طيب وقوله: (( من معمر )) (مِن) هَذِه زَائِدَة داخِلة على نَائِبِ الفاعِل، فنقول في (مُعَمَّر): نائب فاعل مرفُوع بضمَّة مقدرة على آخرِه .. لاشتِغَالِ المحَلّ بحركة حرف الجَر الزائد، وقولُه: (( ولا ينقص من عمره إلا في كتاب )) هنا يقول: (( مِن عُمُرِه )) قال المؤلف: " أي ذلك المعمَّر، أو مُعَمَّرٍ آخر " أما كون الضمير في قولِه: (( عُمُرِه )) يعود على مُعَمَّرٍ آخَر فهذا لا إِشْكَالَ فيه، لأنه يكون معَمَّرًا ويكون الثاني ناقصًا، لكن الإشكال إذا قلنا: إن الضمير يعود على نفس المعَمَّر فكيف يكونُ مُعَمَّرًا وهو في نَفْس الوقْت منقُوصٌ من عُمُرِه؟ (( وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ )) هذا محَل إشكَال فيما يظهًر ولَّا لا؟ ...
الطالب: أي نعم.
الشيخ : طيب (( ومَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ )) في نفس العمر (( وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ )) إذا قلنا: الضمير يعود على ذلك المعمَّر صار يعود على إيش؟ على... فيكون ..... معمرًا منقوصًا من عُمُرِه، إذا قلنا: إنه عائد على {يرحمُكَ الله} مُعَمَّرٍ آخَر (( وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ )) أي مِن عُمُر مُعَمَّرٍ آخر، لا .. الأول صارَ النقص يعود على شخصٍ آخر، فعندنا زيد معمر وعمر منقُوص مِن عمرِه وهذا لا إشكال فيه، لكن الإشكال الأول اختَلَف المفسِّرُون في توجيهِه فقال بعضُهم: (( وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ )) إنَّ النقص هنا في مقابِل الزِّيَادة لأن الإنسان كلما تَقَدَّم يومًا في الدنيا نقص عُمُرُه باعتبار آخِر عُمُرِه مثلًا أنا لي .. عشر سنوات إذا صار له أحدَ عَشر وقُدِّر أنَّه سَيَمُوت في عِشرين سنة نقَص ولَّا لا؟ كلَّما زادَ مِن وجْه نقَص من وجْهٍ آخر فالمعنى: أنه يُكْتَبُ نقصُه كما تكْتَبُ زِيَادَتُه فيقالُ مثلًا: يُحسَب مثلًا فلان بلَغ مِن العُمُر عشر سنين ونقَصَ من عمره يعني من آخر عمُره عشَر سِنِين، بلغ أحَدَ عشَر ونقص من عمرَه إحدى عشَر فبقي تِسْع وهكذا، وإلى هذا ذَهَبَ بعْضُ التَّابِعِين، ولكنَّ آخرين مِن أهل العِلْم مِنَ المفَسِّرِين قالوا: أنَّ هذا فيمَا أخبَر به النبي عليه الصلاة والسلام في قوله: ( مَن أَحَبَّ أن يُبْسَطَ له في رِزْقِه ويُنْسَأَ لَه في أَثَرِه فَليَصِلْ رَحِمَه ) .. أنَّ الإنسان ينقُصُ عمرُه ويُزَاد بحسَب صِلَةِ الرحِم، يصير (ما يُنقَصُ مِن عمره) إذا لم يصِلْ رحِمَه، و(لا يُزَادُ في عمره) إذا وصلَه، والمعنى على هذا التفصيل أنَّ زِيادَةَ العلم أو نقصَه مكتُوبٌ عِنْد اللهِ عز وجل، مكتوب فمن قُدِّرَ له أنَّ عمرَه سيطُول بصِلَة الرحم فسوف يُقَدَّرُ له أن يَصِل رحِمَه، ومَن قُدِّر له أن ينقص عمرُه في قطيعة الرحم فسوف يكون قاطعًا لرحِمِه، لأن الأسباب مثبُوتَة أو لِأَنَّ المـُسَبِّبَات مَثْبُوتَةٌ بأسبابِها معلُومةٌ عِنْدَ الله أفهمتم؟ وهذا يُزِيل عنا الإشكَال الذي أوردَه بعضُ العلماء في هذا الحديث وحاولوا أن يُفَسروا زيادة العُمُر بالبَركَة في عُمر الإنسان، لِأَنَّ الله إذا أنزل برَكَةً في العُمُر وإن كان قَصِيرًا صَارَ أحسَن أو صَار خيرًا من عُمُرٍ طَويل بلا برَكَة، ولكن تقَدَّمَ لَنا أن هذا لا يُخْرِجُهم مِن الإشْكَال لِأَنَّ البرَكة أيضًا مكتُوبَة أو غير مكْتُوبة؟
الطالب: مكتُوبة.
الشيخ : مكتُوبة، وكذلك نزعُها مكتُوب، فلا يخرجُنا ذلك من الإشكال، لا يخرجُنا مِن الإشكال إلَّا أن نقول: إن عمر الإنسان المـُطَوَّل بسبب صِلَةِ الرَّحِم قد كُتِب وقد كُتِبَ أن يَصِلَ رَحِمَهُ، إذًا ما الفائدة مِن قول الرسول: (مَن أَحَبَّ أن يُبْسَطَ له في رِزْقِه ويُنْسَأَ لَه في أَثَرِه )؟ الجواب أن ... هو الحث على صِلَة الرحم، كما أننا نقول: من أحَبَّ أن يدخُلَ الجنة فليعمل عمَلًا صالحًا لا يقول قائل: إذا كانَت الجنَّة المكتوبة فكيف ..يعمل؟ وكيف إذا عَمِل كُتِبَتْ له الجَنَّة؟ نقول: هي مكتوبة مِن قَبْل أن يعمَل لكن قد كُتِبَتْ له الجنة وكُتِب أن يعمَلَ له عملَها وعلى هذا كلُّنا بحسب تقديرات الله عز وجل فإنه لا ينْقُص هذا في العُمُر، الإشكَال وَارِد على الجَمِيع ولكن الجواب عنه يَسِير وهو يقال: إن هذا مكتوبٌ نتيجَةً لهذا السَّبَب وهو معلومٌ عند الله، أما عندَنا فليس بمعْلُوم، طيب إذًا يكون أحسن الاحْتِمَالَات ... الآية أنَّ المراد من عُمُر أيِّ مُعَمَّر وأيّ إنسَان قد يُزَادُ في عُمُرِه لسبب من الأسباب وقد يُنْقَص من عُمُرِه لسَبَبٍ آخَر.
قال: (( إلا في كتابٍ )) (كِتَاب) فِعَال بمعَنْى مَكْتُوب كَفِرَاش بمعنى مفْرُوش وغِرَاس بمعْنَى مَغْرُوس وبِنَاء بمعنى مَبْنِيّ، فَكِتَاب بِمَعْنَى مَكْتُوب فما هو هذا الكتَاب؟ قال المؤلِّف رحِمَه الله: " هو اللَّوْح المحْفُوظ " اللَّوْح المحفوظ ... محفُوظٌ مِن عدة أوجه: محفوظ أن يَنَالَه أحد، لأنَّه خاصٌّ بتقدِير الله عز وجل، محفُوظٌ من أن يُغَيَّر أو يُبَدَّل، ولهذا ما كُتِبَ في اللَّوْحِ المـْحفُوظ فإنَّه سَيَكُون كما قال الله تعالى للقلم: ( اكْتُبْ مَا هُوَ كَائِن إلى لِيَوْمِ القِيَامَة ) وكذلِك أيضًا محْفُوظ عن الخَلل بحيث لا ... مَا لم يُكْتَبْ فيه ولا يتخَلَّف ما كُتِبَ فيه، يعني لا يَقَع فيه السَّهْو فهو .. لكل وَجْهـ (( إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ )) هَيِّن (( إنَّ ذلك )) المـُشَارُ إليه كُلُّ ما سَبَق الزِّيَادَة في العمر والنقص و الكتاب كُلُّه يَسِير على الله أي هَيِّنٌ عليه وإن كان عند المخلوقين صعْبًا وعَسِيرًا لكنه عند الله سهلٌ ويسير لأن الله عزَّ وجل إذا أرادَ شَيْئًا قال له: (( كن فيكون )).
(( ما يعمَّرُ مِن معمر )) أي مَا يُزَادُ في عُمُرِ طَوِيل العُمُر (( ولا ينقص من عمره )) أي ذلك الـمُعَمَّر أو مُعَمَّرٌ آخَر (( إلا في كِتَاب )) " قولُه: (( يعمر من معمر )) معنى التَّعْمِير الزِّيَادَة في العُمُر المعنى: لا يُزَادُ في عُمُر أحدٍ ولا يُنقَصُ في عمره إلا في كتاب { يا ياسر ....
الطالب: صلحت ..... }
الشيخ : طيب وقوله: (( من معمر )) (مِن) هَذِه زَائِدَة داخِلة على نَائِبِ الفاعِل، فنقول في (مُعَمَّر): نائب فاعل مرفُوع بضمَّة مقدرة على آخرِه .. لاشتِغَالِ المحَلّ بحركة حرف الجَر الزائد، وقولُه: (( ولا ينقص من عمره إلا في كتاب )) هنا يقول: (( مِن عُمُرِه )) قال المؤلف: " أي ذلك المعمَّر، أو مُعَمَّرٍ آخر " أما كون الضمير في قولِه: (( عُمُرِه )) يعود على مُعَمَّرٍ آخَر فهذا لا إِشْكَالَ فيه، لأنه يكون معَمَّرًا ويكون الثاني ناقصًا، لكن الإشكال إذا قلنا: إن الضمير يعود على نفس المعَمَّر فكيف يكونُ مُعَمَّرًا وهو في نَفْس الوقْت منقُوصٌ من عُمُرِه؟ (( وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ )) هذا محَل إشكَال فيما يظهًر ولَّا لا؟ ...
الطالب: أي نعم.
الشيخ : طيب (( ومَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ )) في نفس العمر (( وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ )) إذا قلنا: الضمير يعود على ذلك المعمَّر صار يعود على إيش؟ على... فيكون ..... معمرًا منقوصًا من عُمُرِه، إذا قلنا: إنه عائد على {يرحمُكَ الله} مُعَمَّرٍ آخَر (( وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ )) أي مِن عُمُر مُعَمَّرٍ آخر، لا .. الأول صارَ النقص يعود على شخصٍ آخر، فعندنا زيد معمر وعمر منقُوص مِن عمرِه وهذا لا إشكال فيه، لكن الإشكال الأول اختَلَف المفسِّرُون في توجيهِه فقال بعضُهم: (( وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ )) إنَّ النقص هنا في مقابِل الزِّيَادة لأن الإنسان كلما تَقَدَّم يومًا في الدنيا نقص عُمُرُه باعتبار آخِر عُمُرِه مثلًا أنا لي .. عشر سنوات إذا صار له أحدَ عَشر وقُدِّر أنَّه سَيَمُوت في عِشرين سنة نقَص ولَّا لا؟ كلَّما زادَ مِن وجْه نقَص من وجْهٍ آخر فالمعنى: أنه يُكْتَبُ نقصُه كما تكْتَبُ زِيَادَتُه فيقالُ مثلًا: يُحسَب مثلًا فلان بلَغ مِن العُمُر عشر سنين ونقَصَ من عمره يعني من آخر عمُره عشَر سِنِين، بلغ أحَدَ عشَر ونقص من عمرَه إحدى عشَر فبقي تِسْع وهكذا، وإلى هذا ذَهَبَ بعْضُ التَّابِعِين، ولكنَّ آخرين مِن أهل العِلْم مِنَ المفَسِّرِين قالوا: أنَّ هذا فيمَا أخبَر به النبي عليه الصلاة والسلام في قوله: ( مَن أَحَبَّ أن يُبْسَطَ له في رِزْقِه ويُنْسَأَ لَه في أَثَرِه فَليَصِلْ رَحِمَه ) .. أنَّ الإنسان ينقُصُ عمرُه ويُزَاد بحسَب صِلَةِ الرحِم، يصير (ما يُنقَصُ مِن عمره) إذا لم يصِلْ رحِمَه، و(لا يُزَادُ في عمره) إذا وصلَه، والمعنى على هذا التفصيل أنَّ زِيادَةَ العلم أو نقصَه مكتُوبٌ عِنْد اللهِ عز وجل، مكتوب فمن قُدِّرَ له أنَّ عمرَه سيطُول بصِلَة الرحم فسوف يُقَدَّرُ له أن يَصِل رحِمَه، ومَن قُدِّر له أن ينقص عمرُه في قطيعة الرحم فسوف يكون قاطعًا لرحِمِه، لأن الأسباب مثبُوتَة أو لِأَنَّ المـُسَبِّبَات مَثْبُوتَةٌ بأسبابِها معلُومةٌ عِنْدَ الله أفهمتم؟ وهذا يُزِيل عنا الإشكَال الذي أوردَه بعضُ العلماء في هذا الحديث وحاولوا أن يُفَسروا زيادة العُمُر بالبَركَة في عُمر الإنسان، لِأَنَّ الله إذا أنزل برَكَةً في العُمُر وإن كان قَصِيرًا صَارَ أحسَن أو صَار خيرًا من عُمُرٍ طَويل بلا برَكَة، ولكن تقَدَّمَ لَنا أن هذا لا يُخْرِجُهم مِن الإشْكَال لِأَنَّ البرَكة أيضًا مكتُوبَة أو غير مكْتُوبة؟
الطالب: مكتُوبة.
الشيخ : مكتُوبة، وكذلك نزعُها مكتُوب، فلا يخرجُنا ذلك من الإشكال، لا يخرجُنا مِن الإشكال إلَّا أن نقول: إن عمر الإنسان المـُطَوَّل بسبب صِلَةِ الرَّحِم قد كُتِب وقد كُتِبَ أن يَصِلَ رَحِمَهُ، إذًا ما الفائدة مِن قول الرسول: (مَن أَحَبَّ أن يُبْسَطَ له في رِزْقِه ويُنْسَأَ لَه في أَثَرِه )؟ الجواب أن ... هو الحث على صِلَة الرحم، كما أننا نقول: من أحَبَّ أن يدخُلَ الجنة فليعمل عمَلًا صالحًا لا يقول قائل: إذا كانَت الجنَّة المكتوبة فكيف ..يعمل؟ وكيف إذا عَمِل كُتِبَتْ له الجَنَّة؟ نقول: هي مكتوبة مِن قَبْل أن يعمَل لكن قد كُتِبَتْ له الجنة وكُتِب أن يعمَلَ له عملَها وعلى هذا كلُّنا بحسب تقديرات الله عز وجل فإنه لا ينْقُص هذا في العُمُر، الإشكَال وَارِد على الجَمِيع ولكن الجواب عنه يَسِير وهو يقال: إن هذا مكتوبٌ نتيجَةً لهذا السَّبَب وهو معلومٌ عند الله، أما عندَنا فليس بمعْلُوم، طيب إذًا يكون أحسن الاحْتِمَالَات ... الآية أنَّ المراد من عُمُر أيِّ مُعَمَّر وأيّ إنسَان قد يُزَادُ في عُمُرِه لسبب من الأسباب وقد يُنْقَص من عُمُرِه لسَبَبٍ آخَر.
قال: (( إلا في كتابٍ )) (كِتَاب) فِعَال بمعَنْى مَكْتُوب كَفِرَاش بمعنى مفْرُوش وغِرَاس بمعْنَى مَغْرُوس وبِنَاء بمعنى مَبْنِيّ، فَكِتَاب بِمَعْنَى مَكْتُوب فما هو هذا الكتَاب؟ قال المؤلِّف رحِمَه الله: " هو اللَّوْح المحْفُوظ " اللَّوْح المحفوظ ... محفُوظٌ مِن عدة أوجه: محفوظ أن يَنَالَه أحد، لأنَّه خاصٌّ بتقدِير الله عز وجل، محفُوظٌ من أن يُغَيَّر أو يُبَدَّل، ولهذا ما كُتِبَ في اللَّوْحِ المـْحفُوظ فإنَّه سَيَكُون كما قال الله تعالى للقلم: ( اكْتُبْ مَا هُوَ كَائِن إلى لِيَوْمِ القِيَامَة ) وكذلِك أيضًا محْفُوظ عن الخَلل بحيث لا ... مَا لم يُكْتَبْ فيه ولا يتخَلَّف ما كُتِبَ فيه، يعني لا يَقَع فيه السَّهْو فهو .. لكل وَجْهـ (( إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ )) هَيِّن (( إنَّ ذلك )) المـُشَارُ إليه كُلُّ ما سَبَق الزِّيَادَة في العمر والنقص و الكتاب كُلُّه يَسِير على الله أي هَيِّنٌ عليه وإن كان عند المخلوقين صعْبًا وعَسِيرًا لكنه عند الله سهلٌ ويسير لأن الله عزَّ وجل إذا أرادَ شَيْئًا قال له: (( كن فيكون )).
2 - تفسير قول الله تعالى : (( وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على الله يسير )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون ))
ثم قال تعالى: (( وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ )) ما .. و(( يستوي )) بمعنى يتساوى ويتماثَل (( البحران )) وهذا مُجْمَل، والبحرُ هو المـَاءُ الكثير، فكل ماءٍ كثِير يُسَمَّى بَحْرًا، البَحْرَان هُنَا مُجْمَل فَسَّرَه عزَّ وجل بقولِه: (( هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ )) (( هذا عذب فرات )) العَذْب معناه: الحُلْوُ المـُسْتَسَاغ شُرْبُه، والفُرَات يقول المؤلِّف .. تفسيرِه: "شديدُ العذوبة (( سائِغٌّ شَرَابُه )) أي شُرْبُه" (( سَائِغٌ )) سَهْل ومُيَسَّر لأنَّه حُلْو عذب وليس فيه ما يُكَدِّرُه بوساخَة أو حَرارَةٍ زَائِدَة أو بُرُودَةٍ زَائِدَة المهِم أنَّه عَذْبٌ فُرَات سائِغ شرابه.
الثاني: (( وهذا مِلْحٌ أجاج )) شدِيدُ الملوحَة " مِلْح شَدِيد الملُوحَة هل يسْتَوِيان؟
الطالب: لا يستويان.
الشيخ : لا، وهل هذا يُرَادُ به الحقِيقة أو هو مثلٌّ ضَرَبَهُ اللهُ تعالى للمؤْمِن والكافِر؟ قيل: إنَّه يرَادُ به الحقِيقَة بدليلِ قولِه: (( وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا ))، وقيل: إنه يرادُ به مَثَل ضربَه الله تعالى للمُؤْمِن والكافِر، فالمؤْمِن بمنزِلَة العذْب الفُرَات، والكَافِر بمنزِلَة المِلْحِ الأُجَاج، ولكن لدينا قاعِدة قاعِدة في الكلام أنَّه إذا دارَ الأمرُ بين أن يكون حَقِيقة أو غير حَقِيقَة وجب أن يحمل على الحقِيقَة، فهو إذًا حقيقة، ويؤَيِّدُهُ أيضًا قولُه: (( وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا )) فإِنَّ مِثْلَ هذا الترشيح يدُلُّ على أنَّه حقِيقة وليس بمجَاز، على أننا نقول: إنَّه لا مجازَ في القرآن ولا في غيرِه كما مرَّ علينا كثيرًا، ولكن مَعَ هذا لا بأْسَ أن ننتقل مِن نفْيِ اتصالٍ بين هذَيْن البحرَيْن ونفي اتِّصَالٍ بين كُلِّ شَيْئَيْنِ متغَايِرَيْن، يعني لا مَانِعَ مِن أن يَنْتَقِل الذِّهْن مِن انتفاء التَّسَاوِي بين هذين المـَحْسُوسَيْن إلى انتفاء التساوي بيْن الأُمُور المـَعْقُولة .. ، قال: (( وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا )) (( مِن كُلٍّ )) متعلِّق بقولِه: (( تأكُلُون )) (( لَحْمًا طريًّا )) هو السَّمك " الطَرِي معناه الذي لم يَتَغَيَّر بِنَتَن وهذِه مِن خَصَائِصِ السَّمَك أنَّه لو مَات فإنَّه طَرِي كما قال اللهُ تعالى: (( أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ ))[المائدة:96] قال ابنُ عباس رضي الله عنهما: " صَيْدُهُ مَا أُكِلَ حَيًّا وطعامُه ما أُكِل مَيِّتا ".
ثانيًا: مِن فوائِد هذا المثل (( وَتَسْتَخْرِجُونَ )) مِن الـمِلْح وقِيلَ: مِنْهُمَا (( حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا )) و" هي اللُّؤْلُؤ والمرجان " كما قال تعالى: (( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ))[الرحمن:22] وقد اختَلَفَ النَّاس هل هذا لا يخرُج إلا مِنَ المـَالِح أو يخْرُج من المـَالِح والعَذْب؟ فأكثَرُ المفَسِّرِين على أنَّه لا يخرُج إلَّا مِن المـَالح وحَمَّلُوا قوله تعالى: (( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ )) على أنَّ المراد من مجْمُوعِهِمَا لا مِن جَمْعِهِمَا مِن مجْمُوعِهِمَا لا مِنَ الجَمِيع، فهنا إذا قُلْنَا: عندنا بَحْرَان عَذْب ومالِح يخرُج منهما لؤلؤ ومرجان، منهما أي مِن المجمُوع لا مِن الجمِيع بحيث يعني كُلَّ واحد، ولكن الصحيح أنَّه يخرُج من الجميع لأن هذا ظَاهِرُ القرآن والله سبحانه وتعالى أعلَم بما خَلَق كونه يخرُج منهما، وقد ثَبَتَ الآن أنَّه يخرُج اللؤلؤ والمرجان مِن هذا ومن هذا، ولهذا قال المؤلف: " وقِيلَ: منهما " أي، نعم.
(( حِلْيَةً تلْبَسُونَها )) وذكر اللُّبْس، لأنَّه غايَة ما يُنْتَفَعُ به في هَذِهِ الحِلْيَة، وإِلَّا مِن المعلوم أنَّ مَن يَسْتَخْرِج هذه الحِلية يتخذُها تجارَة، وتجارَةُ اللؤلؤ والمرْجَان فيما سَبق وإلى الآن لم تزَلْ تجارَةً قويَّة، لكن هؤلاء التجار الذين يَتَّجِرُون بها وش الغرض مِن ذلك؟ اللُّبس، لِأنَّ الذي يشتَرِيها منهم يريدُ بها اللُّبْس، طيب وهذا يقُول لَّك: تكَسُّب وسنبِيعها على من؟
الطالب: يلبسُها.
الشيخ : يلبسُها، فَذَكَرَ في الآيَة .. بحرَين مَنْفَعَة ظاهِرة ومَنْفَعَة باطِنَة، كِسْوَةٌ للبَدَن في بَاطِنِهِ وكِسْوَةٌ للبَدَن في ظاهرِه، كسوةُ البدن في الباطِن؟ أكْل اللحم فإنَّمَا أكْل اللحم كِسْوَة للبدَن في باطِنِه، ولِهذا قال لآدَم: (( إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى ))[طه:118]ولم يقُل: ولا تَظْمَأ بل قال: (( ولا تعرى ))، لأنَّ الجُوع عُرْيُ البَاطِن والعُرْي عُرِيّ الظاهر طيب ثم نقُول: ذَكَر الله لباسَيْن اللِّبَاس البَاطن بأكْلِ اللَّحْم، واللِّبَاس الظَّاهِر بهذِه الحِلْيَة.
(( ومِن كُلٍّ )) (( وَتَسْتَخْرِجُونَ )) نعم، (( وَتَرَى )) تُبْصِر (( الْفُلْكَ )) السُّفُنَ (( فِيهِ )) في كُلٍّ منهما (( مَوَاخِرَ )) " نعم قال: (( وترى )) أي تُبْصِر " الخطاب لِمَن لِكُلِّ مَن يَتَوَجَّه إلَيْهِ الخِطَاب، والرؤيَةُ هنا بَصَرِيَّة، رُؤْيَة بَصَرِيَّة فإِنَّ مَن يُشَاهِد الموَاخر في البِحَار تمْخَر الماء أي تَشُقُّه، وقوله: (( فِيهِ مَوَاخِرَ )) قالَ المؤلِّف: " في كُلٍّ منهما " أشارَ المؤلف رحِمَه الله من الإشكَال .. لأَنه هُنَا قِيل: (( وما يَسْتَوِي البحرَان )) ثمَّ قال: (( وترى الفُلْكَ فيه )) ومقْتَضَى السياق أن يكون التَّعْبِير هكذا: وترى الفُلْكَ فيهِمَا. ولكن الضَّمير .. إلى أي البحرَيْن وإنَّما يعُود على (( كُلّ )) و(كل)كلمة لفْظُها مُفْرَد فعَادَ الضمِير في هذه الآية على (كُل) باعتبار إيش؟ باعتبار اللفظ لأنَّه مفرد، ومِن هنا قال المؤلف: " في كُلٍّ منْهُما " انتبه فزَالَ الإشكال، طيب وقولُه: (( مواخر )) قال: " تَمْخَر المـَاء أي تشُقُّه بِجَرْيِها فيه مُقْبِلَة ومُدْبِرَة برِيحٍ واحِدة " وهذا مِن نعْمَةِ الله عز وجل أن سَخَّرَ الفلكَ لنا تجري على هذا الماء وتمْخَر عُبَابَ الماء حامِلَةً أنوَاعَ الأَرْزَاق، وحامِلَةً البَشَرَ الكثير، ولذلك ترَوْنَ الفُلْك الآن تُعْتَبَرُ بَلَدًا كَامِلًا إذَا دَخَلْتَها وإذا هي كالبَلد، هذا مِن نِعْمَةِ الله سبحانه وتعالى فذكر .. ثلاثة أنواع: الأولى: أكْل اللحم والثاني: الحِلْية، والثالث: البَوَاخِر التِي تَعْبُر أو تَشُقُّ المـَاء من نَاحِيَةٍ إلى أُخْرَى لِتَنَقُلَ الأَرْزَاقَ والآدَمِيِّين، وتأمَّل قولَه هنا: (( تستخْرِجُون حلية )) و(( تأكُلُون )) (( وترى الفُلْكَ فيه مَوَاخِر )) لأَنَّ السَّمَك أكلُه هَيِّن ما يَحْتَاج إلى كُلْفَة فَذَكَرَ الأَكْل مُبَاشَرَة، اللُّؤْلُؤ والمرْجَان يَحْتَاج إلى كِلْفَة وإلى تَعَب لأنه يحتاج إلى غَوْص وآلَات وطُول نَفَس أو حَمْل أشْيَاء تُعِين على التَنَفُّس ولهذا قال إيش؟ (( تَسْتخْرِجُون )) أي تطْلُبون ...، الفُلْك قال: (( تَرَى الفلك فيه مواخر )) لأَنَّ مشاهدَتَها بالعين وهي تعُبّ تَشُقُّ الماء مِن أعْظَمِ يعني ... مِن أعْظَمِ آيَاتِ الله عز وجل.
قال تعالى: (( لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ )) (( لتبتغُوا )) تَطْلُبُوا (( مِن فَضْلِهِ )) تعالى بالتِّجَارَةِ (( وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )) اللهَ على ذلك " يعني سَخَّرَ الفلْك وجعلَها مواخر في هذا البحْر لِأَمْرَيْن أولًّا (( لِتَبتغوا مِن فَضْلِه )) أي تطْلُبُوا الرِّزْق حين تحْمِلُه هذه البَوَاخِر، و.. الآن ما الذي يحمِل إلينا مثلًا الأرْزَاق مِن أمْريكَا ومِن اليَّابَان و.. الأخرى البعِيدة إلَّا .. في هذه البواخِر التِّي تَحْمِل الأشْيَاء الكثيرة، هذا مِن فضْلِ الله عز وجلّ ولذلك قال: (( لِتبتغوا من فضله ))، أما قولُه: (( ولعلكم تشكرون )) فإنَّ (لعَلَّ) هنا لا ندري معناها حتى نسْتَعْرِض المعاني التي تأتِي لها (لعل)، (لعل) تأتي للتَرَجِّي وتأتِي للتَوَقُّع وتأتي للإِشْفَاق وتأتي للتَّعْليل، فلأَيِّ المعَانِي كانت في هذه الآية؟
الطالب: التعليل.
الشيخ : التعليل، يعني لِأَجْل أن تَشْكُرُوا الله عز وجل، إذا رَأَيْتُم هذه البواخر تمْخُرُ الماء وتَأْتِي بالأَرْزَاق مِن ناحية إلى ناحية فإنَّ هذا يسْتَوْجِب أن تَشْكروا الله سبحانه وتعالى على هذه النعْمَة، والشُّكْر قال العلماء في تفسيره: " هو القِيام بطَاعَةِ المـُنْعِم اعترافًا بالقلْب وتَحَدُّثًا باللِّسَان وطَاعَةً بالأَرْكَان " فمواضِعُه ثلاثة: القلب واللسان والجوارح، ولهذا قال الشاعر -يا فهد؟
الطالب: أفادتْكُمُ النَّعْمَاءُ مِنِّي ثَلَاثَةً يَدِي ولِسَانِي والضَمِيرَ المـُحَجَّبَا
الشيخ : أفادتْكُمُ النَّعْمَاءُ مِنِّي ثَلَاثَةً يعني العطف من هذه الثلاثة
أفادتْكُمُ النَّعْمَاءُ مِنِّي ثَلَاثَةً يَدِي ولِسَانِي والضَمِيرَ المـُحَجَّبَا
فهذا الشُّكر يكون في هَذه المواضِعِ الثَلَاثَة، والحمْد يكُونُ باللسان، الحمْد يكون باللسان، فمُتَعَلَّق الشُّكْر أعَمّ وسبَبُه أخَصّ، ومُتَعَلَّق الحمْد أخَصّ وسببُه أعَمّ، لأنَّ الحَمْد يكونُ في مُقَابَلَةِ النِّعْمَة، ويكونُ في مُقَابلَةِ كَمَال المحمُود، فهو أعَمّ مِن حيث المـُتَعَلَّق، بخِلَاف الشُّكْر فإنَّه أخَصّ يعني هو في .. نعم مُتَعَلَّق ... ، الشكر أعمُّ في المتَعَلَّق وأخَصّ في السَّبَب والحمْد بالعكس.
قال: (( يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ )).
الطالب: الفوائد.
الشيخ : الفوائد قال الله تبارك وتعالى، الفوائد ..... في الدرس الجديد؟
الطالب: .....
الشيخ : الآن أحسن؟ ....
الثاني: (( وهذا مِلْحٌ أجاج )) شدِيدُ الملوحَة " مِلْح شَدِيد الملُوحَة هل يسْتَوِيان؟
الطالب: لا يستويان.
الشيخ : لا، وهل هذا يُرَادُ به الحقِيقة أو هو مثلٌّ ضَرَبَهُ اللهُ تعالى للمؤْمِن والكافِر؟ قيل: إنَّه يرَادُ به الحقِيقَة بدليلِ قولِه: (( وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا ))، وقيل: إنه يرادُ به مَثَل ضربَه الله تعالى للمُؤْمِن والكافِر، فالمؤْمِن بمنزِلَة العذْب الفُرَات، والكَافِر بمنزِلَة المِلْحِ الأُجَاج، ولكن لدينا قاعِدة قاعِدة في الكلام أنَّه إذا دارَ الأمرُ بين أن يكون حَقِيقة أو غير حَقِيقَة وجب أن يحمل على الحقِيقَة، فهو إذًا حقيقة، ويؤَيِّدُهُ أيضًا قولُه: (( وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا )) فإِنَّ مِثْلَ هذا الترشيح يدُلُّ على أنَّه حقِيقة وليس بمجَاز، على أننا نقول: إنَّه لا مجازَ في القرآن ولا في غيرِه كما مرَّ علينا كثيرًا، ولكن مَعَ هذا لا بأْسَ أن ننتقل مِن نفْيِ اتصالٍ بين هذَيْن البحرَيْن ونفي اتِّصَالٍ بين كُلِّ شَيْئَيْنِ متغَايِرَيْن، يعني لا مَانِعَ مِن أن يَنْتَقِل الذِّهْن مِن انتفاء التَّسَاوِي بين هذين المـَحْسُوسَيْن إلى انتفاء التساوي بيْن الأُمُور المـَعْقُولة .. ، قال: (( وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا )) (( مِن كُلٍّ )) متعلِّق بقولِه: (( تأكُلُون )) (( لَحْمًا طريًّا )) هو السَّمك " الطَرِي معناه الذي لم يَتَغَيَّر بِنَتَن وهذِه مِن خَصَائِصِ السَّمَك أنَّه لو مَات فإنَّه طَرِي كما قال اللهُ تعالى: (( أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ ))[المائدة:96] قال ابنُ عباس رضي الله عنهما: " صَيْدُهُ مَا أُكِلَ حَيًّا وطعامُه ما أُكِل مَيِّتا ".
ثانيًا: مِن فوائِد هذا المثل (( وَتَسْتَخْرِجُونَ )) مِن الـمِلْح وقِيلَ: مِنْهُمَا (( حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا )) و" هي اللُّؤْلُؤ والمرجان " كما قال تعالى: (( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ))[الرحمن:22] وقد اختَلَفَ النَّاس هل هذا لا يخرُج إلا مِنَ المـَالِح أو يخْرُج من المـَالِح والعَذْب؟ فأكثَرُ المفَسِّرِين على أنَّه لا يخرُج إلَّا مِن المـَالح وحَمَّلُوا قوله تعالى: (( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ )) على أنَّ المراد من مجْمُوعِهِمَا لا مِن جَمْعِهِمَا مِن مجْمُوعِهِمَا لا مِنَ الجَمِيع، فهنا إذا قُلْنَا: عندنا بَحْرَان عَذْب ومالِح يخرُج منهما لؤلؤ ومرجان، منهما أي مِن المجمُوع لا مِن الجمِيع بحيث يعني كُلَّ واحد، ولكن الصحيح أنَّه يخرُج من الجميع لأن هذا ظَاهِرُ القرآن والله سبحانه وتعالى أعلَم بما خَلَق كونه يخرُج منهما، وقد ثَبَتَ الآن أنَّه يخرُج اللؤلؤ والمرجان مِن هذا ومن هذا، ولهذا قال المؤلف: " وقِيلَ: منهما " أي، نعم.
(( حِلْيَةً تلْبَسُونَها )) وذكر اللُّبْس، لأنَّه غايَة ما يُنْتَفَعُ به في هَذِهِ الحِلْيَة، وإِلَّا مِن المعلوم أنَّ مَن يَسْتَخْرِج هذه الحِلية يتخذُها تجارَة، وتجارَةُ اللؤلؤ والمرْجَان فيما سَبق وإلى الآن لم تزَلْ تجارَةً قويَّة، لكن هؤلاء التجار الذين يَتَّجِرُون بها وش الغرض مِن ذلك؟ اللُّبس، لِأنَّ الذي يشتَرِيها منهم يريدُ بها اللُّبْس، طيب وهذا يقُول لَّك: تكَسُّب وسنبِيعها على من؟
الطالب: يلبسُها.
الشيخ : يلبسُها، فَذَكَرَ في الآيَة .. بحرَين مَنْفَعَة ظاهِرة ومَنْفَعَة باطِنَة، كِسْوَةٌ للبَدَن في بَاطِنِهِ وكِسْوَةٌ للبَدَن في ظاهرِه، كسوةُ البدن في الباطِن؟ أكْل اللحم فإنَّمَا أكْل اللحم كِسْوَة للبدَن في باطِنِه، ولِهذا قال لآدَم: (( إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى ))[طه:118]ولم يقُل: ولا تَظْمَأ بل قال: (( ولا تعرى ))، لأنَّ الجُوع عُرْيُ البَاطِن والعُرْي عُرِيّ الظاهر طيب ثم نقُول: ذَكَر الله لباسَيْن اللِّبَاس البَاطن بأكْلِ اللَّحْم، واللِّبَاس الظَّاهِر بهذِه الحِلْيَة.
(( ومِن كُلٍّ )) (( وَتَسْتَخْرِجُونَ )) نعم، (( وَتَرَى )) تُبْصِر (( الْفُلْكَ )) السُّفُنَ (( فِيهِ )) في كُلٍّ منهما (( مَوَاخِرَ )) " نعم قال: (( وترى )) أي تُبْصِر " الخطاب لِمَن لِكُلِّ مَن يَتَوَجَّه إلَيْهِ الخِطَاب، والرؤيَةُ هنا بَصَرِيَّة، رُؤْيَة بَصَرِيَّة فإِنَّ مَن يُشَاهِد الموَاخر في البِحَار تمْخَر الماء أي تَشُقُّه، وقوله: (( فِيهِ مَوَاخِرَ )) قالَ المؤلِّف: " في كُلٍّ منهما " أشارَ المؤلف رحِمَه الله من الإشكَال .. لأَنه هُنَا قِيل: (( وما يَسْتَوِي البحرَان )) ثمَّ قال: (( وترى الفُلْكَ فيه )) ومقْتَضَى السياق أن يكون التَّعْبِير هكذا: وترى الفُلْكَ فيهِمَا. ولكن الضَّمير .. إلى أي البحرَيْن وإنَّما يعُود على (( كُلّ )) و(كل)كلمة لفْظُها مُفْرَد فعَادَ الضمِير في هذه الآية على (كُل) باعتبار إيش؟ باعتبار اللفظ لأنَّه مفرد، ومِن هنا قال المؤلف: " في كُلٍّ منْهُما " انتبه فزَالَ الإشكال، طيب وقولُه: (( مواخر )) قال: " تَمْخَر المـَاء أي تشُقُّه بِجَرْيِها فيه مُقْبِلَة ومُدْبِرَة برِيحٍ واحِدة " وهذا مِن نعْمَةِ الله عز وجل أن سَخَّرَ الفلكَ لنا تجري على هذا الماء وتمْخَر عُبَابَ الماء حامِلَةً أنوَاعَ الأَرْزَاق، وحامِلَةً البَشَرَ الكثير، ولذلك ترَوْنَ الفُلْك الآن تُعْتَبَرُ بَلَدًا كَامِلًا إذَا دَخَلْتَها وإذا هي كالبَلد، هذا مِن نِعْمَةِ الله سبحانه وتعالى فذكر .. ثلاثة أنواع: الأولى: أكْل اللحم والثاني: الحِلْية، والثالث: البَوَاخِر التِي تَعْبُر أو تَشُقُّ المـَاء من نَاحِيَةٍ إلى أُخْرَى لِتَنَقُلَ الأَرْزَاقَ والآدَمِيِّين، وتأمَّل قولَه هنا: (( تستخْرِجُون حلية )) و(( تأكُلُون )) (( وترى الفُلْكَ فيه مَوَاخِر )) لأَنَّ السَّمَك أكلُه هَيِّن ما يَحْتَاج إلى كُلْفَة فَذَكَرَ الأَكْل مُبَاشَرَة، اللُّؤْلُؤ والمرْجَان يَحْتَاج إلى كِلْفَة وإلى تَعَب لأنه يحتاج إلى غَوْص وآلَات وطُول نَفَس أو حَمْل أشْيَاء تُعِين على التَنَفُّس ولهذا قال إيش؟ (( تَسْتخْرِجُون )) أي تطْلُبون ...، الفُلْك قال: (( تَرَى الفلك فيه مواخر )) لأَنَّ مشاهدَتَها بالعين وهي تعُبّ تَشُقُّ الماء مِن أعْظَمِ يعني ... مِن أعْظَمِ آيَاتِ الله عز وجل.
قال تعالى: (( لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ )) (( لتبتغُوا )) تَطْلُبُوا (( مِن فَضْلِهِ )) تعالى بالتِّجَارَةِ (( وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )) اللهَ على ذلك " يعني سَخَّرَ الفلْك وجعلَها مواخر في هذا البحْر لِأَمْرَيْن أولًّا (( لِتَبتغوا مِن فَضْلِه )) أي تطْلُبُوا الرِّزْق حين تحْمِلُه هذه البَوَاخِر، و.. الآن ما الذي يحمِل إلينا مثلًا الأرْزَاق مِن أمْريكَا ومِن اليَّابَان و.. الأخرى البعِيدة إلَّا .. في هذه البواخِر التِّي تَحْمِل الأشْيَاء الكثيرة، هذا مِن فضْلِ الله عز وجلّ ولذلك قال: (( لِتبتغوا من فضله ))، أما قولُه: (( ولعلكم تشكرون )) فإنَّ (لعَلَّ) هنا لا ندري معناها حتى نسْتَعْرِض المعاني التي تأتِي لها (لعل)، (لعل) تأتي للتَرَجِّي وتأتِي للتَوَقُّع وتأتي للإِشْفَاق وتأتي للتَّعْليل، فلأَيِّ المعَانِي كانت في هذه الآية؟
الطالب: التعليل.
الشيخ : التعليل، يعني لِأَجْل أن تَشْكُرُوا الله عز وجل، إذا رَأَيْتُم هذه البواخر تمْخُرُ الماء وتَأْتِي بالأَرْزَاق مِن ناحية إلى ناحية فإنَّ هذا يسْتَوْجِب أن تَشْكروا الله سبحانه وتعالى على هذه النعْمَة، والشُّكْر قال العلماء في تفسيره: " هو القِيام بطَاعَةِ المـُنْعِم اعترافًا بالقلْب وتَحَدُّثًا باللِّسَان وطَاعَةً بالأَرْكَان " فمواضِعُه ثلاثة: القلب واللسان والجوارح، ولهذا قال الشاعر -يا فهد؟
الطالب: أفادتْكُمُ النَّعْمَاءُ مِنِّي ثَلَاثَةً يَدِي ولِسَانِي والضَمِيرَ المـُحَجَّبَا
الشيخ : أفادتْكُمُ النَّعْمَاءُ مِنِّي ثَلَاثَةً يعني العطف من هذه الثلاثة
أفادتْكُمُ النَّعْمَاءُ مِنِّي ثَلَاثَةً يَدِي ولِسَانِي والضَمِيرَ المـُحَجَّبَا
فهذا الشُّكر يكون في هَذه المواضِعِ الثَلَاثَة، والحمْد يكُونُ باللسان، الحمْد يكون باللسان، فمُتَعَلَّق الشُّكْر أعَمّ وسبَبُه أخَصّ، ومُتَعَلَّق الحمْد أخَصّ وسببُه أعَمّ، لأنَّ الحَمْد يكونُ في مُقَابَلَةِ النِّعْمَة، ويكونُ في مُقَابلَةِ كَمَال المحمُود، فهو أعَمّ مِن حيث المـُتَعَلَّق، بخِلَاف الشُّكْر فإنَّه أخَصّ يعني هو في .. نعم مُتَعَلَّق ... ، الشكر أعمُّ في المتَعَلَّق وأخَصّ في السَّبَب والحمْد بالعكس.
قال: (( يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ )).
الطالب: الفوائد.
الشيخ : الفوائد قال الله تبارك وتعالى، الفوائد ..... في الدرس الجديد؟
الطالب: .....
الشيخ : الآن أحسن؟ ....
3 - تفسير قول الله تعالى : (( وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( والله خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم جعلكم أزواجا وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على الله يسير ))
الشيخ : وقال الله سُبْحَانَه تعالى: (( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ )) إلى آخِرِه هذِه ... في هذه الآية الكريمة بَيَانُ قُدْرَةِ الله سبحانه وتعالى في ابْتِدَاءِ خلْقِ بني آدم بأن خَلَقَهُم مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ إلى آخِرِه.
ومِن فوائدِها أيضًا: أنَّ اللهَ بحِكْمَتِه ورحْمَتِه جعلَ بني آدَم أزْوَاجًا ذكَرًا وأُنْثَى وذلِك لِبَقَاءِ النَّسْل وحُصُولِ الـمُتْعَة.
ومِن فوائدِها: إحَاطَةُ عِلْمِ اللهِ بكُلِّ شَيْء، لقولِه: (( وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ )) .
ومِن فوائدِها: إثباتُ القُدْرَة للهِ عَزَّ وجَلَّ، مِن قولِه: (( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ )) لأَنَّ الخَلْقَ لا يَكُون إلا بعد عِلْمٍ وقُدْرَة.
ومن فوائِدِها أيضًا: أنَّ الأعمَار الطَّويِلَ منها والقصير كُلُّه مكْتُوب عندَ اللهِ عز وجل في كِتَاب.
ومن فوائدِها: إثباتُ مرتَبَتَيْن مِن مَرَاتِبِ القَدَر وهما: العِلْم والكِتَابَة.
ومن فوائدِها أيضًا: سُهُولَةُ هذا الشيء على الله سبحانه وتعالى وهو الخَلْق والكِتَابة نعم، لقوله: (( إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ))، طيب فيها المرتبة الثَّالِثَة مِن مَرَاتِب القَدَر
الطالب: الخلق.
الشيخ : وهي الخَلْق، إذًا فيه ثَلَاث مراتب العِلم والكتابة والخَلْق إيش بعده؟ المشِيئَة، .. والمشيئة، يمكن نأخُذها من الآية، كيف ذلك؟
الطالب: يخلُق ما يشاء.
الشيخ : .. (( مِن تُرَاب ثم من )) وهَذَا لا يكُونُ إلا بالمشِيئَة، لأَنَّ اللهَ لم .. هذه، فَتَكُون في الآية إذًا إثْبَات مراتِب القدَر الأربعة العِلْم ثم الكِتَابَة ثُمَّ المشِيئَة ثم الخَلْق وقَدْ جُمِعَتْ هَذِه المـَراتِب الأَرْبَع فِي بَيتٍ ....
الطالب: .....
الشيخ : عِلْمٌ كِتَابَة مولانَا مَشِيئَتُه وخَلْقُه وهو إِيجَادٌ وتَكْوِين
هَذِهِ مرَاتِبُ القَدَر الأَربَعَة طيب.
ومِن فوائدِها أيضًا: أنَّ اللهَ بحِكْمَتِه ورحْمَتِه جعلَ بني آدَم أزْوَاجًا ذكَرًا وأُنْثَى وذلِك لِبَقَاءِ النَّسْل وحُصُولِ الـمُتْعَة.
ومِن فوائدِها: إحَاطَةُ عِلْمِ اللهِ بكُلِّ شَيْء، لقولِه: (( وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ )) .
ومِن فوائدِها: إثباتُ القُدْرَة للهِ عَزَّ وجَلَّ، مِن قولِه: (( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ )) لأَنَّ الخَلْقَ لا يَكُون إلا بعد عِلْمٍ وقُدْرَة.
ومن فوائِدِها أيضًا: أنَّ الأعمَار الطَّويِلَ منها والقصير كُلُّه مكْتُوب عندَ اللهِ عز وجل في كِتَاب.
ومن فوائدِها: إثباتُ مرتَبَتَيْن مِن مَرَاتِبِ القَدَر وهما: العِلْم والكِتَابَة.
ومن فوائدِها أيضًا: سُهُولَةُ هذا الشيء على الله سبحانه وتعالى وهو الخَلْق والكِتَابة نعم، لقوله: (( إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ))، طيب فيها المرتبة الثَّالِثَة مِن مَرَاتِب القَدَر
الطالب: الخلق.
الشيخ : وهي الخَلْق، إذًا فيه ثَلَاث مراتب العِلم والكتابة والخَلْق إيش بعده؟ المشِيئَة، .. والمشيئة، يمكن نأخُذها من الآية، كيف ذلك؟
الطالب: يخلُق ما يشاء.
الشيخ : .. (( مِن تُرَاب ثم من )) وهَذَا لا يكُونُ إلا بالمشِيئَة، لأَنَّ اللهَ لم .. هذه، فَتَكُون في الآية إذًا إثْبَات مراتِب القدَر الأربعة العِلْم ثم الكِتَابَة ثُمَّ المشِيئَة ثم الخَلْق وقَدْ جُمِعَتْ هَذِه المـَراتِب الأَرْبَع فِي بَيتٍ ....
الطالب: .....
الشيخ : عِلْمٌ كِتَابَة مولانَا مَشِيئَتُه وخَلْقُه وهو إِيجَادٌ وتَكْوِين
هَذِهِ مرَاتِبُ القَدَر الأَربَعَة طيب.
4 - فوائد قول الله تعالى : (( والله خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم جعلكم أزواجا وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على الله يسير )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون ))
ثُم قال تعالى: (( وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ )) إلى آخِرِه في هذه الآية مِن الفوائِد أوَّلًا: أَنَّ الأَشْيَاءَ المخْتَلِطَة لا يُمْكِن أن تكون مُتَسَاوِيَة، لقولِه: (( وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ )) إلى آخِرِه، يتَفَرَّعُ من هذه الفائِدَة أنَّه لا يُمْكِن التَّسْوِيَة بين الرَّجُل والمرْأَة في الحُقُوق ولا في غَيْرِها، نعم، لِماذا؟ لأَنَّ تقْوِيمَ خِلْقَةِ المرْأَة مُخْتَلِف عَن تَقويم خِلْقَة الرَّجُل، ولهذَا جَعَلَ اللهُ لِلـ.. أعمالًا تلِيقُ بها ولِلرَّجُل أَعْمَالًا تَلِيقُ به فقد سألَتْ عائشَةُ النبيَّ عليه الصَّلاة والسَّلام: " هل عَلَى النِّسَاءِ جِهَاد " قالَ: ( عَلَيْهِنَّ جِهَادٌ لا قِتَالَ فيه الحَجّ والعُمْرَة ) وقال النبيُّ عليه الصلاة والسلام: ( لن يُفْلِح قومٌ ولَّوْا أَمْرَهُم امْرَأَة )، وَمَنَعَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلم مِن تزْوِيجِ المرأَةِ نفسَها، إلى آخِر ما تعرِفُون مِنَ الفُرُوق بينَ الرَّجُلِ وبين المرأة، وفي المـِيرَاث جَعَل لِلمرْأة نِصْفَ الرجُل إذا كانَ مِن جِنْسِها كالإِخْوَة والأَعْمَام والأَخْوَال.
الطالب: .....
الشيخ : كالإِخْوَة طيب، والأعمام.
الطالب: .....
الشيخ : الإِخْوة .. والأعمَام.
الطالب: .....
الشيخ : لأن العمَّة لا ترِث، العمة لا تَرِث يعني لو هَلَكَ هَذا عَن عمِّه وعَمَّتِه مَا وَرِثَتِ العَمَّة، العَمَّة لا تدخُل، أي نعم، طيب نكمِّل الفَوَائِد، ...
الطالب: كيف يقولون: من بَحْرٍ واحد .. ومِن كُلٍّ تأكُلُونَ؟
الشيخ : ......
الطالب: .....
الشيخ : ... ظاهِر القُرْآن، .. ظاهر القُرْآن مِن هذا ومِن هذا، أما مسألة السَّمَك فَهُمَا جمِيعًا ما في إشْكَال ولا أحَد يقُول: مِن واحد، لكن اللِّي فِيه إشْكَال فِي مَسْأَلَة اللؤلؤ والمرجان هل يخرُج في ال.. أوْ لا؟ وسيأتِينَا إن شَاءَ الله في الفَوَائِد، ... أَيْضًا أنَّه لَيسَ الـمُرَاد اللُّؤْلُؤ والمَرْجَان فقط، قد يتَحَلَّى الناس مما يخرج من .. وغيره.
ولا ....... لِأَنَّ إِخْوَة يُوسُف أعْقَل مِن أن يُوَجِّهُوا خِطَابًا لأبيهم يريدون أن يذهب إلى الجُدْرَان يسأل، نعم، لكن (( إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ ))[العنكبوت:31] المراد بالقَرية المسَاكن ولَّا لا؟ مَسَاكِن القَوْم، .... القرْية، فأنتَ تَرَى الآن أنَّ هَذِه الكَلِمَة صَارَتْ في موضِع لَهَا مَعْنًى لا تحتَمِلُ المعنَى الآخَر في الموْضِع الآخَر، فالسِّيَاق لَهُ دَوْرٌ كَبِير في مَعْرِفَة المـُرَاد بالكَلَام، طيب، أَخَذْنَا الفَوَائِد الآن؟ ما كَملناها؟ وش وقفنا عليه؟
مِن فَوائِد هذِه الآية الكريمة: بَيَانُ قُدْرَةِ اللهِ سبحانه وتعالى حيث جَعَل مِن هذا الماء هذين الصِّنْفَيْن المتَبَاعِدَيْن هما بحرَان مِن الماء أحدُهما (( عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ )) والثَاني: (( مِلْحٌ أُجَاجٌ )) فَهُمَا شيْءٌ واحِد ومع ذلك يختلفوا هذا الاختلاف.
ومِن فوائد الآية الكريمة أيضًا: أنَّ الماءَ العذْب يكونُ سَائِغ الشُّرْب، وعَكْسُه المـَاءُ المالِح ويَتَفَرَّع على ذلك أنَّه لا ينْبَغِي لِلإِنْسَان أن يشْرَبَ مالا يَسْتَسِيغُهُ لأَنَّ ذلك يُؤَثِّرُ علَيْه وَيَضُرُّه، كَمَا أنَّه لا مَانِع مِن أن يَتَنَاوَل ما تَشْتَهِيهِ نفسُه وإن كان في بعض الحالات ضرَرًا عليه، وقد ذكرَ ابنُ القيم رحمه الله في زادِ المعَاد أنَّ لِطَلَبِ النَّفْس الشَّيْء أثَرًا كَبِيرًا في انْتِفَاءِ مَضَرَّتِه، وضَرَبَ لِذلك مثَلًا .. الميْتَة خَبِيثَة مُضِرَّة فإذَا اضْطُر الإنسَانُ إليها واشْتَدَّتْ حَاجتُه .. صارَتِ النَّفْسُ تَقْبَلُه وتَسْتَسِيغُها ثم تهضِمُها فلا تَضُرُّهَا، لأنها لو كانَت تَضُرّ - أي الميْتَة - تضُرُّ المضطَرَّ ضرَرَ غيرِ المضطَرّ لكانَ حلُّها له يتضَمَّن قَتْلَ نَفْسِه، ولذلك لو اضطُرَّ إلى أكلِه وليس عنده إلا سُمّ لم يحِلَّ له أن يأكُلَ السُمّ واضِح؟ وضربَ مثلًا لِذلك أيضًا بقِصَّة صُهَيْب الرُّومِي كان أرْمَد يعني ... عينه مِن رَمَدٍ كان بِها فجيءَ إلى النبي صلى الله عليه وسلم بِتَمْر فأكَلَ منه النبي عليه الصلاة والسلام وذهَبَ صهيبٌ لِيأكُل فقال له النبي عليه الصلاة والسلام: ( إِنَّكَ أَرْمَد ). والمعرُوف أن الذي في عينِه رمَد لا يأْكُل التَّمْر - فقال: " يا رسولَ الله! أمضَغُه مِن الجانِب الآخر " كيف؟ مثلًا إذا كانت عينُه اليمنى فيها رَمَد يمضغُه من الجانب الأيسر، فضَحِك النبي عليه الصَّلَاة والسَّلَام وقال له: ( كُلْ ). قال: لأَنَّ نَفْسَه الآن كَانَتْ تطْلُبُه طلبًا قويًّا وهذا الطلب يُزِيل ضرره، فالمهِم أنَّ الشَيْء الذي لا يُسْتَسَاغ لا ينبَغِي للإنسانِ أَن يَتَنَاوَلَه ويُكْرِهَ نفسَه عليه، ولهذا قيل: " كُل ما يشْتَهِي بطنُك، ولا تأكُلْ ما يشتَهي فَمُك " ما أدري هل يصلُح هذا ولَّا لا؟ نعم يصْلُح لأنَّ بعض الناس يتلَذَّذ بنوْع مِن الطعام لكنَّ باطنَه لا يقبَلُه تجده إذا أكل يبدا يقرْقِر بطنُه وربما يُسْهِل نقول: هذا لا تأكل لو اشتهيت .. لأَن هذا ضَرَر عَليك، نعم.
ومِن فوائد الآية الكريمة: بيانُ نعمةِ الله سبحانه وتعالى على عبادِه بما يستخرِجُونَه مِن هذه البحار مِنَ اللحوم، لقوله: (( وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا )) بدون مَشَقَّة وبدون تَعَب ما .. ومع ذلك يكون السمك مِن أحسن اللحوم، وكذلك نعمةُ الله عز وجل فيما نستخْرِجُه مِن هذه البحار مِن إيش ؟ الحُلِي التي نلْبَسُهَا.
ومِن فوائد الآية الكريمة: بيانُ الفرق بين كمال اللحوم مِن هذه البحار وكمال الحُلِي لأنه في اللُّحوم قال: (( تأكُلُون )) ولم يذكُر العلاج الذي نتوَصَّل به إلى هذا الأَكل، لأنه سَهْل هَيِّن لا .. لكن في الحِ لية قال: تستخرجون )) لأنها تحتَاج إلى مَشَقَّةٍ وعَنَاء.
ومن فوائد الآية الكريمة: بَيَانُ قدْرَةِ اللهِ عز وجل بِحَمْلِ هذا الفُلْك الثَّقِيل الممْلُوء بالبضَائِع على مَتْن الماء ومع ذلك يستطيع أن يدْفَعَ الماء ويمخَرَهُ، لقولِه: (( وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ )) وإلَّا فَإِنَّ الماء ثقيل .... هَيِّن ولهذا عندما يسْبَح الإنسان في الماء يحتَاج إلى قُوَّة حتى يدفَع على الماء لكن هذه السفن تمخَر الماء ولا يظْهَرُ [كذا] أثرُ هذه النعمة إذا تَذَكَّر الإنسَان السفنَ القديمة التي تجرِي بالرِّياح نعم.
ومِن فَوَائِدِ الآية الكريمة: بيَانُ نعمة الله تعالى علينا بنيْلِ ما نطلُبُه من فضلِه بواسطة هذه البواخِر، لقولِه: (( لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ )) .
ومِن فوائدِها: أنَّه ينبغي للإنسان أن يفْعَلَ الأسْبَاب التي يَتَوَصَّلُ بِهَا إلى المقْصُود، لِقولِه: (( لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ )) أمَّا أن يقُولَ الإنسَان: أبِي[أي: أَبْغِي] أبقَى في بيتي ورزقِي يأتِيني ويقول: إنه مُتَوَكِّل على الله هل نُوَافِقُه على قولِه؟ لا، نقول: إذا كُنتَ مُتَوَكِّلًا على الله لا تكُن مُتَوَاكِلًا، فَرْق بين التَّوَاكُل والتَّوَكُّل، .. هذا السبب؟ هذا النبي عليه الصلاة والسلام سيِّدُ الـمُتَوَكِّلِين ومع ذلك كان يفْعَلُ الأسْبَاب الجالِبَة للخَيْر الدَّافِعَة للشَرّ أليس كذلك؟ طيِّب إذًا ابْتَغِ مِن فضْلِ الله وافعَلِ السبب فَإِنَّ السَّمَاءَ لا تُمْطِرُ ذَهَبًا ولا فِضَّة وإنَّما يأتِي الرِّزْق بِطَلَبِ الإِنسَان، والأَمْرُ أظْهَر مِن أن يحتَاجَ إلى أمْثِلَة وإلَّا ف.... مِن أقرب ما يكون، لو قال قائل: إذا كان اللهُ قد قدَّرَ لي ولَدًا فسيأتِيني ولَن أَتزَوَّج، نقول: هذا كلام رجُلٍ مجنُون، نعم مجنون، كيف يمكن أن يأتِيَك الوَلَد وأنت لم تتزَوَّجْ؟ نعم ما عَلمنا أن الأولاد تنبُت مِن ال.. أَبدًا وإنما تأتي بفعْلِ أسبابِها بالزواج مثلًا، طيب هذا تبع أيضًا الرِّزْق يحتاج إلى طَلَب .....
ومن فوائدِها: وجوب شُكْرِ نعمَةِ لله سبحانه وتعالى لقولِه: (( وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )) فإنَّ اللهَ جعَلَ هذه النِّعَم وسخرَّها .... لِنَقوم بشُكْره سبحانِه وتعالى وقد مرَّ علينا كثيرًا بأَنَّ الشكر موضِعُه اللسان والقَلب والجوارح.
الطالب: .....
الشيخ : كالإِخْوَة طيب، والأعمام.
الطالب: .....
الشيخ : الإِخْوة .. والأعمَام.
الطالب: .....
الشيخ : لأن العمَّة لا ترِث، العمة لا تَرِث يعني لو هَلَكَ هَذا عَن عمِّه وعَمَّتِه مَا وَرِثَتِ العَمَّة، العَمَّة لا تدخُل، أي نعم، طيب نكمِّل الفَوَائِد، ...
الطالب: كيف يقولون: من بَحْرٍ واحد .. ومِن كُلٍّ تأكُلُونَ؟
الشيخ : ......
الطالب: .....
الشيخ : ... ظاهِر القُرْآن، .. ظاهر القُرْآن مِن هذا ومِن هذا، أما مسألة السَّمَك فَهُمَا جمِيعًا ما في إشْكَال ولا أحَد يقُول: مِن واحد، لكن اللِّي فِيه إشْكَال فِي مَسْأَلَة اللؤلؤ والمرجان هل يخرُج في ال.. أوْ لا؟ وسيأتِينَا إن شَاءَ الله في الفَوَائِد، ... أَيْضًا أنَّه لَيسَ الـمُرَاد اللُّؤْلُؤ والمَرْجَان فقط، قد يتَحَلَّى الناس مما يخرج من .. وغيره.
ولا ....... لِأَنَّ إِخْوَة يُوسُف أعْقَل مِن أن يُوَجِّهُوا خِطَابًا لأبيهم يريدون أن يذهب إلى الجُدْرَان يسأل، نعم، لكن (( إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ ))[العنكبوت:31] المراد بالقَرية المسَاكن ولَّا لا؟ مَسَاكِن القَوْم، .... القرْية، فأنتَ تَرَى الآن أنَّ هَذِه الكَلِمَة صَارَتْ في موضِع لَهَا مَعْنًى لا تحتَمِلُ المعنَى الآخَر في الموْضِع الآخَر، فالسِّيَاق لَهُ دَوْرٌ كَبِير في مَعْرِفَة المـُرَاد بالكَلَام، طيب، أَخَذْنَا الفَوَائِد الآن؟ ما كَملناها؟ وش وقفنا عليه؟
مِن فَوائِد هذِه الآية الكريمة: بَيَانُ قُدْرَةِ اللهِ سبحانه وتعالى حيث جَعَل مِن هذا الماء هذين الصِّنْفَيْن المتَبَاعِدَيْن هما بحرَان مِن الماء أحدُهما (( عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ )) والثَاني: (( مِلْحٌ أُجَاجٌ )) فَهُمَا شيْءٌ واحِد ومع ذلك يختلفوا هذا الاختلاف.
ومِن فوائد الآية الكريمة أيضًا: أنَّ الماءَ العذْب يكونُ سَائِغ الشُّرْب، وعَكْسُه المـَاءُ المالِح ويَتَفَرَّع على ذلك أنَّه لا ينْبَغِي لِلإِنْسَان أن يشْرَبَ مالا يَسْتَسِيغُهُ لأَنَّ ذلك يُؤَثِّرُ علَيْه وَيَضُرُّه، كَمَا أنَّه لا مَانِع مِن أن يَتَنَاوَل ما تَشْتَهِيهِ نفسُه وإن كان في بعض الحالات ضرَرًا عليه، وقد ذكرَ ابنُ القيم رحمه الله في زادِ المعَاد أنَّ لِطَلَبِ النَّفْس الشَّيْء أثَرًا كَبِيرًا في انْتِفَاءِ مَضَرَّتِه، وضَرَبَ لِذلك مثَلًا .. الميْتَة خَبِيثَة مُضِرَّة فإذَا اضْطُر الإنسَانُ إليها واشْتَدَّتْ حَاجتُه .. صارَتِ النَّفْسُ تَقْبَلُه وتَسْتَسِيغُها ثم تهضِمُها فلا تَضُرُّهَا، لأنها لو كانَت تَضُرّ - أي الميْتَة - تضُرُّ المضطَرَّ ضرَرَ غيرِ المضطَرّ لكانَ حلُّها له يتضَمَّن قَتْلَ نَفْسِه، ولذلك لو اضطُرَّ إلى أكلِه وليس عنده إلا سُمّ لم يحِلَّ له أن يأكُلَ السُمّ واضِح؟ وضربَ مثلًا لِذلك أيضًا بقِصَّة صُهَيْب الرُّومِي كان أرْمَد يعني ... عينه مِن رَمَدٍ كان بِها فجيءَ إلى النبي صلى الله عليه وسلم بِتَمْر فأكَلَ منه النبي عليه الصلاة والسلام وذهَبَ صهيبٌ لِيأكُل فقال له النبي عليه الصلاة والسلام: ( إِنَّكَ أَرْمَد ). والمعرُوف أن الذي في عينِه رمَد لا يأْكُل التَّمْر - فقال: " يا رسولَ الله! أمضَغُه مِن الجانِب الآخر " كيف؟ مثلًا إذا كانت عينُه اليمنى فيها رَمَد يمضغُه من الجانب الأيسر، فضَحِك النبي عليه الصَّلَاة والسَّلَام وقال له: ( كُلْ ). قال: لأَنَّ نَفْسَه الآن كَانَتْ تطْلُبُه طلبًا قويًّا وهذا الطلب يُزِيل ضرره، فالمهِم أنَّ الشَيْء الذي لا يُسْتَسَاغ لا ينبَغِي للإنسانِ أَن يَتَنَاوَلَه ويُكْرِهَ نفسَه عليه، ولهذا قيل: " كُل ما يشْتَهِي بطنُك، ولا تأكُلْ ما يشتَهي فَمُك " ما أدري هل يصلُح هذا ولَّا لا؟ نعم يصْلُح لأنَّ بعض الناس يتلَذَّذ بنوْع مِن الطعام لكنَّ باطنَه لا يقبَلُه تجده إذا أكل يبدا يقرْقِر بطنُه وربما يُسْهِل نقول: هذا لا تأكل لو اشتهيت .. لأَن هذا ضَرَر عَليك، نعم.
ومِن فوائد الآية الكريمة: بيانُ نعمةِ الله سبحانه وتعالى على عبادِه بما يستخرِجُونَه مِن هذه البحار مِنَ اللحوم، لقوله: (( وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا )) بدون مَشَقَّة وبدون تَعَب ما .. ومع ذلك يكون السمك مِن أحسن اللحوم، وكذلك نعمةُ الله عز وجل فيما نستخْرِجُه مِن هذه البحار مِن إيش ؟ الحُلِي التي نلْبَسُهَا.
ومِن فوائد الآية الكريمة: بيانُ الفرق بين كمال اللحوم مِن هذه البحار وكمال الحُلِي لأنه في اللُّحوم قال: (( تأكُلُون )) ولم يذكُر العلاج الذي نتوَصَّل به إلى هذا الأَكل، لأنه سَهْل هَيِّن لا .. لكن في الحِ لية قال: تستخرجون )) لأنها تحتَاج إلى مَشَقَّةٍ وعَنَاء.
ومن فوائد الآية الكريمة: بَيَانُ قدْرَةِ اللهِ عز وجل بِحَمْلِ هذا الفُلْك الثَّقِيل الممْلُوء بالبضَائِع على مَتْن الماء ومع ذلك يستطيع أن يدْفَعَ الماء ويمخَرَهُ، لقولِه: (( وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ )) وإلَّا فَإِنَّ الماء ثقيل .... هَيِّن ولهذا عندما يسْبَح الإنسان في الماء يحتَاج إلى قُوَّة حتى يدفَع على الماء لكن هذه السفن تمخَر الماء ولا يظْهَرُ [كذا] أثرُ هذه النعمة إذا تَذَكَّر الإنسَان السفنَ القديمة التي تجرِي بالرِّياح نعم.
ومِن فَوَائِدِ الآية الكريمة: بيَانُ نعمة الله تعالى علينا بنيْلِ ما نطلُبُه من فضلِه بواسطة هذه البواخِر، لقولِه: (( لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ )) .
ومِن فوائدِها: أنَّه ينبغي للإنسان أن يفْعَلَ الأسْبَاب التي يَتَوَصَّلُ بِهَا إلى المقْصُود، لِقولِه: (( لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ )) أمَّا أن يقُولَ الإنسَان: أبِي[أي: أَبْغِي] أبقَى في بيتي ورزقِي يأتِيني ويقول: إنه مُتَوَكِّل على الله هل نُوَافِقُه على قولِه؟ لا، نقول: إذا كُنتَ مُتَوَكِّلًا على الله لا تكُن مُتَوَاكِلًا، فَرْق بين التَّوَاكُل والتَّوَكُّل، .. هذا السبب؟ هذا النبي عليه الصلاة والسلام سيِّدُ الـمُتَوَكِّلِين ومع ذلك كان يفْعَلُ الأسْبَاب الجالِبَة للخَيْر الدَّافِعَة للشَرّ أليس كذلك؟ طيِّب إذًا ابْتَغِ مِن فضْلِ الله وافعَلِ السبب فَإِنَّ السَّمَاءَ لا تُمْطِرُ ذَهَبًا ولا فِضَّة وإنَّما يأتِي الرِّزْق بِطَلَبِ الإِنسَان، والأَمْرُ أظْهَر مِن أن يحتَاجَ إلى أمْثِلَة وإلَّا ف.... مِن أقرب ما يكون، لو قال قائل: إذا كان اللهُ قد قدَّرَ لي ولَدًا فسيأتِيني ولَن أَتزَوَّج، نقول: هذا كلام رجُلٍ مجنُون، نعم مجنون، كيف يمكن أن يأتِيَك الوَلَد وأنت لم تتزَوَّجْ؟ نعم ما عَلمنا أن الأولاد تنبُت مِن ال.. أَبدًا وإنما تأتي بفعْلِ أسبابِها بالزواج مثلًا، طيب هذا تبع أيضًا الرِّزْق يحتاج إلى طَلَب .....
ومن فوائدِها: وجوب شُكْرِ نعمَةِ لله سبحانه وتعالى لقولِه: (( وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )) فإنَّ اللهَ جعَلَ هذه النِّعَم وسخرَّها .... لِنَقوم بشُكْره سبحانِه وتعالى وقد مرَّ علينا كثيرًا بأَنَّ الشكر موضِعُه اللسان والقَلب والجوارح.
5 - فوائد قول الله تعالى : (( وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير ))
ثُم قال الله سبحانَه تعالى مُبَيِّنًا كَمَالَ قدرتِه ونعمتِه أَيْضًا قال: (( يُولِجُ )) يُدْخِلُ (( اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ )) فَيَزِيد (( وَيُولِجُ النَّهَارَ )) يُدخِلُه في الليل فَيَزِيد " انْتَبِه لِكَلامِ المؤلِف هَل يُوَافِقُ الظَّاهِر ولَّا لا؟ (( يُولِجُ فِي اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ )) فيزِيد " وش اللي يزيد؟
اضيفت في - 2011-05-25