تفسير سورة فاطر-04a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تابع لتفسير قول الله تعالى : (( يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل ))
طلع النهار زاد الليل، وإن كان يعود على أقرب مذكور وهو النهار فيزيد فهذا فيه نظر لكن توجيهه )(يولج الليل في النهار)( أن شيئا من الليل يكون جزءا من النهار هذا توجيه، أن شيئا من الليل يكون جزءا من النهار، فإذا كان شيء من الليل جزءا من النهار معناه زاد النهار، يعني كأنه يقول مثلا دخل الليل في النهار فصار نهارا، دخل الليل في النهار فصار نهارا، وحينئذ وش اللي يزيد؟ النهار، والعكس بالعكس، لكن الظاهر من الآية الكريمة أنه يُدخِل الليل في النهار فيكون جزءٌ من النهار ليلا، الآن لو قلت: أدخلت هذا في الساقية في هذه الأرض، تعرفون الساقية ولّا لا؟ الخرجة في الأرض الجزء الذي دخل من الساقية جعل الأرض ساقيةً، إذًا أدخلتُ الليل في النهار جعلت جزءا من النهار ليلًا وحينئذ يكون الليل هو الذي يطول، إيلاج الليل في النهار وإيلاج النهار في الليل لا شك أنه دال على كمال قدرة الله سبحانه وتعالى، لأن الخلق لو اجتمعوا كلُّهم على أن يولجوا جزءا يسيرا من الليل في النهار أو بالعكس ما استطاعوا أبدا، ثم هذا الإيلاج أيضا إيلاج بالنظام، اش معنى بنظام؟ أي أنه يأتي شيئا فشيئا حتى تتكيف طباع البشر بهذا الإيلاج ما ظنكم لو أنه جاء الليل بنهايته دفعة واحدة يعني مثلا اليوم صار الليل ثمان ساعات وخمسة وثلاثين دقيقة، في الليلة القادمة صار اثني عشر ساعة وخمس دقائق، ماذا تكون حال الناس؟
الطلاب: مضطربة.
الشيخ : تضطرب لكنه سبحانه وتعالى يولجه شيئا فشيئا، هذا من جهة الاضطراب، من جهة أخرى لو ولج هكذا دفعة أنتم تعرفون أنَّ سبب طول النهار قُرْب الشمس من مسامتة الرؤوس، وإذا قربت الشمس من مسامتة الرؤوس فلا بد أن تكون شديدة الحرارة، معنى ذلك أن يكون اليوم هذا في عز الشتاء واليوم اللي يليه في عز الصيف، وهذا ضرر عظيم، لكن الله سبحانه وتعالى يولجه شيئا فشيئا وهذا من تمام القدرة والحكمة والرحمة، أيضا إيلاج الليل في النهار وبالعكس له تأثير عظيم على الجو، لأنه ينقلب من بارد شديد على طول الزمن إلى حار شديد على طول الزمن أيضا، ألم تعلموا أن هذه الحرارة الشديدة تقتل من الجراثيم الضارة ما لا يعلم به إلا الله عز وجل، ولهذا لنضرب مثلا بسيطا كلنا نشاهده: البعوض إذا اشتد الحر مات ... ولهذا أكثر ما يكثر في الزمن الذي بين الحر والشتاء، الشتاء كذلك شدة البرودة تقتل الجراثيم، تعيش على الحرارة ولا يعلم بها إلاّ الله عز وجل، ومن ثم قال العلماء: إن أكثر أهل الأرض أمراضا هم الذين على خط الاستواء وما قاربه لماذا؟ لأنه ليس عندهم شتاء يقتل أو صيف حار يقتل أيضا وهذا أمر مشاهد، أي نعم، طيب إذًا إيلاج الليل في النهار فيه عدة حِكَم ولهذا ... (( يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل )).
الطلاب: مضطربة.
الشيخ : تضطرب لكنه سبحانه وتعالى يولجه شيئا فشيئا، هذا من جهة الاضطراب، من جهة أخرى لو ولج هكذا دفعة أنتم تعرفون أنَّ سبب طول النهار قُرْب الشمس من مسامتة الرؤوس، وإذا قربت الشمس من مسامتة الرؤوس فلا بد أن تكون شديدة الحرارة، معنى ذلك أن يكون اليوم هذا في عز الشتاء واليوم اللي يليه في عز الصيف، وهذا ضرر عظيم، لكن الله سبحانه وتعالى يولجه شيئا فشيئا وهذا من تمام القدرة والحكمة والرحمة، أيضا إيلاج الليل في النهار وبالعكس له تأثير عظيم على الجو، لأنه ينقلب من بارد شديد على طول الزمن إلى حار شديد على طول الزمن أيضا، ألم تعلموا أن هذه الحرارة الشديدة تقتل من الجراثيم الضارة ما لا يعلم به إلا الله عز وجل، ولهذا لنضرب مثلا بسيطا كلنا نشاهده: البعوض إذا اشتد الحر مات ... ولهذا أكثر ما يكثر في الزمن الذي بين الحر والشتاء، الشتاء كذلك شدة البرودة تقتل الجراثيم، تعيش على الحرارة ولا يعلم بها إلاّ الله عز وجل، ومن ثم قال العلماء: إن أكثر أهل الأرض أمراضا هم الذين على خط الاستواء وما قاربه لماذا؟ لأنه ليس عندهم شتاء يقتل أو صيف حار يقتل أيضا وهذا أمر مشاهد، أي نعم، طيب إذًا إيلاج الليل في النهار فيه عدة حِكَم ولهذا ... (( يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل )).
تفسير قول الله تعالى : (( وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ))
(( وسخر الشمس والقمر )) أي ذللهما لعباده، أنا الآن عندي شُغل عند ... في الإذاعة .. برنامج نور على الدرب عندكم حد إلى الساعة تسعة وربع .. نمشي في التفسير ولّا نأخذ الحديث؟
الطلبة: نمشي في التفسير
الشيخ : نمشي في التفسير؟ طيب (( وسخر الشمس والقمر )) الشمس معروفة والقمر معروف، سخَّرَهما أي ذلَّلهما، ذلَّلهما لِمَن؟ لمصالح العباد، فإنَّ في الشمس والقمر من المصالح العظيمة للعباد ما يعرِفه أهل العلم بهذا الشأن، مصالح عظيمة، هذه الشمس والقمر ما بيَّن الله لنا ثِقَلَهما ولا حجْمَهما، لأن ذلك ليس بالعلم النافع الكبير لنا، فالجهل به لا يضر والعلم به من فضول العلم إن لم يشغلك عما هو أهم منه فاشتغِلْ به، إنما بيَّن المصالح التي تترتب على تسخير الشمس والقمر قال: (( وسخر الشمس والقمر )) فبالشمس يكون النهار والليل ولّا لا؟ ويكون أيضا نضج الثمار، وتكون الأنوار العظيمة، ما رأيكم مثلا ماذا يتوفر للعالَم من الطاقة بعد خروج الشمس؟ كثير لا يحصى، لأنها تُوَفِّر الكهرباء، وتوفر أيضا تليين الأشياء تحتاج إلى تليين وإلى حرارة، ثم إنه في الأزمنة الأخيرة صاروا يستنتجون من حرارة الشمس طاقة كبيرة عظيمة، أما القمر فسُخِّر لنا أيضا بما يحصل من نورِه في الليل، وبما يحصل منه من العلم بالحساب وعدد السنين وما إلى ذلك، وإن شئتم المزيد من هذا فراجعوا كتاب مفتاح دار السعادة لابن القيم رحمه الله ذكر من مصالح الشمس والقمر أشياء عديدة كبيرة، وذكر غيرُه أيضا ذلك لكن يجد الإنسان الفرق بين بحث ابن القيم مثلًا وبحث العلماء علماء الطبيعة، لأن علماء الطبيعة ينظرون إلى هذه الأشياء من زاوية مظلمة حالكة مادِّيَّة محضة لا يتربى فيها الإنسان تربية دينية، ولا يعرف بها قدرة الله ونعمته، لكن إذا تكلم مثل ابن القيم رحمه الله في ذلك .. أن هذا دائما برحمة الله وقدرته وحكمته فيجد الإنسان مع علمِه بهذا الكم من العلوم يجد مع ذلك خشيةً لله عز وجل وتعظيما له ومحبة له.
قال " (( كل )) منهما (( يجري )) في فَلَكِه (( لأجل مسمى )) يوم القيامة " كُلٌّ من أين؟ من الشمس والقمر، يجري يعني يسير في فَلَكِه، لأجل مسمى، الفلَك شبَّهَه ابن عباس رضي الله عنه بفلكَةِ المغزل، فلكة المغزل عبارة عن قُرْصٌ في أعلاه، نعم، وفي أسفله عود ينطوي عليه الحبل الذي يُغزَل، يمكن شاهده بعضكم، نعم هذه تدور، لأن المرأة اللي تغزل تبرمه هكذا حتى يدور ويحكم ...، الفلك هذا للشمس فلك تدور به وللقمر فلك يدور به.
الطلبة: نمشي في التفسير
الشيخ : نمشي في التفسير؟ طيب (( وسخر الشمس والقمر )) الشمس معروفة والقمر معروف، سخَّرَهما أي ذلَّلهما، ذلَّلهما لِمَن؟ لمصالح العباد، فإنَّ في الشمس والقمر من المصالح العظيمة للعباد ما يعرِفه أهل العلم بهذا الشأن، مصالح عظيمة، هذه الشمس والقمر ما بيَّن الله لنا ثِقَلَهما ولا حجْمَهما، لأن ذلك ليس بالعلم النافع الكبير لنا، فالجهل به لا يضر والعلم به من فضول العلم إن لم يشغلك عما هو أهم منه فاشتغِلْ به، إنما بيَّن المصالح التي تترتب على تسخير الشمس والقمر قال: (( وسخر الشمس والقمر )) فبالشمس يكون النهار والليل ولّا لا؟ ويكون أيضا نضج الثمار، وتكون الأنوار العظيمة، ما رأيكم مثلا ماذا يتوفر للعالَم من الطاقة بعد خروج الشمس؟ كثير لا يحصى، لأنها تُوَفِّر الكهرباء، وتوفر أيضا تليين الأشياء تحتاج إلى تليين وإلى حرارة، ثم إنه في الأزمنة الأخيرة صاروا يستنتجون من حرارة الشمس طاقة كبيرة عظيمة، أما القمر فسُخِّر لنا أيضا بما يحصل من نورِه في الليل، وبما يحصل منه من العلم بالحساب وعدد السنين وما إلى ذلك، وإن شئتم المزيد من هذا فراجعوا كتاب مفتاح دار السعادة لابن القيم رحمه الله ذكر من مصالح الشمس والقمر أشياء عديدة كبيرة، وذكر غيرُه أيضا ذلك لكن يجد الإنسان الفرق بين بحث ابن القيم مثلًا وبحث العلماء علماء الطبيعة، لأن علماء الطبيعة ينظرون إلى هذه الأشياء من زاوية مظلمة حالكة مادِّيَّة محضة لا يتربى فيها الإنسان تربية دينية، ولا يعرف بها قدرة الله ونعمته، لكن إذا تكلم مثل ابن القيم رحمه الله في ذلك .. أن هذا دائما برحمة الله وقدرته وحكمته فيجد الإنسان مع علمِه بهذا الكم من العلوم يجد مع ذلك خشيةً لله عز وجل وتعظيما له ومحبة له.
قال " (( كل )) منهما (( يجري )) في فَلَكِه (( لأجل مسمى )) يوم القيامة " كُلٌّ من أين؟ من الشمس والقمر، يجري يعني يسير في فَلَكِه، لأجل مسمى، الفلَك شبَّهَه ابن عباس رضي الله عنه بفلكَةِ المغزل، فلكة المغزل عبارة عن قُرْصٌ في أعلاه، نعم، وفي أسفله عود ينطوي عليه الحبل الذي يُغزَل، يمكن شاهده بعضكم، نعم هذه تدور، لأن المرأة اللي تغزل تبرمه هكذا حتى يدور ويحكم ...، الفلك هذا للشمس فلك تدور به وللقمر فلك يدور به.
فائدة : في دوران الشمس والقمر على الأرض
وفي إسناد الجريان إلى كلٍّ منهما دليل على أنهما يسيران بذاتهما ويدوران على الأرض، وهذا شيء مشاهد أن الشمس تدور على الأرض وكذلك القمر، وما ادعاءُ علماء الهيئة من أن الأرض هي التي تدور والشمس لا تدور حول الأرض فإننا نكذبهم حتى يقوم لنا دليل حسي ما يكون لنا حجةً أمام الله عز وجل في الخروج عن ظاهر كلامه، وإلا فالواجب علينا نحو هذه الأمور ألا نخرج عن ظاهر كلام الله، لأن الله تعالى هو الخالق، والخالق أعلم بما خلَقَ من غيره، مُسَلَّم هذا ولّا لا؟
الطلاب: مُسَلَّم.
الشيخ : مسلم، ولأن كلام الله عز وجل أوضح الكلام وأبينُه فلا يمكن أن يكون فيه شيء من التعقيد لا اللفظي ولا المعنوي، بل هو واضح في المعنى ظاهر، ولأن كلام الله عز وجل أصدق الكلام فلا يمكن أن يخبرَنا الله عز وجل بأمرٍ لم يكن، أو بأمر يكون الواقع على خلافه، ولأن الله عز وجل أحبُّ أحدٍ يكون البيان إليه، يعني أنه يحب البيانَ لعباده أكثر من أي أحد، واقرَأْ قولَه تعالى: (( يبيِّن الله لكم أن تضلوا )) وما أشبهها من الآيات الدالة على أن الله عز وجل يريد أن يبيِّن لعباده ما يهتدون به، فإذا كان سبحانه وتعالى هو أحب مَن تكلم بالبيان أو هو أحب من يكون البيان إليه أحب وهو الله عز وجل، فإنَّ الله تعالى لا يمكن أن يقول في كلامه ما ليس فيه بيان لنا، إذًا فنحن نكذِّبهم ونقول: كذبتم أن يكون تعاقُب الليل والنهار مِن أجل دوران الأرض، بل تعاقب الليل والنهار من أجل دوران الشمس على الأرض، ولا غرابةَ في ذلك، هم يقولون كيفَ أن الكبير يدور على الصغير؟ وما في مانع نحن معكم بأن الشمس أكبر من الأرض لكن ما المانع من أن يكون الجزء الكبير أو الجرم الكبير هو الذي يدور على الصغير، ونحن إذا نظرنا إلى القرآن وجدنا أن الله سبحانه وتعالى يضيف هذه الحركة إلى الشمس نفسِها، وكذلك إذا نظرنا إلى السُّنَّة ففي القرآن يقول الله تعالى: (( وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال ))، وفي القرآن يقول الله تعالى: (( إني أحببت حب الخير عن ذِكْر ربي حتى توارت )) أي الشمس (( بالحجاب ))، وفي القرآن يقول: (( سخر الشمس والقمر كلٌّ يجري إلى أجل مسمى )) هذه ستة مواضع، نعم (( والشمس تجري لمستقر لها )) مثل (( كل يجري لأجل مسمى )) كلها تدل على أنَّ هذه الأفعال تقع من الشمس، لو كان هذا يأتي بدوران الأرض لقال: وترى الشمس إذا طلعوا عليها، لأن إدارة الأرض فنحن الذين نطلع على الشمس ماهي بالشمس اللي تطلع علينا، وأما قولهم: إن هذا خطابٌ للناس بما يشاهدونه بأعينهم والأمر على خلافه يعني إذا طلعت حسب رؤية العين وفي الواقع أننا نحن الذين نطلُع عليها فبماذا نجيبهم؟ نقول: هذا خلاف أمر الله، ولا يمكن أن نحيد عن هذا الظاهر إلا بدليل محسوس يمكننا أن نحتَجَّ به أمام الله عز وجل، لأن الله سيحاسبنا يقول: لماذا عدلتم عن كلامي إلى كلام غيري؟ والخطاب من الله سبحانه وتعالى: )(إذا طلعت تزاور عن كهفهم() تزاور هي أي تميل، ولو كان ذلك بدوران الأرض لكان الأرض هي التي تميل، ()وإذا غربت() لو كان هذا بدوران الأرض لكان الأرض هي التي تغرُب عن الشمس، أما في السُّنَّة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر حين غربت الشمس: ( أتدري أين تذهب؟ ) أتدري أين تذهب؟ أسند الذهاب إليها، عندما غربت، ولو كانت الأرض هي التي دارت حتى اختفت الشمس لكان يقول: أتدري أين تذهب الأرض. مثلًا، والحاصل أنه يجب علينا وجوبًا أن نأخذَ بظاهر القرآن وأنَّ الشمس هي التي تدور على الأرض وأنَّه بدورانها يحصل اختلاف الليل والنهار، هذا الواجب، ولا يجوز أن نحيدَ عن هذا أبدًا إلا إذا قام الدليل الحسي على خلاف ذلك فإنه حينئذ يتعين التأويل، وصرفُ الكلام عن ظاهره، لأننا نعلم علمَ اليقين أنَّ القرآن لا يخالِف الواقع، أما شيء يقولونه بأوهامهم ويقدِّرُونه فإننا لا نوافقهم على ذلك، ولا يسع المؤمن أن يحيدَ عن ظاهرِ كلام الله لمجرد قولهم أبدًا، أما مسألة الأرض هل تدور أو ما تدور فنحن نقول: لا نصدِّق ولا نكذِّب فيمكن أن يكون لها دورَة ومع ذلك للشمس دورة، هم يقولون إذا أقررتم بدوران الأرض لزمكم أن تقولوا: إن الشمس ثابتة، فنقول: ليس ذلك بلازم يمكن يكون للشمس دورة وللأرض دورة أخرى ولا مانع من ذلك، ولكن مع هذا نقول: إنَّ الكلام في دوران الأرض من فُضُول العلم الذي لا ينبغِي للإنسان أن يُضِيع وقتَه به إلا رجلًا يحتاج إلى معرفة ذلك كما يُذْكَر أنهم يحتاجون إليه في الصواريخ الموجَّهَة وما أشبه ذلك مما هو معروف عند أهله فحينئذ إذا احتاج إليه فلا حرج أن يبحث فيه، أما إذا لم يحتج إليه فنقول: هذا ضياع وقت، وما الفائدة مِن أن تعلم أنها تدور أو لا تدور؟ احمد الله أنَّ الله جعلها قرارًا سواء كانت تدور أو لا تدور، نعم.
الطلاب: مُسَلَّم.
الشيخ : مسلم، ولأن كلام الله عز وجل أوضح الكلام وأبينُه فلا يمكن أن يكون فيه شيء من التعقيد لا اللفظي ولا المعنوي، بل هو واضح في المعنى ظاهر، ولأن كلام الله عز وجل أصدق الكلام فلا يمكن أن يخبرَنا الله عز وجل بأمرٍ لم يكن، أو بأمر يكون الواقع على خلافه، ولأن الله عز وجل أحبُّ أحدٍ يكون البيان إليه، يعني أنه يحب البيانَ لعباده أكثر من أي أحد، واقرَأْ قولَه تعالى: (( يبيِّن الله لكم أن تضلوا )) وما أشبهها من الآيات الدالة على أن الله عز وجل يريد أن يبيِّن لعباده ما يهتدون به، فإذا كان سبحانه وتعالى هو أحب مَن تكلم بالبيان أو هو أحب من يكون البيان إليه أحب وهو الله عز وجل، فإنَّ الله تعالى لا يمكن أن يقول في كلامه ما ليس فيه بيان لنا، إذًا فنحن نكذِّبهم ونقول: كذبتم أن يكون تعاقُب الليل والنهار مِن أجل دوران الأرض، بل تعاقب الليل والنهار من أجل دوران الشمس على الأرض، ولا غرابةَ في ذلك، هم يقولون كيفَ أن الكبير يدور على الصغير؟ وما في مانع نحن معكم بأن الشمس أكبر من الأرض لكن ما المانع من أن يكون الجزء الكبير أو الجرم الكبير هو الذي يدور على الصغير، ونحن إذا نظرنا إلى القرآن وجدنا أن الله سبحانه وتعالى يضيف هذه الحركة إلى الشمس نفسِها، وكذلك إذا نظرنا إلى السُّنَّة ففي القرآن يقول الله تعالى: (( وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال ))، وفي القرآن يقول الله تعالى: (( إني أحببت حب الخير عن ذِكْر ربي حتى توارت )) أي الشمس (( بالحجاب ))، وفي القرآن يقول: (( سخر الشمس والقمر كلٌّ يجري إلى أجل مسمى )) هذه ستة مواضع، نعم (( والشمس تجري لمستقر لها )) مثل (( كل يجري لأجل مسمى )) كلها تدل على أنَّ هذه الأفعال تقع من الشمس، لو كان هذا يأتي بدوران الأرض لقال: وترى الشمس إذا طلعوا عليها، لأن إدارة الأرض فنحن الذين نطلع على الشمس ماهي بالشمس اللي تطلع علينا، وأما قولهم: إن هذا خطابٌ للناس بما يشاهدونه بأعينهم والأمر على خلافه يعني إذا طلعت حسب رؤية العين وفي الواقع أننا نحن الذين نطلُع عليها فبماذا نجيبهم؟ نقول: هذا خلاف أمر الله، ولا يمكن أن نحيد عن هذا الظاهر إلا بدليل محسوس يمكننا أن نحتَجَّ به أمام الله عز وجل، لأن الله سيحاسبنا يقول: لماذا عدلتم عن كلامي إلى كلام غيري؟ والخطاب من الله سبحانه وتعالى: )(إذا طلعت تزاور عن كهفهم() تزاور هي أي تميل، ولو كان ذلك بدوران الأرض لكان الأرض هي التي تميل، ()وإذا غربت() لو كان هذا بدوران الأرض لكان الأرض هي التي تغرُب عن الشمس، أما في السُّنَّة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر حين غربت الشمس: ( أتدري أين تذهب؟ ) أتدري أين تذهب؟ أسند الذهاب إليها، عندما غربت، ولو كانت الأرض هي التي دارت حتى اختفت الشمس لكان يقول: أتدري أين تذهب الأرض. مثلًا، والحاصل أنه يجب علينا وجوبًا أن نأخذَ بظاهر القرآن وأنَّ الشمس هي التي تدور على الأرض وأنَّه بدورانها يحصل اختلاف الليل والنهار، هذا الواجب، ولا يجوز أن نحيدَ عن هذا أبدًا إلا إذا قام الدليل الحسي على خلاف ذلك فإنه حينئذ يتعين التأويل، وصرفُ الكلام عن ظاهره، لأننا نعلم علمَ اليقين أنَّ القرآن لا يخالِف الواقع، أما شيء يقولونه بأوهامهم ويقدِّرُونه فإننا لا نوافقهم على ذلك، ولا يسع المؤمن أن يحيدَ عن ظاهرِ كلام الله لمجرد قولهم أبدًا، أما مسألة الأرض هل تدور أو ما تدور فنحن نقول: لا نصدِّق ولا نكذِّب فيمكن أن يكون لها دورَة ومع ذلك للشمس دورة، هم يقولون إذا أقررتم بدوران الأرض لزمكم أن تقولوا: إن الشمس ثابتة، فنقول: ليس ذلك بلازم يمكن يكون للشمس دورة وللأرض دورة أخرى ولا مانع من ذلك، ولكن مع هذا نقول: إنَّ الكلام في دوران الأرض من فُضُول العلم الذي لا ينبغِي للإنسان أن يُضِيع وقتَه به إلا رجلًا يحتاج إلى معرفة ذلك كما يُذْكَر أنهم يحتاجون إليه في الصواريخ الموجَّهَة وما أشبه ذلك مما هو معروف عند أهله فحينئذ إذا احتاج إليه فلا حرج أن يبحث فيه، أما إذا لم يحتج إليه فنقول: هذا ضياع وقت، وما الفائدة مِن أن تعلم أنها تدور أو لا تدور؟ احمد الله أنَّ الله جعلها قرارًا سواء كانت تدور أو لا تدور، نعم.
تتمة تفسير قول الله تعالى : (( وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ))
وقال: (( كل يجري لأجل مسمى )) يحتمل أن تكون اللام للعاقبة أي كل يجري حتى ينتهي لهذا الأجل، ويحتمل أن تكون اللام بمعني إلى كما جاءت به في موضع آخر (( كل يجري إلى أجل مسمى ))، وعلى كل حال فهي تدل على أنَّ لهذا الجريان غايةً، وهو كذلك، هذه الغاية فسرها المؤلف بقوله: " يوم القيامة " وقوله: (( أجل مسمى )) أي معيَّن عند مَن؟ عند الله سبحانه وتعالى، وهو معلوم عنده وليس معلومًا عندنا، إذًا فهذه الشمس والقمر ليستا أبديتَيْن لكنهما دائِبان كما قال تعالى: (( وسخر لكم الشمس والقمر دائبين )) أي مستمِرَّيْن لكن لهما أجل ((كلٌّ يجري لأجل مسمى ))
تفسير قول الله تعالى : (( ذلكم الله ربكم له الملك ))
(( ذلكم الله ربكم له الملك )) الإشارة تعود إلى ما ذُكِر مِن التسخير والجريان انتبه! أقول: ()ذلكم() تعود إلى ما ذُكِر من التسخير والجريان، أو تعود إلى الفاعل في قوله: ()سخر()؟
الطالب: الفاعل.
الشيخ : إذًا ذلكم المسخِّر الله فالمشار إليه الآن مفرَد مذكَّر، والمخاطب جماعة ذكور، وهنا نسأل: ماذا يُرَاعى في اسم الإشارة وكاف الخطاب؟ هل يراعَي المخاطَب أو المشَار إليه؟ نقول: أما اسم الإشارة فيُرَاعَى فيها المشار إليه، وأما الكاف فيراعَى فيها المخاطَب، عرفت؟ فإذا أشَرْتَ إلى رجُلَيْن مخاطِبًا جماعَةَ إناث يا ياسر! أشرْتَ إلى ذكرين مخاطِبًا جماعة إناث ماذا تقول؟
الطالب: هذان.
الشيخ : لا.
الطالب: ذانِكُنَّ.
الشيخ : نقول: ذانكن، ذانِ هذا تخاطب ذكرَين، كُنَّ تُخاطِب جماعة إناث، ذانِكُنَّ، في القرآن: (( قالت فذَلكن الذي لُمْتُنَّنِي فيه )) لكن هنا في الآية المشار إليه مفرد مذكر، نعم المشار إليه مفرد مذكر، طيب خَاطِب جماعة ذكور مُشِيرًا إلى جماعة إناث. يالَّا يا عيسى!
الطالب: تلكم.
الشيخ : تلكم صح؟ تلكم أو أولئكم؟ طيب يصلح هذا وهذا، طيب هل الأفصح في المخاطَب أن يكون الضمير على حسَب المخاطَب يعني جماعة ذكور إذا كان المخاطب جماعة ذكور، وجماعة إناث إذا كان المخاطب جماعة إناث، ومثَنَّى إذا كان المخاطب مثنى، مفرَد مفتوح إذا كان المخاطَب مذَكَّرًا، مفرد مكسور إذا كان المخاطَب مؤنثا؟ أو الأفصح أن يكون بلفظ الأفراد دائما؟ .. نقول: فيه ثلاث لغات: أولًا: أن يكون باعتبار المخاطَب مطلقًا هذا واحد، ثانيًا أن يكون بالفتح دائمًا، ثالثًا. أن يكون بالفتح دائما يعني للمفرد بفتح للمفرد، ثالثًا أن يكون بالفتح لمفرد في المذكر، وبالكسر لمفرد في المؤنث مطلقًا، كم هذه؟ ثلاث لغات ... زين ولّا؟ طيب اللغة الأولى وهي المشهورة الفصحى: أن تكون الكاف بحسب المخاطَب مطلقًا: تخاطِب مفردًا مذكر تقول: ذَلِكَ، مفردة مؤنثة: ذلكِ، مثنَّى ذلكما، جماعة ذكور ذلكم، جماعة الإناث ذلكُنّ، هذا الأفصح، ثانيًا: أن تجعلَه مفردا مفتوحًا في المذكَّر مطلقًا فتقول: ذلكَ سواءٌ كنتَ تخاطِبُ مفردًا أو مثنى أو جمع لكن بشرط أن يكون مذكرًا، وتقول في المؤنث ذلكِ سواءٌ كنت تخاطب واحدة أو جماعة أو مثنى، الثالث أن تجعلَه مفتوحًا بصيغة المذكَّرَ دائمًا أيًّا خاطبت فتقول: ذلك سواءٌ كنت تخاطب رجلًا أو امرأة جماعة أو مثنى أو مفرد، نعم، هنا يقول الله عز وجل: (( ذلكم الله ربكم )) المشار إليه في الآية )(ذلكم() المشار إليه ما نوعه.
الطلاب: ...
الشيخ : المشار إليه مفرد ايش بعد؟ مذكر، والمخاطَب جماعة لأن الله يخاطِبُ الناس جميعًا (( ذلكم الله ربكم )) الربّ يطْلَق على معانٍ كثيرة في اللغة العربية منها: الخالق المالك المدَبِّر فالربوبية معناه أنَّ الله سبحانه وتعالى خالِقٌ مالِك مدَبِّر ولهذا قال: (( لهُ الملك )) جملة خبرية قُدِّمَ فيها الخبر للدلالة على الحصر يعني: له وحده الملك دون غيره، الملْكُ المطلق الشامل لله وحده، ملْكُ الذَّوَات والأعْيَان، ومُلْك التصرف في هذه الأعيان، فهو مالك لكل مخلوق، وهو المتصرف في كلِّ مخلوق، طيب فإذا قلت: كيف يصِحُّ الحصر مع أنَّ الله عز وجل أثبتَ الملْكَ لغيرِه فقال: (( إلا على أزواجهم أو ما ملكت إيمانكم )) وقال: (( أو ما ملكتم مفاتحه )) وقال: (( والذين يبتغون الكِتَاب مما ملكت إيمانكم )) فأثبتَ الملكَ لغيره وأن تقول: إن هذه الجملة فيها حصر فالجواب من وجهين: الوجهُ الأول أنَّ مُلْكَنا ليس ملكًا مطلقًا بل هو مُلْك مقيَّد بحسب الشريعة فأنا مثلًا مالك لهذا الحقيبة لكن لا أملك أن أتلفها هل أملك أن أتلفها؟ أبدا، لأن حرام علي أن أتلفها، مالك لهذه البعير مثلا لكن هل أن أملك أن أعذبها هل أملك أن أجرحها، ... والله ودي أجرح البعير هذا ما أملك هذا إلا بإذنٍ من الشرع، ولهذا لما أذِن الشرع بالوسم وسم البعير مع أنه مؤذ لها مؤلم جاز، ولَمَّا أذِن بإشعار الإبل والبقر في الهدي جاز، تعرفون الإشعار؟ الإشعار أن يُشَقَّ السنام بالسِّكِّين في الهدي حتى يسِيل الدَّم على الشَّعْر والجِلد، وش الفائدة من هذا؟ الفائدة يُعرَف أن هذه هدي ولذلك نحن نُشْعِرُها الإبل والبقر ونقلِّد الإبل والبقر والغنم، الغنَم ما فيها إشعار فيها تقليد فقط، نعم، وكأن ياسرًا يقول ما هو التقليد، التقليد أننا نضَع عليها قِلَادَة في العنق نعلِّق فيها النعال القديمة المتقَطِّعة وآذَان القِرَب، .. معروفة، القِرْبة واحدها قِرْبة، آذان القِرَب يعني قطع القرب يتعلق بها، نعلقه على هذه البعير أو البقرة أو الشاة لماذا؟ ليعرف أنها هدْي، لأن النعال المتقطعة وقطع القرب تدل على ايش؟ الرثاثة والفقر إشارة إلى أن هذه للفقراء لكن قصدنا أن ملكنا - نعود إلى الأصل - أنَّ ملكنا للشيء مقيَّد ولَّا مطلق؟
الطلاب: مقيد.
الشيخ : مقيَّد أي نعم، ثانيًا أنه مُلْك قاصِر يعني ليس شامِلًا، فأنا مثلا أملك هذه الحقيبة لكن أنت لا تملكها، وأنت تملك هذا الكتاب وأنا لا أملكُه، إذًا فهو ملك قاصر لا يتعدى، أما مُلْك الله عز وجل فإنه مُلْك مطلق يتصرف في ملكه كما يشاء وهو ملك عامٌّ شامل أليس كذلك؟ الله عز وجل ينزل الأمراض وينزل الجروح في مخلوقاته ولَّا لا؟ أليس ... الإنسان يظهر فيه جروح تؤلمه وتزعجه وآلام في أعصابه وفي عظامه لو أن أحدا من المخلوقين أراد أن يفعل ذلك لكان ممنوعًا ولا يجوز لكن الله عز وجل له أن يفعل ما شاء (( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ))، إذًا الله هو الرب وهو الذي له الملك وهذا الملك .. شامل للأعيان والذوات وشامل للتصرف فيها، ومنه التصرف في الحكم فالأحكام الشرعية لا تُتَلَّقى إلَّا من الله عز وجل ويجب أن نؤمن ونطبق جميع أحكام الله سواءٌ كان ذلك في العبادات أو في المعاملات أو الأحوال يجب أن نطَبِّقَ الجميع، فإن قال أحد من الناس: العبادَة حَقُّ الله فهي بيني وبينه ولا أتجاوز ما شرَع، والمعاملة حقّ الإنسان له أن يتجاوز الشرع فيها فأنا لي أن أعدِل عن شريعة الله إلى حُكم الطواغيت يجوز ولَّا لا؟
الطلاب: لا يجوز
الشيخ : انتبه يا أخ! ... العبادة حقُّ الله خاص ... البيع والشراء .. لمصلحة فأي من البيع والشراء يتفق مع المصلحة والكسب فلي أن أفعلَه ربا غش مكر كل شيء، واش عليكم مني؟ هذا تصرف لنا، المسجد لله والوطن للشعب أو للجميع ما عليكم منا، نقول: (( ذلكم الله ربكم له الملك )) ليس لأحد ملك، الملك لله عز وجل يتصرف في هذا الملك كما يشاء حِلًّا وحرمة وإيجابا ولا أحد يدخُل في ذلك، والذي يقول هذا ويعمَل بالشرع في العبادات وينكر الشرع في المعاملات نقول: إنه كافر مرتد عن الإسلام لا يجوز إقراراه على هذا الشيء، لأن الله سبحانه وتعالى يقول: (( إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلًا * أولئك هم الكافرون حقا )) فالإيمان ببعض الرسل دون بعض كالإيمان ببعض الشريعة دون بعض، لأن الأول تجزئة في الرسل وهذا تجزِئة في المرسل به ولا فرق، فالذي يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض هو في الحقيقة كافر في الجميع لأننا نقول: لو سلمتَ أنه من الله وأنه شرعه ما كفرت به، فإذا كفرتَ به فهو كفر بالجميع، وشرْعُ الله تعالى لا يتبعض، ومن هنا نأخذ خطورة الأمر في كثير من بلدان المسلمين الذين يُحَكِّمون فيما بينهم غير شريعة الله ويرَوْن أن هذه القوانين الوضعية الطاغوتية أفضل من شرع الله، وأقْوَم لمصالح عباد الله مما شرعه الله، نسأل الله العافية، وهذا بلا شك نقص في عقولهم وذهابٌ لأديانهم، كيف يكون هذا الوضع الطاغوتي المحدَث المبْنِيّ على العقل القاصر أفضَل وأنفع للعباد من شرع الله عز وجل الذي شرعه لعباده وهو أعلم بمصالحهم وأحكم لِمَا يرشدهم، أيّ إنسان عنده عقل فضلًا عن أن يكون عنده إيمان لا يمكن أبدا أن يدور في فِكْره أن هذه الأحكام الوضعية المخالفة لشرع الله خير لعباد الله من شرع الله إلا مخبَّلًا ومجنونًا والعياذ بالله، وما ذلك بغريب على بني آدم كالذين كانوا يعبدون الأحجار في الجاهلية مِثْلُ هؤلاء في السفه، هؤلاء أيضًا عبدوا آراء غيرهم وقدَّمُوها على شريعة الله، طيب والقول بأن الدين لله والوطن للخلْق صح؟
الطالب: لا، غير صحيح.
الشيخ : هذا خطأٌ ظاهر، يقال: الدين لله والبلاد لله (( إنَّ الأرض لله يورثها من يشاء من عباده )) ما هي لك، الأرض لله والشعب لله والدين لله وكل شيء هو لله، وإذا كان لله فالواجب علينا أن نسير على هدي الله، والله الموفق. نعم
الطالب: الفاعل.
الشيخ : إذًا ذلكم المسخِّر الله فالمشار إليه الآن مفرَد مذكَّر، والمخاطب جماعة ذكور، وهنا نسأل: ماذا يُرَاعى في اسم الإشارة وكاف الخطاب؟ هل يراعَي المخاطَب أو المشَار إليه؟ نقول: أما اسم الإشارة فيُرَاعَى فيها المشار إليه، وأما الكاف فيراعَى فيها المخاطَب، عرفت؟ فإذا أشَرْتَ إلى رجُلَيْن مخاطِبًا جماعَةَ إناث يا ياسر! أشرْتَ إلى ذكرين مخاطِبًا جماعة إناث ماذا تقول؟
الطالب: هذان.
الشيخ : لا.
الطالب: ذانِكُنَّ.
الشيخ : نقول: ذانكن، ذانِ هذا تخاطب ذكرَين، كُنَّ تُخاطِب جماعة إناث، ذانِكُنَّ، في القرآن: (( قالت فذَلكن الذي لُمْتُنَّنِي فيه )) لكن هنا في الآية المشار إليه مفرد مذكر، نعم المشار إليه مفرد مذكر، طيب خَاطِب جماعة ذكور مُشِيرًا إلى جماعة إناث. يالَّا يا عيسى!
الطالب: تلكم.
الشيخ : تلكم صح؟ تلكم أو أولئكم؟ طيب يصلح هذا وهذا، طيب هل الأفصح في المخاطَب أن يكون الضمير على حسَب المخاطَب يعني جماعة ذكور إذا كان المخاطب جماعة ذكور، وجماعة إناث إذا كان المخاطب جماعة إناث، ومثَنَّى إذا كان المخاطب مثنى، مفرَد مفتوح إذا كان المخاطَب مذَكَّرًا، مفرد مكسور إذا كان المخاطَب مؤنثا؟ أو الأفصح أن يكون بلفظ الأفراد دائما؟ .. نقول: فيه ثلاث لغات: أولًا: أن يكون باعتبار المخاطَب مطلقًا هذا واحد، ثانيًا أن يكون بالفتح دائمًا، ثالثًا. أن يكون بالفتح دائما يعني للمفرد بفتح للمفرد، ثالثًا أن يكون بالفتح لمفرد في المذكر، وبالكسر لمفرد في المؤنث مطلقًا، كم هذه؟ ثلاث لغات ... زين ولّا؟ طيب اللغة الأولى وهي المشهورة الفصحى: أن تكون الكاف بحسب المخاطَب مطلقًا: تخاطِب مفردًا مذكر تقول: ذَلِكَ، مفردة مؤنثة: ذلكِ، مثنَّى ذلكما، جماعة ذكور ذلكم، جماعة الإناث ذلكُنّ، هذا الأفصح، ثانيًا: أن تجعلَه مفردا مفتوحًا في المذكَّر مطلقًا فتقول: ذلكَ سواءٌ كنتَ تخاطِبُ مفردًا أو مثنى أو جمع لكن بشرط أن يكون مذكرًا، وتقول في المؤنث ذلكِ سواءٌ كنت تخاطب واحدة أو جماعة أو مثنى، الثالث أن تجعلَه مفتوحًا بصيغة المذكَّرَ دائمًا أيًّا خاطبت فتقول: ذلك سواءٌ كنت تخاطب رجلًا أو امرأة جماعة أو مثنى أو مفرد، نعم، هنا يقول الله عز وجل: (( ذلكم الله ربكم )) المشار إليه في الآية )(ذلكم() المشار إليه ما نوعه.
الطلاب: ...
الشيخ : المشار إليه مفرد ايش بعد؟ مذكر، والمخاطَب جماعة لأن الله يخاطِبُ الناس جميعًا (( ذلكم الله ربكم )) الربّ يطْلَق على معانٍ كثيرة في اللغة العربية منها: الخالق المالك المدَبِّر فالربوبية معناه أنَّ الله سبحانه وتعالى خالِقٌ مالِك مدَبِّر ولهذا قال: (( لهُ الملك )) جملة خبرية قُدِّمَ فيها الخبر للدلالة على الحصر يعني: له وحده الملك دون غيره، الملْكُ المطلق الشامل لله وحده، ملْكُ الذَّوَات والأعْيَان، ومُلْك التصرف في هذه الأعيان، فهو مالك لكل مخلوق، وهو المتصرف في كلِّ مخلوق، طيب فإذا قلت: كيف يصِحُّ الحصر مع أنَّ الله عز وجل أثبتَ الملْكَ لغيرِه فقال: (( إلا على أزواجهم أو ما ملكت إيمانكم )) وقال: (( أو ما ملكتم مفاتحه )) وقال: (( والذين يبتغون الكِتَاب مما ملكت إيمانكم )) فأثبتَ الملكَ لغيره وأن تقول: إن هذه الجملة فيها حصر فالجواب من وجهين: الوجهُ الأول أنَّ مُلْكَنا ليس ملكًا مطلقًا بل هو مُلْك مقيَّد بحسب الشريعة فأنا مثلًا مالك لهذا الحقيبة لكن لا أملك أن أتلفها هل أملك أن أتلفها؟ أبدا، لأن حرام علي أن أتلفها، مالك لهذه البعير مثلا لكن هل أن أملك أن أعذبها هل أملك أن أجرحها، ... والله ودي أجرح البعير هذا ما أملك هذا إلا بإذنٍ من الشرع، ولهذا لما أذِن الشرع بالوسم وسم البعير مع أنه مؤذ لها مؤلم جاز، ولَمَّا أذِن بإشعار الإبل والبقر في الهدي جاز، تعرفون الإشعار؟ الإشعار أن يُشَقَّ السنام بالسِّكِّين في الهدي حتى يسِيل الدَّم على الشَّعْر والجِلد، وش الفائدة من هذا؟ الفائدة يُعرَف أن هذه هدي ولذلك نحن نُشْعِرُها الإبل والبقر ونقلِّد الإبل والبقر والغنم، الغنَم ما فيها إشعار فيها تقليد فقط، نعم، وكأن ياسرًا يقول ما هو التقليد، التقليد أننا نضَع عليها قِلَادَة في العنق نعلِّق فيها النعال القديمة المتقَطِّعة وآذَان القِرَب، .. معروفة، القِرْبة واحدها قِرْبة، آذان القِرَب يعني قطع القرب يتعلق بها، نعلقه على هذه البعير أو البقرة أو الشاة لماذا؟ ليعرف أنها هدْي، لأن النعال المتقطعة وقطع القرب تدل على ايش؟ الرثاثة والفقر إشارة إلى أن هذه للفقراء لكن قصدنا أن ملكنا - نعود إلى الأصل - أنَّ ملكنا للشيء مقيَّد ولَّا مطلق؟
الطلاب: مقيد.
الشيخ : مقيَّد أي نعم، ثانيًا أنه مُلْك قاصِر يعني ليس شامِلًا، فأنا مثلا أملك هذه الحقيبة لكن أنت لا تملكها، وأنت تملك هذا الكتاب وأنا لا أملكُه، إذًا فهو ملك قاصر لا يتعدى، أما مُلْك الله عز وجل فإنه مُلْك مطلق يتصرف في ملكه كما يشاء وهو ملك عامٌّ شامل أليس كذلك؟ الله عز وجل ينزل الأمراض وينزل الجروح في مخلوقاته ولَّا لا؟ أليس ... الإنسان يظهر فيه جروح تؤلمه وتزعجه وآلام في أعصابه وفي عظامه لو أن أحدا من المخلوقين أراد أن يفعل ذلك لكان ممنوعًا ولا يجوز لكن الله عز وجل له أن يفعل ما شاء (( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ))، إذًا الله هو الرب وهو الذي له الملك وهذا الملك .. شامل للأعيان والذوات وشامل للتصرف فيها، ومنه التصرف في الحكم فالأحكام الشرعية لا تُتَلَّقى إلَّا من الله عز وجل ويجب أن نؤمن ونطبق جميع أحكام الله سواءٌ كان ذلك في العبادات أو في المعاملات أو الأحوال يجب أن نطَبِّقَ الجميع، فإن قال أحد من الناس: العبادَة حَقُّ الله فهي بيني وبينه ولا أتجاوز ما شرَع، والمعاملة حقّ الإنسان له أن يتجاوز الشرع فيها فأنا لي أن أعدِل عن شريعة الله إلى حُكم الطواغيت يجوز ولَّا لا؟
الطلاب: لا يجوز
الشيخ : انتبه يا أخ! ... العبادة حقُّ الله خاص ... البيع والشراء .. لمصلحة فأي من البيع والشراء يتفق مع المصلحة والكسب فلي أن أفعلَه ربا غش مكر كل شيء، واش عليكم مني؟ هذا تصرف لنا، المسجد لله والوطن للشعب أو للجميع ما عليكم منا، نقول: (( ذلكم الله ربكم له الملك )) ليس لأحد ملك، الملك لله عز وجل يتصرف في هذا الملك كما يشاء حِلًّا وحرمة وإيجابا ولا أحد يدخُل في ذلك، والذي يقول هذا ويعمَل بالشرع في العبادات وينكر الشرع في المعاملات نقول: إنه كافر مرتد عن الإسلام لا يجوز إقراراه على هذا الشيء، لأن الله سبحانه وتعالى يقول: (( إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلًا * أولئك هم الكافرون حقا )) فالإيمان ببعض الرسل دون بعض كالإيمان ببعض الشريعة دون بعض، لأن الأول تجزئة في الرسل وهذا تجزِئة في المرسل به ولا فرق، فالذي يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض هو في الحقيقة كافر في الجميع لأننا نقول: لو سلمتَ أنه من الله وأنه شرعه ما كفرت به، فإذا كفرتَ به فهو كفر بالجميع، وشرْعُ الله تعالى لا يتبعض، ومن هنا نأخذ خطورة الأمر في كثير من بلدان المسلمين الذين يُحَكِّمون فيما بينهم غير شريعة الله ويرَوْن أن هذه القوانين الوضعية الطاغوتية أفضل من شرع الله، وأقْوَم لمصالح عباد الله مما شرعه الله، نسأل الله العافية، وهذا بلا شك نقص في عقولهم وذهابٌ لأديانهم، كيف يكون هذا الوضع الطاغوتي المحدَث المبْنِيّ على العقل القاصر أفضَل وأنفع للعباد من شرع الله عز وجل الذي شرعه لعباده وهو أعلم بمصالحهم وأحكم لِمَا يرشدهم، أيّ إنسان عنده عقل فضلًا عن أن يكون عنده إيمان لا يمكن أبدا أن يدور في فِكْره أن هذه الأحكام الوضعية المخالفة لشرع الله خير لعباد الله من شرع الله إلا مخبَّلًا ومجنونًا والعياذ بالله، وما ذلك بغريب على بني آدم كالذين كانوا يعبدون الأحجار في الجاهلية مِثْلُ هؤلاء في السفه، هؤلاء أيضًا عبدوا آراء غيرهم وقدَّمُوها على شريعة الله، طيب والقول بأن الدين لله والوطن للخلْق صح؟
الطالب: لا، غير صحيح.
الشيخ : هذا خطأٌ ظاهر، يقال: الدين لله والبلاد لله (( إنَّ الأرض لله يورثها من يشاء من عباده )) ما هي لك، الأرض لله والشعب لله والدين لله وكل شيء هو لله، وإذا كان لله فالواجب علينا أن نسير على هدي الله، والله الموفق. نعم
تفسير قول الله تعالى : (( والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير ))
.. الواو إما استئنافية ولَّا عاطفة من باب عطف الجُمَل بعضِها على بعض ()الذين)( مبتدأ وجملة )(ما يملكون)( خبره، وقوله: (( الذين تدعون من دونه )) قال المؤلف: " تعبدون " لأن الدعاء عبادة والعابد لله عز وجل تتضمَّنُ عبادَته الدعاء كالصلاة مثلًا فيها دعاء وهي عبادة، وقد تكون دعاءً بلسان الحال، لأنَّ العابد ماذا يريد؟ الفوز بالجنة والنجاة من النار فهو وإن لم يقل: أسألك الفوز بالجنة والنجاة من النار فهو لا يريد إلا ذلك، إذًا ... بلسان الحال ولهذا نقول: إنَّ الدعاء عبادة قال الله تعالى: (( إن الذين يستكبرون عن عبادتي )) بعد قوله: (( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ))، فدلّ هذا على أنَّ الدعاء عبادة، هنا يقول: (( والذين يدعون من دونه )) قال المؤلف: " يعبدون " يعبدون إمَّا بالعبادة فعل كالركوع للصنم والسجود للصنم والذبح له والنَّذْرِ له وما أشبه ذلك، أو يدعونه دعاءَ مسألة لا دعاء عبادة فيأتون إلى الصنم وإلى القبر ويسألونه حاجاتِهم ويستغيثون بهم، فشمل قوله: (( يدعون )) دعاء المسألة ودعاء العبادة، وقلت: إن دعاء العبادة دعاءُ مسألة لكن بلسان الحال، طيب، كيف يدعون هؤلاء؟ أقول: يدعونهم يدعون هذه الأصنام على وجهين: إما بدعاء مسألة وإما بدعاء عبادة، ودعاءُ العبادة دعاء بلسان الحال، قال: " (( من دونه )) أي غيرِه وهُمُ الأصنام " الأصنام تارة يعبِّر الله عنها بصيغة المؤنث وتارة يعبر عنها بصيغة المذكر هنا عبر عنها بصيغة المذكر العاقل (( الذين يدعون )) هذا للمذكر العاقل، وإنما وصف هذه مع أنها جماد ميتة للتَّنَزُّل مع هؤلاء العابدين لها وذِكرِها على أكمل حال يعتقدونها فيها، يعني هي مع كمالها على زعمكم كونها من ذوات العقل لا تملك شيئًا، قال: (( ما يملكون من قطمير )) )(مِن)( زائدة ولهذا نقول: قطمير مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد أي ما يملكون قطميرًا، نعم، القطمير يقول: " لِفافة من ورق " وسبق لنا أن في النواة ثلاثة أشياء يضربُ بها المثل في الحقارة: قطمير، ونقير، وفتيل، قال: (( مِن قطمير )).
تفسير قول الله تعالى : (( إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير ))
ويدل على هذا - أنهم لا يملكون شيئًا - قوله: (( إن تدعوهم لا يسمعوا دعائكم )) )(إن)( هذه شرطية، وفعل الشرط تدعوهم وهو مجزوم بحذف النون، وجواب الشرط لا يسمعوا دعائكم وهو مجزوم أيضًا بحذف النون، يعني هذه الأصنام إن تدعوهم لا يسمعوا دعائكم، لو تدعون هذه الأصنام إلى يوم القيامة ما سمعوا، لأنها جماد قال الله عز وجل: (( ولو سمعوا )) قال المؤلف: " فرضا " (( ما استجابوا لكم )) ما أجابوكم، يعني لو سمعت هذه الأصنام دعائكم ما استجابت لكم، أي ما أجابتكم، سواءٌ قلتم: يا لات! يا عزى! يا يعوق! يا يغوث! يا نسرًا! لو سمِعَت هذا الدعاء هل تجيبكم تقول: نعم ماذا تريدون؟ لا، ولا تعطيكم المطلوب أيضًا، حتى لو سكتت ما .. لكم شيء ولهذا قال: (( ما استجابوا لكم )) يشمل الاستجابة بالقول بأن تقول هذه الأصنام: ماذا تريدون؟ والاستجابة بالفعل وهي إيصال المطلوب إلى هؤلاء الطالبين، لا تستجيب لا هذا ولا هذا، وقال المؤلف: " (( استجابوا لكم )) أي أجابوكم " مثل قوله تعالى: (( فاستجاب لهم ربهم )) أي أجابهم، نعم، (( فليستجيبوا لي )) أي فليجيبوني، وأمثال هذا كثير، فالاستجابة هنا بمعنى الإجابة، أي أن هذه الأصنام لا تجيب، (( ويوم القيامة )) شف زد على ذلك " (( ويوم القيامة يكفرون بشرككم )) بإشراككم إياهم مع الله أي يتبرَّؤُون منكم ومن عبادتِكُم إياهم " إذًا انتفى عنها إجابة الدعاء، ومع ذلك ليتهم سلِموا من شرِّها، يوم القيامة في هذا الموقف العظيم المشهور (( يكفرون بشرككم )) ويتبرَّؤُون منكم وهذا غاية ما يكون من الخذلان لأن يوم القيامة الناس فيه أحوجُ ما يكونون إلى النصر والعزة وهؤلاء الأصنام يوم القيامة تُذِلُّهم، كما قال الله تعالى: (( ويوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضًا )) يقول .. إبراهيم: (( وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانًا مودةَ بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعَن بعضكم بعضًا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين )) في هذه الآية دليل .. أن هذه الأصنام لا تملك نفعًا لعابديها هذي واحدة، ثانيًا وتزيد عابديها ذُلًّا وخُذْلَانًا في الموضع الذي يكونون فيه أحوج ما يكونون إلى العز والنصر، (( ويوم القيامة يكفرون بشرككم ))
ثم قال: (( ولا ينبِّئُك مثل خبير )) ولا ينبئك أي يخبرُك بأحوال الدارَين (( مِثْلُ خبير )) عالم وهو الله تعالى، )(ولا ينبئك)( هذه الجملة الخبرية منفية يعني لا ينبئك أحدٌ بأخبار هؤلاء سواء في الدنيا أو في الآخرة وقول المؤلف رحمه الله: في الآخرة بأحوال الدارين، يشمل ... فسرها على ما هي عليه، يعني لا ينبئك بأحوال الدنيا والآخرة وما يكون لهؤلاء العابدين من هذه الأصنام لا ينبئك أحد مِثْل مَن هو خبير بالأحوال، ولو سُئِلْنا من الخبير بالأحوال لقيل: الله، وهذه الجملة سارت مسْرَى المثل عند العرب: إذا أرادوا أن يؤكدوا الشيء قالوا: لا ينبئك مِثْلُ خبير أو أحيانًا يقولون: على الخبِيرِ سقطت، يعني أنك وصلت إلى العلم اليقين الذي يصدُر عن خِبرة، إذا كان لا ينبئنا مِثْلُ خبير وهو الله وقد أنبأَنا بحال هذه الأصنام مع عابدِيها فهل يليق بنا ونحن عقلاء
ثم قال: (( ولا ينبِّئُك مثل خبير )) ولا ينبئك أي يخبرُك بأحوال الدارَين (( مِثْلُ خبير )) عالم وهو الله تعالى، )(ولا ينبئك)( هذه الجملة الخبرية منفية يعني لا ينبئك أحدٌ بأخبار هؤلاء سواء في الدنيا أو في الآخرة وقول المؤلف رحمه الله: في الآخرة بأحوال الدارين، يشمل ... فسرها على ما هي عليه، يعني لا ينبئك بأحوال الدنيا والآخرة وما يكون لهؤلاء العابدين من هذه الأصنام لا ينبئك أحد مِثْل مَن هو خبير بالأحوال، ولو سُئِلْنا من الخبير بالأحوال لقيل: الله، وهذه الجملة سارت مسْرَى المثل عند العرب: إذا أرادوا أن يؤكدوا الشيء قالوا: لا ينبئك مِثْلُ خبير أو أحيانًا يقولون: على الخبِيرِ سقطت، يعني أنك وصلت إلى العلم اليقين الذي يصدُر عن خِبرة، إذا كان لا ينبئنا مِثْلُ خبير وهو الله وقد أنبأَنا بحال هذه الأصنام مع عابدِيها فهل يليق بنا ونحن عقلاء
اضيفت في - 2011-05-25