تفسير سورة فاطر-05a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تابع لتفسير قول الله تعالى : (( إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه وإلى الله المصير ))
يخشون فهي على صلة الموصول، وهنا قال: يخشون - وأقاموا الصلاة فعطف الماضي على المضارع، لأن الخشية مستمرة في الأعمال كلها إقامة الصلاة وغيرها، وقوله: (( أقاموا الصلاة )) قال المؤلف: " أداموها " والحقيقة أن إقامة الصلاة أعمُّ مما قال، ففي تفسيره قصور، لأن إقامة الصلاة تشمل إتمامَها وإكمالَها والمحافظة عليها والمداومة عليها، واستمع إلى قوله تعالى: (( قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون )) هذا من إقامة .. ثم قال: (( والذين هم على صلواتهم يحافظون )) هذا أيضًا من إقامتها يحافظ عليها ويحرص عليها، على واجباتها ومكملاتها وأوقاتها، وقال في سورة السائل : (( الذين هم على صلاتهم دائمون )) وفي آخرها قال: (( والذين هم على صلاتهم يحافظون )) فإقامة الصلاة يشمل كل ما فيه إكمالها وإتمامها وإدامتها، فهو أعم مما قال المؤلف، وقوله: (( الصلاة )) يشمل الفرض والنفل، لأن )(الـ)( تفيد العموم أي أقاموا كل صلاة، والصلاة معروفة هي في اللغة الدعاء، وفي الشرع التعبُّد لله سبحانه وتعالى بأقوال وأفعال معلُومة مفتَتَحة بالتكبير مختَتَمة بالتسليم، قال: (( ومَن تزَكَّى فإنما يتزكى لنفسه )) الجملة هذه شرطية وفعل الشرط فيها تزَكَّى وجوابُه (( فإنما يتزكى لنفسه ... )) وقال: )(ومن تزكى)( قال المؤلف: " تطهر من الشرك وغيره " تزكى أي: تطهر من الشرك وغيره، لأن الزكاة تفيد معنى الطُّهْر والمراد بالتزكي هنا هو ما دل عليه قوله تعالى: (( قد أفلح من تزكى )) وقوله: (( قد أفلح من زكاها )) أي مَن زكَّى نفسه أي طهَّرَها من الشرك، وقول المؤلف: " وغيره " كإرادة السوء مثلا والمعاصي وإرادة المساوئ للخلق وغير هذا مما يجب على الإنسان أن يطَهِّر نفسَه منه تطهيرًا عامًّا، هل يدخل في ذلك أداء الزكاة؟ نعم يدخل في ذلك، لأن أداء الزكاة تطَهُّر من البخل ومن .. فهي داخلة في قوله: (( ومن تزكى ))، وقوله عز وجل: (( فإنما يتزكى لنفسه )) والمراد بهذا الحثّ على التزكي لأنك إذا تزَكَّيت فإنما تنفع نفسك، لأن ومن لم يتزكى فضررُه على نفسه، فأنت إذا تزكيت فالذي ينتفِع بتزكيك أنت نفسُك، فالله عز وجل لا ينتفع بطاعتك، أما غير الله فقد ينتفع بطاعتك لا لِأَن حسناتِك له، ولكن قد ينتفع بطاعتك بالقدوة بك وبما يحصُل مِن علم أو غير ذلك مما هو داخل في التزكية، وقوله: (( فإنما يتزَكَّى لنفسه )) أي فعليه أن يحرص على التزكي (( وإلى الله المصيرُ )) المصير بمعنى المرجِع كما قال المؤلف والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر مقدّم، و)(المصير)( مبتدأ مؤخر، وهذه الجملة تفيد الحصر، لأنه قُدِّم فيها الخبر وحقُّه التأخير يعني: إلى الله وحده المصير أي المرجع، هل هو في الدنيا أو في الدنيا والآخرة؟ في الدنيا والآخرة، إلى الله المصير في الدنيا والآخرة، فمرجع الأمور كلها إلى الله عز وجل لا في الدنيا ولا في الآخرة، الأحكام الشرعية مرجِعُها إلى من؟ إلى الله (( وما اختلفتم فيه من شيء فحكمُه إلى الله ))، الأحكام الكونية مرجعُها إلى الله (( ولكن الله يفعل ما يريد ))، الأحكام الجزائية اللي تكون يوم القيامة مرجعها إلى الله، فمصير كل شيء إلى مَن أبدع وأحدث كلَّ شيء فالذي أبدع الأمور وأحدثَها هو الله، إذًا مرجعها إلى الله، فمنه المبتدا وإليه المنتهى، قال المؤلف -تفريعًا على قوله: (( وإلى الله المصيرُ ))-: " فيجزي بالعمل في الآخرة " وهذا إشارة من المؤلف إلى أنَّه قصَر المصير هنا للمرجع يوم القيامة والصواب العموم، وعلى هذا فالله سبحانه وتعالى يجازي ويحكم قدرًا ويحكم شرعًا بين عباده والفوائد الآن من
الطالب: (( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله ))
الطالب: (( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله ))
1 - تابع لتفسير قول الله تعالى : (( إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه وإلى الله المصير )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد ))
الشيخ : قال الله عز وجل: (( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد )) في هذه الآية فوائد كثيرة منها: أن جميع الخلق مفتَقِرُون إلى الله عز وجل مهما بلغوا في الغنى والقوة فإنهم مفتَقِرُون إلى الله لقوله: (( يا أيها الناس )) وهذا لفْظٌ عام لا يخرج منه شيء.
ومنها بيانُ شدة حاجة الناس إلى الله لقوله: (( أنتم الفقراء )) ب)(الـ)( )(الفقراء)( لو قال: فقراء لكان أهون لكن الفقراء معناه في جميع أحوالنا كلها مفتقرون إلى ربنا سبحانه وتعالى.
ومنها من فوائد الآية بيان غِنَى الله عن كل أحد، لقوله: (( والله هو الغني )).
ومنها أنَّ لله الغنى مطلق من جميع الوجوه يستفاد هذا من قوله: (( الغني )) )(الـ() الدالة على العموم والاستيعاب، فإن قلت: كيف تقول: إن الغنى لله وحده هو الغني لأن ضمير الفصل يدل على الحصر ولعلنا ناخذ هذه الفائدة أوَّلًا.
ومن فوائدها أنَّ الغني الكامل المطلق خاص بالله سبحانه وتعالى بدليل قوله: (( هو الغني ))، فإن قلت: كيف تجمع بين هذا وبين ثبوت الغنى لغير الله في الكتاب وفي السنة قال الله تعالى: (( يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف )) وقال النبي عليه الصلاة والسلام (تؤخذ من أغنياءهم وترد على فقراءهم ) فثبت بالكتاب والسنة أن البشر فيهم الغني، كيف ...؟ الجواب أنَّ غنى البشر غنًى محدود نسبي قاصر قابل للزوال كما أنه كان حادثًا، أما غنى الله فهو غنًى مطلق كامل أزلي أبدي، ... في الملك والخلْق والتَّدبير وما أشبه ذلك.
ومن فوائد الآية الكريمة ... الفقراء والغني فيها نوع كمال لله سبحانه وتعالى يتبيَّن به نقص البشر تجاه كمال الله، ونظيرُه قوله تعالى: (( كُلُّ مَن عليها فانٍ )) ثم قال: (( ويبقى وجه ربك ذو الجلال )) (( كل شيء هالك إلا وجهه )) فإنَّ وصفَ المخلوق بالنقص ثم إثبات الكمال لله هذا فيه دليل على كمال الله عز وجل وأن كماله واضح جدًّا لأنك إذا ذكرت عيبَ الآخر تبيَّن لك كمال مقابله.
ومن فوائد الآية الكريمة أنَّ غنى الله سبحانه وتعالى مقرون بالحَمْد، لقوله (( هو الغني الحميد )) بخلاف غنى البشر فإنه قد لا يكون محمودًا، كيف لا يكون محمودًا؟ .. إما بالبخل وإما بكونه يأتي بدون استحقاق كالسُّرَّاق واللصوص قد يكون .. أغنياء لكن اكتسبوه على غير وجهه المباح، أما غنى الله فهو غنًى كامل يُحمَد عليه، طيب إذًا يُحمَد من جهة الغنى ومن جهة الكرم بما هو غني فيه.
ومن فوائد الآية الكريمة إثبات اسمين من أسماء الله وهما الغني والحميد، الغني يدل على صفة ما هي
الطلاب: الغِنَى.
الشيخ : والحميد يدل على صفة.
الطلاب: الحمد.
الشيخ : وهي الحمد، ومجموعهما يدل على صفة ثالثة وهو كمال الغنى... أنه قد يكون قد ينشأ من الجمع بين اسمين أو وصفين صفة ثالثة تحصُل باقترانهما ومثَّلَنا هناك بالعزيز والحكيم ... لأنه يحصل باجتماعهما وصف أكمل، طيب.
ومنها بيانُ شدة حاجة الناس إلى الله لقوله: (( أنتم الفقراء )) ب)(الـ)( )(الفقراء)( لو قال: فقراء لكان أهون لكن الفقراء معناه في جميع أحوالنا كلها مفتقرون إلى ربنا سبحانه وتعالى.
ومنها من فوائد الآية بيان غِنَى الله عن كل أحد، لقوله: (( والله هو الغني )).
ومنها أنَّ لله الغنى مطلق من جميع الوجوه يستفاد هذا من قوله: (( الغني )) )(الـ() الدالة على العموم والاستيعاب، فإن قلت: كيف تقول: إن الغنى لله وحده هو الغني لأن ضمير الفصل يدل على الحصر ولعلنا ناخذ هذه الفائدة أوَّلًا.
ومن فوائدها أنَّ الغني الكامل المطلق خاص بالله سبحانه وتعالى بدليل قوله: (( هو الغني ))، فإن قلت: كيف تجمع بين هذا وبين ثبوت الغنى لغير الله في الكتاب وفي السنة قال الله تعالى: (( يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف )) وقال النبي عليه الصلاة والسلام (تؤخذ من أغنياءهم وترد على فقراءهم ) فثبت بالكتاب والسنة أن البشر فيهم الغني، كيف ...؟ الجواب أنَّ غنى البشر غنًى محدود نسبي قاصر قابل للزوال كما أنه كان حادثًا، أما غنى الله فهو غنًى مطلق كامل أزلي أبدي، ... في الملك والخلْق والتَّدبير وما أشبه ذلك.
ومن فوائد الآية الكريمة ... الفقراء والغني فيها نوع كمال لله سبحانه وتعالى يتبيَّن به نقص البشر تجاه كمال الله، ونظيرُه قوله تعالى: (( كُلُّ مَن عليها فانٍ )) ثم قال: (( ويبقى وجه ربك ذو الجلال )) (( كل شيء هالك إلا وجهه )) فإنَّ وصفَ المخلوق بالنقص ثم إثبات الكمال لله هذا فيه دليل على كمال الله عز وجل وأن كماله واضح جدًّا لأنك إذا ذكرت عيبَ الآخر تبيَّن لك كمال مقابله.
ومن فوائد الآية الكريمة أنَّ غنى الله سبحانه وتعالى مقرون بالحَمْد، لقوله (( هو الغني الحميد )) بخلاف غنى البشر فإنه قد لا يكون محمودًا، كيف لا يكون محمودًا؟ .. إما بالبخل وإما بكونه يأتي بدون استحقاق كالسُّرَّاق واللصوص قد يكون .. أغنياء لكن اكتسبوه على غير وجهه المباح، أما غنى الله فهو غنًى كامل يُحمَد عليه، طيب إذًا يُحمَد من جهة الغنى ومن جهة الكرم بما هو غني فيه.
ومن فوائد الآية الكريمة إثبات اسمين من أسماء الله وهما الغني والحميد، الغني يدل على صفة ما هي
الطلاب: الغِنَى.
الشيخ : والحميد يدل على صفة.
الطلاب: الحمد.
الشيخ : وهي الحمد، ومجموعهما يدل على صفة ثالثة وهو كمال الغنى... أنه قد يكون قد ينشأ من الجمع بين اسمين أو وصفين صفة ثالثة تحصُل باقترانهما ومثَّلَنا هناك بالعزيز والحكيم ... لأنه يحصل باجتماعهما وصف أكمل، طيب.
2 - فوائد قول الله تعالى : (( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد ))
ثم قال عز وجل: (( إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد )) يستفاد من هذه الآية الكريمة تمام قدرة الله عز وجل حيث بيَّن أنه قادِر على أن يُذْهِبَنا ثم يأتي بخلق جديد.
ومن فوائدها إثبات المشيئة لله (( إن يشأ )).
ومن فوائدها التحذير من مخالفته تعالى ... بهذا التهديد التحذير من مخالفته
ومن فوائدها أيضًا أن الخلق حادِث ليس أزليًّا، لقوله: (( إن يشأ يذهبكم )) هذي .. (( ويأت بخلق جديد )) فيه أيضًا دلالة، طيب أما الأُولى فوجه الدلالة أن من قابلًا لعدم فهو قابل بالحدوث، وأما الثانية فهي قوله: (( بخلق جديد )) هل نستفيد منها ثبوت حدوث أفعال الله باعتبار المفعولات؟
الطلاب: نعم.
الشيخ : نعم، لأن كل مخلوق كائِنٌ بالخلق فإذا كان المخلوق جديدًا لزم أن يكون الخلق أيضًا جديدًا، فمثلًا خلْقُ الله للجنين في بطْنِ أمه حادث ولَّا لا؟
الطلاب: حادث.
الشيخ : حادث، ضرورة أن المخلوق حادث، أما جنس فِعْل الله فهو أزلي، يعني الله تعالى لم يزَلْ فعالًا فهناك فرق بين وصْف الله تعالى بالفِعل على الإطلاق وبين وصف الله بالفعل مقرونًا بالمفعول، فالفعل المقرون بالمفعول لا شك أنّه حادث، والفعل المطلق أن الله لم يزل فعالًا لما يريد هذا أزلي، طيب هل نستفيد من ذلك جواز تهديد الإنسان بالأشياء المحسوسة ليستقيم على أمر الله؟ نعم لأن هذا تهديد من الله عز وجل لنستقيم على أمره، إذًا نقول: إن العقوبات الحسية وإن حَمَلَت على الاستقامة فإنها محمودة، لأنها من فعل الله، ولهذا أوجب الله علينا أن نحُدَّ الزاني ونقطع السارق ولَّا لا؟ علشان ايش؟ أن يرتدع لا يقول قائل: إنك إذا فعلت ذلك فإنك قد حملت الناس على أن يترُكوا الأمر لا لله، لأن بعض الناس يقول: كيف هذا، كيف تقع في .. معناه أن الإنسان ما .. الزنا أو السرقة إلا خوفًا من العقوبة معنى ذلك أنك تحمل الناس على أن يدعوا المحارم لا خوفًا من الله ولكن خوفًا من العقوبة، فنقول: إن هذا فيه إصلاح، ووسيلة الإصلاح ما عليه من نية الذي يحاوَل إصلاحُه، طيب هل يستفاد منها جواز إعطاء الجائزة تشجيعًا لِمَن عمل صالِحًا ولّا لا، يعني بمعنى القياس العكس
الطالب: ...
الشيخ : لا توافقوهم (( ودُّوا لو تدهن فيدهنون )) لا تداهنوا، هل يؤخذ من هذه الآية جواز إعطاء المكافئات لمن يعمل عملًا صالحًا من باب قياس العكس؟
الطالب: ....
الشيخ : طيب.
الطالب: ... أي بس بعيدة
الشيخ : أي بس بعيدة أي خبر مقدم وبس مبتدأ مؤخر!
الطالب: أي بس بعيدة أنَّ الله سبحانه وتعالى إنما عاقبهم لفعلهم المعصية ... إذا فعلوا الطاعة أن الله سبحانه وتعالى يجازيهم على ذلك.
الشيخ : يثيبهم على ذلك ألم يمر عليكم (من أحب أن يبسط له في رزقه .. فليصل رحمه)؟
الطالب: ......
الشيخ : أي لكن فيه تشجيع على كل حال أنا أردت أنه هل يمكن أن تؤخذ من هذه الآية ... المكافئة على العمل ثابتة في السنة وفي غير السنة أيضًا، الرسول قال: ( من قتل قتيلًا فله سلبُه ) في الجهاد في سبيل الله وسلبه ما عليه من الثياب ونحوها، وهذه مكافئة، والعلماء قالوا: يجوز أن يجعَل لِمَن دلَّهم على حصن أو ما أشبه ذلك من الأمور التي فيها مصلحة للمجاهدين يجوز أن يجعل له جعلًا، وأنتم مر عليكم أن للإمام أن ينفِّل السرية ولّا لا؟ في الرجعة وفي ..، كل هذي من باب المكافئة على فعل الخير هذا ثابت، لكن أنا قصدي هل نأخذه من الآية؟ نقول: يمكن أن نأخذ من الآية على سبيل قياس العكس، فإن قلت: أثبت لنا قياس العكس، لأننا في شك من إثبات القياس أولًا. نقول عندنا إثبات قياس العكس قال عليه الصلاة والسلام: ( وفي بضع أحدكم صدقة ) يعني أن الرجل إذا أتى أهله فذلك صدقة الصحابة قالوا: يا رسول الله! أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: ( أرأيتم لو وضعها في الحرام أكان عليه ورز ) قالوا: نعم قال: ( كذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر ) عرفتم؟ طيب.
ومن فوائدها إثبات المشيئة لله (( إن يشأ )).
ومن فوائدها التحذير من مخالفته تعالى ... بهذا التهديد التحذير من مخالفته
ومن فوائدها أيضًا أن الخلق حادِث ليس أزليًّا، لقوله: (( إن يشأ يذهبكم )) هذي .. (( ويأت بخلق جديد )) فيه أيضًا دلالة، طيب أما الأُولى فوجه الدلالة أن من قابلًا لعدم فهو قابل بالحدوث، وأما الثانية فهي قوله: (( بخلق جديد )) هل نستفيد منها ثبوت حدوث أفعال الله باعتبار المفعولات؟
الطلاب: نعم.
الشيخ : نعم، لأن كل مخلوق كائِنٌ بالخلق فإذا كان المخلوق جديدًا لزم أن يكون الخلق أيضًا جديدًا، فمثلًا خلْقُ الله للجنين في بطْنِ أمه حادث ولَّا لا؟
الطلاب: حادث.
الشيخ : حادث، ضرورة أن المخلوق حادث، أما جنس فِعْل الله فهو أزلي، يعني الله تعالى لم يزَلْ فعالًا فهناك فرق بين وصْف الله تعالى بالفِعل على الإطلاق وبين وصف الله بالفعل مقرونًا بالمفعول، فالفعل المقرون بالمفعول لا شك أنّه حادث، والفعل المطلق أن الله لم يزل فعالًا لما يريد هذا أزلي، طيب هل نستفيد من ذلك جواز تهديد الإنسان بالأشياء المحسوسة ليستقيم على أمر الله؟ نعم لأن هذا تهديد من الله عز وجل لنستقيم على أمره، إذًا نقول: إن العقوبات الحسية وإن حَمَلَت على الاستقامة فإنها محمودة، لأنها من فعل الله، ولهذا أوجب الله علينا أن نحُدَّ الزاني ونقطع السارق ولَّا لا؟ علشان ايش؟ أن يرتدع لا يقول قائل: إنك إذا فعلت ذلك فإنك قد حملت الناس على أن يترُكوا الأمر لا لله، لأن بعض الناس يقول: كيف هذا، كيف تقع في .. معناه أن الإنسان ما .. الزنا أو السرقة إلا خوفًا من العقوبة معنى ذلك أنك تحمل الناس على أن يدعوا المحارم لا خوفًا من الله ولكن خوفًا من العقوبة، فنقول: إن هذا فيه إصلاح، ووسيلة الإصلاح ما عليه من نية الذي يحاوَل إصلاحُه، طيب هل يستفاد منها جواز إعطاء الجائزة تشجيعًا لِمَن عمل صالِحًا ولّا لا، يعني بمعنى القياس العكس
الطالب: ...
الشيخ : لا توافقوهم (( ودُّوا لو تدهن فيدهنون )) لا تداهنوا، هل يؤخذ من هذه الآية جواز إعطاء المكافئات لمن يعمل عملًا صالحًا من باب قياس العكس؟
الطالب: ....
الشيخ : طيب.
الطالب: ... أي بس بعيدة
الشيخ : أي بس بعيدة أي خبر مقدم وبس مبتدأ مؤخر!
الطالب: أي بس بعيدة أنَّ الله سبحانه وتعالى إنما عاقبهم لفعلهم المعصية ... إذا فعلوا الطاعة أن الله سبحانه وتعالى يجازيهم على ذلك.
الشيخ : يثيبهم على ذلك ألم يمر عليكم (من أحب أن يبسط له في رزقه .. فليصل رحمه)؟
الطالب: ......
الشيخ : أي لكن فيه تشجيع على كل حال أنا أردت أنه هل يمكن أن تؤخذ من هذه الآية ... المكافئة على العمل ثابتة في السنة وفي غير السنة أيضًا، الرسول قال: ( من قتل قتيلًا فله سلبُه ) في الجهاد في سبيل الله وسلبه ما عليه من الثياب ونحوها، وهذه مكافئة، والعلماء قالوا: يجوز أن يجعَل لِمَن دلَّهم على حصن أو ما أشبه ذلك من الأمور التي فيها مصلحة للمجاهدين يجوز أن يجعل له جعلًا، وأنتم مر عليكم أن للإمام أن ينفِّل السرية ولّا لا؟ في الرجعة وفي ..، كل هذي من باب المكافئة على فعل الخير هذا ثابت، لكن أنا قصدي هل نأخذه من الآية؟ نقول: يمكن أن نأخذ من الآية على سبيل قياس العكس، فإن قلت: أثبت لنا قياس العكس، لأننا في شك من إثبات القياس أولًا. نقول عندنا إثبات قياس العكس قال عليه الصلاة والسلام: ( وفي بضع أحدكم صدقة ) يعني أن الرجل إذا أتى أهله فذلك صدقة الصحابة قالوا: يا رسول الله! أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: ( أرأيتم لو وضعها في الحرام أكان عليه ورز ) قالوا: نعم قال: ( كذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر ) عرفتم؟ طيب.
فوائد قول الله تعالى : (( وما ذلك على الله بعزيز ))
وفي الآية أيضًا دليل على كمال القدرة لقوله: (( وما ذلك على الله بعزيز )).
وفيها صحة تقسيم أهل السنة لصفات الله إلى ثبوتية وسلبية وقد ذكرت لكم أنَّ بعض الناس شَكَّ في كلمة سلبية وقال: ينبغي أن نقول: ...
وفيها صحة تقسيم أهل السنة لصفات الله إلى ثبوتية وسلبية وقد ذكرت لكم أنَّ بعض الناس شَكَّ في كلمة سلبية وقال: ينبغي أن نقول: ...
فوائد قول الله تعالى : (( ولا تزر وازرة وزر أخرى وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى ))
ثم قال تعالى: (( ولا تزر وازرة وزر أخرى )) إلى آخره. يستفاد من هذه الآية الكريمة أن الإنسان لا يحمل آثام غيره لقوله: (( ولا تزر وازرة وزر أخرى )) وينبني على هذه الفائدة ثبوت كمال عدل الله عز وجل حيث لا يحمِّل أحدًا وزرَ أحد.
ومن فوائدها أيضًا أنه لا يقبل التحميل إلا من كان أهلًا له لقوله: (( وازرة )) لأنَّ غير الوازرة لا تحمِل إثم نفسها فضلًا عن إثم غيرها، لكن الوَازرة تحمل إثم نفسها لا تحمل إثم غيرها.
ومن فوائدها أيضًا منع الاتكالية على الغير، لأن الإنسان قد يعمل وسيهيئ الله لي أحدًا يدعو لي أو يستغفر لي أو ما أشبه ذلك فنقول: هذا لا تعتمد عليه، طيب فإن قال قائل: ما الجواب عن قوله تعالى: (( وليحملن أثقالهم وأثقالًا مع أثقالهم ))؟
الطالب: (( وليحملن أثقالهم وأثقالا)) ... لأنهم هم قدوة في إضلال غيرهم، فباقتداء غيرِهم بهم يحملون أثقالهم.
الشيخ : لأنَّ أثقال غيرهم الحقيقة ناشئة عن أثقالهم، فصار كأنهم الذين عملوا قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( من سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرُها ووِزرُ من عمل بها إلى يوم القيامة ).
من فوائد الآية الكريمة. نشوف قياس العكس إذا كانت النفس لا تحمل إثم غيرها فهل تُلزَم بالواجب على غيرها أو تقوم ... غيرها.
الطالب: لا.
الشيخ : يعني معناه كما أنَّ الإنسان لا يحمِل إثم غيره بالمعصية، لا يحمل إثم غيره بترك الواجب، فإذا ترك أبوك أو ابنك أو خالك أو عمك واجبًا فليس عليك إثمه، الإثم على نفس هذا الرجل. طيب ونخلي البقية إن شاء الله في الدرس القادم وأنا .. للإخوان اللي هنا عندنا خصوصًا في العمارة لأنهم قريبين ألا يتأخروا عن الدروس يعني واحد أمام المسجد ... نقول يأتي ما صحيح هذا، .. طالب علم، أنا لا أعتبر الإنسان الذي يأتي للعلم بمجرد أن يُمضِي الوقت فقط لا أعتبره طالب علم ...
الشيخ : لأنه يقول إنّ التي للتوكيد ... اقرأ علينا، أنَّ الغير لا يحمل وزر الغير وإن دعاه إلى ذلك لقوله: (( وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء )) بخلافه في الدنيا فإنه في الدنيا إذا دعاك أحد أن تعينه على ما حمل أو أن تحمله عنه أجبته لكن في الآخرة لا (( إن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ))، وحتى ولو كان أقرب الناس إليك فلهذا قال: (( ولو كان ذا قربى )).
ومن فوائدها أيضًا أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ..، لقوله: (( إنما تنذر )).
وأنه - وهي فائدة جديدة - لا ينتفع بإنذاره إلا من يخشى اللهَ عز وجل لقوله: (( إنما تنذر الذين يخشون ربهم )) إلى آخره.
ومن فوائدها أيضًا أنه لا يقبل التحميل إلا من كان أهلًا له لقوله: (( وازرة )) لأنَّ غير الوازرة لا تحمِل إثم نفسها فضلًا عن إثم غيرها، لكن الوَازرة تحمل إثم نفسها لا تحمل إثم غيرها.
ومن فوائدها أيضًا منع الاتكالية على الغير، لأن الإنسان قد يعمل وسيهيئ الله لي أحدًا يدعو لي أو يستغفر لي أو ما أشبه ذلك فنقول: هذا لا تعتمد عليه، طيب فإن قال قائل: ما الجواب عن قوله تعالى: (( وليحملن أثقالهم وأثقالًا مع أثقالهم ))؟
الطالب: (( وليحملن أثقالهم وأثقالا)) ... لأنهم هم قدوة في إضلال غيرهم، فباقتداء غيرِهم بهم يحملون أثقالهم.
الشيخ : لأنَّ أثقال غيرهم الحقيقة ناشئة عن أثقالهم، فصار كأنهم الذين عملوا قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( من سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرُها ووِزرُ من عمل بها إلى يوم القيامة ).
من فوائد الآية الكريمة. نشوف قياس العكس إذا كانت النفس لا تحمل إثم غيرها فهل تُلزَم بالواجب على غيرها أو تقوم ... غيرها.
الطالب: لا.
الشيخ : يعني معناه كما أنَّ الإنسان لا يحمِل إثم غيره بالمعصية، لا يحمل إثم غيره بترك الواجب، فإذا ترك أبوك أو ابنك أو خالك أو عمك واجبًا فليس عليك إثمه، الإثم على نفس هذا الرجل. طيب ونخلي البقية إن شاء الله في الدرس القادم وأنا .. للإخوان اللي هنا عندنا خصوصًا في العمارة لأنهم قريبين ألا يتأخروا عن الدروس يعني واحد أمام المسجد ... نقول يأتي ما صحيح هذا، .. طالب علم، أنا لا أعتبر الإنسان الذي يأتي للعلم بمجرد أن يُمضِي الوقت فقط لا أعتبره طالب علم ...
الشيخ : لأنه يقول إنّ التي للتوكيد ... اقرأ علينا، أنَّ الغير لا يحمل وزر الغير وإن دعاه إلى ذلك لقوله: (( وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء )) بخلافه في الدنيا فإنه في الدنيا إذا دعاك أحد أن تعينه على ما حمل أو أن تحمله عنه أجبته لكن في الآخرة لا (( إن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ))، وحتى ولو كان أقرب الناس إليك فلهذا قال: (( ولو كان ذا قربى )).
ومن فوائدها أيضًا أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ..، لقوله: (( إنما تنذر )).
وأنه - وهي فائدة جديدة - لا ينتفع بإنذاره إلا من يخشى اللهَ عز وجل لقوله: (( إنما تنذر الذين يخشون ربهم )) إلى آخره.
5 - فوائد قول الله تعالى : (( ولا تزر وازرة وزر أخرى وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى )) أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه وإلى الله المصير ))
ومن فوائدها أيضًا أنَّ الخشية التي هي محل الثناء ما كانت خشية في الغيب لقوله: (( يخشون ربهم بالغيب )) لأنَّ الخشية في الظاهر قد يكون الحامل عليها مراعاة عباد الله، لكن إذا كانت في الغيب فإن هذا دليلٌ واضح على أن صاحبها مخلص في خشيته لله عز وجل.
ومن فوائدها أيضًا فضيلة الصلاة وأنها أي الصلاة سبب للانتفاع بإنذار النبي صلى الله عليه وسلم كالخشية لقوله: (( وأقاموا الصلاة )).
ومن فوائدها أيضًا أنَّ الرجل وإن شئت فقل: أنَّ الإنسان إذا تزكى فإن نفع تزكِّيهِ لنفسه ولا ينال اللهَ من ذلك شيء، لقوله: (( ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه )).
ويتفرَّع عن هذه الفائدة أن أوامر الله عز وجل ليس من أجل مصلحة ينالها ... ولكن من أجل رحمتنا ومصلحتنا نحن، قال الله تعالى: (( إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم ولا تزر وازرة وزر أخرى )).
ومنها الحث على تزكية النفس، لقوله: (( ومن تزكى فإنما يتزَكَّى لنفسه )) وكلّ إنسان عاقل إذا علِم أنَّ مصلحة العمل تعُود إليه فإنَّه سوف يهْتَمُّ به ويقوم به، فإذا علِمْت أن تزَكِّيك لنفسك حرصت عليه غاية الحرص، والتزكي كما أشرنا إليه يشمل تزكية القلب بتطهيره من جميع الشرك والشك والضغائن والأحقاد والبغضاء وما أشبه ذلك، وتزكيةَ الأقوال من قول منكر بأن يكون الإنسان لا يقول إلا خيرًا لقول النبي عليه الصلاة والسلام: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت )، وتزكية الأفعال أيضًا من فعل الفواحش والأفعال السيئة وما إلى ذلك مما يجب على الإنسان أن يتطهر منه.
ومن فوائد الآية الكريمة أيضًا كمال هذا الدين الإسلامي حيث حثَّ على تزكية النفس ظاهرًا وباطنًا: ظاهرا بالأقوال والأفعال، وباطنًا في القلوب.
ومن فوائد الآية الكريمة أنَّ مرجع الخلائق إلى الله في أحكامهم الكونية والشرعية والجزائية، أما الأحكام الكونية فواضح أنَّ المرجع إلى الله، لأنه لا أحد يستطيع أن يرد قضاء الله الكوني ولَّا لا، وأما الشرعية فكذلك، فإن العباد مربوبون متعبَّدُون لله عز وجل فكان مقْتَضَى ذلك أن يتمشوا على أحكامه الشرعية، وأما الجزائية فالأمر ظاهر فإنه لا يجازى العاملين على عملِهم إلا الله سبحانه وتعالى.
ومن فوائد الآية الكريمة منْع الرجوع إلى غير الله فيما هو مختَصٌّ بالله لقوله: (( وإلى الله المصير ))، ولا يجوز أن نرجع إلى النُّظم الوضعية التي مِن وَضْع البشر وعندنا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ومن فوائدها أيضًا فضيلة الصلاة وأنها أي الصلاة سبب للانتفاع بإنذار النبي صلى الله عليه وسلم كالخشية لقوله: (( وأقاموا الصلاة )).
ومن فوائدها أيضًا أنَّ الرجل وإن شئت فقل: أنَّ الإنسان إذا تزكى فإن نفع تزكِّيهِ لنفسه ولا ينال اللهَ من ذلك شيء، لقوله: (( ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه )).
ويتفرَّع عن هذه الفائدة أن أوامر الله عز وجل ليس من أجل مصلحة ينالها ... ولكن من أجل رحمتنا ومصلحتنا نحن، قال الله تعالى: (( إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم ولا تزر وازرة وزر أخرى )).
ومنها الحث على تزكية النفس، لقوله: (( ومن تزكى فإنما يتزَكَّى لنفسه )) وكلّ إنسان عاقل إذا علِم أنَّ مصلحة العمل تعُود إليه فإنَّه سوف يهْتَمُّ به ويقوم به، فإذا علِمْت أن تزَكِّيك لنفسك حرصت عليه غاية الحرص، والتزكي كما أشرنا إليه يشمل تزكية القلب بتطهيره من جميع الشرك والشك والضغائن والأحقاد والبغضاء وما أشبه ذلك، وتزكيةَ الأقوال من قول منكر بأن يكون الإنسان لا يقول إلا خيرًا لقول النبي عليه الصلاة والسلام: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت )، وتزكية الأفعال أيضًا من فعل الفواحش والأفعال السيئة وما إلى ذلك مما يجب على الإنسان أن يتطهر منه.
ومن فوائد الآية الكريمة أيضًا كمال هذا الدين الإسلامي حيث حثَّ على تزكية النفس ظاهرًا وباطنًا: ظاهرا بالأقوال والأفعال، وباطنًا في القلوب.
ومن فوائد الآية الكريمة أنَّ مرجع الخلائق إلى الله في أحكامهم الكونية والشرعية والجزائية، أما الأحكام الكونية فواضح أنَّ المرجع إلى الله، لأنه لا أحد يستطيع أن يرد قضاء الله الكوني ولَّا لا، وأما الشرعية فكذلك، فإن العباد مربوبون متعبَّدُون لله عز وجل فكان مقْتَضَى ذلك أن يتمشوا على أحكامه الشرعية، وأما الجزائية فالأمر ظاهر فإنه لا يجازى العاملين على عملِهم إلا الله سبحانه وتعالى.
ومن فوائد الآية الكريمة منْع الرجوع إلى غير الله فيما هو مختَصٌّ بالله لقوله: (( وإلى الله المصير ))، ولا يجوز أن نرجع إلى النُّظم الوضعية التي مِن وَضْع البشر وعندنا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
6 - فوائد قول الله تعالى : (( إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه وإلى الله المصير )) أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( وما يستوي الأعمى والبصير ))
ثم قال الله عز وجل -في الدرس الجديد- (( وما يستوي الأعمى والبصير )) يعني لا يستويان في إدراك المبصَرَات ليس المعنى نفيَ التساوي مطلقًا، لأن الأعمى قد يفضُل البصير في أمور أخرى، لكن لا يستويان في إدراك المرئيات أو المبصرَات ... تطابق الآية (( وما يستوي الأعمى والبصير )) وهذا ظاهر، الأعمى إذا قام يمشي وأمامَه حفرة أو حَجَر وقع في الحفرة وعثَر بالحجر، والبصير بالعكس، فلا يستوي هذا وهذا، أيهما أكمل؟ البصير وهذا مثَل حِسِّي يجب أن ننتقل منه إلى المثل المعنوي، وأما قول المؤلف: " المؤمن والكافر " ففيه نظر يعني كأنه يريد أن يقول إن الأعمى هو الكافر والبصير هو المؤمن، ولكننا نقول: لا، الآية يراد بها نفي المساواة في الأمور الحسية الظاهرة التي لا ينكرها أحد، إذ أنَّ الكافر والزنديق والمعاند والمستكبر لا يمكن أن يدَّعِيَ تساوي الأعمى والبصير، لكن قد يدَّعِي تساوي المؤمن والكافر.
تفسير قول الله تعالى : (( ولا الظلمات ولا النور ))
طيب قال: (( ولا الظلمات ولا النور )) قال: " )(ولا الظلمات)( الكفر )(والنور() الإيمان " وهذا أيضًا فيه نظر والظاهر أنَّ الله سبحانه وتعالى أراد الظلمات الحسية والنور الحسِّي، لأن نفي الاستواء بين هذين أمر لا يمكن إنكاره لأنه مُدرَكٌ بالحس، الظلمات لا تستوي والنور ولكن لا شك أنَّ المراد بذلك ظلمات الكفر ونور الإيمان يعني أنها إشارة إلى هذا، ولذلك جمَعَ الظلمات وأفرد النور، لأن سُبُلَ الكفر كثيرة وأما الإيمان فسبيله واحد قال الله تعالى: (( وأنَّ هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) وقال تعالى: (( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ))، وإنما كان الكفر ظلماتٍ، لأنَّ فيه الجهل بالله عز وجل وبما يجب له، وفيه أيضًا أن الإنسان يسير على غير هدى ويسير في اتجاهات متعددة مُنحرِفة، قلبُه متَشَعِّب في كل واد ولهذا تجد الكافرين أشدَّ الناس قلقًا وأبعدَهم عن الثبات على الخط المستقيم بخلاف المؤمن، المؤمن مؤمن على خط مستقيم وعارف أنه يريد الوصول إلى مَن؟ إلى الله فتجده يحَوِّل جميع الأفعال إلى طريق واحد وهو الوصول إلى الله حتى أنه إذا لبس ثوبه يشعر بأنه ينال بذلك مرضاة الله، إذا أكل أو شرب أو نام أو سافر أو سكت أو تكلم أو أحجم كل ذلك يرى أنه في سبيل الله في طريق إلى الله، لكن الكافر متشعب ولهذا كان منهجه ظلماتٍ لأنه متشعب ما هناك هدف واحد يسعى إليه، أهدافه كثيرة مغرور بالدنيا مغرور في رؤسائه مغرور في الناس لا يهتم إلا برضاهم نسأل الله السلامة والعافية، .. يرضى الله عز وجل، فلهذا كان مستحِقًّا أن تُجعَلَ طريق الكافر على سبيل الجمْع لتشَتُّتِها وتفرُّقِها، كذا يا غانم؟ أنت معنا اليوم ولّا في ..؟ ... ودّك تستريح؟
تفسير قول الله تعالى : (( ولا الظل ولا الحرور ))
طيب ثالثًا قال: (( ولا الظل ولا الحرور )) قال المؤلف: " الجنة والنار " يعيني المراد بالظل عند المؤلف الجنة والمراد بالحرور النار، ولكن -كما قلت- الظاهر أن هذا مثلٌ حِسِّيٍّ لا يمكن إنكاره، لكن يُنتقَلُ منه إلى أمر معنوي، الظل والحرور لا يستويان أيُّهما أحسن؟
الطلاب: الظل.
الشيخ : ما في شك الظل، فالظل معروف .. الفيء الذي تقلصت عنه الشمس هذا هو، وإن شئت فقل: الظل هو المكان الذي ليس فيه أشعَّةٌ للشمس، وإنما نقول ذلك، لأن الجنة ما فيها شمس وقد قال الله تعالى فيها: (( وظل ممدود )) مع أنه ليس فيها شمس، وأما الحرور فالحَرُور على وزن فَعُول وهو الهواء الحار، وبعضهم يقول: إنه الهواء الحار في النهار، والسموم الهواء الحار في الليل، وبعضهم يقول: كلاهما بمعنًى واحد فالحرور والسموم هما الهواء الحار وهذا معروف يكون في أيام الصيف وإذا كان معه شمس ازداد شدة في الحرارة، طيب الآن عندنا الأعمى والبصير والظلمات والنور والظل والحرور، على كلام المؤلف نقول: هذه المنفيات الثلاثة أو هذا المثل .. المواضع الثلاثة الأول يعود إلى ذات المؤمن والكافر، والثاني يعود إلى عمل المؤمن والكافر، والثالث يعود إلى مستَقَرّ المؤمن والكافر ولّا لا، فالأول نفي للذوات والثاني نفي للأفعال والمنهج والثالث للمستَقر والمأوى، (( وما يستوى الأعمى والبصير * ولا الظلمات ولا النور * ولا الظل ولا الحرور ))
الطلاب: الظل.
الشيخ : ما في شك الظل، فالظل معروف .. الفيء الذي تقلصت عنه الشمس هذا هو، وإن شئت فقل: الظل هو المكان الذي ليس فيه أشعَّةٌ للشمس، وإنما نقول ذلك، لأن الجنة ما فيها شمس وقد قال الله تعالى فيها: (( وظل ممدود )) مع أنه ليس فيها شمس، وأما الحرور فالحَرُور على وزن فَعُول وهو الهواء الحار، وبعضهم يقول: إنه الهواء الحار في النهار، والسموم الهواء الحار في الليل، وبعضهم يقول: كلاهما بمعنًى واحد فالحرور والسموم هما الهواء الحار وهذا معروف يكون في أيام الصيف وإذا كان معه شمس ازداد شدة في الحرارة، طيب الآن عندنا الأعمى والبصير والظلمات والنور والظل والحرور، على كلام المؤلف نقول: هذه المنفيات الثلاثة أو هذا المثل .. المواضع الثلاثة الأول يعود إلى ذات المؤمن والكافر، والثاني يعود إلى عمل المؤمن والكافر، والثالث يعود إلى مستَقَرّ المؤمن والكافر ولّا لا، فالأول نفي للذوات والثاني نفي للأفعال والمنهج والثالث للمستَقر والمأوى، (( وما يستوى الأعمى والبصير * ولا الظلمات ولا النور * ولا الظل ولا الحرور ))
تفسير قول الله تعالى : (( وما يستوي الأحياء ولا الأموات إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور ))
الرابع (( وما يستوي الأحياء ولا الأموات )) المؤمنون والكافرون " فعلى كلام المؤلف يكون في الآية تكرار لأنه فسر بالأول الأعمى والبصير بالمؤمن والكافر وهنا قال: (( الأحياء ولا الأموات )) المؤمنون والكافرون " ولو أردتُ أن أسلك مسلكه لقلت: (( الأحياء )) ذوو العلم (( و-الأموات )) ذوو الجهل لقوله تعالى: (( أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورًا يمشي به في الناس كمن هو في الظلمات ليس بخارج منها ))، ولأنَّ الله تعالى جعل الوحي روحًا تحيا القلوب والنفوس، ولكنني لا أسلك مسلكه إنما لو أردت أن أسلك مسلكه لقلت: العلماء والجهال، )(الأحياء ولا الأموات() العلماء والجهال واضح؟ لأنني إذا سلكت هذا المسلك فعندي على ذلك برهان وهو قوله: (( أو من كان ميتًا ... )) إلى آخره، إذا سلكْتُ هذا المسلك سلِمَتِ الآية من التَّكْرار، ونحن نعلم جميًا أن من القواعد المعروفة في الكلام أنه إذا دار الأمر بين حمل الكلام على التَّأسيس أو على التوكيد وجب حملُه على التأسيس، لأنه هو الأصل، الأصل في الكلام أن يكون مستقِلًّا مؤسسًا لا مؤَكَّدًا.
الطالب: ...
الشيخ : التأسيس يعني الأصل أساس يعني هذا معنى جديد غير المعنى الأول، فإذا قال قائل مثلًا: هذه الجملة مؤَكِّدة للأولى، وقال الثاني: هذه الجملة مستقلَّة بنفسها. فإنه يحمل على أنها مستقلة بنفسها.
الطالب: .. في الأول .. الكافر والمؤمن يعدين الكفار والمؤمنون يعني ما يصير
الشيخ : لا ما .. جمع ومفرد، طيب قال المؤلف رحمه الله تعالى، نعم أنا أقول: أنالأحياء والأموات يراد به الحياة الحسية والموت الحسي، كلٌّ يعرف الفرق بين الحي والميت ولّا لا، حتى الكفار يعرفون الفرق بين الحي والميت، ما يشابه هذه المعاني المحسوسة الأربعة من المعاني المعقولة فهو مثلُها ولّا مخالِفَ لها؟ فهو مثلها فالذي يماثل هذه الأشياء المحسوسة من الأمور المعقولة هو مثلُها، نعم. يقول: " وزيادةُ ()لا() في الثلاثة تأكيد " هذه الجملة أفادت أنَّ لدينا زيادة وأنَّ الفائدة من الزيادة التوكيد، أين الزيادة؟ (( وما يستوي الأعمى والبصير )) ما فيها شيء (( ولا الظلمات ولا النور )) هذه ثنتين (( ولا الظل ولا الحرور * وما يستوي الأحياء ولا الأموات )) كم .... عشر؟
الطالب: خمس
الشيخ : طيب ()ولا الظلمات)( هذه واحدة )(ولا النور * ولا الظل ولا الحرور)( )(ولا الأموات)( خمسة لكن جعلها المؤلف ثلاثة، لأن المتقابل فيها ثلاثة، شوف الظلمات والنور هذه .. أن تكون واحدة، والظل والحرور واحدة، والأحياء والأموات واحدة المهم أن زيادة ()لا)( في المواضع كلها سواءٌ قلنا ثلاثة أو خمسة هي للتوكيد، إذ لو قيل: وما يستوي الأعمى والبصير والظلمات والنور والظل والحرور والأحياء والأموات. استقام الكلام لكن يؤتى بـ()لا() الزائدة للتوكيد، وفيها أيضًا فائدة ثانية وهي عدم السآمة والملل لأنها لو حُذفت لطالت المعطوفات بعضها مع بعض فكُرِّرَ فيها عامل النفي ليكون أبعدَ عن السآمة، فإن قلت: هل لذلك نظير في كتاب الله؟ قلنا: نعم لهذا نظير في مواضع كثيرة منها ما نقرأه في كل صلاة وهي (( غير المغضوب عليهم ولا الضالين )) إذ لو قال: غير المغضوب عليهم والضالين استقام لكن زِيدت )(لا() للتوكيد.
قال الله تعالى: (( إن الله يُسمِع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور )) (( إن الله يَسْمَع من يشاء )) قال المؤلف: " هدايته " إيش؟ فيجيبه -أي الـمُسمَع- بالإيمان، يعن يأن الله تعالى يدعو إلى دار السلام كما قال في آية أخرى: (( والله يدعو إلى دار السلام )) دعاء الله تعالى إلى دار السلام هل يسمعُه كل أحد؟ أما من حيث الإدراك الحسي فإن كلَّ أحد يسمعه، أما من حيث الإجابة فلا، مِن الناس من يجيب ومنهم من لا يجيب، ولهذا قال: (( والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم )) فالله تعالى يسمع من يشاء يعني بمعنى
الطالب: ...
الشيخ : التأسيس يعني الأصل أساس يعني هذا معنى جديد غير المعنى الأول، فإذا قال قائل مثلًا: هذه الجملة مؤَكِّدة للأولى، وقال الثاني: هذه الجملة مستقلَّة بنفسها. فإنه يحمل على أنها مستقلة بنفسها.
الطالب: .. في الأول .. الكافر والمؤمن يعدين الكفار والمؤمنون يعني ما يصير
الشيخ : لا ما .. جمع ومفرد، طيب قال المؤلف رحمه الله تعالى، نعم أنا أقول: أنالأحياء والأموات يراد به الحياة الحسية والموت الحسي، كلٌّ يعرف الفرق بين الحي والميت ولّا لا، حتى الكفار يعرفون الفرق بين الحي والميت، ما يشابه هذه المعاني المحسوسة الأربعة من المعاني المعقولة فهو مثلُها ولّا مخالِفَ لها؟ فهو مثلها فالذي يماثل هذه الأشياء المحسوسة من الأمور المعقولة هو مثلُها، نعم. يقول: " وزيادةُ ()لا() في الثلاثة تأكيد " هذه الجملة أفادت أنَّ لدينا زيادة وأنَّ الفائدة من الزيادة التوكيد، أين الزيادة؟ (( وما يستوي الأعمى والبصير )) ما فيها شيء (( ولا الظلمات ولا النور )) هذه ثنتين (( ولا الظل ولا الحرور * وما يستوي الأحياء ولا الأموات )) كم .... عشر؟
الطالب: خمس
الشيخ : طيب ()ولا الظلمات)( هذه واحدة )(ولا النور * ولا الظل ولا الحرور)( )(ولا الأموات)( خمسة لكن جعلها المؤلف ثلاثة، لأن المتقابل فيها ثلاثة، شوف الظلمات والنور هذه .. أن تكون واحدة، والظل والحرور واحدة، والأحياء والأموات واحدة المهم أن زيادة ()لا)( في المواضع كلها سواءٌ قلنا ثلاثة أو خمسة هي للتوكيد، إذ لو قيل: وما يستوي الأعمى والبصير والظلمات والنور والظل والحرور والأحياء والأموات. استقام الكلام لكن يؤتى بـ()لا() الزائدة للتوكيد، وفيها أيضًا فائدة ثانية وهي عدم السآمة والملل لأنها لو حُذفت لطالت المعطوفات بعضها مع بعض فكُرِّرَ فيها عامل النفي ليكون أبعدَ عن السآمة، فإن قلت: هل لذلك نظير في كتاب الله؟ قلنا: نعم لهذا نظير في مواضع كثيرة منها ما نقرأه في كل صلاة وهي (( غير المغضوب عليهم ولا الضالين )) إذ لو قال: غير المغضوب عليهم والضالين استقام لكن زِيدت )(لا() للتوكيد.
قال الله تعالى: (( إن الله يُسمِع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور )) (( إن الله يَسْمَع من يشاء )) قال المؤلف: " هدايته " إيش؟ فيجيبه -أي الـمُسمَع- بالإيمان، يعن يأن الله تعالى يدعو إلى دار السلام كما قال في آية أخرى: (( والله يدعو إلى دار السلام )) دعاء الله تعالى إلى دار السلام هل يسمعُه كل أحد؟ أما من حيث الإدراك الحسي فإن كلَّ أحد يسمعه، أما من حيث الإجابة فلا، مِن الناس من يجيب ومنهم من لا يجيب، ولهذا قال: (( والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم )) فالله تعالى يسمع من يشاء يعني بمعنى
اضيفت في - 2011-05-25