تتمة تفسير قول الله تعالى : (( قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون )) .
(( كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ))[الذاريات:52]فصاروا أحياناً يتهمون الرسل بالسحر والجنون وأحياناً بالنفي يقولون ما أنتم ملائكة حتى تكونوا رسلاً إلينا ، ما أنتم إلا بشر مثلنا ، إذاً ليس ببدع أن يقول أصحاب هذه القرية لهؤلاء الرسل (( ما أنتم إلا بشر مثلنا )) ثم قالوا : (( وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ )) فأنكروا الرسالة من حيث جنس الرسول وأنه بشر وأنكروا الرسالة إنكار جحود بلا مبرر (( مَا أَنزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ )) ما الذي يمنع ما ذكروا حجة (( إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ )) قوله : (( مَا أَنزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ )) هذه الجملة كما نشاهد نفي و (( من شيء )) نكرة في سياق النفي فتعم ثم إن هذه النكرة مؤكدة بماذا ؟ بمن الزائدة لأن قوله : (( من شيء )) بمعنى شيئاً وقوله : (( إن أنتم )) (( إن )) هنا بمعنى ما ففي الجملة حصر طريقه النفي والإثبات (( إن أنتم )) يعني ما أنتم (( إلا تكذبون )) وهذا الحصر والعياذ بالله حصر هم يرونه حقيقة ....أو إضافي السؤال الآن هل هو حقيقي أو إضافي ؟ ما أنتم إلا تكذبون .
الطالب : ...
الشيخ : كيف ؟
الطالب : .....
الشيخ : يعني ما أنتم إلا تكذبون فيما تدعون من الرسالة ولا يلزم أن يدعوا أنهم كاذبون في كل شيء لكن فيما ذكروا من الرسالة فصار إنكارهم مبني على أمرين :
الأول : أنهم بشر يعني كأنهم يقولون لو كنتم رسلاً لكنتم ملائكة .
ثانياً : النفي الذي لم يبن على شيء مجرد إنكار ومكابرة (( مَا أَنزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ )) وهذا بلا شك من سفههم لأن إنزال الوحي على الرسل لهداية الخلق أمر يوجبه العقل فضلاً عن الشرع لأن العباد لا يمكن أن يتعبدوا لله سبحانه وتعالى إلا بشيء شرعه ونصبه لهم دليلاً عليه وإلا فكيف يتعبدون فإنزال الله تعالى الوحي للبشر أمر يقتضي العقل وجوبه مع أن الله قد أوجبه على نفسه كما قال تعالى : (( وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ ))[يس:17]الله أوجب على نفسه أن يبلغوا عباده سبحانه وتعالى ما يوصلهم إليه وإلا لضلوا طيب إذاً هذه المكابرة (( مَا أَنزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ )) هذه المكابرة يكذبها إيش ؟ العقل والشرع لأن العقل يوجب أن ينزل الله على العباد شريعة يتعبدون بها له لتوصلهم إليه إذ أن العقل لا يهتدي كيف يعبد الله ؟ الشرع أوجب الله على نفسه أن يبلغ عباده شريعته قال الله تعالى : (( وَمَا عَلَيْنَا )) استغفر الله العظيم
(( وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ )) هذا كلام الرسل لكن قال الله عز وجل : (( إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى * وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ وَالأُولَى ))[الليل121:13]وقال تعالى في القرآن الكريم : (( ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ))[القيامة:19]إذاً استدلالنا في الآية الأولى يعتبر خطأً ، الاستدلال في قوله : (( إن علينا للهدى )) حيث أوجب الله على نفسه أن يهدي عباده ، وهذه هداية البلاغ ولا هداية التوفيق ؟ البلاغ ولو كانت هداية التوفيق لاهتدى كل أحد ، طيب قال : (( وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ )) ما هو الكذب ؟ هو الإخبار بخلاف الواقع إذاً أنتم أخبرتمونا أنكم رسل والواقع أنكم لستم برسل ، ماذا قالوا لهم ؟
1 - تتمة تفسير قول الله تعالى : (( قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون )) . أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون * وما علينا إلا البلاغ المبين )) .
2 - تفسير قول الله تعالى : (( قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون * وما علينا إلا البلاغ المبين )) . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( قالوا ربنا يعلم )) جار مجرى القسم ، وزيد التأكيد به وباللام على ما قبله لزيادة الإنكار في (( إنآ إليكم لمرسلون * وما علينآ إلا البلاغ المبين )) التبليغ البين الظاهر بالأدلة الواضحة وهي إبراء الأكمة والأبرص والمريض وإحياء الميت .
الطالب : ......
الشيخ : ما كملناه (( إنما تنذر )) خليه بعد .
3 - التعليق على تفسير الجلالين : (( قالوا ربنا يعلم )) جار مجرى القسم ، وزيد التأكيد به وباللام على ما قبله لزيادة الإنكار في (( إنآ إليكم لمرسلون * وما علينآ إلا البلاغ المبين )) التبليغ البين الظاهر بالأدلة الواضحة وهي إبراء الأكمة والأبرص والمريض وإحياء الميت . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم )) .
ومن فوائدها : صحة نفي الشيء إذا كان لا ينتفع به وإن كان موجوداً لقوله : (( إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ )) فإن إنذاره لغيرهم حاصل لكن لما لم ينتفعوا به صار وجوده كالعدم بالنسبة لهم وإلا بالنسبة للمنذر ؟ بالنسبة لهم أما المنذر فقد قام بما يجب عليه .
ومن فوائد الآية الكريمة : أنه كلما كان الإنسان أتبع للقرآن كان أشد تأثراً به لقوله : (( إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ )) وبهذا نعرف القاعدة التي ذكرها بعض العلماء الطاعة تجلب الطاعة والمعصية تجلب المعصية ، الطاعة تجلب الطاعة لأنه كلما كان الإنسان أتبع للقرآن صار أشد تأثراً به لقوله : (( إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ)) .
ومن فوائد الآية الكريمة : الثناء على هذه القرآن العظيم بأنه إيش ؟ بأنه ذكر وسبقت الأوجه في كونه ذكراً .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الخشية لله سبب عظيم للتأثر أو سبب كبير للتأثر بالقرآن والانتذار به لقوله :
(( وخشي الرحمن بالغيب )) .
ومن فوائدها أيضاً ، فوائد الخشية لله وأنها من أسباب الانتفاع بالقرآن فكل ما كان الإنسان أخشى لربه كان أفهم لكلامه .
ومن فوائدها أيضاً : أن الخشية إنما تكون خشية في الحقيقة إذا كانت بإيش ؟ بالغيب أما من خشي الله بالعلانية فقد تكون خشيته مدخولة قد يكون خشي الله عز وجل من أجل الناس يرونه لكن إذا كان بالغيب كان أدل على الإخلاص .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن يبشر من اتصف بهذين الوصفين وهما اتباع الذكر والخشية لله عز وجل بالغيب فبشره بالجنة (( فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ )) ولكن هل تنطبق هذه البشارة على كل واحد بعينه ؟ الجواب لا على سبيل العموم وكل شخص اتصف بما تثبت به الجنة على سبيل العموم فإننا لا نشهد له بعينه ولكن يرجى له ذلك لأنه في الظاهر قد انطبق عليه سبب الاستحقاق لكن الباطل لا نعلمه كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدوا للناس وهو من أهل النار ) لهذا نقول : في كل من ينطبق عليه وصف يستحق به دخول الجنة نقول إننا لا نشهد له بعينه لأن الشهادة له بالعين تحتاج إلى دليل معين ولكننا نرجوا له هذا لأن ظاهر الأمر أنه مستحقه وإلا لا ؟ ظاهر الأمر أنه مستحقه لانطباق الأوصاف عليه لكن لا نشهد لأنه يخشى أن يكون باطنه غير ظاهره أفهمتم هذه القاعدة ؟ وهذه القاعدة مهمة مفيدة ،
مثلاً قتل رجل في الحرب الأفغانية ، الحرب الأفغانية لاشك أنه إسلامي وأن ظاهر جميع المجاهدين فيه أنهم يجاهدون لتكون كلمة الله هي العليا فهل إذا قتل على أيدي الأعداء نشهد بأنه شهيد ؟ لا ما يجوز ولكن نقول : يرجى أن يكون شهيداً يعني من الشهداء عند الله عز وجل لأن ظاهر فعله ينطبق على الشهداء عند الله عز وجل ولكن ما نشهد له بعينه ولهذا ترجم البخاري رحمه الله على هذه المسألة في الصحيح قال : " باب لا يقال فلان شهيد "
مع أن شهيد الآن عندنا صارت رخيصة تبذل بأرخص الأثمان أي واحد يقتل ولو في قتلة جاهلية يقولون هو شهيد وهذا لا يجوز أتدري ماذا يستلزم على شهادتك له بأنه شهيد يستلزم بأنك شهدت له بأنه من أهل الجنة وهذه مسألة صعبة لكن كما قلت لكم قبل قليل في القاعدة النافعة أن من اتصف بأوصاف ينطبق على أهلها هذا الجزاء فإننا نرجو له ذلك نقول : نرجو تقدر تقول هل فلان شهيد الذي قتل بين معركة الأفغانيين المسلمين وبين الروس ؟ إيش الجواب نرجو له ذلك نرجو أن يكون شهيداً أما أن نجزم فلا ، لا يجوز أن نجزم طيب هذا الذي اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب هل نجزم له بالمغفرة والأجر الكريم ؟ نقول نعم من فعل ذلك نشهد له على سبيل العموم لكن على سبيل التخصيص نرجو له ذلك أي نعم (( فبشره بمغفرة وأجر كريم ))
من فوائد الآية الكريمة : أن البشارة تكون بانتفاء ما يكره وبحصول ما يحب (( بمغفرة )) هذا إيش ؟ انتفاء ما يكره (( وأجر كريم )) حصول محبوب فيهنأ الإنسان ويبشر بزوال المكروه عنه وحصول المحبوب اجتماعاً وانفراداً يعني سواء حصل الأمران أو حصل له أحدهما فإنه يبشر بانتفاء الشر عنه كما يبشر بحصول الخير له .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن خشية الرحمن بالغيب واتباع الذكر يحصل به مغفرة الذنوب والأجر الكثير فإن مغفرة في مقابل الذنوب والأجر الكريم في مقابل الثواب على الأعمال الصالحة .
ثم قال تعالى (( واضرب لهم )) خلينا نقف على هذا ، ابتداء القصة طيب .
الطالب : .....
الشيخ : جائز ما يمكن أن نرجع الآن .
الطالب : بعدها
الشيخ : بعدها مباشرة لا نقرأها .
4 - فوائد قول الله تعالى : (( إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم )) . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين )) .
أما الأدلة الحسية فما أكثر ما يضرب الله الأمثال في إحياء الأرض بعد موتها على قدرته على إحياء الموتى نعم مثل قوله تعالى : (( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ )) إيش قال ؟ (( إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِ الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ))[فصلت:39]وقال تعالى : و(( وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ * وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ * رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ ))[ق10:11]والآيات في هذا كثيرة فقد برهن الله عز وجل على قدرته على إحياء الموتى بالأدلة العقلية والحسية لتكون لذوي العقول دليلاً ولذوي الأبصار والأدلة الظاهرة دليل أيضاً فالإنسان العقلاني كما يقولون نستدل له أو عليه بماذا ؟ بالعقل والانسان السطحي ما يستدل إلا بما يشاهد نستدل عليه بالأدلة الحسية .
الطالب : ......
الشيخ : ايش ؟ من (( إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )) طيب أحسنت ، (( إن الذي أحياها )) هذه في سورة فصلت (( إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِ الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ))[فصلت:39].
الطالب : ....
الشيخ : (( إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِ الْمَوْتَى )) هذه اللي نحن نقرؤها ، قرأنا (( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِ الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ))[فصلت:39]هذه قرأناها هذه في فصلت ، طيب إذاً قراءتنا صواب يا عبد العزيز ، أي نعم ، نقول : فيه
(( إنا نحن نحي الموتى )) ومن فوائد الآية الكريمة : الإشارة إلى أن من لم يخشى الله ولم يتبع الذكر فإن الله قادر على أن يحي قلبه فيخشى الله ويتبع الذكر وجه الدلالة أن الله تعالى ذكر هذا بعد أن ذكر انقسام الناس إلى من ؟ يخشى الله بالغيب ويتبع الذكر ، ومن لمن يكن كذلك ، فيه إشارة إلى أن الله قادر على أن يرد هؤلاء إلى الحق.
ومن فوائد الآية الكريمة : أن كل شيء مكتوب للإنسان إما له وإما عليه لقوله : (( ونكتب ما قدموا وآثارهم )) .
ومن فوائدها : أن الله تعالى يكتب كل شيء القليل والكثير لقوله : (( ما قدموا )) و (( ما )) اسم موصول والاسم الموصول يشمل الصغير والكبير ويدل لذلك قوله تعالى : (( وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ))[الكهف:49]ويدل عليه أيضاً في آخر الآية (( وكل شيء أحصيناه في إمام مبين )) .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الأعمال لا تنقطع بالموت لقوله : (( وآثارهم )) والآثار ذكرنا أنها أنواع : علم وصدقة جارية وولد صالح يدعو له وسنة ، سنة يحييها فيتبعه الناس عليها .
ومن فوائد الآية الكريمة : بيان حكمة الله عز وجل في ضبط الأمور وإتقانها وأنه لا يفوته شيء لقوله :
(( وكل شيء أحصيناه في إمام مبين )) .
ومن فوائدها : أن ما يكتب على الإنسان فإنه حق بين واضح لا يمتري فيه أحد لقوله : (( مبين )) والشيء المبين هو الذي يوضح الأشياء مع وضوحه في نفسه وهو كذلك ولهذا يقول الله عز وجل : (( وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ))[الإسراء13:14].
الظاهر أنه ما هذا مبتدأ الدرس .
الطالب : مبتدأ الدرس .....
الشيخ : لا أخذناه الفوائد خلصناها .
الطالب : .....
الشيخ : على القصة وقفنا عليها (( وكل شيء أحصيناه في إمام مبين )) طيب .
5 - فوائد قول الله تعالى : (( إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين )) . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون * إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون * قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون * قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون * وما علينا إلا البلاغ المبين )) .
(( واضرب لهم مثلاً )) والخطاب كما سبق إما للرسول صلى الله عليه وسلم أو لكل من يتأتي خطابه .
ومن فوائدها : أن العبرة بما فيه العبرة في ضرب الأمثال وأنه ليس من الضروري أن يعين المثل المضروب فهنا قال : (( اضرب لهم مثلاً أصحاب القرية )) ولم يعين القرية ولم يعين أولئك الأصحاب بأعيانهم لأنه ليس هذا محل عبرة ، العبرة إنما هو في القصة كلها .
ومن فوائد الآية الكريمة : بيان أن الله عز وجل لن يدع الخلق إلى رسل لقوله : (( إذ جاءها المرسلون * إذ أرسلنا )) .
ومن فوائدها أيضاً : بيان رحمة الله عز وجل في تعزيز الرسالة بالصيغة والعدل لأنه قال : (( إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ )) فهنا التعزيز بالثالث تقوية فعلية والتأكيد بـ(( إن )) تقوية لفظية .
ومن فوائد الآية الكريمة : جواز تعدد الرسل مع اتحاد المرسل إليهم لأن الله أرسل إلى هذه القرية اثنين ثم عززهما بثالث .
ومن فوائدها أيضاً : أن الذين يكذبون الرسل ليس عندهم إلا المكابرة وليس عندهم حجة عقلية أو نقلية لقولهم : (( قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ )) كل هذه الجمل الثلاث ليس فيها أي حجة تسوغ تكذيب هؤلاء الرسل لأنك إذا رأيت هذه الحجج الثلاث والشبه
الأولى : أنهم ردوهم لأنهم بشر مثلهم وقد سبق في التفسير بيان الرد عليها وأنه لا يمكن أن يرسل للبشر إلا بشر مثلهم حتى لو أنزل إليهم ملائكة فإن الملائكة لابد أن يكونوا على صورة البشر وحينئذ تعود الشبهة ، والثانية : (( ما أنزل الرحمن من شيء )) هذا نفي مجرد بدون ذكر حجة وليس هذا بدليل للخصم إطلاقاً لأن نفي قول الخصم بدون حجة ما هو إلا مكابرة وكذلك قولهم : (( إن أنتم إلا تكذبون )) .
ومن فوائد الآية الكريمة : بيان أن المعاندين للرسل ليس عندهم إلا المكابرة المحضة كقولهم : (( ما أنزل الرحمن من شيء )) وقولهم : (( إن أنتم إلا تكذبون )) طيب هل يستفاد من الآية الكريمة أن الله لا يرسل إلا بشراًَ أو لا ؟ ما يستفاد لكن يستفاد أن حكمة الله عز وجل تقتضي أن يرسل إلى البشر بشر مثلهم .
ومن فوائد الآية الكريمة : جواز التأكيد بما يشبه القسم لقولهم : (( قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ )) وهل هذا أقوى من التأكيد بالقسم أو التأكيد بالقسم أقوى ؟ الظاهر أن هذا أقوى من التوكيد بالقسم لأنهم إذا قالوا : ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون وأن لم يكونوا مرسلين تلزم قولهم هذا وصف الله بالجهل والعجز والقصور لأنهم إذا قالوا : ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون ولم يكونوا مرسلين معناه أن الله علم الأمر أو علم الحال على خلاف إيش ؟ ما كانت عليه إذا فرضنا أن الله يعلم أنهم مرسلون وهم غير مرسلين في الواقع لزم من ذلك أن يكون الله جاهلاً بحالهم وأن يكون الله تعالى عاجزاً على الانتقام منهم وبيان كذبهم لأنهم سيقولون إنا مرسلون ويأخذون بمقتضى هذه الرسالة والله تعالى يعلم أنهم غير مرسلين وهذا يستلزم الجهل إذاً فالتأكيد بمثل هذا أشد من التأكيد بالقسم لما يترتب عليه من اللوازم الخطيرة ولهذا قال العلماء لو قال قائل الله يعلم أني ما فعلت كذا وهو فاعل قالوا إن هذا يقتضي الكفر إذا كان يعلم معنى ما يقول وما يلزم من قوله ووجه ذلك ما أشرنا إليه آنفاً من كونه يستلزم أن يكون الله إيش ؟ جاهلاً وعاجزاً .
ومن فوائد الآية الكريمة : جواز التأكيد بعدة مؤكدات في جانب المنكر بل قد نقول إن التأكيد واجب إلا لفائدة لقولهم هنا : (( قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ )) وقد سبق أن الجملة مؤكدة بثلاث مؤكدات .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الرسل عليهم الصلاة والسلام ليس عليهم هداية الخلق وإنما عليهم إبلاغ الرسالة فقط لقولهم : (( وما علينا إلا البلاغ المبين )) .
ومن فوائدها أيضاً : أنه يلزم الرسل أن يكون بلاغهم مبيناً مظهراً للأمر على حقيقته ويتفرع على ذلك أنه لا إبهام في الشرائع وأن الشرائع كلها واضحة فإن جاء إبهام في نص فهو مبين وموضح في نص آخر وإن بقي الإبهام قائماً فالعلة في فهم المخاطب إما لقصوره وإما لتقصيره ، أما ما جاءت به الرسل فإنه يحصل به البلاغ المبين المظهر لكل ما تحتاج إليه الرسالة لقوله : (( وما علينا إلا البلاغ المبين )) .
6 - فوائد قول الله تعالى : (( واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون * إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون * قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون * قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون * وما علينا إلا البلاغ المبين )) . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم )) .
تطير بحد الشريعة من إيش ؟ من أهوائهم وشهواتهم فيقولون هذا تضييق علينا وهو شؤم في زعمهم
ثانياً : تطير بما يصيبهم من إيش ؟ من العقوبات بالمخالفة فيقولون : إن هذا شؤمكم
والثالث : دعوة مجردة لا أصل لها فيقولون : (( إنا تطيرنا بكم )) بمجرد التشويه لما جاءت به الرسل .
ومن فوائدها : بيان عدوان المكذبين للرسل لأنهم قالوا : (( لَئِنْ لَمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ )) وهذا من العدوان العظيم على عباد الله فهؤلاء القوم عن الرسل حالهم كما قال مؤمن آل فرعون :
(( أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ))[غافر:28]فهؤلاء المكذبين للرسل الذين يتهددونهم بالقتل والرجم والعذاب الأليم هؤلاء من أشد الناس عدواناً لأنهم اعتدوا على الحق وعلى حامل الحق ، مشروحة طيب ، منين ؟ طيب إذاً نبدأ الدرس .
7 - فوائد قول الله تعالى : (( قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم )) . أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم )) .
8 - تفسير قول الله تعالى : (( قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم )) . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( قالوا إنا تطيرنا )) تشاءمنا (( بكم )) لانقطاع المطر عنا بسببكم (( لئن )) لام قسم (( لم تنتهوا لنرجمنكم )) بالحجارة (( وليمسنكم منا عذاب أليم )) مؤلم .
وجه آخر : يتطيرون بهم بسبب الحد من بلوغ مآربهم في شهواتهم في عباداتهم ومعاملاتهم ومأكولهم ومشروبهم فيقولوا أنت ضيقت علينا مثلاً حرمت علينا الخمر حرمت علينا الميتة ضيقت علينا في العبادة خصصتها بواحد وما أشبه ذلك هذا في زعمهم تطير .
الوجه الثالث : تطير مدعى الذي ليس له أصل يقولون ذلك تنفيراً للناس عن متابعتهم ، وقوله : " بسبب انقطاع المطر عنا بسببكم " يحتمل أن هذا هو السبب يحتمل أنه ما أحل بهم من العقوبات الأخرى التي من جملتها ما عاقب الله به آل فرعون (( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ ))[الأعراف:133]والسنين ونقص من الأموال والأنفس والثمرات كم ؟ تسع عقوبات طيب ممكن عقوبات أخرى غير هذه
قال : (( لَئِنْ لَمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ )) مؤلم (( لَئِنْ لَمْ تَنتَهُوا )) عن أي شيء ؟ عن دعوتنا إلى اتباعكم وترك ما كنا عليه وقوله : (( لنرجمنكم )) الجملة هذه جواب القسم وليست جواب الشرط لأنها قرنت باللام وأكدت بـنون التوكيد وهذا يدل على أنها جواب القسم لا جواب الشرط وإلى هذا أشار ابن مالك رحمه الله في الألفية حيث قال :
" واحذف لدى اجتماع شرط وقسم جواب ما أخرت فهو ملتزم "
قال : (( لنرجمنكم )) الرجم هو الرمي بالحجارة هذا الرجم ومنه رجم الزاني المحصن أي رميه بالحجارة حتى يموت ، (( وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ )) (( ليمسنكم )) ليصيبنكم ومس كل شيء بحسبه فمس الإنسان للإنسان له معنى ومس العقوبات والمصائب له معنى فالمراد بالمس هنا الإصابة وقوله : (( عذاب أليم )) العذاب هو ما يحصل لهؤلاء الرسل من هؤلاء المكذبين المعتدين من الضرب وشبهه ومنه الحبس أيضاً فإنه عذاب وأليم بمعنى مؤلم فهو فعيل بمعنى مفعل ومنه قول الشاعر :
" ... الريحانة الداعي السميع يؤرقني وأصحابي هجوع "
، ... الريحانة الداعي السميع" بمعنى المسمع لا بمعنى السامع "يؤرقني وأصحاب هجوع" ، فأليم بمعنى مؤلم لا بمعنى آلم طيب قوله : (( وليمسنكم )) هل هذا على سبيل التنويع أو على سبيل الجمع يعني أنهم يرجمونهم ويعذبونهم قبل الرجم أو أنه على سبيل التنويع وأن الواو بمعنى أو ، أي لنرجمنكم حتى تموتوا أو ليمسنكم منا عذاب أليم دون الرجم ، الآية تحتمل معنيين فإن جعلناها للجمع فإنها ليست على سبيل الترتيب لأن الرجم سابق في الذكر لاحق في الواقع لأن العذاب الأليم قبل الرجم إذ أن الرجم لا عذاب بعده فيكون فيها تقديم وتأخير وأما إذا جعلنا الواو بمعنى أو في التقسيم فيكون المعنى أنهم توعدوهم بأحد أمرين إما الرجم وإما العذاب المؤلم الشديد وقولهم :
9 - التعليق على تفسير الجلالين : (( قالوا إنا تطيرنا )) تشاءمنا (( بكم )) لانقطاع المطر عنا بسببكم (( لئن )) لام قسم (( لم تنتهوا لنرجمنكم )) بالحجارة (( وليمسنكم منا عذاب أليم )) مؤلم . أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( قالوا طائركم معكم أئن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون )) .
التعليق على تفسير الجلالين : (( قالوا طائركم )) شؤمكم (( معكم )) بكفركم (( أئن )) همزة استفهام دخلت على إن الشرطية وفي همزتها التحقيق والتسهيل وإدخال ألف بينها بوجهيها وبين الأخرى (( ذكرتم )) وعظتم وخوفتم ؟ وجواب الشرط محذوف ، أي تطيرتم وكفرتم وهو محل الاستفهام ، والمراد به التوبيخ (( بل أنتم قوم مسرفون )) متجاوزون الحد بشرككم .
التحقيق والتسهيل ، للتحقيق والتسهيل فيقال : (( أئن )) هذا تحقيق للتسهيل (( أان )) إدخال ألف بينهما بوجهيها يعني وعدم الإدخال إدخال ألف التحقيق تقول : (( آإن ذكرتم )) بالتسهيل (( آان ) هذا إدخال ألف بينهما وبين الأخرى يعني التي هي همزة إن والقراءات كلها سبعية وقوله : (( أئن ذكرتم )) وعظتم وخوفتم وجواب الشرط محذوف أي تطيرتم وكفرتم إلى آخره قوله : (( أئن ذكرتم )) لاشك أنها حرف شرط والشرط يحتاج إلى فعل الشرط وإلى جواب الشرط أما فعل الشرط فمذكور وهو قوله :
(( ذكرتم )) أما جوابه فمحذوف فما تقديره ؟ يقول المؤلف رحمه الله : " تطيرتم " وقال : " تطيرتم وكفرتم " ولننظر الآن ماذا حصل من التذكير
11 - التعليق على تفسير الجلالين : (( قالوا طائركم )) شؤمكم (( معكم )) بكفركم (( أئن )) همزة استفهام دخلت على إن الشرطية وفي همزتها التحقيق والتسهيل وإدخال ألف بينها بوجهيها وبين الأخرى (( ذكرتم )) وعظتم وخوفتم ؟ وجواب الشرط محذوف ، أي تطيرتم وكفرتم وهو محل الاستفهام ، والمراد به التوبيخ (( بل أنتم قوم مسرفون )) متجاوزون الحد بشرككم . أستمع حفظ