تتمة فوائد قول الله تعالى : (( أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون )) .
ومن فوائد الآية الكريمة : إثبات صفة الرحمة لله ، مأخوذ من قوله : (( الرحمن )) لأن الرحمن وصف مشتق ، والوصف المشتق يدل على المعنى المشتق منه ولا بد بخلاف الأسماء الجامدة كأسد وحجر وتراب وما أشبهها هذه لا تدل على معنى لكن الأسماء المشتقة لابد أن تدل على معنى هذا بالنسبة إلى أسماء الله ورسوله وكتابه أما بالنسبة لمن تسمى بها من المخلوقين فقد تدل على المعنى وقد لا تدل ، قد يسمي شخصاً عبد الله وهو كافر بالله ، وقد يسمي شخصاً محمداً مذمم ، وقد يسمي خالد وهو سيموت ، وقد يسميه صالح وهو من أفسد الناس واضح ، طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن عابد الأصنام يموهون على الناس بعبادتها فيدعون أنهم يعبدونها لتكون شفيعة لهم عند الله وهذا عندما يسمعه السامع يظن أنهم يجعلون الآلهة في مرتبة دون الله لأن مرتبة الشافع دون مرتبة المشفوع إليه أليس كذلك ؟ فيقولون : إنهم شفعاء لنا عند الله والحقيقة أنهم لم يجعلوهم شفعاء بل جعلوهم شركاء لله واضح ، كيف شركاء ؟ لأنهم يعبدونهم كما يعبدون الله فيستفاد منه الحذر من التلبيس بالتسمية وأن صاحب الباطل قد يسمي نفسه فيما يقتضي أن يكون على حق وليس كذلك ، وهذا موجود ؟ كثير موجود ، المعتزلة يسمون أنفسهم أهل التوحيد والمعطلة يسمون أنفسهم أهل تنزيه نحن ننزه الله أما أنتم أهل السنة أنتم لا تنزهون الله جعلتموه صنماً فمثلتموه بالخلق في إثبات الصفات وهؤلاء أيضاً أهل التوحيد نفس الشيء يقولون نحن نفينا الصفات لنوحد الله لأن تعدد الصفات يستلزم تعدد الموصوف هذا تمويه .
المعتزلة ينكرون أن يكون لله تعالى تعلق بفعل العبد فيسمون أنفسهم أهل العدل أما أنتم يا أهل السنة فأنتم أهل الظلم جعلتم الله ظالماً حيث هو الذي يقدر المعاصي على العبد ثم يعاقبه عليها أما نحن فنحن أهل العدل نقول : أن الإنسان هو المستقل بنفسه وعمله فإذا جوزي على معصيته فقد استحق الجزاء لأنه فعله ، النصارى سموا أنفسهم بماذا ؟ بالمسيحيين توصيفاً لحالهم ليوهموا أنهم على دين المسيح والواقع أن المسيح بريء منهم وأنهم ليسوا عل دينه لو كانوا على دينه وقابلين له لقبلوا بشارته بمحمد صلى الله عليه وسلم فإن عيسى بشرهم به قال : (( يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ))[الصف:6]ولو كانوا مؤمنين بالإنجيل لآمنوا بمحمد عليه الصلاة والسلام لأن الله يقول : (( الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ ))[الأعراف:157]فهم لا آمنوا بعيسى ولا بكتاب عيسى وهو الإنجيل لكن مع ذلك سموا أنفسهم بالمسيحيين توصيفاًَ لما هم عليه من الباطل ليصبغوا نحلتهم بصبغة مقبولة طيب المهم أنه يجب الحذر من التلبيس بالتسمية لأن هؤلاء يقولون : نعبد الآلهة لتكون إيش ؟ شفعاء أو ليكونوا شفعاء لنا وهم في الحقيقة إنما جعلوهم شركاء .
ومن فوائد الآية الكريمة : أنه لا أحد ينقذ من أراده الله تعالى بسوء أو بضرر لقوله : (( ولا ينقذون )) فإن قلت كيف يجتمع هذا مع أننا نشاهد الغريق عصفت به الريح حتى سقط في الماء فجاء شخص فأنقذه فهذا أنقذ مما أراده الله به من السوء ؟ أن نقول إن إنقاذه بتقدير الله عز وجل لو شاء الله أن يهلك هذا لم يكن عنده أحد ولو شاء الله أن يهلك لكان عنده من لا يجيد السباحة ولو أراد الله أن يهلك لكان عنده من لا يريد الإحسان أليس كذلك ؟ فإذا قيض الله له شخصاً قادراً على إنقاذه محباً للإحسان أنقذه بقدر الله عز وجل ونحن نؤمن بالأسباب لكننا لا نؤمن بأنهم مستقلة كذا يا ولد فنكون وسطاً بين الذين ينكرون تأثير الأسباب وبين الذين يدعون أنها مؤثرة بنفسها نقول إنها مؤثرة لكن بجعل الله لها تأثيراً ولو شاء الله تعالى لسلب ذات الأسباب تأثيرها ، فالنار محرقة وباردة قال الله تعالى لها حينما ألقي فيها إبراهيم : (( كوني برداً وسلاماً على إبراهيم )) فصارت إيش ؟ برداً وسلاماً لم تكن سبباً للإحراق والماء جوهر سيال لا يمكن حجزه إلا بحواجز ثخينة ولما ضرب موسى البحر صار الماء كالجبال بدون حواجز وهذا خلاف الأسباب المعتادة لكنه بقدر الله عز وجل وبه نعرف أن الأسباب مؤثرة بجعل الله تعالى لها تأثيراً وإلا لسقط تأثيرها لأن الكل بيد الله
وبمناسبة ذكر النار لإبراهيم عليه الصلاة والسلام قال بعض المفسرين : " إن الله لما قال لها : (( كوني برداً وسلاماً على إبراهيم )) صارت جميع النيران في جميع أقطار الدنيا باردة ولا تسخن واستغرب الناس ذلك " قالوا إيش بلى نارنا اليوم ما غلى القدر عليها نعم تأخر طعامنا ما نضج لأن النار صارت باردة لكن هذا لاشك أنه قول خاطئ ، ما هو خطأ خاطئ بعيد من الصواب بل هو خلاف أمر الله عز وجل ، الله قال :
(( قلنا يا نار )) ونار نكرة مقصودة ولهذا بنيت على الضم فهي كالعلم يراد بها شيء معين وهي النار التي ألقي فيها ثم قال : (( كوني برداً وسلاماً على إبراهيم )) فهو خلاف الآية الكريمة لكن ما أدري سبحان الله بعض الناس رحمه الله عليهم وعفا عنهم يذهبون مذاهب تقول كيف تقع هذه من عالم والغالب تجدها عن بني إسرائيل فتؤخذ مسلمة ولا ينتبه لمعارضتها لآي الكتاب
قال الله تبارك وتعالى ، أظن المناقشات انتهت .
الطالب : ...
الشيخ : كيف ؟ إيش ؟
1 - تتمة فوائد قول الله تعالى : (( أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون )) . أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( إني إذا لفي ضلال مبين * إني آمنت بربكم فاسمعون )) .
التعليق على تفسير الجلالين : (( إني إذا )) أي إن عبدت غير الله (( لفي ضلال مبين )) بين (( إني ءامنت بربكم فاسمعون )) أي اسمعوا قولي ، فرجموه فمات .
(( إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ )) أعلم رحمه الله أنه آمن بالله عز وجل وقال : (( آمنت بربكم )) وهناك قال : (( وما لي لا أعبد الذي فطرني )) إشارة إلى أنه ليس رباً له وحده بل هو رب للجميع
(( إني آمنت بربكم )) والإيمان بالله عز وجل يتضمن الإيمان بأمور أربعة : الإيمان بوجوده والإيمان بربوبيته وهنا صرح به في قوله : (( آمنت بربكم )) فإثبات الربوبية إثبات للوجود ، والثالث : الإيمان بألوهيته والرابع : الإيمان بأسمائه وصفاته ، أي أنه متفرد بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات وقوله : (( آمنت )) مر علينا كثيراً أن الإيمان في اللغة التصديق عند كثير من المفسرين الذين يفسرون الإيمان وقيل إن معناه : الإقرار والاعتراف فهو أخص من التصديق ، قال : (( فاسمعون )) الفاء هذه عاطفة على قوله : (( آمنت بربكم )) أو على الجملة كلها وقوله : (( اسمعون )) أي اسمعوا قولي وهذا إعلان منه رحمه الله بإيمانه مراغمة لقوله وإقامة للحجة عليهم ولهذا لما أعلن هذا الإعلان قتلوه
3 - التعليق على تفسير الجلالين : (( إني إذا )) أي إن عبدت غير الله (( لفي ضلال مبين )) بين (( إني ءامنت بربكم فاسمعون )) أي اسمعوا قولي ، فرجموه فمات . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( قيل )) له عند موته (( ادخل الجنة )) وقيل دخلها حيا (( قال يا )) حرف تنبيه (( ليت قومي يعلمون * بما غفر لي ربي )) بغفرانه (( وجعلني من المكرمين )).
ويجوز أن تكون حرف نداء والمنادى محذوف ويقدر بحسب السياق فمثل هذه الآية نقدرها فنقول يارب يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي ، فصار في إعرابها وجهان : أحدهما أنها للتنبيه والثاني : أنها للنداء والمنادي محذوف ويقدر بحسب ما يقتضيه السياق وقوله : (( ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي )) (( ليت )) هنا للتمني ولعل للترجي والفرق بينهما أن التمني يكون فيما فيه تعذر والترجي يكون فيما يقرب حصوله وما كان بين ذلك فتارة تستعمل فيه ليت وتارة تستعمل فيه لعل ، فالأحوال ثلاثة : ما قرب حصوله تستعمل فيه لعل ، وما امتنع ليت ، وما كان بين ذلك فأحياناً لعل وأحياناً ليت بحسب قربه من التعذر أو من القرب ،
(( قال يا ليت يعلمون )) يعلمون ما حصل له ولهذا قال : (( بما غفر لي ربي )) بغفرانه (( وجعلني من المكرمين )) (( بما غفر لي ربي )) الباء هنا متعلقة بـ(( يعلمون )) والعلم هنا بمعنى المعرفة فلا تتعدى إلا إلى مفعول واحد و (( ما )) مصدرية كما حلها المفسر وأولها إلى مصدر قال : " بغفرانه " وهنا ينبغي أن نتذكر معاني ما فمن الذي يذكرها لنا ؟ نعم يا خالد .
الطالب : ...
الشيخ : تعظيم ومصدر تمام صار معانيها عشرة " ستفهم " يعني الاستفهام " شرط الوصل فاعجب " تعجبية " لنكرها " نكرة " بكف " كاف " ونفي " نافية " ذي " زائدة " تعظيم " للتعظيم " مصدر "مصدرية فهنا هي من القسم الأخير أو المعنى الأخير مصدرية وعلامة المصدرية التي تسبك وما بعدها أو يسبك ما بعدها بمصدر يحول إلى مصدر وقوله : (( بما غفر لي ربي )) تقدم لنا أن المغفرة هي ستر الذنب والتجاوز عنه لأنها مأخوذة من المغفر والمغفر فيه معنيان أو فيه شيئان :
أحدهما : الستر لأنه يستر الرأس .
والثاني : الوقاية لأن الإنسان يضع على رأسه المغفر في القتال ليتقي به السهام وليست المغفرة بمعنى الستر فقط ثم قال : (( بما غفر لي ربي )) فأضاف الربوبية إليه وهي من الربوبية الخاصة لأن الربوبية نوعان : ربوبية عامة وربوبية خاصة ، الربوبية العامة : هي الشاملة لجميع الخلق التي مقتضاها التدبير والتصرف في الخلق كما تقتضي حكمته ، والخاصة : هي التي يكون فيها عناية بهذا المربوب فربوبية الله سبحانه وتعالى لرسله وأوليائه وقد اجتمع القسمان أو النوعان في قول السحرة : (( قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ ))[الأعراف121:122]فالأولى : عامة والثانية : خاصة ، ويقابل ذلك العبودية فإنها عامة وخاصة فالعامة كقوله تعالى : (( إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ))[مريم:93]والخاصة كقوله :
(( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا ))[الفرقان:63]والخاصة فيها أخص وهي عبودية الله تعالى للرسل كقوله تعالى : (( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ ))[الفرقان:1]قال : (( ما غفر لي ربي )) هنا ربوبية خاصة وإلا لا ؟ خاصة ، (( وجعلني من المكرمين )) نعم (( جعلني من المكرمين )) لدخوله الجنة لأن دخول الجنة إكرام للإنسان إكرام من قبل الله وإكرام من قبل الملائكة فإن الملائكة يدخلون عليهم من كل باب (( سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ))[الرعد:24]إكرام من جهة الولدان المخلدون الذين هم خدم لأهل الجنة ، إكرام من جهة الزوجات اللاتي هن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان ، إكرام من جهة بعضهم لبعض فإنهم إخوان على سرر متقابلين قد نزع الله ما في صدورهم من غل ومثل هذا لابد أن يكون فيه إكرام من بعضهم لبعض فأهل الجنة مكرمون ومنهم هذا الرجل المؤمن الناصح المخلص فإنه مكرم بدخول الجنة قال الله عز وجل لما ذكر المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون ختم هذه الصفات بقوله : (( أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ ))[المعارج:35]ولهذا قال هنا : (( وجعلني من المكرمين )) نأخذ فوائد هذه الآيات لأننا أظن أننا اتفقنا على أن نأخذ فائدة كل آية طيب .
4 - التعليق على تفسير الجلالين : (( قيل )) له عند موته (( ادخل الجنة )) وقيل دخلها حيا (( قال يا )) حرف تنبيه (( ليت قومي يعلمون * بما غفر لي ربي )) بغفرانه (( وجعلني من المكرمين )). أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( إني إذا لفي ضلال مبين )) .
ومنها : أنه ينبغي التأكيد إذا كان المخاطب منكراً أو حاله حال المنكر لأنه يخاطب من ؟ يخاطب قومه الذين اتخذوا مع الله آلهة ويقول إني إن اتخذت آلهة مع الله لفي ضلال مبين ولهذا أكد الجملة بكم ؟ بمؤكدين :
(( إن )) واللام ، وربما يؤخذ من الآية الكريمة أن كل من ضل عن الحق أو كل من خالف الحق أصابه من الضلال بقدر ما خالف الحق لقوله : (( لفي ضلال مبين )) فيفيد أن الضلال قد يكون خفياً وقد يكون بيناً واضحاً .
ومن فوائد الآية الكريمة : كمال نصح هذا الرجل لأنه قرر وحدانية الله عز وجل بعدة أمور منها ما سبق بقوله : (( وما لي لا أعبد الذي فطرني )) ومنها : التحذير من الشرك به لكون المشرك في ضلال مبين وهكذا ينبغي للداعي إلى الله عز وجل إذا دعا إلى الحق أن يذكر ما في لزومه من الفضائل وأن يذكر ما في مخالفته من الضلال والسوء حتى يجمع بين الترغيب والترهيب .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن عكس من اتخذ مع الله آلهة وكان في ضلال مبين أن من وحد الله فهو على هدى مبين بين واضح لأنه أصاب الفطرة وأصاب ما جاءت به الرسل .
فوائد قول الله تعالى : (( إني آمنت بربكم فاسمعون )) .
ومنها : قوة شخصية هذا الرجل حيث أعلن أمام هؤلاء القوم أنه آمن وآمن بربهم الذي يستلزم أن يكونوا مخلصين له في العبادة إذا كان رباً لهم كأنه أقام الحجة عليهم بذلك فإذا كان الله ربكم فالواجب أن توحدوه ولا تتخذوا معه آلهة وهذا يدل على قوة شخصيته ،زد على ذلك أنه تحداهم فقال : (( فاسمعون )) فأنا لا أبالي بكم اسمعوا أني آمنت بربكم الذي يجب أن توحدوه لأنه ربكم .
ومن فوائد الآية الكريمة : بيان ربوبية الله تعالى العامة حيث قال : (( بربكم )) مع كونهم مشركين كفاراً وهذا من الربوبية العامة .
فوائد قول الله تعالى : (( قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون )) .
الطالب : ...
الشيخ : القرآن من (( الم * ذلك الكتاب )) من الفاتحة إلى (( قل أعوذ برب الناس )) نعم .
الطالب : ...
الشيخ : ما هذه ، نعم .
الطالب : ...
الشيخ : لا ، (( فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ ))[الواقعة:85]إلى قوله : (( فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ ))[الواقعة:89]فهنا قال : (( فلولا إذا بلغت )) حين الموت ثم قال : (( فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ )) ومنها هذه الآية : (( قيل ادخل الجنة )) لأن هذا قيل (( ادخل الجنة )) ولم تقم الساعة الآن فهو دليل على أن الميت ينعم في قبره كأنه ما دخل الجنة لأنه يلبس من الجنة ويفرش من الجنة ويفتح له باب إلى الجنة ويأتيه من روحها ونعيمها فكأنه دخلها .
الطالب : ...
الشيخ : لا ، لا لأن (( فأما إن كان من المقربين )) حين تبلغ الروح الحلقوم أي نعم .
الطالب : ...
الشيخ : الآن يعني .
طيب (( قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون )) فيه إثبات نعيم إيش ؟ القبر لقوله : (( قيل ادخل الجنة )) مع أن الساعة لم تقم بعد ولم يدخل الناس الجنة .
طيب ومن فوائدها : أن هذا الرجل كان ناصحاً في حياته وبعد مماته ، ففي حياته دعا قومه إلى توحيد الله عز وجل كما مر علينا وبعد مماته تمنى أن قومه يعلمون بغفران الله له من أجل إيش ؟ أن يؤمنوا ويتبعوا الرسل وهذا دليل على أن المؤمن لا تلقاه إلا ناصحاً حتى بعد موته يكون ناصحاً فهذا الرجل تمنى أن قومه يعلمون بما غفر الله له لعلهم يرجعون فيؤمنون كما آمن .
ومن فوائد الآية الكريمة : إثبات وجود الجنة وقد دل على ذلك آيات وأحاديث كثيرة مثل قوله تعالى : (( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ))[آل عمران:133]والإعداد بمعنى التهيئة والنصوص في هذا كثيرة ، وقد عرضت الجنة والنار على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي صلاة الكسوف
طيب وهل تبقى الجنة أبداً ؟ الجواب نعم وهذا متفق عليه بين أهل السنة ، النار موجودة الآن وهو متفق عليه أيضاً بين أهل السنة وهل تفنى ؟ الصحيح المقطوع به أنها لا تفنى لأن الآيات صريحة في ذلك وقد ذكر الله تعالى تأبيد الخلود فيها في ثلاث آيات من كتابه ما هي يا عبد الوهاب ؟ تأبيد الخلود في النار ذكرها الله في ثلاث آيات من القرآن .
الطالب : ...
الشيخ : في سورة النساء والأحزاب والجن طيب في سورة النساء فهد ، ما تذكرها ، نعم .
الطالب : ...
الشيخ : طيب .
الطالب : ...
الشيخ : (( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا * إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ))[النساء168:169]طيب في سورة الأحزاب .
الطالب : ...
الشيخ : لا ، لا، هذه في البقرة ولا هي .
الطالب : ...
الشيخ : (( إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا ))[الأحزاب:65]، الآية الثالثة في سورة الجن خالد .
الطالب : ...
الشيخ : (( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ))[الجن:23]هذه ثلاث آيات صريحة في تأبيد أهل النار فيها نعم .
الطالب : ...
الشيخ : لا ، لا ، ما داموا فيها نعم ، طيب المهم التصريح بالتأبيد ومع ذلك مع التصريح بالتأبيد ذكر عن بعض السلف أنهم كانوا يقولون : بأنهم تفنى ، ولكن هذا القول لاشك مهما قاله من قاله فإنه قوله مردوداً عليه طيب .
فوائد قول الله تعالى : (( بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين )) .
ومن فوائدها : أنه لا يتم النعيم إلا بزوال المكروه ويستفاد هذا من قوله : (( بما غفر لي ربي )) .
ومنها أيضاً ما أشار إليه بعض الأدباء : أن التخلية قبل التحلية كيف هذا ؟ لقوله : (( بما غفر لي ربي )) وهذا تخلية وإزالة (( وجعلني من المكرمين )) هذا تحلية ولهذا لو أردت أن تحلي امرأة تنظفها أولاً ثم تلبسها الحلي ، لو ألبستها الحلي وهي غير نظيفة نعم ما يليق ولا تجد جمالاً فيها أي نعم طيب إذاً يستفاد منها أن المغفرة تسبق الإكرام والرحمة ويدل لهذه القاعدة التتبع فإن الغالب أن الله عز وجل إذا قرن بين الاسمين الغفور الرحيم يقدم الغفور على الرحيم طيب يقول : (( بما غفر لي ربي )) .
ومن فوائد الآية أيضاً : إثبات الربوبية الخاصة لقوله : (( ربي )) فهذه من الربوبية الخاصة .
ومن فوائدها : أن الإكرام إكرام الله عز وجل لا يختص بهذا الرجل بل هناك عالم يكرمهم الله لقوله :
(( وجعلني من المكرمين )) ففيه حث على أن يفعل الإنسان كفعله لينال ما ناله ولم يقل : بما غفر لي ربي وأكرمني ، بل قال : (( وجعلني من المكرمين )) ليبين أن الإكرام ليس خاصاً به بل الإكرام موجود لكل من قام بعمل كعمله .
التعليق على تفسير الجلالين : (( وما )) نافية (( أنزلنا على قومه )) أي حبيب (( من بعده )) بعد موته (( من جند من السمآء )) أي ملائكة لإهلاكهم (( وما كنا منزلين )) ملائكة لإهلاك أحد .
(( ما )) نافية وقوله : (( على قومه )) قال المؤلف : " أي حبيب " بناء على أن اسمه حبيب وقد سبق أن اسمه لا يهمنا ، المهم القصة ، (( على قومه من بعده )) أي من بعد أن هلك ومات على أيديهم ، (( من جند من السماء )) (( من )) هذه زائدة لأنها لو حذفت استقام الكلام بدونها لو قال : وما أنزلنا على قومه جنداً من السماء ، يستقيم الكلام وقوله : (( من جند من السماء )) أي ملائكة فإن الملائكة جنود الله عز وجل قال الله تعالى : (( وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ))[المدثر:31]وقال تعالى : (( وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ))[الصافات:173]فالجند الملائكة لكن قال : " لإهلاكهم " (( وما كنا منزلين )) ملائكة لإهلاك أحد فلم تنزل الملائكة لإهلاك أحد وقيل : وما كنا منزلين لإهلاك هؤلاء ، لأنهم أقل وأحقر من أن يبعث الله ملائكة من السماء تهلكهم وهذا هو الأقرب فيكون النفي هنا خاصاً بمن ؟ بهؤلاء القوم لأن الله أنزل ملائكة في بدر وأنزل ملائكة في غزوة حنين فأنزل الله تعالى الجنود وكذلك أيضاً في غزوة الأحزاب (( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا ))[الأحزاب:9]ولكن ((ما كنا منزلين )) جنوداً لهؤلاء احتقاراً لهم وهذا الذي مشى عليه المؤلف هو الصحيح وقال بعض العلماء : (( وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِنَ السَّمَاءِ )) أي من وحي ورسل لأن الوحي تنزل به الملائكة لكن ما مشى عليه المؤلف أصح بدليل ما يأتي فيما بعد والله أعلم .
9 - التعليق على تفسير الجلالين : (( وما )) نافية (( أنزلنا على قومه )) أي حبيب (( من بعده )) بعد موته (( من جند من السمآء )) أي ملائكة لإهلاكهم (( وما كنا منزلين )) ملائكة لإهلاك أحد . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( إن )) ما (( كانت )) عقوبتهم (( إلا صيحة واحدة )) صاح بهم جبريل (( فإذا هم خامدون )) ساكنون ميتون .
الطالب : ...
الشيخ : لا ما تأتي إن ما تأتي .
الطالب : ...
الشيخ : لا هذه كأن ، وتأتي زائدة كقوله :
" بني غدانة ما إن أنتم ُ ذهب ولا صريف ولكن أنتم الخزف "
تأتي على أربعة أوجه : نافية وشرطية ومخففة من الثقيلة وزائدة نعم وإذا أتت بعدها إلا فهي نافية وقد تكون نافية بدون إلا كقوله تعالى : (( إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا ))[يونس:68]أي إن ما عندكم لكن القاعدة أنه إذا أتت بعدها إلا فهي نافية ولا يلزم ألا تأتي نافية إلا مع إلا ، لا ليس بلازم قد تأتي نافية بدون إلا كقوله : (( إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا )) يعني ما عندكم طيب ، قال الله تعالى : (( إن كانت )) قال المفسر : " عقوبتهم " يعني ما كانت عقوبتهم التي عاقبهم الله بها بكفرهم (( إلا صيحة واحدة )) " صاح بهم جبريل " (( فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ )) يعني ما احتاجوا إلى عناء وإلى جند ما هي إلا صيحة ولم يبين الله سبحانه وتعالى الصائح والمؤلف قال : " جبريل " ولا ينبغي أن نجزم بهذا إلا بدليل لأن الواجب علينا أن نبهم ما أبهمه الله إلا أن يرد تعيينه بدليل صحيح ولم يرد بتعيينه هذا دليل صحيح وعلى هذا فنقول : صيح بهم ولا نجزم من هذا الصائح ، المهم أنها صيحة واحدة ، صيح بهم فهلكوا عن آخرهم ولهذا قال : (( فإذا هم خامدون )) (( إذا )) هنا فجائية تدل على تعاقب ما بعدها وما قبلها أي أن ما بعدها وقع عقب ما كان قبلها مباشرة ولهذا سميت فجائية لأنها تفاجيء وتأتي فوراً من حين أن صيح بهم خمدوا عن آخرهم قال الله عز وجل ، أنا أرجو ألا يتكرر منكم هذا كل واحد يصلح ...طيب يقول : (( فإذا هم خامدون )) " فإذا هم ساكتون ميتون " وبهذا نعرف أن هؤلاء ماتوا عن آخرهم لأن (( هم )) ضمير يفيد الجمع والشمول .
10 - التعليق على تفسير الجلالين : (( إن )) ما (( كانت )) عقوبتهم (( إلا صيحة واحدة )) صاح بهم جبريل (( فإذا هم خامدون )) ساكنون ميتون . أستمع حفظ