تتمة سؤال : من قال أن الكسوف والخسوف يقع في كل وقت والله على كل شيء قدير .؟
مناقشة تفسير قول الله تعالى : (( وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون * وخلقنا لهم من مثله ما يركبون )) .
الطالب : ...
الشيخ : نعم المصدر المؤول ما التقدير ؟
الطالب : حملهم
الشيخ : ...فإنا نقول : المراد بالذرية هنا ذرية نوح وأضيفت إلى هؤلاء باعتبار الجنس يعني حملنا الذرية من جنسهم في الفلك المشحون وذكرنا لهذا نظيراً وهو قوله تعالى : (( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً ))[المؤمنون12:13]ما جعلنا الإنسان الذي خلق من السلالة لأن الإنسان الذي خلق من السلالة هو آدم ولا يمكن أن يكون نطفة في قرار مكين وإنما الذي يكون نطفة في قرار مكين ما كان من جنسه طيب هذا القول هو الذي تطمئن إليه النفس ولا يأباه السياق .
2 - مناقشة تفسير قول الله تعالى : (( وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون * وخلقنا لهم من مثله ما يركبون )) . أستمع حفظ
تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( وءاية لهم )) على قدرتنا (( أنا حملنا ذريتهم )) وفي قراءة (( ذرياتهم )) أي آبائهم الأصول (( في الفلك )) أي سفينة نوح (( المشحون )) المملوء .
3 - تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( وءاية لهم )) على قدرتنا (( أنا حملنا ذريتهم )) وفي قراءة (( ذرياتهم )) أي آبائهم الأصول (( في الفلك )) أي سفينة نوح (( المشحون )) المملوء . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( وخلقنا لهم من مثله )) أي مثل فلك نوح ، وهو ما عملوه من شكله من السفن الصغار والكبار بتعليم الله تعالى (( ما يركبون )) فيه .
وثانياً : أن الله تعالى خلق من مثل هذه الفلك ما يركبون كما قال تعالى : (( وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ))[القمر:15]فالناس تعلموا كيف يصنعون السفن فصاروا يصنعون مثل هذه السفينة ولعل قوله تعالى في سورة القمر : (( وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ ))[القمر:13]فيها الإشارة إلى مواد هذه السفينة أو هذا الفلك لأجل أن يتعلم الناس لأنه لم يقل حملناه على فلك بل قال : (( على ذات ألواح ودسر )) كأنه يقول : إن هذا الفلك مصنوع من الألواح والمسامير حتى يتعلم الناس مواد هذا الفلك ، ثم قال عز وجل : (( وخلقنا لهم من مثله ما يركبون )) (( من مثله )) المراد بالمثل هنا الجنس وليس المراد المماثلة من كل وجه وذلك لأن المماثلة من كل وجه قد تكون متعذرة لكن نفس الجنس أما النوع فيختلف باختلاف الأعصار فلكل عصر نوع سفنه وما زالت تترقى السفن في البحار ووصلت إلى ما وصلت إليه في عهدنا الحاضر ، قال المؤلف رحمه الله تعالى : " بتعليم الله تعالى إشارة إلى سؤال مقدر " كأنه قال : كيف قال الله تعالى :
(( وخلقنا له من مثله )) وهذه السفن مصنوعة بأيدي البشر وليست بخلق الله كخلق البعير التي تركب والفرس وشبهها فأجاب المؤلف : بأن الله تعالى أضاف خلقها إليه لأنها كانت بتعليمه ،
4 - التعليق على تفسير الجلالين : (( وخلقنا لهم من مثله )) أي مثل فلك نوح ، وهو ما عملوه من شكله من السفن الصغار والكبار بتعليم الله تعالى (( ما يركبون )) فيه . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون * وخلقنا لهم من مثله ما يركبون )) .
أولاً : بيان ما في إنقاذ البشرية من الغرق في زمن نوح فإنه لولا أن الله أبقى هؤلاء لزالت البشرية من الأرض لكن الله تعالى أبقى نوحاً ومن معه ومع هذا فلم يبق من نسل الذين معه أحد وأما الذين بقوا هم نسل نوح فقط كما قال تعالى : (( وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ))[الصافات:77]أما غيرهم فلم يبق منهم أحد ولهذا يسمى نوحاً أبا البشر الثاني .
ثانياً من فوائد هذه الآية : بيان نعمة الله عز وجل بما أنعم على هؤلاء بتعليم السفن التي يركبونها في البحر ولولا هذه السفن ما استطاع أحد أن يعبر من يابسة إلى أخرى بينهما ماء ولكن الله أعلمهم بصناعة هذه حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن السفينة التي كانت فيها نوح كانت مملوءة من البشر وغيره لقوله : (( المشحون )) .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن المماثلة قد لا تقتضي المساواة من كل وجه لقوله : (( من مثله )) وليست هذه السفن الموجود والتي كانت في عهد نزول القرآن ليست كمثل سفينة من كل وجه ويدل على أن المماثلة قد لا تقتضي المساواة من كل وجه قوله تعالى : (( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ ))[الطلاق:12]فإن المراد بالمماثلة هنا المماثلة في العدد فقط وإلا فإن بين الأرض والسماء من الفروق العظيمة ماهو ظاهر .
وفي قوله : (( ما يركبون )) إشارة إلى الراحة الحاصلة بهذه السفن وأن محل ركوبهم الاستقرار ففيها أيضاً بيان النعمة من الله سبحانه وتعالى في استقرار الراكبين على هذه السفن .
5 - فوائد قول الله تعالى : (( وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون * وخلقنا لهم من مثله ما يركبون )) . أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون * إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين )) .
6 - تفسير قول الله تعالى : (( وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون * إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين )) . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( وإن نشأ نغرقهم )) مع إيجاد السفن (( فلا صريخ )) مغيث (( لهم ولا هم ينقذون )) ينجون (( إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين )) أي لا ينجيهم إلا رحمتنا لهم وتمتيعنا إياهم بلذاتهم إلى انقضاء آجالهم .
(( ومتاعاً إلى حين )) أي أنهم يمتعون إلى حين أجلهم لأن الله تعالى قد جعل لكل شيء قدراً أي لا ينجيهم إلا رحمتنا لهم وتنفيعنا إياهم لذاتهم إلى انقضاء آجالهم ،
7 - التعليق على تفسير الجلالين : (( وإن نشأ نغرقهم )) مع إيجاد السفن (( فلا صريخ )) مغيث (( لهم ولا هم ينقذون )) ينجون (( إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين )) أي لا ينجيهم إلا رحمتنا لهم وتمتيعنا إياهم بلذاتهم إلى انقضاء آجالهم . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون * إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين )) .
منها : إثبات مشيئة الله عز وجل لقوله : (( وإن نشأ نغرقهم )) .
ومنها : أن الله إذا أراد بقوم سوءاً فلا مرد له لقوله : (( فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون )) .
ومنها : بيان نعمة الله سبحانه وتعالى بإنجائهم من الغرق وأن نجاتهم من الغرق ليس بكسبهم وعملهم ولكنها من رحمة الله عز وجل .
ومنها : أن الله تعالى قد ينقذ الإنسان من الهلاك إلى أن يأتي أجله لقوله : (( ومتاعاً إلى حين )) .
ومنها : أن الخلود في هذه الدنيا متعذر ومستحيل لقوله : (( إلى حين )) وما كان له غاية فلابد أن ينقضي .
ومنها : أنه يجب على الإنسان أن ينظر إلى نعم الله تعالى بالإنقاذ من الشدائد أو بحصول محبوب أن ينظر إلى النعم على أنها فضل من الله عز وجل ليست بكسبه ولكنها من الله لقوله : (( وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم )) .
8 - فوائد قول الله تعالى : (( وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون * إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين )) . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم )) من عذاب الدنيا كغيركم (( وما خلفكم )) من عذاب الآخرة (( لعلكم ترحمون )) أعرضوا .
الطالب : ...
الشيخ : (( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ )) من عذاب الدنيا لأن الهم ما هو العذاب فقط ، من عذاب الدنيا كغيركم (( وَمَا خَلْفَكُمْ )) من عذاب الآخرة (( لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )) أعرضوا ، قوله : (( إذا قيل لهم )) الجملة هذه شرطية فعل الشرط فيها (( قيل )) وجوابه محذوف قدره المؤلف بقوله : " أعرضوا " وهذا التقدير لاشك أنه التماس من المؤلف وإلا فقد يكون الأمر أوسع مما قال المؤلف وحذف مثل هذا فيه من البلاغة أن الذهن يقدر كل ما يمكن أن يقدره مما يترتب على هذا القول هذا من جهة ، من جهة أخرى أن الناس إذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم تختلف إجاباتهم منهم من يعرض ويسكت ومنهم من يستكبر ويسب ومنهم من يقاتل إلى غير ذلك من الأمور التي لا تخفى فكان في حذف هذا من البلاغة ما هو ظاهر ليذهب الذهن كل مذهب في تقدير هذا المحذوف قوله : (( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ )) من القائل ؟ القائل هنا مبهم لأن الفعل مبنياً للمجهول ليشمل أي واحد يقول لهم هذا القول سواء كان من قول الله عز وجل في كتابه أو كان من قول الرسول صلى الله عليه وسلم في سنته أو كان من قول الدعاة بعد ذلك فهؤلاء الكفار إذا قيل لهم : (( إِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ )) (( ما بين أيديكم )) من عذاب الدنيا فإن الله سبحانه وتعالى قد يعذب الكافر في الدنيا كما عذب الأمم السابقة وكما عذب هذه الأمة أيضاً لكن عذاب هذه الأمة يكون بابتلاء بعضهم ببعض (( ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ ))[محمد:4] (( يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ ))[الدخان:16]كانت هذه في غزوة بدر حين قتل صناديد قريش فسماها الله تعالى بطشة كبرى أما الأمم السابقة فعقوباتهم معروفة فهنا (( اتقوا ما بين أيديكم )) من عذاب الدنيا العذاب المتنوع سواء كان بأيدي المؤمنين أو كان من فعل الله عز وجل كالقحط والزلازل والغرق وغير ذلك (( وما خلفكم )) من أمر الآخرة وعذاب الآخرة أشق وأشد وأبقى وهنا قال : (( ما خلفكم ))
قد يقول قائل : لو كان الأمر بالعكس لكان أقرب إلى الصواب يقول : (( ما بين أيديكم )) من عذاب الآخرة لأنه مستقبل (( وما خلفكم )) من عذاب الدنيا لأن الدنيا هي التي يخلفها الإنسان وراءه
ولكن نجاوبه عن هذا بأن الذي بين أيديهم حقيقة هو الدنيا وما ما خلفهم فإن الخلف والوراء قد يطلق بمعنى الأمام ومنه قوله تعالى : (( وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا ))[الكهف:79]قال العلماء معناه : أمامهم ، وكقوله تعالى : (( وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ ))[إبراهيم:17]أي أمامه وقوله : (( لعلكم ترحمون )) لعل هنا للتعليل أي لأجل أن يرحمكم الله عز وجل إذا قيل لهم هذا الشيء فجمع لهم بين الترغيب والترهيب ، الترهيب يا خالد في قوله : (( لعلم ترحمون )) والترهيب في قوله : (( اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم )) هؤلاء جمع لهم بين الترغيب والترهيب ومع ذلك لا يستجيبون بل يعرضون ويستكبرون ويسخرون ويقولون هذا أساطير الأولين وما أشبه ذلك مما هو معروف عن هؤلاء إذا دعوا إلى الله نعم ،
9 - التعليق على تفسير الجلالين : (( وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم )) من عذاب الدنيا كغيركم (( وما خلفكم )) من عذاب الآخرة (( لعلكم ترحمون )) أعرضوا . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون )) .
ومن فوائدها : أن الإنسان إذا أعرض عن دين الله واستكبر كان عرضة للعذاب إما في الدنيا أو في الآخرة أو في الدنيا والآخرة لقوله : (( اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ )) .
ومن فوائدها : أن الإقبال إلى الله عز وجل واجتناب معصيته سبب للرحمة لقوله : (( لعلكم ترحمون )) .
ومن فوائدها أيضاً : إثبات العلل والأسباب لقوله : (( لعلكم )) فإن لعل هذه للتعليل ولا أحد ينكر أن للأسباب تأثيراً إلا من صرف عن مقتضى الفطرة والناس اختلفوا في الأسباب والعلل على ثلاثة أقوال :
فمنهم من قال : إن الأسباب والعلل مؤثرة بذاتها وأنه لابد لكل سبب من تأثيره من مسببه ولابد في كل علة من تأثيرها في معلولها .
ومنهم من قال بالعكس وقال : إنه لا تأثير للعلل والأسباب وإنما هي علامات وأمارات فقط فإذا وجد المسبب أو المعلول لم يقولوا إن ذلك من أجل السبب أو العلة ولكن يقولون : إن ذلك حصل عنده لا به ولا ريب أن هؤلاء خالفوا المنقول والمعقول ولا أحد يوافقهم على ما ذهبوا إليه .
والقول الثالث وسط : يقولون إن للأسباب والعلل تأثيراً في معلولاتها ومسبباتها لكن بجعل الله ذلك فيها فهي ليست مؤثرة بنفسها بل بما أودعها الله تعالى فيها من الأمر الموجب للسبب أو للمعلول وهذا القول هو المتعين وهو الصواب بدليل أن الله تعالى قد يسلب هذه العلة أو هذا السبب قد يسلبه التأثير ولا يبقى له تأثير إطلاقاً وما قصة إبراهيم عليه الصلاة والسلام بغريبة حيث ألقي في نار تتأجج فقال الله لهذه النار : (( كوني برداً وسلاماً على إبراهيم )) فكانت برداً وسلاماً مع أنها سبب للإحراق ولكنها صارت برداً وسلاماً على إبراهيم وهذا يدل على أن الأسباب والعلل إنما تؤثر بماذا ؟ بإرادة الله عز وجل وجعل هذه العلة هو سبب مؤثراً .
طيب ومن فوائد الآية هذه والتي قبلها أيضاً : إثبات الرحمة لله عز وجل وهي من صفاته الذاتية الفعلية ، الذاتية لأن الله لم يزل رحيماً بعباده ولا يزال ، الفعلية باعتبار تعلقها بالمرحوم فإنها تتجدد باعتبار المرحوم لا باعتبار أنها صفة من صفات الله فهذا الذي رحمه الله من البشر حادث بعد أن لم يكن فتتعلق به الرحمة ولا يخفى عليكم ما ذهب إليه الأشاعرة من إنكارهم الرحمة على وجه الحقيقة وادعائهم أنه يراد بها الإحسان أو إرادة الإحسان ففسروها بالإرادة لأنهم يثبتون لله الإرادة أو بالإحسان لأنه مخلوق منفصل ليس من صفات الله وهذا بلا شك قول باطل وضعيف وقد مر علينا بيان تعليلهم لإنكاره والرد عليهم قالوا : إن الرحمة تقتضي إيش ؟ رقة وليناً وضعفاً وهذا لا يليق بالله عز وجل وقالوا أيضاً : إن الرحمة لا يدل عليها العقل ونحن لا نثبت من صفاته إلا ما دل عليه العقل وقد بينا أن هذا القول ليس بصواب
أولاً : أن الرحمة قد تقع من إنسان قوي وذي سلطان ويوصف بالرحمة حتى من البشر
وثانياً : ادعاؤهم أن العقل لا يدل عليها باطل فإن العقل يدل عليها أكثر دلالة وأوضح دلالة من دلالة التخصيص على الإرادة وقد مر علينا هذا كثيراً .
قال الله تعالى ، ما يحتاج إلى ...بسيط رأي ثالث نذكره وهو أن المراد بـ (( ما بين أيديهم )) المعاصي التي في مستقبلهم ويخشى أن يفعلوها (( وما خلفهم )) المعاصي الماضية فيجعلون المراد بما بين أيديهم وما خلفهم من الأعمال لا من عذاب الله وسبق أن قلنا إن الآية إذا كانت تحتمل المعاني المذكورة فيها بدون تعارض فإنها تحمل على الجميع طيب ، في الآية ، أنا ما أظن أخذنا فوائد هذه الآية .
الطالب : ...
الشيخ : ...عندي .
الطالب : ...
الشيخ : إثبات الرحمة وإثبات الأسباب أخذنا كل هذا طيب .
قال الله تعالى ، بداية الدرس الجديد ، (( وما تأتيهم من آية )) قبل أن أبدأ في الدرس رأيت الأخ ياسر أخذ من المناديل ، أخذ منديل وحطه في ...
قال الله عز وجل : (( وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ )) أيضاً سبق لنا الكلام على الآية هذه ،
10 - فوائد قول الله تعالى : (( وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون )) . أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين )) .
فوائد قول الله تعالى : (( وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين )) .
ومن فوائدها : أن بني آدم قد يعتون عن الآيات فيعرضون عنها بدون نظر والواجب على الإنسان أن ينظر أولاً ثم يحكم ثانياً ولهذا يقال : الحكم على الشيء فرع عن تصوره ، فأنت انظر الأول في الآيات شوف هل هي آيات مقنعة موجبة للصلاح فلتكن صالحاً بها هل هي لا تنفع فحينئذ تعذر بالإعراض عنها .
ومن فوائد هذا الآية : بيان قسوة قلوب هؤلاء فإنهم لم يقبلوا آية من الآيات دليله (( وما تأتيهم من آية من آيات ربهم )) .
ومن فوائد الآية الكريمة : إثبات الربوبية العامة لقوله : (( من آيات ربهم )) فأثبت الله تعالى أنه رب هؤلاء وهو سبحانه وتعالى رب كل شيء (( إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ ))[النمل:91]كل شيء فالله ربه حتى الكفار أي نعم حتى الكفار لكن نقول أحياناً تكون ربوبية خاصة أي أن يراد بها ربوبية خاصة فيها مزيد عناية واعتناء مثل قوله تعالى : (( رب موسى وهارون )) فان هذه الربوبية غير الربوبية العامة .
ومن فوائد الآية الكريمة : تقبيح حال هؤلاء والتحذير من فعلهم لقوله : (( إلا كانوا عنه معرضين )) مع أنها جاءت ممن ؟ من ربهم الذي هو مالكهم وخالقهم و أمرهم إليه ومع ذلك يعرضون .
تفسير قول الله تعالى : (( وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه إن أنتم إلا في ضلال مبين )) .
13 - تفسير قول الله تعالى : (( وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه إن أنتم إلا في ضلال مبين )) . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( وإذا قيل )) أي قال فقراء الصحابة (( لهم أنفقوا ))علينا (( مما رزقكم الله )) من الأموال (( قال الذين كفروا للذين ءامنوا )) استهزاء بهم (( أنطعم من لو يشآء الله أطعمه )) في معتقدكم هذا ؟ (( إن )) ما (( أنتم )) في قولكم لنا ذلك مع معتقدكم هذا (( إلا في ضلال مبين )) بين ، وللتصريح بكفرهم موقع عظيم .
ويحتمل أنه من باب إيش ؟ الاحتجاج بالقدر فراراً من اللوم يعني أنطعم قوماً لو يشاء الله أطعمهم فأطعمناهم ولكن الله تعالى لم يشأ أن نطعمهم فلا نطعمهم هذا وجهين
الوجه الثالث يحتمل أنه قالوا هذا اعتراضاً على القدر كما يقوله الاشتراكيون والشيوعيون ليش أن يجعل أن الله هذا فقير ولا يعطيه ؟ فكأنهم يقولون في جوابهم هذا كأنهم في جوابهم هذا يعترضون على الله والذي يطعمهم من ؟ الله ما إحنا المسئولين عنهم ، المسئول عنهم الله وكان على الله أن يطعمهم لكن لم يشأ ذلك فيكون هذا فيه نوع من الاعتراض على القدر فهذه ثلاثة أوجه : الاستهزاء والثاني : الاحتجاج بالقدر والثالث : الاعتراض على القدر
ثم قالوا : (( إِنْ أَنْتُمْ )) أي ما أنتم في قولكم لنا ذلك مع معتقدكم هذا (( إِلَّا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ )) بين يعني هؤلاء الكفار الذين أمروا أن ينفقوا على الفقراء يقولون للذي أمرهم أنت تعتقد أن الله لو شاء لأطعمهم فيقول نعم أعتقد ذلك يقولون : إذاً كيف تأمرنا أن نطعمهم والأمر بمشيئة الله ما أنت إلا في ضلال مبين وقوله : (( إن أنتم )) (( إن )) هنا نافية وإلا شرطية ؟ بمعنى ما ، ما الدليل على أنها نافية ؟ لوجود إلا بعدها وإذا جاءت إلا بعد إن فهي دليل على أن إن نافية ومر علينا قبل أيام قليلة أن إن ترد في اللغة العربية على أربعة أوجه :
الأول:
الطالب : ...
الشيخ : طيب ومثاله بني غدانة ما إن أنتم ذهب ولا صريف ولكن أنتم الخزف ، طيب تأتي أيضاً خالد ؟
الطالب : شرطية .
الشيخ : شرطية مثاله .
الطالب : ...
الشيخ : ولا تأتي بشاهد من القرآن أو من السنة أو من كلام العرب نعم ، (( إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا ))[النساء:135] هذه شرطية طيب ثالثاً فوزي .
الطالب : ...
الشيخ : وتأتي نافية مثاله .
الطالب : ...
الشيخ : طيب مخففة من الثقيلة مثاله .
الطالب : ...
الشيخ : قول الشاعر : " وإن مالك كانت كرام المعادن "
طيب وقوله المؤلف : (( مبين )) قال : " أي بين " فهي من أبان الناقص أو من أبان المتعدي ؟ أبان تأتي متعدية ولازمة فيقال : أبان الشيء بمعنى أظهره ويقال : أبان الصبح بمعنى ظهر إذا مبين من الرباعي من أبان يبين فهو مبين يحتمل أن تكون بمعنى بين على أنها من القاصر ولا من المتعدي ؟ من القاصر ويحتمل في غير هذا السياق أن تكون بمعنى أبان مثل (( والقرآن المبين )) ليس المعنى هو القرآن البين بل هو قرآن مبين للحق نعم ، قال المؤلف : " وللتصريح بكفرهم موقع عظيم " وين ؟ (( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا )) ولم يقل : قالوا قال الذين كفروا ، (( قال الذين كفروا )) فله موقع عظيم ما هذا الموقع العظيم ؟ هذا الموقع العظيم
أولاً : التصريح بكفر هؤلاء لو قال : قالوا لقلنا لعلهم قالوا ذلك ليس بسبب الكفر ولكن بسبب البخل هذه فائدة أن هذا الإظهار في موضع الإضمار في هذه الآية للتصريح بكفرهم
الفائدة الثانية : أن مثل هذه المقالة لا تصدر إلا من كافر فيكون الكفر عاماً لكل من قال هذه المقالة وقد مر علينا فيما سبق أن الإضمار له ثلاث فوائد :
الفائدة الأولى : التصريح بالحكم على هؤلاء الذي يرجع إليهم الضمير .والثاني .
14 - التعليق على تفسير الجلالين : (( وإذا قيل )) أي قال فقراء الصحابة (( لهم أنفقوا ))علينا (( مما رزقكم الله )) من الأموال (( قال الذين كفروا للذين ءامنوا )) استهزاء بهم (( أنطعم من لو يشآء الله أطعمه )) في معتقدكم هذا ؟ (( إن )) ما (( أنتم )) في قولكم لنا ذلك مع معتقدكم هذا (( إلا في ضلال مبين )) بين ، وللتصريح بكفرهم موقع عظيم . أستمع حفظ