التعليق على تفسير الجلالين : (( إن أنتم إلا في ضلال مبين )) بين ، وللتصريح بكفرهم موقع عظيم .
(( إذا قيل لهم )) قال المؤلف : " أي قال فقراء الصحابة " (( أنفقوا )) علينا (( مما رزقكم الله )) من الأموال هكذا سار المؤلف في تفسير الآية فجعل القائل هم الفقراء وعلى هذا فتكون الآية في سؤال الفقراء من الأغنياء أي ينفقوا يعني إذا جاء الفقراء يسألون الأغنياء أن ينفقوا تهكموا بهم وقالوا : كيف نطعمكم والله تعالى لم يشأ أن نطعمكم ؟ ولو شاء أن نطعمكم لأعطيناكم بدون سؤال هذا توجيه الآية على ما مشى عليه المؤلف ولكن الذي ينبغي أن نجعل الآية عامة لأنه أبهم فيها الفاعل وإبهام الفاعل يراد به بعض الأحيان يراد به التعميم فـ(( إذا قيل لهم )) أي إذا قال لهم أحد من الناس سواء كانوا الفقراء يسألونهم الإنفاق أو كانوا الأغنياء يحثونهم على الإنفاق لأن الأغنياء من الصحابة مثلاً ينفقون فيحثون الأغنياء من الكفار على أن ينفقوا أيضاً فالصواب أن نبقي الآية على إبهامها ليكون أعم وقوله : (( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ )) الإنفاق بمعنى البذل والإعطاء وقوله : (( مما رزقكم )) أي مما أعطاكم الله ، وفي قولهم : (( أنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ )) دون قولهم أنفقوا من أموالكم فيها تنبيه على أن هذا الذي بين أيديكم ليس من كسبكم في الواقع ولكنه من رزق الله فكان عليكم أن تنفقوا من هذا الذي رزقكم الله لأن الله يأمركم به فالذي أمركم بالإنفاق هو الذي أعطاكم هذا المال فكيف تنكرون فضله وتستكبروا عن أمره فلا تنفقون فهذا هو الفائدة في قوله : (( مما رزقكم الله )) الجواب (( قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ )) قوله : (( قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا )) اللام هذه الأصح أنها على بابها وأن المراد بها الصلة يعني قالوا قولاً يصل للذين آمنوا ، من الذين آمنوا ؟ هم الذين قالوا لهم : (( أنفقوا مما رزقكم الله )) (( قالوا )) قال المؤلف : " استهزاء بهم " يحتمل ما ذكر المؤلف أنه استهزاء ويحتمل أنه من باب الاحتجاج بالقدر عناداً وتحججاً يقولون : (( أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ )) (( من )) هنا بمعنى الذي ويجوز أن تكون نكرة موصوفة أي نطعم أحداً لو يشاء الله أطعمه من دوننا أو أنطعم الذي لو يشاء الله أطعمه و (( لو )) هنا حرف امتناع لامتناع وشرطها قوله : (( يشاء )) وجوابها (( أطعمه )) وقد أتت على خلاف الأكثر حيث حذفت اللام من الجواب والأصل من لو يشاء الله لأطعمه فإن جواب لو كان مثبتاً فالأكثر فيه إثبات اللام وقد تحذف اللام وقد اجتمع الأمران في قوله تعالى : (( أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ * أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ * لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ ))[الواقعة46:65]ثم قال : (( أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلا تَشْكُرُونَ ))[الواقعة69:70]فأتت اللام في جواب (( لو )) في الآية السابقة وحذفت من الآية الثانية هذه الآية التي معنا من باب محذوف اللام (( أنطعم من لو يشاء الله أطعمه )) قال المؤلف : " إنهم يقولون ذلك استهزاءً وتهكماً " يعني أنطعم قوماً لو شاء الله لأطعمهم فإطعامهم لنا أي إلينا وإلا إلى الله ؟ إلى الله
ويحتمل أنه من باب إيش ؟ الاحتجاج بالقدر فراراً من اللوم يعني أنطعم قوماً لو يشاء الله أطعمهم فأطعمناهم ولكن الله تعالى لم يشأ أن نطعمهم فلا نطعمهم هذا وجهين
الوجه الثالث يحتمل أنه قالوا هذا اعتراضاً على القدر كما يقوله الاشتراكيون والشيوعيون ليش أن يجعل أن الله هذا فقير ولا يعطيه ؟ فكأنهم يقولون في جوابهم هذا كأنهم في جوابهم هذا يعترضون على الله والذي يطعمهم من ؟ الله ما إحنا المسئولين عنهم ، المسئول عنهم الله وكان على الله أن يطعمهم لكن لم يشأ ذلك فيكون هذا فيه نوع من الاعتراض على القدر فهذه ثلاثة أوجه : الاستهزاء والثاني : الاحتجاج بالقدر والثالث : الاعتراض على القدر
ثم قالوا : (( إِنْ أَنْتُمْ )) أي ما أنتم في قولكم لنا ذلك مع معتقدكم هذا (( إِلَّا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ )) بين يعني هؤلاء الكفار الذين أمروا أن ينفقوا على الفقراء يقولون للذي أمرهم أنت تعتقد أن الله لو شاء لأطعمهم فيقول نعم أعتقد ذلك يقولون : إذاً كيف تأمرنا أن نطعمهم والأمر بمشيئة الله ما أنت إلا في ضلال مبين وقوله : (( إن أنتم )) (( إن )) هنا نافية وإلا شرطية ؟ بمعنى ما ، ما الدليل على أنها نافية ؟ لوجود إلا بعدها وإذا جاءت إلا بعد إن فهي دليل على أن إن نافية ومر علينا قبل أيام قليلة أن إن ترد في اللغة العربية على أربعة أوجه :
الأول:
الطالب : ...
الشيخ : طيب ومثاله بني غدانة ما إن أنتم ذهب ولا صريف ولكن أنتم الخزف ، طيب تأتي أيضاً خالد ؟
الطالب : شرطية .
الشيخ : شرطية مثاله .
الطالب : ...
الشيخ : ولا تأتي بشاهد من القرآن أو من السنة أو من كلام العرب نعم ، (( إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا ))[النساء:135] هذه شرطية طيب ثالثاً فوزي .
الطالب : ...
الشيخ : وتأتي نافية مثاله .
الطالب : ...
الشيخ : طيب مخففة من الثقيلة مثاله .
الطالب : ...
الشيخ : قول الشاعر : " وإن مالك كانت كرام المعادن "
طيب وقوله المؤلف : (( مبين )) قال : " أي بين " فهي من أبان الناقص أو من أبان المتعدي ؟ أبان تأتي متعدية ولازمة فيقال : أبان الشيء بمعنى أظهره ويقال : أبان الصبح بمعنى ظهر إذا مبين من الرباعي من أبان يبين فهو مبين يحتمل أن تكون بمعنى بين على أنها من القاصر ولا من المتعدي ؟ من القاصر ويحتمل في غير هذا السياق أن تكون بمعنى أبان مثل (( والقرآن المبين )) ليس المعنى هو القرآن البين بل هو قرآن مبين للحق نعم ، قال المؤلف : " وللتصريح بكفرهم موقع عظيم " وين ؟ (( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا )) ولم يقل : قالوا قال الذين كفروا ، (( قال الذين كفروا )) فله موقع عظيم ما هذا الموقع العظيم ؟ هذا الموقع العظيم
أولاً : التصريح بكفر هؤلاء لو قال : قالوا لقلنا لعلهم قالوا ذلك ليس بسبب الكفر ولكن بسبب البخل هذه فائدة أن هذا الإظهار في موضع الإضمار في هذه الآية للتصريح بكفرهم
الفائدة الثانية : أن مثل هذه المقالة لا تصدر إلا من كافر فيكون الكفر عاماً لكل من قال هذه المقالة وقد مر علينا فيما سبق أن الإضمار له ثلاث فوائد :
الفائدة الأولى : التصريح بالحكم على هؤلاء الذي يرجع إليهم الضمير .
1 - التعليق على تفسير الجلالين : (( إن أنتم إلا في ضلال مبين )) بين ، وللتصريح بكفرهم موقع عظيم . أستمع حفظ
في قوله تعالى : (( قال الذين كفروا للذين آمنوا )) ما هو محل اللام من الإعراب .؟
والثالث : العلة وأن هذا القول سببه كذا وكذا حسب ما يوصف .
إن اللام بمعنى عن يعني قال الذين كفروا عن الذين آمنوا يعني قالوا في حق الذين أمروا بالإنفاق عليهم وهم المؤمنون (( أنطعم من لو يشاء الله أطعمه )) .
الطالب : .....
الشيخ : معناه أنها للصلة يعني أن هذا القول واصل للذين قالوا (( وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله )) هذا القول (( قال الذين كفروا )) الذين قيل لهم للذين آمنوا للقائلين فتكون اللام للصلة أي أنها تصل هذا القول بالقائل الذي أورد على هؤلاء قوله : (( أنفقوا مما رزقكم الله )) نعم .
الطالب : ......
الشيخ : أي نعم
في قول الله تعالى : (( وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه )) كيف كان ضلالا مبينا .؟
الشيخ : لأنهم يقولون : إذا كنتم تعتقدون أن الأمور بيد الله فكيف تأمروننا أن ننفق على هؤلاء ولو شاء الله لأطعمهم من دوننا فأنتم بأمركم إيانا مع اعتقادكم أن الأمر بيد الله يعتير هذا ضلالاً منكم .
3 - في قول الله تعالى : (( وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه )) كيف كان ضلالا مبينا .؟ أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه إن أنتم إلا في ضلال مبين )) .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الإنسان إذا أنفق بأمر الله فلا منة له على الله لأن الله تعالى هو الذي أعطاه لقوله : (( أنفقوا مما رزقكم الله )) .
ومن فوائد الآية الكريمة : أنه ينبغي للمتكلم الواعظ أن يبين الأسباب التي تحثه على فعل ما وعظ به لقوله :
(( ما رزقكم الله )) .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن هؤلاء الذين قالوا هذا الكلام (( أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ )) أنهم كفار لقوله : (( قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا )) .
ومن فوائدها : أن البخل من صفات الكافرين لقوله : (( قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا )) وإذا كان من صفات الكافرين فإنه لا ينبغي للمؤمن أن يتصف به كل ما كان من صفات الكافرين من اليهود والنصارى وغيرهم فإن اللائق بالمسلم ألا يفعله لأنه إذا فعله صار متشبهاً بالكافرين في هذه الخصلة .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الإنسان قد يقول كلمة الحق يريد بها الباطل (( أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ )) فنحن نؤمن بأنه لو شاء الله لأطعم هؤلاء لكن حكمته عز وجل اقتضت أن يجعل هؤلاء فقراء وهؤلاء أغنياء .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن المشركين يقرون بمشيئة الله وأنها نافذة في كل شيء لقوله : (( من لو يشاء الله أطعمه )) والمشركون أو الكافرون لا ينكرون الربوبية أي لا ينكرون ربوبية الله عز وجل بل هم يقرون بها حتى الذين تظاهروا بإنكارها إنما ينكرونها بألسنتهم لقوله تعالى عن آل فرعون : (( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ))[النمل:14]ولقول موسى لفرعون : (( قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَؤُلاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَائِرَ ))[الإسراء:102]لكن ينكرون الربوبية استكباراً ومكابرة وإلا فإن قرارة نفوسهم تشهد بها .
ومن فوائد الآية الكريمة : الأساليب الدعائية التي يستعملها المشركون من قديم الزمان حيث قالوا لهؤلاء المؤمنين أو لهؤلاء القائلين : (( أنفقوا مما رزقكم الله )) قالوا لهم : (( إن أنتم إلا في ضلال مبين )) وهذا الوصف المشين للمؤمنين من الكافرين هذا لم يزل ولا يزال موجوداً إلى يومنا هذا فهم يصفون أهل الخير بالأوصاف العديدة المنفرة منهم أو التي يقصدون بها استعداء الحكام على هؤلاء المؤمنين يقولون : هؤلاء رجعيون هؤلاء متخلفون هؤلاء متشددون هؤلاء متزمتون .
الطالب : ......
الشيخ : نعم وما أشبه ذلك من الكلمات التي يسبوا بها أولياء الله عز وجل ونحن لا ننكر أنه يوجد في أهل الخير وأهل الدين من يغلو ويبالغ في عمله أو في وصفه لغيره من التكفير والتفسيق حتى يكفر من لم يكفره الله ويفسق من لم يفسقه الله نحن لا ننكر أن هذا موجود ولكن يبدوا لي والله أعلم أن وجود مثل هؤلاء المتشددين إنما جاء نتيجة لتفرق الآخرين في المعاصي والفسوق فيريدون أن يحدثوا رد فعل بالنسبة لهؤلاء ولو استقام الناس كلهم على الدين ما حصل هذا التطرف لكن إذا رأوا جانباً ....من الفسوق والعصيان وأنه مستمر عل ذلك ومقر مع ذلك من بعض ولاة الأمور حصل رد فعل يقابل لهؤلاء فتشدد هؤلاء في مقابل تراخي هؤلاء ولكن التوسط هو الخير ، التوسط هو الخير ومع هذا فإن المتوسطين المعتدلين لا يسلمون من ألسنة المتطرفين الضالين ولا من ألسنة المتطرفين الغالين فالغالين مثلاً يقولون لهؤلاء المتوسطين أنتم مفرطون أنتم مداهنون أنتم تقرون أهل الشر وأولئك يقولون أهل الشر : هؤلاء متشددون هؤلاء يريدون من الناس أن يكونوا عل شاكلتهم وإلا فهم كافرون وما أشبه ذلك ، المهم أن ألقاب السوء التي يلقب بها أعداء الله لأولياء الله لم تزل موجودة ولا تزال موجودة إلى يومنا هذا
حتى أهل البدع يلقبون أهل السنة بألقاب السوء يقولون : هؤلاء مشبهة إذا أثبتوا الصفات على الحقيقة ، وهؤلاء حشوية وهؤلاء نوابت وما أشبه ذلك من الكلمات التي تستوجب النفور منهم والحط والنيل من قدرهم ولكن هل هذا يضر أهل الخير ؟ هو لا يضرهم لكن يؤذيهم والأذية غير الضرر قد يتأذى الإنسان بالشيء ولكن لا يتضرر به فها هو الإنسان يتأذى من رائحة البصل والكراث والشيء المستقذر ومع ذلك لا يتضرر به وقد أثبت الله لنفسه أنه يؤذى من المنافقين وغيرهم ونفى عن نفسه التضرر فقال الله تعالى : (( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ))[الأحزاب:57]وقال في الحديث القدسي :
( يؤذيني ابن آدم يسب الدهر ) وقال في الحديث القدسي : ( يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ) المهم أن مثل هذه الألقاب لا شك أنها تؤذي المؤمنين ويتأذوا منها وتضيق بها صدورهم لكنها لا تضرهم بل هي نافعة لهم لأنهم إذا صبروا عليها أجروا على الصبر وإذا تأذوا بدون صبر صارت كفارة لهم لأنه لا يصيب المؤمن من هم ولا أذى ولا غم إلا كفر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها لا سيما وأنه يؤذى هنا في ذات الله عز وجل فيكون هذا منقبة له ويكون هذا الإنسان الذي أوذي في الله قد ناله ما نال أولياء الله عز وجل من الأنبياء والصديقين والشهداء وقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام : ( أنه يبتلى الصالحون الأمثل فالأمثل ) فإذا كان فيه قوة في دينه فإنه يؤذى أكثر ليكون أبلغ في الامتحان وإذا كان دينه أقل فإن الله قد يرحمه فلا يحصل له من الأذية ما يحصل للآخر وقد يبتليه الله عز وجل (( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ ))[الحج:11]نسأل الله السلامة طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة : المبالغة من أعداء الله بما يصفون به أولياء الله لقولهم : (( إن أنتم إلا في ضلال مبين )) المهم كأنهم حصروا حالهم من كل وجه في إيش ؟ في الضلال المبين كأنه لا هداية فيهم إطلاقاً ما أنتم إلا في ضلال وهذا غاية ما يكون من العدوان من هؤلاء .
ومن فوائد الآية الكريمة : إثبات مشيئة الله وهي كثيرة في القرآن ولكن كل ما ذكر الله تعالى من المشيئة فهي مقرونة أو مقيدة بإيش ؟ بالحكمة إذ ليست مشيئة الله مجرد مشيئة بل هي مقرونة بالحكمة طيب القاعدة التي ذكرنا يا أخ ؟
الطالب : .....
الشيخ : أحسنت .
4 - فوائد قول الله تعالى : (( وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه إن أنتم إلا في ضلال مبين )) . أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين )) .
التعليق على تفسير الجلالين : قال تعالى : (( ويقولون متى هذا الوعد )) بالبعث (( إن كنتم صادقين )) فيه .
6 - التعليق على تفسير الجلالين : قال تعالى : (( ويقولون متى هذا الوعد )) بالبعث (( إن كنتم صادقين )) فيه . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : قال تعالى (( ما ينظرون )) أي ينتظرون (( إلا صيحة واحدة )) وهي نفخة إسرافيل الأولى (( تأخذهم وهم يخصمون )) بالتشديد : أصله يختصمون نقلت حركة التاء إلى الخاء وأدغمت في الصاد ، أي وهم في غفلة عنها بتخاصم وتبايع وأكل وشرب وغير ذلك ، وفي قراءة (( يخصمون )) كيضربون ، أي يخصم بعضهم بعضا .
(( وَهُمْ يَخِصِّمُونَ )) بالتشديد أصله يختصمون نقلت حركة التاء إلى الخاء وأدغمت في الصاد أي وهم في غفلة عنها بتخاصم وتبايع وأكل وشرب وغير ذلك ، أصله (( يخصمون )) أصلها يختصمون يقولون : نقلت حركة التاء إلى الخاء والخاء في الأصل ساكنة فصارت يخَصمون نعم وهذا قد ذكر .. معك مصحف اللي فيه القراءات .....في الفتح لأنه قال : نقلت حركة التاء إلى الخاء والتاء مفتوحة ولم يذكر شيئاً آخر والقراءة التي في المصحف (( يخصمون )) وكأنها كسرت الخاء مراعاة لكسر الصاد (( يخصمون )) فيها قراءة ثالثة (( يخْصمون )) فيضربون فتكون القراءة الآن ثلاثا ذكر (( يخْصمون )) .
الطالب : .....
الشيخ : ..... الله يهديكم هذا (( يخصمون )) عندنا ثلاث قراءات الآن هو ذكر قراءتين فقط .
الطالب : ......
الشيخ : سبحان الله العظيم أنتم ما تستعجلون بس ، فيه قراءتين فقط عندي و.....إيش يقول ؟
الطالب : ......وحذفت همزة الوصل للاستغناء عنها .....كما وقع في مضارعه .....بقوله .....فقوله : نقلت حركة التاء أي بتمامها أو بعضها ، فتحت هذا قراءتان فتح الخاء فتحة ثانية... وقوله : وأدغمت أي بعد قلبها صاداً وقوله : وفي قراءة إلى آخره تلخص من.. أن القراءات ثلاثة وبقي رابعة وهي فتح الياء وكسر الخاء وكسر الصاد المشددة وعلى هذه القراءة حركة الخاء ليست حركة .....وإنما هو لما حذفت حركة التاء صارت ساكنة فالتقت ساكنة مع الخاء ......التقاء الساكنين فتلخص أن قراءتها أربعة وكلها سبعية ....مع فتح الياء وليس لنا قراءة سبعية بضمها .
الشيخ : زين اذن ...على ذلك وأنتم تحاولون أن تقولون قراءتان فقط نعم ولهذا أنا أنصحكم بعدم التسرع ...... وأنا أرى كما ترون اللي معنا الآن القراءات التي ذكرها المؤلف قراءتان فقط وانتبهوا لها حتى تعرفوا ...قال : " بالتشديد أصله يختصمون نقلت حركة التاء إلى الخاء وحركة التاء هي الفتحة وأدغمت في الصاد " ما التي أدغمت ؟ التاء فصارت على هذه القراءة (( يخَصمون )) القراءة اللي في المصحف
(( يخِصمون )) بكسر الخاء هذه قراءتان
القراءة الثالثة (( يخْصمون فيضربون ))
القراءة الرابعة التي أشار إليها المؤلف المحشي هو أن نجعل الخاء لا مفتوحة خالصة ولا مكسورة خالصة نختلس الفتحة فتكون بين الفتحة والكسرة هذه قراءة رابعة ما أشار إليها المفسر نعم القراءة الثالثة أيضاً ما أشار إليها وهي قراءة موجودة في المصحف (( يخِصمون )) والقراءة الموجودة في المصحف وجهها المحشي لأن الحركة من الصاد أزيلت من التاء فصارت ساكنة فلما صارت ساكنة حركت الخاء بالكسر للالتقاء الساكنين على الأصح ، فالمهم اللي عندنا المؤلف يقول رحمه الله : " وهم في غفلة عنها بتخاصم وتبايع وأكل وشرب وغير ذلك " فالصيحة إذاً أخذتهم على غرة وهم غافلون عنها لاهون بأمورهم ودنياهم يتخاصم بعضهم مع بعض وهذا يدل على عدم ائتلاف قلوبهم في تلك الساعة وأنهم من جنس البهائم ولهذا لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق نعم طيب ولم ينقل الله عز وجل سوى التخاصم كأن أكثر ما هم عليه في ذلك الوقت هو التخاصم والتباغض والتدابر لأنهم ما عندهم إيمان هم شرار الخلق في معاملة الله وشرار الخلق في التعامل فيما بينهم
وفي قراءة (( يخْصمون فيضربون )) أي يخصم بعضهم بعضاً فيكون الظهور للغالب في الخصومة لا للحق لأنهم في هرج ومرج وليس عندهم إيمان ولا مروءة ولا خلق هم شرار الخلق فكانت هذه والعياذ بالله حالهم عند قيام الساعة ، وإن شاء الله بقي فيه كلام .
7 - التعليق على تفسير الجلالين : قال تعالى (( ما ينظرون )) أي ينتظرون (( إلا صيحة واحدة )) وهي نفخة إسرافيل الأولى (( تأخذهم وهم يخصمون )) بالتشديد : أصله يختصمون نقلت حركة التاء إلى الخاء وأدغمت في الصاد ، أي وهم في غفلة عنها بتخاصم وتبايع وأكل وشرب وغير ذلك ، وفي قراءة (( يخصمون )) كيضربون ، أي يخصم بعضهم بعضا . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين )) .
ومن فوائدها : أن الرسل بلغوا البلاغ المبين وبينوا للناس أنهم سيبعثون ويجازون وأنهم وعدوا بذلك لقوله :
(( ويقولون متى هذا الوعد )) .
ومن فوائدها : أن هؤلاء الذين قالوا هذا القول تحدياً واستبعاداً لم يصدقوا الرسل بل كذبوهم وليتهم نظروا في الأمر وفكروا لقوله هنا : (( إن كنتم صادقين ))
فوائد قول الله تعالى : (( ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون )) .
ومن فوائدها : تهديد هؤلاء المكذبين بهذه الصيحة التي تأخذهم .
ومن فوائدها : بيان قدرة الله عز وجل حيث يؤخذ هؤلاء كلهم بصيحة واحدة لقوله : (( إلا صيحة واحدة )) وهنا أكد الصيحة بواحدة ليبين أنه لا يعيدها مرة ثانية بل بأول مرة يؤخذون طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن هذه الصيحة تأتيهم بغتة لقوله : (( وهم يخصمون )) غافلون عنها .
ومن فوائد الآية الكريمة أيضاً : بيان حال هؤلاء الذين تقوم عليهم القيامة وتأخذهم الصيحة وهي الخصوم والتنازع مما يدل على سوء أحوالهم وسوء أخلاقهم وأنه لا هم لهم إلا هذا الأمر إلا المخاصمة والمنازعة شحاً وطمعاً في الدنيا وغفلة عن الآخرة ولهذا جاء في الحديث الصحيح ( أن الساعة لا تقوم إلا على شرار المخلوق ) وهؤلاء من المعلوم أنهم يأكلون ويشربون لكن لم يذكر الله إلا هذا التخاصم لبيان سوء حالهم في ذلك الزمن
تفسير قول الله تعالى : (( فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون )) .
(( ولا إلى أهلهم يرجعون )) لأنه لا يتجاوزون مكانهم فلا هم الذين وصلوا إلى أهليهم وشاهدوهم ولا هم الذين استطاعوا أن يوصوا فيهم أحداً وهذا يدل على أن الأمر الذي يأخذهم أمر عظيم وهو كذلك لأن الله تعالى يقول : (( وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ))[النمل:87].
ثم قال عز وجل : (( ولا إلى أهلهم يرجعون )) من أسواقهم وأشغالهم بل يموتون فيها
التعليق على تفسير الجلالين : (( ونفخ فى الصور )) هو قرن النفخة الثانية للبعث ، وبين النفختين أربعون سنة (( فإذا هم )) أي المقبورون (( من الأجداث )) القبور (( إلى ربهم ينسلون )) يخرجون بسرعة .
وقال بعض العلماء : إنها ثلاث النفخة الأولى فزع والنفخة الثانية صعق وموت والنفخة الثالثة بعث ، في سورة الزمر قال تعالى : (( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ))[الزمر:68]فذكر اثنتين ، في سورة النمل (( وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ )) ثم ذكر يوم القيامة وطوى ذكر الثانية ، فيكون هذا الفزع قبل الموت ثم الموت ثم البعث ، قال : (( نفخ في الصور )) والصور قرن عظيم واسع ورد في الحديث أن سعته كما بين السماء والأرض ينفخ فيه للبعث فتخرج الأرواح منه وتأوي كل روح إلى جسدها الذي تعمره في الدنيا لا تخطئه على كثرة الأرواح الخارجة من هذا الصور لا تخطئ روح جسدها الذي كانت تعمره في الدنيا حتى لو قدر أن عشرات الناس دفنوا في مكان واحد فإن روح كل واحد لا تأوي إلا إلى جسده تقدير العزيز العليم جل وعلا قال الله تعالى : (( فإذا هم )) أي المقبورون
(( من الأجداث )) القبور (( إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ )) يخرجون بسرعة قوله : (( فإذا هم )) الفاء عاطفة و
(( إذا )) حرف دال على المفاجئة و (( هم )) مبتدأ الجملة فيها استئناف خبره و (( من الأجداث )) وإلى ربهم متعلقة بـ(( ينسلون )) يقول الله تعالى : (( فإذا هم )) يعني بمجرد ما يحصل النفخ لا يحصل لوقت بينهما أي بين النفخ في الصور والخروج من القبور ، (( فإذا هم من الأجداث )) من القبور يخرجون إلى الله تعالى مسرعين وقوله : (( فإذا هم من الأجداث )) الضمير في (( هم )) قال المؤلف : " أي المقبورون " من أين علمنا أن المراد المقبورين ؟ لقوله : (( من الأجداث )) لأن (( الأجداث )) هي القبور وقوله : (( فإذا هم من الأجداث )) هذا بناء على الأغلب الكثير لأن من الناس من لا يكون في جدث بل يلقى في اليم أو يلقى في الأرض على ظاهرها أو تأكله السباع أو يحترق وتذروه الرياح لكن الغالب والأكثر أنهم في القبور وقوله : (( إلى ربهم )) فيها تقدير المعمول لإفادة الحصر يعني لا ينسلون إلى دنيا أو إلى قريب أو إلى صديق وإنما ينسلون إلى الله عز وجل والنسلان معناه السير بسرعة كما قال الله تعالى : (( وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ ))[الأنبياء:96]أي يخرجون بسرعة .
ومن فوائد الآية الكريمة التي قبل هذه وهذه أيضاً : أن النفخ في الصور إذا وقع .