تتمة تفسير قول الله تعالى : (( لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون )) .
التعليق على تفسير الجلالين : (( سلام )) مبتدأ (( قولا )) أي بالقول خبره (( من رب رحيم )) بهم ، أي : يقول لهم سلام عليكم .
" بأن وأن يطرد مع أمن لبس كعجبت أن يدي "
أظنكم وجدتم هذا فيما سبق ، بأن وأن يطرد لكن بشرط أن يؤمن اللبس كعجبت أن يد على كل حال المؤلف مشى على أن (( قولاً )) منصوب بنزع الخافض أي يقال لهم : سلام عليكم وهذا القول صادر من رب رحيم وسيأتي إن شاء الله الكلام على الآية في الدرس القادم نعم
2 - التعليق على تفسير الجلالين : (( سلام )) مبتدأ (( قولا )) أي بالقول خبره (( من رب رحيم )) بهم ، أي : يقول لهم سلام عليكم . أستمع حفظ
ما هي الجنة التي أدخل فيها آدم عليه السلام وإذا كانت جنة الخلد فكيف يقال أن فيها مالا عين رأت .؟
الشيخ : الجنة التي فيها آدم مختلف فيها هل هي جنة الخلد أو جنة بستان جنة دنيا ؟ وعلى القول أنها على جنة الخلد وهو الذي أوردت فيه الاشكال يقال : إن هذا مستثنى وربما يحدث الله أنواعاً وأصنافاً من النعيم لم تكن موجودة في عهد آدم ، نعم يا عبد الوهاب .
الطالب : ...؟
3 - ما هي الجنة التي أدخل فيها آدم عليه السلام وإذا كانت جنة الخلد فكيف يقال أن فيها مالا عين رأت .؟ أستمع حفظ
أليس في الجنة مراتب الذي في المرتبة الأدنى ألا يرى من فوقه أفضل منه .؟
الطالب : ...
الشيخ : لا يرى أنه أعلى منه لكنه لا يطمع في ذلك ولا يتحسر ويندم أنه لم يكن في مرتبته ، نحن إذا مررنا بالقصور كل واحد يقول والله بيتي ما هو شيء عند هذا القصر ويتمنى أن له هذا إذا كان من أهل الدنيا واما الذي من أهل الآخرة ما يهمه ، لكنه هناك لا يحصل بمثل هذا أبداً نعم .
الطالب : ...؟
الشيخ : نعم ، نعم ، نحن ذكرنا مثل هذا تماماً لقوله : (( فيها فاكهة ونخل ورمان )) وأجبنا عنه
هل التفكه في الجنة يحصل باللحم .؟
الشيخ : أبداً اللحم أيضاً نتفكه به أنت الآن عندما يقدم لك لحم جمل قد بلغ في السن عتياً ولحم طير صغير من ... ما يكون إيش يكون لحم الطير بالنسبة للحم الجمال ؟ نعم فاكهة تتفكه به لأن لحم الجمال تمضغه بالساعتين ما فتته فضلاً عن أن تسيغ ابتلاعه ، أما هذا بمجرد ما يقبل على فمك يتفتت ويدوب بينهما فرق نعم.
هل يضر الشك في الإيمان .؟
الشيخ : الشك إذا ركن إليه أما إذا طرده ولم يركن إليه واستعاذ بالله من الشيطان الرجيم فهذا لا يضره يعني مثلاً أنا شككت في أن فلاناً قدم نعم صحيح ما عندي علم هذا شك ركنت إليه لكن رجل قادم ثم شككت في قدومه هذا لا أركن إليه ويمكن قد يرد على النفس فالأمور التي يؤمن بها المؤمن هي عنده بمثابة المشاهد فإذا طرأ على نفسه ما يوجب الشك طرده لكن إذا كان مرتابا والعياذ بالله تجده أنه يطمئن لهذا الشك ويكون حقيقة حكمية في قلبه .
الطالب : ...
الشيخ : إي نعم إذا طردها ، الصحابة شكوا إلى الرسول أنهم يجدون في أنفسهم ما يحبون أن يخروا من السماء ولا يتكلمون به فقال : ( هذا صريح الإيمان ) نعم .
فيما سبق من الآية الكريمة ذكر الله سبحانه وتعالى أنه إذا نفخ في الصور قام الناس من الأجداث أي من القبور أظن هذه ما أخذناها طيب
تتمة فوائد قول الله تعالى : (( قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون )) .
منها : دعاء هؤلاء الكفار على أنفسهم بالويل إذا شاهدوا الحساب يوم القيامة لقولهم : (( يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا )) .
ومن فوائدها : أن البقاء في القبور ما هو إلا كنوم النائم ينام ثم يستيقظ ويغادر المكان لقولهم : (( من مرقدنا )) .
ومن فوائد الآية : أن الله عز وجل يبين لهم توبيخاً بأن هذا ما وعد الرحمن به من البعث والجزاء .
وفيها أيضاً : أنهم يقرون على الاحتمال الثاني يقرون بأن ما وعد الله به فسيقع بناء على أن قوله : (( هذا ما وعد الرحمن )) من كلامه .
ومن فوائدها أيضاً : أن الرسل عليهم الصلاة والسلام صادقون فيما يخبرون به عن الله سبحانه وتعالى وعن غيره لقوله : (( وصدق المرسلون ))
7 - تتمة فوائد قول الله تعالى : (( قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون )) . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون )) .
ومن فوائدها أيضاً : أن الله سبحانه وتعالى إذا أمر بشيء لا يعيد الأمر مرة ثانية بل يكون الشيء بأول أمر ونظير ذلك قوله تعالى : (( وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر )) الذي يعيد الأمر أو الكلام هو العاجز وأما القادر فلا يعيده .
ومن فوائدها أيضاً : الإشارة إلى أن الله تعالى ينزل للقضاء بين عباده تؤخذ من قوله : (( لدينا محضرون )) أي عندنا والعند يدل على القرب وقد ثبتت النصوص أو وقد ثبت بالنصوص أن الله عز وجل ينزل للقضاء بين عباده فيقضي بينهم .
فوائد قول الله تعالى : (( فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون إلا ما كنتم تعملون )) .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الإنسان لا يظلم لا بقليل ولا بكثير لأن (( شيئاً )) نكرة في سياق النفي فتكون للعموم فإذا قال قائل : في غير هذا اليوم هل يظلم أحد ؟ فالجواب لا ، لا يظلم لكن ذكر هذا اليوم لبيان الواقع لأن هذا اليوم هو يوم الجزاء فكأنه قال : هذا اليوم الذي هو يوم الجزاء ليس فيه ظلم ونظير ذلك قوله تعالى : (( لا ظلم اليوم )) طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الجزاء من جنس العمل لقوله : (( ولا تجزون إلا ما كنت تعملون )) فيستفاد منها كمال عدل الله عز وجل وهذه فائدة متفرعة على الفائدة التي قبلها
فإن قال قائل : أليس الإنسان العامل الحسنة يجزى بعشر حسنات ؟ الجواب بلى لكن هذا من الجزاء الذي وعد به فلا يكون منافياً لظاهر الآية لأن الله تعالى وعد من جاء بالحسنة أن يجعل له عشر أمثالها فتكون داخلة في قوله : (( إلا ما كنتم تعملون )) .
ومن فوائد الآية الكريمة : جواز التعبير بالسبب عن المسبب من أين تؤخذ يا عمر ؟
الطالب : ...
الشيخ : كيف ذلك ؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم والعمل سبب للجزاء فيكون فيه التعبير بالسبب عن المسبب
فوائد قول الله تعالى : (( إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون * هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون )) .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن لأهل الجنة زوجات لقوله : (( هم وأزواجهم في ظلال )) وقد وصف الله هؤلاء الزوجات بصفات كثيرة فقال عز وجل في سورة الرحمن : (( فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ ))[الرحمن:56]^وقال : (( فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ ))[الرحمن:70]^فقاصرات الطرف يعني أنها تقصر طرفها على زوجها لا تنظر إلى غيره لأنها ترى أن زوجها أكمل الأزواج فلا يمتد نظرها إلى غيرها وهي أيضاً قاصرات لطرف زوجها عليها فزوجها لا يتعدى أو لا يمتد بصره إلى غيرها فكل منهما راض بصاحبه ، وهن أيضاً خيرات حسان ، خيرات الطباع حسان الوجوه والأجسام وصفاتهن كثيرة في القرآن الكريم .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الجنة ليس فيها شمس لقوله : (( هم وأزواجهم في ظلال )) .
ومن فوائدها : كمال راحة أهل الجنة لقوله : (( على الأرائك متكئون )) فإن المتكئ عادة يكون مستريحاً مطمئناً وكل ما اطمئن الإنسان ازدادت راحته والإتكاء على الأرائك لاشك أنه دليل على راحة البال وعدم الانشغال .
10 - فوائد قول الله تعالى : (( إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون * هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون )) . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون * سلام قولا من رب رحيم )) .
ومن فوائدها أيضاً : أن لأهل الجنة كل ما يتمنونه بل يعطون أكثر مما يتمنون وفيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن هذا القرآن سمي مثاني تثنى فيه المعاني فيذكر الشيء ويذكر ضده لأنه لو ذكر ما يكون به الرجاء دون ما يكون به الخوف لغلب جانب الرجاء على جانب الخوف وووقع الإنسان في الأمن من مكر الله ، ولو ذكر فيه جانب الخوف دون جانب الرجاء لوقع الإنسان في القنوت من رحمة الله فكان الله عز وجل إذا ذكر النعيم ذكر ضده وإذا ذكر أصحاب الجنة ذكر أصحاب النار وهكذا وهذا أحد معاني قوله تعالى : (( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ ))[الزمر:23]^يعني أنه تثنى فيه المعاني حتى يسهل السير إلى الله سبحانه وتعالى على وجه مطلوب .
ثم قال عز وجل : (( سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ )) سبق لنا أن المؤلف أعرب (( سلام )) على أنها مبتدأ وأن خبره (( قولاً )) على أنه منصوب بنزع الخافض أي سلام بالقول من رب رحيم وهذا أحد الوجوه في الآية الكريمة ، فيجوز أن يكون (( سلام )) خبر مبتدأ محذوف أي هي سلام يعني الجنة سلام كما قال الله تعالى : (( وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلَى دَارِ السَّلامِ ))[يونس:25]^ويجوز أيضاً أن يكون الخبر قوله : (( من رب رحيم )) أي سلام بالقول من الله واقع من الله عز وجل وهذه الوجوه لا ينافي بعضها بعضاً من حيث المعنى فإن المعنى كله واحد وهو أن الله تعالى يسلم عليهم بالقول ويقول : سلام عليكم يا أهل الجنة ، وقوله : (( من رب رحيم )) الرب في اللغة العربية يطلق على عدة معاني فيطلق على رب العالمين عز وجل وهو كهذا المعنى يشمل الخلق والملك والتدبير فالرب هو الخالق المالك المدبر ويطلق الرب على الصاحب مثل قولهم : رب البيت أي صاحب البيت ومثل قوله عليه الصلاة والسلام في اللقطة : ( معها سقاؤها وحذاؤها) في الضالة في الضالة ضالة الإبل ( معها سقاؤها وحذاؤها تخزن الماء وتأكل الشجر حتى يجدها ربها) أي صاحبها وقوله : (( من رب )) المراد به المعنى الأول يعني الله عز وجل فالله تعالى هو الرب يعني الخالق المالك المدبر و (( رحيم )) من الرحمة وهي صفة ذاتية لم يزل الله سبحانه وتعالى ولا يزال متصفاً بها لكن أفرادها تتجدد باعتبار المرحوم فالله عز وجل يرحم من يشاء ومعلوم أن المرحوم يتجدد فرحمة الله لهذا المرحوم تتجدد أما أصل المعنى فإن الله لم يزل ولا يزال رحيماً ، أهل السنة والجماعة وهم السلف يفسرون الرحمة بمعنىً يليق بالله عز وجل وأهل التحريف يفسرون الرحمة إما بالإحسان وإما بإرادة الإحسان فيقولون : معنى رحيم أي محسن أو مريد للإحسان لماذا ؟ قالوا : لأن الله لا يمكن أن يتصف بالرحمة فإن الرحمة تدل على الضعف وعلى الرقة واللين وهذا لا يليق بالله سبحانه وتعالى وفسروها بالإرادة لأنهم يثبتون الإرادة أو بالإحسان لأن الإحسان منفصل عن الله عز وجل فهو مخلوق ولا شك أن هذا تحريف ، والرحمة إن كان يلزم منها الرقة واللين فهذا باعتبار رحمة المخلوق أما باعتبار رحمة الخالق فلا يلزم منها هذا المعنى على أننا نمنع أن يكون لله منها الرقة واللين لماذا ؟ لأننا نجد الملك القوي الشجاع يكون فيه رحمة ولا ينقص ذلك من قوته وسلطانه شيئاً لكن لو سلمنا جدلاً أنها تستلزم الرقة واللين فإنما ذلك باعتبار رحمة المخلوق
التعليق على تفسير الجلالين : (( سلام قولا من رب رحيم )) بهم ، أي : يقول لهم سلام عليكم (( و )) يقول (( وامتازوا اليوم أيها المجرمون )) أي انفردوا عن المؤمنين ، عند اختلاطهم بهم .
12 - التعليق على تفسير الجلالين : (( سلام قولا من رب رحيم )) بهم ، أي : يقول لهم سلام عليكم (( و )) يقول (( وامتازوا اليوم أيها المجرمون )) أي انفردوا عن المؤمنين ، عند اختلاطهم بهم . أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين )) .
(( إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ )) بين العداوة ، (( وَأَنِ اعْبُدُونِي )) وحدوني وأطيعون (( هَذَا صِرَاطٌ )) طريق
(( مُسْتَقِيمٌ )) ، (( ألم أعهد إليكم يا بني آدم )) الاستفهام هنا للتقرير والغالب أنه إذا وقع بعد الاستفهام ما يدل على النفي فالاستفهام للتقرير مثل (( ألم نشرح لك صدرك )) هذا للتقرير (( ألم أعهد إليكم يا بني آدم )) للتقرير ، (( ألم يأتكم رسل منكم )) للتقرير ، (( أليس الله بكاف عبده )) للتقرير ( أليس الله بأحكم الحاكمين )) للتقرير وهكذا كلما جاء ما يدل على النفي بعد أداة الاستفهام فإن الاستفهام يكون غالباً لإيش ؟ للتقرير طيب هنا تقرير يقرر الله عز وجل أنه عهد إلينا ولهذا يصح أن يحول في غير القرآن إلى فعل ماض فيقال : قد عهدت إليكم ، فإذا قال قائل : ما المراد بهذا التقرير ؟ المراد به التوبيخ يعني يقرر الله هذا الأمر توبيخاً لهم وإقامة للحجة عليهم أن الله عهد إليهم ألا يعبدوا الشيطان ،
13 - تفسير قول الله تعالى : (( ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين )) . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( ألم أعهد إليكم )) آمركم (( يا بني ءادم )) على لسان رسلي (( أن لا تعبدوا الشيطان )) لا تطيعوه (( إنه لكم عدو مبين )) بين العداوة .
وقوله : (( يا بني آدم )) بني آدم هذه تشمل الذكر والأنثى وإن كان الابن يقال في الأصل للذكر والبنون يقال في الأصل للذكور لكن إذا كان مرادا به القبيلة أو الجنس فإنه يشمل الذكر والأنثى حتى إن الفقهاء رحمهم الله قالوا إذا وقف على بني تميم شمل ذكورهم وإناثهم لكن إذا وقف على بني فلان واحد من الناس ما هو قبيلة فإنه يختص بمن ؟ بالذكور فقط فبنوا آدم هنا قبيلة بل شامل لكل القبائل فيشمل الذكور والإناث وقوله : (( ألا تعبدوا الشيطان )) فسر المؤلف العبادة هنا بالطاعة لأن طاعة الغير في محارم الله نوع من العبادة كما قال الله تعالى : (( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا ))[التوبة:31]^لا نعبد أرباباً كثيرة ، قال عدي بن حاتم : " يا رسول الله إنا لسنا نعبدهم " يعني لسنا نصلي أو نركع أو نسجد لهم ، قال : ( أليس يحلون ما حرم الله فتحلونه ، ويحرمون ما أحل الله فتحرمونه ) قال : " نعم " قال : ( فتلك عبادتهم ) ، وهذا الحديث وإن كان ضعيفاً لكن الواقع أن هذا هو الحقيقة أن طاعة غير الله في مخالفة أمر الله نوع من العبادة لأن العبادة في الأصل هي التذلل والخضوع وطاعة الأمر تذلل وخضوع
وقوله : (( الشيطان )) هل المراد بذلك الجنس أو المراد الشيطان المعين ؟ الظاهر أن المراد به الجنس فيشمل شياطين الإنس وشياطين الجن فكما أن للجن شياطين فللإنس أيضاً شياطين يوجد من الإنس شياطين يأمرون الناس بالإثم والعدوان وينهونهم عن البر والإحسان وقوله : (( ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين )) بين العداوة (( إنه )) أي الشيطان (( لكم عدو مبين )) كل إنسان أو كل أحد يأمرك بمخالفة أمر الله فهو عدو لك شعر بذلك أم لم يشعر وعلى رأسهم الشيطان الأول الذي يقود كل شيطان ، قال : (( إنه لكم عدو )) العدو ضد الولي والولي من يتولاك ويحوطك ويعتني بك فالعدو ضده هو الذي لا يريد لك الخير وإنما يريد لك الشر وقوله : (( مبين )) قال : " بين العداوة " كيف فسر (( مبين )) ببين ؟ نقول لأنه من أبان وأبان تأتي بمعنى أظهر وتأتي بمعنى ظهر فإن كانت بمعنى أظهر فهي متعدية وإن كانت بمعنى ظهر فهي لازمة ولا يمكن أن نقول إنها من المتعدي أو اللازم إلا بقرينة من السياق فهنا نقول : (( مبين )) إذا فسرناها بما فسر به المؤلف بين العداوة صارت من اللازم ولا من المتعدي ؟ من اللازم مع أنه يمكن أن نجعلها من المتعدي ونقول (( مبين )) مظهر للعداوة لأنه يأمرك بالشر لكن هذا ضعيف إذ لو أبان عداوته ما تبعه أحد وإنما يغر الناس كما قال تعالى : (( فدلاهما بغرور )) طيب إذاً نجعل (( مبين )) هنا من باب اللازم من أبان بمعنى ظهر
14 - التعليق على تفسير الجلالين : (( ألم أعهد إليكم )) آمركم (( يا بني ءادم )) على لسان رسلي (( أن لا تعبدوا الشيطان )) لا تطيعوه (( إنه لكم عدو مبين )) بين العداوة . أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم )) .
التعليق على تفسير الجلالين : (( وأن اعبدوني )) وحدوني وأطيعوني (( هذا صراط )) طريق (( مستقيم )) .
(( هذا صراط مستقيم )) (( هذا )) المشار إليه ترك عبادة الشيطان وإفراد الله تعالى بالعبادة (( صراط مستقيم )) الصراط فسره المؤلف بالطريق ولكن الصحيح أنه ليس مطلق الطريق صراطاً بل الصراط هو الطريق الواسع المتساوي لأن مأخوذ من الصرط أو من الذرط والذرط كما نعلم هو ابتلاع الشيء بسرعة ولا يكون الطريق طريقاً ذا سرعة إلا إذا كان واسعاً وكان سهلاً وأما قوله : (( مستقيم )) فهذا وصف له والاستقامة تشمل اعتدال السير وتشمل أيضاً انبساط الأرض فإذا قدر أن الطريق يذهب يميناً وشمالاً لم يصح أن نقول : إنه مستقيم ، وإذا كان فيه مرتفعات ومنخفضات فليس بمستقيم لأن بعضه مرتفع وبعضه نازل فالاستقامة معناه أن خالٍ من الانحرف يميناً وشمالاً وخالٍ من الاختلاف في ارتفاعه وانخفاضه وقوله :
(( صراط مستقيم )) إلى من ؟ إلى الله عز وجل والله سبحانه وتعالى أضاف الصراط إلى نفسه وأضاف الصراط إلى خلقه فقال سبحانه وتعالى في سورة الفاتحة : (( اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم )) فأضاف الصراط إلى الذين أنعم الله عليهم وقال : (( وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ ))[الشورى52:53]^(( لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ )) أو والأرض ؟ (( وما في الأرض )) نعم ، فكيف نجمع بين الإضافتين ؟ نقول : أضاف الله الصراط إلى الذين أنعم الله عليهم لأنهم هم السالكون له ، هم سالكوه وأضافه إلى نفسه لأنه هو الذي وضعه لعباده وهو موصل إليه كما تقول هذا طريق مكة ما معنى طريق مكة ؟ أي الموصل إلى مكة وتقول هذا طريق فلان إذا كان هو الذي وضعه للناس وشقه لهم ، أو هو الذي سلكه ومشى عليه على كل حال إضافة الصراط إلى الذين أنعم الله عليهم لأنهم سالكوه ، إضافة الصراط إلى الله لأنه إيش ؟ هو الذي وضعه لعباده وسنه لهم وهو أي الصراط موصل إلى الله عز وجل
16 - التعليق على تفسير الجلالين : (( وأن اعبدوني )) وحدوني وأطيعوني (( هذا صراط )) طريق (( مستقيم )) . أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون )) .
الطالب : الواو
الشيخ : إيش ؟ وبالواو ، وين الواو ؟
الطالب : ...
الشيخ : إيش ؟ نعم اللام وقد .
الطالب : ...
الشيخ : لا ، القسم المقدر لأن اللام هذه موطئة للقسم فتكون هذه الجملة مؤكدة بثلاث مؤكدات ، هداية الله .
الطالب : ...
الشيخ : القسم ، أين القسم ؟
الطالب : ...
الشيخ : أحسنت تقدير والله لقد أضل ، طيب إذا قال قائل : كيف يقسم الله عز وجل وهو الصادق القول بلا قسم ؟ نقول في الجواب على ذلك وجوه :
الوجه الأول : الإشارة إلى أن هذا أمر هام يحتاج إلى إيش ؟ إلى القسم عليه لأنه لولا أهميته ما أقسم عليه .
ثانياً : أن القرآن نزل باللغة العربية ومن أساليب اللغة العربية أن الشيء إذا أريد إثباته وتحقيقه فإنه يقسم عليه والقرآن كما نعلم نزل بلسان عربي مبين .
الثالث : أن المقسم به إذا كان صريحاً أي مصرحاً به فإن الإقسام به يدل على عظمته فإن الله لا يقسم بشيء إلا لعظمة ذلك الشيء مثل قوله : (( والشمس وضحاها * والقمر إذا تلاها )) إلى آخره أو ما أشبه ذلك مما أقسم الله به فإن يدل على عظمة المقسم به نعم .
الطالب : ...
الشيخ : نعم ، عنده طريق ، نعم .
في قوله : (( أن لا تعبدوا الشيطان )) هل اللام نافية .؟
الشيخ : كيف ؟ يحتمل أن تكون نافية والفعل منصوب بأن أو أن لا ناهية .
الطالب : ...
الشيخ : المراد به العموم ولهذا قال : (( وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا )) .
الطالب : ... ألا يعبدوا الشيطان
الشيخ : أي نعم هو بين أنه عهد إلى الخلق كله ألا يعبدوا الشيطان وأن يعبدوه وحده ولكن أضل الشيطان منهم جبلاً كثيراً كما في الآية التي شرعنا فيها ، فالخطاب عام نعم .
قال تعالى : (( هم وأزواجهم في ظلال ... )) فكيف بالذي لم يتزوج .؟
الشيخ : أي نعم ، هم لهم أزواج حتى الذين لم يتزوجوا يكون لهم أزواج الجنة من الحور العين ومن نساء الدنيا اللاتي لم يتزوجن .
الطالب : من ازواجهم؟
الشيخ : الحور العين .
الطالب : ...
الشيخ : الشابات لهم أزواج ، أولاً الظاهر أن النساء من أهل الدنيا لا يزدن على الرجال لأن أكثر أهل النار النساء فالنساء هن أكثر أهل النار وإذا قدر أن عدد النساء من أهل الدنيا زاد على عدد الرجال فإنه يمكن أن يجمع الانسان بين زوجتين أو أكثر ، على كل حال إذا وصلت إلى هناك إن شاء الله ما في ظلم والله المستعان نعم
هل نساء الدنيا يخيرون في الجنة .؟
الشيخ : هذا وإذا كانت المرأة قد تزوجت رجلين فإنها تخير بينهما يعني إذا تزوجت رجلين ودخلت الجنة معهما تخير بينهما عرفت .
الطالب : لو طلقت؟
الشيخ : حتى لو طلقت وقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أنها تختار أحسنهما خلقاً .
الطالب : ...النفخ في الصور...
الشيخ : نعم ...نعم ، نعم ، لأن الله قال في آية آخرى : (( فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ * فإذا هم بالساهرة ))[النازعات12:13]^والزجر لا يكون من النفخ ، النفخ ..
في قوله : (( أن لا تعبدوا الشيطان )) ما موضع تعبدوا من الإعراب .؟
الشيخ : لا يكون منصوب بأن .
الطالب : ...
الشيخ : أي نعم إن جعلنا لا نافية فهو منصوب بـ(( أن )) وإن جعلناها ناهية فهو مجزوم بها نعم
في قوله : (( وامتازوا اليوم أيها المجرمون )) من هو القائل .؟
الشيخ : نعم ، ربما يقال (( امتازوا اليوم أيها المجرمون )) فإذا امتازوا قال الله لهم : (( ألم أعهد إليكم يا بني آدم )) .
الطالب : ...
الشيخ : نعم فيه احتمال لكن ما نجزم به ، فيه احتمال أنها من قول الله ، أن الله يقول لهم : (( امتازوا أيها المجرمون )) وفيه احتمال أنها من قول ملك من الملائكة فإذا امتازوا خوطبوا وهذا مما يدل على ما ذهب إليه الأخ خالد أن قوله : (( ألم أعهد إليكم يا بني آدم )) أنه خاص بالكفار لكن قوله : (( ولقد أضل منكم جبلاًً كثيراً )) لأنهم لو كانوا هم الكفار لكان قد أضلهم كلهم .
الطالب : ...
الشيخ : أنا فاهم ، فاهم بارك الله فيك ، فاهم لكن الجزم يحتاج إلى توقيف .