تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( وما علمناه )) أي النبي (( الشعر )) رد لقولهم : إن ما أتى به من القرآن شعر (( وما ينبغي )) يسهل (( له )) الشعر (( إن هو )) ليس الذي أتى به (( إلا ذكر )) عظة (( وقرءان مبين )) مظهر للأحكام وغيرها .
الطالب : ...
الشيخ : نعم نافية كما هنا وعلامتها غالباً أن يأتي بعدها إلا ، طيب والثانية .
الطالب : ...
الشيخ : شرطية مثل إن تذاكر تنجح طيب وتأتي يا بندر .
الطالب : ...
الشيخ : نعم يا عادل .
الطالب : ...
الشيخ : زائدة مثل .
الطالب : ...
الشيخ : ما إن ، هات البيت .
الطالب : ...
الشيخ : أي نعم .
الطالب : ...
الشيخ : ذهب ولا صريف ولكن أنتم الخزف
" بني غدانة إن أنتم ذهب ولا صريف ولكن أنتم الخزف " طيب هذه ثلاث .
الطالب : ...
الشيخ : مخففة من الثقيلة مثل .
الطالب : ...
الشيخ : إيش ؟
الطالب : ...
الشيخ : طيب (( إن هذان لساحران )) ،
" وإن مالك كان كرام المعادن"
طيب ، (( إن هو إلا ذكر وقرآن مبين )) قال : " عظة " انتظر نعم .
الطالب : ...
الشيخ : ...
الطالب : ...
الشيخ : ما في شك لأنه كونه يكون في قلبه هذا الشيء ، أحسن مما يكون في قلبه محبة الدنيا وما أشبه ذلك .
الطالب : ...
الشيخ : والله أنا أشك في الأجر إلا إذا كان عنده قصد ، إن كان عنده قصد لكنه في الحقيقة قاصد لهذا الأمر لكن هل قصد به القربة .
الطالب : ...
الشيخ : معلوم أن الإنسان يحصل له القربة يقصد العمل وهو التقرب إلى الله به ، لكن هل إنه يقصد التقرب أو شيء يجري على لسانه لأنه هذا اللي في ذهنه من قبل .
1 - تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( وما علمناه )) أي النبي (( الشعر )) رد لقولهم : إن ما أتى به من القرآن شعر (( وما ينبغي )) يسهل (( له )) الشعر (( إن هو )) ليس الذي أتى به (( إلا ذكر )) عظة (( وقرءان مبين )) مظهر للأحكام وغيرها . أستمع حفظ
ما هي القراءات في قوله تعالى : (( ننكسه )) .؟
الشيخ : اللي عندي ، عندي (( ننْكسه )) قال وفي قراءة بالتشديد من التنكيس نراجع ...عندنا قراءتين الآن نراجع القراءات في المصحف ما عندك ،الجمل
الطالب : ...وهو ابلغ... من نكَّس
الشيخ : (( ننكِّسه )) من نكَّس (( ننْكسه )) هو ما ذكر اللي عندنا الثالثة (( ننْكسه )) الأخير ، ... أعده أول .
الطالب : وقرأ... ننكسه من التنكيس وهو ابلغ
الشيخ : لا (( ننكِّسه )) ، لا اللي قبله قال ... قبله ، قبله إي .
الطالب : ...
الشيخ : ولا ضبطها ، ... (( ننْكسه )) نعم .
الطالب : ...
الشيخ : (( نَنْكسه )) .
الطالب : ...
الشيخ : (( نَنْكُسه )) هذا ...هذا الضم .
الطالب : ...
الشيخ : نشوف بعدين ... ما هو عندكم المصحف الذي فيه القراءات نعم
لماذا وصف العرب في الجاهلية القرآن بالشعر مع أنه ليس بشعر .؟
الشيخ : على كل حال أنت تعرف المبطل يموه بكل شيء وإذا كثرت الدعايات والكلام والقول فقد ينقلب الأمر فهم يفهمون أن هذا ليس ...لكن قد يقول مثلاً هذا أشياء هذه جديدة على وجه جديد وما أشبه ذلك ويروجون لدعايتهم حتى يشتبه الأمر .
الطالب : ...
الشيخ : نعم .
الطالب : ...
الشيخ : لا ، إنا نقول هذا من باب الترويج ولهذا ما تستطيع أن تأتي بقصيدة واحدة للشعراء السابقين على مثل شعرنا أبداً .
(( وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ )) إيش ؟
تتمة تفسير قول الله تعالى : (( وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين )) .
(( وَمَا كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ )) فلو تعلم النبي صلى الله عليه وسلم الشعر لقالوا : إن هذا القرآن شعر مما تعلمه كما أنه لو كان يكتب لقالوا : إن هذا شيء مما كتبه قال الله تعالى : (( إن هو إلا ذكر وقرآن مبين )) أظن وقفنا على هذه الجملة وبينا أن إن تأتي لعدة معان وهي :
الطالب : ...
الشيخ : من الثقيلة طيب والذي يعين المعاني المتعددة في الكلمة الواحدة هو السياق وهذه قاعدة في كل كلمة ذات معان متعددة يعينها السياق وقرينة الحال قال : (( إن هو )) أي ما هو الذي علمناه (( إلا ذكر وقرآن مبين )) فقوله : (( إن هو )) ضمير يعود على المصدر المفهوم من (( علمنا )) وكون مرجع الضمير مصدر معلوماً من الفعل السابق أمر لا يستغرب ألم تر إلى قوله تعالى : (( اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ))[المائدة:8]^(( هو )) أي العدل المفهوم من كلمة (( اعدلوا )) فهنا (( وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو )) أي الذي علمناه (( إلا ذكر وقرآن مبين )) أي ما الذي علمناه إلا ذكر وقرآن مبين قوله : (( إلا ذكر )) قال المؤلف : " عظة " يعني موعظة يتذكر بها من تذكر ومن الذي يتذكر ؟ الذي يتذكر بهذا القرآن بينه الله تعالى في قوله : (( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ))[ق:37]^وهذا باعتبار الاستعداد والقبول وقال تعالى في آية أخرى ما يدل على أن كل المتقين يتعظون بهذا القرآن فيكون فيه بيان للذين يتعظون به من حيث السلوك ، ففي سورة ق بيان للذين يتعظون به من حيث القبول والاستعداد في التذكر ، وفي الآيات الأخرى التي تربط التذكر بالقرآن بالإيمان والتقوى وما أشبه ذلك دليل على من يتعظ به من حيث السلوك والعمل وكلما ازداد الإنسان عملاً بالقرآن ازداد تذكراً به وهذا الذي ذكره المؤلف رحمه الله في معنى الذكر هو أحد معاني لأن الذكر الذي وصف به القرآن يتضمن عدة معاني :
المعنى الأول ما ذكره المؤلف وهو إيش ؟ العظة والتذكر به
المعنى الثاني أنه ذكر يذكر به الله وهو أشرف أنواع الذكر كيف ذلك ؟ لأن القرآن كلام الله عز وجل فبمجرد ما تتلوه وأنت تشعر أنه كلام الله سوف تذكر عظمة الله عز وجل ولأن القرآن يشتمل على أخبار هي أصدق الأخبار وأنفعها للقلوب ولأنه يشتمل على قصص هي أحسن القصص وأجملها وأتمها ولأنه يشتمل على أحكام من لدن حكيم خبير هي أعدل الأحكام وأقومها بمصالح العباد ولأنه يشتمل على أوصاف الله تعالى وأسمائه التي هي أفضل الأسماء وأشرف الأوصاف كل هذا في الواقع ذكر فالقرآن نفسه ذكر لله عز وجل لأنه يشتمل على كل هذه المعاني التي بينها الله تعالى في كتابه
المعنى الثالث للذكر : أنه رفعة وشرف لمن يقوم به ويعمل به لقوله تعالى : (( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ))[الزخرف:44]^والذكر بمعنى الرفعة والشرف موجود في القرآن كما في الآية التي تلوتها الآن وكما في قوله تعالى : (( ورفعنا لك ذكرك )) أي ذكر بالشرف والتبجيل والتعظيم.
فصار معنى الذكر هنا التذكر الذي هو الموعظة والذكر الذي هو ذكر الله عز وجل بما يشتمل عليه القرآن ثم أشرنا إلى شيء منه والثالث : الشرف لأنه لا شك أن تمسك بهذا القرآن فإنه له الشرف والسيادة على جميع الخلق ولهذا فإني أحثكم أن تمسكوا بهذا القرآن وأنتم إذا تمسكتم به عقيدة عملاً وهدياً فستكون العاقبة لكم ولا تظنوا أنكم قليلون لو كنتم قليلين فإن الاهتداء بالقرآن يستلزم أن ينجذب الناس للمهتدي به حتى يكثر شيئاًَ فشيئاً كالحجر تلقيه في اليم ثم تتسع الدائرة حتى يشمل الماء كله فالحاصل أن المهم أن الإنسان إذا تمسك بهذا القرآن الكريم فسوف يكون له الشرف والسيادة والظهور على جميع الخلق
قال : (( إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ )) (( قرآن )) يحتمل أن يكون بمعنى مفعول وأن يكون بمعنى فاعل لأن قرآن مصدر مثل الشكران والغفران والنكران وما أشبه ذلك ، والمصدر يأتي بمعنى اسم الفاعل ويأتي بمعنى اسم المفعول وعلى هذا فالقرآن قارئ ومقروء أما كونه قارئاً فلأنه من القرء يعني الجمع فهو جامع للأحكام والأخلاق والآداب الموجودة في الكتب السابقة قبله كما قال الله تعالى : (( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ))[المائدة:48]^هو جامع أيضاً لكل ما تقوم به أمور الدنيا وأمور الآخرة ، هو أيضاً مقروء أي متلو لأنه يتلى والقراءة بمعنى التلاوة إذاً (( قرآن )) نقول : إنه مصدر بمعنى اسم الفاعل واسم المفعول ، وهل له نظير أعني إتيان المصدر على وزن فعلان ؟ نعم .
الطالب : ...
الشيخ : إي نعم له نظير قلنا الغفران وشكران ونكران وما أشبه هذا طيب قال : (( مبين )) قال المؤلف رحمه الله : " مظهر للأحكام وغيرها " فـ(( مبين )) هنا من أبان بمعنى أظهر وقد سبق لنا مراراً أن أبان يكون لازما ويكون متعدياً ، يكون لازماً بمعنى ظهر وهو كثير في القرآن مثل : (( وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ ))[آل عمران:164]^أي بين ظاهر وتأتي مبين من أبان بمعنى أظهر أي المتعدي كما في هذه الآية
(( مبين )) أي مظهر لأي شيء هو مظهر ؟ مظهر للأحكام وغير الأحكام كما قال الله تعالى : (( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ ))[النحل:89]^فما من شيء يحتاج الناس إليه إلا وجد في القرآن كل شيء يحتاج الناس إليه موجود في القرآن لكن وجوده في القرآن إما أن يكون على وجه صريح أو على وجه ظاهر أو على وجه الإيماء والإشارة أو على وجه الشمول والعموم أو على وجه اللزوم المهم أن القرآن مبين لكل شيء تارة يذكر الدليل على المسألة وتارة يذكر التوجيه إلى الدليل على المسألة فمثلاً في مسائل كثيرة لا توجد في القرآن وهي من أهم أحكام الإسلام كعدد الركعات في الصلوات وتقدير أنصبة الزكاة وما يجب فيها وما أشبه هذا لكن في القرآن ما يشير إليها مثل قوله تعالى : (( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ))[الحشر:7]^هذه الآية إذا وجهتها إلى السنة شملت جميع السنة وشرعنا كله لا يعدو الكتاب والسنة إذاً فالقرآن مبين لكل شيء ولهذا قال : (( مبين )) في الأحكام وغيرها هو أيضاً لكل ما سبق من الحوادث التي يكون في بيانها مصلحة كقصص الأنبياء وقصص الأولياء وقصص المكذبين بالرسل وغير ذلك ، كل ما سبق مما في ذكره مصلحة لنا فهو مذكور أما ما ليس لنا فيه مصلحة فإنه لا حاجة إلى ذكره وقد يكون هذا الشيء الذي لم يذكر موكولاً إلى عقول الناس وتجاربهم كما في كثير من طبائع الأشياء ، الأمور الطبيعية سواء كانت فلكية أو جيولوجية أو غير ذلك نجد أن القرآن لم يفصلها ولم يبينها لماذا ؟ لأنه ليس فيها فائدة ، فائدتها تكمن في أن الناس يطلبونها وينظرون في آيات الله ويتحركون حتى يدركوها.
ولهذا تجد بعض المسائل التي يتنازع فيها بعض الناس كمسألة دوران الأرض هل هي موجودة في القرآن على وجه صريح ؟ ما هي موجودة لو كان هذا مما يتعين علينا اعتقاده إثباتاً أو نفياً لكان الله عز وجل يبينه بياناً واضحاً كما بين الأمور التي لابد لنا من الاعتقاد فيها على وجه صريح إذاً هذه موكولة للناس استخراج ما في الأرض من المعادن وغيرها من المصالح العظيمة التي لم يطلع عليها إلا أخيراً هذا أيضاً لم يذكر في القرآن وإن كان في القرآن إشارة إليها لكنه لم يذكر على وجه التفصيل بل قال الله تعالى : (( وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ ))[الرعد:4]^وقطع هذه للصيغ الجمع جموع التكثير لو تقول إنها ملايين القطع لم يخرج عن دلالتها هذه القطعة لولا أنها تختلف في منافعها وذواتها وكل ما يتعلق بها ما قال الله : (( قطع ))
(( متجاورات )) بل هي متباينة في هذه الآية مثلاً تستطيع أن تقول إن الله أرشدنا إلى استخراج إيش ؟ المعادن من الأرض لأنه بين أنها قطع ما هي القطع اللي فوق التراب هذا فقط في أشياء كثيرة ما تعلم وربما تعلم في المستقبل وربما ظهر علمها الآن المهم أن القرآن مبين إيش ؟ مبين لكل شيء
وأنت إذا تدبرت القرآن مرة بعد أخرى لا تعيد التدبر مرة ثانية إلا ظهر لك معنى جديداً غير الأول ولا يمكن لأحد أن يحيط بمعاني القرآن لكن كلما تدبره الإنسان طالباً الحق مريداً للصواب فإنه يهتدي لمعالم كثيرة ، سئل علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه هل عهد إليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء ؟ لأنه كان يروج في ذلك الوقت من وقت علي والشيعة يروجون بأن النبي صلى الله عليه وسلم عهد بالخلافة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه فسئل ( هل عهد إليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء ؟ ) يعني من الخلافة أو من العلوم التي كتمها عن الناس فقال : " لا والذي برأ النسمة وفلق الحبة إلا فهماً يؤتيه الله تعالى من شاء في كتابه وما في هذه الصحيفة ، والذي في هذه الصحيفة العقل وفكاك الأسير وألا يقتل مسلم بكافر " الشاهد كلامه الأول إلا فهما يؤتيه الله تعالى من شاء في كتابه ، هذا الفهم يختلف فيه الناس اختلافاً كثيراً جداً ، جداً ترى بعض العلماء يتكلم على آية يستخرج منها فوائد محدودة معدودة وترى آخر يتكلم عليها يستخرج منها أضعافاً مضاعفة بالنسبة لما استخرجه الأول كل ذلك بحسب استعداد الإنسان وفهمه وبصيرته وكلما ازداد الإنسان إيماناً وتقوى ازداد هدى بالقرآن (( وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ ))[محمد:17]
4 - تتمة تفسير قول الله تعالى : (( وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين )) . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( لينذر )) بالياء والتاء به (( من كان حيا )) يعقل ما يخاطب به وهم المؤمنون (( ويحق القول )) بالعذاب (( على الكافرين )) وهم كالميتين لا يعقلون ما يخاطبون به .
(( وَيَحِقَّ الْقَوْلُ )) العذاب (( عَلَى الْكَافِرِينَ )) وهم كالميتين لا يعقلون ما يخاطبون به هنا قال : (( لينذر من كان حياً )) فينتفع بالإنذار ويتعظ ويتجنب المحرمات ويأتي بالواجبات ، (( ويحق القول )) ماذا تتوقع أن يقال ؟ أتوقع أن يقال ويحق القول على من كان ميتاً أو على الأموات لأن هذا مقتضى المقابلة نعم لكن عدل عن هذا إلى ذكر الكافرين (( ويحق القول على الكافرين )) وفائدة العدول عن ذكر المقابل في لفظه أمران :
الأمر الأول : أن المراد بالميت الكافر وأن الكافر لا يمكن أن ينتفع بالقرآن .
والثاني : التسجيل على أن من لم ينتفع بالقرآن فهو كافر ومن انتفع به في شيء دون آخر ففيه خصلة من خصال الكفر ولهذا كل معصية فهي من خصال الكفر لكنها قد تكون قليلة وتكون كثيرة فلهذا عدل الله عز وجل عن هذا إلى قوله : (( ويحق القول على الكافرين )) دون قوله : ويحق القول على الميتين بل قال :
(( على الكافرين )) ومن هذا يعني من هذه الأمثلة وهو كثير في القرآن قوله سبحانه وتعالى : (( وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ ))[غافر:20]^لم يقل لا يقضون بالباطل بل قال : (( لا يقضون بشيء )) ليشمل الباطل وغير الباطل يعني ليس لهم قضاء إطلاقاً لأنهم مربوبون مملوكون فلا يقضون بشيء (( ويحق القول على الكافرين )) ثم قال عز وجل :
5 - التعليق على تفسير الجلالين : (( لينذر )) بالياء والتاء به (( من كان حيا )) يعقل ما يخاطب به وهم المؤمنون (( ويحق القول )) بالعذاب (( على الكافرين )) وهم كالميتين لا يعقلون ما يخاطبون به . أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون )) .
6 - تفسير قول الله تعالى : (( أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون )) . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( أولم يروا )) يعلموا . والاستفهام للتقرير ، والواو الداخلة عليها للعطف (( أنا خلقنا لهم )) في جملة الناس (( مما عملت أيدينا )) أي عملناه بلا شريك ولا معين (( أنعاما )) هي الإبل والبقر والغنم (( فهم لها مالكون )) ؟ ضابطون .
الطالب : مدخولة ...داخلة
الشيخ : والواو الداخلة عليه للعقل ؟ الواو الداخلة عليها وإلا مدخولة ؟
الطالب : ...
الشيخ : ما هو الداخل هل هو السابق ولا اللاحق ؟ ب
الطالب : اللاحق .
الشيخ : يا إخوان السابق لا شك ، الداخل على الشيء هو السابق فمثلاً إذا جاك الواو عندنا الهمزة والواو أن تقول : دخلت الهمزة على الواو ولا دخلت الواو على الهمزة ؟
الطالب : ...
الشيخ : المؤلف يقول هكذا لكن نقول : دخلت الهمزة على الواو إذا قلت سوف يقوم هل يقوم دخل على سوف ولا سوف دخلت على يقوم ؟ سوف دخلت على يقوم فالداخل هو الأول والمؤلف يقول : " والواو الداخلة عليها " يشير إلى القول الثاني في مثل هذا الترتيب وهو أن التقدير وألم يروا أنا خلقنا لهم ، وهذا أحد القولين كما هو معروف فهنا المؤلف رحمه الله جعل الواو داخلة على الهمزة والواقع أن الهمزة حسب الترتيب داخلة على الواو لكنه رحمه الله يرى أن في المسألة تقديماً وتأخيراً وأن الواو داخلة على الهمزة في الأصل وأصله وألم يروا
(( أنا خلقنا لهم )) في جملة الناس (( مما عملت أيدينا )) أي عملناه بلا شريك ولا معين (( أنعاماً )) هي الإبل والبقر والغنم (( أنا خلقنا لهم )) أيز أوجدنا لهم من العدم أنعاماً والله سبحانه وتعالى مختص بالخلق لا خالق إلا الله سبحانه وتعالى وإضافة الخلق إلى المخلوق يعني أن يكون للمخلوق خلق ليس على سبيل الإضافة بالنسبة إلى الله لأن خلق الله للأشياء خلق إيجاد من عدم ، خلق المخلوق للأشياء ليس خلق إيجاد ولكنه خلق تغيير من حال إلى حال أو وصف إلى وصف إذا نجرت الخشبة باباً فقد خلقتها باباً لكن هل أنت أوجدت هذه الخشبة ؟ الجواب لا لكن سيرتها إلى هيئة معينة وهذا نوع من الخلق ولهذا يقال للمصورين يوم القيامة : أحيوا إيش ؟ ما خلقتم مع أنهم لم يوجدوا الصورة من عدم لكن غيروا ونقلوا من حال إلى حال فالخلق الخاص بالله هو خلق الإيجاد أما الخلق الذي يكون من المخلوق فما هو إلا تغيير وتحويل فقط ، (( أنا خلقنا لهم )) اللام هنا للملك وإلا للاستحقاق ؟ نعم .
الطالب : ...
الشيخ : للاستحقاق ويصح أن تكون للملك كما سيأتي في الآية نفسها ، (( مما عملت من أيدينا أنعاماً )) أي مما عملنا من نعم وليس المعنى أن الله سبحانه وتعالى خلق هذه الأنعام بيده لو كان أراد ذلك سبحانه وتعالى وكان الواقع كذلك لقال : مما عملنا بأيدينا كما قال تعالى في آدم يخاطب إبليس : (( مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ))[ص:75]^فهنا أضاف الخلق إلى نفسه وجعل المخلوق به اليد أما هنا فأضاف العمل إلى اليد (( ما عملت أيدينا )) فهو كقوله تعالى : (( بما كسبت أيديكم )) وما أشبهها مما يضاف فيه الفعل إلى اليد والمراد الإنسان كذلك هنا أضاف الله تعالى العمل إلى يديه والمراد إيش ؟ المراد نفسه أي مما عملنا نعم وهنا قال : (( مما عملت أيدينا )) بالجمع فهل الله عز وجل له أكثر من يد ؟ الجواب لا ، هل لله تعالى أكثر من يدين ؟ الجواب لا ليس لله أكثر من يدين ليس له إلا يدان اثنتان فلماذا جمع هنا ؟ جمع من أجل المناسبة لأن الأفصح في المثنى إذا أضيف إلى جمع الأفصح فيه الجمع ألم تر إلى قوله تعالى : (( إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ))[التحريم:4]^مع أنه ليس للإنسان ليس للإنسان إلا قلب واحد فهنا لما أضافه إلى الضمير المفيد للجمع وهنا للتعظيم بلا شك ناسب الجمع وأيضاً فإن الجمع أبلغ للتعظيم فلهذا جمعت وأيضاً فإن هذه الأنعام لا يحصيها إلا الله عز وجل فهي جموع كثيرة كل واحدة منها تحتاج إلى فعل وإلا لا ؟ إلى فعل خاص لأن لكل واحدة خلق خاص فجمع أيضاً باعتبار المعمول الذي هو هذه الأنعام طيب على كل حال هذه الآية لا شك أنها تفيد إثبات اليد لله عز وجل ولكنها لا تفيد أن له أكثر من يدين بما علمتم من وجوه الجمع ، لا تفيد أن لله أكثر من يدين بما علمتم من وجه الجمع فإذا قال قائل ما هو الدليل على أنه ليس لله إلا يدان اثنتان ؟ قلنا الدليل أن الله تعالى تمدح بهما في مقام المدح والعطاء والرزق ولو كان له أكثر من ذلك لذكره لاقتضاء المقام إياه قال الله تعالى : (( وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ))[المائدة:64]^ولو كان له أكثر من ثنتين لقال : بل أيديه لأنه بلا شك ..كلما كثرت الأيدي كثر العطاء وهذا باعتبار المخلوق أما الخالق عز وجل فعطاؤه لا ينفذ ولا يعد وليس له إلا يداه اثنتان هذا ما عليه إلا أهل السنة والجماعة نعم .
الطالب : ...
الشيخ : كيف ؟
7 - التعليق على تفسير الجلالين : (( أولم يروا )) يعلموا . والاستفهام للتقرير ، والواو الداخلة عليها للعطف (( أنا خلقنا لهم )) في جملة الناس (( مما عملت أيدينا )) أي عملناه بلا شريك ولا معين (( أنعاما )) هي الإبل والبقر والغنم (( فهم لها مالكون )) ؟ ضابطون . أستمع حفظ
ما هو الضابط في الاستدلال للآيات بالقرآن .؟
الشيخ : ...إذا كان اللفظ يقتضيه ويدل عليه بمقتضى اللغة العربية ثبت بالقرآن
هل وصف النبي صلى الله عليه وسلم بالشعر صفة نقص .؟
الشيخ : هي بالنسبة للرسول عليه الصلاة والسلام صفة نقص لا شك لو كان شاعراً لكان هذا نقصاً وإن لم يكن نقصاً لذاته لذات الشعر لكن لما يترتب عليه من الشبهات كما أن الأمية وصف نقص من حيث هي لكن هذا باعتبار النبي عليه الصلاة والسلام هي صفة كمال ولهذا مدحه الله بذلك لقوله : (( النبي الأمي )) فالشيء قد يكون كمالاً باعتبار إضافته إلى شيء ونقصاًَ باعتبار إضافته لشيء والنبي عليه الصلاة والسلام قال : ( إن من الشعر لحكمة ) فهذا الذي منه الحكمة لا شك أنه كمال نعم
ما هو المحذور إذا قلنا في قول الله تعالى : (( مما عملت أيدينا )) أي : بأيدينا .؟
الشيخ : نعم فيه محذور ، المحذور أنه لو قلنا بذلك لكانت الأنعام أشرف من الأنبياء نعم
في قوله تعالى : (( إن هو إلا ذكر وقرآن مبين )) هل المراد بالذكر السنة .؟
الشيخ : إيش أي .
الطالب : السنة .
الشيخ : أي السنة .
الطالب : ...
الشيخ : لأن المشركين قالوا : إن القرآن شعر ولم يقولوا عن قول الرسول عليه الصلاة والسلام أنه شعر فأبطل الله قولهم وقال : هذا الذي تقولون إنه شعر وأن الرسول علمه ما هو إلا ذكر ، وفي القرآن كثير من وصف الله تعالى بالذكر (( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ))[الحجر:9]