تفسير سورة يس-09a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
فوائد قول الله تعالى : (( لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين )) .
طيب إذاً الفوائد اللي قبل من قوله : (( إن هو إلا ذكر وقرآن مبين * لينذر من كان حياً )) مش هي آخر الفوائد اللي آخذناها ؟ بس عشان ما كملناها .
الطالب : ...
الشيخ : ...اللي عندي ...اللي عندكم ، اللي تقدر ...
الطالب : ...ولا ينتفع بالقرآن إنما ... ذكر عظيم
الشيخ : نعم ، ما ذكرنا الثناء على القرآن في قوله : (( إن هو إلا ذكر )) .
الطالب : ...
الشيخ : اللي في الأول ما ذكرنا الثناء على القرآن وأن التمسك به هو سبب للرفعة والعزة ، قبل طيب .
في الآية التي بعدها فائدة خامسة وهي : إثبات العلة وإن شئت فقل الحكمة لقوله : (( لينذر )) اللام وكلما رأيت اللام لام التعليل فهي مثبتة للحكمة في أفعال الله تعالى وفي مشروعاته نعم
الطالب : ...
الشيخ : ...اللي عندي ...اللي عندكم ، اللي تقدر ...
الطالب : ...ولا ينتفع بالقرآن إنما ... ذكر عظيم
الشيخ : نعم ، ما ذكرنا الثناء على القرآن في قوله : (( إن هو إلا ذكر )) .
الطالب : ...
الشيخ : اللي في الأول ما ذكرنا الثناء على القرآن وأن التمسك به هو سبب للرفعة والعزة ، قبل طيب .
في الآية التي بعدها فائدة خامسة وهي : إثبات العلة وإن شئت فقل الحكمة لقوله : (( لينذر )) اللام وكلما رأيت اللام لام التعليل فهي مثبتة للحكمة في أفعال الله تعالى وفي مشروعاته نعم
فوائد قول الله تعالى : (( أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون )) .
ثم قال عز وجل : (( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا )) إلى آخره
من فوائد هذه الآية : تقرير نعمة الله عز وجل على عباده بهذه الأنعام لقوله : (( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا )) .
ومن فوائدها : أن هذه الأنعام ملك لنا لجميع وجوه الانتفاعات لقوله : (( خلقنا لهم )) فكل وجوه الانتفاعات فإنه يجوز لنا أن ننتفع بها لأنها ما دامت لنا فنحن فيها أحرار إلا ما قام الدليل على منعه
ويتفرع على هذه الفائدة أنه يجوز أن نركب ما لم تجر العادة بركوبه مثل أن نركب البقر ولهذا قال الفقهاء : يجوز الانتفاع بهذه الحيوانات في غير ما خلقت له
فإن قلت ما الجواب عن الحديث الصحيح ( بينما رجل راكب بقرة يسوقها إذ التفتت إليه فقالت له إنا لم نخلق لهذا ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( فأنا أؤمن بذلك وأبو بكر وعمر ) فالجواب على هذا أن نقول : إن هذا الرجل قد ركبها ركوبها يشق عليها وهي ما خلقت لتعذب وهو كذلك حتى لو أن الإنسان ركب الإبل على وجه يعذبها قلنا له إنها لم تخلق لهذا طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة : صحة نسبة العمل إلى الله لقوله : (( مما عملت أيدينا )) لكن هل يسمي الله بالعامل ؟ لا كما لا يسمى بالصانع أخذاً من قوله تعالى : (( صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ))[النمل:88]^وذلك لأن باب الخبر أوسع من باب الإنشاء والتسمية ، يجوز أن نشتق من كل اسم صفة ولا يجوز من كل صفة اسماً واضح ولهذا نقول الصفات أوسع من الأسماء يعني باب الصفات صفات الله أوسع من باب الأسماء لأن كل اسم متضمن لصفة وليس كل صفة تتضمن اسماً طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة : إثباب اليد لله عز وجل لقوله : (( مما عملت أيدينا أنعاماً )) وهذه اليد التي وصف الله بها نفسه أو أضافها إلى نفسه يد حقيقية ثابتة لكن بدون أن تكون مماثلة لأيدي المخلوقين لأن مماثلة الخالق للمخلوق ممتنعة غاية الامتناع عقلاً وسمعاً قال الله تعالى : (( ليس كمثله شيء )) وقال تعالى : (( فلا تضربوا لله الأمثال )) وأما العقل فإن كل عاقل يدرك الفرق بين الخالق والمخلوق في الذات والصفات فالواجب علينا نحن أن نؤمن بكل ما وصف الله به نفسه من غير تمثيل
من فوائد هذه الآية : تقرير نعمة الله عز وجل على عباده بهذه الأنعام لقوله : (( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا )) .
ومن فوائدها : أن هذه الأنعام ملك لنا لجميع وجوه الانتفاعات لقوله : (( خلقنا لهم )) فكل وجوه الانتفاعات فإنه يجوز لنا أن ننتفع بها لأنها ما دامت لنا فنحن فيها أحرار إلا ما قام الدليل على منعه
ويتفرع على هذه الفائدة أنه يجوز أن نركب ما لم تجر العادة بركوبه مثل أن نركب البقر ولهذا قال الفقهاء : يجوز الانتفاع بهذه الحيوانات في غير ما خلقت له
فإن قلت ما الجواب عن الحديث الصحيح ( بينما رجل راكب بقرة يسوقها إذ التفتت إليه فقالت له إنا لم نخلق لهذا ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( فأنا أؤمن بذلك وأبو بكر وعمر ) فالجواب على هذا أن نقول : إن هذا الرجل قد ركبها ركوبها يشق عليها وهي ما خلقت لتعذب وهو كذلك حتى لو أن الإنسان ركب الإبل على وجه يعذبها قلنا له إنها لم تخلق لهذا طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة : صحة نسبة العمل إلى الله لقوله : (( مما عملت أيدينا )) لكن هل يسمي الله بالعامل ؟ لا كما لا يسمى بالصانع أخذاً من قوله تعالى : (( صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ))[النمل:88]^وذلك لأن باب الخبر أوسع من باب الإنشاء والتسمية ، يجوز أن نشتق من كل اسم صفة ولا يجوز من كل صفة اسماً واضح ولهذا نقول الصفات أوسع من الأسماء يعني باب الصفات صفات الله أوسع من باب الأسماء لأن كل اسم متضمن لصفة وليس كل صفة تتضمن اسماً طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة : إثباب اليد لله عز وجل لقوله : (( مما عملت أيدينا أنعاماً )) وهذه اليد التي وصف الله بها نفسه أو أضافها إلى نفسه يد حقيقية ثابتة لكن بدون أن تكون مماثلة لأيدي المخلوقين لأن مماثلة الخالق للمخلوق ممتنعة غاية الامتناع عقلاً وسمعاً قال الله تعالى : (( ليس كمثله شيء )) وقال تعالى : (( فلا تضربوا لله الأمثال )) وأما العقل فإن كل عاقل يدرك الفرق بين الخالق والمخلوق في الذات والصفات فالواجب علينا نحن أن نؤمن بكل ما وصف الله به نفسه من غير تمثيل
2 - فوائد قول الله تعالى : (( أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون )) . أستمع حفظ
فائدة في ذكر قواعد في إثبات الأسماء والصفات الله تعالى .
ثم اعلم أن ما وصف الله به نفسه ينقسم إلى صفات لازمة وصفات غير لازمة وإلى ما نظيره أجزاء وأبعاض لنا ، فمثلاً السمع والعلم والقدرة والحياة هذه صفات لازمة ويسميها أهل العلم الصفات الذاتية ومثل الاستواء على العرش والنزول إلى السماء الدنيا والخلق وما أشبه ذلك صفات غير لازمة الله لم يزل ولا يزال خالقاً لكن المخلوق يتجدد فكل خلق يتعلق بهذا المخلوق فإنه يكون حادثاً بعد أن لم يكن ولكن هذا حدوث نوع وليس حدوث جنس لأن الله لم يزل ولا يزال خالقاًَ لكن الاستواء على العرش هذا لا شك أنه حادث لأنه قبل العرش ليس مستوٍ عليه
طيب الذي نظيره أبعاض وأجزاء مثل اليد والوجه والقدم والعين هذا نظير بالنسبة لنا جزء من الذات أو بعض منها ولا يصح أن نقول أنه جزء من الله أو بعض من الله لأن الله عز وجل لا يتجزأ ولا يتبعض إذ أن الجزء ما جاز وجود أصله بعدمه هذا الجزء بالنسبة لله عز وجل لا يمكن أن يكون هكذا يعني لا يمكن أن تنفصل اليد مثلاً وحاش لله عز وجل أو الوجه وما أشبه ذلك بالنسبة للمخلوق يمكن أن تنفصل وإلا لا ؟ يمكن ولهذا يجب أن نقول : نظيره أجزاء وأبعاض لنا ولا نقول ما هو أجزاء وأبعاض لله لأن هذا منكر غاية الإنكار
طيب اليد نقول إنها حقيقة يد حقيقية ثابتة لله على وجه لائق به ولكن لا تماثل أيدي المخلوقين وهذا مذهب السلف وعليه جرى أئمة المسلمين لكن ابتلى قوم بالتحريف تحريف اليد وقالوا : إنها النعمة أو القوة بناء على أن عقولهم تحيل أن يتصف الله عز وجل باليد الحقيقية ولا شك أن هذا ضلال وجناية على النصوص أما كونه ضلالاً فلأنهم حكموا على الخالق بعقولهم القاصرة وهذا لاشك أنه ضلال كيف تحكم على الخالق بعقلك ، الخالق عز وجل يقول عن نفسه : (( بل يداه مبسوطتان )) ويقول : (( لما خلقت بيدي )) ويقول : (( مما عملت أيدينا )) وأن تقول : ليس له يد سبحان الله لولا التأويل لكان تكذيباً لولا تأويلهم لها وقالوا : نحن نثبت اليد لكن المراد كذا لكان هذا تكذيباً للنصوص ونحن نعلم أن المكذب للنصوص كافر نعم ، جناية على النصوص من وجهين : لأنه يقولون : إن الله لم يرد كذا وأراد كذا فنفوا ما أراد الله وأثبتوا مالم يرده فكان جناية على النصوص من الوجهين السلبي إيش بعد ؟ السلبي والإيجابي ، السلبي حيث نفوا ما أثبت الله والإيجابي أثبتوا ما لم يرده الله ، إذا قال الله عز وجل : (( لما خلقت بيدي )) فقال أراد باليدين النعمة أو القوة سبحان الله ما الذي أعلمك ؟ هو يقول : (( لما خلقت بيدي )) وأنت تقول : ليس له يد بل هي نعمة من الذي قال لك هذا ؟ فنفيك قول على الله بلا علم وإثباتك لما أثبت قول على الله بلا علم فكان جناية على النصوص من وجهين
والحقيقة أن الإنسان يعجب غاية العجب أن يسلك هذا المسلك أئمة مشهود لهم بالخير والصلاح ونفع الأمة ولكنه يعرف بذلك تمام حكمة الله عز وجل وأن الإنسان فهو ضعيف وقاصر وإلا سبحان الله ، الله يتحدث عن نفسه بحديث هو أصدق الحديث وأحسن الحديث وصادر من أعلم لما يقول ثم نقول : والله ما أراد هكذا ، طيب إذاً يجب أن نؤمن بأن الله له يد حقيقية وإلا مجازية ؟ حقيقية لائقة به لا تماثل أيدي المخلوقين بأي حال من الأحوال وهكذا يجب علينا أن نجري جميع آيات الصفات وأحاديثها
بقي علينا أن نقول : ما تقولون في تفسير بعض العلماء قوله تعالى : (( والسماء بنيناها بأيد )) أي بقوة ؟ الجواب أن نقول : هذا صحيح أيد هنا بمعنى قوة لأن أيد بمصدر آد يئيد أيداً ، ولا نجوز أن نقول هي كقوله : (( أيديناً )) هذا حرام علينا أن نقول هكذا كقوله : (( أيديناً )) لأن الله لم ينسبها إلى نفسه ما قال : والسماء بنيناها بأيدينا وإذا لم ينسب الله ذلك إلى نفسه حرم علينا أن ننسبه إلى الله فكان يتعين أن نفسر قوله : (( والسماء بنيناها بأيد )) أي بقوة وأيد هنا مصدر آد يئيد كباع يبيع بيعاً وكال يكيل كيلاً هذا معناها وإذا لم يضف الله الشيء إلى نفسه حرم أن نضيفه إليه لأننا لو أضفنا إليه وهو لم يضف إليه لكنا نقول على الله بلا علم
ألم تر إلى قوله تعالى : (( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ ))[القلم:42]^اختلف السلف في قوله : (( عن ساق )) هل المراد عن شدة أو المراد عن ساقه عز وجل ؟ ونحن إذا أخذنا القاعدة التي قررناها الآن بأن ما لم يضفه الله إلى نفسه يحرم علينا أن نضيفه إليه قلنا أن المراد بالساق هنا الشدة ولا بد ولا يمكن أن نفسره بساق الله لأن الله لم يضفه إلى نفسه ما قال : يوم نكشف عن ساقنا بل قال : (( يوم يكشف عن ساق )) ولكن إذا تأملت سياق الآية الكريمة وما جاء في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وجدت أن ذلك يقتضي أن يكون المراد به ساق الله لأن في حديث أبي سعيد الطويل المشهور ( أن الله يكشف عن ساقه فيسجد له كل من كان يسجد لله تعالى في الدنيا ويعجز عن السجود من لم يسجد لله في الدنيا ) فهنا (( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ ))[القلم42:43]^نجد أن سياق الآية يوافق سياق الحديث وحينئذ نقول : إن كلام الله يفسر بكلام الله ويفسر بكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فإذا دل سياق حديث أبي سعيد على ما دل عليه سياق الآية فإن الآية تفسر به وحينئذ يكون القول الراجح أن المراد بالساق الذي جاء على وجه النكرة المراد به ساق الله عز وجل ولكنه نكر للتعظيم لأن التنكير قد يراد به التعظيم طيب
طيب الذي نظيره أبعاض وأجزاء مثل اليد والوجه والقدم والعين هذا نظير بالنسبة لنا جزء من الذات أو بعض منها ولا يصح أن نقول أنه جزء من الله أو بعض من الله لأن الله عز وجل لا يتجزأ ولا يتبعض إذ أن الجزء ما جاز وجود أصله بعدمه هذا الجزء بالنسبة لله عز وجل لا يمكن أن يكون هكذا يعني لا يمكن أن تنفصل اليد مثلاً وحاش لله عز وجل أو الوجه وما أشبه ذلك بالنسبة للمخلوق يمكن أن تنفصل وإلا لا ؟ يمكن ولهذا يجب أن نقول : نظيره أجزاء وأبعاض لنا ولا نقول ما هو أجزاء وأبعاض لله لأن هذا منكر غاية الإنكار
طيب اليد نقول إنها حقيقة يد حقيقية ثابتة لله على وجه لائق به ولكن لا تماثل أيدي المخلوقين وهذا مذهب السلف وعليه جرى أئمة المسلمين لكن ابتلى قوم بالتحريف تحريف اليد وقالوا : إنها النعمة أو القوة بناء على أن عقولهم تحيل أن يتصف الله عز وجل باليد الحقيقية ولا شك أن هذا ضلال وجناية على النصوص أما كونه ضلالاً فلأنهم حكموا على الخالق بعقولهم القاصرة وهذا لاشك أنه ضلال كيف تحكم على الخالق بعقلك ، الخالق عز وجل يقول عن نفسه : (( بل يداه مبسوطتان )) ويقول : (( لما خلقت بيدي )) ويقول : (( مما عملت أيدينا )) وأن تقول : ليس له يد سبحان الله لولا التأويل لكان تكذيباً لولا تأويلهم لها وقالوا : نحن نثبت اليد لكن المراد كذا لكان هذا تكذيباً للنصوص ونحن نعلم أن المكذب للنصوص كافر نعم ، جناية على النصوص من وجهين : لأنه يقولون : إن الله لم يرد كذا وأراد كذا فنفوا ما أراد الله وأثبتوا مالم يرده فكان جناية على النصوص من الوجهين السلبي إيش بعد ؟ السلبي والإيجابي ، السلبي حيث نفوا ما أثبت الله والإيجابي أثبتوا ما لم يرده الله ، إذا قال الله عز وجل : (( لما خلقت بيدي )) فقال أراد باليدين النعمة أو القوة سبحان الله ما الذي أعلمك ؟ هو يقول : (( لما خلقت بيدي )) وأنت تقول : ليس له يد بل هي نعمة من الذي قال لك هذا ؟ فنفيك قول على الله بلا علم وإثباتك لما أثبت قول على الله بلا علم فكان جناية على النصوص من وجهين
والحقيقة أن الإنسان يعجب غاية العجب أن يسلك هذا المسلك أئمة مشهود لهم بالخير والصلاح ونفع الأمة ولكنه يعرف بذلك تمام حكمة الله عز وجل وأن الإنسان فهو ضعيف وقاصر وإلا سبحان الله ، الله يتحدث عن نفسه بحديث هو أصدق الحديث وأحسن الحديث وصادر من أعلم لما يقول ثم نقول : والله ما أراد هكذا ، طيب إذاً يجب أن نؤمن بأن الله له يد حقيقية وإلا مجازية ؟ حقيقية لائقة به لا تماثل أيدي المخلوقين بأي حال من الأحوال وهكذا يجب علينا أن نجري جميع آيات الصفات وأحاديثها
بقي علينا أن نقول : ما تقولون في تفسير بعض العلماء قوله تعالى : (( والسماء بنيناها بأيد )) أي بقوة ؟ الجواب أن نقول : هذا صحيح أيد هنا بمعنى قوة لأن أيد بمصدر آد يئيد أيداً ، ولا نجوز أن نقول هي كقوله : (( أيديناً )) هذا حرام علينا أن نقول هكذا كقوله : (( أيديناً )) لأن الله لم ينسبها إلى نفسه ما قال : والسماء بنيناها بأيدينا وإذا لم ينسب الله ذلك إلى نفسه حرم علينا أن ننسبه إلى الله فكان يتعين أن نفسر قوله : (( والسماء بنيناها بأيد )) أي بقوة وأيد هنا مصدر آد يئيد كباع يبيع بيعاً وكال يكيل كيلاً هذا معناها وإذا لم يضف الله الشيء إلى نفسه حرم أن نضيفه إليه لأننا لو أضفنا إليه وهو لم يضف إليه لكنا نقول على الله بلا علم
ألم تر إلى قوله تعالى : (( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ ))[القلم:42]^اختلف السلف في قوله : (( عن ساق )) هل المراد عن شدة أو المراد عن ساقه عز وجل ؟ ونحن إذا أخذنا القاعدة التي قررناها الآن بأن ما لم يضفه الله إلى نفسه يحرم علينا أن نضيفه إليه قلنا أن المراد بالساق هنا الشدة ولا بد ولا يمكن أن نفسره بساق الله لأن الله لم يضفه إلى نفسه ما قال : يوم نكشف عن ساقنا بل قال : (( يوم يكشف عن ساق )) ولكن إذا تأملت سياق الآية الكريمة وما جاء في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وجدت أن ذلك يقتضي أن يكون المراد به ساق الله لأن في حديث أبي سعيد الطويل المشهور ( أن الله يكشف عن ساقه فيسجد له كل من كان يسجد لله تعالى في الدنيا ويعجز عن السجود من لم يسجد لله في الدنيا ) فهنا (( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ ))[القلم42:43]^نجد أن سياق الآية يوافق سياق الحديث وحينئذ نقول : إن كلام الله يفسر بكلام الله ويفسر بكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فإذا دل سياق حديث أبي سعيد على ما دل عليه سياق الآية فإن الآية تفسر به وحينئذ يكون القول الراجح أن المراد بالساق الذي جاء على وجه النكرة المراد به ساق الله عز وجل ولكنه نكر للتعظيم لأن التنكير قد يراد به التعظيم طيب
الكلام على صفة اليد وصفة العينين لله .
فإذا قال قائل : الآية التي معنا في سورة يس (( مما عملت أيديناً أنعاماً )) فهل تصفون الله بأن له أيدياً كثيرة أم ماذا ؟ نقول : الذي عليه أهل السنة ليس لله إلا يدان اثنتان وحينئذ نحتاج إلى الجمع بين هذا القول الذي دل عليه قوله تعالى : (( ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي )) وقوله : (( وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ))[المائدة:64]^نحتاج إلى جمع بين هذا وبين هذه الآية
(( مما عملت أيدينا أنعاماً )) وإلى الجمع بينه وبين الإفراد الذي جاء في قوله تعالى : (( تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ))[الملك:1]^وما أشبه ذلك قال أهل العلم : الجمع بينهما متيسر ولله الحمد لأنه ليس في خلق الرحمن من تفاوت ولا في كلامه من تفاوت أيضاً لا يتفاوت الكلام ولا يتناقض كما لا يتناقض الخلق أيضاً ، الخلق منسجم بعضه مع بعضه كذلك الشرع منسجم بعضه مع بعض كيف ذلك ؟ قالوا : إن المفرد المضاف يشمل لأنه للعموم ألم تر إلى قوله تعالى : (( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا ))[إبراهيم:34]^كم من نعم ؟ لا تحصى مع أنه قال : (( نعمة الله )) واحدة لكن المفرد المضاف يكون للعموم يشمل كل ما يثبت لهذا المفرد من معنى وإن كثر ، إذاً (( بيده الملك )) لو فرض أن هناك أيدياً كثيرة يدخل في ذلك وإلا لا ؟ واليدان تدخل إذاًَ لا منافاة بين المفرد وبين العدد جمعاً كان أو مثنى واضح ...واضح وإلا..
(( بيده الملك )) اليد مفرد مضاف ، يد مضاف والضمير مضاف إليه المفرد المضاف ماذا يفيد ؟ يفيد العموم أي مفرد مضاف فهو مفيد للعموم هنا أقف لأتبين لو قال رجل امرأتي طالق وله أربع نسوة من يطلق ؟ كل النسوة إلا إذا نوى أنها واحدة ولو قال عبدي حر وله أكثر من عبد عتق الجميع ما لم يرد واحداً ولو قال بيتي وقف صارت بيوته كلها وقفاً ما لم يرد واحداً إذاً المفرد المضاف يعم
هل هناك مثال من القرآن أو من السنة يؤيد ما قلت ؟ نعم مثل قوله تعالى : (( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها )) فإن (( نعمة )) مفرد مضاف فيشمل جميع النعم التي لا تحصى إذاً (( بيده الملك )) نقول : هذا لا ينافي أن يكون المراد باليد هنا اليدين الثنتين بقينا الجمع بين اليدين الثنتين والجمع الذي هو (( أيدينا )) كيف نجمع بينهن ؟ والجواب على هذا من وجهين :
الجواب الأول : أن كثيراً من علماء اللغة يقولون : إن أقل الجمع اثنان واستدلوا لذلك بقوله تعالى : (( إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما )) فهنا جمع مع أن المراد اثنان وبقوله تعالى : (( فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ ))[النساء:11]^مع أن الأم تحجب باثنين تحجب من الثلث إلى السدس باثنين طيب وبقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( الاثنان فما فوقهما جماعة في الصلاة )
ولكن أكثر علماء اللغة يقولون : إن أقل الجمع ثلاثة وحينئذ يمكن الجمع للوجه الثاني : وهو أن نقول أن المراد بالجمع في قوله تعالى : (( مما عملت أيديناً )) المراد به إيش ؟ التعظيم لأن الجمع يدل على التعظيم ولهذا يأتي ضمير الجمع نا في مقام التعظيم كل ضمير أضافه الله إلى نفسه وهو نا فليس المراد به الجمع ، المراد به التعظيم فهنا الجمع للتعظيم وللمناسبة أيضاً ، المناسبة ماهي ؟ لأنه أضيف إلى ما ينسب الجمع فكان الأنسب أن يكون مجموعاً فهذه المناسبة لفظية وإرادة التعظيم مناسبة معنوية وبهذا يزول الإشكال
فإذا قال قائل : لماذا لا تقولون إن لله أيدياً كثيرة ؟ فالجواب أن هذا يمنعه المعنى لأن الله تعالى لما تمدح وأثنى على نفسه بالعطاء لم يذكر إلا يدين اثنتين ولو كان له أكثر نعم لو كان له أكثر لكان يذكر الأكثر لأن أبلغ في المدح فلما قال : (( بل يداه مبسوطتان )) علم أنه ليس إلا يدان اثنتان ومثل ذلك قوله تعالى : (( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ))[الزمر:67]^فأثبت القبضة باليد (( والسماوات مطويات بيمينه )) باليد الأخرى والنصوص في هذا كثيرة ولهذا نعتقد نحن أن الله سبحانه وتعالى ليس له إلا يدان اثنتان فقط
ومثل ذلك نقول في صفة العين ، العين وردت مجموعة ووردت مفردة (( ولتصنع علي عيني )) (( تجري بأعيننا )) فنقول عين مفرد مضاف فيعم (( تجري بأعيننا )) للتعظيم إما أن نقول للتعظيم أو بأن أقل الجمع اثنان وليس لله تعالى أكثر من عينين اثنتين ودليل ذلك حديث الدجال حينما تحدث النبي صلى الله عليه وسلم عنه وبين تمويهاته قال : ( إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور ) فبين العلامة الحسية الظاهرة وهي عور عين الدجال ومن العجب أن بعض الناس قال : المراد بالعور هنا العيب يريد أن يثبت أن لله تعالى أعيناً كثيرة بناء على الجمع في قوله: (( تجري بأعيننا )) ولكن هذا عور منه ، عور من هذا القائل لأن الحديث صريح في أن المراد عور العين حيث قال : ( أعور العين اليمنى ) ولم يقل أعور فقط لو قال أعور فقط ربما يحتمل ما قاله مع أنه ضعيف لأن اللغة العربية تعبر بالعور عن العين ، الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( أربع لا تجوز للأضاحي المريضة والعجفاء والعوراء والعرجاء ) فجعل العور غير العيب كل الثلاثة الأخرى كلها عيوب لكن جعل العور في العين
فنحن نقول لهم : أصل العور في العين ثم إذا جاء الحديث ( أعور العين اليمنى ) صار قاطعاًَ للاحتمال قطعاً نهائياً لا يمكن أن يراد به العيب فإذا قال قائل : ما وجهه ؟ قلنا وجهه لو كان لله أكثر من عين لكان الرسول صلى الله عليه وسلم يذكره لأنه أدل على تعظيم الله وأبين في التمييز ، أدل على التعظيم إذا كان له أعين كثيرة وأبين في التمييز ، أبين من أن يقال : أن الفرق هو أن هذا أعور والرب عز وجل ليس بأعور وبهذا يتبين أن دلالة حديث الدجال وهو صحيح دلالة واضحة ظاهرة على أنه روي في حديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام ذكره ابن القيم في مختصر الصواعق المرسلة ( إذا قام أحدكم يصلي فإنه بين عيني الرحمن ) وهذا الحديث فيه ضعف لكننا في الحقيقة لسنا بحاجة إليه لأن الحديث ثابت في الصحيحين في وصف الدجال واضح والحمد لله نعم ، أظن باقي علينا من الفوائد ، إيش الباقي ؟
الطالب : ...
الشيخ : (( مما عملت أيدينا أنعاماً )) طيب .
(( مما عملت أيدينا أنعاماً )) وإلى الجمع بينه وبين الإفراد الذي جاء في قوله تعالى : (( تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ))[الملك:1]^وما أشبه ذلك قال أهل العلم : الجمع بينهما متيسر ولله الحمد لأنه ليس في خلق الرحمن من تفاوت ولا في كلامه من تفاوت أيضاً لا يتفاوت الكلام ولا يتناقض كما لا يتناقض الخلق أيضاً ، الخلق منسجم بعضه مع بعضه كذلك الشرع منسجم بعضه مع بعض كيف ذلك ؟ قالوا : إن المفرد المضاف يشمل لأنه للعموم ألم تر إلى قوله تعالى : (( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا ))[إبراهيم:34]^كم من نعم ؟ لا تحصى مع أنه قال : (( نعمة الله )) واحدة لكن المفرد المضاف يكون للعموم يشمل كل ما يثبت لهذا المفرد من معنى وإن كثر ، إذاً (( بيده الملك )) لو فرض أن هناك أيدياً كثيرة يدخل في ذلك وإلا لا ؟ واليدان تدخل إذاًَ لا منافاة بين المفرد وبين العدد جمعاً كان أو مثنى واضح ...واضح وإلا..
(( بيده الملك )) اليد مفرد مضاف ، يد مضاف والضمير مضاف إليه المفرد المضاف ماذا يفيد ؟ يفيد العموم أي مفرد مضاف فهو مفيد للعموم هنا أقف لأتبين لو قال رجل امرأتي طالق وله أربع نسوة من يطلق ؟ كل النسوة إلا إذا نوى أنها واحدة ولو قال عبدي حر وله أكثر من عبد عتق الجميع ما لم يرد واحداً ولو قال بيتي وقف صارت بيوته كلها وقفاً ما لم يرد واحداً إذاً المفرد المضاف يعم
هل هناك مثال من القرآن أو من السنة يؤيد ما قلت ؟ نعم مثل قوله تعالى : (( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها )) فإن (( نعمة )) مفرد مضاف فيشمل جميع النعم التي لا تحصى إذاً (( بيده الملك )) نقول : هذا لا ينافي أن يكون المراد باليد هنا اليدين الثنتين بقينا الجمع بين اليدين الثنتين والجمع الذي هو (( أيدينا )) كيف نجمع بينهن ؟ والجواب على هذا من وجهين :
الجواب الأول : أن كثيراً من علماء اللغة يقولون : إن أقل الجمع اثنان واستدلوا لذلك بقوله تعالى : (( إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما )) فهنا جمع مع أن المراد اثنان وبقوله تعالى : (( فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ ))[النساء:11]^مع أن الأم تحجب باثنين تحجب من الثلث إلى السدس باثنين طيب وبقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( الاثنان فما فوقهما جماعة في الصلاة )
ولكن أكثر علماء اللغة يقولون : إن أقل الجمع ثلاثة وحينئذ يمكن الجمع للوجه الثاني : وهو أن نقول أن المراد بالجمع في قوله تعالى : (( مما عملت أيديناً )) المراد به إيش ؟ التعظيم لأن الجمع يدل على التعظيم ولهذا يأتي ضمير الجمع نا في مقام التعظيم كل ضمير أضافه الله إلى نفسه وهو نا فليس المراد به الجمع ، المراد به التعظيم فهنا الجمع للتعظيم وللمناسبة أيضاً ، المناسبة ماهي ؟ لأنه أضيف إلى ما ينسب الجمع فكان الأنسب أن يكون مجموعاً فهذه المناسبة لفظية وإرادة التعظيم مناسبة معنوية وبهذا يزول الإشكال
فإذا قال قائل : لماذا لا تقولون إن لله أيدياً كثيرة ؟ فالجواب أن هذا يمنعه المعنى لأن الله تعالى لما تمدح وأثنى على نفسه بالعطاء لم يذكر إلا يدين اثنتين ولو كان له أكثر نعم لو كان له أكثر لكان يذكر الأكثر لأن أبلغ في المدح فلما قال : (( بل يداه مبسوطتان )) علم أنه ليس إلا يدان اثنتان ومثل ذلك قوله تعالى : (( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ))[الزمر:67]^فأثبت القبضة باليد (( والسماوات مطويات بيمينه )) باليد الأخرى والنصوص في هذا كثيرة ولهذا نعتقد نحن أن الله سبحانه وتعالى ليس له إلا يدان اثنتان فقط
ومثل ذلك نقول في صفة العين ، العين وردت مجموعة ووردت مفردة (( ولتصنع علي عيني )) (( تجري بأعيننا )) فنقول عين مفرد مضاف فيعم (( تجري بأعيننا )) للتعظيم إما أن نقول للتعظيم أو بأن أقل الجمع اثنان وليس لله تعالى أكثر من عينين اثنتين ودليل ذلك حديث الدجال حينما تحدث النبي صلى الله عليه وسلم عنه وبين تمويهاته قال : ( إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور ) فبين العلامة الحسية الظاهرة وهي عور عين الدجال ومن العجب أن بعض الناس قال : المراد بالعور هنا العيب يريد أن يثبت أن لله تعالى أعيناً كثيرة بناء على الجمع في قوله: (( تجري بأعيننا )) ولكن هذا عور منه ، عور من هذا القائل لأن الحديث صريح في أن المراد عور العين حيث قال : ( أعور العين اليمنى ) ولم يقل أعور فقط لو قال أعور فقط ربما يحتمل ما قاله مع أنه ضعيف لأن اللغة العربية تعبر بالعور عن العين ، الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( أربع لا تجوز للأضاحي المريضة والعجفاء والعوراء والعرجاء ) فجعل العور غير العيب كل الثلاثة الأخرى كلها عيوب لكن جعل العور في العين
فنحن نقول لهم : أصل العور في العين ثم إذا جاء الحديث ( أعور العين اليمنى ) صار قاطعاًَ للاحتمال قطعاً نهائياً لا يمكن أن يراد به العيب فإذا قال قائل : ما وجهه ؟ قلنا وجهه لو كان لله أكثر من عين لكان الرسول صلى الله عليه وسلم يذكره لأنه أدل على تعظيم الله وأبين في التمييز ، أدل على التعظيم إذا كان له أعين كثيرة وأبين في التمييز ، أبين من أن يقال : أن الفرق هو أن هذا أعور والرب عز وجل ليس بأعور وبهذا يتبين أن دلالة حديث الدجال وهو صحيح دلالة واضحة ظاهرة على أنه روي في حديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام ذكره ابن القيم في مختصر الصواعق المرسلة ( إذا قام أحدكم يصلي فإنه بين عيني الرحمن ) وهذا الحديث فيه ضعف لكننا في الحقيقة لسنا بحاجة إليه لأن الحديث ثابت في الصحيحين في وصف الدجال واضح والحمد لله نعم ، أظن باقي علينا من الفوائد ، إيش الباقي ؟
الطالب : ...
الشيخ : (( مما عملت أيدينا أنعاماً )) طيب .
تتمة فوائد قول الله تعالى : (( أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون )) .
ومن فوائد الآية الكريمة : (( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا )) من فوائدها : إثبات اليد لله عز وجل لقوله : (( أيدينا )) وقد سبق الكلام عليها مستوفاًَ في الدرس الماضي .
ومن فوائد الآية الكريمة : أننا نملك هذه الأنعام ملكاً شرعياً وملكاً حسياً قدرياً أما الشرعي فإننا نملك أعيانها ومنافعها بالبيع والشراء والتأجير وغير ذلك وأما الكوني الحسي فلأننا نملك زمامها وربطها وهي مسخرة لنا نقيمها ونريحها ونذهب بها ونرجع بها وهذا من تمام نعمة الله سبحانه وتعالى علينا بهذا الملك .
ومن فوائد الآية الكريمة : أنه أتى بقوله : (( فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ )) الجملة الاسمية التي تفيد الثبوت والاستمرار أي ملك مستقر تام .
ثم قال عز وجل : (( وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ )) من فوائدها : بيان نعمة الله سبحانه وتعالى علينا بتذليل هذه الأنعام ولو استعصت علينا ما تمكنا من الانتفاع بها ولهذا لما ند بعير من الإبل في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام أدركه رجل بسهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن لهذه الإبل أوابد كأوابد الوحش فمن ند منها فاصنعوا به هكذا ) فهذه البعير تمردت على أهلها ولم يدركوها إلا بالسهم .
ومن فوائد الآية الكريمة : بيان أن أفعال المخلوقات مخلوقة لله لقوله : (( وذللناها لهم )) لكنها مفعولة للفاعل مباشرة فهي تنسب إلى الله عز وجل تقديراً وخلقاً وتكسب إلى الفاعل كسباً وعملاً فهذه الإبل المذللة الذي ذللها هو الله إذاً أفعالها صادرة بخلق الله عز وجل وهذا هو المذهب الصحيح في هذه المسألة أي مسألة أفعال العباد هل هي مخلوقة لله أو هي للعباد استقلالاً ؟ والمسألة فيها ثلاثة أقوال ، بل ثلاثة مذاهب :
المذهب الأول : مذهب الجبرية الذين يقولون : إن خلق الله عز وجل شامل لكل حركة في السماوات والأرض وإن الإنسان مجبور على عمله ليس له فيه اختيار بل الحركة الإرادية الاختيارية كالحركة الإجبارية التي ليس له فيها إرادة يقولون : إن أفعال الإنسان كحركة السعفة بالريح ليس باختياره
فإذا قيل لهم إن هذا يلزم منه الفوضى بحيث يفعل كل إنسان ما شاء ويقول هذا غير اختياري وأنا مجبور عليه ويلزم منه أيضاً أن الله إذا عذب الإنسان على معصية كان ظالماً له ويلزم عليه أن مدح الطائعين لغو لا فائدة منه لأنه لا يمدح الإنسان على عمل يجبر عليه بدون اختياره ويترتب عليه أيضاً أن ذم العاصين ظلم لأنه ذم لمن لا يختار هذا الفعل
وكما أنه يترتب عليه هذه اللوازم الباطلة فهو أيضاً مخالف للواقع فإن الإنسان يجد الفرق بين فعله الاختياري وبين فعله الاضطراري يجد الفرق بين أن ينزل من السلم درجة ، درجة وبطمأنينة واختيار وبين أن يأتي شخص يدفعه دفعاً حتى لا يتمكن من الوقوف فالأمر واضح من الناحية الواقعية العقلية أن هذا القول باطل من أبطل الأقوال لكن الذي غر أصحابه أن الله عز وجل ذكر أنه خلق كل شيء وأنه قدر كل شيء وأنه لا يكون في ملكه ما لا يريد إلى غير ذلك من الأشياء التي يتعللون بها لكنه في الحقيقة نظروا إليها وغفلوا عن النصوص الأخرى الدالة على أن الإنسان فاعل باختياره
ولهذا قابلهم قوم نظروا إلى النصوص الدالة على أن الإنسان فاعل باختياره وإلى الواقع فأنكروا أن يكون لله إرادة أو خلق في أفعال العباد ، وقالوا : إن العبد مستقل بعمله يفعل ما يشاء ويترك ما يشاء وليس لله سبحانه وتعالى تعلق بفعل العبد هؤلاء أقرب إلى المعقول من أولئك القوم لأن الإنسان لا شك يجد أنه فاعل بلا اختيار فهو يدخل بيته ويخرج من بيته ويأتي للمسجد ويخرج من المسجد ويختار هذا الفعل على هذه الفعل على وجه اختياري لا يشعر أبداً بأن أحداً يجبر على ذلك ولكن ضل هؤلاء بسلبهم إرادة الله عز وجل وخلقه عن أفعال الخلق واعتقادهم أن الإنسان مستقل بما يحدثه ولهذا سموا مجوس هذه الأمة لمشابهتهم للمجوس في إثبات فاعلين للحوادث وهم يقولون : بإثبات فاعلين للحوادث ، الذي من فعل الله هذه من فعل الله ، والذي من فعل الإنسان هذه من فعل الإنسان مستقلاً بها ولهذا سموا مجوس هذه الأمة وهؤلاء لا شك أنهم ضالون لأنهم أخرجوا شيئاً في ملك الله عن ملك الله
أهل السنة والجماعة توسطوا بين القولين وأخذوا بالدليلين وقالوا : إن الإنسان لا شك يفعل باختياره ويدع باختياره وإن له إرادة تامة بقدرة والذي خلق هذه الإرادة والقدرة هو الله عز وجل لو شاء الله سبحانه وتعالى لسلبه الإرادة ولو شاء لسلبه القدرة ولذلك إذا سلب الله العبد الإرادة لم يترتب على فعله حكم فالمجنون مثلاً هل يؤاخذ بأفعاله ؟ لا لأنه ...والعاجز لا يكلف (( فاتقوا الله ما استطعتم )) إذاً فالله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الإرادة والقدرة في الإنسان ، قالوا : والإرادة والقدرة هما السبب في وجود الفعل صح ، فلولا الإرادة ما فعلت ولولا القدرة ما فعلت فالإرادة والقدرة هما سبب وجود الفعل وإذا كانا مخلوقين لله فإن خالق السبب خالق للمسبب فيضاف فعل العبد إلى الله من هذه الناحية أي أن الله هو الذي أوجد فيه سبب الفعل فصار بذلك فاعل كما أن الإحراق مثلاً بالنار ينسب إلى من والذي أودع فيها هذه القوة هو الله عز وجل فلذلك صار إحراق النار بفعل النار مباشرة لكنه بتقدير الله سبحانه وتعالى خلقاً
وهذا الذي ذهب إليه أهل السنة والجماعة وهو المطابق للمنقول والمعقول والواقع لأنه يجمع بين الأدلة الشرعية ويصدق الأدلة الحسية فالأدلة الشرعية إذا جمعتها من أطرافها وجدت أنها تنصب في أنبوب واحد هو الذي ذهب إليه أهل السنة والجماعة ولولا هذا الاعتقاد لشلت الحركة ولصار الإنسان اتكالياً لا يقول ولا يفعل ولولا هذا الاعتقاد لم يلجأ الإنسان إلى ربه عز وجل لمهماته وملماته فهو باعتبار أنه مريد فاعل يتحرك ويعمل وباعتبار أنه مخلوق مدبر يرجع إلى من ؟ إلى الله عز وجل فلا يكون اتكالياً ولا يكون أنانياً يعني أنه لن يستغني بنفسه عن ربه ولن يكون اتكالياً يقول : إن قدر لي شيء صار بل هو يعمل مستعيناً بالله معتمداً عليه
ومن فوائد الآية الكريمة : أننا نملك هذه الأنعام ملكاً شرعياً وملكاً حسياً قدرياً أما الشرعي فإننا نملك أعيانها ومنافعها بالبيع والشراء والتأجير وغير ذلك وأما الكوني الحسي فلأننا نملك زمامها وربطها وهي مسخرة لنا نقيمها ونريحها ونذهب بها ونرجع بها وهذا من تمام نعمة الله سبحانه وتعالى علينا بهذا الملك .
ومن فوائد الآية الكريمة : أنه أتى بقوله : (( فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ )) الجملة الاسمية التي تفيد الثبوت والاستمرار أي ملك مستقر تام .
ثم قال عز وجل : (( وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ )) من فوائدها : بيان نعمة الله سبحانه وتعالى علينا بتذليل هذه الأنعام ولو استعصت علينا ما تمكنا من الانتفاع بها ولهذا لما ند بعير من الإبل في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام أدركه رجل بسهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن لهذه الإبل أوابد كأوابد الوحش فمن ند منها فاصنعوا به هكذا ) فهذه البعير تمردت على أهلها ولم يدركوها إلا بالسهم .
ومن فوائد الآية الكريمة : بيان أن أفعال المخلوقات مخلوقة لله لقوله : (( وذللناها لهم )) لكنها مفعولة للفاعل مباشرة فهي تنسب إلى الله عز وجل تقديراً وخلقاً وتكسب إلى الفاعل كسباً وعملاً فهذه الإبل المذللة الذي ذللها هو الله إذاً أفعالها صادرة بخلق الله عز وجل وهذا هو المذهب الصحيح في هذه المسألة أي مسألة أفعال العباد هل هي مخلوقة لله أو هي للعباد استقلالاً ؟ والمسألة فيها ثلاثة أقوال ، بل ثلاثة مذاهب :
المذهب الأول : مذهب الجبرية الذين يقولون : إن خلق الله عز وجل شامل لكل حركة في السماوات والأرض وإن الإنسان مجبور على عمله ليس له فيه اختيار بل الحركة الإرادية الاختيارية كالحركة الإجبارية التي ليس له فيها إرادة يقولون : إن أفعال الإنسان كحركة السعفة بالريح ليس باختياره
فإذا قيل لهم إن هذا يلزم منه الفوضى بحيث يفعل كل إنسان ما شاء ويقول هذا غير اختياري وأنا مجبور عليه ويلزم منه أيضاً أن الله إذا عذب الإنسان على معصية كان ظالماً له ويلزم عليه أن مدح الطائعين لغو لا فائدة منه لأنه لا يمدح الإنسان على عمل يجبر عليه بدون اختياره ويترتب عليه أيضاً أن ذم العاصين ظلم لأنه ذم لمن لا يختار هذا الفعل
وكما أنه يترتب عليه هذه اللوازم الباطلة فهو أيضاً مخالف للواقع فإن الإنسان يجد الفرق بين فعله الاختياري وبين فعله الاضطراري يجد الفرق بين أن ينزل من السلم درجة ، درجة وبطمأنينة واختيار وبين أن يأتي شخص يدفعه دفعاً حتى لا يتمكن من الوقوف فالأمر واضح من الناحية الواقعية العقلية أن هذا القول باطل من أبطل الأقوال لكن الذي غر أصحابه أن الله عز وجل ذكر أنه خلق كل شيء وأنه قدر كل شيء وأنه لا يكون في ملكه ما لا يريد إلى غير ذلك من الأشياء التي يتعللون بها لكنه في الحقيقة نظروا إليها وغفلوا عن النصوص الأخرى الدالة على أن الإنسان فاعل باختياره
ولهذا قابلهم قوم نظروا إلى النصوص الدالة على أن الإنسان فاعل باختياره وإلى الواقع فأنكروا أن يكون لله إرادة أو خلق في أفعال العباد ، وقالوا : إن العبد مستقل بعمله يفعل ما يشاء ويترك ما يشاء وليس لله سبحانه وتعالى تعلق بفعل العبد هؤلاء أقرب إلى المعقول من أولئك القوم لأن الإنسان لا شك يجد أنه فاعل بلا اختيار فهو يدخل بيته ويخرج من بيته ويأتي للمسجد ويخرج من المسجد ويختار هذا الفعل على هذه الفعل على وجه اختياري لا يشعر أبداً بأن أحداً يجبر على ذلك ولكن ضل هؤلاء بسلبهم إرادة الله عز وجل وخلقه عن أفعال الخلق واعتقادهم أن الإنسان مستقل بما يحدثه ولهذا سموا مجوس هذه الأمة لمشابهتهم للمجوس في إثبات فاعلين للحوادث وهم يقولون : بإثبات فاعلين للحوادث ، الذي من فعل الله هذه من فعل الله ، والذي من فعل الإنسان هذه من فعل الإنسان مستقلاً بها ولهذا سموا مجوس هذه الأمة وهؤلاء لا شك أنهم ضالون لأنهم أخرجوا شيئاً في ملك الله عن ملك الله
أهل السنة والجماعة توسطوا بين القولين وأخذوا بالدليلين وقالوا : إن الإنسان لا شك يفعل باختياره ويدع باختياره وإن له إرادة تامة بقدرة والذي خلق هذه الإرادة والقدرة هو الله عز وجل لو شاء الله سبحانه وتعالى لسلبه الإرادة ولو شاء لسلبه القدرة ولذلك إذا سلب الله العبد الإرادة لم يترتب على فعله حكم فالمجنون مثلاً هل يؤاخذ بأفعاله ؟ لا لأنه ...والعاجز لا يكلف (( فاتقوا الله ما استطعتم )) إذاً فالله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الإرادة والقدرة في الإنسان ، قالوا : والإرادة والقدرة هما السبب في وجود الفعل صح ، فلولا الإرادة ما فعلت ولولا القدرة ما فعلت فالإرادة والقدرة هما سبب وجود الفعل وإذا كانا مخلوقين لله فإن خالق السبب خالق للمسبب فيضاف فعل العبد إلى الله من هذه الناحية أي أن الله هو الذي أوجد فيه سبب الفعل فصار بذلك فاعل كما أن الإحراق مثلاً بالنار ينسب إلى من والذي أودع فيها هذه القوة هو الله عز وجل فلذلك صار إحراق النار بفعل النار مباشرة لكنه بتقدير الله سبحانه وتعالى خلقاً
وهذا الذي ذهب إليه أهل السنة والجماعة وهو المطابق للمنقول والمعقول والواقع لأنه يجمع بين الأدلة الشرعية ويصدق الأدلة الحسية فالأدلة الشرعية إذا جمعتها من أطرافها وجدت أنها تنصب في أنبوب واحد هو الذي ذهب إليه أهل السنة والجماعة ولولا هذا الاعتقاد لشلت الحركة ولصار الإنسان اتكالياً لا يقول ولا يفعل ولولا هذا الاعتقاد لم يلجأ الإنسان إلى ربه عز وجل لمهماته وملماته فهو باعتبار أنه مريد فاعل يتحرك ويعمل وباعتبار أنه مخلوق مدبر يرجع إلى من ؟ إلى الله عز وجل فلا يكون اتكالياً ولا يكون أنانياً يعني أنه لن يستغني بنفسه عن ربه ولن يكون اتكالياً يقول : إن قدر لي شيء صار بل هو يعمل مستعيناً بالله معتمداً عليه
5 - تتمة فوائد قول الله تعالى : (( أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون )) . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون * ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون )) .
قال : (( وذللناها لهم فمنهما ركوبهم ومنها يأكلون )) من فوائد الآية الكريمة : أن لنا أن ننتفع بهذه الأنعام بالركوب ولكن بشرط ألا يكون في ذلك مشقة عليها فإن كان في ذلك مشقة كان حراماً لأن المشقة تعذيب لها في غير محله .
ومن فوائد الآية الكريمة : جواز الارتداف على الدابة لعموم قوله : (( فمنها ركوبهم )) ولكنه مقيد بما أشرنا إليه ألا يكون في ذلك مشقة .
ومن فوائد الآية الكريمة أيضاً : حل هذه الأنعام أو حل بعضها إذا جعلنا (( من )) للتبعيض وجعلنا الأنعام أعم من بهيمة الأنعام والحل في الأنعام كلها هو الأصل ولذلك لو تنازع شخصان في أن هذا الحيوان حلال لكان القول قول من يقول بالحل حتى يقوم دليل على التحريم أولاً : لعموم قوله تعالى : (( هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ))[البقرة:29]^وثانياً : لعموم قوله : (( ومنها يأكلون )) فالأصل هو الحل حتى يقوم دليل على المنع لكن هذا الحل مقيد في الواقع مقيد بماذا ؟ بشروط الزكاة المعروفة لأنه إذا لم تزكى البهيمة الحلال زكاة شرعية صارت حراماً لا تحل فهذا الإطلاق (( ومنها يأكلون )) مقيد بماذا ؟ بشروط وهو أن المزكى زكاة شرعية ومع هذا إذا اضطر الإنسان إليه حل له وإن لم يزكه لقول الله تعالى : (( فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ ))[البقرة:173]^.
ومن فوائد الآية الكريمة : أنه يجوز تعذيب الحيوان إذا لم تتم المصلحة إلا به ، إذا لم تتم مصلحتنا إلا به ، لأن الأكل ذبح لا يؤكل إلا بعد الذبح والذبح من أعظم ما يكون من الإيلام ولأن الشرع جاء بإباحة الوسم ، وسم البهائم بالنار من أجل حفظ ماليتها ولأن الشرع جاء بمشروعية إشعار الإبل والبقر في الهدي ليعلم أنها هدي وإشعارها هو شق صفحة سنامها حنى يسيل منها الدم وعلى هذا فإذا احتجنا إلى تعذيب الحيوان من أجل حفظ ماليته أو غير ذلك فإنه لا بأس به مثل ما يفعله بعض الناس في الحمام إذا أراد أن تربي عنده فإنه ينتف مقدم الأجنحة لئلا تطير حتى تألف المكان وتربي فيه يقولون : لو أننا قصصناها قصاً ما نبت لها يعني ريش بسرعة فلهذا يختارون أن ينتفوها نتفاً من أجل أن ينبت الريش بسرعة وتستعد للطيران .
قال : (( ومنها يأكلون * ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون )) يستفاد من هذه الآية الكريمة أيضاً : ما سبق من أن الله عز وجل خلق هذه الأشياء لمنافعنا أي منفعة يمكن أن نحصل عليها من هذه البهائم فإنها مباحة لنا ولهم فيها منافع لكن بشرط كما أسلفنا ألا يكون في ذلك مشقة فإن كان في هذا مشقة فإنها ممنوعة
ومن فوائدها : حل ألبان هذه البهائم لقوله : (( ومشارب ))
ثم قال : (( أفلا يشكرون )) يستفاد من هذه الجملة وجوب شكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعم ووجهه أنه وبخ من لم يشكر ولا توبيخ إلا على فعل محرم أو ترك واجب والشكر شكر المنعم كما دل عليه الشرع فقد دل عليه العقل فإن كل إنسان مدين لمن أنعم عليه ، عليه أن يشكره بحسب ما تقتضيه الحال ولهذا جاء في الحديث الصحيح : ( من صنع إليكم معروفاً فكافئوه عليه فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه ) .
ومن فوائد الآية الكريمة : جواز الارتداف على الدابة لعموم قوله : (( فمنها ركوبهم )) ولكنه مقيد بما أشرنا إليه ألا يكون في ذلك مشقة .
ومن فوائد الآية الكريمة أيضاً : حل هذه الأنعام أو حل بعضها إذا جعلنا (( من )) للتبعيض وجعلنا الأنعام أعم من بهيمة الأنعام والحل في الأنعام كلها هو الأصل ولذلك لو تنازع شخصان في أن هذا الحيوان حلال لكان القول قول من يقول بالحل حتى يقوم دليل على التحريم أولاً : لعموم قوله تعالى : (( هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ))[البقرة:29]^وثانياً : لعموم قوله : (( ومنها يأكلون )) فالأصل هو الحل حتى يقوم دليل على المنع لكن هذا الحل مقيد في الواقع مقيد بماذا ؟ بشروط الزكاة المعروفة لأنه إذا لم تزكى البهيمة الحلال زكاة شرعية صارت حراماً لا تحل فهذا الإطلاق (( ومنها يأكلون )) مقيد بماذا ؟ بشروط وهو أن المزكى زكاة شرعية ومع هذا إذا اضطر الإنسان إليه حل له وإن لم يزكه لقول الله تعالى : (( فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ ))[البقرة:173]^.
ومن فوائد الآية الكريمة : أنه يجوز تعذيب الحيوان إذا لم تتم المصلحة إلا به ، إذا لم تتم مصلحتنا إلا به ، لأن الأكل ذبح لا يؤكل إلا بعد الذبح والذبح من أعظم ما يكون من الإيلام ولأن الشرع جاء بإباحة الوسم ، وسم البهائم بالنار من أجل حفظ ماليتها ولأن الشرع جاء بمشروعية إشعار الإبل والبقر في الهدي ليعلم أنها هدي وإشعارها هو شق صفحة سنامها حنى يسيل منها الدم وعلى هذا فإذا احتجنا إلى تعذيب الحيوان من أجل حفظ ماليته أو غير ذلك فإنه لا بأس به مثل ما يفعله بعض الناس في الحمام إذا أراد أن تربي عنده فإنه ينتف مقدم الأجنحة لئلا تطير حتى تألف المكان وتربي فيه يقولون : لو أننا قصصناها قصاً ما نبت لها يعني ريش بسرعة فلهذا يختارون أن ينتفوها نتفاً من أجل أن ينبت الريش بسرعة وتستعد للطيران .
قال : (( ومنها يأكلون * ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون )) يستفاد من هذه الآية الكريمة أيضاً : ما سبق من أن الله عز وجل خلق هذه الأشياء لمنافعنا أي منفعة يمكن أن نحصل عليها من هذه البهائم فإنها مباحة لنا ولهم فيها منافع لكن بشرط كما أسلفنا ألا يكون في ذلك مشقة فإن كان في هذا مشقة فإنها ممنوعة
ومن فوائدها : حل ألبان هذه البهائم لقوله : (( ومشارب ))
ثم قال : (( أفلا يشكرون )) يستفاد من هذه الجملة وجوب شكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعم ووجهه أنه وبخ من لم يشكر ولا توبيخ إلا على فعل محرم أو ترك واجب والشكر شكر المنعم كما دل عليه الشرع فقد دل عليه العقل فإن كل إنسان مدين لمن أنعم عليه ، عليه أن يشكره بحسب ما تقتضيه الحال ولهذا جاء في الحديث الصحيح : ( من صنع إليكم معروفاً فكافئوه عليه فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه ) .
6 - فوائد قول الله تعالى : (( وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون * ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون )) . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون )).
ثم قال الله عز وجل : (( وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ )) في هذه الآية من الفوائد :
أولاً : صحة إطلاق الإله على غير الله عز وجل لقوله : (( وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً )) ولكن هل هذه الآلهة حق ؟ الجواب لا هي آلهة باطلة لقول الله تعالى : (( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُُ ))[الحج:62]^ فهي وإن سموها آلهة وعبدوها كما يعبدون الرب عز وجل فإنها لن تكون آلهة (( إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ ))[النجم:23]^.
ثانياً : أن هؤلاء الذي اتخذوا هذه الآلهة توهموا فيها أنها تنصرهم ولكن أبطل الله هذا الوهم بقوله : (( لا يستطيعون نصرهم )) .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الإنسان المبطل لابد أن يتعلق بشيء يبرر به باطله ما هو الشيء هنا ؟ رجاء النصر (( لعلهم ينصرون )) وكل إنسان مبطل لابد أن يعلل ما ذهب إليه من الباطل كما مر عليكم كثيراً في أقوال أهل البدع وكما مر عليكم أيضاً في .
أولاً : صحة إطلاق الإله على غير الله عز وجل لقوله : (( وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً )) ولكن هل هذه الآلهة حق ؟ الجواب لا هي آلهة باطلة لقول الله تعالى : (( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُُ ))[الحج:62]^ فهي وإن سموها آلهة وعبدوها كما يعبدون الرب عز وجل فإنها لن تكون آلهة (( إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ ))[النجم:23]^.
ثانياً : أن هؤلاء الذي اتخذوا هذه الآلهة توهموا فيها أنها تنصرهم ولكن أبطل الله هذا الوهم بقوله : (( لا يستطيعون نصرهم )) .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الإنسان المبطل لابد أن يتعلق بشيء يبرر به باطله ما هو الشيء هنا ؟ رجاء النصر (( لعلهم ينصرون )) وكل إنسان مبطل لابد أن يعلل ما ذهب إليه من الباطل كما مر عليكم كثيراً في أقوال أهل البدع وكما مر عليكم أيضاً في .
اضيفت في - 2011-05-25