فوائد قول الله تعالى : (( واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون * لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون )) .
(( لعلهم ينصرون )) (( لا يستطيعون نصرهم )) في هذا دليل على أن الآلهة يعني من فوائد الآية الكريمة : أن هذه الآلهة لا يمكن أن تنصر عابديها لقوله : (( لا يستطيعون نصرهم )) فإن قلت يا عبد الله أليسوا يستغيثون بالآلهة فيغاثون أحياناً ؟
الطالب : ...
الشيخ : هو ...لكن هل حصل هذا النصر بها ؟
الطالب : ...
الشيخ : يعني أحياناً يستغيث بالصنم ويغاث .
الطالب : فتنة
الشيخ : فتنة ، لكن هل هذا الغوث حصل باستغاثته ؟
الطالب : ...
الشيخ : حصل عندها لا بها نعم وفرق بين أن يكون الشيء حصل بالشيء أو حصل عنده والسبب غيره فسبب هذا الغوث الفتنة كما قلت وليس دعوة هذه الأصنام لقول الله تعالى : (( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ))[الأحقاف:5]^.
ومن فوائد الآية الكريمة : أن هؤلاء العابدين جند محضرون لأصنامهم يدافعون عن الأصنام وينتصرون لها لقوله : (( وهم لهم جند محضرون )) وفي هذا من المناداة بسفههم ما هو ظاهر حيث يستنصرون بمن لا يستطيعون نصرهم وهم ينصرونهم ، وهذا من السفه كيف تنصر شيئاً لا يستطيع نصرك ولا تستفيد منه ولهذا يعتبر قوله : (( وهم لهم جند محضرون )) كالدليل على سفه هؤلاء أنهم ينتصرون لهذه الآلهة وينصرونها مع أنها لا تنصرهم وهذا الذي قررته الآن بناءً على أن معنى الآية وهؤلاء العابدون للمعبودين جند محضرون أما على رأي المؤلف فيرى خلاف ذلك يرى أن هذه الأصنام جند لهؤلاء لكنهم محضرون في النار جميعاً وسبق بيان ضعف هذا القول
1 - فوائد قول الله تعالى : (( واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون * لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون )) . أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون )) .
(( لَسْتَ مُرْسَلًا ))[الرعد:43]^وهذا طعن في الرسالة وقالوا : إن محمداً صلى الله عليه وسلم مجنون وشاعر وكاهن وساحر وهذا أيضاً عيب في شخصية الرسول عليه الصلاة والسلام ومن المعلوم أن الإنسان بشر سوف يتأثر إذا صودمت دعوته في لبها وأصلها وقيل : (( أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ )) الإنسان إذا صودم قوله الفقهي مثلاً يحس في نفسه بلغط لكن إذا كان سيهدم أصله يكون أشد وأعظم وإذا عيب عيباً ذاتياً يكون أشد وأشد ولهذا يسلي الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم في مثل التوجيهات
(( فلا يحزنك قولهم )) (( إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ )) الجملة استئنافية لبيان حال هؤلاء الذين يقولون ما يقولون في رسول الله صلى الله عليه وسلم وما جاء به وحالهم أنهم مهددون بماذا ؟ بعلم الله عز وجل بماذا ؟ بما يسرون وما يعلنون ، ما يسرونه فيما بينهم وما يعلنونه للناس ، ما يسرونه في أنفسهم وما يبدونه لغيرهم
فعندنا إسراران ، إسرار الإنسان مافي نفسه بحيث لا يعلم به أحد ، الإسرار الثاني : إسرار الأمر بينهم فلا يخرج لغيرهم ، ونضرب لهذا مثلاً هؤلاء قوم عددهم عشرة يتحدثون فيما بينهم بأمر من الأمور لكن لا يخرج إلى غيرهم هذا إسرار وإلا لا ؟ إسرار ، أحد هؤلاء العشرة أضمر في نفسه شيئاً لن يخبر به زملاءه هذا أيضاً إسرار فقوله : (( ما يسرون )) يشمل هذا وهذا أي ما أسره كل إنسان في نفسه وما أسروه فيما بينهم دون أن يعلموه لغيرهم وفي هذا من التهديد ما هو ظاهر فالله تعالى يعلم ما يسرونه وما يعلنونه وسوف يجازيهم على ذلك يوم القيامة
تفسير قول الله تعالى : (( أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين )) .
التعليق على تفسير الجلالين : (( أو لم ير الإنسان )) يعلم ، وهو العاصي بن وائل (( أنا خلقناه من نطفة )) مني إلى أن صيرناه شديدا قويا (( فإذا هو خصيم )) شديد الخصومة لنا (( مبين )) بينها في نفي البعث ؟ .
(( أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ )) مني إلى أن صيرناه شديداً قوياً (( فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ )) شديد الخصومة لنا (( مبين )) بينها في نفي البعث نعم ، الإنسان خلق من نطفة وهو هذا المني المهين كما وصفه الله عز وجل هذا الماء المهين الذي خلق منه الإنسان إذا رجع الإنسان لأصله وجد أنه كالنخامة ليس بشيء ثم بعد هذا ينشئه الله عز وجل حتى يعطيه الفصاحة والبلاغة وقوة الحجة بعد أن يتربى بنعم الله في بطن أمه ثم بصدر أمه من الثديين ثم بما أنعم الله عليه من أنواع الطعام والشراب يقوى ويشتد عقله وفكره وذهنه فيكون إيش ؟ خصيماً (( فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ )) أي شديد الخصومة لأن فعيل بمعنى فاعل لكن تدل على المبالغة وقوله : (( مبين )) أي بين الذي يظهر أن (( مبين )) بمعنى مظهر يعني مظهر لخصومته لكونه شديد الخصومة قويها وسيأتي إن شاء الله بيان نوع من جدل الإنسان وخصومته .
(( أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ )) سبق لنا أن هذا الاستفهام للتقرير الذي يراد به التوبيخ وأن المراد بالإنسان ما هو أعم مما قاله المؤلف من تخصيصه بالعاص بن وائل قال الله عز وجل :
(( فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ )) أي مظهر للخصومة خلافا لقول المؤلف : " بين الخصومة "
4 - التعليق على تفسير الجلالين : (( أو لم ير الإنسان )) يعلم ، وهو العاصي بن وائل (( أنا خلقناه من نطفة )) مني إلى أن صيرناه شديدا قويا (( فإذا هو خصيم )) شديد الخصومة لنا (( مبين )) بينها في نفي البعث ؟ . أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم )) .
التعليق على تفسير الجلالين : (( وضرب لنا مثلا )) في ذلك (( ونسي خلقه )) من المني ، وهو أغرب من مثله (( قال من يحي العظام وهي رميم )) أي بالية ؟ ولم يقل رميمة بالتاء لأنه اسم لا صفة . وروي أنه أخذ عظما رميما ففتته وقال للنبي صلى الله عليه وسلم : أترى يحيي الله هذا بعد ما بلي ورم ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : ( نعم ويدخلك النار ) .
الوجه الأول : استغرابه قدرة الله عز وجل على الإعادة .
والثاني : نسيانه أول الخلق حيث نسي أنه خلق من ماء مهين حتى صار إنساناً سوياً خصيماً مبيناً .
(( قال من يحي من العظام وهي رميم )) أي بالية (( من )) ما نوعها ؟ استفهامية والمراد به النفي أو الإنكار يعني لا أحد يحيي العظام وهي رميم الإنسان إذا مات ورم أي ذهب لحمه وعصبه وصارت عظامه تتفتت لقدمها فهي إذاً رميم ، هذه العظام الرميم هي أبعد شيء عن الحياة لأنه تشبه التراب فهي أبعد شيء عن الحياة فكيف تحيا هذه العظام هذا وجه استغراب هذا الرجل المنكر
(( قال من يحي العظام وهي رميم )) أي بالية ولم يقل بالتاء لأنه اسم لا صفة الرميم تارة يراد بها الصفة يعني اسم المفعول أو اسم الفاعل مرمومة أو رامة وتارة يراد به الاسم يعني أن العظم إذا بلي يسمى رميماً فلما قصد به الاسم لم يحتاج إلى التاء لأنه مثل أسد وحجر وشجر وما أشبه ذلك لم يحتاج إلى التاء لكن لو أريد الصفة لكان يؤنث لأن العظام جمع وكل جمع قابل للتأنيث لا سيما وأنه قال : (( وهي )) وهذه ضمير مؤنث قال : (( وهي رميم )) " وروي أنه أخذ عظام عظماً رميماً ففته وقال للنبي صلى الله عليه وسلم" إيش ؟ " أترى يحيي الله هذا بعد ما بلى ورم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( نعم ويدخلك النار ) المؤلف ساق هذا الأثر بالتضعيف روي وهو جدير بذلك لأن هذا الرجل المنكر سواء أنكر أمام النبي صلى الله عليه وسلم أو خلف ظهره فإنه منكر بكل حال وليس من عادة الرسول عليه الصلاة والسلام أن يعامل الناس بمثل هذا الأسلوب بقوله : ( نعم ويدخلك النار ) فالأثر هذا يحتاج إلى نظر في سنده وفي صحته
6 - التعليق على تفسير الجلالين : (( وضرب لنا مثلا )) في ذلك (( ونسي خلقه )) من المني ، وهو أغرب من مثله (( قال من يحي العظام وهي رميم )) أي بالية ؟ ولم يقل رميمة بالتاء لأنه اسم لا صفة . وروي أنه أخذ عظما رميما ففتته وقال للنبي صلى الله عليه وسلم : أترى يحيي الله هذا بعد ما بلي ورم ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : ( نعم ويدخلك النار ) . أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم )) .
(( يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ )) لم يقل الرب عز وجل لم يقل يحييها الله بل قال : (( الذي أنشأها أول مرة )) ليكون الجواب متضمناً للدليل لأنه لو قال : قل يحييها الله فهم الإنسان أن الله هو الذي يحييها لكن إذا قال : (( الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ )) كان هذا الجواب متضمنا لإيش ؟ للدليل (( الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ )) ومن الذي أنشأها أول مرة ؟ الذي أنشأها أول مرة هو الله عز وجل لم يخلق أحد من الخلق هذه العظام ولم ينشئها أول مرة فإذا كان الله عز وجل أنشأها أول مرة فهو قادر على إيش ؟ على إعادتها لأن الإعادة أهون من الابتداء وهذا دليل يعني أن الله ذكر فيما بقي من الآيات الأدلة على إمكان إحياء هذه العظام وهي رميم هذا هو الدليل الأول (( الذي أنشأها أول مرة )) وجه الاستدلال بهذا على أن القادر على الابتداء قادر على الإعادة من باب أولى طيب ،
التعليق على تفسير الجلالين : (( قل يحييها الذى أنشأهآ أول مرة وهو بكل خلق )) مخلوق (( عليم )) مجملا ومفصلا قبل خلقه وبعد خلقه .
(( أنشأها أول مرة )) وانتفى الجهل المستفاد من قوله : (( وهو بكل خلق عليم )) صار الخلق ممكناً طيب هذان دليلان ، (( وهو بكل خلق عليم ))
8 - التعليق على تفسير الجلالين : (( قل يحييها الذى أنشأهآ أول مرة وهو بكل خلق )) مخلوق (( عليم )) مجملا ومفصلا قبل خلقه وبعد خلقه . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( الذي جعل لكم )) في جملة الناس (( من الشجر الأخضر )) المرخ والعفار أو كل شجر إلا العناب (( نارا فإذآ أنتم منه توقدون )) تقدحون ، وهذا دال على القدرة على البعث ، فإنه جمع فيه بين الماء والنار والخشب ، فلا الماء يطفىء النار ، ولا النار تحرق الخشب .
وقوله : (( فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ )) الفاء هنا عاطفة وإذا فجائية يعني أنه بمجرد أن تضرب عوداً بعود من هذا الشجر تنقدح النار فتوقد منه يعني لا يحتاج إلى كبير عناء بل إن الإيقاد أمر سهل مفاجئ للعملية ، المفاجئة استدللناها من كلمة (( إذا )) وفي قوله : (( أنتم منه توقدون )) دليل على استمرارية هذا العمل لأن الجملة الاسمية تفيد الثبوت والاستمرار وهذا أمر لا أحد ينكره ، لا أحد ينكر أنه يوجد يتولد من الشجر الأخضر نار يوقد الناس منه طيب (( فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ ))
قال المؤلف رحمه الله : " تقدحون وهذا دال على القدرة على البعث فإنه جمع فيه بين الماء والنار والخشب فلا الماء يطفئ النار ولا النار تحرق الخشب "
9 - التعليق على تفسير الجلالين : (( الذي جعل لكم )) في جملة الناس (( من الشجر الأخضر )) المرخ والعفار أو كل شجر إلا العناب (( نارا فإذآ أنتم منه توقدون )) تقدحون ، وهذا دال على القدرة على البعث ، فإنه جمع فيه بين الماء والنار والخشب ، فلا الماء يطفىء النار ، ولا النار تحرق الخشب . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( أو ليس الذى خلق السماوات والأرض )) مع عظمهما (( بقادر على أن يخلق مثلهم )) أي الأناسي في الصغر ؟ (( بلى )) أي هو قادر على ذلك أجاب نفسه (( وهو الخلاق )) الكثير الخلق (( العليم )) بكل شيء .
قال : (( بلى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ )) (( بلى )) أي هو قادر على ذلك أجاب نفسه عز وجل (( وهو الخلاق )) الكثير الخلق (( العليم )) بكل شيء ، (( وهو الخلاق )) قال المؤلف : " الكثير الخلق " فجعل فعالاً من صيغة المبالغة ولا شك أن الله عز وجل كثير الخلق لكن ينبغي أن نقول أيضاً من فعال هنا نسبة ،
نسبة يعني أنه موصوف بالخلق ووصفه بالخلق أبلغ من وصفه بإيجاد الخلق أو بفعل الخلق يعني أنه ذو ...يعني أننا لو قلنا فلان نجار ، ماذا يفيد قولنا بأنه نجار إذا جعلناه من باب النسبة وماذا يفيد إذا جعلناه من باب المبالغة ؟ إذا جعلناه من باب المبالغة فالمعنى أنه كثير النجارة كذا وإلا لا ؟ نجار يعني كثير النجارة ، لكن هل هو يجيدها وهل هو مستحق لأن يوصف بهذه المهنة فيقال نجار ؟ قد يكون وقد لا يكون ، قد يكون كثير النجارة لكن تطلع أبوابه ما تنفع أبداً نعم مخرقة تكسر المحامل ولا تنفع وكل يوم يطلع لنا باب أو بابين ما شاء الله لكنه خراب هذا نقول صيغة مبالغة لكن هل النجارة وصفه بمعنى أنه حاذق متقن لها لا ، لا يلزم قد يكون وقد لا يكون أما إذا قلت نجار على أنها نسبة أي صاحب صنعة فهو أبلغ في الوصف والنجار أي بالصنعة المتقن لها سواء نجر كثيراً أو قليلاً فهو نجار متقن فهنا يمكن أن نقول : (( وهو الخلاق )) نحملها على إيش ؟ على النسبة المفيدة لوصف الله عز وجل بهذه الصفة العظيمة أي ذو الخلق المتقن على أكمل وجه ومع هذا فإن الله سبحانه وتعالى اجتمع في حقه الوصف إيش بعد ؟ والفعل يعني كثرة الخلق لاشك أن خلق الله عز وجل لا يحصى أجناساً فضلاً عن الأنواع فضلاً عن الأفراد من ذا الذي يحصي أجناس الخلق من ذا الذي يحصي أنواع هذه الأجناس ومن الذي يحصي أفراد هذه الأنواع ؟ لا يستطيع أحد أن يحصي ذلك إذاً فقد اجتمع في حق الله سبحانه وتعالى الأمران ما هما ؟ النسبة أي الوصفية يعني كمال الوصف ، الثاني : الكثرة التي تفيدها صيغة المبالغة طيب إذا كان الله سبحانه وتعالى خلاقاً أي من وصفه الخلق ، الوصف اللازم له وكذلك كثير الخلق هل يعجز على أن يحي العظام وهي رميم ؟ لا إذاً خذ هذا دليلاً خامساً
(( العليم )) هذا أيضاً العلم دليل لأنا قلنا إن عدم الإعادة إما أم يكون للعجز وإما أن يكون للجهل فكلما وصف الله نفسه بالعلم فإن ذلك يعني أنه قادر لأنه لا يجهل كيف يخلق وكيف ينشئ فيمكن أن نعد هذا دليلاً سادساً
10 - التعليق على تفسير الجلالين : (( أو ليس الذى خلق السماوات والأرض )) مع عظمهما (( بقادر على أن يخلق مثلهم )) أي الأناسي في الصغر ؟ (( بلى )) أي هو قادر على ذلك أجاب نفسه (( وهو الخلاق )) الكثير الخلق (( العليم )) بكل شيء . أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )) .
التعليق على تفسير الجلالين : (( إنما أمره )) شأنه (( إذا أراد شيئا )) أي خلق شيء (( أن يقول له كن فيكون )) أي فهو يكون ، وفي قراءة بالنصب عطفا على يقول .
الأولى ألا نقيد شيئاً بالخلق بل نقول إذا أراد شيئاً خلقاً أو إعداماً يعني أن الأشياء إما أن يريد الله إيجادها أي خلقها وإما أن يريد إعدامها والإعدام إتلاف لا إيجاد فالأولى إبقاء الآية على ظاهرها على إطلاقها (( شيئاً )) سواء كان خلقاً وإيجاداً أو إعداماً وإتلافاً ولكن الذي حمل المؤلف رحمه الله على أن يقول : " خلق شيء " لأن السياق بالاستدلال على الخلق وهو الإيجاد فلهذا خصها به ولكننا إذا قلنا إنها على إطلاقها فإنه لا تمنع الخلق كما لا تمنع الاعدام فالأولى أن يقال : (( إذا أراد شيئاً )) إي إيجاد شيءٍ وخلقه أو إعدامه وقد يعتذر عن المؤلف فيقال : إن الإعدام فيه نوع خلق ، لأن إتلاف الشيء القائم خلق ولهذا قال الله عز وجل :
(( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ ))[الملك:2]^مع أن الموت عدم وفناء (( ليبلوكم أيكم أحسن عملاًَ )) والأمر في هذا سهل قال : (( شيئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ))
(( كن )) هنا هل هي تامة أو ناقصة ؟ تامة هذا هو الظاهر وإذا جعلناها ناقصة صار المعنى كن كذا أي تحول إلى كذا لكن إذا جعلناها تامة صارت أشمل لتشمل ما أراد الله تعالى تحويله من شيء إلى شيء وما أراد الله تعالى ايجاده أصلاً يعني كن أي أوجد يعني أي يوجد ويتكون أو كن كذا أي بأن يكون الطويل قصيراً والقصير طويلاً وما أشبه ذلك فإذا جعلناها تامة صار هذا أشمل ، (( فيكون )) يقول : " فهو يكون " وفي قراءة بالنصب عطفاً على (( يقول )) قراءتان سبعيتان أو إحداهما شاذة ؟
الطالب : ...
الشيخ : لماذا ؟ لأنه قال : " في قراءة " واصطلاح المؤلف رحمه الله إذا كانت القراءتان سبعيتين أن يقول : " وفي قراءة " وإذا كانت إحداهما شاذة قال عن الشاذة : " قرئ " طيب في قوله : (( فيكون )) قراءتان
(( فيكونَ )) و (( فيكونُ )) أما على قراءة الرفع فالفاء هنا للاستئناف ، وجملة (( يكون )) خبر لمبتدأ محذوف والتقدير فهو يكون ، وأما على قراءة النصب فهي معطوفة على (( أن يقول )) إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول فيكون ، يقول للشيء كن فيكون ، طيب والفاء على كلا الوجهين دالة على الترتيب والتعقيب يعني أن الشيء يكون فوراً بدون تأخير وقد بين الله تعالى سرعة هذه الفورية في قوله : (( وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر )) لمح البصر ليس شيء أسرع منه وأمر الله عز وجل واحد كلمح البصر طيب ، قال الله تعالى : (( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )) هذا الدليل السابع طيب وإذا كان هذا أمر الله وشأن الله فهل إذا قال للعظام الرميمة كوني إنساناً سوياً هل يمتنع عليه ذلك ؟ لا ولهذا قال الله تعالى من سورة النازعات : (( فإنما هي زجرة واحدة * فإذا هم بالساهرة )) وقال في هذه السورة : (( إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ ))[يس:53]^قال :
12 - التعليق على تفسير الجلالين : (( إنما أمره )) شأنه (( إذا أراد شيئا )) أي خلق شيء (( أن يقول له كن فيكون )) أي فهو يكون ، وفي قراءة بالنصب عطفا على يقول . أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون )) .
أولاً : أن المماثلة هي التي جاء نفيها في القرآن (( ليس كمثله شيء )) ولم يقل ليس كشبهه شيء وقال :
(( لا تضربوا لله الأمثال )) .
ثانياً : أنه ما من شيئين موجودين إلا وبينهما نوع من التشابه ولو لا ذلك ما فهمنا من صفات الله شيئاً فمثلاً الوجود للمخلوق وللخالق بينهما تشابه في أصل المعنى وإن كان هذا يختلف ، العلم علم الخالق وعلم المخلوق بينهما تشابه من حيث أصل المعنى لكنهما يختلفان فإذا نفيت المشابهة مطلقاً فهذا نفي للوجود في الواقع .
ثالثاً : أن المشابهة صار نفيها معناه عند كثير من الناس صار نفيها نفياً للصفات لأن كثيراً من أهل التعطيل يصفون من يثبتون الصفات بإيش ؟ بالمشبهة فإذا قلت من غير تشبيه يعني من غير إثبات لأن كل مثبت عندهم مشبه فلهذا كان التعبير لنفي التمثيل أولى من التعبير بنفي التشبيه من ثلاثة أوجه طيب نقول : هو منزه عن مماثلة المخلوقين ، مماثلة المخلوق في الواقع نقص مجرد مماثلة الخالق للمخلوق يعتبر تنقصاًَ للخالق