تفسير سورة يس-10a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
التعليق على تفسير الجلالين : (( فسبحان الذى بيده ملكوت )) ملك ، زيدت الواو والتاء للمبالغة : أي القدرة على (( كل شيء وإليه ترجعون )) تردون في الآخرة .
كما قال المؤلف أصلها ملك لكن زيدت الواو والتاء لإيش ؟ للمبالغة ، المبالغة في إيش ؟ في ملك الله لكل شيء لأن ملك الله لكل شيء ملك تام لم يسبق بعدم ولا يلحق بزوال بينما ملك غيره ملك ناقص فأنت في الأصل لم تملك هذا الشيء ثم ملكته بعد ومع ملكك إياه فإن هذا الملك قابل للزوال ثم إن ملكك إياه ليس ملكاً مطلقاً تفعل فيه ما شئت بل هو ملك مقيد أما ملك الله فهو تام ولهذا جاءت الواو والتاء للمبالغة
(( ملكوت كل شيء )) أي ملك كل شيء طيب أهذا يمكن أن نجعله دليلاً ؟ نعم دليلاً ثامناً .
أولاً : تنزيه الله عن كل نقص ، هذا دليل لأن عجزه عن إحياء العظام وهي رميم نقص ينافي التنزيه فإذا ثبت أنه عز وجل منزه عن كل نقص لزم من ذلك تنزيهه عن العجز عن إعادة هذه العظام ، أيضاً بيده ملكوت كل شيء ربما نجعله دليلاً كيف ؟ لأن الذي يملك كل شيء ملكاً مطلقاً مبالغاً فيه بالواو والتاء نعم قادر على أن يحول هذه المملوك إلى ما شاء ولهذا المؤلف رحمه الله فسر الملكية هنا بالقدرة قال : " القدرة على كل شيء " ولكن كلامه فيه نظر بل نقول : مالك لك شيء وإذا ملكه ملكاً مطلقاً فهو قادر على أن إيش ؟ على أن يتصرف فيه كما شاء ، كم دليل هذا ؟
الطالب : ...
الشيخ : طيب العاشر ، قال : (( وإليه ترجعون )) تردون في الآخرة ، (( إليه )) لا إلى غيره (( ترجعون )) تردون في الآخرة ليجازيكم ووجه الدلالة من هذه الجملة أنه لا رجوع إلى الله في الآخرة إلا بعد إحياء هذه العظام الرميم ولو قلنا بعدم القدرة لانتفى الرجوع إلى الله وإذا انتفى الرجوع إلى الله صار وجود الدنيا كلها عبثاً ولعباً ، وهذا لاشك أنه منافٍ لكمال الله عز وجل فمجرد رجوعنا إلى الله يلزم منه القدرة على إيش ؟ على الإحياء كذا ولا يمكن أن نقول بعدم الرجوع لأننا لو قلنا بعدم الرجوع لكان إيجاد الخلق عبثاً وهذا ممتنع غاية الامتناع
فهذه عشرة أدلة في هذه الآيات على قدرة الله عز وجل على إيش ؟ على إحياء الموتى على إحياء العظام وهي رميم والله على كل شيء قدير يعني لو لم يكن عندنا إلا هذه الجملة العامة والله عل كل شيء قدير لكان كافياً في بيان قدرته سبحانه وتعالى على إعادة الموتى أو على إحياء العظام وهي رميم نعم .
قال تعالى : (( أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ )) إلى آخره ، ما المراد بالإنسان ؟ الأخ . نبدأ أظن من (( أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ ))
(( ملكوت كل شيء )) أي ملك كل شيء طيب أهذا يمكن أن نجعله دليلاً ؟ نعم دليلاً ثامناً .
أولاً : تنزيه الله عن كل نقص ، هذا دليل لأن عجزه عن إحياء العظام وهي رميم نقص ينافي التنزيه فإذا ثبت أنه عز وجل منزه عن كل نقص لزم من ذلك تنزيهه عن العجز عن إعادة هذه العظام ، أيضاً بيده ملكوت كل شيء ربما نجعله دليلاً كيف ؟ لأن الذي يملك كل شيء ملكاً مطلقاً مبالغاً فيه بالواو والتاء نعم قادر على أن يحول هذه المملوك إلى ما شاء ولهذا المؤلف رحمه الله فسر الملكية هنا بالقدرة قال : " القدرة على كل شيء " ولكن كلامه فيه نظر بل نقول : مالك لك شيء وإذا ملكه ملكاً مطلقاً فهو قادر على أن إيش ؟ على أن يتصرف فيه كما شاء ، كم دليل هذا ؟
الطالب : ...
الشيخ : طيب العاشر ، قال : (( وإليه ترجعون )) تردون في الآخرة ، (( إليه )) لا إلى غيره (( ترجعون )) تردون في الآخرة ليجازيكم ووجه الدلالة من هذه الجملة أنه لا رجوع إلى الله في الآخرة إلا بعد إحياء هذه العظام الرميم ولو قلنا بعدم القدرة لانتفى الرجوع إلى الله وإذا انتفى الرجوع إلى الله صار وجود الدنيا كلها عبثاً ولعباً ، وهذا لاشك أنه منافٍ لكمال الله عز وجل فمجرد رجوعنا إلى الله يلزم منه القدرة على إيش ؟ على الإحياء كذا ولا يمكن أن نقول بعدم الرجوع لأننا لو قلنا بعدم الرجوع لكان إيجاد الخلق عبثاً وهذا ممتنع غاية الامتناع
فهذه عشرة أدلة في هذه الآيات على قدرة الله عز وجل على إيش ؟ على إحياء الموتى على إحياء العظام وهي رميم والله على كل شيء قدير يعني لو لم يكن عندنا إلا هذه الجملة العامة والله عل كل شيء قدير لكان كافياً في بيان قدرته سبحانه وتعالى على إعادة الموتى أو على إحياء العظام وهي رميم نعم .
قال تعالى : (( أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ )) إلى آخره ، ما المراد بالإنسان ؟ الأخ . نبدأ أظن من (( أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ ))
1 - التعليق على تفسير الجلالين : (( فسبحان الذى بيده ملكوت )) ملك ، زيدت الواو والتاء للمبالغة : أي القدرة على (( كل شيء وإليه ترجعون )) تردون في الآخرة . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين )) .
من فوائد الآية الكريمة : بيان أن الإنسان خلق من ضعف لقوله : (( أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ )) وهو كذلك .
ومن فوائدها أيضاً : أن هذا الإنسان الذي خلق من هذه المادة الضعيفة يترقى حتى يكون ذا خصومة مبينة لقوله : (( فإذا هو خصيم مبين )) .
ومن فوائد الآية الكريمة أيضاً : النداء على الإنسان بالظلم وجه ذلك كيف يكون هذا الذي خلق من هذه النطفة يبلغ به الحد إلى أن يكون خصيماً لله عز وجل بين الخصومة لأن الإنسان يجب عليه إذا نظر إلى أصله أن يعرف قدر نفسه لا أن يكون مخاصماً لربه عز وجل .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الخصومة بالباطل مذمومة ووجه ذلك أن الآية سيقت مساق الذم لما مساق ... أما الخصومة هي إثبات الحق وإبطال الباطل فإنها ممدوحة لقول الله تعالى : (( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ))[النحل:125] ولولا الجدال مع أهل الباطل ما تبين الحق ولا اندحض الباطل فلابد للإنسان من الجدال في إثبات الحق وإبطال الباطل أما إذا كان الأمر بالعكس فإنه مذموم فمن هنا يمكن أن نقسم الجدال إلى ثلاثة أقسام :
جدال محمود مأمور به إما وجوباً أو استحباباً ، وجدال مذموم منهي عنه ، وجدال بين ، بين
أما الجدال الممدوح فهو الذي يقصد به إثبات الحق وإبطال الباطل فهذا مأمور به وهو كالجهاد في سبيل الله كما أن المجاهد مأمور بأن يحمل السلاح ضد عدوه ويقاتله فطالب العلم مأمور بأن يحمل السلاح سلاح العلم وهو المجادلة بالحق ليدحض به الباطل .
الثاني : إيش ؟ بالعكس وهذا مذموم منهي عنه قال الله تعالى : (( وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ))[الشورى:16] .
الثالث : بين ، بين يعني لا يؤمر به ولا ينهى عنه لكن لاشك أن تركه أولى وهو الجدال في أمور لا تمس إلى الحق أو الباطل بصلة كما يحصل في كثير من المجالس من المجادلات فهذا لاشك أنه لا خير فيه وأنه من المراء الذي ينبغي للإنسان تجنبه ثم إن أفضى إلى مفسدة كان منهياً عنه إن أفضى إلى مفسدة ، وإن أفضى إلى مصلحة كان مأموراً به ، كيف يفضي إلى مفسدة ؟ يكون مع الجدال والمراء والمحاورة عداوة بين المتجادلين أو تعصب لأحدهما من الحاضرين ويحصل في ذلك تحزبا منفعة مثل أن يكون المجادل مغروراً بنفسه ويرى أنه لا يغلبه أحد فتجادله من أجل أن تكسر حدة هذا الغرور وإن كان لا يترتب على هذا شيء من الفائدة في حد ذاته لكن فيه فائدة لغيره وهي كسر غرور هذا الشخص حتى لا يبقى زاهياً بنفسه مترفعاً على غيره طيب .
ومن فوائدها أيضاً : أن هذا الإنسان الذي خلق من هذه المادة الضعيفة يترقى حتى يكون ذا خصومة مبينة لقوله : (( فإذا هو خصيم مبين )) .
ومن فوائد الآية الكريمة أيضاً : النداء على الإنسان بالظلم وجه ذلك كيف يكون هذا الذي خلق من هذه النطفة يبلغ به الحد إلى أن يكون خصيماً لله عز وجل بين الخصومة لأن الإنسان يجب عليه إذا نظر إلى أصله أن يعرف قدر نفسه لا أن يكون مخاصماً لربه عز وجل .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الخصومة بالباطل مذمومة ووجه ذلك أن الآية سيقت مساق الذم لما مساق ... أما الخصومة هي إثبات الحق وإبطال الباطل فإنها ممدوحة لقول الله تعالى : (( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ))[النحل:125] ولولا الجدال مع أهل الباطل ما تبين الحق ولا اندحض الباطل فلابد للإنسان من الجدال في إثبات الحق وإبطال الباطل أما إذا كان الأمر بالعكس فإنه مذموم فمن هنا يمكن أن نقسم الجدال إلى ثلاثة أقسام :
جدال محمود مأمور به إما وجوباً أو استحباباً ، وجدال مذموم منهي عنه ، وجدال بين ، بين
أما الجدال الممدوح فهو الذي يقصد به إثبات الحق وإبطال الباطل فهذا مأمور به وهو كالجهاد في سبيل الله كما أن المجاهد مأمور بأن يحمل السلاح ضد عدوه ويقاتله فطالب العلم مأمور بأن يحمل السلاح سلاح العلم وهو المجادلة بالحق ليدحض به الباطل .
الثاني : إيش ؟ بالعكس وهذا مذموم منهي عنه قال الله تعالى : (( وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ))[الشورى:16] .
الثالث : بين ، بين يعني لا يؤمر به ولا ينهى عنه لكن لاشك أن تركه أولى وهو الجدال في أمور لا تمس إلى الحق أو الباطل بصلة كما يحصل في كثير من المجالس من المجادلات فهذا لاشك أنه لا خير فيه وأنه من المراء الذي ينبغي للإنسان تجنبه ثم إن أفضى إلى مفسدة كان منهياً عنه إن أفضى إلى مفسدة ، وإن أفضى إلى مصلحة كان مأموراً به ، كيف يفضي إلى مفسدة ؟ يكون مع الجدال والمراء والمحاورة عداوة بين المتجادلين أو تعصب لأحدهما من الحاضرين ويحصل في ذلك تحزبا منفعة مثل أن يكون المجادل مغروراً بنفسه ويرى أنه لا يغلبه أحد فتجادله من أجل أن تكسر حدة هذا الغرور وإن كان لا يترتب على هذا شيء من الفائدة في حد ذاته لكن فيه فائدة لغيره وهي كسر غرور هذا الشخص حتى لا يبقى زاهياً بنفسه مترفعاً على غيره طيب .
فوائد قول الله تعالى : (( وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم )) .
ثم قال عز وجل : (( وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ )) من فوائد هذه الآية الكريمة : أن المجادل بالباطل يأتي بالشبهات التي ينشر بها باطله لقوله : (( مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ )) فإن هذه شبهة تلبس على العامة لأنه لم يقل من يحي العظام فقط قال : (( وهي رميم )) فكيف تحيى بعد أن رمت فأهل الباطل يأتون بالشبهات ليلبسوا على الناس .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن هذا الإنسان استهان بربه حيث ضرب له الأمثال للتعجيز لقوله : (( وضرب لنا مثلاً )) يعني قال : أنا أضرب لكم مثلاً بهذا الشيء الذي يعجز (( من يحي العظام وهي رميم )) .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن المعارض للحق قد يصرح بالإنكار بدون مراوغة لقوله : (( من يحي العظام )) وأحياناً يراوغ فأيهما يعني أهون ؟
الطالب : الذي يصرح .
الشيخ : الذي يصرحه ويبين لأن هذا يمكن أن يتقى شره أما المراغ فإنه في الواقع خطر ولهذا كان خطر المنافقين على الإسلام أكثر من خطر الكافرين الذين يصرحون بالعداوة لأن المنافقين يغرون الناس ولا يمكن التحرز منهم
ومن فوائد الآية الكريمة : أن هذا الإنسان استهان بربه حيث ضرب له الأمثال للتعجيز لقوله : (( وضرب لنا مثلاً )) يعني قال : أنا أضرب لكم مثلاً بهذا الشيء الذي يعجز (( من يحي العظام وهي رميم )) .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن المعارض للحق قد يصرح بالإنكار بدون مراوغة لقوله : (( من يحي العظام )) وأحياناً يراوغ فأيهما يعني أهون ؟
الطالب : الذي يصرح .
الشيخ : الذي يصرحه ويبين لأن هذا يمكن أن يتقى شره أما المراغ فإنه في الواقع خطر ولهذا كان خطر المنافقين على الإسلام أكثر من خطر الكافرين الذين يصرحون بالعداوة لأن المنافقين يغرون الناس ولا يمكن التحرز منهم
فوائد قول الله تعالى : (( قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم )) .
ثم قال الله عز وجل : (( قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ )) من فوائد هذه الآيات : (( قل يحييها )) يعني الجواب على ما سبق ، بيان قوة الإقناع في إقامة الحجة من كلام الله عز وجل يعني أن أقوى ما يسوق الحجج ويبينها هو كلام الله وهو كذلك لأن كلام الله عز وجل أبلغ الكلام وأحسنه قال الله تعالى : (( ومن أحسن من الله حديثاً )) كذا من أحسن من الله حديثاً أو من أصدق ؟ (( من أصدق من الله حديثاً )) فحديث الله عز وجل لاشك أن أصدق الحديث وأتمه وأحسنه في الإقناع وإقامة الحجة .
ومن فوائد الآية الكريمة : الاستدلال بالأشد على إمكان الأخف لقوله : (( يحييها الذي أنشأها أول مرة )) وقد استدل بالأشد على أمكان الأخف ، ما هو الأشد في ما ...؟ الأشد إحياءها أول مرة والأخف الإعادة .
ومن فوائد الآية الكريمة : أنه ينبغي للمستدل المناظر أن يأتي بالشيء الذي يقر به خصمه من أجل أن تقوم عليه الحجة كيف ذلك ؟ لأنه قال : (( يحييها الذي أنشأها أول مرة )) والخصم هنا هل ينكر أن الله أنشأها أول مرة ؟ لا ينكر فينبغي أن تأتي بالشيء الذي يقر به خصمك لتقيم الحجة عليه بإقراره وهذا أدب من أدب المناظرة لأنه أقرب إلى الإقناع وله نظائر
منها أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام لما ناظر الذي حاجه في ربه فقال إبراهيم : ربي الذي يحيي ويميت ، قال : أنا أحيي وأميت فعدل إبراهيم عن ذلك وقال : فإن الله يأتي بالشمس من المشرق وهذا يقر به الخصم فأت بها من المغرب وهذا لا يمكن الخصم أن يقوم به فالحاصل أنه ينبغي للإنسان أن يأتي خصمه من الوجهة التي يقر بها حتى يقيم عليه الحجة .
ومن فوائد الآية الكريمة : تمام قدرة الله سبحانه وتعالى بإنشاء هذه العظام لأول مرة لأنه لا أحد يستطيع أن يخلق هذه العظام (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ))[الحج:73] مع أن الذباب ليس فيه العظام القوية الصلبة فإذا كانوا لا يقدرون على ذلك فهم على ما هو أعظم أعجز .
ومن فوائد الآية الكريمة : علم الله سبحانه وتعالى بكل خلق كذا ، هل سبق لنا في التفسير هل الخلق هنا بمعنى المخلوق ؟ أو بمعنى الفعل ؟ ذكرنا أنه يحتمل الأمرين لكنه احتمال الفعل أكثر يعني كل خلق فالله عليم به ومن المعلوم أن العالم بالخلق عالم بالمخلوق كما قال تعالى : (( أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ))[الملك:14] طيب إذاً يستفاد من ذلك عموم علم الله سبحانه وتعالى بكل خلق أي بكل صنع يصنعه مما نتصور ومما لا نتصور وبكل مخلوق لأن العالم بالخلق عالم بالمخلوق طيب
ومن فوائد الآية الكريمة : الاستدلال بالأشد على إمكان الأخف لقوله : (( يحييها الذي أنشأها أول مرة )) وقد استدل بالأشد على أمكان الأخف ، ما هو الأشد في ما ...؟ الأشد إحياءها أول مرة والأخف الإعادة .
ومن فوائد الآية الكريمة : أنه ينبغي للمستدل المناظر أن يأتي بالشيء الذي يقر به خصمه من أجل أن تقوم عليه الحجة كيف ذلك ؟ لأنه قال : (( يحييها الذي أنشأها أول مرة )) والخصم هنا هل ينكر أن الله أنشأها أول مرة ؟ لا ينكر فينبغي أن تأتي بالشيء الذي يقر به خصمك لتقيم الحجة عليه بإقراره وهذا أدب من أدب المناظرة لأنه أقرب إلى الإقناع وله نظائر
منها أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام لما ناظر الذي حاجه في ربه فقال إبراهيم : ربي الذي يحيي ويميت ، قال : أنا أحيي وأميت فعدل إبراهيم عن ذلك وقال : فإن الله يأتي بالشمس من المشرق وهذا يقر به الخصم فأت بها من المغرب وهذا لا يمكن الخصم أن يقوم به فالحاصل أنه ينبغي للإنسان أن يأتي خصمه من الوجهة التي يقر بها حتى يقيم عليه الحجة .
ومن فوائد الآية الكريمة : تمام قدرة الله سبحانه وتعالى بإنشاء هذه العظام لأول مرة لأنه لا أحد يستطيع أن يخلق هذه العظام (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ))[الحج:73] مع أن الذباب ليس فيه العظام القوية الصلبة فإذا كانوا لا يقدرون على ذلك فهم على ما هو أعظم أعجز .
ومن فوائد الآية الكريمة : علم الله سبحانه وتعالى بكل خلق كذا ، هل سبق لنا في التفسير هل الخلق هنا بمعنى المخلوق ؟ أو بمعنى الفعل ؟ ذكرنا أنه يحتمل الأمرين لكنه احتمال الفعل أكثر يعني كل خلق فالله عليم به ومن المعلوم أن العالم بالخلق عالم بالمخلوق كما قال تعالى : (( أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ))[الملك:14] طيب إذاً يستفاد من ذلك عموم علم الله سبحانه وتعالى بكل خلق أي بكل صنع يصنعه مما نتصور ومما لا نتصور وبكل مخلوق لأن العالم بالخلق عالم بالمخلوق طيب
فوائد قول الله تعالى : (( الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون )) .
ثم قال تعالى : (( الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ )) من فوائد هذه الآية الكريمة : بيان قدرة الله عز وجل حيث يتولد من هذا الشيء الرطب البارد شيء حار يابس فتولد الشيء من ضده دليل على كمال القدرة لأن العادة أن الضدين متنافران لا يلتقيان أبداً وهنا صار أحدهما يتولد من الآخر
ومن فوائدها أيضاً : الاستدلال بالأشد على الأخف لأن التناقض بين الرطب واليابس والحار والبارد أعظم من أن يعاد الخلق أو تعاد العظام بعد رميمها فالقادر على هذا الشيء قادر على إحياء الموتى طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة : بيان نعمة الله علينا بهذا الجعل أي بجعله من هذا الشجر الأخضر ناراً وجه الدلالة
(( الذي جعل لكم )) وإلا لكان يكتفى فيقال : الذي جعل من الشجر الأخضر نارا ، لكن ذلك لمصلحتنا ففيه نعمة من الله عز وجل على عباده بهذه النار وقد قرر الله هذه النعمة في قوله : (( أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ * أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون ))[الواقعة70:71] ولا أحد ينكر ما في الطاقة الحرارية من المنافع العظيمة للخلق فأنواعها بل أجناسها لا تحصى فضلا عن أفرادها .
ومن فوائد الآية الكريمة : تقرير الشيء بالواقع يعني بدل أن نلقيه تصوراً في الذهن نذكر واقعه بالفعل من أين تؤخذ ؟ من قوله : (( فإذا أنتم منه توقدون )) فهو بين أنه جعل لنا من الشجر الأخضر ناراً وهذا يعطيناً تصوراً بأن الله سبحانه وتعالى جعل لنا من الشجر الأخضر ناراً نستفيد منها ثم بين ذلك بذكر الأمر أو حقق ذلك بذكر الأمر الواقع (( فإذا أنتم منه توقدون )) تحسونه بواقعكم وتلمسونه بأيديكم .
ومن فوائدها أيضاً : الاستدلال بالأشد على الأخف لأن التناقض بين الرطب واليابس والحار والبارد أعظم من أن يعاد الخلق أو تعاد العظام بعد رميمها فالقادر على هذا الشيء قادر على إحياء الموتى طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة : بيان نعمة الله علينا بهذا الجعل أي بجعله من هذا الشجر الأخضر ناراً وجه الدلالة
(( الذي جعل لكم )) وإلا لكان يكتفى فيقال : الذي جعل من الشجر الأخضر نارا ، لكن ذلك لمصلحتنا ففيه نعمة من الله عز وجل على عباده بهذه النار وقد قرر الله هذه النعمة في قوله : (( أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ * أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون ))[الواقعة70:71] ولا أحد ينكر ما في الطاقة الحرارية من المنافع العظيمة للخلق فأنواعها بل أجناسها لا تحصى فضلا عن أفرادها .
ومن فوائد الآية الكريمة : تقرير الشيء بالواقع يعني بدل أن نلقيه تصوراً في الذهن نذكر واقعه بالفعل من أين تؤخذ ؟ من قوله : (( فإذا أنتم منه توقدون )) فهو بين أنه جعل لنا من الشجر الأخضر ناراً وهذا يعطيناً تصوراً بأن الله سبحانه وتعالى جعل لنا من الشجر الأخضر ناراً نستفيد منها ثم بين ذلك بذكر الأمر أو حقق ذلك بذكر الأمر الواقع (( فإذا أنتم منه توقدون )) تحسونه بواقعكم وتلمسونه بأيديكم .
فوائد قول الله تعالى : (( أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم )) .
ثم قال الله عز وجل : (( أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى )) هذه الآية من فوائدها : الاستدلال بالأشد على الأخف لأن الله تعالى استدل بخلق السماوات والأرض أو بقدرته على خلق السماوات والأرض على قدرته على إحياء العظام وهي رميم .
ومن فوائد الآية الكريمة : بيان قدرة الله سبحانه وتعالى وعظمته حيث خلق هذه السماوات والأرض بما فيهما من المصالح والمنافع والأجرام الثابتة وغير الثابتة وهذا دليل على كمال قدرته سبحانه وتعالى ، وفي كم يوم خلق الله السماوات والأرض ؟ في ستة أيام ومع عظمتها وسعتها وكبرها قال الله تعالى : (( وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ ))[ق:38] أي من تعب وإعياء .
من فوائد هذه الآية الكريمة : الرد على الفلاسفة الذي يقولون : بقدم الأفلاك وجه ذلك أنه قال : (( خلق السماوات والأرض )) أي أوجدها من العدم ومعلوم أن الموجد ليس بإيش ؟ ليس بقديم والقديم عندهم هو الأزلي الذي لا بداية له فالسماوات والأرض كانت معدومة ثم أوجدت بقدرة الله سبحانه وتعالى وأما من قال بقدم الأفلاك وأنه لم تزل ولا تزال هذه الطبيعة فإنه ضال لا يعلم عن هذا شيئاً لأنه بنى الأمر على غير دليل عقلي ولا نقلي بل إن الدليل العقلي والنقلي يدل على إمكان حدوث هذه الأفلاك وأنها حادثة طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة : جواز إجابة السائل نفسه في الأمر المتحقق المتقرر لقوله : (( بلى )) إذ قد يقول قائل : إن إجابة المتكلم نفسه لا معنى لها لأن إجابته دعوى أو تقرير لدعوى ادعاها فيقال : إذا كان الأمر ثابتاً واقعاً فإن أجابته نفسه لا تأتي بشيء جديد سوى أنه يقرر ما كان واقعاً معلوماً للمخاطب ولهذا قال : (( بلى وهو الخلاق العليم )) وفي هذه الآية فائدة نحوية وهي أن جواب الاستفهام أن جواب الاستفهام المقرون بالنفي إذا أريد إثباته يقال فيه : بلى ولا يقال : نعم لأنك لو أجبت بنعم لكان ذلك تقريراً للمنفي ، يعني تقريراً لنفي المنفي ، لو قلت أليس زيد بقائم ؟ لو قلت نعم يعني قررت النفي ليس بقائم فإن قلت (( بلى )) فقد أثبت القيام طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الخلق وصف الله عز وجل الذي هو متصف به أزلا وأبداً لقوله : (( وهو الخلاق العليم )) فهو موصوف بالخلق من قبل أن يخلق لأن صفة الخلق أزلية والمخلوق حادث فهو عز وجل متصف بالخلق ولهذا قلنا : إن النسبة في قوله : (( وهو الخلاق )) أظهر من كونها للمبالغة طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة : وصف الله تعالى بالعلم الأزلي لقوله : (( العليم )) ولا شك أن الله تعالى موصوف بالعلم أزلاً وأبداً فإنه لم يزل ولا يزال عالماً لم يسبق علمه جهل ولا يلحقه نسيان كما قال موسى عليه الصلاة والسلام : (( عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى ))[طه:52]
ومن فوائد الآية الكريمة : بيان قدرة الله سبحانه وتعالى وعظمته حيث خلق هذه السماوات والأرض بما فيهما من المصالح والمنافع والأجرام الثابتة وغير الثابتة وهذا دليل على كمال قدرته سبحانه وتعالى ، وفي كم يوم خلق الله السماوات والأرض ؟ في ستة أيام ومع عظمتها وسعتها وكبرها قال الله تعالى : (( وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ ))[ق:38] أي من تعب وإعياء .
من فوائد هذه الآية الكريمة : الرد على الفلاسفة الذي يقولون : بقدم الأفلاك وجه ذلك أنه قال : (( خلق السماوات والأرض )) أي أوجدها من العدم ومعلوم أن الموجد ليس بإيش ؟ ليس بقديم والقديم عندهم هو الأزلي الذي لا بداية له فالسماوات والأرض كانت معدومة ثم أوجدت بقدرة الله سبحانه وتعالى وأما من قال بقدم الأفلاك وأنه لم تزل ولا تزال هذه الطبيعة فإنه ضال لا يعلم عن هذا شيئاً لأنه بنى الأمر على غير دليل عقلي ولا نقلي بل إن الدليل العقلي والنقلي يدل على إمكان حدوث هذه الأفلاك وأنها حادثة طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة : جواز إجابة السائل نفسه في الأمر المتحقق المتقرر لقوله : (( بلى )) إذ قد يقول قائل : إن إجابة المتكلم نفسه لا معنى لها لأن إجابته دعوى أو تقرير لدعوى ادعاها فيقال : إذا كان الأمر ثابتاً واقعاً فإن أجابته نفسه لا تأتي بشيء جديد سوى أنه يقرر ما كان واقعاً معلوماً للمخاطب ولهذا قال : (( بلى وهو الخلاق العليم )) وفي هذه الآية فائدة نحوية وهي أن جواب الاستفهام أن جواب الاستفهام المقرون بالنفي إذا أريد إثباته يقال فيه : بلى ولا يقال : نعم لأنك لو أجبت بنعم لكان ذلك تقريراً للمنفي ، يعني تقريراً لنفي المنفي ، لو قلت أليس زيد بقائم ؟ لو قلت نعم يعني قررت النفي ليس بقائم فإن قلت (( بلى )) فقد أثبت القيام طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الخلق وصف الله عز وجل الذي هو متصف به أزلا وأبداً لقوله : (( وهو الخلاق العليم )) فهو موصوف بالخلق من قبل أن يخلق لأن صفة الخلق أزلية والمخلوق حادث فهو عز وجل متصف بالخلق ولهذا قلنا : إن النسبة في قوله : (( وهو الخلاق )) أظهر من كونها للمبالغة طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة : وصف الله تعالى بالعلم الأزلي لقوله : (( العليم )) ولا شك أن الله تعالى موصوف بالعلم أزلاً وأبداً فإنه لم يزل ولا يزال عالماً لم يسبق علمه جهل ولا يلحقه نسيان كما قال موسى عليه الصلاة والسلام : (( عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى ))[طه:52]
6 - فوائد قول الله تعالى : (( أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم )) . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )) .
ثم قال : (( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )) من فوائد هذه الآية : الاستدلال بإيش ؟ الاستدلال بعموم قدرته عز وجل وتمامها على قدرته على إحياء الموتى .
ومن فوائدها أيضا ً : بيان قدرة الله سبحانه وتعالى التامة التي لا يضاهيها ولا يقاربها قدرة لأنه إذا أراد شيئاً لم يتكلف بإحضار المواد أو غيرها مما يتكون منه هذا الشيء وإنما يقول إيش ؟ (( كن فيكون )) .
ومن فوائدها : إثبات الإرادة لله لقوله : (( إذا أراد شيئاً )) وإرادة الله سبحانه وتعالى تنقسم إلى : شرعية وكونية فالشرعية هي التي بمعنى المحبة والكونية هي التي بمعنى المشيئة والفرق بينهما من حيث الأثر أن الإرادة الكونية لابد فيها من وقوع المراد هذا واحد .
والثاني : أن المراد فيها قد يكون محبوباً لله وقد يكون غير محبوب له ، أما الإرادة الشرعية فقد يقع فيها المراد وقد لا يقع ولا يكون المراد فيها إلا محبوباً لله واضح
طيب فإذا قال لك قائل : هل الله يريد الكفر ؟ فقل له أما شرعاً فلا وأما كوناً فنعم ولو قال لك قائل : هل الله يريد الإيمان ؟ تقول نعم يريده شرعاً وقدراً إن وقع ، إن كان واقعاً فقد أراده قدراً وإلا إذا لم يقع فلا نعلم هل أراده قدراً أو لا ، بل نقول : إنه الآن لم يرده قدراً نعم .
الطالب : ...
الشيخ : لا .
يقول الله عز وجل : (( الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ )) وقفنا على هذا في الفوائد نعم
ومن فوائدها أيضا ً : بيان قدرة الله سبحانه وتعالى التامة التي لا يضاهيها ولا يقاربها قدرة لأنه إذا أراد شيئاً لم يتكلف بإحضار المواد أو غيرها مما يتكون منه هذا الشيء وإنما يقول إيش ؟ (( كن فيكون )) .
ومن فوائدها : إثبات الإرادة لله لقوله : (( إذا أراد شيئاً )) وإرادة الله سبحانه وتعالى تنقسم إلى : شرعية وكونية فالشرعية هي التي بمعنى المحبة والكونية هي التي بمعنى المشيئة والفرق بينهما من حيث الأثر أن الإرادة الكونية لابد فيها من وقوع المراد هذا واحد .
والثاني : أن المراد فيها قد يكون محبوباً لله وقد يكون غير محبوب له ، أما الإرادة الشرعية فقد يقع فيها المراد وقد لا يقع ولا يكون المراد فيها إلا محبوباً لله واضح
طيب فإذا قال لك قائل : هل الله يريد الكفر ؟ فقل له أما شرعاً فلا وأما كوناً فنعم ولو قال لك قائل : هل الله يريد الإيمان ؟ تقول نعم يريده شرعاً وقدراً إن وقع ، إن كان واقعاً فقد أراده قدراً وإلا إذا لم يقع فلا نعلم هل أراده قدراً أو لا ، بل نقول : إنه الآن لم يرده قدراً نعم .
الطالب : ...
الشيخ : لا .
يقول الله عز وجل : (( الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ )) وقفنا على هذا في الفوائد نعم
تتمة فوائد قول الله تعالى : (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )) .
قال الله تعالى : (( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )) في هذه الآية الكريمة فوائد :
منها : بيان قدرة الله عز وجل وأنه إذا أراد شيئاً أي شيء يكون فإنما يقول له : (( كن فيكون )) .
ومنها : إثبات الإرادة لله لقوله : (( إذا أراد شيئاً )) وسبق لنا في التفسير أن إرادة الله تنقسم إلى قسمين : شرعية وكونية وبينا الفرق بينهما .
ومن فوائد الآية الكريمة : إثبات القول لله لقوله : (( أن يقول له كن فيكون )) .
ومن فوائدها : أن كلام الله عز وجل يكون بحرف لقوله : (( كن )) فإن (( كن )) كلمة مكونة من حرفين وإثبات أنه بصوت لقوله : (( أن يقول له كن فيكون )) فهذا خطاب موجه لما أراده الله وهو يقتضي أن يكون هذا المراد سامعاً لهذا القول ولا سماع إلا بإيش ؟ إلا بصوت فيكون في الآية رد على قول الأشاعرة في كلام الله عز وجل حيث يقولون : " إن كلام الله هو المعنى القائم بنفسه وأن ما يسمع من الأصوات والحروف فهو عبارة عن كلام الله ويرون أن هذا المسموع مخلوق " ولهذا قال بعض المحققين منهم أو المنصفين منهم إنه في الحقيقة لا فرق بيننا وبين المعتزلة في كلام الله ، لأننا متفقون على أن ما بين دفتي المصحف فهو مخلوق فإذا كانوا متفقين على هذا فإن قول المعتزلة قد يكون خيراً من قولهم لأن المعتزلة يقولون : " إن ما بين دفتي المصحف كلام الله " كل يقول مخلوق لكن المعتزلة يقولون : إنه كلام الله ، والأشاعرة يقولون : إنه عبارة عن كلام الله فإضافته إلى الله على رأي الأشعرية مجاز لا حقيقة
على كل حال في الآية رد على الأشعرية في تفسيرهم لكلام الله عز وجل وحقيقة الأمر أنهم لا يثبتون الكلام لأنه إذا جعلوا الكلام هو المعنى القائم بالنفس فكأنما جعلوا الكلام هو العلم لأن العلم هو المعنى القائم بالنفس أما الكلام والقول فهو أمر زائد على ذلك .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن أمر الله عز وجل إذا وجه لشيء فإن هذا الشيء يكون كما أمر لقوله : (( كن فيكون )) أي فيكون على ما أمر الله به بالعين والوصف فإذا أراد الله إيجاد شيء قال : (( كن )) فكان على حسب ما أراده الله عز وجل
منها : بيان قدرة الله عز وجل وأنه إذا أراد شيئاً أي شيء يكون فإنما يقول له : (( كن فيكون )) .
ومنها : إثبات الإرادة لله لقوله : (( إذا أراد شيئاً )) وسبق لنا في التفسير أن إرادة الله تنقسم إلى قسمين : شرعية وكونية وبينا الفرق بينهما .
ومن فوائد الآية الكريمة : إثبات القول لله لقوله : (( أن يقول له كن فيكون )) .
ومن فوائدها : أن كلام الله عز وجل يكون بحرف لقوله : (( كن )) فإن (( كن )) كلمة مكونة من حرفين وإثبات أنه بصوت لقوله : (( أن يقول له كن فيكون )) فهذا خطاب موجه لما أراده الله وهو يقتضي أن يكون هذا المراد سامعاً لهذا القول ولا سماع إلا بإيش ؟ إلا بصوت فيكون في الآية رد على قول الأشاعرة في كلام الله عز وجل حيث يقولون : " إن كلام الله هو المعنى القائم بنفسه وأن ما يسمع من الأصوات والحروف فهو عبارة عن كلام الله ويرون أن هذا المسموع مخلوق " ولهذا قال بعض المحققين منهم أو المنصفين منهم إنه في الحقيقة لا فرق بيننا وبين المعتزلة في كلام الله ، لأننا متفقون على أن ما بين دفتي المصحف فهو مخلوق فإذا كانوا متفقين على هذا فإن قول المعتزلة قد يكون خيراً من قولهم لأن المعتزلة يقولون : " إن ما بين دفتي المصحف كلام الله " كل يقول مخلوق لكن المعتزلة يقولون : إنه كلام الله ، والأشاعرة يقولون : إنه عبارة عن كلام الله فإضافته إلى الله على رأي الأشعرية مجاز لا حقيقة
على كل حال في الآية رد على الأشعرية في تفسيرهم لكلام الله عز وجل وحقيقة الأمر أنهم لا يثبتون الكلام لأنه إذا جعلوا الكلام هو المعنى القائم بالنفس فكأنما جعلوا الكلام هو العلم لأن العلم هو المعنى القائم بالنفس أما الكلام والقول فهو أمر زائد على ذلك .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن أمر الله عز وجل إذا وجه لشيء فإن هذا الشيء يكون كما أمر لقوله : (( كن فيكون )) أي فيكون على ما أمر الله به بالعين والوصف فإذا أراد الله إيجاد شيء قال : (( كن )) فكان على حسب ما أراده الله عز وجل
فوائد قول الله تعالى : (( فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون )) .
ثم قال تعالى : (( فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ )) في الآية الكريمة من الفوائد : تنزيه الله سبحانه وتعالى عن كل نقص وعيب ويؤخذ من قوله : (( فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ ))
(( سبحان )) ومر علينا في التفسير أن الذي ينزه الله عنه أمران : النقص في صفاته ومماثلة المخلوقين ، فعلمه عز وجل لا يناله نقص لا من حيث الشمول ولا من حيث السبق ولا من حيث اللحوق ولا يماثل علم المخلوقين وهكذا بقية الصفات .
ومن فوائدها : أن ملكوت السماء والأرض وكل شيء فهو بيد الله عز وجل لقوله : (( الذي بيده ملكوت كل شيء )) فهو مالك لكل شيء ولا أحد يشركه في ملكه كما قال الله تعالى : (( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ * وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ))[سبأ:23] .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن مرجع الخلائق إلى الله لقوله : (( وإليه ترجعون )) وهذا الرجوع يشمل الرجوع إلى الله تعالى يوم القيامة والرجوع إلى الله تعالى في أحكام الخلق الكونية والشرعية كما قال تعالى : (( وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ))[الشورى:10] وقال تعالى : (( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ))[النساء:59] .
ومن فوائد الآية الكريمة : بيان حكمة الله سبحانه وتعالى وذلك بكون الرجوع إليه وأنه لابد من الرجوع إلى الله لأنه لولا هذا الرجوع لكان خلق الخلق عبثاً لا فائدة منه إذ أنه لولا هذا الرجوع والمجازاة على العمل في هذا الرجوع لكانت الخليقة خلقت ليفسد في الأرض من يفسد ويحصل الفتن والشرور والنهاية لاشيء طيب ، في هذه الآيات كلها إثبات قدرة الله سبحانه وتعالى على إحياء العظام وهي رميم وذلك من عشرة أوجه :
الأول : قوله : (( قل يحييها الذي أنشأها أول مرة )) فإن فيه استدلال بالأشد على الأخف .
الثاني : قوله : (( وهو بكل خلق عليم )) وعلمه بكل خلق يقتضي أنه سبحانه وتعالى قادر على إحياء العظام وهي رميم .
الثالث : قوله : (( الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً )) فإن من جعل من هذا الأخضر البارد الرطب ناراً وهي يابسة محرقة قادر على أن يعيد الخلق لأن هذا أبلغ في القدرة أعني جعل النار من الشجر الأخضر .
الرابع : خلق السماوات والأرض ، قدرته على خلق السماوات والأرض دليل على قدرته على إحياء العظام وهي رميم لأن خلق السماوات والأرض أعظم (( أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ ))[يس:81] .
الخامس والسادس : (( الخلاق العليم )) والخلاق صفة لازمة له وكونه خلاقاً يشمل أن يخلق كل شيء وكونه عليماً يدل على أنه لا يخفى عليه شيء من الخلق حتى يعجز عنه .
السابع : أنه لا يستعصي عليه شيء بل إذا أمر بشيء كان في الحال لقوله : (( إنما أمره إذا أراد شيئاًَ أن يقول له كن فيكون )) .
الثامن : تنزيه الله عز وجل عن كل نقص ومن المعلوم أن العاجز عن إعادة الخلق ناقص فإذا كان منزهاً عن كل نقص كان من الممكن أن يقع ما وعد به من إحياء العظام وهي رميم .
والتاسع : أن بيده ملكوت كل شيء ومن بيده ملكوت كل شيء يعني أنه مالك لكل شيء فإنه قادر على أن يوجد المعدوم ويعدم الموجود .
العاشر : قوله : (( وإليه ترجعون )) فإن هذا هو نتيجة الخلق أن يبعث الخلق ويرجعون إلى الله ليجازيهم بما عملوا .
وإلى هنا انتهت هذه السورة العظيمة وإذا شئتم أن نجعل فيها مراجعة في الدروس المستقبلة كما هي العادة في الفقه إذا انتهينا من الفصل عدنا وراجعنا ما قرأنا .
الطالب : ...
الشيخ : والذي ...في الماضي .
الطالب : ...
الشيخ : إذا رأيتم أن نتخذ هذا الطريق أننا كلما خلصنا من سورة رجعنا إليها للمناقشة أو تحبون أن نعطيكم أسئلة عليها تكتبونها فكروا في الموضوع إلى بكرة إن شاء الله طيب .
(( سبحان )) ومر علينا في التفسير أن الذي ينزه الله عنه أمران : النقص في صفاته ومماثلة المخلوقين ، فعلمه عز وجل لا يناله نقص لا من حيث الشمول ولا من حيث السبق ولا من حيث اللحوق ولا يماثل علم المخلوقين وهكذا بقية الصفات .
ومن فوائدها : أن ملكوت السماء والأرض وكل شيء فهو بيد الله عز وجل لقوله : (( الذي بيده ملكوت كل شيء )) فهو مالك لكل شيء ولا أحد يشركه في ملكه كما قال الله تعالى : (( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ * وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ))[سبأ:23] .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن مرجع الخلائق إلى الله لقوله : (( وإليه ترجعون )) وهذا الرجوع يشمل الرجوع إلى الله تعالى يوم القيامة والرجوع إلى الله تعالى في أحكام الخلق الكونية والشرعية كما قال تعالى : (( وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ))[الشورى:10] وقال تعالى : (( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ))[النساء:59] .
ومن فوائد الآية الكريمة : بيان حكمة الله سبحانه وتعالى وذلك بكون الرجوع إليه وأنه لابد من الرجوع إلى الله لأنه لولا هذا الرجوع لكان خلق الخلق عبثاً لا فائدة منه إذ أنه لولا هذا الرجوع والمجازاة على العمل في هذا الرجوع لكانت الخليقة خلقت ليفسد في الأرض من يفسد ويحصل الفتن والشرور والنهاية لاشيء طيب ، في هذه الآيات كلها إثبات قدرة الله سبحانه وتعالى على إحياء العظام وهي رميم وذلك من عشرة أوجه :
الأول : قوله : (( قل يحييها الذي أنشأها أول مرة )) فإن فيه استدلال بالأشد على الأخف .
الثاني : قوله : (( وهو بكل خلق عليم )) وعلمه بكل خلق يقتضي أنه سبحانه وتعالى قادر على إحياء العظام وهي رميم .
الثالث : قوله : (( الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً )) فإن من جعل من هذا الأخضر البارد الرطب ناراً وهي يابسة محرقة قادر على أن يعيد الخلق لأن هذا أبلغ في القدرة أعني جعل النار من الشجر الأخضر .
الرابع : خلق السماوات والأرض ، قدرته على خلق السماوات والأرض دليل على قدرته على إحياء العظام وهي رميم لأن خلق السماوات والأرض أعظم (( أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ ))[يس:81] .
الخامس والسادس : (( الخلاق العليم )) والخلاق صفة لازمة له وكونه خلاقاً يشمل أن يخلق كل شيء وكونه عليماً يدل على أنه لا يخفى عليه شيء من الخلق حتى يعجز عنه .
السابع : أنه لا يستعصي عليه شيء بل إذا أمر بشيء كان في الحال لقوله : (( إنما أمره إذا أراد شيئاًَ أن يقول له كن فيكون )) .
الثامن : تنزيه الله عز وجل عن كل نقص ومن المعلوم أن العاجز عن إعادة الخلق ناقص فإذا كان منزهاً عن كل نقص كان من الممكن أن يقع ما وعد به من إحياء العظام وهي رميم .
والتاسع : أن بيده ملكوت كل شيء ومن بيده ملكوت كل شيء يعني أنه مالك لكل شيء فإنه قادر على أن يوجد المعدوم ويعدم الموجود .
العاشر : قوله : (( وإليه ترجعون )) فإن هذا هو نتيجة الخلق أن يبعث الخلق ويرجعون إلى الله ليجازيهم بما عملوا .
وإلى هنا انتهت هذه السورة العظيمة وإذا شئتم أن نجعل فيها مراجعة في الدروس المستقبلة كما هي العادة في الفقه إذا انتهينا من الفصل عدنا وراجعنا ما قرأنا .
الطالب : ...
الشيخ : والذي ...في الماضي .
الطالب : ...
الشيخ : إذا رأيتم أن نتخذ هذا الطريق أننا كلما خلصنا من سورة رجعنا إليها للمناقشة أو تحبون أن نعطيكم أسئلة عليها تكتبونها فكروا في الموضوع إلى بكرة إن شاء الله طيب .
تفسير سورة الصافات .
ثم قال تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم الكلام على البسملة يقول المؤلف :" سورة الصافات مكية مائة وثنتان وثمانون آية " المكية هي التي نزلت قبل الهجرة فكل ما نزل قبل الهجرة فهو مكي وإن نزل في غير مكة وكلما نزل بعد الهجرة فهو مدني وإن نزل في مكة وعليه فإن قوله تعالى : (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ))[المائدة:3] التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو واقف بعرفة من المدني هذا أصح الأقوال فيما ...للمكي والمدني ، أن ما نزل بعد الهجرة مدني وما نزل قبلها مكي
تفسير قول الله تعالى : (( بسم الله الرحمن الرحيم )).
أما البسملة بسم الله الرحمن الرحيم فإنها آية من كتاب الله مستقلة ولهذا لا تحسب من آيات السورة التي بعدها حتى في الفاتحة على القول الراجح أنها ليست من السورة وعلى هذا فالترقيم الموجود في المصاحف على خلاف القول الراجح فإن الترقيم الموجود في المصاحف في الفاتحة عدت فيه البسملة آية من آياتها والصحيح أنه كغيرها من السور أن البسملة فيها آية مستقلة لا تحسب من آياتها.
وهي مذكورة قبل كل سورة إلا سورة براءة فإن سورة براءة لم يتقدمها بسملة لماذا ؟ قيل لأنها نزلت بالسيف والبسملة رحمة فلا يناسب أن يذكر قبلها بسملة ولكن هذا ليس بصحيح بل الصحيح أن الصحابة رضي الله عنهم لما كتبوا المصحف أشكل عليهم هل براءة من الأنفال أو ليست من الأنفال فتركوها تركوا البسملة ووضعوا خطاً فاصلاً بينها وبين سورة الأنفال دون أن يضعوا البسملة ونحن نعلم أنها لو نزلت البسملة قبل سورة براءة لثبتت لأن الله يقول : (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) فيكون اجتهاد الصحابة رضي الله عنهم في ذلك مطابقاً للواقع أي مطابقاً لكونها لم تنزل في أول هذه السورة أما من حيث معناها ، فإن قول القائل : بسم الله يعني بكل اسم من أسماء الله وإنما قلنا بكل اسم من أسماء الله لأن اسم مفرد مضاف فيكون للعموم فليس قول القائل : بسم الله يعني اسماً واحداً من أسماء الله بل يعني جميع أسماء الله وهذا يدلك على عظمة هذه البسملة أنك تبتدئ متبركاً ومستعيناً بكل اسم من أسماء الله عز وجل ، والباء فيها للمصاحبة والاستعانة ، للمصاحبة من أجل حصول بركتها فإن البسملة فيها بركة ولذلك إذا ذكرت على الذبيحة صارت الذبيحة حلالاً طاهرة ، وإذا لم تذكر صارت حراماً نجسة ، إذا ذكرت قبل الوضوء صار الوضوء صحيحاً وإذا لم تذكر صار الوضوء فاسداً على قول من يرى أن البسملة من شروط الوضوء أو من واجبات الوضوء ولكن القول الراجح أن البسملة في الوضوء أنها سنة لقول الإمام أحمد رحمه الله : " لا يثبت في هذا الباب أي باب التسمية في الوضوء شيء " إذا ذكرت على الطعام طردت الشيطان عنه وإن لم يذكر فإن الشيطان يشارك الآكل والشارب
المهم أنها بركة ولهذا نقول الباء للمصاحبة أي أن المبسمل يستصحب ببسملته البركة والاستعانة لأنها تعين الإنسان على مهماته نعم
وأما الله فهو العلم الخاص بالله سبحانه وتعالى لا يسمى به غير الله ومعناه ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين أي أن إله بمعنى مألوه أي معبود فإذا قال قائل : أين الهمزة إذا قلت إن أصله إله فالجواب أنها حذفت للتخفيف لكثرة الاستعمال كما حذفت من ناس وأصلها أناس وحذفت من شر وخير وأصلها أشر وأخير
أما الرحمن فهي اسم من أسماء الله والرحيم كذلك اسم من أسمائه والفرق بينهما أن الرحمن باعتبار الوصف والرحيم باعتبار الفعل ولهذا جاءت الرحمن بهذا الصيغة الدالة على السعة فرحمة الله تعالى واسعة شاملة لكل شيء ، وأما الرحيم فهو الموصل رحمته إلى خلقه ونقسم الرحمة باعتبار اسم الرحيم إلى قسمين : عامة وخاصة ، أما الرحمن باعتبار الوصف فهو عام يعني لأنه هو .
وهي مذكورة قبل كل سورة إلا سورة براءة فإن سورة براءة لم يتقدمها بسملة لماذا ؟ قيل لأنها نزلت بالسيف والبسملة رحمة فلا يناسب أن يذكر قبلها بسملة ولكن هذا ليس بصحيح بل الصحيح أن الصحابة رضي الله عنهم لما كتبوا المصحف أشكل عليهم هل براءة من الأنفال أو ليست من الأنفال فتركوها تركوا البسملة ووضعوا خطاً فاصلاً بينها وبين سورة الأنفال دون أن يضعوا البسملة ونحن نعلم أنها لو نزلت البسملة قبل سورة براءة لثبتت لأن الله يقول : (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) فيكون اجتهاد الصحابة رضي الله عنهم في ذلك مطابقاً للواقع أي مطابقاً لكونها لم تنزل في أول هذه السورة أما من حيث معناها ، فإن قول القائل : بسم الله يعني بكل اسم من أسماء الله وإنما قلنا بكل اسم من أسماء الله لأن اسم مفرد مضاف فيكون للعموم فليس قول القائل : بسم الله يعني اسماً واحداً من أسماء الله بل يعني جميع أسماء الله وهذا يدلك على عظمة هذه البسملة أنك تبتدئ متبركاً ومستعيناً بكل اسم من أسماء الله عز وجل ، والباء فيها للمصاحبة والاستعانة ، للمصاحبة من أجل حصول بركتها فإن البسملة فيها بركة ولذلك إذا ذكرت على الذبيحة صارت الذبيحة حلالاً طاهرة ، وإذا لم تذكر صارت حراماً نجسة ، إذا ذكرت قبل الوضوء صار الوضوء صحيحاً وإذا لم تذكر صار الوضوء فاسداً على قول من يرى أن البسملة من شروط الوضوء أو من واجبات الوضوء ولكن القول الراجح أن البسملة في الوضوء أنها سنة لقول الإمام أحمد رحمه الله : " لا يثبت في هذا الباب أي باب التسمية في الوضوء شيء " إذا ذكرت على الطعام طردت الشيطان عنه وإن لم يذكر فإن الشيطان يشارك الآكل والشارب
المهم أنها بركة ولهذا نقول الباء للمصاحبة أي أن المبسمل يستصحب ببسملته البركة والاستعانة لأنها تعين الإنسان على مهماته نعم
وأما الله فهو العلم الخاص بالله سبحانه وتعالى لا يسمى به غير الله ومعناه ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين أي أن إله بمعنى مألوه أي معبود فإذا قال قائل : أين الهمزة إذا قلت إن أصله إله فالجواب أنها حذفت للتخفيف لكثرة الاستعمال كما حذفت من ناس وأصلها أناس وحذفت من شر وخير وأصلها أشر وأخير
أما الرحمن فهي اسم من أسماء الله والرحيم كذلك اسم من أسمائه والفرق بينهما أن الرحمن باعتبار الوصف والرحيم باعتبار الفعل ولهذا جاءت الرحمن بهذا الصيغة الدالة على السعة فرحمة الله تعالى واسعة شاملة لكل شيء ، وأما الرحيم فهو الموصل رحمته إلى خلقه ونقسم الرحمة باعتبار اسم الرحيم إلى قسمين : عامة وخاصة ، أما الرحمن باعتبار الوصف فهو عام يعني لأنه هو .
اضيفت في - 2011-05-25