تتمة مناقشة تفسير قول الله تعالى : (( بل عجبت ويسخرون * وإذا ذكروا لا يذكرون * وإذا رأوا آية يستسخرون * وقالوا إن هذا إلا سحر مبين )) .
الطالب :...
الشيخ : هذا قد يقول قائل ما أضيف العجب لأحد هذه الآية (( بل عجبت ويسخرون )) هذا عجب إنكار قوله (( إذا رأوا آية يستسخرون )) ما المراد بالآية ؟
الطالب :...
الشيخ : لا ما المراد بالآية ؟
الطالب :...
الشيخ : فقط
الطالب :...
الشيخ : لكن المراد آية واحدة ولا أي آية
الطالب :...
الشيخ : وما دليلك على أن المراد أي آية ؟
الطالب :...
الشيخ : نعم الأخ
الطالب :...
الشيخ : نكرة في سياق الشرط والنكرة في سياق الشرط تفيد العموم وأما قول المؤلف كانشقاق القمر فهذا للتمثيل فقط .
الشيخ : قال يستسخرون ولم يقل يسخرون شاكر
الطالب :...
الشيخ : عني سخرية مع تكبر وتعال طيب هل هناك قاعدة عند النحويين تفيد مثل هذا الكلام الذي أنه إذا زاد المبنى يزيد المعنى ؟
الطالب :...
الشيخ : الغالب طيب يقول ((( وقالوا إن هذا إلا سحر مبين )) إن يعني أنها نافية أين خبرها ؟
الطالب :...
الشيخ : مبين نعم أما مبين فهي صفة لسحر طيب هذا النوع من الاستثناء يسميه النحويون ماذا يسميه النحويون ؟
الطالب :...
الشيخ : لا ، فهد
الطالب :...
الشيخ : لا محمد
الطالب :...
الشيخ : يسمى استثناء مفرغا لأن ما بعد إلا يتطلبه العامل الذي قبله فإذا كان ما بعده لا يتطلبه العامل الذي قبلها سمي استثناء مفرغا نقول ما قام إلا زيد وما أكرمت إلا المجتهد وما مررت إلا بعلي فإذا كان ما قبل إلا يتطلب ما بعدها سمي استثناء مفرغا طيب مبين بمعنى بندر
الطالب :بين ظاهر
الشيخ : بين ظاهر ما هو فعلها مبين ؟
الطالب :...
الشيخ : فعل الماضي أبان طيب وإذا قلت بين ما فعلها ؟
الطالب :...
الشيخ : بان كيف تقول مبين الذي فعله أبان بمعنى بين الذي فعله بان ؟
الطالب :...
الشيخ : لا هذا الاختلاف ...معنى الرباعي تقول أكرم وكرم بينهما فرق أخرج وخرج بينهما فرق
الطالب :...
الشيخ : مر علينا كثير لأن أبان تأتي لازما ومتعدية ألم نقل ذلك لكم كثيرا ما نقول أبان تأتي لازمة ومتعدية إذا كانت لازمة فهي بمعنى بان تقول أبان الصبح أي بان وظهر وتقول أبان الحق أي أظهره يمر علينا كثير بأن أبان تستعمل لازما ومتعديا وإذا استعمل لازما صارت بمعنى بان وإذا استعمل متعديا صار المعنى أظهر طيب
1 - تتمة مناقشة تفسير قول الله تعالى : (( بل عجبت ويسخرون * وإذا ذكروا لا يذكرون * وإذا رأوا آية يستسخرون * وقالوا إن هذا إلا سحر مبين )) . أستمع حفظ
مناقشة تفسير قول الله تعالى : (( أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون * أوآباؤنا الأولون )) .
الطالب : الاستبعاد والإنكار
الشيخ : الاستبعاد والإنكار يعني ننكر ونستبعد أننا نبعث إذا كنا عظاما ورفاتا في قوله (( أئذا )) كنا عدة قراءات الأخ
الطالب :...
الشيخ : ما حضرت أحمد
الطالب :...
الشيخ : أولا تحقيق الهمزتين فتقول
الطالب :...
الشيخ : أئذا ثانيا تسكين الثانية فتقول
الطالب :...
الشيخ : ثالثا إدخال الألف التحقيق فتقول
الطالب :...
الشيخ : آذا رابعا تقول
الطالب :...
الشيخ : طيب المؤلف ذكر أربع قراءات قوله ( أو آباؤنا الأولون )) ..فيها قراءتان
الطالب :...
الشيخ : طيب اعربها على الوجهين
الطالب :...
الشيخ : أو آباؤنا عاطف على ايش ؟
الطالب :...
الشيخ : على أإن يعني على الهمزة والنون؟
الطالب :...
الشيخ : لا والعاطف نعم محل إن النصب وجه آخر لا لا العطف على ايش؟
الطالب :...
الشيخ : اللي هو ؟
الطالب :...
الشيخ : طيب الضمير المستتر أو المتصل إذا عطف عليه فلابد من فلا بد من الفصل بالضمير المنفصل الأخ ؟
فهد
الطالب :...
الشيخ : بالضمير أو بأي فعل وهنا
الطالب :...
الشيخ : تمام نأخذ الفوائد الآن قال الله عز وجل (( بل عجبتَ ويسخرون )) أو بل (( بل عجبتُ ويسخرون ))
الطالب :...
2 - مناقشة تفسير قول الله تعالى : (( أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون * أوآباؤنا الأولون )) . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا إنا خلقناهم من طين لازب )) .
أولا أمر الله النبي صلى الله عليه وسلم أن يتحدى هؤلاء المكذبين بالاستفتاء (( أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا ))
ومن فوائدها أيضا أن ينتقل من المجادلة أن يؤتى بما يقر به الخصم ليكون حجة عليه لأنه سيقرون أن من خلق الله أشد خلقا منهم فإذا أقروا بذلك قامت عليهم الحجة
ومن فوائد الآية الكريمة عظمة الله تبارك وتعالى بعظمة الخلق لأن عظم المخلوق يدل على عظم الخالق ولهذا إذا شاهدنا قصرا جيدا في بنائه وهندسته عرفنا أن الذي بناه كان جيدا ماهرا والعكس بالعكس
ومن فوائد الآية الكريمة الإشارة إلى خلق بني آدم أو أصل خلقهم لأنهم خلقوا من طين لازب يلصق باليد مهين قال (( إنا خلقناهم من طين لازب ))
ومن فوائدها بيان قدرة الله سبحانه وتعالى حيث خلق الإنسان الخصيم المبين من هذا الطين من طين لازب ومن فوائدها الإشارة إلى إمكان البعث وأن الله قادر عليه وجهه أن القادر على هذه المخلوقات التي هي أشد خلقا منه وعلى خلق ما فيه قادر على إعادته (( إنا خلقناهم من طين لازب ))
ومن فوائد الآية الكريمة إثبات الخلق لله لقوله (( أمن خلقنا )) وفي قوله (( إنا خلقنا ))
ومن فوائدها أيضا التفاوت بين الخلق في العظم لقوله (( فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا )) فتكون المخلوقات متفاوتة في عظمها ودلالتها على قدرة الله لأن ما كان أعظم كان أدل على القدرة ويتفرع على هذه القاعدة أنه كما تتفاضل الآيات الكونية كذلك تتفاضل الآيات الشرعية ولهذا كان أعظم سورة في كتاب الله سورة الفاتحة وأعظم آية ، آية الكرسي و(( قل هو الله )) أحد تعدل ثلث القرآن فالآيات الكونية تتفاوت بعضها أدل على القدرة من بعض وكلها تدل على القدرة كل شيء حتى الذباب أهون شيء يدل على قدرة الله وكذلك الآيات الشرعية طيب
3 - فوائد قول الله تعالى : (( فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا إنا خلقناهم من طين لازب )) . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( بل عجبت ويسخرون * وإذا ذكروا لا يذكرون * وإذا رأوا آية يستسخرون * وقالوا إن هذا إلا سحر مبين )) .
أولا إثبات العجب لله عز وجل على قراءة ضم التاء وهو من صفات الله الفعلية لأنه يتعلق بمشيئته وكل شيء يتعلق بمشيئته فهو من الصفات الفعلية عند أهل العلم طيب فإذا قال قائل من الذي يعلمنا أنه يتعلق بمشيئته فالجواب أن كل صفة علقت على سبب فهي من الصفات الفعلية لأن الأسباب حادثة وما ترتب على الحادث فإنه حادث وعلى هذا فنقول الرضا من الصفات الفعلية لأن له سببا والغضب والكراهة والسخط وما أشبهها هكذا طيب وعرفنا طريق أهل السنة الجماعة في مثل هذه الصفة وأنها إثباتها لله على الوجه اللائق به لا على وجه القصور والنقص
ومن فوائدها أيضا علو منزلة الرسول صلى الله عليه وسلم على قراءة الفتح حيث اعتبر الله عز وجل تعجبه تعجبا ينوه عنه في قوله (( بل عجبت )) ومعلوم أن الذي ينوه عن أحواله عظيم عند من ينوه عنه بخلاف من لا يؤبه له ولا يهتم به ولهذا في أوساط الناس إذا غضب الملك ليس كغضب سائر الناس تجد يقال تحدث الملك فغضب لكن لو يأتي واحد من السوقة من عامة الناس لو تفجر... من الغضب ما تحدث الناس عنه فإذن تحدث الله عن عجب الرسول عليه الصلاة والسلام يدل على علو منزلته عند الله وعلى عظم شأنه صلى الله عليه وسلم
ومن فوائد الآيات الكريمة أن هؤلاء القوم الذين أنكروا الباطل زادوا في طغيانهم فصاروا يسخرون من أهل الحق الذين أنكروا الحق زادوا في طغيانهم حتى صاروا يسخرون من الحق وأهل الحق ولهذا قال تعالى
(( ويسخرون )) يعني مع تعجبك من أحوالهم هم يسخرون مما جئت به ويسخرون بك وهذه عادة أعداء الرسل يسخرون من الرسل ومما جاءوا به ومما يفعلونه أيضا قال الله تعالى عن نوح (( ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم ))
من هذه الفائدة نأخذ فائدة الأخرى وهو أنه يجب على الدعاة إلى الحق أن يصبروا على ما ينالهم من الناس من السخرية لأن أعداء الرسل أكثر من أولياء الرسل كم أعداء الرسل من بني آدم تسعمائة وتسعة وتسعين بالألف فهم أكثر من أولياء الرسل فالدعاة إلى الحق يجب عليهم الصبر إذا سمعوا من يسخر به سواء كان هؤلاء الساخرون من الكفار أو من أولياء الكفار لأنه يوجد من المؤمنين أو بالأصح يوجد من المسلمين من هو من أولياء الكافرين فالواجب على الدعاة أن يصبروا لأن الرسل الذين هم أهل الحق وقادة الحق وأئمة الحق قد سخر الناس منهم فكيف بك أنت فالواجب عليك أن تصبر الواجب على كل داعية أن يصبر على ما يحصل له من سخرية وليعلم أن العاقبة للمتقين
ومن فوائد الآية الكريمة عتو هؤلاء المكذبين لرسول الله صلى الله عليه وسلم لكونهم إذا ذكروا لا يذكرون ولا يتعظون وذلك لقسوة قلوبهم وعتوهم نسأل الله العفو والعافية عكس المؤمنين الذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا
ومن فوائدها أيضا أن هؤلاء المكذبين إذا رأوا الآية الدالة على صدق الرسل ازدادوا سخرية وتنطعا (( وإذا رأوا آية يستسخرون )) وهذا فوق السخرية السابقة لأنه قال (( ويسخرون )) بل هؤلاء إذا رأوا آية وكان المفروض إذا رأوا آية أن يستسلموا ولكنهم على العكس من ذلك (( زإذا رأوا الآية يستسخرون )) والعجب من قول النبي صلى الله عليه وسلم في الذين كذبوا أنهم قالوا (( اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم )) كان ينبغي أن يقولوا اللهم إن كان هذا الحق من عندك فاهدنا إليه ووفقنا له أما أن يقولوا هكذا فهذا أكبر دليل على أنهم والعياذ بالله طاغون معتدون ومن فوائد الآية الكريمة أن المعادين للرسل يصفون ما جاءوا به بالصفات القبيحة تنفيرا للناس منهم يؤخذ من قوله (( وقالوا إن هذا إلا سحر مبين )) إن هذا الآية التي رأوا أو ما جاءت به الرسل إلا سحر مبين وهم في ذلك كاذبون يعملون أنه ليس بصدق لكن قالوا هذا تنفيرا للناس عن طريق الرسل
طيب وهل ورثت هذه المقالة الجواب نعم ورثت هذه المقالة ورثت من أول من جاء من الرسل إلى عصرنا هذا وإلى يوم القيامة قال الله تعالى (( كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ))[الذاريات:52]كل أعداء الرسل يقول هذا ساحر أو مجنون هذه الكلمة وأريد جنس هذه الكلمة لا نوعها ورث فصار أهل الباطل الآن يلقبون أهل الحق بألقاب السوء
انظر مثلا إلى أهل التعطيل ماذا يلقبون به أهل الإثبات ؟ يقولون أنهم حشوية مجسمة مشبهة وما أشبه ذلك لا فهم يقولون مثل هذا الكلام من أجل أن ينفروا الناس عن طريق الحق كذلك أيضا أعداء أهل الحق يقولون هؤلاء رجعيون هؤلاء متحجرون هؤلاء متشددون هؤلاء متزمتون هؤلاء متنطعون إلى غير ذلك من الألقاب لكن أهل الحق الذين هم أهله لا يزدادون بهذه الألقاب إلا قوة وثباتا على ما هم عليه لأنهم يعلمون أنهم منصورورن بنصر الله (( يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )) وأنا كررت عليكم كثيرا بأن انتصار الإنسان ليس انتصار شخصه فقط قد ينصر الإنسان في حياته ويتبين له النصر وقد ينصر بعد مماته بماذا ينصر بعد مماته ؟ ينصر بعد مماته بنصر ما قاله من الحق ويكون كل من عمل بالحق الذي جاء به أو الذي بينه يكون له مثل أجره وهذا انتصار كل إنسان يحب أن ينتصر الحق الذي بينه للناس في حياته أو بعد مماته طيب
4 - فوائد قول الله تعالى : (( بل عجبت ويسخرون * وإذا ذكروا لا يذكرون * وإذا رأوا آية يستسخرون * وقالوا إن هذا إلا سحر مبين )) . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون * أوآباؤنا الأولون )) .
في هاتين الآيتين دليل على قوة إنكار هؤلاء المكذبين للبعث كيف ذلك ؟ لأنهم أتوا به بصيغة الاستفهام المؤكد بإن (( أإنا )) وهذا كقول أخوة يوسف له (( أإنك لأنت يوسف )) يعني تؤكد أنك يوسف فهؤلاء قالوا أيؤكد لنا أننا مبعوثون وإذا دخلت همزة الاستفهام على هذا دل على أنهم يؤكدون إنكارهم للبعث
ومن فوائد الآية الكريمة أن هؤلاء المكذبين يأتون بالشبه لأنهم يقولون (( أو آباؤنا الأولون )) أي ويبعث أيضا آباؤنا الأولون وهذا لقوة إنكارهم لأنهم كما قال الله عنهم في سورة الجاثية (( وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات ما كان حجتهم إلا أن قالوا ائتوا بآبائنا إن كنتم صادقين )) وهل الذين قالوا إنكم تبعثون قالوا إن البعث يكون في الدنيا حتى تقولوا ائتوا بآبائنا نعم لو قال الرسل إنكم تبعثون في الدنيا وأن آباءكم يبعثون في الدنيا صح أن يقولوا ائتوا بآبائنا لكن الرسل يقولون أن البعث لهم ولآبائهم يكون يوم القيامة فهذه الشبهة التي أوردوها تزيد عند الناس إلا سفها على سفههم يعني لا تزيدهم إلا سفها إلى سفههم انتبه حجتهم التي ادعوها قالوا إنكم تقولون إن آباءنا يبعثون هاتوهم ابعثوهم هل هذه حجة ؟ لا ليش؟ لأن الرسل ما قالوا أن آباءكم يبعثون الآن في الدنيا حتى تتحدوا بقولكم ائتوا بآبائنا إنما قال يبعثون يوم القيامة (( قل إن الأولين والآخرين لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ))[الواقعة:50]فهم يقولون أوآباؤنا الأولون ليتوصلوا إلى الحجة الدامغة فيقول الناس إن هؤلاء يقولون إن الناس يبعثون نحن وآباؤنا خلوهم يجيبون آباءنا دعوهم يأتون بآبائنا والجواب على هذه الشبهة واضح جدا هو أن الرسل لم يقولوا إن آبائهم يبعثون الآن وإنما يكون البعث يوم القيامة وحينئذ تبطل حجتهم وينادون على أنفسهم بالسفه والعدوان فإنهم ألزموا الرسل ما لم يلتزموه ولم يقولوا به طيب
ومن فوائد الآية الكريمة أن الجد يسمى أبا لأنهم قالوا (( أو آباؤنا الأولون )) وآباؤهم الأولون أجدادهم السابقون فالجد يسمى أبا
5 - فوائد قول الله تعالى : (( أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون * أوآباؤنا الأولون )) . أستمع حفظ
مسألة ميراث الجد مع الإخوة .
الطالب :(( فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم وقفوهم إنهم مسئولون ما لكم لا تناصرون بل هم اليوم مستسلمون ))
تفسير قول الله تعالى : (( قل نعم وأنتم داخرون )) .
أما بلى فهي حرف جوا ب يجاب بها النفي فقط لتصديقه ولا لتكذيبه ؟ لتصديقه فيقول ألم يقم زيد فالجواب بلى ويجاب النفي بنعم ألم يقم زيد فالجواب نعم لم يقم أخطأنا قلنا نعم يجاب بها النفي والإثبات للتصديق يعني لإثبات ما بعد همزة الاستفهام أقام زيد طيب ألم يقم زيد نعم يعني لم يقم بلى يجاب بها النفي فقط ولا تأتي في الإثبات ولكن لتكذيبه فإذا قلت ألم يقم زيد فالجواب لا يعني قد قام وكلمة قد قام تنافي لم يقم فهي تكذيب في الواقع أما بلى فهي حرف جواب في الإثبات فقط لتكذيبه وإلا لتصديقه ؟ لتكذيبه فكانت الخلاصة أن نعم يجاب بها للتصديق سواء كان نفيا أو إثباتا فإذا قلت أقام زيد وأجبت نعم فهذا لتصديق القيام يعني أنه قد قام وإذا قلت ألم يقم زيد فأجبت نعم يعني لم يقم فصدقت النفي بلى لا يجاب بها في الإثبات وإنما يحاب بها في النفي لتكذيبه فإذا قلت ألم يقم زيد فالجواب بلى يعني قد قام خلافا لما نفيت وأما لا فلا يجاب بها إلا في الإثبات لتكذيبه أي لم يقم أقام زيد فقلت لا يعني لم يقم فهذه أحرف الجواب الثلاثة أيها أعم ؟ نعم لأنها تكون في الإثبات وتكون في النفي وأما بلى ولا فكل واحدة منهما مختصة بشيء بلى في النفي ولا في الإثبات طيب نشير إلى الآية الكريمة قل نعم هذه للتصديق يعني نعم تبعثون
التعليق على تفسير الجلالين : (( قل نعم )) تبعثون (( وأنتم داخرون )) صاغرون .
تفسير قول الله تعالى : (( فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون )) .
التعليق على تفسير الجلالين : (( فإنما هي )) ضميره مبهم يفسره (( زجرة )) أي صيحة (( واحدة فإذا هم )) أي الخلائق أحياء (( ينظرون )) ما يفعل بهم .
(( فإنما هي زجرة واحدة )) أي صيحة واحدة يزجرون بها (( فإذا هم )) أي الخلائق أحياء (( ينظرون )) ما يفعل بهم الفاء حرف عطف وإذا فجائية أي ففي الحال مفاجأة هم ينظرون وإذا الفجائية اختلف النحويون فيها هل هي حرف فلا محلها من الإعراب أم هي ظرف ونحن لا يهمنا أن قدرها حرفا أو ظرفا المهم أن نعرف المعنى وهي أنها تدل على المفاجأة يعني يأتي بسرعة وقوله (( فإذا هم ينظرون )) يدل على أنهم بمجرد ما يخرجون يكونون أحياء يشعرون وليسوا كالطفل الذي يخرج من بطن أمه لا يعلم شيئا فالناس في الدنيا يخرجون من بطون أمهاتهم لا يعلمون شيئا ولكن بعد إذن يجعل الله لهم سمعا وأبصارا وأفئدة سمعا يسمعون به ويعرفون وإلا فالسمع موجود منذ خلق وبصرهم كذلك يبصرون به ويعرفون
ولهذا تجد الصبي أول ما يولد لا يلتفت إلى شيء تمر من عنده باللمبة من أسطع ما يكون من اللمبات ولا يدري ما هي ثم شيئا فشيئا يبدأ يعرف الألوان إذا اختلفت عليه ويتابع النظر ولكن الذين يبعثون من القبور لا ينتظر بهم هكذا أي لا تنموا أسماعهم وأبصارهم وأفئدتهم شيئا فشيئا ولكن بمجرد ما يخرجون فإذا هم ينظرون قال المؤلف فإذا هم أي الخلائق أحياء ينظرون ما يفعل بهم فإذا قال قائل المؤلف قل أو الخلائق مع أن سياق الآيات يقتضي أن المراد بذلك هؤلاء المنكرون (( أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون أوآباؤنا الأولون )) فإذا أخذنا بالسياق قلنا إن الضمير يرجع إلى هؤلاء وآبائهم وإذا نظرنا إلى الواقع قلنا إن الضمير يرجع إلى جميع الخلائق والواقع أن جميع الخلائق تخرج بهذه الصيحة (( فإذا هم ينظرون )) وأفادنا المؤلف بقوله ما يفعل بهم أفادنا أن النظر هنا نظر العين وليس بمعنى الانتظار مع أن الآية تحتمل أن يكون المعنى النظر بالعين أو أن يكون المعنى النظر بالعين وأن يكون المعنى الانتظار والنظر يأتي بمعنى الانتظار كما في قوله تعالى (( فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة )) ينظرون بمعنى ينتظرون
10 - التعليق على تفسير الجلالين : (( فإنما هي )) ضميره مبهم يفسره (( زجرة )) أي صيحة (( واحدة فإذا هم )) أي الخلائق أحياء (( ينظرون )) ما يفعل بهم . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( وقالوا )) أي الكفار (( يا )) للتنبيه (( ويلنا )) هلاكنا ، وهو مصدر لا فعل له من لفظه ، وتقول لهم الملائكة (( هذا يوم الدين )) أي الحساب والجزاء .
وقوله (( يا ويلنا هذا يوم الدين )) قال المؤلف إن يا للتنبيه وأن ويل مصدر لفعل محذوف مقدر من معناه لا من لفظه ولكن يحتمل أن تكون يا حرف نداء وأنهم نادوا الويل كأنهم قالوا يا ويلنا احضر فهذا أوانك والويل معناه هنا شدة التحسر والعذاب أيضا قال الله تعالى (( ويل يومئذ للمكذبين )) أي حسرة وعذاب فهنا يا ويلنا أي حسرتنا وعذابنا احضر فهذا أوانك ويحتمل كما قال المؤلف أن ياء للتنبيه ولكن إذا قال قائل هل تأتي يا للتنبيه ؟ فالجواب نعم فإذا طلب منا مثال لا يحتمل إلا التنبيه قلنا كقوله تعالى (( يا ليت قومي يعلمون )) فإن يا هنا للتنبيه لأن يا لا تدخل على الحروف وإنما يدخل على الأسماء ولكن جيء بها للتنبيه
وقوله (( ويلنا )) هلاكنا ولكن الويل كما قلت أخص من مجرد الهلاك بل هو التحسر والعذاب وهو مصدر لا فعل له من لفظه ولكن من معناه إذا كان من معناه وفسرنا الويل بالهلاك فكيف نقدر الفعل ؟ هلكنا هلاكنا كذا هذا يوم الدين قال المؤلف وتقول لهم الملائكة هذا يوم الدين فجعل المفسر رحمه الله هذا يوم الدين من كلام الملائكة .