تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( وقالوا )) أي الكفار (( يا )) للتنبيه (( ويلنا )) هلاكنا ، وهو مصدر لا فعل له من لفظه ، وتقول لهم الملائكة (( هذا يوم الدين )) أي الحساب والجزاء .
1 - تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( وقالوا )) أي الكفار (( يا )) للتنبيه (( ويلنا )) هلاكنا ، وهو مصدر لا فعل له من لفظه ، وتقول لهم الملائكة (( هذا يوم الدين )) أي الحساب والجزاء . أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون )) .
وسمي يوم الفصل أيضا لأنه يفصل بين الخلائق بالحكم بينهم بأخذ حق المظلوم من الظالم كما يفصل القاضي في الدنيا بين المتخاصمين فيعطي المظلوم حقه من الظالم فسمي يوم الفصل لانفصال الناس بعضهم عن بعض فريق في الجنة وفريق في السعير وسمي يوم الفصل لأنه يفصل بين الخلائق بالحكم بينهم بالعدل
وقوله (( الذي كنتم به تكذبون )) كنتم أي فيما مضى أما الآن فيصدقون به لأنهم قالوا هذا يوم الدين لكن فيما مضى يكذبون بهذا اليوم ويقولون كيف يمكن أن تبعث الخلائق بعد أن كانوا عظاما وترابا (( هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون )) فإذا قال قائل ما الفائدة من قوله (( الذي كنتم به تكذبون )) قلنا الفائدة من أجل زيادة التحسر على هؤلاء لأنه إذا قيل لهم الذي كنتم به تكذبون فسوف يتحسرون ويقولون يا ليتنا لم نكذب فيكون في هذه زيادة ألم في نفوسهم هذا من جهة ومن جهة أخرى التوبيخ لهؤلاء ولومهم على تكذيبهم حيث كذبوا بالحق ففي ذلك إذن فائدتان الفائدة الأولى زيادة التحسر فيهم الفائدة الثانية التوبيخ واللوم على تكذيبهم بالحق (( هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون ))
التعليق على تفسير الجلالين : ويقال للملائكة : (( احشروا الذين ظلموا )) أنفسهم بالشرك (( وأزواجهم )) قرناءهم من الشياطين (( وما كانوا يعبدون * من دون الله )) أي غيره من الأوثان (( فاهدوهم )) دلوهم وسوقوهم (( إلى صراط الجحيم )) طريق النار .
أعوذ بالله احشروا الذين ظلموا الخطاب هنا من الله والعلم عنده إلى الملائكة ومعنى احشروا أي اجمعوا كما قال تعالى (( ويوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن )) وسمي يوم الجمع وسمي يوم الحشر لأن الناس يحشرون فيه ويجمعون وقوله (( الذين ظلموا أنفسهم )) بالشرك ينبغي أن يقال الذين ظلموا أنفسهم وظلموا غيرهم لأن الله سبحانه وتعالى حذف المفعول به وحذف المفعول به يؤذن بالعموم فهم في الحقيقة ظلموا أنفسهم وظلموا غيرهم ولاسيما الرؤساء منهم الذين أضلوا أتباعهم فإنهم ظلموهم بتلبيس الحق بالباطل وإضلالهم
(( الذين ظلموا وأزواجهم )) قال المؤلف " قرناءهم من الشياطين " وكل زوج قرين ومنه الزوج وزوجته فإنهما قرينان وقيل المراد بالأزواج الأصناف والأشكال ومنه قوله تعالى (( وآخر من شكله أزواج )) أي أصناف والمعنى متقارب لأن الغالب أن القرين من جنس المقارن كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) (( احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون )) أي و الذي كانوا يعبدون متى ؟ في الدنيا ولهذا أتى بالفعل الماضي كانوا يعبدون أي في الدنيا وجملة كانوا يعبدون صلة الموصول والعائد محذوف وتقديره وما كانوا يعبدونه من دون الله وقول المؤلف من الأوثان
إذا قال قائل كيف تحشر الأوثان وهي جماد ليس عليها حساب ولا عقاب الجواب أنها تحشر إلى النار وتلقى في النار إهانة لعابديها أما هي فلا شعور لها لا تشعر بإهانة ولا كرامة ولكن عابديها هم الذين يشعرون بالإهانة إذا كانت معبوداتهم تلقى في النار فتلقى هذه المعبودات في النار إهانة لعباديها وبيانا لكونها لا تنفعهم في أحوج ما يكونون إلى نفعها وقوله (( وما كانوا يعبدون من دون الله ) هذه الآية عامة وخصت بقوله تعالى (( إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون )) لأننا لو أخذناها على عمومها لكان في الناس من يعبد الأنبياء وكان في الناس من يعبد الملائكة فهل يحشر هؤلاء المعبودون مع هؤلاء العابدين فالجواب لا (( إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها ورادون )) ثم قال (( إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون )) وعلى هذا فالعموم هنا مخصص بقوله (( إن الذين سبقت لهم منا الحسنى ))
وقيل أن العموم باق على ما هو عليه لكنه عام أريد به الخاص أريد به هؤلاء الذين أنكروا البعث والذين أنكروا البعث لم يعبدوا الملائكة ولا الرسل إنما كانوا يعبدون هبل واللات ومناة والعزى و هبل واللات والعزى ومناة كلها في النار وعلى كل حال سواء قلنا أن هذا عام أريد به الخاص أي الذين يخاطبون الرسول عليه الصلاة والسلام وينكرون البعث أو قلنا أنه عام مخصوص فإنه لا شك أن الذين يعبدون من دون الله وهم من أولياء الله لن يحشروا إلى النار ولن يدخلوها
(( وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم )) اهدوهم أي دلوهم وهذه هداية الدلالة وهذا لا ينافي قوله تعالى (( يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا )) فإن الذي يساق يهدى أيضا أرأيت الرجل يسوق بعيره ويهديها أو لا ؟ يهديها هؤلاء يساقون وفي نفس الوقت يقال اذهبوا من هنا اذهبوا من هنا حتى يصلوا إلى النار وقد ذكر الله سبحانه وتعالى أن هؤلاء يساقون إلى النار في حال يحتاجون معها بل يضطرون إلى الماء.
(( ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا )) عطاشا فإذا جاءوا لم يجدوا إلا النار المحرقة والعياذ بالله وهذا يكون كالصفعة على وجوههم حيث جاءوا وهم يرجون أن يشربوا ولكنهم يفاجئون بما يزيدهم لهبا وعطشا (( وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم )) صراط بمعنى طريق والصراط نوعان صراط حسي وهو ما تمشي عليه الأقدام وصراط معنوي وهو ما تمشي عليه القلوب فمن استقام في الصراط المعنوي على دين الله استقام في الصراط الحسي يوم القيامة حتى يصل إلى الجنة ومن كان غير مستقيم في الدنيا على شريعة الله لم يكن مستقيما في الآخرة على طريق الجنة ولكن على طريق النار هنا (( فاهدوهم إلى صراط الجحيم )) الصراط هنا حسي أو معنوي ؟ حسي والكفر معنوي طيب (( إلى صراط الجحيم )) وقوله (( الجحيم )) " قال النار " فالجحيم إذن من أسماء النار وأسماء النار في القرآن كثيرة متعددة وقد يكون من الخير أن نطلب من أحدكم أن يحصيها لنا من القرآن مستعد إلى متى ؟ إلى غد الثلاثاء
الطالب : يوم الاربعاء
الشيخ :يوم الاربعاء
3 - التعليق على تفسير الجلالين : ويقال للملائكة : (( احشروا الذين ظلموا )) أنفسهم بالشرك (( وأزواجهم )) قرناءهم من الشياطين (( وما كانوا يعبدون * من دون الله )) أي غيره من الأوثان (( فاهدوهم )) دلوهم وسوقوهم (( إلى صراط الجحيم )) طريق النار . أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( وقفوهم إنهم مسئولون )) .
مناقشة في صرف فعل الأمر .
الطالب : حرفان
الشيخ :حرفان وعددها في الماضي
الطالب : ثلاثة
الشيخ :وعددها في المضارع ؟
الطالب : ثلاثة
الشيخ :ثلاثة ما تقولون لا ما صحيح المضارع حرفان لأن أحرف المضارعة لا تحسب من بنية الفعل اليس كذلك ؟ إذن الفعل حرفان يقف ولهذا يقال إذا أردت أن تصوغ فعل الأمر فأت بفعله مضارعا مجزوما ثم احذف حرف المضارعة وهذه تفيد طالب العلم إذا أردت أن تصوغ فعل الأمر فأت بفعله مضارعا مجزوما و احذف حرف المضارعة فمثلا إذا أردت أن تأتي بفعل الأمر من خاف
الطالب :...
الشيخ :خف لا خف ؟ أما هداية الله فيقول خف القاعدة اللي أعطيناكم الآن هات المضارع مجذوما لم يخف احذف حرف المضارعة خف نام الأمر نَم وإلا نُم؟
الطالب :نُم
الشيخ :نم هداية الله يمكن ما أفطرت أفطرت وإلا لا؟
الطالب :أفطرت
الشيخ :...طيب نام الأمر نَم كذا نجريها على القاعدة لم ينم كذا احذف ياء المضارعة نم الأمر من مال
الطالب :مل
الشيخ : مل لا حول ولا قوة إلا بالله الدليل طبق القاعدة لم يمل احذف لام المضارعة مل طيب فهمنا قاعدة وهي قاعدة تيسر لك أحيانا الإنسان يستنكر كيف فعل أمر نم خف ولا تقول خف الله الجواب لأن الأمر مقتطع من المضارع ووجه ذلك أنك تأتي بالمضارع مجزوما ثم تحذف حرف المضارعة طيب الأمر من خشي
الطالب :اخش
الشيخ : اخش هات الأمر المضارع مجزوما لم يخش إذا لابد أن نقول اخش لماذا لأنه لا يمكن أن تبدأ بالسكون إذا حذفنا ياء المضارعة وايش بقي عندنا ؟ بقي خاء ساكنة والشين المفتوح الخاء الساكنة لا يمكن أن تنتطق بها أبدا إذا وجدت كلمة أولها ساكن فلابد أن تأتي بهمزة الوصل فتقول اخش طيب وفعل الأمر من رمى
الطالب :ارم
الشيخ : ارم لأن المضارع لم يرم أوله ساكن لابد أن يؤتى بالهمزة والله أعلم
لماذا لا تفتح همزة الوصل عند الابتداء .؟
الشيخ : لا هذه لغة العرب أن همزة الوصل إذا ابتدأ بها تكون مكسورة
الفعل أعطى هل همزته همزة وصل .؟
الشيخ : أعط من أعطى يعطي ..هذه ما همزة وصل همزة قطع
الصراط هل يمر عليه الكفار .؟
الشيخ : الذين يصعدون الصراط كلهم مؤمنون لكن عصاة المؤمنين هم الذين يسقطون في النار أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم يوصلونها قبل الصراط لا يعبر الصراط إلا من عبر الصراط في الدنيا لكن من عبره على وجه سليم عبره ومن كان يتعثر بالمعاصي فهو الذي...
مناقشة تفسير قول الله تعالى : (( قل نعم وأنتم داخرون * فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون )) .
الطالب:...مفعول به ...مبتدأ..
الطالب: حرف جواب
الشيخ : حرف جواب
9 - مناقشة تفسير قول الله تعالى : (( قل نعم وأنتم داخرون * فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون )) . أستمع حفظ
مناقشة تفسير قول الله تعالى : (( فاهدوهم إلى صراط الجحيم )).
الشيخ : على (( وقفوهم )) (( اهدوهم إلى صراط الجحيم )) أحمد ما المراد بصراط الجحيم ؟
الطالب: طريق الجحيم
الشيخ : طريق الجحيم يعني الطريق الذي يوصل إلى الجحيم وذلك يوم القيامة نعم نأخذ فوائد الآيات اظن
فوائد قول الله تعالى : (( قل نعم وأنتم داخرون )) .
ومن فوائد الآية الكريمة أنه يجب الرد على شبهات أهل الباطل لأن الله لم يقل اتركهم بل قال (( قل نعم وأنتم داخرون ))
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن المكذبين بالبعث يحشرون يوم القيامة صاغرين لقوله(( وأنتم داخرون )) وقد ذكرنا أثناء التفسير عدة آيات على أنهم يحشرون يوم القيامة أذلة كما قال تعالى (( وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ )[الشورى:45]
ومن فوائد الآية أن المؤمنين بذلك يحشرون يوم القيامة أعزة ووجهه أنه إذا كان جزاء هؤلاء المكذبين أن يحشروا على وجه الصغار والذل فإن العكس يكون بالعكس فالجزء من جنس العمل فيحشر المؤمنون يوم القيامة أعزاء
فوائد قول الله تعالى : (( فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون )) .
يستفاد من هذه الآيات أولا بيان قدرة الله عز وجل حيث تخرج الخلائق كلها بزجرة واحدة هذه واحدة وتخرج الخلائق كلها فورا بدون تأخير ففيه دليل على القدرة من وجهين:
الوجه الأول عدم تكرار الأمر
والوجه الثاني سرعة الائتمار والامتثال لأمر الله عز وجل
ومن فوائد الآية الكريمة أن الناس يخرجون يوم القيامة فينظرون إما من نظر العين أو من الانتظار وأيا كان فهو يدل على أنهم يخرجون إلى أمر غريب لأنهم كانوا في الأول في قبورهم- أرجو أن الاخوان يصطفوا...الأخير يكون في الصف- نعم يدل على أنه يخرجون إلى أمر لم يكونوا يألفونه لأنهم كانوا بالأول في قبورهم ثم حشروا إلى شيء غريب لم يكونوا يعرفونه من قبل لقوله (( فاذا هم ينظرون ))
فوائد قول الله تعالى : (( وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين * هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون )) .
ومن فوائد الآيات تحقق هذا القول وأنه أمر واقع كالحاضر لقوله تعالى (( وقالوا يا ويلنا )) فعبر عن المستقبل بالماضي لتحقق وقوعه
ومن فوائد الآيات أن الناس يحشرون يوم القيامة فيجازون على أعمالهم يؤخذ من قوله (( هذا يوم الدين )) وتكون هذه النتيجة للخلائق أن يحشروا يوم القيامة وأن يجازوا على أعمالهم وأن يكون هذا الجزاء نهائيا ليس وراءه عمل ولا دونه أجل لقوله (( هذا يوم الدين ))
ومن فوائد الآيات أن يوم القيامة يوم فصل أي حكم بين الناس وتميز من بعضهم عن بعض لقوله (( هذا يوم الفصل ))
ومن فوائد الآيات أيضا تقرير هؤلاء المكذبين لقوله (( الذي كنتم به تكذبون )) ووجه التقرير أن الإنسان إذا شاهد ما كذب به سوف يقول لمن حمله على هذا التكذيب أو وافقه عليه انظر أنت كنت تقول أنه كذب ولا يقع انظر الآن هو واقع فيكون في ذلك زيادة في التحسر والندم على عدم التصديق بهذا اليوم
13 - فوائد قول الله تعالى : (( وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين * هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون )) . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون * من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم )) .
ومن فوائد الآية الكريمة أن هؤلاء المكذبين لا ينفعهم اجتماعهم وحشر بعضهم إلى بعض كذا ... لقوله تعالى في آية أخرى (( ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون )) في الدنيا إذا شاركك أحد في العذاب نفعك إما بأن يتحمل عنك جزءا من هذا العذاب وإما أن تتسلى به لأن وقوع المصائب على غيرك تسليك وتساعدك على تحمل هذه المصيبة والصبر عليها كما قالت الخنساء في أخيها صخر
" وما يبكون مثل أخي ولكن أسلي النفس عنه بالتأسي "
قال الله تعالى نعم ومن فوائد الآية الكريمة إهانة هؤلاء المشركين بحشر أصنامهم إلى النار وجه ذلك أن إهانة المعبود إهانة للعابد وأنا أضرب لكم مثلا لو أن سيدا تحته أرقاء أو رجلا تحته عائلة أهين هذا الرجل الذي تحته العائلة أو الرجل الذي تحته الأرقاء فإن ذلك إهانة للعائلة والأرقاء لأنهم يقولون هذا كبيرنا وعظيمنا الذي نعظمه فإذا أهين فإنه إهانة لنا وإن لم يكن إهانة حسية ولكنها إهانة نفسية معنوية فتهان هذه الأصنام إهانة لعابديها
ومن فوائد الآية الكريمة جواز ذكر العموم وإن دخل فيه ما ليس فيه إذا بين في موضع آخر
ويتفرع على هذا أنه لا يشترط في البيان مقارنته للمبين لأن البيان الذي يمتنع في البيان هو تأخيره عن وقت الحاجة فإذا بين في وقت الحاجة زال هذا المحذور وهذا قد بين في آيات كثيرة في القرآن بأن المؤمنين لا يدخلون النار (( إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ))[الأنبياء:101]وكل الآيات التي في وعد المؤمنين والمتقين تمنع من دخول هؤلاء في النار وإن كانوا يعبدون من دون الله
ومن فوائد الآية الكريمة أن هؤلاء المكذبين المشركين يحشرون إلى طريق جهنم كما أنهم في الدنيا اختاروا طريق أهل النار فإنهم في الآخرة يجازون بمثل ذلك فيدلون إلى طريق الجحيم ويصدون عن طريق أهل النعيم ثم قال عز وجل (( وقفوهم )) هذا درس جديد
الطالب: ...
الشيخ : بحث ايش البحث ؟
الطالب: أسماء النار
الشيخ : هو طلب تأجيل هذا للخميس الآخر
14 - فوائد قول الله تعالى : (( احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون * من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم )) . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( وقفوهم )) احبسوهم عند الصراط (( إنهم مسئولون )) عن جميع أقوالهم وأفعالهم ، ويقال لهم توبيخا : (( ما لكم لا تناصرون )) لا ينصر بعضكم بعضا كحالكم في الدنيا ؟ ويقال لهم : (( بل هم اليوم مستسلمون )) منقادون أذلاء .
المعنى الأول إنكم مسئولون عن أي شيء ؟ عن كل الأحوال والأعمال أو إنكم مسئولون هذا السؤال وهو (( ما لكم لا تناصرون )) وأيا كان ففي الآية توبيخ وتهكم بهم حيث يقال لهم (( ما لكم لا تناصرون )) اليوم كنتم في الدنيا تتناصرون والذي ينصر هم العابدون ينصرون هذه الأصنام كما مر علينا في آخر سورة يس (( لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون )) فالعابدون ينتصرون للآلهة كما قال أبو سفيان قبل أن يسلم في غزوة أحد قال " اعل هبل " يفتخر به وينتصر له فيقال يوم القيامة (( ما لكم لا تناصرون )) يعني أي شيء لكم يمنعكم من التناصر والجواب واضح يفيده قوله (( بل هم اليوم مستسلمون )) منقادون أذلة وهذه الجملة المصدرة ببل تفيد الانتقال من أسلوب إلى آخر يعني هم لا يتناصرون لأنهم اليوم مستسلمون هم وأصنامهم أذلة صاغرون قال المؤلف رحمه الله (( ما لكم لا تناصرون ))" لا ينصر بعضكم بعضا كحالكم في الدنيا " بل هم اليوم مستسلمون الاستفهام في قوله (( ما لكم لا تناصرون )) المراد به التوبيخ والتهكم يعني أين نصر بعضكم بعضا الذي كان في الدنيا أفلا تتناصرون اليوم والجواب لا يمكن أن يتناصروا لأنهم أذلاء مستسلمون (( بل هم اليوم مستسلمون )) أي منقادون لحكم الله فيهم جزاء ولحكم الله تعالى فيهم قدرا
15 - التعليق على تفسير الجلالين : (( وقفوهم )) احبسوهم عند الصراط (( إنهم مسئولون )) عن جميع أقوالهم وأفعالهم ، ويقال لهم توبيخا : (( ما لكم لا تناصرون )) لا ينصر بعضكم بعضا كحالكم في الدنيا ؟ ويقال لهم : (( بل هم اليوم مستسلمون )) منقادون أذلاء . أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون )) .
التعليق على تفسير الجلالين : (( قالوا )) أي الأتباع منهم للمتبوعين (( إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين )) عن الجهة التي كنا نأمنكم منها لحلفكم أنكم على الحق فصدقناكم واتبعناكم ، المعنى : إنكم أضللتمونا .
القول الأول الحلف الثاني الخير الثالث القوة والحقيقة أن كل هذه الوجوه واقعة من المتبوعين فهم يقسمون للأتباع بأنهم على حق وهم يتكلمون معهم عن طريق القوة لأنهم متبوعون وهم كذلك يعدونهم بالخير يقول اتبعونا تكن لكم العزة والغلبة وما أشبه ذلك فالآية شاملة لهذه الوجوه الثلاثة يعني يقول الأتباع للمتبوعين إنكم تأتوننا عن هذه الجهة اليمين الحلف أو القوة أو الخير المؤلف رحمه الله يقول في تفسيرها عن الجهة التي كنا نأمنكم بها وكلامه هذا صالح للوجوه الثلاثة لأن الناس يؤمنون إذا حلفوا ويؤمنون إذا وعدوا بالخير ويؤمنون إذا كانوا أقوياء لأن الغالب أن الضعيف يرى أن القوي على حق وأنه بلغ هذا المركز والمرتبة لكونه محقا قال الله تعالى قالوا أيش المتبعون
الطالب: المتبعون
الشيخ : عندكم المتبوعون على كل حال المتبوعون أوضح التعبير بالمتبوعون أوضح من المتبعين لأن المتَّبعون يقرأها الإنسان المتبِعون يعني الأتباع والواقع قال أي المتبوعون لهم بل لم تكونوا مؤمنين وإنما يصدق الإضلال منا أن لو كنتم مؤمنين فرجعتم عن الإيمان إلينا يعني قال أي المتبوعون لهؤلاء الأتباع بل الإضراب هنا لإبطال ما ادعوه في قولهم (( إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين )) يعني بل لم نأتكم عن اليمين ولكنكم لم تكونوا مؤمنين ولو كنتم مؤمنين لصدق قولكم إنا أضللناكم أما أنكم غير مؤمنين من الأصل فالجناية منا عليكم ولا منكم على أنفسكم ؟ أم أنتم لستم معنا ؟ قال المتبوعون بل لم تكونوا مؤمنين لأنهم ادعوا أي الأتباع أن هؤلاء المتبوعين هم الذين أضلوهم بالقوة أو بوعد الخير أو باليمين أو ما أشبه ذلك .