فوائد قول الله تعالى : (( وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين * فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون * فأغويناكم إنا كنا غاوين )) .
أولا تبرئ كل من التابع والمتبوع يوم القيامة من هؤلاء الضلال والمتبعون أو الأتباع يجعلون اللوم على المتبوعين والمتبوعون يجعلون اللوم على الأتباع
وفيه أيضا من فوائدها أن المتبوعين ليس لهم سلطان يكرهون به الأتباع بل أتباعه الذين اختاروا لأنفسهم الضلالة
وفيه دليل على أن هؤلاء المشركين والكافرين أعلم بالواقع من الجبرية وأشباههم الذين يقولون أن الإنسان مجبر على عمله فإن هؤلاء يقرون بأن الإنسان يفعل باختياره لقوله (( وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين ))
ومن فوائدها أن الأتباع يوم القيامة لا ينتفعون بإتباع المتبوعين بل إن المتبوعين يوبخونهم على طغيانهم ويقولون أنتم الذين تجاوزتم الحد بترككم إتباع الرسل ثم إتباعنا
ومن فوائد الآية الكريمة إثبات قول الله عز وجل وأنه يقول لقوله (( حق علينا قول ربنا إنا لذائقون )) والقول هو الكلام الذي يستفاد منه فائدة
فيتفرع على ذلك أن كلام الله بحرف وصوت كما هو مذهب أهل السنة والجماعة خلافا للأشعرية الذين يقولون أن كلام الله هو المعنى القائم بالنفس وأن ما يسمع من هذه الحروف والصوت فإنما هو مخلوق خلقه الله تعالى تعبيرا عما في نفسه
ومن فوائد الآية الكريمة إقرار المكذبين للرسل بالربوبية لقوله (( فحق علينا قول ربنا ))
ويتفرع على ذلك الرد على عامة المتكلمين الذين يفسرون التوحيد بتوحيد الربوبية فقط فيقولون إن التوحيد هو أن تؤمن بأن الله تعالى واحد في ذاته لا قسيم له وواحد في أفعاله لا شريك له وواحد في صفاته لا شبيه له ففي هذه الجمل الثلاث لم يذكروا توحيد الإلوهية يعني لم يقولوا واحد في إلوهيته لا شريك له وإنما جعلوا التوحيد ما يتضمن توحيد الربوبية وتوحيد الصفات فقط على ما في هذا الكلام من إجمال يحتاج إلى تفصيل لكن فيه حذف توحيد الإلوهية
وهذا التوحيد الذي زعم أئمة المتكلمين أنه التوحيد الذي جاءت به الرسل لا شك أن المشركين كانوا مقرين به ولا ينكرونه ومع هذا حكم عليهم النبي صلى الله عليه وسلم بالشرك واستباح دماءهم ونساءهم و أموالهم وأراضيهم
ومن فوائد الآية الكريمة أن هؤلاء المكذبين من أتباع ومتبوعين كلهم ينالهم العذاب لقوله (( إنا لذائقون )) أي ذائقون عذاب ربنا الذي حق علينا
ومن فوائد الآية الكريمة أن التحذير من مصاحبة أهل الغواية لقوله (( فأغويناكم إنا كنا غاوين )) وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من مصاحبة صاحب السوء فقال ( مثل الجليس الصالح كحامل المسك إما أن يبيعك وإما أن يحذيك وإما أن تجد منه رائحة طيبة ومثل الجليس السوء كنافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه رائحة كريهة )
ومن فوائد الآية الكريمة إطلاق الشيء على سببه لقوله (( فأغويناكم )) لأنهم ليسوا هم الذين أغووهم وإنما هم سبب إغوائهم فإن الهداية والإضلال بيد الله عز وجل لكن هؤلاء كانوا سببا لغواية هؤلاء فأضافوا الفعل إليهم لقوله (( فأغويناكم إنا كنا غاوين ))
1 - فوائد قول الله تعالى : (( وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين * فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون * فأغويناكم إنا كنا غاوين )) . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : قال تعالى : (( فإنهم يومئذ )) يوم القيامة (( فى العذاب مشتركون )) أي لاشتراكهم في الغواية .
(( وفي العذاب )) متعلق بمشتركون ويومئذ يجوز أن تكون متعلقة بمشتركون ويجوز أن تكون متعلقة بحال من الضمير في إنهم وقوله (( يومئذ )) أي يوم إذ تقوم القيامة فالتنوين عوض عن جملة محذوفة وقوله (( فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون )) الضمير يعود على الأتباع والمتبوعين يشتركون يوم القيامة في العذاب أي في أصله وإن كان بعضهم أشد عذابا من بعض لقوله تعالى (( ولكل درجات مما عملوا )) وهل اشتراكهم في العذاب يخفف عنهم لا لقوله تعالى (( ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون )) بينما الناس في الدنيا إذا اشتركوا في العذاب أو في المصائب فإن بعضهم يسلي بعض ويقويه لكن في الآخرة لا ينفع هذا كل منهم يرى أنه أشد الناس عذابا والعياذ بالله ولا ينفعه مشاركة غيره له (( فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون )) أي اشتراكهم في الغواية تفسير المؤلف هنا تعليل لسبب اشتراكهم في العذاب لأنهم اشتركوا في الغواية
2 - التعليق على تفسير الجلالين : قال تعالى : (( فإنهم يومئذ )) يوم القيامة (( فى العذاب مشتركون )) أي لاشتراكهم في الغواية . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( إنا كذلك )) كما نفعل بهؤلاء (( نفعل بالمجرمين )) غير هؤلاء : أي نعذبهم ، التابع منهم والمتبوع .
3 - التعليق على تفسير الجلالين : (( إنا كذلك )) كما نفعل بهؤلاء (( نفعل بالمجرمين )) غير هؤلاء : أي نعذبهم ، التابع منهم والمتبوع . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( إنهم )) أي هؤلاء ، بقرينة ما بعده (( كانوا إذا قيل لهم لآ إله إلا الله يستكبرون )).
وقوله لا إله إلا الله بمعنى مألوه والمألوه هو المعبود حبا وتعظيما الذي تألهه القلوب وتميل إليه وتخشع له وإله أعنى هذه الصيغة فعال بمعنى مفعول تأتي كثيرا في اللغة العربية مثل الغراس وبالبناء والفراش بمعنى المغروس والمبني والمفروش
وقوله لا إله إلا الله ، الله علم على الذات المقدسة لا يسمى به غيره وهو أصل الأسماء ولهذا تأتي أسماء الله تعالى غالبا تبعا له ولا يأتي هو تبعا لغيره إلا نادرا فالأكثر أن الأسماء كلها تأتي صفة لله الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين بسم الله الرحمن الرحيم وربما يأتي هو تبعا لها في مثل قوله تعالى (( إلى صراط العزيز الحميد الله الذي له ما في السماوات )) فهنا أتت هذه الكلمة العظيمة الله تبعا لما قبلها أين جواب إذا ؟ جواب إذا يستكبرون ولكن قد يقول قائل لماذا لم تجزم كيف جعلتموها جوابا لإذا ولم تجزموها مع أنها فعل مضارع ؟ الجواب أن إذا حرف شرط غير جازم قوله (( يستكبرون )) أي يتعالون كبرا وفخرا فيرون أنهم أكبر من أن يقال لهم لا إله إلا الله ويأنفون من ذلك أي من قول هذه الكلمة لأنهم يرون في أنفسهم أنهم أعظم وأكبر ولهذا قال (( يستكبرون )) أي يستكبرون عن قولها فلا يقولونها ويستكبرون عمن قالها فلا يستجيبون له فكبرياؤهم والعياذ بالله من الناحيتين الناحية الأولى الاستكبار عن قول هذه الكلمة والثاني الاستكبار عن الاستجابة لمن دعاهم إليها
4 - التعليق على تفسير الجلالين : (( إنهم )) أي هؤلاء ، بقرينة ما بعده (( كانوا إذا قيل لهم لآ إله إلا الله يستكبرون )). أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( ويقولون أئنا )) في همزتيه ما تقدم (( لتاركوا ءالهتنا لشاعر مجنون )) أي لأجل قول محمد ؟ .
طيب (( أإنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون )) الاستفهام هنا للنفي وأكدوا هذا النفي بقوله أإنا لتاركوا أكدوه بإن واللام يعني هل يمكن أن نترك آلهتنا لهذا القائل الذي وصفوه بهذين الأمرين شاعر ومجنون أي لأجل قول محمد صلى الله عليه وسلم يعني لا يمكن أن نترك آلهتنا من أجل قول ذلك الشاعر المجنون الشاعر هو من يقول الشعر والمجنون ضد العاقل ومن المعلوم أن قولهم هذا كذب ومع كونه كذبا فهو متناقض وجه التناقض أن الشاعر كيف يكون مجنونا أو أن المجنون كيف يكون شاعرا المجنون لا يمكن أن يأتي بكلام نثر منتظم فكيف يأتي بكلام نظم يهز المشاعر ويقال أنه صدر من شاعر لكن والعياذ بالله العمى إذا حل في القلب صار الإنسان لا يدري ما يقول ربما يقول قولا يتناقض وهو لا يدري ومن المعلوم أن الله تعالى كذبهم في هذا القول فقال تعالى (( وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين )) وقال تعالى (( ن والقلم وما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون )) بل أنت أعقل العقلاء وكذبهم الله عز وجل في قولهم هذا وهم بلا شك كاذبون فالنبي صل الله عليه وسلم أعقل الناس والنبي صلى الله عليه وسلم أتى بقول ليس بالشعر بل أتى بكلام الله عز وجل (( أإنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون )) ولهذا قال الله تعالى (( بل جاء بالحق ))
5 - التعليق على تفسير الجلالين : (( ويقولون أئنا )) في همزتيه ما تقدم (( لتاركوا ءالهتنا لشاعر مجنون )) أي لأجل قول محمد ؟ . أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( بل جاء بالحق وصدق المرسلين )) .
التعليق على تفسير الجلالين : قال تعالى (( بل جآء بالحق وصدق المرسلين )) الجائين به ، وهو أن لا إله إلا الله .
الوجه الأول أن مجيئه وقع مطابقا لما أخبروا به فيكون ذلك تصديقا هكذا ياغانم ؟ ماذا قلت ؟
الطالب: مطابقا لما أخبروا به
الشيخ : فيكون مصدقا كما لو قلت سيقدم زيد غدا فإذا ما قدم صار مصدقا لقولك وصار مجيئه مصداقا لقولك
طيب أيضا صدق المرسلين أي قال إن الرسل صادقون وكلنا يعلم أن من دين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول الإنسان آمنا بالله وبرسل الله (( كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله )) فتصديق رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن سبقه يكون على هذين الوجهين
أولا أن مجيئه تصديق لما أخبروا به من أنه سيبعث وآخرهم من ؟ عيسى قال لقوله (( وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ))[الصف:6]
والثاني أنه وصف ما جاءت به الرسل السابقون بأنه صدق طيب (( جاء بالحق وصدق المرسلين )) قال " الجائين به وهو أن لا إله إلا الله " الحقيقة أن في تفسير المؤلف لذلك شيء من القصور لماذا ؟ لأنه صدق المرسلين في هذا وفي غيره وكأن المؤلف رحمه الله خصها بقول لا إله إلا الله بناء على السياق حيث كان السياق في التحدث عن لا إله إلا الله (( إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ويقولون أإنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون بل جاء بالحق وصدق المرسلين )) أي صدقهم بأن لا إله إلا الله ولكن الأولى الأخذ بالعموم صدقهم في هذا وفي غيره
7 - التعليق على تفسير الجلالين : قال تعالى (( بل جآء بالحق وصدق المرسلين )) الجائين به ، وهو أن لا إله إلا الله . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( إنكم )) فيه التفات (( لذآئقوا العذاب الأليم )).
هل الالتفات يبعد السآمة .؟
الشيخ : وهي ؟
الطالب : الالتفات يبعد السآمة وتغير الألفاظ
الشيخ : ربما يكون هذا من الفوائد أو تكون هذه داخلة في ضمن التنبيه لأن الإنسان إذا تنبه تجدد نشاطه
قول الكفار : (( فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون )) أثبتوا قدرة العبد أليس هذا في الأخرة دون الدنيا .؟
الشيخ : لكن من قال أن هؤلاء يقولون بقول الجبرية في حال الحياة ؟
الطالب : هو ما كلهم يقولون لكن ما يبعد ايضا أن الجبرية
الشيخ : هو الأصل أن قولهم هذا كان عن عقيدة حتى في حياتهم هذا هو الأصل .
الطالب :قول المؤلف ...بالرسول ..محمد ...(( كذلك ما اتى الذين من قبلك من رسول ...)) ؟
الشيخ : أي نعم سيأتي إن شاء الله بالفوائد .
القارئ :(( إنكم لذائقوا العذاب الأليم وما تجزون إلا ما كنتم تعملون إلا عباد الله المخلصين أولئك لهم رزق معلوم فواكه وهم مكرمون في جنات النعيم على سرر متقابلين يطاف عليهم بكأس من معين بيضاء لذة للشاربين لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون ))
الشيخ : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم قال الله عز وجل (( فحق عليا قول ربنا إنا لذائقون فأغويناكم إنا كنا غاوين فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون )) من هنا المناقشة ؟
الطالب : (( فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون ))
10 - قول الكفار : (( فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون )) أثبتوا قدرة العبد أليس هذا في الأخرة دون الدنيا .؟ أستمع حفظ
مناقشة تفسير قول الله تعالى : (( فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون * إنا كذلك نفعل بالمجرمين * إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون * ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون * بل جاء بالحق وصدق المرسلين )) .
الطالب : خبر إن
الشيخ : خبر إن وهل اشتراكهم هذا يهون عليهم العذاب ؟
الطالب : لا يهون عليهم العذاب
الشيخ : ما الدليل ؟
الطالب : قوله تعالى
الشيخ : نسيت
الطالب : قوله تعالى (( ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون ))
الشيخ : قوله تعالى (( ولن ينفعكم )) بضم العين
الطالب : لا بفتحها
الشيخ : نعم وهل الاشتراك في الدنيا يخفف منه ؟
الطالب : إذا كان إنسان أصيب بمصيبة والآخر أصيب بمثلها أو أكثر يخفف عنه .
الشيخ : هذا معلوم بطبيعة الإنسان ولكن هل لهذا شاهد من كلام من سبق .
الطالب : استشهدوا ببيت من الخنساء في رثاء أخيها صخر
"وما يبكون مثل أخي ولكن أصبر نفسي بالتأسي
ولولا كثرة الباكين حولي على إخوانهم لقتلت نفسي
وما يبكون مثل أخي ولكن أسلي النفس عنه بالتأسي "
الشيخ : احسنت بارك الله فيك ريان (( إنا كذلك نفعل المجرمين )) أعرب كذلك ؟
الطالب : الكاف اسم بمعنى مثل
الشيخ : اسم بمعنى مثل ومحلها من الإعراب؟
الطالب : النصب على أنها مفعول مطلق
النصب على أنها مفعول مطلق وايش التقدير ؟
الطالب :...
الشيخ : قدرناه ويمر علينا كثيرا ما هذه أول مرة
الطالب :...
الشيخ : لا
الطالب : انا كهذا الفعل نفعل بالمجرمين
الشيخ : لا
الطالب : إنا مثل ذلك الفعل نفعل بالمجرمين
الشيخ : والتقدير إنا مثل ذلك الفعل نفعل بالمجرمين طيب يلا عليان أين خبر إن ؟
الطالب : جملة نفعل
الشيخ : جملة نفعل أحسنت قال الله تعالى (( إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون )) من القائل يا فهد ؟
الطالب :...
الشيخ : إما الرسول أو غيره من أهل الحق طيب ما معنى لا إله إلا الله ؟
الطالب : لا معبود بحق إلا الله
الشيخ : لا معبود بحق أو لا معبود حق
الطالب : لا معبود حق
الشيخ : لا معبود حق إلا الله إذن يكون خبر لا
الطالب :...
الشيخ : والله اسم الجلالة بدل من الخبر المحذوف طيب لو أورد علينا مورد لا إله إلا الله بأن هناك آلهة دون الله يا عيسى ؟
الطالب : نجيب بأن ألوهيتهم ليست بحق
الشيخ : فالجواب أن ألوهيتهم ليست حقا والدليل
الطالب : قوله تعالى (( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ ))
الشيخ : أحسنت تمام طيب فسر عامة المتكلمين لا إله إلا الله بماذا ؟
الطالب :...
الشيخ : لا
الطالب : أثبتوا توحيد الربوبية والأسماء والصفات وما ذكروا الالوهية
الشيخ : فقالوا لا إله إلا الله أي لا قادر على الاختراع إلا الله هذا تفسيرهم لها كما نقله شيخ الإسلام ابن تيمية في التدمرية يقول يفسرون لا إله إلا الله أي لا قادر على الاختراع إلا الله فسروها بما يقتضي توحيد الربوبية هل هذا التفسير حق وإلا غير حق ؟
الطالب :...
الشيخ : صحيح لكن إذا فسرنا لا إله إلا الله أي لا قادر على الاختراع إلا الله يعني على الخلق هل هذا التفسير صحيح وإلا لا ؟
الطالب :هذا فيه إجمال فالله قادر على الخلق ابتداء
الطالب : هذا غير صحيح
الشيخ : غير صحيح يعني باطل من أصله الدليل أن المشركون لا يستكبرون عن هذا هل يستكبرون أن يقولوا أنه لا خالق إلا الله أو يقرون بذلك ؟ يقرون بذلك إذن من فسره بهذا التفسير فقد أخطأ والمشركون الذين قاتلهم الرسول صلى الله عليه وسلم ما فسروه بهذا لأنه لو فسروه بهذا ما استكبروا عنه إذن فهذا التعبير يعتبر باطلا ما فيه قصور ولا نقص بل بطلان من الاصل طيب (( ويقولون أإنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون )) الاستفهام هنا
الطالب : للنفي
الشيخ : للنفي يعني لن نترك آلهتنا لشاعر مجنون ماذا يصنعون بآلهتهم ؟
الطالب :يتقربون اليها
الشيخ : لكن ماذا يصنعون بآلهتهم يذبحونها ؟
الطالب :يعبدونها
الشيخ : يعبدونها من دون الله ويدعون أنهم يعبدونها لتقربهم إلى الله طيب هل كذبهم الله بدعواهم أنه شاعر..؟
الطالب :نعم
الشيخ : هات الدليل؟
الطالب :الدليل قوله ...
الشيخ : أحسنت وكذلك قوله (( وما علمناه الشعر )) طيب وهل كذبهم الله بدعوى أنه مجنون يا خالد ؟
الطالب : (( ما أنت بنعمة ربك بمجنون ))
الشيخ : في قوله تعالى (( ما أنت بنعمة ربك بمجنون )) بارك الله فيك طيب قوله (( بل جاء بالحق وصدق المرسلين )) إبطالي وإلا انتقالي
الطالب :...
الشيخ : تعرف الفرق بينهما ؟
الطالب :لا
الشيخ : اذن كيف تميز بينهما فتثبت هذا وتنفي هذا وانت لا تعرف ...
الطالب :ابطالي
الشيخ : تعرف الفرق بين الابطال والانتقال ؟
الطالب :في الحكم بالانتقال باق وبالابطال الحكم يبطل وينتقل إلى ما بعد بل
الشيخ : احسنت زين قوله صدق المرسلين ذكرنا أن تصديق المرسلين يا احمد وجهين؟
الطالب :تصديق لما أخبروا به
الشيخ : تصديق لما أخبروا به
الطالب :الثاني أنه قال أنهم صادقون ...
الشيخ : صدقهم وقع مطابقا لما اخبروا به وهذا تصديق وصدقهم أي قال إنهم صادقون يجب الإيمان بهم وهذا هو طريقة الرسول والمؤمنين (( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ ))[البقرة:285]
11 - مناقشة تفسير قول الله تعالى : (( فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون * إنا كذلك نفعل بالمجرمين * إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون * ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون * بل جاء بالحق وصدق المرسلين )) . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون * إنا كذلك نفعل بالمجرمين )) .
أولا أن الأتباع والمتبوعين كل منهم مشترك في العذاب لقوله (( فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون )) والفائدة من ذلك أنه لن ينجو الأتباع ولا المتبوعون فإن قال قائل هل الاشتراك يقتضي المساواة فالجواب لا بل لكل درجات مما عملوا
ومن فوائد الآية الكريمة إذلال هؤلاء المتبوعين الذين كانوا في الدنيا يعتلون على الخلق لأنه جمع بينهم وبين من يستعبدونهم في الدنيا (( فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون )) لأن الآخرة دار عدل وليس فيها تفاضل طيب من فوائد الآيات أن الله سبحانه وتعالى لم يظلمهم بهذا العذاب لقوله (( إنا كذلك نفعل بالمجرمين )) فهم لم يعذبوا إلا لجرم
ومن فوائدها أيضا أن الناس عند الله سواء فكل من استحق عقابا أو ثوابا فهو له لقوله (( إنا كذلك نفعل بالمجرمين )) يعني لم نفعل بهؤلاء وحدهم بل حكمنا هذا شامل لكل مجرم وكذلك يقال في الثواب أن الله سبحانه وتعالى يثيب كل عامل بعمله بمقتضى الأوصاف التي يستحق بها هذا الثواب
ومن فوائد الآية الكريمة إثبات الفعل لله عز وجل لقوله (( إنا كذلك نفعل )) والله سبحانه وتعالى فعال لما يريد والفعل يقتضي التجدد بحسب المفعول فخلق الله السماوات والأرض لم يكن أزليا وإنما كان حين خلق السماوات والأرض وخلق الله للجين في بطن أمه لم يكن أزليا بل هو حادث حين حدوث هذا الجنين
وننتقل من هذه الفائدة إلى فائدة نتفرع عنها وهي إثبات أفعال الله الاختيارية خلافا لمن أنكر ذلك وقال إن الله لا يقوم به فعل اختياري وعللوا ذلك بعلة باطلة قالوا لأن الفعل الاختياري يقتضي الحدوث والحادث لا يقوم إلا بحادث والله سبحانه وتعالى أزلي أبدي ولا شك أن هذا القول قول باطل فإن الحادث قد يكون في غير الحادث كما في أفعال الله أليس الله سبحانه خلق السماوات والأرض ثم استوى على العرش فحدث الاستواء بعد خلق السماوات والأرض؟ أوليس الله ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر؟ فحصل النزول بعد مضي ثلثي الليل ومع ذلك فإن الله لم يزل ولا يزال موجودا ثم إن الإنسان بنفسه يجد أن أفعالا منه تتجدد مع سبقه عليها أليس كذلك الإنسان مثلا فعله اليوم ليس كفعله بالأمس وهو سابق على أفعاله فتقوم به الأفعال الحدوثية مع سبقه عليها فإذا جاز هذا في المخلوق فهو في الخالق من باب أولى لأنه كمال طيب
ومن فوائد الآية الكريمة تمام سلطان الله عز وجل وقوته وجه ذلك أن هؤلاء المجرمين معروفون بالعتو والكبرياء والغطرسة كما في فرعون وغيره من الملأ ومع ذلك فإن الله قاهره يعذبهم ويفعل بهم ما يشاء مما تقتضيه حكمته
12 - فوائد قول الله تعالى : (( فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون * إنا كذلك نفعل بالمجرمين )) . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون )) .
طيب من فوائد الآية الكريمة وجوب الخضوع لما تقتضيه هذه الكلمة لأن الله ساقها في القوم المستكبرين عنها مساق الذم وعلى هذا فمن قبلها وخضع لها فقد نفى عن نفسه الذم وقام بما يجب عليه
ومن فوائد الآية الكريمة أن من قال لا إله إلا الله بإخلاص فلابد أن يخضع لأوامر الله ولا يستكبر ومن ثم جاءت نصوص كثيرة تعلق دخول الجنة على قول لا إله إلا الله ومن المعلوم أن دخول الجنة لا يترتب على مجرد قولها إذ أن المنافقين يقولونها ومع ذلك لا يدخلون الجنة لكن المراد بمن قالها خاضعا لما تقتضيه هذه الكلمة العظيمة من اتباع أوامر الله واجتناب نواهيه .