تفسير سورة الصافات-04b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة فوائد قول الله تعالى : (( إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون )) .
ومن فوائد الآية الكريمة أن من قال لا إله إلا الله بإخلاص فلابد أن يخضع لأوامر الله ولا يستكبر ومن ثم جاءت نصوص كثيرة تعلق دخول الجنة على قول لا إله إلا الله ومن المعلوم أن دخول الجنة لا يترتب على مجرد قولها إذ أن المنافقين يقولونها ومع ذلك لا يدخلون الجنة لكن المراد بمن قالها خاضعا لما تقتضيه هذه الكلمة العظيمة من اتباع أوامر الله واجتناب نواهيه .
طيب ومن فوائد الآية الكريمة أنه لا يجوز صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله لقوله (( لا إله إلا الله )) فلا يجوز أن يصرف شيء من أنواع العبادة لغير الله لا صلاة ولا نذر ولا سجود ولا ركوع ولا حج يجب كله أن يصرف لله عز وجل لأنه هو المعبود حقا
طيب ومن فوائد الآية الكريمة أنه لا يجوز صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله لقوله (( لا إله إلا الله )) فلا يجوز أن يصرف شيء من أنواع العبادة لغير الله لا صلاة ولا نذر ولا سجود ولا ركوع ولا حج يجب كله أن يصرف لله عز وجل لأنه هو المعبود حقا
فوائد قول الله تعالى : (( ويقولون أئنا لتاركو آلهتنا لشاعر مجنون )) .
ومن فوائد الآية في قوله تعالى (( وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ ))[الصافات:36]أن هؤلاء كذبوا بما تقتضيه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فالأول (( كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون )) والثاني إذا قيل لهم آمنوا بمحمد قالوا (( أإنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون )) فلم يقوموا بلا إله إلا الله ولم يقوموا بمحمد رسول الله أليس كذلك ؟ بلى والله عز وجل يقرن دائما بين هاتين الكلمتين في آيات كثيرة انظر إلى قوله (( أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الأَوَّلِينَ أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ ))[المؤمنون:69]ففي الأول الإشارة إلى شهادة أن لا إله إلا الله وفي الثاني أم يعرفوا رسولهم شهادة أن محمد رسول الله
طيب ولهذا أيضا جعل النبي صلى الله عليه وسلم هاتين الشهادتين ركنا واحدا من أركان الإسلام فقال ( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة )) إلى آخره لتلازم هاتين الشهادتين ولأن مبنى العبادة كلها على الإيمان بهاتين الشهادتين إذ أن مبنى العبادة على الإخلاص والمتابعة الذين يتحقق بها شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله
ومن فوائد الآية الكريمة أن هؤلاء المستكبرين لم يكفهم الاستكبار عن الحق حتى قدحوا فيمن جاء بالحق من أين يؤخذ ؟ من قوله (( أإنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون )) فلم يكفهم أن تركوا الحق حتى هاجموا وقدحوا فيمن جاءوا به
وهل ورثت هذه الطريقة أعني القدح فيمن جاء بالحق ؟ نعم ورثت فأهل البدع يسمون أهل السنة بكل عيب ووصف قبيح سموهم المشبهة والمجسمة والحشوية والغثاء والنوابت والعامة وما أشبه ذلك من الكلمات التي تفيد القدح ولكن جعل الله سبحانه وتعالى لكل نبي عدوا من المجرمين ولكل متبع نبي عدوا من المجرمين فورث هؤلاء الأصفياء ورثوا صفوة الخلق وهم الرسل وورث هؤلاء الأشقياء أشقى الخلق الذين يقدحون في الرسل طيب ومن فوائد الآية الكريمة شدة انتصار هؤلاء المشركين لآلهتهم انظر كيف قالوا (( أإنا لتاركوا آلهتنا )) وهذا يدل على شدة انتصارهم لها وحميتهم الجاهلية وقد سبق في سورة يس أن الله تعالى قد قال عن هذه الآلهة (( لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون )) فالأصنام والآلهة لا تنصرهم وهؤلاء جند محضرون لنصر هذه الآلهة
طيب ولهذا أيضا جعل النبي صلى الله عليه وسلم هاتين الشهادتين ركنا واحدا من أركان الإسلام فقال ( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة )) إلى آخره لتلازم هاتين الشهادتين ولأن مبنى العبادة كلها على الإيمان بهاتين الشهادتين إذ أن مبنى العبادة على الإخلاص والمتابعة الذين يتحقق بها شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله
ومن فوائد الآية الكريمة أن هؤلاء المستكبرين لم يكفهم الاستكبار عن الحق حتى قدحوا فيمن جاء بالحق من أين يؤخذ ؟ من قوله (( أإنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون )) فلم يكفهم أن تركوا الحق حتى هاجموا وقدحوا فيمن جاءوا به
وهل ورثت هذه الطريقة أعني القدح فيمن جاء بالحق ؟ نعم ورثت فأهل البدع يسمون أهل السنة بكل عيب ووصف قبيح سموهم المشبهة والمجسمة والحشوية والغثاء والنوابت والعامة وما أشبه ذلك من الكلمات التي تفيد القدح ولكن جعل الله سبحانه وتعالى لكل نبي عدوا من المجرمين ولكل متبع نبي عدوا من المجرمين فورث هؤلاء الأصفياء ورثوا صفوة الخلق وهم الرسل وورث هؤلاء الأشقياء أشقى الخلق الذين يقدحون في الرسل طيب ومن فوائد الآية الكريمة شدة انتصار هؤلاء المشركين لآلهتهم انظر كيف قالوا (( أإنا لتاركوا آلهتنا )) وهذا يدل على شدة انتصارهم لها وحميتهم الجاهلية وقد سبق في سورة يس أن الله تعالى قد قال عن هذه الآلهة (( لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون )) فالأصنام والآلهة لا تنصرهم وهؤلاء جند محضرون لنصر هذه الآلهة
فوائد قول الله تعالى : (( بل جاء بالحق وصدق المرسلين )) .
وقوله تعالى (( بل جاء بالحق وصدق المرسلين )) يستفاد منها فوائد أولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء بالحق فكل دين مشتمل على الحق فيما يتعلق بمعاملة الله أو معاملة عباد الله وقد قال الله تعالى في وصف القرآن الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم (( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم )) هذه الكلمة لو صنفت عليها مجلدات ما استوعبت مدلولها يهدي للتي هي أقوم في كل شيء في العقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات إيجادا أو تركا ولو أنك تتبعت الشريعة بقدر ما تستطيع لوجدت أن هذا الوصف منطبق على جميع خصال الشريعة كل خصال الشريعة أقوم من كل شيء هنا يقول بل جاء بالحق ضد الحق هو الباطل والباطل إما كذب في الأخبار وإما جور في الأحكام ولهذا قال الله تعالى (( وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا )) وذكرنا لقوله بالحق معنى آخر غير كونه ما جاء به حق وهو أنه صلى الله عليه وسلم صادق فيما جاء به فما جاء به حق وهو صادق في قوله أنه من عند الله وليس بكاذب
ومن فوائد الآية الكريمة الثناء على ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام لقوله (( بل جاء بالحق )) بل والثناء على الرسول صلى الله عليه وسلم حيث وصفه بأنه جاء بالحق ولا شك أن من وصف من عند الله بأنه جاء بالحق لاشك أن هذا من أعظم المناقب والأوصاف الحميدة
ومن فوائد الآية الكريمة الإشارة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم آخر الرسل لقوله (( وصدق المرسلين )) فإن أل للعموم فتقتضي كل رسول وهذا يشير وليس بصريح إلى أنه خاتم الرسل بل خاتم النبيين كما قال الله تعالى (( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ))[الأحزاب:40]الآية لها مدلول عظيم قال ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان مقتضى السياق أن يقول ولكن رسول الله خاتم الرسل أو يقول ولكن نبي الله وخاتم النبيين لكن قال (( ولكن رسول الله )) لأن وصف الرسالة أعلى من وصف النبوة وخاتم النبيين يعني لن يأتي من بعده لا رسول ولا نبي وهو كذلك فهو عليه الصلاة والسلام أفضل الرسل ولن يأتي بعده لا نبي ولا رسول
ومن فوائد الآية الكريمة أنه يجب علينا أن نصدق من سبق من الرسل لأن نبينا صلى الله عليه وسلم صدق المرسلين فيجب علينا نحن أن نصدق لأنه يجب على المأموم متابعة الإمام فإمامنا محمد صلوات الله وسلامه عليه فيجب علينا أن نتبعه
ومن فوائد الآية الكريمة الإشارة إلى أن الرسل السابقين أخبروا به لقوله (( وصدق المرسلين )) ولا شك أن الرسل السابقين أعلموا به وأن آخرهم عيسى بشر به أما الأول فدليله قوله تعالى (( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ))[آل عمران:81]فإن المراد بذلك محمد صلى الله عليه وسلم فإنه جاء مصدقا لما معهم فكان عليهم أن يؤمنوا به بمقتضى هذا العهد وانظر إلى ليلة المعراج حيث صلى الأنبياء صلوا جماعة فمن كان إمامهم ؟ كان إمامهم محمد صلى الله عليه وسلم مما يدل على أنه أفضلهم فإن الإمامة في الصلاة تقتضي الإمامة التي فوق الصلاة طيب
ثم قال الله تعالى (( إنكم لذائقو العذاب الأليم )) وفيه أيضا تناقض هؤلاء المكذبين للرسول صلى الله عليه وسلم حيث وصفوه بأنه شاعر مجنون لأن المجنون لا يمكن أن يكون شاعرا فهم يتخبطون خبط عشواء إلا أن يدعي مدع بأن الكلام مقسم أي أن بعضهم يقول شاعر وبعضهم يقول مجنون ونسب القول للجميع وإن كانوا لم يقولوا به لأنهم راضون به إذ ادعى مدع ذلك فله وجه لكن إن كان القائل منهم يجمع بين الوصفين فقد تناقض طيب قال (( إنكم لذائقو العذاب الأليم ))
ومن فوائد الآية الكريمة الثناء على ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام لقوله (( بل جاء بالحق )) بل والثناء على الرسول صلى الله عليه وسلم حيث وصفه بأنه جاء بالحق ولا شك أن من وصف من عند الله بأنه جاء بالحق لاشك أن هذا من أعظم المناقب والأوصاف الحميدة
ومن فوائد الآية الكريمة الإشارة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم آخر الرسل لقوله (( وصدق المرسلين )) فإن أل للعموم فتقتضي كل رسول وهذا يشير وليس بصريح إلى أنه خاتم الرسل بل خاتم النبيين كما قال الله تعالى (( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ))[الأحزاب:40]الآية لها مدلول عظيم قال ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان مقتضى السياق أن يقول ولكن رسول الله خاتم الرسل أو يقول ولكن نبي الله وخاتم النبيين لكن قال (( ولكن رسول الله )) لأن وصف الرسالة أعلى من وصف النبوة وخاتم النبيين يعني لن يأتي من بعده لا رسول ولا نبي وهو كذلك فهو عليه الصلاة والسلام أفضل الرسل ولن يأتي بعده لا نبي ولا رسول
ومن فوائد الآية الكريمة أنه يجب علينا أن نصدق من سبق من الرسل لأن نبينا صلى الله عليه وسلم صدق المرسلين فيجب علينا نحن أن نصدق لأنه يجب على المأموم متابعة الإمام فإمامنا محمد صلوات الله وسلامه عليه فيجب علينا أن نتبعه
ومن فوائد الآية الكريمة الإشارة إلى أن الرسل السابقين أخبروا به لقوله (( وصدق المرسلين )) ولا شك أن الرسل السابقين أعلموا به وأن آخرهم عيسى بشر به أما الأول فدليله قوله تعالى (( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ))[آل عمران:81]فإن المراد بذلك محمد صلى الله عليه وسلم فإنه جاء مصدقا لما معهم فكان عليهم أن يؤمنوا به بمقتضى هذا العهد وانظر إلى ليلة المعراج حيث صلى الأنبياء صلوا جماعة فمن كان إمامهم ؟ كان إمامهم محمد صلى الله عليه وسلم مما يدل على أنه أفضلهم فإن الإمامة في الصلاة تقتضي الإمامة التي فوق الصلاة طيب
ثم قال الله تعالى (( إنكم لذائقو العذاب الأليم )) وفيه أيضا تناقض هؤلاء المكذبين للرسول صلى الله عليه وسلم حيث وصفوه بأنه شاعر مجنون لأن المجنون لا يمكن أن يكون شاعرا فهم يتخبطون خبط عشواء إلا أن يدعي مدع بأن الكلام مقسم أي أن بعضهم يقول شاعر وبعضهم يقول مجنون ونسب القول للجميع وإن كانوا لم يقولوا به لأنهم راضون به إذ ادعى مدع ذلك فله وجه لكن إن كان القائل منهم يجمع بين الوصفين فقد تناقض طيب قال (( إنكم لذائقو العذاب الأليم ))
أهل البدع يقسمون التوحيد : أن الله واحد لا قسيم له في ذاته ولا شبيه له في صفاته ويفسرون التوحيد : لا قادر على اختراع إلا الله .؟
الطالب :...المتكلمون يقولون ان الله واحد لا قسيم له في ذاته ولا شبيه له وذكرنا أنهم يقولون لا قادر على الاختراع الا الله
الشيخ : يفسرون لا إله إلا الله ما كل التوحيد عندهم
الطالب :واحد في ذاته
الشيخ : أنه واحد في ذاته لا قسيم له وواحد في صفاته لا شبيه له وواحد في أفعاله لا شريك له لكن التفسير الخاص للا إله إلا الله هو القادر على الاختراع
الطالب :...كلمة التوحيد .. لا إله الا الله
الشيخ : لا لا لكن ما هو التوحيد عندهم ؟ التوحيد عندهم هذه الأشياء الثلاثة توحيد الله في هذه الأشياء الثلاثة ثم فسروا لا إله إلا الله بهذا المعنى الخاص بأنه قادر على الاختراع ففسروه بما يقتضي أن معناها توحيد الربوبية .
الطالب :بالنسبة لقول هؤلاء لا قادر على الاختراع إلا الله هذه الكلمة في حد ذاته أليست صحيحة؟ الذي يخلق ابتداء ليس إلا الله سبحانه وتعالى ونحن قلنا أنها كلمة باطلة أصلها ؟
الشيخ : الباطل تفسير لا إله إلا الله بهذا وليس الباطل قولهم لا قادر على الاختراع إلا الله هذا صحيح لكن تفسيرهم لا إله إلا الله بهذا هو الباطل افهمت الآن
الشيخ : يفسرون لا إله إلا الله ما كل التوحيد عندهم
الطالب :واحد في ذاته
الشيخ : أنه واحد في ذاته لا قسيم له وواحد في صفاته لا شبيه له وواحد في أفعاله لا شريك له لكن التفسير الخاص للا إله إلا الله هو القادر على الاختراع
الطالب :...كلمة التوحيد .. لا إله الا الله
الشيخ : لا لا لكن ما هو التوحيد عندهم ؟ التوحيد عندهم هذه الأشياء الثلاثة توحيد الله في هذه الأشياء الثلاثة ثم فسروا لا إله إلا الله بهذا المعنى الخاص بأنه قادر على الاختراع ففسروه بما يقتضي أن معناها توحيد الربوبية .
الطالب :بالنسبة لقول هؤلاء لا قادر على الاختراع إلا الله هذه الكلمة في حد ذاته أليست صحيحة؟ الذي يخلق ابتداء ليس إلا الله سبحانه وتعالى ونحن قلنا أنها كلمة باطلة أصلها ؟
الشيخ : الباطل تفسير لا إله إلا الله بهذا وليس الباطل قولهم لا قادر على الاختراع إلا الله هذا صحيح لكن تفسيرهم لا إله إلا الله بهذا هو الباطل افهمت الآن
4 - أهل البدع يقسمون التوحيد : أن الله واحد لا قسيم له في ذاته ولا شبيه له في صفاته ويفسرون التوحيد : لا قادر على اختراع إلا الله .؟ أستمع حفظ
ما هو التسهيل في الهمزة .؟
الطالب :... التسهيل؟
الشيخ : التسهيل ألا تنطق بالهمزة الثانية محققة لا تنطقها صريحة فتقول أإنا
الطالب :...
الشيخ : لا لا تسهيل يعني ماشي بسرعة أإنا يعني كأنك مشيت بخفة
الطالب :...
الشيخ : نصف
الشيخ : التسهيل ألا تنطق بالهمزة الثانية محققة لا تنطقها صريحة فتقول أإنا
الطالب :...
الشيخ : لا لا تسهيل يعني ماشي بسرعة أإنا يعني كأنك مشيت بخفة
الطالب :...
الشيخ : نصف
هل المشركين الأولين كانوا أفهم من مشركي زماننا بمعنى لا إله إلا الله .؟
الطالب :...ما قال النبي صلى الله عليه وسلم... خير من هؤلاء...
الشيخ : لا شك أنهم خير من هؤلاء وأفهم منهم بالمعنى وهذا من جملة ما يرد عليهم أن المشركين الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم كانوا أعلم منكم بمعنى لا إله إلا الله
الشيخ : لا شك أنهم خير من هؤلاء وأفهم منهم بالمعنى وهذا من جملة ما يرد عليهم أن المشركين الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم كانوا أعلم منكم بمعنى لا إله إلا الله
ما الفرق بين قولنا : لا معبود بحق إلا الله وبين : لا معبود حق إلا الله .؟
الطالب : لا معبود بحق ولا معبود حق
الشيخ : ايش الفرق إذا قلنا لا معبود بحق ما جاء الخبر وصارت بحق متعلقة بمعبود يعني لا أحد يعبد بحق إلا الله يكون على هذا الخبر هو الله وهذا مشكل على قواعد النحو لأن لا النافية للجنس لا تعمل إلا في النكرات وإذا قلنا لا معبود حق صارت حق خبر له لا تكون متعلقة بمعبود ولهذا بعضهم قال في تقديره لا معبود موجود إلا الله وهذا ما هو صحيح لماذا ؟ لأنه فيه موجود يعبد سوى الله لكن الصحيح أن نقول لا معبود حق كما لو قلت لا أحد قائم إلا زيد تكون قائم هي الخبر لا معبود حق إلا الله عرفت.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تعالى (( إنكم لذائقو العذاب الأليم ولا تجزون إلا ما كنتم تعلمون )) هذا مبتدأ الدرس والا المناقشة
الطالب :الفوائد
الشيخ : أخذنا الفوائ
الشيخ : ايش الفرق إذا قلنا لا معبود بحق ما جاء الخبر وصارت بحق متعلقة بمعبود يعني لا أحد يعبد بحق إلا الله يكون على هذا الخبر هو الله وهذا مشكل على قواعد النحو لأن لا النافية للجنس لا تعمل إلا في النكرات وإذا قلنا لا معبود حق صارت حق خبر له لا تكون متعلقة بمعبود ولهذا بعضهم قال في تقديره لا معبود موجود إلا الله وهذا ما هو صحيح لماذا ؟ لأنه فيه موجود يعبد سوى الله لكن الصحيح أن نقول لا معبود حق كما لو قلت لا أحد قائم إلا زيد تكون قائم هي الخبر لا معبود حق إلا الله عرفت.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تعالى (( إنكم لذائقو العذاب الأليم ولا تجزون إلا ما كنتم تعلمون )) هذا مبتدأ الدرس والا المناقشة
الطالب :الفوائد
الشيخ : أخذنا الفوائ
تفسير قول الله تعالى : (( إنكم لذائقو العذاب الأليم )) .
قال الله تعالى (( إنكم لذائقو العذاب الأليم )) هذه الجملة كما لا يخفى مؤكدة بمؤكدين أحدهما إن والثاني اللام وقوله (( لذائقون )) هي الخبر وحذفت النون منها من أجل الإضافة لأن المضاف تحذف منه النون إن كان مثنى أو جمع ويحذف منه التنوين إن كان مفردا وقوله العذاب الأليم ، الأليم هنا بمعنى المؤذي وفعيل تأتي بمعنى مفعل ومنه قول الشاعر
" أمن ريحانة الداعي السميع تؤرقني وأصحابي هجوع "
أمن ريحانة الداعي السميع بمعنى المسمع وقوله (( إنكم لذائقو العذاب الأليم )) هذا فيه حق اليقين لأن هؤلاء توعدوا بهذا العذاب وتوعدهم بالعذاب هو علم اليقين ثم رأوا النار كما قال تعالى (( وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا ))[الكهف:53] وهذا عين اليقين ثم قيل لهم (( إنكم لذائقو العذاب الأليم )) وهذا حق اليقين فاجتمع في وعيد هؤلاء المراتب الثلاث العلم والعين والحق
" أمن ريحانة الداعي السميع تؤرقني وأصحابي هجوع "
أمن ريحانة الداعي السميع بمعنى المسمع وقوله (( إنكم لذائقو العذاب الأليم )) هذا فيه حق اليقين لأن هؤلاء توعدوا بهذا العذاب وتوعدهم بالعذاب هو علم اليقين ثم رأوا النار كما قال تعالى (( وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا ))[الكهف:53] وهذا عين اليقين ثم قيل لهم (( إنكم لذائقو العذاب الأليم )) وهذا حق اليقين فاجتمع في وعيد هؤلاء المراتب الثلاث العلم والعين والحق
التعليق على تفسير الجلالين : (( إنكم )) فيه التفات (( لذآئقوا العذاب الأليم )).
@ وقوله (( إنكم لذائقو العذاب الأليم )) قال المؤلف إن فيه التفاتا من أين إلى أين ؟ من الغيبة إلى الخطاب لأن الخطاب بمثل ذلك أبلغ وأوقع فإنك إذا تحدثت عن الإنسان الغائب ليس كما إذا خاطبت الإنسان مباشرة بما توعدته به طيب إذن ففائدة الالتفات هنا بالإضافة إلى التنبيه هو شدة وقع هذا الوعيد عليهم لأنهم خوطبوا به مباشرة ولم يتحدث عنه التحدث عن الغائب (( إنكم لذائقو العذاب الأليم )) والمراد به عذاب جهنم والعياذ بالله لأنه مؤلم وقد أخبر الله عز وجل عن إيلام هذا العذاب بأنواع عظيمة ذكرها الله تعالى في كتابه وذكر منها النبي صلى الله عليه وسلم شيئا كثيرا في السنة
تفسير قول الله تعالى : (( وما تجزون إلا ما كنتم تعملون )) .
قال (( وما تجزون إلا ما كنتم تعملون )) يعني ما تجزون من هذا العذاب إلا شيئا قدمتموه أنتم لأنفسكم إلا ما كنتم تعملون
التعليق على تفسير الجلالين : (( وما تجزون إلا )) جزاء (( ما كنتم تعملون )).
وهنا قال المؤلف في تقدير الآية إلا جزاء ما كنتم وهذا أمر معلوم لأن الذي عملوه كان وبان إذ أن العمل كان في الدنيا ومضى والجزاء في الآخرة فهم لم يجزوا العمل نفسه وإنما جوزوا جزاء العمل ومن ثم قدر المؤلف إلا جزاء ما كنتم تعملون
ولكن إذا قال قائل ما هي الفائدة من أن يعبر عن الجزاء بالعمل... قلنا الفائدة في ذلك أمران الأمر الأول أن يعلم بأن الجزاء من جنس العمل فكما تدين تدان فإذا عبر عن الجزاء بالعمل فإن هذا مقتضاه أن هذا الجزاء بقدر العمل
الفائدة الثانية قوة التوبيخ لهؤلاء لأن الجزاء من فعل غيرهم فإذا عبر عنه بالجزاء فإنه يكون أهون بعض الشيء أما إذا عبر بالعمل عن الجزاء صار أشد في التوبيخ كأنه يقال لهم هذا فعلكم أنتم بأنفسكم فلهذا عبر عن الجزاء بالعمل وقوله (( وما تجزون إلا ما كنتم تعملون )) من حيث الإعراب نقول إن الواو نائب فاعل في تجزون وما اسم موصول في محل نصب مفعول آخر لأن جزى تنصب مفعولين ولكن هل هي من باب ظن التي مفعولاها أصلهما المبتدأ والخبر أو من باب كسا التي مفعولها ليس أصله المبتدأ والخبر ؟ الثاني طيب لأنك لو قدرت أن الواو مبتدأ وما خبر ما صح الكلام
ولكن إذا قال قائل ما هي الفائدة من أن يعبر عن الجزاء بالعمل... قلنا الفائدة في ذلك أمران الأمر الأول أن يعلم بأن الجزاء من جنس العمل فكما تدين تدان فإذا عبر عن الجزاء بالعمل فإن هذا مقتضاه أن هذا الجزاء بقدر العمل
الفائدة الثانية قوة التوبيخ لهؤلاء لأن الجزاء من فعل غيرهم فإذا عبر عنه بالجزاء فإنه يكون أهون بعض الشيء أما إذا عبر بالعمل عن الجزاء صار أشد في التوبيخ كأنه يقال لهم هذا فعلكم أنتم بأنفسكم فلهذا عبر عن الجزاء بالعمل وقوله (( وما تجزون إلا ما كنتم تعملون )) من حيث الإعراب نقول إن الواو نائب فاعل في تجزون وما اسم موصول في محل نصب مفعول آخر لأن جزى تنصب مفعولين ولكن هل هي من باب ظن التي مفعولاها أصلهما المبتدأ والخبر أو من باب كسا التي مفعولها ليس أصله المبتدأ والخبر ؟ الثاني طيب لأنك لو قدرت أن الواو مبتدأ وما خبر ما صح الكلام
التعليق على تفسير الجلالين : (( إلا عباد الله المخلصين )) أي المؤمنين استثناء منقطع ذكر جزاؤهم في قوله : (( أولئك لهم )) في الجنة (( رزق معلوم )) بكرة وعشيا .
(( وما تجزون إلا ما كنتم تعملون إلا عباد الله المخلصين )) أي المؤمنين استثناء منقطع قوله تعالى (( إلا ما كنتم )) هذا استثناء منقطع والاستثناء المنقطع هو الذي يحل محله لكن فإن قيل لماذا لم يعبر بلكن بدل إلا ما دام أن المعنى على الاستدراك لأنه استثناء منقطع فلماذا لم يؤت بحرف الاستدراك الأصلي الذي هو لكن؟
قلنا الجواب على ذلك أنه أتى ليفيد قوة اتصال الثاني بما بعده لأن الأصل في الاستثناء الاتصال والأصل في لكن عكسه الانقطاع فإذا جاءت لكن فصلت ما بعدها بما قبلها لكن إذا جاءت إلا صار كأن في ذلك إشارة إلى قوة اتصال ما بعدها بما قبلها وهو كذلك فإنه لما ذكر جزاء المجرمين ذكر جزاء المخلصين
وهذا من كون القرآن العظيم مثاني تثنى فيه المعاني المتقابلة إذا ذكر الوعيد ذكر الوعد وإذا ذكر المؤمن ذكر الكافر وإذا ذكرت الجنة ذكرت النار وهكذا لأنه مثاني لأنه لو جاء الكلام على نسق واحد في ذكر الخوف والنار لغلب على القارئ جانب الخوف وأدى ذلك إلى القنوط من رحمة الله ولو جاء الكلام على نسق واحد في الوعد والترغيب لأدى ذلك إلى الرجاء فيقع الإنسان في الأمن من مكر الله عز وجل فكان القرآن يأتي بهذا وبهذا جنبا إلى جنب من أجل أن يكون الإنسان دائرا بين الخوف والرجاء
وقوله (( إلا عباد الله )) المراد بالعبودية هنا عبودية الشرع لأن العبودية نوعان عبودية القدر وعبودية الشرع عبودية القدر شاملة لكل أحد أليس كذلك يا احمد؟ أنت معنا وإلا ...؟ عبودية القدر شاملة لكل أحد يعني للمؤمن والكافر والبر والفاجر كما قال الله تعالى (( إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا )) فالكل خاضعون لقدر الله عز وجل لا يمكنهم الفرار منه ولا مصادمته ولا الاستكبار عنه أما عبودية الشرع فهي خاصة بمن أطاع الله عز وجل وتعبد لله بشرعه فيخرج منها من ؟ الكافرون لأن الكافر ليس عبد لله تعالى بشرع بل هو مستكبر عن شرعه هذه الآية (( إلا عباد الله المخلصين )) من أي النوعين ؟ من عبودية الشرع يعني إلا الذين تعبدوا الله بشرعه وأخلصهم الله تعالى لطاعته فهؤلاء ليسوا كمن سبق نعم قال (( إلا عباد الله المخلصين )) قال المؤلف أي المؤمنين ولكن المخلص فيه نوع اصطفاء أخلصهم الله لنفسه فكانوا عبادا لله لا لغيره لأن التزام طاعة الله هو تحقيق عبادة الله والإنسان العاصي لله عنده من عبادة غير الله بقدر ما حصل منه من المعصية صح العاصي لله عنده من الخروج منه...بقدر ما حصل منه من المعصية لأن الله قال (( أفرأيت من اتخذ إلهه هوا وأضله الله على علم )) إلى آخر الآية فهذا يدل على أن كل إنسان عصى الله وكل عاص لله فهو إنما يعصيه لهوى لنفسه فقد نقص من عبودية الله بقدر ما فعل من المعصية إذن فالمخلص فيه نوع من الاصطفاء أخلصهم الله لنفسه فكانوا عبادا لله حقا ولهذا قال (( المخلصين )) وعباد الله المخلصون هم الذين أخلصهم الله لنفسه فلم يجعل للشيطان عليهم سلطانا كما قال تعالى في حق الشيطان (( لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين )) فالمخلص محفوف برعاية الله سبحانه وتعالى وعنايته عن الشيطان المهم أن المخلص أشد وقعا من المؤمن ولهذا قال هنا المخلصين الذين أخلصهم الله لنفسه فلم يكونوا عبادا لغير الله (( المخلصين )) قال " استثناء منقطع " هل هناك استثناء غير منقطع ؟ نعم وهو المتصل وضابطه أن يكون المستثنى من جنس المستثنى منه هذا المتصل المنقطع أن يكون المستثنى من غير جنسه والنحويون يمثلون بمثال للمنقطع يقولون قام القوم إلا حمارا لأن الحمار ليس من جنس القوم فالاستثناء منقطع وذكر جزاؤهم إلا عباد الله المخلصين ذكر جزاؤهم في قوله (( أولئك لهم رزق معلوم )) أولئك لهم في الجنة رزق معلوم بكرة وعشية أولئك الضمير يعود على عباد الله المخلصين وأتى بأولئك الدال على البعد مع قرب ذكرهم إلا عباد الله المخلصين أولئك ولم يقل هؤلاء بل قال أولئك تعظيما لشأنهم وبيانا لعلو مرتبتهم والإشارة للبعيد تأتي لتعلية الشأن وتعظيمه كما قال الفرزدق يخاطب جريرا
" أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع "
قال أولئك آبائي أشار إليهم بإشارة البعيد تعظيما لهم وتعلية لشأنهم (( أولئك لهم رزق معلوم )) أي عطاء قال المؤلف " في الجنة "والأولى أن تطلق كما أطلق الله عز وجل لهم رزق معلوم في الجنة وقد يقال أيضا يجازون أيضا في الدنيا لكن ظاهر سياق الآية (( فواكه وهم مكرمون في جنات النعيم )) يدل على أن الرزق الحاصل لهم في الجنة وقوله (( رزق )) بمعنى عطاء معلوم يقول المؤلف " بكرة وعشية " فكأنه يشير إلى أن المراد بالمعلوم معلوم الوقت ولو قيل أنه أعم معلوم الوقت ومعلوم النوع ومعلوم في الدنيا ومعلوم عند ملاقاته لكان أشمل فإن هذا الرزق معلوم في الدنيا لأن الله تعالى أعلمنا به وهو أيضا معلوم الوقت (( ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا )) وهو معلوم العين والنوع إذا لاقوه كما قال الله تعالى في سورة البقرة (( وأتوا به متشابها )) فهو معلوم لديهم في الدنيا وكذلك في الآخرة
قلنا الجواب على ذلك أنه أتى ليفيد قوة اتصال الثاني بما بعده لأن الأصل في الاستثناء الاتصال والأصل في لكن عكسه الانقطاع فإذا جاءت لكن فصلت ما بعدها بما قبلها لكن إذا جاءت إلا صار كأن في ذلك إشارة إلى قوة اتصال ما بعدها بما قبلها وهو كذلك فإنه لما ذكر جزاء المجرمين ذكر جزاء المخلصين
وهذا من كون القرآن العظيم مثاني تثنى فيه المعاني المتقابلة إذا ذكر الوعيد ذكر الوعد وإذا ذكر المؤمن ذكر الكافر وإذا ذكرت الجنة ذكرت النار وهكذا لأنه مثاني لأنه لو جاء الكلام على نسق واحد في ذكر الخوف والنار لغلب على القارئ جانب الخوف وأدى ذلك إلى القنوط من رحمة الله ولو جاء الكلام على نسق واحد في الوعد والترغيب لأدى ذلك إلى الرجاء فيقع الإنسان في الأمن من مكر الله عز وجل فكان القرآن يأتي بهذا وبهذا جنبا إلى جنب من أجل أن يكون الإنسان دائرا بين الخوف والرجاء
وقوله (( إلا عباد الله )) المراد بالعبودية هنا عبودية الشرع لأن العبودية نوعان عبودية القدر وعبودية الشرع عبودية القدر شاملة لكل أحد أليس كذلك يا احمد؟ أنت معنا وإلا ...؟ عبودية القدر شاملة لكل أحد يعني للمؤمن والكافر والبر والفاجر كما قال الله تعالى (( إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا )) فالكل خاضعون لقدر الله عز وجل لا يمكنهم الفرار منه ولا مصادمته ولا الاستكبار عنه أما عبودية الشرع فهي خاصة بمن أطاع الله عز وجل وتعبد لله بشرعه فيخرج منها من ؟ الكافرون لأن الكافر ليس عبد لله تعالى بشرع بل هو مستكبر عن شرعه هذه الآية (( إلا عباد الله المخلصين )) من أي النوعين ؟ من عبودية الشرع يعني إلا الذين تعبدوا الله بشرعه وأخلصهم الله تعالى لطاعته فهؤلاء ليسوا كمن سبق نعم قال (( إلا عباد الله المخلصين )) قال المؤلف أي المؤمنين ولكن المخلص فيه نوع اصطفاء أخلصهم الله لنفسه فكانوا عبادا لله لا لغيره لأن التزام طاعة الله هو تحقيق عبادة الله والإنسان العاصي لله عنده من عبادة غير الله بقدر ما حصل منه من المعصية صح العاصي لله عنده من الخروج منه...بقدر ما حصل منه من المعصية لأن الله قال (( أفرأيت من اتخذ إلهه هوا وأضله الله على علم )) إلى آخر الآية فهذا يدل على أن كل إنسان عصى الله وكل عاص لله فهو إنما يعصيه لهوى لنفسه فقد نقص من عبودية الله بقدر ما فعل من المعصية إذن فالمخلص فيه نوع من الاصطفاء أخلصهم الله لنفسه فكانوا عبادا لله حقا ولهذا قال (( المخلصين )) وعباد الله المخلصون هم الذين أخلصهم الله لنفسه فلم يجعل للشيطان عليهم سلطانا كما قال تعالى في حق الشيطان (( لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين )) فالمخلص محفوف برعاية الله سبحانه وتعالى وعنايته عن الشيطان المهم أن المخلص أشد وقعا من المؤمن ولهذا قال هنا المخلصين الذين أخلصهم الله لنفسه فلم يكونوا عبادا لغير الله (( المخلصين )) قال " استثناء منقطع " هل هناك استثناء غير منقطع ؟ نعم وهو المتصل وضابطه أن يكون المستثنى من جنس المستثنى منه هذا المتصل المنقطع أن يكون المستثنى من غير جنسه والنحويون يمثلون بمثال للمنقطع يقولون قام القوم إلا حمارا لأن الحمار ليس من جنس القوم فالاستثناء منقطع وذكر جزاؤهم إلا عباد الله المخلصين ذكر جزاؤهم في قوله (( أولئك لهم رزق معلوم )) أولئك لهم في الجنة رزق معلوم بكرة وعشية أولئك الضمير يعود على عباد الله المخلصين وأتى بأولئك الدال على البعد مع قرب ذكرهم إلا عباد الله المخلصين أولئك ولم يقل هؤلاء بل قال أولئك تعظيما لشأنهم وبيانا لعلو مرتبتهم والإشارة للبعيد تأتي لتعلية الشأن وتعظيمه كما قال الفرزدق يخاطب جريرا
" أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع "
قال أولئك آبائي أشار إليهم بإشارة البعيد تعظيما لهم وتعلية لشأنهم (( أولئك لهم رزق معلوم )) أي عطاء قال المؤلف " في الجنة "والأولى أن تطلق كما أطلق الله عز وجل لهم رزق معلوم في الجنة وقد يقال أيضا يجازون أيضا في الدنيا لكن ظاهر سياق الآية (( فواكه وهم مكرمون في جنات النعيم )) يدل على أن الرزق الحاصل لهم في الجنة وقوله (( رزق )) بمعنى عطاء معلوم يقول المؤلف " بكرة وعشية " فكأنه يشير إلى أن المراد بالمعلوم معلوم الوقت ولو قيل أنه أعم معلوم الوقت ومعلوم النوع ومعلوم في الدنيا ومعلوم عند ملاقاته لكان أشمل فإن هذا الرزق معلوم في الدنيا لأن الله تعالى أعلمنا به وهو أيضا معلوم الوقت (( ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا )) وهو معلوم العين والنوع إذا لاقوه كما قال الله تعالى في سورة البقرة (( وأتوا به متشابها )) فهو معلوم لديهم في الدنيا وكذلك في الآخرة
12 - التعليق على تفسير الجلالين : (( إلا عباد الله المخلصين )) أي المؤمنين استثناء منقطع ذكر جزاؤهم في قوله : (( أولئك لهم )) في الجنة (( رزق معلوم )) بكرة وعشيا . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( فواكه )) بدل أو بيان للرزق هو ما يؤكل تلذذا لا لحفظ صحة ، لأن أهل الجنة مستغنون عن حفظها بخلق أجسامهم للأبد (( وهم مكرمون )) بثواب الله سبحانه وتعالى (( في جنات النعيم )) .
(( فواكه )) " بدل أو بيان للرزق وهو ما يؤكل تلذذا لا لحفظ صحة " فواكه بالرفع بدل أو بيان للرزق لأن كلمة رزق أعم من الفواكه فيكون فواكه بدل بعض من كل لأن الرزق أعم وفواكه هنا لم تنون لأنها ممنوعة من الصرف صيغة منتهى الجموع فواكه على وزن فواعل وقال المؤلف في الفاكهة " هي ما يؤكل تلذذا لا لحفظ صحة " يعني أن الفاكهة ما يأكله الإنسان للتلذذ لا للتقوت به فهو عبارة عن أكل كمالي وهكذا أهل الجنة يأكلون ما يأكلون فيها من باب التفكه لا لحفظ الصحة لأن صحتهم مضمونة (( فإن لهم أن يصحوا ولا يسقموا أبدا وأن يعيشوا فلا يموتوا )) أبدا فيكون كل ما يأكلونه في الجنة من قسم الفاكهة لأن أهل الجنة يقول المؤلف مستغنون عن حفظ الصحة بخلق أجسامهم للأبد ولهذا جاء في الحديث ( أنهم لا يبولون ولا يتغوطون وإنما يخرج ما يأكلونه رشحا يعني عرقا كريح المسك ) فيتنعمون بهذا الأكل عند أكله وعند خروجه لأنه يخرج رشحا كرائحة المسلك كما لو ابتلى الإنسان بالمسك فإنه يجد لذة ورائحة طيبة نسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم طيب
(( فواكه وهم مكرمون )) بثواب الله في جنات النعيم هم مكرمون جملة اسمية تفيد الثبوت والاستمرار يعني هم مكرمون في هذه الجنة من كل وجه من قبل الله عز وجل يكرمهم الله سبحانه وتعالى فينظرون إليه ويعدهم رضوانه فلا يسخط عليهم أبدا مكرمون من قبل الملائكة (( يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار )) مكرمون من جهة الخدم (( يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين )) مكرمون من كل وجه لا يجدون يوما من الأيام لحظة من اللحظات شيئا من الإهانة بل هم في غاية الإكرام من كل وجه لو لم يكون إلا أن الله عز وجل أكرمهم وأباح لهم النظر إلى وجهه ويتحدث إليهم عز وجل وهذا غاية ما يكون من السرور لا شيء أسر ولا أنعم ولا أفضل من مناجاة الله عز وجل وهم ينظرون إلى وجهه
(( فواكه وهم مكرمون في جنات النعيم )) جنات جمع جنة والجنة في اللغة العربية البستان الكثير الأشجار وسمي بذلك لأنه يجن من فيه يجنه يعني يستره ويغطيه وأصل هذه المادة الجن أصلها من الستر ولذلك تجد كل معانيها تعود على هذا فالجنان القلب وهو مستتر والجنة ما يجتن به المقاتل ويستتر به عن السهام والجن عالم غيبي مستتر والجنة بستان مستور بالأشجار ولكن لا نفسر جنة النعيم بهذا بل نقول هي الدار التي أعدها الله لأوليائه وفيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر لأنك لو قلت أنها البستان الكثير الأشجار فإن الشوق إليها والنظر إليها يضعف إذ أن المخاطب يتصور أن هذه الجنة كبساتين الدنيا فيتجول في بساتين الناس أي بستان أعظم بستان فلان بن فلان فلا يتجاوز قلبه أو تصوره هذا البستان مع أن الجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر كما قال الله عز وجل (( فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ))[السجدة:17]وقال الله تعالى في الحديث القدسي ( أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ) فإذن الأحسن أن نفسر الجنة التي هي جنة الخلد بأنها الدار التي أعدها الله تعالى لأوليائه وفيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وقوله (( النعيم )) (( في جنات النعيم )) هذا من باب إضافة الشيء إلى نوعه يعني جنات نعيم ما فيها بؤس ولا فيها شقاء نعيم للقلب وهو السرور نعيم للبدن لأنهم (( يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير )) فهم منعمون في أبدانهم ومنعمون في قلوبهم وانظر إلى قوله تعالى (( وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا )) وقال تعالى أيضا (( ولقاهم نضرة وسرورا )) فالنضرة في الوجه وهو الحسن والسرور في القلب فكان الحسن فيهم باطنا وظاهرا ولهذا سميت جنة النعيم لتنعم الإنسان فيها ظاهرا وباطنا فقلبه منعم بالسرور وبدنه منعم بالنظرة ولباس الحرير
(( فواكه وهم مكرمون )) بثواب الله في جنات النعيم هم مكرمون جملة اسمية تفيد الثبوت والاستمرار يعني هم مكرمون في هذه الجنة من كل وجه من قبل الله عز وجل يكرمهم الله سبحانه وتعالى فينظرون إليه ويعدهم رضوانه فلا يسخط عليهم أبدا مكرمون من قبل الملائكة (( يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار )) مكرمون من جهة الخدم (( يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين )) مكرمون من كل وجه لا يجدون يوما من الأيام لحظة من اللحظات شيئا من الإهانة بل هم في غاية الإكرام من كل وجه لو لم يكون إلا أن الله عز وجل أكرمهم وأباح لهم النظر إلى وجهه ويتحدث إليهم عز وجل وهذا غاية ما يكون من السرور لا شيء أسر ولا أنعم ولا أفضل من مناجاة الله عز وجل وهم ينظرون إلى وجهه
(( فواكه وهم مكرمون في جنات النعيم )) جنات جمع جنة والجنة في اللغة العربية البستان الكثير الأشجار وسمي بذلك لأنه يجن من فيه يجنه يعني يستره ويغطيه وأصل هذه المادة الجن أصلها من الستر ولذلك تجد كل معانيها تعود على هذا فالجنان القلب وهو مستتر والجنة ما يجتن به المقاتل ويستتر به عن السهام والجن عالم غيبي مستتر والجنة بستان مستور بالأشجار ولكن لا نفسر جنة النعيم بهذا بل نقول هي الدار التي أعدها الله لأوليائه وفيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر لأنك لو قلت أنها البستان الكثير الأشجار فإن الشوق إليها والنظر إليها يضعف إذ أن المخاطب يتصور أن هذه الجنة كبساتين الدنيا فيتجول في بساتين الناس أي بستان أعظم بستان فلان بن فلان فلا يتجاوز قلبه أو تصوره هذا البستان مع أن الجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر كما قال الله عز وجل (( فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ))[السجدة:17]وقال الله تعالى في الحديث القدسي ( أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ) فإذن الأحسن أن نفسر الجنة التي هي جنة الخلد بأنها الدار التي أعدها الله تعالى لأوليائه وفيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وقوله (( النعيم )) (( في جنات النعيم )) هذا من باب إضافة الشيء إلى نوعه يعني جنات نعيم ما فيها بؤس ولا فيها شقاء نعيم للقلب وهو السرور نعيم للبدن لأنهم (( يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير )) فهم منعمون في أبدانهم ومنعمون في قلوبهم وانظر إلى قوله تعالى (( وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا )) وقال تعالى أيضا (( ولقاهم نضرة وسرورا )) فالنضرة في الوجه وهو الحسن والسرور في القلب فكان الحسن فيهم باطنا وظاهرا ولهذا سميت جنة النعيم لتنعم الإنسان فيها ظاهرا وباطنا فقلبه منعم بالسرور وبدنه منعم بالنظرة ولباس الحرير
13 - التعليق على تفسير الجلالين : (( فواكه )) بدل أو بيان للرزق هو ما يؤكل تلذذا لا لحفظ صحة ، لأن أهل الجنة مستغنون عن حفظها بخلق أجسامهم للأبد (( وهم مكرمون )) بثواب الله سبحانه وتعالى (( في جنات النعيم )) . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( على سرر متقابلين )) لا يرى بعضهم قفا بعض .
(( على سرر متقابلين )) لا يرى بعضهم قفا بعض على سرر جمع سرير وهو الكراسي التي يجلس عليها ولكن ليس كسرر الدنيا بل (( على سرر موضونة )) مخروزة من الذهب ولا يمكن أن تتصور حسن هذه الصور لأن فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وما لم يخطر على قلب بشر لا يمكن أن يتصوره الإنسان لأنه فوق ما يتصور كل شيء تقدره من النعيم والحسن فالجنة أعلى وأعظم وقوله (( متقابلين )) حال من الضمير المسند في قوله على سرر يعني حال كونهم متقابلين وهذا يدل على كمال أدبهم وعلى سعة مجالسهم على كمال الأدب وسعة المجالس على كمال الأدب لأنهم متقابلون لا يولي أحدهم قفاه للآخر كذلك أيضا يدل على سعة المجالس لأنهم إذا كانوا كثيرين وصاروا متقابلين لابد أن تكون الدائرة واسعة إذن فالمجالس واسعة مهما جاء من الناس فإنها تسعهم ويتقابلون فيها (( على سرر متقابلين )) يقول لا يرى بعضهم قفا بعض للتقابل
(( يطاف عليهم ))" على كل منهم (( بكأس )) هو الإناء بشرابه (( من معين )) من خمر يجري على وجه الأرض كأنهار الماء " يطاف عليم يطاف فعل مضارع للمجهول ولم يذكر من يطوف عليهم لكن ذكر في آية أخرى أنه (( وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا )) ولدان يعني غلمان صغار (( كأنهم لؤلؤ مكنون )) إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا من جمالهم وحسنهم منثورا لتفرقهم في خدمة أسيادهم واللؤلؤ إذا نثر تبعثر في الأرض فهم متبعثرون في خدمة أسيادهم كل له عمل وهذا يسر الإنسان أن يجد هؤلاء الغلمان كل في عمله ليس فيهم متعطل وليس فيهم منتظر للآخر ليس كغلمان الدنيا يتزاحمون كل واحد يقول خلص حتى يأتي دوري لا كل في خدمة معينة وهذا ألذ ما يكون للسيد إذا رأى هؤلاء الغلمان قائمين بخدمتهم على هذا الوجه (( إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا ))
وقوله (( بكأس من معين )) قال المؤلف " هو الإناء بشرابه " الكأس معروف وهو الإناء بشرابه وقد بين الله تعالى أن هذا الكأس دهاق (( وكأسا دهاقا )) أي مملوءة ومع ذلك مملوءة بقدر معلوم ليست كبيرة وتملئ فإذا شربها الإنسان تعب وإذا أبقى منها فضلة صار غير شهي وليست صغيرة بحيث لا ترويهم وهم لا يعطشون ولكن تلذذا بل قال الله تعالى (( من فضة قدروها تقديرا )) يعني جعلت بقدر ما يتلذذ به الشارب لا كبيرة ولا صغيرة وقوله (( بكأس من معين )) قال " من خمر يجرى على الأرض " المعين في الأصل هو الماء الجاري والمراد هنا بكأس من معين أي من خمر معين .
(( يطاف عليهم ))" على كل منهم (( بكأس )) هو الإناء بشرابه (( من معين )) من خمر يجري على وجه الأرض كأنهار الماء " يطاف عليم يطاف فعل مضارع للمجهول ولم يذكر من يطوف عليهم لكن ذكر في آية أخرى أنه (( وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا )) ولدان يعني غلمان صغار (( كأنهم لؤلؤ مكنون )) إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا من جمالهم وحسنهم منثورا لتفرقهم في خدمة أسيادهم واللؤلؤ إذا نثر تبعثر في الأرض فهم متبعثرون في خدمة أسيادهم كل له عمل وهذا يسر الإنسان أن يجد هؤلاء الغلمان كل في عمله ليس فيهم متعطل وليس فيهم منتظر للآخر ليس كغلمان الدنيا يتزاحمون كل واحد يقول خلص حتى يأتي دوري لا كل في خدمة معينة وهذا ألذ ما يكون للسيد إذا رأى هؤلاء الغلمان قائمين بخدمتهم على هذا الوجه (( إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا ))
وقوله (( بكأس من معين )) قال المؤلف " هو الإناء بشرابه " الكأس معروف وهو الإناء بشرابه وقد بين الله تعالى أن هذا الكأس دهاق (( وكأسا دهاقا )) أي مملوءة ومع ذلك مملوءة بقدر معلوم ليست كبيرة وتملئ فإذا شربها الإنسان تعب وإذا أبقى منها فضلة صار غير شهي وليست صغيرة بحيث لا ترويهم وهم لا يعطشون ولكن تلذذا بل قال الله تعالى (( من فضة قدروها تقديرا )) يعني جعلت بقدر ما يتلذذ به الشارب لا كبيرة ولا صغيرة وقوله (( بكأس من معين )) قال " من خمر يجرى على الأرض " المعين في الأصل هو الماء الجاري والمراد هنا بكأس من معين أي من خمر معين .
اضيفت في - 2011-05-25