التعليق على تفسير الجلالين : (( يطاف عليهم )) على كل منهم (( بكأس )) هو الإناء بشرابه (( من معين )) من خمر يجري على وجه الأرض كأنهار الماء .
(( يطاف عليهم ))" على كل منهم (( بكأس )) هو الإناء بشرابه (( من معين )) من خمر يجري على وجه الأرض كأنهار الماء " يطاف عليم يطاف فعل مضارع للمجهول ولم يذكر من يطوف عليهم لكن ذكر في آية أخرى أنه (( وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا )) ولدان يعني غلمان صغار (( كأنهم لؤلؤ مكنون )) إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا من جمالهم وحسنهم منثورا لتفرقهم في خدمة أسيادهم واللؤلؤ إذا نثر تبعثر في الأرض فهم متبعثرون في خدمة أسيادهم كل له عمل وهذا يسر الإنسان أن يجد هؤلاء الغلمان كل في عمله ليس فيهم متعطل وليس فيهم منتظر للآخر ليس كغلمان الدنيا يتزاحمون كل واحد يقول خلص حتى يأتي دوري لا كل في خدمة معينة وهذا ألذ ما يكون للسيد إذا رأى هؤلاء الغلمان قائمين بخدمتهم على هذا الوجه (( إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا ))
وقوله (( بكأس من معين )) قال المؤلف " هو الإناء بشرابه " الكأس معروف وهو الإناء بشرابه وقد بين الله تعالى أن هذا الكأس دهاق (( وكأسا دهاقا )) أي مملوءة ومع ذلك مملوءة بقدر معلوم ليست كبيرة وتملأ فإذا شربها الإنسان تعب وإذا أبقى منها فضلة صار غير شهي وليست صغيرة بحيث لا ترويهم وهم لا يعطشون ولكن تلذذا بل قال الله تعالى (( من فضة قدروها تقديرا )) يعني جعلت بقدر ما يتلذذ به الشارب لا كبيرة ولا صغيرة
وقوله (( بكأس من معين )) قال " من خمر يجرى على الأرض " المعين في الأصل هو الماء الجاري والمراد هنا بكأس من معين أي من خمر معين كعين الماء يجري وقد بين الله تعالى في سورة القتال (( مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى ))[محمد:15]أنهار تجري والذي خلقها عز وجل من هذا الطائر الذي يشبه الذباب خلق منه هذه الكميات الكبيرة من العسل قادر على أن يخلق أنهارا من العسل في الجنة وليس هذا بغريب وليست هذه الأنهار تأتي من نحل ولكن تأتي بقول الله كن فيكون عسل مصفى ما فيه شمع ولا شوائب من أحسن ما يكون غنية وطعما ورائحة وقد قال ابن القيم في النونية بناء على حديث ورد في ذلك
" أنهارها من غير أخدود جرت سبحان ممسكها عن الفيضان "
يعني ليست كأنهار الدنيا تحتاج إلى أخدود حدود تمنعها من الذهاب يمين وشمال أو حفرة تحفر للنهر لا ، تجري على سطح الأرض على حسب ما يريده أهلها من غير عمال يوجهونها حفرا أو إقامة لها بل تجري على ما تريد من غير تعب قال " سبحان ممسكها عن الفيضان " والذي أمسك البحر أن يغرق أهل الأرض وهل ليس بشيء بالنسبة للجنة قادر على أن يمسك هذه الأنهار لا تزيغ يمينا ولا شمالا
1 - التعليق على تفسير الجلالين : (( يطاف عليهم )) على كل منهم (( بكأس )) هو الإناء بشرابه (( من معين )) من خمر يجري على وجه الأرض كأنهار الماء . أستمع حفظ
هل الأفضل أن يبدأ طالب العلم حفظ القرآن من السور المكية .؟
الشيخ : أرى أنه أحسن يبدأ بحفظ القرآن أحسن لأنه انشط له وإذا حفظ أجزاء من القرآن كان خيرا له ينشط
الطالب :...
الشيخ : لا الظاهر وقت زيارات بعضهم لبعض
ما صحة حديث تزاور أهل الجنة بعضهم لبعض .؟
الشيخ : فقد ذكر ذلك ابن القيم في حادي الأرواح سواء كانت الزيارة عند الله يوم الجمعة أوزيارات بعضهم لبعض هم يتزاورون بلا شك والظاهر حتى جلوس الإنسان مع خاصته وأهله لكمال أدبهم يكونون متقابلين
حديث ( فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ) ظاهره أن الجنة لم يرها أحد وقلنا إن آدم عليه السلام أخرج من جنة الخلد وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم في الإسراء والمعراج .؟
الشيخ : المراد أهل الدنيا الآن أما النادر مثلا أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الجنة ورأى ما فيها فهذه حالة نادرة من آيات الله وكذلك آدم عليه السلام
الطالب : المراد أهل الدنيا الآن
الشيخ : فالمراد أهل الدنيا وأن تعلم أن كل عام يمكن أن يخصص .
القارئ: ((يْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (46) لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ (47) وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (48) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ (49) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (50) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (51) قُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ (52) أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ (53) قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ (54) فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ (55) قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ (56) وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (57) )).
الشيخ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تعالى (( إلا عباد الله المخلصين )) هذا مبتدأ النقاش؟
الطالب : (( إنكم لذائقو العذاب الأليم ))
4 - حديث ( فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ) ظاهره أن الجنة لم يرها أحد وقلنا إن آدم عليه السلام أخرج من جنة الخلد وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم في الإسراء والمعراج .؟ أستمع حفظ
مناقشة تفسير قول الله تعالى : (( إنكم لذائقو العذاب الأليم * وما تجزون إلا ما كنتم تعملون )) .
الطالب : من الغائب إلى المخاطب
الشيخ : من الغائب إلى المخاطب مافائدته؟
الطالب : اولا فيه التنبيه وذلك لشدة وقع العذاب
الشيخ : اولا التنبيه وأصل التنبيه لكل التفات الثاني ...
الطالب : لشدة وقع العذاب
الشيخ : ولأنه أبلغ في التوبيخ حيث يواجه به الموبخ
5 - مناقشة تفسير قول الله تعالى : (( إنكم لذائقو العذاب الأليم * وما تجزون إلا ما كنتم تعملون )) . أستمع حفظ
مناقشة تفسير قول الله تعالى : (( على سرر متقابلين )).
الطالب : يقابل بعضهم بعضا فلا أحد
الشيخ : أي يقابل بعضهم بعضا فلا أحد يرى قفا أخيه نأخذ من الدرس...الفوائد
الطالب : طويلة باقي مناقشة (( يطاف عليهم ))
الشيخ : عجيب لا هذه ...بعدها الفوائد
فوائد قول الله تعالى : (( إنكم لذائقو العذاب الأليم * وما تجزون إلا ما كنتم تعملون )) .
منها أن هؤلاء المكذبين أو المستكبرين عن قول لا إله إلا الله سيذوقون العذاب لقوله (( إنكم لذائقو )) وهذه الجملة مؤكدة في اثنين وهما إن واللام
ومن فوائدها أن عذاب هؤلاء عذاب مباشر كما يباشر الإنسان أكله لقوله (( لذائقو العذاب )) والأصل في الذوق أن يكون الطعام الذي يؤكل ثم أطلق على كل شيء محقق الوقوع
ومن فوائدها أن عذاب هؤلاء والعياذ بالله مؤلم أليم أي مؤلم وهو ألم لا يمكن للأبدان في الدنيا أن تتحمل جزء منه لأنهم والعياذ بالله يعذبون بنار أشد من نار الدنيا بتسعة وستين جزءا وكلما نضجت جلودهم بدلوا جلودا غيرها ليذوقوا العذاب المهم أنه عذاب أليم ألما لا نظير له في الدنيا ولا يمكن أن يتخيله الإنسان لشدته نسأل الله أن يجيرنا وإياكم منه
ومن فوائد هذه الآيات كمال عدل الله عز وجل حيث جعل الجزاء من جنس العمل لقوله (( وما تجزون إلا ما كنتم تعملون )) بخلاف الملوك من الدنيا أولياء الأمور من الدنيا فإن جزاءهم على العمل قد يكون أكثر مما يستحق قد يغضب الإنسان فيجازي من له سلطة عليه بأكثر مما يستحق أما الله عز وجل فإنه لا يجازي الإنسان إلا بعمله
ومن فوائدها إثبات الجزاء ولازمه إثبات البعث لأن الجزاء الكامل على العمل إنما يكون يوم القيامة فيكون في الآية دليل على إثبات البعث وإثبات الجزاء
ومن فوائدها الرد على الجبرية الذين يقولون إن الإنسان لا يعمل وأن عمل الإنسان لا ينسب إليه لأنه مجبر عليه فتحرك الإنسان بالقول أو بالفعل كتحركه الاضطراري بل كتحرك الريشة في الهواء ولكن هذا القول قول ترده النصوص والعقول
7 - فوائد قول الله تعالى : (( إنكم لذائقو العذاب الأليم * وما تجزون إلا ما كنتم تعملون )) . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( إلا عباد الله المخلصين * أولئك لهم رزق معلوم * فواكه وهم مكرمون * في جنات النعيم )) .
ومن فوائد الآية الكريمة شرف القائمين بأمر الله حيث أضافهم الله إلى عبوديته في قوله (( إلا عباد الله المخلصين )) ولا شك أن فخرا للإنسان أن ينسب إلى عبادة الله ولهذا يذكر الله تعالى وصف نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في أشرف مقاماته وصفه بالعبودية عند ذكر إنزال القرآن عليه (( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده )) (( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا )) ووصفه بالعبودية في مقام الإسراء والمعراج (( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام )) وقال في المعراج (( فأوحى إلى عبده ما أوحى )) ووصفه بالعبودية في مقام الدفاع عنه (( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله )) فإن هذا من باب التحدي لهؤلاء المكذبين للرسول عليه الصلاة والسلام أن يأتوا بمثل ما جاء به إذن فعبودية الله عز وجل لاشك أنها فخر للعابد والشاعر يقول
" فلا تدعني إلا بيا عبدها فإنه أشرف أسمائي "
أعوذ بالله فهذا يدل على أن العبودية للمحبوب من أشرف وألذ ما يكون للعابد
ومن فوائد الآية الكريمة أن الله سبحانه يمن على من يشاء فيخلصهم لنفسه حتى لا يكونوا عبيدا لغيره لقوله تعالى (( إلا عباد الله المخلصين )) وهذا أبلغ من المخلصين وإن كان لكل منهما مزية ولكن المخلص الذي أخلصه الله عز وجل لنفسه فلم يكن له إرادة سوى ربه هذا أبلغ قال (( إلا عباد الله المخلصين ))
ومن فوائد الآية الكريمة أن عباد الله عز وجل ينقسمون إلى قسمين عباد مخلصون وعباد غير مخلصين فالعباد بمعنى عبودية القدر هؤلاء غير مخلصين بل هم كالأنعام بل هم أضل وأما العباد لله تعبد شرع فإن هؤلاء هم المخلصون
ومن فوائد الآيات أن هؤلاء المخلصون لهم عطاء عند الله عز وجل معلوم عنده وعندهم (( أولئك لهم رزق معلوم )) عند الله ومعلوم عندهم فإن الله تعالى أخبر عباده بما ينالونه يوم القيامة من أنواع الثواب طيب فإن قال قائل هل هو معلوم بالحقيقة أو بالمعنى فالجواب أنه معلوم بالمعنى أما الحقيقة فليس بمعلوم يعني أننا لا نعلم كنه هذا النعيم أو هذا الرزق لقول الله تعالى (( فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ))[السجدة:17]ولقوله تعالى في الحديث القدسي ( أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ) إذن لا نعلم من نعيم الآخرة إلا الأسماء فقط أما الحقائق فإنا ليست معلومة كما قال ابن عباس رضي الله عنهما " ليس في الجنة شيء مما في الدنيا إلا الأسماء " فاكهة نخل رمان لكن الحقائق تختلف اختلافا عظيما إذن هو معلوم معنى لا معلوم الحقيقة والكنه لأن ذلك لا يدرك إلا بحق اليقين نعم
ومن فوائد الآيات الكريمة أن أهل الجنة يأكلون هذا الرزق تفكها وتنعما لا اقتياتا يحتاجون إليه لقوله (( فواكه )) في الدنيا يأكل الإنسان الطعام أحيانا اقتياتا للحاجة إليه وأحيانا تفكها وتلذذا أما في الآخرة فكل طعامها تلذذ
ومن فوائد الآيات أن أهل الجنة مكرمون من وجوه ثلاثة ذكرناها أمس من قبل الله ومن قبل الملائكة ومن قبل الخدم الغلمان فهم مكرمون من كل وجه
ومن فوائد الآية الكريمة أن جزاء الله للمحسن أكثر من عمله بكثير أليس كذلك لأن إحساننا نحن للعمل لو نسب إلى ثواب الله لم يكن شيئا قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها ) ثم إحساننا مهما بلغ له منتهى منتهاه الموت لكن ثواب الآخرة لا منتهى له إذن يتبين بذلك أن فضل الله عز وجزاءه أكثر بكثير من عمل العامل فيكون ذلك مصداقا لقوله تعالى (( كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم ))
ومن فوائد الآية الكريمة أن الجنة أصناف وأنواع من أين تؤخذ من وقوله (( في جنات )) ولكنها تشترك كلها في أنها جنات نعيم
ومن فوائدها أيضا أن الجنة كلها نعيم للبدن ونعيم للقلب فنعيم القلب بالسرور والانبساط والفرح الدائم الذي لا يعتريه هم ولا غم ولا حزن والبدن(( ولقاهم نضرة وسرورا )) (( وجوه يومئذ ناعمة لسعيها راضية )) إلى غير ذلك من الآيات الدالة على تنعيم هذا البدن نفس البدن منعم وما يلبسه أيضا من الزينة والحلي كذلك منعم فيه
8 - فوائد قول الله تعالى : (( إلا عباد الله المخلصين * أولئك لهم رزق معلوم * فواكه وهم مكرمون * في جنات النعيم )) . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( على سرر متقابلين * يطاف عليهم بكأس من معين )) .
ومن فوائد الآية الكريمة أيضا كمال أدب أهل الجنة حيث كانوا يتقابلون بحيث لا يجفوا أحدهم الآخر بل كلهم يكونوا مستقبلي بعضهم بعضا وهذا لا شك أنه من كمال الأدب والأدب في الحقيقة كما أنه حسن في أهل الجنة فهو حسن في أهل الدنيا أيضا قال الله تعالى (( وإنك لعلى خلق عظيم )) ولا شك أن الإنسان إذا كان مؤدبا كان محبوبا عند الناس فالجفاء وعدم المبالاة بالناس خلق ذميم
ومن ثم ننظر في مسائل نعملها أولا وقبل كل شيء مسالة السلام نجد كثيرا من الناس مع أنهم حريصون على العبادة لكنهم لا يبالون بالسلام لا ابتداء ولا ردا وهذا خلاف حال المؤمن مع أخيه من حق المسلم على أخيه إذا لقيه أن يسلم عليه ويسلم عليه سلاما حقيقيا مقرونا بالبشاشة أما أن يسلم عليه برأس أنفه لولا حرف الصفير ما علمت أنه يسلم فهذا ليس بسلام وأقبح من ذلك أن يسلم الإنسان على أخيه بصوت بين واضح المخارج مسموع ثم يرد ذلك عليه بصوت لا يسمع بل يرد عليه بأنفه أو بيده هكذا فإن هذا لا شك أنه حرام عليه لأن الله يقول (( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها )) فمعلوم السلام عليكم وعليكم السلام هذا ليس أحسن ولا مثله أيضا فلابد أن يكون إما مثله وهو أدنى الواجب أو أحسن وهو أكمل
كذلك أيضا نجد بعض الناس يستدبر إخوانه ولا يهتم بهم وهذا خطأ هذا لا ينبغي وأنا أراه بعض الأحيان إذا سلمتم من الصلاة ييجي واحد من الناس يتقدم ما يشعر أن وراه بشر مثله لماذا تتقدم عليهم هذا مما يوجب اختلاف القلوب ولهذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام عند صف الصلاة قال ( لا تختلفوا فتختلف قلوبكم ) فجعل الاختلاف والتقدم والتأخر سبب لاختلاف القلوب أما لو كنت جنب هذا الرجل شعرت أن هذا الرجل أهانني حيث تقدم علي ولقاني ظهره يتعلل بعض الناس بأنه فيه ضيق ويحب أن يريح رجليه فيتقدم ليتربع نقول إذا قلت هكذا فإما إن تتقدم كثيرا من بعيد وإما أن تتأخر يقول لا أقدر أن أتأخر لأن ورائي صف يقضون الصلاة نقول إذن قم وتقدم بعيدا حتى لا تستدبر الناس أما أن تستدبر عباد الله بعد أن فرغوا من الصلاة وتخليهم وراء ظهرك فهذا لا شك أنه سوء أدب وأن الذي بجانبك سوف يشعر أنك أهنته
كذلك ايضا يوجد عندنا لا يقدر الصغير منا الكبير يتقابل اثنان عند باب المسجد أو عند باب الدار ثم يتقدم الصغير يمكن بعجلة حتى يدخل قبل الكبير هذا ما هو طيب توقير الكبير من الخصال الطيبة ومن صفات المؤمن فكون إنسان لا يبالي ولا يهتم بغيره لا شك أنه خلاف الأدب أهل الجنة يكونون على السرر متقابلين يجعلونها دائرة حتى يقابل بعضهم بعضا طيب
من فوائد الآيات أيضا راحة أهل الجنة حيث كانوا متفرغين على السرر يتحدث بعضهم إلى بعض ويأنس بعضهم ببعض على وجه التقابل ثم..
ومن فوائد الآية الكريمة أيضا أنه في حال جلوسهم على السرر فالخدم تطوف عليهم بأنواع الملذات والمشروبات ومنها أنها تطوف عليهم بكأس من معين كأس خمر الصافي الخالي من الشوائب وهذا الكأس في أكواب وأباريق وهذه الكؤوس أيضا - أنا قلت الكأس في أكواب وأباريق خطأ الباريق غير الكؤوس - لكن هذا الكأس يكون مقدرا على حسب ما يحتاجه الشارب ليس كبيرا فيتعبه ولا صغيرا فينقص من لذته كما قال الله تعالى (( وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا (15) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (16) )) ومن فوائد الآية الكريمة صفاء هذا الشراب الذي يطاف عليهم به لقوله (( بيضاء )) الى هنا انتهى ..
التعليق على تفسير الجلالين : (( بيضآء )) أشد بياضا من اللبن (( لذة )) لذيذة (( للشاربين )) بخلاف خمرة الدنيا فإنها كريهة عند الشرب .
(( لذة للشاربين )) هذه من باب التوكيد يعني أنهم في حال شربهم إياها يتلذذون بها بخلاف خمر الدنيا فإنه يقول إنها كريهة عند الشرب أما خمر الآخرة فهي (( لذة للشاربين )) هي أيضا سالمة من الآثار السيئة كما قال (( لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون ))
10 - التعليق على تفسير الجلالين : (( بيضآء )) أشد بياضا من اللبن (( لذة )) لذيذة (( للشاربين )) بخلاف خمرة الدنيا فإنها كريهة عند الشرب . أستمع حفظ
بعض الناس يوم الجكعة يكون في الطرف فهل له أن يستقبل الإمام ولو استدبر الناس .؟
الشيخ : يستطيع بوجهه
الطالب :...
الشيخ : ثم أنه استدبار ما هو استدبار كامل يمكن يخليها... ما هو كامل ...ثم هو لعذر وحاجة وصاحبك يعذرك في مثل هذه الأحوال
في قول الله تعالى : (( إلا عباد الله المخلصين )) قلنا المخلصين من الشيطان وجاء في الحديث ( ما من إنسان يولد إلا وله قرين إلا النبي صلى الله عليه وسلم فقد أعانه الله تعالى عليه فأسلم ) كيف الجمع .؟
الشيخ : ما فيه إشكال لأن الله نجاه منه . فالرسول صلى الله عليه وسلم نجاه الله ...وأما غيره تحت الخطر
القارئ : ((يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (45) بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (46) لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ (47) وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (48) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ (49) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (50) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (51) يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ (52) أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ (53) قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ (54) فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ (55) قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ (56) وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (57) أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (58) إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (59) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (60) لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ
الْعَامِلُونَ (61) )).
الشيخ : اليوم...بعضهم بعضا يشوش على التسجيل
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله عز وجل (( لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون )) هذا مبتدأ الدرس وقد سبقت في الفوائد والمناقشة
12 - في قول الله تعالى : (( إلا عباد الله المخلصين )) قلنا المخلصين من الشيطان وجاء في الحديث ( ما من إنسان يولد إلا وله قرين إلا النبي صلى الله عليه وسلم فقد أعانه الله تعالى عليه فأسلم ) كيف الجمع .؟ أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( لا فيها غول )) ما يغتال عقولهم (( ولا هم عنها ينزفون )) بفتح الزاي وكسرها ، من نزف الشارب وأنزف : أي يسكرون بخلاف خمر الدنيا .
أما النزف فقال (( ولا هم عنها ينزفون )) يقول المؤلف " يسكرون " من نزف الشارب وأنزف إذا سكر بخلاف خمر الدنيا فإن الإنسان يسكر فيها ويزول عقله أما في الآخرة فهي خالية من هذا إذن يصدق عليها ما وصفه الله في قوله (( وسقاهم ربهم شرابا طهورا )) أي مطهرا من كل ما يحصل من خمر الدنيا
13 - التعليق على تفسير الجلالين : (( لا فيها غول )) ما يغتال عقولهم (( ولا هم عنها ينزفون )) بفتح الزاي وكسرها ، من نزف الشارب وأنزف : أي يسكرون بخلاف خمر الدنيا . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( وعندهم قاصرات الطرف )) حابسات الأعين على أزواجهن لا ينظرن إلى غيرهم لحسنهم عندهن (( عين )) ضخام الأعين حسانها (( كأنهن )) في اللون (( بيض )) للنعام (( مكنون )) مستور بريشه لا يصل إليه غبار ، ولونه وهو البياض في صفرة ، أحسن ألوان النساء .
قوله (( قاصرات الطرف )) قاصرات اسم فاعل مضاف إلى فاعله أي التي قصرت أطرافهن على أزواجهن يعني أنهن لا ينظرن إلى غير أزواجهن وهذا لا شك أنه من نعمة الله على الزوج ومن كمال سعادته ألا تنظر المرأة إلى غير زوجها لأنها إذا نظرت إلى غير زوجها فسوف يلقي الشيطان في قلبها مودة هذا المنظور وكراهة الزوج فإذا كانت قد قصرت طرفها على زوجها فإن هذا من كمال السعادة الزوجية
فيه وجه آخر أنهن قاصرات الطرف أي قاصرات أطراف أزواجهن يعني أن الزوج لا ينظر إلى سواهم فهو قد قصر طرفه عليها وذلك لكمالها وحسنها في نظرها وحينئذ يكون لقصر الطرف معنيان:
المعنى الأول أنهن قد قصرن أطرافهن على أزواجهن
والمعنى الثاني أن أزواجهن قد قصروا أطرافهن عليهن وكلا المعنيين صحيح قال (( قاصرات الطرف عين )) جمع عيناء والمعنى أنهن حسنات العيون وحسن العين يكون بأمرين قال ضخام الأعين حسانهن يعني أن العين واسعة ومع سعتها فإنها جميلة حسنة ولا شك أن حسن العين يوجب حسن الوجه ويزيده حسنا إلى حسنه كالقلادة مثلا تزيد المرأة حسنا إلى حسنها وقال كأنهن أي في اللون بيض للنعام مكنون مستور بريشة لا يصل إليه غبار ولونه وهو البياض فيه صفرة أحسن ألوان النساء لما وصف هؤلاء النساء بأنهن عين وصف بقية أجسامهن قال (( كأنهن بيض مكنون )) وكأن هذه للتشبيه والبيض في الآية الكريمة منكر ولكن المؤلف حمله على بيض معين وهو بيض النعام وبيض النعام أبيض في صفرة قالوا وهذا أحسن ألوان النساء وقيل أن البيض مطلق والمعنى أنهن يشبهن في البياض والرقة البيض وليس المراد البيض القشور البيض اللي هو بياض البيضة لرقته وبياضه وحسنه وهو مكنون بما على البيضة من قشرة وهذا الأخير هو الأقرب لظاهر اللفظ لأن الله عز وجل أطلق قال (( كأنهن بيض )) ولو كان المراد ما قاله المؤلف أي لو كان المراد بيضا معينا لقال كأنهن البيض المكنون لتكون أل دالة على معهود ذهني فالصواب أنه عام وأنهن لرقتهن وبياضهن نعومة الملمس كأنهن البياض الذي في البيض وهو مكنون بقشره أما على رأي المؤلف فهو مكنون بالريش الذي تضعه النعامة على بيضها حتى لا يأتيه الغبار كما قال المؤلف
(( فاقبل بعضهم )) بعض أهل الجنة على بعض (( يتساءلون )) بعض أهل الجنة الذين هم عباد الله المخلصون أقبل بعضهم على بعض وقد سبق أنهم (( على سرر متقابلين )) لكن الإقبال هنا فسر بقوله (( يتساءلون )) يعني صار بعضهم يسأل بعض مع اتجاه بعضهم إلى بعض كما هو الأدب في المخاطبة أنك إذا خاطبت شخصا فلا تخاطبه إلا وأنت مقبل عليه