تتمة فوائد قول الله تعالى : (( وعندهم قاصرات الطرف عين * كأنهن بيض مكنون )) .
ويتفرع على ذلك أنه يجب على الإنسان أن يراعي زوجته في هذا الباب بحيث يمنعها من التطلع إلى غيره سواء كان هذا التطلع إلى الرجل مباشرة أو بواسطة الوسائل الإعلامية .
ويتفرع على هذه الفائدة أيضا أن يمنعها من الخروج إلى الأسواق إلا لحاجة لأن المرأة إذا خرجت إلى الأسواق ورأت الناس فربما تعجب بأحدهم ويتعلق قلبها به فتعزف عن زوجها . وينقلب حبها لزوجها ضعيفا أو ربما يفقد أقول أنه يمنعها من مشاهدة الرجال مباشرة أو بواسطة وسائل الإعلام فيمنعها من مشاهدة مجلات الأزياء الخبيثة التي يحصل بها الشر والفساد وكم يذكر لنا من بعض النساء أنها إذا اطلعت على مثل هذه المجلات ورأت الرجل الجميل قامت تقبله وحكي لنا أن امرأة تشاهد التليفزيون فرأت رجلا أعجبها فقامت تقبل هذا التليفزيون لكن أهل الجنة نساؤهم لا ينظرن إلى غير أزواجهن
ومن فوائدها أيضا بناء على المعنى الثاني في قصر الطرف أن نساء أهل الجنة في غاية الكمال و الجمال بحيث لا ينظر الرجل إلى سواها لأنها تقصر طرفه عن غيرها
طيب هنا ذكر الله عز وجل صفتهن الحسية وهل لهن صفة معنوية ؟ الجواب نعم قال الله تعالى (( فيهن خيرات حسان )) خيرات الأخلاق حسان الأجسام فتكون نساء أهل الجنة جامعات بين الحسن الظاهر والحسن الباطن طيب
ومن فوائد الآية الكريمة حسن أعين هؤلاء النساء لقوله عين وحسن العين يكون بجمال الشكل والسعة والاستدارة وشدة السواد في شدة البياض وغير ذلك مما يكون جمالا في العين
ومن فوائد الآية الكريمة استعمال التشبيه التحسيني لقوله (( كأنهن بيض مكنون )) وهذا تشبيه تحسيني عكس ذلك التشبيه التقبيحي كقوله تعالى (( طلعها كأنه رؤوس الشياطين )) فقوله (( كأنهن بيض مكنون )) يراد به تحسنين هؤلاء النساء
ومن فوائد الآية الكريمة الاستدلال بالقياس يمكن
الطالب: نعم
الشيخ :بماذا
الطالب: بالتشبيه
الشيخ :بالتشبيه يؤخذ منه استعمال القياس لأن القياس إلحاق فرع بأصل أي تشبيهه بالحكم وإعطاؤه حكمه
فوائد قول الله تعالى : (( فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون * قال قائل منهم إني كان لي قرين * يقول أإنك لمن المصدقين * أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمدينون )) .
يستفاد من هذه الآيات كمال حبور أهل الجنة وأنهم يتحادثون ويتساءلون عما جرى في الدنيا والتحدث عما جرى على الإنسان فيما سبق فيه لذة وراحة للنفس أرأيت إذا تحدثت عن صباك ماذا تفعل وأنت صبي تجد في ذلك لذة وراحة ويذهب عنك الوقت وأنت لا تشعر به فهم يتساءلون كيف ماذا حصل لنا في الدنيا وكيف وصلنا إلى هذه النعمة إلى غير ذلك من الأحاديث الممتعة الشيقة ولهذا قال (( أقبل بعضهم على بعض يتساءلون ))
ومن فوائدها كمل أدب أهل الجنة في أنهم عند المحادثة يقبل بعضهم على بعض لقوله (( وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون )) وهذا من كمل الأدب أن تقبل إلى محدثك خلافا لمن عندهم سوء أدب تجده عند المحادثة كيف حالك يا فلان وهو على يمينك تصد عنه وأنت تسأل عن حاله حتى مهما كان الأمر فإنه من سوء الأدب لو فرض أنك مثلا تنظر غلى اليسار لاشتغالك بأمر مهم تنظر إليه كطفل صغير تخشى عليه أن يقع في بئر أو ما أشبه ذلك فإننا نقول لا تحدثه وأنت صاد عنه إذا فرغت من هذا النظر أقبل عليه
هل يؤخذ من ذلك أن من سوء الأدب أن تسلم على الإنسان من ورائه ؟ أحيانا الإنسان يكون واقف وحوله جماعة يسلمون عليه كلهم أمامه الآن لكن ييجي واحد من وراء يسلم عليه أنت بين أمرين إما أن تقبل عليه فتستدبر عليه وإما أن تبقى مستقبل الآخرين وتسلم عليه مستدبرا له
الطالب: أقبل عليه ؟
الشيخ : لا لا أقبل عليه ما له حق يسلم علي من وراء والناس من أمامي
الطالب:...
الشيخ : لا ابدا أقول إذا أردت أن تسلم روح مع الناس وربما هذا قصده...عليه علشان يسلم ويمشي أنا أعتقد أن هذا من سوء الأدب ما دام الناس كلهم مقبلون على الإنسان كيف تسلم عليه من وراء أنت تريد أن تقطع حديثه مع هؤلاء لأجل أن يسلم عليك إذا كان السلام معروفا حتى في شراء الخبز.. فليكن هذا في السلام على كل حال كونهم يقبل بعضهم على بعض يدل على أن الإنسان إذا أراد أن يحادث غيره فليكن مقبلا عليه أما يحادثه من الوراء فهذا ليس من الأدب
من فوائد الآية الكريمة جواز التحدث بنعمة الله في الأصل وإلا فإن التحدث من الأمور المطلوبة (( وأما بنعمة ربك فحدث )) لأن هذا الرجل تحدث عما أنعم الله به عليه من الهداية مع أنه كان له قرين يريد أن يغويه ومن فوائد الآية الكريمة جواز غيبة الشخص الداعي إلى الضلالة من أين يؤخذ ؟ من قوله (( قال بعضهم إني كان لي قرين يقول أإنك لمن المصدقين )) ولا شك أن هذا الداعي قرين يدعوا إلى الكفر فيجوز غيبة الداعية إلى الضلال والكفر للمصلحة العظيمة في الدنيا وهي تحذير الناس منه حتى لا يقعوا في شراكه
الطالب: لو ما سماه...؟
الشيخ :سيطلع عليه حتى لو ما سماه إذا علم بعينه فلا فرق والسؤال هذا في غير محله يا خالد طيب
فيه أيضا من الفوائد أن دعاة الضلال يأتون بالشبه التي توجب ضلال الناس لأن هذا الداعية إلى الضلال يقول (( أإذا كنا ترابا وعظاما أإنا لمدينون )) فيلبس عليه ويقول كيف يبعث من كان ترابا وعظاما من أجل أن يجازى ولا شك أن مثل هذه الشبهة تنطلي على عامة الناس
طيب إذن يتفرع على هذه الفائدة أنه يجب الحذر من تشبيه أهل الضلال وألا تدخل شبههم إلى قلب الإنسان وذكر ابن القيم عن شيخ الإسلام رحمه الله أنه قال " اجعل قلبك بمنزلة الزجاجة أو القارورة الصافية ولا تجعله كالإسفنج يتشرب كل ما ورد عليه " الزجاجة الصافية يرى الشيء من وراءها صافيا ولكن ما يدخل إليها شيء لو تضعها وسط الماء ما دخل إليها لكن الإسفنج يتشرب ويقبل كل ما يرد عليه لو نقطة واحدة انتفخ منها فالإنسان يجب عليه ألا يتشرب الشبهات وأن يكون قلبه صافيا خالصا لا يدخل إليه شيء من هذه الأشياء
فإن قال قائل قد لا أملك هذا الأمر فما موقفي إذا أورد علي شخص شبهة من الشبه ؟ الجواب على ذلك أن نقول إن إيراد شيطان الإنس للشبهة كإيراد شيطان الجن وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم إذا وردت على قلب الإنسان شبهات أمره أن ينتهي عنها وأن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وعلى هذا فالدواء أن أقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وأقوم عن المكان لا أبقى معهم في جدال وأنا ما عندي علم أدفع به الشبهة بل أقوم عن المجلس أما أن أبقى وأنا ليس عندي علم أدفع به شبهاته فربما يؤثر علي فنقول قم وقيامك عن هذا المكان الذي تلقى به الشبهات هو الاعراض أو الانتهاء الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من ورد على قلبه شيء من الشبهات
ومن فوائد الآيات أنه قد يكون أعدى عدو للإنسان من كان مقارنا له لقوله (( إني كان لي قرين يقول )) ويتفرع على هذا الفائدة الاحتراس من القرناء وألا نلقي إليهم بالمودة والأسرار إلا بعد أن نخبر حالهم لأن كثيرا من الناس يتلطف إليك ويمشي معك لا من أجل أن يستفيد منك ولا من أجل أن تستفيد منه بل من أجل أن يرى ما عندك فيقومك إما في نفسه وإما عند غيره المهم أنه ليس كل قرين للإنسان يكون ناصحا له بدليل هذا (( لي قرين يقول أإنك لمن المصدقين )) فاحذر القرناء لا تركن إليهم إلا بعد أن تعرف صدق نصحهم ومودتهم وحينئذ الإنسان مدني بالطبع لابد للإنسان من قرين وصاحب يشكوا إليه أموره ويفضي إليه بأسراره ويستشيره في أموره لابد من هذا لكن احذر لا تركن إلى شخص إلا وأنت عارف صدقه
2 - فوائد قول الله تعالى : (( فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون * قال قائل منهم إني كان لي قرين * يقول أإنك لمن المصدقين * أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمدينون )) . أستمع حفظ
ما هو ضابط الحاجة في خروج النساء إلى الأسواق .؟
الشيخ : تختلف مثلا إذا كانت تحتاج إلى سلعة معينة لا يمكن تقضيها أنت هذه حاجة إذا كانت أن تزور قريبة لها أو تعود مريضة أو تخرج في طلب العلم هذه الحاجة
الطالب : بالنسبة للأسواق بعض النساء يختار ...عينة من القماش تريد نوعا معينا ؟
الشيخ : وقد تكون هذه من الحاجة ولكن في مثل هذه الأمور إذا كثرت الفتن ينبغي لوليها أن يخرج معها من زوج أو أب خوفا عليها ومنها
الشيخ : نأخذ من هذه الآية جواز غيبة الداعية إلى الضلال كيف نأخذ من هذه الآية وهو قالها في مقام ...العقاب..؟ لأن هؤلاء في الآخرة لا يمكن أن يقولوا قولا لا يرضاه الله أبدا حتى اللغو الذي ليس فيه خير ولا شر لا يتكلمون به
هل صحيح أنه لا غيبة لفاسق .؟
الشيخ : لا هذا ما هو صحيح لأن الفاسق الذي لا يتعدى فسقه لغيره الأصل فيه الحرمة المؤمن لا تجوز غيبته وأما الفاسق الذي يتعدى فسقه لغيره فهذا لابد أن نبين فسقه للناس من أجل أن يحذروه وأما المجهول الذي لا يمكن العلم به مثل أن تقول بعض الناس يقول كذا وكذا هذا ما اغتبت أحدا أما مجهول يعلم به بوصف مثل أن تقول بعض الناس يلبس كذا ويفعل كذا وما في واحد يلبس هذا إلا هذا المعلوم عند الناس فهذا مجهول باسمه لكن معروف بوصف
ما حكم مشاهدة النساء صور الرجل في التلفاز .؟
الشيخ : صعب كونه يعرض رجال وربما أيضا يعرض رجال عندهم جمال نحن نمنع هذا الشيء اللي يعرض فقط يجب إغلاقه إذا عرض هذا الشيء .
الطالب : إذا جاء حديث أو جاء قرآن يصكون هذا الشيء ...؟
الشيخ : على كل حال أنا أقول كما ذكرت فيما يعرض في التليفزيون أن كل إنسان عاقل ما يدخله بيته لأن ما فيه فائدة مضاره أكثر من نفعه لكن مسالة التحريم نحرم كل ما يشاهد فيه هذا صعب
الطالب :...
الشيخ : المشكلة التحريم المطلق صعب إنما نقول لا يشاهد فيه المسلسلات التي ترمي إلى الفسوق والعدوان والظلم يقولون فيه مسلسلات قتل وسرقة وخيانة
الطالب :...
الشيخ : على كل حال انتم جزاكم الله خيرا احرصوا على ألا يكون في بيوتكم وأنا أبشركم الآن في اتجاه كثيرا من الناس يسألوني يقولون تبنا من اقتنائه ماذا نصع به نقول حطوه دولاب الهيكل
الطالب : يكسر
الشيخ : لا يكسر تطلع الالآت لكن الخشب لا يكسر يستفاد منه
الطالب :...
الشيخ : وايش يسوي من يعطيه لأنه إن باعه يبيعه على إنسان لا بد أن يستعمله في محرم
الطالب :...
الشيخ : إن رأيت أنه في ناس يعرضون فيديو طيب...يعرضون الفيديوهات الطيبات المحاضرات وغيرها اعطه اياهم...
الطالب : يرجعه؟
الشيخ : ما مرجعه ! هو عشر سنين يستعمله
القارئ : (( إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (60) لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (61) أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ (63) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ (67) ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ )).
الشيخ : أظن خلصنا باقي الفوائد
الطالب : (( أإنك لمن المصدقين ))
تتمة فوائد قول الله تعالى : (( يقول أإنك لمن المصدقين * أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمدينون )) .
سبق لنا من فوائد هذه الآية أن أهل السوء يأتون بالشبهات ليضلوا عباد الله تعالى بغير علم لأن هذا القرين السيئ أورد على قرينه شبهة وهي كيف يبعث ما كان ترابا وعظاما
ومن فوائد الآية الكريمة إثبات الجزاء لقوله (( أإنا لمدينون )) أي مجزيون ومحاسبون كما مر
6 - تتمة فوائد قول الله تعالى : (( يقول أإنك لمن المصدقين * أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمدينون )) . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( قال هل أنتم مطلعون * فاطلع فرآه في سواء الجحيم * قال تالله إن كدت لتردين )) .
من فوائد هذه الآيات أن هذا الذي أنعم الله عليه بالنجاة يطلب من إخوانه في الجنة ويعرض علهم الاطلاع من أجل معرفة قدر نعمة الله عليهم فإن الشيء لا يتبين إلا بضده وهذه فائدة نقول في خلاصتها أنه يندب للإنسان أن ينظر في ضلال من ضل ليتبين بذلك قدر نعمة الله عليه بالهداية فإن الأشياء إنما تتبين بضدها كما قال الشاعر " وبضدها تتبين الأشياء "
ومن فوائد الآية الكريمة أن أحوال يوم القيامة لا تقاس بأحوال الدنيا فإن هذا ينظر من أعلى عليين إلى أسفل السافلين فيرى صاحبه في سواء الجحيم
فيتفرع على هذا الفائدة أن كل ما ورد من أحوال يوم القيامة مما تستبعده النفوس لعدم مشاهدة نظيره في الدنيا لا ينبغي أن يكون محل استبعاد فمثلا ثبت في الصحيح(( أن الشمس تدنوا من الخلائق يوم القيامة بمقدار ميل )) لو أن الشمس دنت من الخلائق يوم القيامة بأكثر من ذلك بكثير لأحرقتهم لا يقول قائل كيف يمكن أن يبقوا والشمس تدنوا منهم إلى هذا الحد كذلك أيضا ورد أن الناس يختلفون يوم القيامة بالنسبة للعرق العرق (( من الناس من يبلغ كعبيه ومنهم من يبلغ ركبتيه ومنهم من يبلغ حقويه ومنهم من يلجمه )) وهم في مكان واحد ربما يستبعد الإنسان وجود هذا لأنه لا يشاهد نظيره في الدنيا نقول لا تستبعد لأن أحوال الآخرة ليست كأحوال الدنيا في يوم القيامة المؤمنون (( يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم )) والكافرون في ظلمة والمكان واحد فلا يستفيد هؤلاء من نور هؤلاء مع أنه في الدنيا لو كان أحدنا معه كشاف في يده ليضيء طريقه لانتفع به من كان حوله فلا تستبعد في الآخرة أن يكون مثل هذا الأمر لأن أحوال الآخرة لا تقاس بأحوال الدنيا فهذا الرجل ينظر من أعلى عليين إلى أسفل سافلين يرى صاحبه راه في سواء الجحيم
ومن فوائدها أيضا أن هذا المطلع يخاطب صاحبه في أسفل السافلين ويكلمه كل واحد منهم يخاطب الآخر وهذا أيضا لا يجوز ولا يستبعد لأن أحوال الآخرة غير أحوال الدنيا ولأننا ربما شاهدنا في هذه الدنيا ما يشابه هذه الحال بواسطة الاتصالات الحديثة فالإنسان قد يخاطب صاحبه وهو في مشرق الأرض والآخر في مغربه ويخاطبه وينظر إليه أيضا
ومن فوائد الآية الكريمة بيان توبيخ هؤلاء المفسدين في يوم القيامة لأنه وبخه بقوله (( تالله إن كدت لتردين )) وقد جاء في آيات أخرى بأنهم يوم القيامة يكفر بعضهم ببعض ويلعن بعضهم بعضا (( قال ادخلوا في أمم قد خلت قبلكم من الجن والإنس في النار كلما دخلت أمة لعنت أختها )) ثم قال الله عز وجل
ومن فوائد الآية أيضا أن هذا القرين السيئ كان يحاول بكل جهده أن يهلك صاحبه ولهذا من شدة دعايته كاد أن يهلك هذا (( إن كدت لتردين ))
ومن فوائدها أيضا أن الهلاك الحقيقي هو هلاك الدين لأنه وصف ذلك بالردع إن كدت لتردين وهذا هو الحق فإن الهلاك الحقيقي هو هلاك الدين أما الدنيا إنما خلقت للفناء ما خلق الناس للبقاء في الدنيا (( كل من عليها فان )) (( وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِينْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ))[الأنبياء:34] (( كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون )) فالهلاك الحقيقي هو هلاك ايش ؟الدين (( قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ))[الزمر:15] ارجوا منكم أن تكون الصفوف واحدة ما كل واحد يجي يجلس لأنه ستكون اسئلة
7 - فوائد قول الله تعالى : (( قال هل أنتم مطلعون * فاطلع فرآه في سواء الجحيم * قال تالله إن كدت لتردين )) . أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين )) .
الطالب:...
الشيخ : إذا قلت لولا زيد لقمت امتنع القيام لوجود زيد إذن هي حرف امتناع لوجود لو حرف امتناع لامتناع لو جاء زيد لأكرمته لما حرف وجود لوجود فهذه الثلاثة تقاسمت الوجود والعدم تقول لما جاء زيد أكرمته وجد الإكرام لوجود زيد لو جاء زيد لأكرمته امتنع الإكرام لامتناع مجيء زيد لولا زيد لأكرمتك امتنع الإكرام لوجود زيد
طيب لولا نعمة ربي قلنا أن لولا حرف امتناع لوجود ما هو الموجود وما هو الممتنع ؟ الموجود النعمة والممتنع كونه من المحضرين قال أهل النحو ولولا يحذف خبر المبتدأ بعدها وجوبها في الغالب وبعد قال ابن مالك
" وبعد لولا غالبا حذف الخبر حتم "
طيب إذن نعمة مبتدأ والخبر محذوف وتقديره ولولا نعمة ربي علي أو كائنة أو ما أشبه ذلك لكنت طيب
(( نعمة ربي )) النعمة هي ما يكون بالإنعام يعني أثر إنعام الله عز وجل على العبد وتنقسم إلى قسمين نعمة عامة ونعمة خاصة أما النعمة العامة فهي الشاملة لكل أحد من المؤمن والكافر والبر والفاجر فكل الناس يعيشون بنعمة الله عز وجل وأما النعمة الخاصة فهي التي أنعم الله بها على المؤمنين ومنها قوله تعالى (( صراط الذين أنعمت عليهم )) ثم هذه النعمة الخاصة أيضا فيها ما هو أخص وهي نعمة الله على الرسل ومنها قوله تعالى (( ما أنت بنعمة ربك بمجنون )) فإن هذه النعمة أخص النعم النعمة الموجودة في الآية هنا (( ولولا نعمة ربي )) من العامة أو الخاصة ؟ من الخاصة لأن نعمة الله العامة كائنة على هذا القرين الرديء وإنما هي نعمة خاصة (( ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين ))
التعليق على تفسير الجلالين : (( ولولا نعمة ربي )) علي في الدنيا بالإيمان (( لكنت من المحضرين )) معك في النار .
9 - التعليق على تفسير الجلالين : (( ولولا نعمة ربي )) علي في الدنيا بالإيمان (( لكنت من المحضرين )) معك في النار . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : ويقول أهل الجنة : (( أفما نحن بميتين * إلا موتتنا الأولى )) أي التي في الدنيا (( وما نحن بمعذبين )) ؟ هو استفهام تلذذ وتحدث بنعمة الله تعالى من تأبيد الحياة وعدم التعذيب .
قوله (( أفما نحن )) الهمزة هنا للاستفهام والفاء عاطفة وما نافية حجازية ترفع الاسم وتنصب الخبر وهي هنا عامل لتمام الشروط فإن شروط إعمال ما ليس تامة في هذه الآية (( أفما نحن بميتين )) هذا الاستفهام يقول المؤلف إنه استفهام تلذذ وتحدث بنعمة الله يعني يقول أنبقى فما نحن بميتين أي أنهم يتلذذون بانتفاء الموت عنهم ولا شك أن انتفاء الموت والخلود والتأبيد من أكبر ما يسر به الإنسان ولهذا جاء في الحديث ( أنه إذا جيء يوم القيامة بالموت على صورة كبش فيوقف بين الجنة والنار وينادى هؤلاء وهؤلاء فيقولون هل تعرفون هذا فيقولون نعم هذا الموت فيذبح ويقال يا أهل الجنة خلود ولا موت ويا أهل النار خلود ولا موت فيزداد أهل النار غما إلى غمهم ويزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم ) لأنهم أمنوا من الموت فهنا يتحدثون بهذا النعمة وهي انتفاء الموت عنهم (( أفما نحن بميتين يقول إلا موتتنا الأولى )) التي في الدنيا هذا الاستثناء كقوله تعالى (( لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم )) وعلى هذا فالاستثناء منقطع يعني لكن موتتنا الأولى حصلت وتمت في الدنيا طيب
وقوله (( وما نحن بمعذبين )) معطوفة على ما نحن بميتين يعني وكذلك ما نحن بمعذبين فانتفى عنهم الموت المستلزم للتأبيد والعذاب المستلزم للتنعيم
10 - التعليق على تفسير الجلالين : ويقول أهل الجنة : (( أفما نحن بميتين * إلا موتتنا الأولى )) أي التي في الدنيا (( وما نحن بمعذبين )) ؟ هو استفهام تلذذ وتحدث بنعمة الله تعالى من تأبيد الحياة وعدم التعذيب . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( إن هذا )) الذي ذكر لأهل الجنة (( لهو الفوز العظيم * لمثل هذا فليعمل العاملون )) قيل يقال لهم ذلك ، وقيل هم يقولونه .
الطالب:...
الشيخ : الظاهر أنها حذفها أصوب (( إن هذا )) " الذي ذكر لأهل الجنة " (( لهو الفوز العظيم )) طيب إن هذا المشار إليه ما ذكر من النعيم لأهل الجنة ومنه انتفاء الموت والتعذيب (( لهو الفوز العظيم )) اللام مؤكدة وإن مؤكدة وهو ضمير فصل وعلى هذا فتكون هذه الجملة مؤكدة بثلاثة مؤكدات إن واللام وضمير الفصل ثم إن المبتدأ والخبر كلاهما معرفة فيدل على أن هذا الفوز فوز خاص بأهل الجنة ان هذا الفوز الفوز الخاص هو الفوز العظيم فإذا قيل ما هو الفوز قلنا أن الفوز هو حصول المطلوب وزوال الكروه وقوله (( العظيم )) مأخوذ من العظمة لأنه لا فوز أعظم من ذلك قال الله تعالى (( فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد
فاز )) أذكركم بأن ضمير الفصل له ثلاث فوائد الفائدة الأولى التوكيد والفائدة الثانية الحصر والفائدة الثالثة التمييز بين الخبر والصفة لأنك إذا قلت مثلا زيد الفاضل فإن الفاضل يحتمل أن تكون صفة ويحتمل أن تكون خبرا فإذا قلت زيد هو الفاضل تعين أن تكون خبرا وحصل بذلك التمييز بين الخبر والصفة
ثم قال عز وجل (( لمثل هذا فليعمل العاملون )) لمثل هذا المشار إليه ما ذكر من النعيم وقوله لمثل هذا قال بعضهم إن مثل هنا زائدة أي لهذا فليعمل وقيل بل هي غير زائدة أصلية وأن مثل يؤتى به للتعظيم والمبالغة فإذا كان الإنسان يطلب منه أن يعمل العمل لمثل هذا فما بالك بنفس هذا واضح طيب يقولون أن المثل ملحق بمثيله إلحاقا كالمشبه ملحق بالمشبه به مرتبة المشبه به أعلى من مرتبة المشبه المثيل الذي قيل هذا مثل هذا أعلى من مماثله لأنك إذا قلت هذا مثل هذا فقد ألحقت الأول بالثاني هذا مثل هذا الأول في الجملة بالثاني فإذا قيل لمثل هذا وصار الإنسان مطلوبا منه أن يعمل لمثل هذا الشيء فطلبه أن يعمل لهذا الشيء نفسه من باب أولى فيقولون إن هذا من باب التوكيد وهذا كقوله تعالى (( ليس كمثله شيء )) فإن مثل ليست بزائدة ولكنها جيء بها للمبالغة إذا كان مثله سبحانه وتعالى لو فرض له مثل لا يماثله شيء فما بالك به نفسه فيكون هذا من باب التوكيد إذا لمثل هذا نقول هذا من باب التوكيد والمبالغة أي أن الإنسان مطلوب منه أن يعمل لمثل هذا فكيف بنفس هذا الشيء فتكون مثل على هذا ليست بزائدة بل هي أصلية وفائدتها التوكيد والمبالغة ولهذا يقال للشخص مثلك لا يبخل من يريدون يريدون هو لا يبخل ولكن أتوا بمثل من باب المبالغة يعي إذا كان المتشبه بك لا يبخل فأنت من باب أولى وأحرى فمثل هذا التركيب في اللغة العربية يقصد به المبالغة وليس هناك زيادة
إذن لمثل هذا الفوز العظيم (( فليعمل العاملون )) والفاء هنا عاطفة واللام لام الأمر وقوله (( فليعمل العاملون )) بماذا ؟ بشرع الله فإن هذا لو تذهب فيه النفوس والأنفاس والنفائس لكان ذلك رخيصا في جانب هذا الفوز العظيم الواحد منا يسعى جهده ليحصل الدرهم الدينار فيشبع به بطنه ويكسو به عورته وينعم به بدنه ذلك النعيم الزائف الزائل وتجده يسهر في الليل ويتعب في النهار من أجل الوصول إلى هذا الغرض لكن ثواب الآخرة أعظم وأعظم ومع ذلك فعملنا نحوها قليل جدا وقد وبخنا الله عز وجل في قوله (( بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى )) فالذي ينبغي العمل له حقيقة بل الذي يجب على العاقل أن يعمل له حقيقة هو ثواب الآخرة وهذه الآية (( لمثل هذا فليعمل العاملون )) كقوله تعالى (( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون )) هذا هو محل التنافس وهذا هو محل العمل والجدير بذلك قال (( لمثل هذا فليعمل العاملون ))
" قيل يقال لهم ذلك وقيل هم يقولونه " وعلى كل حال فسواء هم الذين يقولونه أو يقال لهم فإنه يفيد أن هذا الجزاء وهذا النعيم وهذا الذي ينبغي أن تفنى فيه النفوس والأنفاس والنفائس
قال الله تعالى (( أذلك )) المذكور لهم (( خير نزلا )) وهو ما يعد للنازل من ضيف وغيره (( أم شجرة الزقوم )) أذلك خير أم شجرة أم هنا متصلة أو منقطعة ؟ الظاهر أنكم لا تعرفون المتصلة من المنقطعة لو عرفتم المنقطعة من المتصلة ما أشكل عليكم ولا قلتم هذه منقطعة المتصلة التي تذكر بين متعادلين ويحل محلها أو وهنا ذكرت بين متعادلين ويصح أن يحل محلها أو أذلك خير أو شجرة فما دامت ذكر لما قبلها معادل فهي متصلة نعم أما المنقطعة فهي التي تكون بمعنى بل مثل (( أم تأمرهم أحلامهم بهذا أم هم قوم طاغون )) قوله أم هم قوم طاغون بمعنى بل يعني لا تأمرهم أحلامهم بهذا ولكن هم قوم طاغون