التعليق على تفسير الجلالين : (( أذلك )) المذكور لهم (( خير نزلا )) وهو ما يعد للنازل من ضيف وغيره (( أم شجرة الزقوم )) المعدة لأهل النار؟ وهي من أخبث الشجر المر بتهامة ينبتها الله في الجحيم كما سيأتي .
طيب (( أذلك خيرا )) نزلا تمييز لأنها جاءت بعد اسم التفضيل فإن خير اسم تفضيل حذفت منها الهمزة لكثرة الاستعمال وأصل خير يا هداية الله أخير مثل شر أصلها أشر (( أذلك خيرا نزلا )) النزل هو ما يعد للضيف من التكرمة كالأكل والشرب والفراش والمسكن وما أشبه ذلك
(( أم شجرة الزقوم )) شجرة الزقوم المعدة لأهل النار وهي من أخبث الشجر المر بتهامة ينبتها الله تعالى في الجحيم كما سيأتي شجرة الزقوم هذه شجرة خبيثة المنظر كريهة الرائحة مرة الطعم إن نظر إليها الإنسان لم يسر بها وإن تذوقها فهي مرة وإن شمها فهي كريهة فهي إذن بشعة المذاق كريهة الرائحة مشوهة المنظر ومع ذلك إذا وصلت إلى بطونهم فإنها لا تفيدهم شيئا لا تسمن ولا تغني من جوع ومع ذلك فإنها تزيدهم التهابا وعطشا والعياذ بالله كما ذكر الله تعالى في آية أخرى وسميت شجرة الزقوم قال العلماء لأنهم يتزقمونها تزقما يعني يتجرعونها تجرعا لأنها كريهة لكن يحملهم عليها ويضطرهم إليها الجوع والعياذ بالله فيظنون أن هذه تسمن أو تغني من الجوع وهل لا تسمن ولا تغني من جوع فيتزقمونها تزقما
1 - التعليق على تفسير الجلالين : (( أذلك )) المذكور لهم (( خير نزلا )) وهو ما يعد للنازل من ضيف وغيره (( أم شجرة الزقوم )) المعدة لأهل النار؟ وهي من أخبث الشجر المر بتهامة ينبتها الله في الجحيم كما سيأتي . أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( إنا جعلناها )) بذلك (( فتنة للظالمين )) أي الكافرين من أهل مكة ، إذ قالوا : النار تحرق الشجر فكيف تنبته ؟ .
الطالب :...
الشيخ : إلا
الطالب :...
الشيخ : لا هذا من كلام أهل الجنة بعض العلماء ...ذكر أنه إذا ذبح الموت قالوا هذا
2 - تفسير قول الله تعالى : (( إنا جعلناها )) بذلك (( فتنة للظالمين )) أي الكافرين من أهل مكة ، إذ قالوا : النار تحرق الشجر فكيف تنبته ؟ . أستمع حفظ
قوله تعالى : (( فاطلع فرآه في سواء الجحيم )) هل حدث هذا مرة واحدة .؟
الشيخ : والظاهر أنه يراها حتى تكون محاججة بينهم
الطالب :...مرة واحدة ؟
الشيخ : كلما أراد أما الآية ما ذكر الله فيها إلا مرة واحدة والله أعلم هل كلما اجتمع بهم أناس عرض عليهم الاطلاع أو أنها مرة واحدة يتحدث بها بنعمة الله مع هذا الرجل وينتهي .
في قوله تعالى : (( أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمدينون )) لماذا قدم التراب على العظام وهل الواو تفيد الترتيب .؟
الشيخ : الواو لا تقتضي الترتيب
الطالب : لماذا قدم هنا التراب على العظام؟
الشيخ : لأنها أبلغ في الحيلولة بدأ بالأبعد فالأبعد فكونهم تراب أبعد من أن يخلقوا من كونهم عظام
4 - في قوله تعالى : (( أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمدينون )) لماذا قدم التراب على العظام وهل الواو تفيد الترتيب .؟ أستمع حفظ
كيف يعذب الله إبليس بالنار وهو مخلوق من النار .؟
الشيخ : ...يمكن أن يقال أن مادته لم تجعله نارا كما أن مادة الطين لم تجعل الآدمي طينا .
مر بنا أن اسم الإشارة يفيد التحقير فكيف أشار الله به إلى نعيم الجنة في قوله : (( أذلك خير نزلا )) .؟
الشيخ : سمعتم السؤال يقول إنه مر بنا على أن اسم الإشارة يفيد التحقيق فكيف أشار الله به إلى نعيم الجنة ؟
الطالب : قد يفيد التحقيق وقد يفيد ...
الشيخ : نعم ما في شك اسم الإشارة يكون للتعظيم ويكون للتحقيق حسب السياق فمثلا (( أهذا الذي يذكر آلهتكم )) تحقيق لكن (( ذلك الكتاب لا ريب فيه )) هذا تعظيم المهم أن اسم الإشارة هي للتعظيم والتحقيق والتعيين بدون لا هذا ولا هذا حسب السياق .
القارئ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (( فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ (67) ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ (68) إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ (69) فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ (70) وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ (71) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ (72) فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ))
6 - مر بنا أن اسم الإشارة يفيد التحقير فكيف أشار الله به إلى نعيم الجنة في قوله : (( أذلك خير نزلا )) .؟ أستمع حفظ
مناقشة تفسير قول الله تعالى : (( ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين * أفما نحن بميتين * إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين * إن هذا لهو الفوز العظيم * لمثل هذا فليعمل العاملون * أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم * إنا جعلناها فتنة للظالمين )) .
الطالب : نعمة
الشيخ : وأين الخبر
الطالب : محذوف
الشيخ : وجوبا أو جواز ؟
الطالب : وجوبا
الشيخ : وجوبا غالبا ما هو الدليل أو الشاهد من كلام ابن مالك على هذا الحكم ؟
الطالب : " وبعد لولا غالبا حذف الخبر "
الشيخ : خبر ايش
الطالب : حتم
الشيخ : حتم قدر الخبر في هذه الآية ؟
الطالب : ولولا نعمة ربي علي
الشيخ : علي أو موجودة ما موقع قوله (( لكنت )) ؟
الطالب : اللام ...
الشيخ : ما قلنا ما اعرابه ما موقعه ؟ اعرابه فصل موقعه من الاعراب ؟
الطالب : جواب لولا
الطالب : جواب لولا
الشيخ : جواب لولا ما محلها ؟
الطالب : لا محل لها من الإعراب
الشيخ : لا محل لها من الإعراب لأن كل جملة تقع جوابا لشرط غير جازم فإنه لا محل لها من الإعراب هذه قاعدة طيب ذكرنا فيهما سبق أن النعمة نوعان حجاج ؟
. الطالب : العامة الشاملة لكل أحد
الشيخ : العامة الشاملة لكل أحد
الطالب : والخاصة بالمؤمنين
الشيخ : والخاصة بالمؤمنين مثل للأول إن شئت بشاهد من القران وإن شئت بشاهد من الواقع ؟
الطالب : مثل الرزق نعمة من نعم الله عامة يشمل الكافر والمؤمن
الشيخ : (( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها )) هذا عام (( إن الإنسان لظلوم كفار )) طيب النعمة الخاصة ...مثال من القرآن موجود بكثرة
الطالب :...
الشيخ : لا أخطأت في الدليل والاستدلال نعن انت
الطالب : (( ولولا نعمة ربي ))
الشيخ : نريد شاهدا لها
الطالب : الأنبياء ...
الشيخ : نريد نعمة خاصة ما هو بالأنبياء بالمؤمنين عموما ومنهم الأنبياء زيد
الطالب : قوله تعالى (( صراط الذين أنعمت عليهم ))
الشيخ : قوله تعالى (( صراط الذين أنعمت عليهم )) تمام قوله (( أفما نحن بميتين )) إعرابها يا غانم (( أفما نحن بميتين )) ماحضرت امس
الطالب : ...الفاء عاطفة ..
الشيخ : إما على ما سبق وإما على شيء مقدر متأكد
الطالب :...
الشيخ : قلنا كل ما دخلت همزة الاستفهام على حرف عطف فللعلماء فيها قولان نقول أنها معطوفة على ما سبق ونقول أنها معطوفة على شيء مقدر يستفاد من السياق مثل (( أفلم يسيروا )) (( أولم يسيروا )) ومثل هذا عمر ؟
الطالب :ما حجازية عاملة
الشيخ : عاملة ايش ؟
الطالب :عمل إن
الشيخ : عمل إن إذن يكون قوله تعالى (( ما هذا بشرا )) فيه لحن لأنه هذا بشرا ما هو عمل إن لو كان عامل إن لقال ما هذا بشرٌ ؟
الطالب : ...لا نافية للجنس
الشيخ : لا النافي للجنس تعمل عمل
الطالب : عاملة عمل ليس
الشيخ : عمل ليس ابن مالك يقول
" ليس أعملت ما دون إن مع بقا النفي وترتيب زكن "
نعم طيب ما نافية تعمل عمل ليس ترفع الاسم وتنصب الخبر وين اسمها ؟
الطالب :...
الشيخ : خبرها
الطالب :...
الشيخ : كلها خبر هي واسمها
الطالب : بميتين
الشيخ : قلنا خبرها بميتين دخل عليه حرف الجر الزائد هكذا حروف الجر الزائد لا تحتاج إلى متعلق ولذلك لا يصح نقول أن الخبر متعلق الجار والمجرور لأن حرف الزائد لا يحتاج إلى متعلق لتسلط العامل على مدخوله أما فهمتم ؟ طيب ما المراد بهذا الاستفهام ؟
الطالب : التلذذ
الشيخ : التلذذ
الشيخ : المعنى أنهم يتلذذون بهذا الحكم وهو انتفاء الموت عنهم قوله تعالى (( إلا موتتنا الأولى )) ...ما نوع الاستفهام هنا ؟
الطالب : استثناء منقطع
الشيخ : لماذا؟
الطالب : لأنه غير متصل بما سبق
الشيخ : كيف ذلك ؟
الطالب : لأن موتتنا الأولى المقصود بها في الدنيا
الشيخ : وقد مضت و(( أفما نحن بميتين )) في المستقبل اذن لا يصح أن يكون مستثنى مما سيأتي لأنه قد سبق طيب قوله تعالى (( لمثل هذا فليعمل العاملون )) فهد لماذا لم يقل لهذا فليعمل العاملون؟
الطالب : هذا من أجل المبالغة في التعظيم
الشيخ : من أجل المبالغة
الطالب : لو قال لهذا فليعمل العاملون لكان أقل من قوله لمثل هذا مثل ما يقال مثلك لا يبخل أي أن مثل هذا الرجل لا يبخل أي أن هذا الرجل كريم العطاء مبالغة في التعظيم
الشيخ : لأن المثل مشبه والمماثل مشبه به وحال المشبه دون حال المشبه به فإذا كان المشبه يعمل له العاملون فكيف بالمشبه به أما قول بعضهم أن مثل زائدة فهذا لا وجه له طيب ما الذي يفيد التقديم الجار والمجرور على فليعمل العاملون يعني تقديم الجار والمجرور على عامل ؟
الطالب : يفيد الحصر
الشيخ : الحصر يعني لا ينبغي أن يعمل العاملون إلا لمثل هذا طيب قوله (( أذلك خير نزلا أم شجرة
الزقوم )) عندك يا محمد امس حاضر ؟ قوله (( أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم )) ما تقول في أم أمتصلة هي أم منقطعة ؟ الطالب : منقطعة
الشيخ : يعني التقدير أذلك خير بل شجرة الزقوم ؟
الطالب : متصلة ...يعني
الشيخ : متصلة ما الفرق بين المتصلة والمنقطعة ؟
الطالب : المنقطعة يكون ما قبلها خلاف ما بعدها
الشيخ : هذه ايش ؟
الطالب : المنقطعة
الشيخ : وهذه ايضا الذي قبلها خلاف الذي بعدها
الطالب : يعني تنفي الذي بعدها مثل قوله تعالى ...
الشيخ :...نعم يا عبد الرحمن ما الفرق بين المتصلة والمنقطعة ؟
الطالب : المنقطعة أن تحل محلها بل والمنفصلة أو
الشيخ : هذا فرق والفرق الثاني ؟
الطالب : هذا فرق
الشيخ : فيها فرقان خالد ؟
الطالب : أن المتصلة يذكر معها المعادل والمنفصلة ما قبلها معادل لما بعدها
الشيخ : ما قبلها معادل لما بعدها بخلاف المنقطعة يقول ابن مالك
" وَأَمْ بِهَا اعْطِفْ إِثْرَ هَمْزِ التَّسْوِيَهْ " (( سواء عليهم أنذرتهم أم لم تنذرهم ))
" أَو هَمْزَةٍ عَنْ لَفْظِ أَيَ مُغْنيَهْ " يعني أو بعد همزة تكون بمعنى أي فهنا إذا قيل (( أذلك خيرا نزلا أم شجرة الزقوم )) يحل محل الهمزة أي فيقال أيهما خير نزلا واضح طيب الحقيقة نحتاج تطعيم التفسير بالنحو علم وأهم شيء عندنا المعنى مسألة الإعراب هذه أهون لكن مع ذلك حتى في المعنى أنتم ليس بذاك طيب أذلك خيرا نزلا ايش إعرابه ؟
الطالب : تمييز
الشيخ : لايش أين المميز لأن التمييز يحتاج إلى مميز أين المميز ؟ إذا قلت عندي عشرون رجلا رجلا تمييز اين المميز
الطالب : عشرون
الشيخ : هنا خير نزلا ، نزلا تمييز فأين المميز ؟
الطالب : خير
الشيخ : خير نعم تمييز بعد اسم التفضيل مميز لاسم التفضيل (( أنا أكثر منك مالا )) مالا مميز لأكثر طيب قوله تعالى (( إنا جعلناها فتنة للظالمين )) كيف كانت فتنة ؟
الطالب : يعني عذابا
الشيخ : لا
الطالب : جعلنا ..
الشيخ : جعلنا أي شجرة الزقوم فتنة للظالمين
الطالب : عقوبة
العقوبة والعذاب معناهما واحد .
الطالب : إما بمعنى الضلال حيث كانت سببا لإضلالهم حيث قالوا كيف تنبت هذا الشجرة في النار والنار تأكل ما فيها والثاني تكون امتحانا لهم واختبار .
الشيخ : نعم فإذن فتنة للظالمين يعني اختبارا لهم لأنهم يقولون كيف تخرج الشجرة في النار والنار تحرق الأشجار فأضلوا الناس بهذه الدعاية
الطالب :...
الشيخ : لا طيب وقفنا على هذا آخر ...ما كملنا أخذنا الفوائد
الطالب :...
الشيخ : ما أخذنا لا حول ولا قوة إلا بالله الله يعين
7 - مناقشة تفسير قول الله تعالى : (( ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين * أفما نحن بميتين * إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين * إن هذا لهو الفوز العظيم * لمثل هذا فليعمل العاملون * أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم * إنا جعلناها فتنة للظالمين )) . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين )) .
ومن فوائد الآية الكريمة أن نجاة الإنسان من عذاب الله من أكبر النعم ولهذا قال (( لولا نعمة ربي )) ويدل لذلك أيضا قوله تعالى (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي )) حيث جعل إكمال الدين من إتمام النعمة وبالدين تكون النجاة من النار والفوز بدار القرار فمن أكبر النعم بل هي أكبر النعم أن يمن الله على الإنسان بالنجاة من النار ودخول دار القرار
ومن فوائد الآية الكريمة أن هذا المؤمن قال (( لولا نعمة ربي )) فأضافها إلى ربوبية الله وهذه الربوبية من الربوبيات الخاصة وقد مر علينا في غير مجلس أن الربوبية عامة وخاصة وقد اجتمع في قوله تعالى (( قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون )) الأولى عامة والثانية خاصة والربوبية الخاصة تقتضي تربية أخص من الربوبية العامة من أن الله تعالى يربي هذا العبد تربية خاصة أكثر من الربوبية العامة
ومن فوائد الآية الكريمة جواز إضافة الشيء إلى سببه لقوله (( ولولا نعمة ربي )) ولم يقل ولولا ربي لكن قد يقول قائل إن نعمة الله عز وجل إذا كان المراد بها فعل الله فهي من صفات الله فإضافة الشيء إليها كإضافته إلى الله لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إلا أن يتغمدني الله برحمته )) لكن إضافة الشيء إلى سببه المعلوم المخلوق هل هو جائز نقول نعم جائز إذا كان السبب معلوما حقيقة فتقول مثلا لولا فلان أنقذني من الغرق لهلكت ولا بأس بذلك لكن بشرط أن تشعر في قلبك أن فلانا قد سخره الله لك ولم يستقل بفعل ومن ذلك أي من إضافة الشيء إلى سببه المعلوم قول النبي صلى الله عليه وسلم في عمه أبي طالب ( لولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار ) فقال لولا أنا فأضاف الشيء إلى السبب المعلوم
هل يمكن أن نضيف الشيء إلى الله وإلى سببه المعلوم وإلا ما يمكن ؟ يمكن أن نضيفه إلى الله وإلى سببه المعلوم بشرط أن يكون معطوفا بحرف لا يقتضي التسوية فلا يقول لولا الله وفلان لأن هذا شرك لقول النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي قال ما شاء الله وشئت ( أجعلتني لله ندا ) لأن الواو تقتضي التسوية فلا يجوز أن يسوى غير الله بالله سبحانه وتعالى أما إذا أضيف بحرف لا يقتضي التسوية بل يقتضي الترتيب فهذا نوعان نوع جائز لا إشكال فيه ونوع فيه بعض الشبهة فإذا عطف بثم مثل لولا الله ثم فلان فهذا جائز لا إشكال فيه لأنك جعلت فلانا تابعا تبعية متأخرة حيث عطفته با يش ؟بثم الدالة على التراخي أما إذا عطفته بفاء الترتيب والتعقيب مثل لولا الله ففلان فهذا محل نظر لكن الأقرب أنه جائز لأنك أتيت بالفاء الدالة على الترتيب طيب ويجوز أن تضيفه إلى الله وحده وتغفل السبب بالكلية فتقول لولا الله لهلكت طيب ويجوز أن تضيفه إلى الله بذكر السبب وتبين أن السبب مجرد سبب مثل أن تقول لولا أن الله أنقذني بفلان لهلكت فصار عندنا أربعة أوجه:
أولا أن يضيف الشيء إلى سببه المعلوم حسا أو شرعا ما الحكم ؟ جائز ودليله ( ولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار ) والعلماء يستعملون هذا كثيرا
الثاني أن يضيفه إلى الله وحده فهذا جائز
أن يضيفه إلى الله مقرونا ببيان السبب مثل لولا أن الله أنقذني بفلان أو واحد غريق في البحر قال لولا أن الله أنقذني بخشبة ركبت عليها لهلكت هذا جائز أيضا
الثالث أن يضيفه إلى الله والسبب مقرونا بحرف يقتضي الترتيب مثل لولا الله ثم فلان أو لولا الله ففلان لكن الأولى ثم فلان أفضل من الثانية هذه كل الأربعة جائزة
الخامس: أن يضيفه إلى الله وإلى سببه بحرف يقتضي التسوية مثل لولا الله وفلان فهذا حرام بل هو شرك لكنه شرك أصغر إن كان شركا لفظيا وأكبر إن اعتقد أن هذا السبب مساويا لله تعالى في حصول المسبب لأنه إذا جعل شيء غير الله مساويا لله فهو شرك أكبر
السادس أن يضيفه إلى سبب غير معلوم لا شرعا ولا حسا فهذا شرك لكن قد يكون أكبر وقد يكون أصغر فإذا قال لولا فلان يعني صاحب القبر أنقذني لهلكت فهذا شرك أكبر لأن فلانا لا يستطيع أن ينقذ
وإن أضافه إلى سبب غير معلوم شرعا ولا حسا لكنه ليس كالأول كالتمائم المعلقة على المريض من غير القرآن فهذا شرك ولكنه أصغر ليس بأكبر فالأقسام الآن ستة وهنا (( لولا نعمة )) ربي ستة لكن السادس ينقسم (( لولا نعمة )) إذا كان المراد بذلك فعل الله فهو من باب إضافة الشيء غلى فعل الله وهو كإضافته إلى الله وإن كان المقصود بذلك المنعم به فهو إضافة إلى شيء مخلوق لكنه سبب صحيح وإضافة الشيء إلى سببه الصحيح جائز طيب
فوائد قول الله تعالى : (( أفما نحن بميتين * إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين )) .
" لا طيب للعيش ما دامت منغصة لذاته بادكار الموت والهرم "
ما دام الإنسان يتذكر إما موت وإما مرض فإن العيش لن يطيب له لكن من نعمة الله أن الإنسان يغفل عن هذا الشيء ولا يتذكر إلا الحالة التي هو عليها لكن العاقل يكون حازما فيعمل لمستقبله طيب فإذا قال قائل هل لهذه الآية نظير في القرآن ؟ أين ؟ (( لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم )) والاستثناء في الثانية هذه كالاستثناء في الأولى أي أنه منقطع يعني لكن الموتة الأولى قد ذاقوها وقد يقول قائل إن الاستثناء فيها متصل وإذا قيل ما وجهه قلنا إن قوله (( إلا الموتة الأولى )) استثناء من حال هؤلاء الذين قال الله عنهم لا يذوقون فيها الموت لأن نعيم أهل الجنة متصل آخره بأوله فإن أهل الجنة منعمون حتى في الدنيا لقوله تعالى (( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ))[النحل:97]فلا تظن أن الحياة الطيبة للمؤمنين في الآخرة فقط بل هي في الآخرة وفي الدنيا أيضا لكن المشهور أن الاستثناء منقطع طيب يقول..
ومن فوائد الآيات الكريمة انتفاء التعذيب عن أهل الجنة (( وما نحن بمعذبين )) ومن المعلوم أن هذه صفة سلبية أليس كذلك وإلا ثبوتية ؟ سلبية والصفة السلبية في مقام المدح لابد أن تتضمن ثبوتا لأن الصفة السلبية في غير مقام المدح ليست مدحا فإنه قد يقال الجدار لا يعذب فهل يكون في هذا مدح للجدار لا، إذن لابد أن تكون هذه الصفة متضمنة لثبوت كمال فما هو ؟ كمال النعيم لما ذكر انتفاء الموت فزال عنهم التنغيص به ذكروا أيضا انتفاء التعذيب لأن الإنسان قد يبقى في حياته معذبا فقالوا وما نحن بمعذبين لكمال حياتهم وكمال نعيمهم أنهم لا يلحقهم مع هذا البقاء تعذيب
فوائد قول الله تعالى : (( إن هذا لهو الفوز العظيم * لمثل هذا فليعمل العاملون )) .
من فوائد الآية الكريمة التي بعدها أن الذي ينبغي أن يعمل له العامل ويكدح له الكادح ويتعب له التاعب هو هذا النعيم لقوله (( لمثل هذا فليعمل العاملون )) غيره لا تعمل ولا تتعب نفسك في أمر لا ينفعك في الآخرة وليس معنى هذا أن نقول لا تعمل للدنيا اعلم للدنيا ولكن اجعل عملك في الدنيا من أعمال الآخرة كيف يمكن هذا ؟ يمكن تطلب المال من أجل أن تعفف به عن الناس تطلبه من أجل الإنفاق على أهلك تطلبه من أجل الصدقة به تطلبه من أجل الاستعانة به في طلب العلم الاستعانة به من أجل الجهاد في سبيل الله فيكون طلب الدنيا الآن طلب آخرة ويكون هذا العمل عمل للوصول إلى الجنة طيب
ومن فوائد الآية الكريمة سفه أولئك القوم الذين يعملون للدنيا دون الآخرة لأن الله قال (( لمثل هذا فليعمل العاملون )) فالذين يعملون للدنيا وهم في غفلة عن الآخرة لا شك أنه سفهاء وأنهم أمضوا أعمارهم في غير فائدة بل ما فيه الخسارة وقد قال الله تعالى (( بل قلوبهم في غمرة من هذا ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون )) سبحان الله يحكي عن الكفار بأنهم قلوبهم في غمرة يعني مغمورة وأتى بفي الدالة على الظرفية للدلالة على أن الغمرة والعياذ بالله قد أحاطت بهذه القلوب في غمرة من هذا لكن أعمال الدنيا (( ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون )) لا يعملون لغيرها وهم من دون ذلك وأتى بمن الدالة على البعد بالدون عما خلق له الإنسان هؤلاء قلوبهم في غمرة مما وعد الله به أهل الجنة وتوعد بها أهل النار لكن أعمال الدنيا التي هي دون ذلك بمراحل كثيرة هم لها عاملون وهذا كقوله تعالى في توبيخ من يعذب يوم القيامة
(( لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطائك فبصرك اليوم حديد )) في الدنيا في غفلة يعني عن اليوم الآخر ولا كأن هذا اليوم سيأتي أما اليوم فقد كشف عنك الغطاء فبصرك حديد قوي تبصر الأشياء على حقيقتها لكن في الدنيا لا فهنا أمر الله أن نعمل لهذا (( لمثل هذا فليعمل العاملون )) وأما ما دون هذا فلا ينبغي للإنسان العاقل أن يفني عمره ويتعب جسده وفكره في العمل له .