فوائد قول الله تعالى : (( إن هذا لهو الفوز العظيم * لمثل هذا فليعمل العاملون )) .
(( لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطائك فبصرك اليوم حديد )) في الدنيا في غفلة يعني عن اليوم الآخر ولا كأن هذا اليوم سيأتي أما اليوم فقد كشف عنك الغطاء فبصرك حديد قوي تبصر الأشياء على حقيقتها لكن في الدنيا لا فهنا أمر الله أن نعمل لهذا (( لمثل هذا فليعمل العاملون )) وأما ما دون هذا فلا ينبغي للإنسان العاقل أن يفني عمره ويتعب جسده وفكره في العمل له طيب
فإذا قال قائل كما أشرت إليه آنفا هل معنى ذلك أن أترك العمل للدنيا فالجواب لا لو قلنا هذا يقتضي ذلك لكان قوله تعالى (( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ))[الملك:15]وكان قوله تعالى (( آخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله )) وكان قوله تعالى
(( ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم )) كل هذا كلام عبث لهو بل نقول اعمل للدنيا لكن الموفق يستطيع أن يجعل عمل الدنيا عملا للآخرة والغافل بالعكس يجعل عمل الآخرة عملا للدنيا
هل أهل الجنة ينامون .؟
الشيخ : لا ينامون
الطالب : النوم نعيم في الجنة
الشيخ : نعيم لنا لأن هنا الأجساد ضعيفة تحتاج إلى راحة أما هناك لا ينامون لأن النوم إنما يحتاج إليه الإنسان من أجل أن يستعد للنشاط في المستقبل وأن يستريح من تعب الماضي وأما أهل الجنة لا ينامون لكمال حياتهم لا عندهم تعب (( لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ )) فهم لا ينامون لأنهم لا يحتاجون إليه ولأن النوم يصد عن النعيم والتنعم بما أعد الله لهم إذا نام عشر ساعات مثلا من أربعة وعشرين ساعة ما هو يتنعم إلا إذا وفق لأحلام لذيذة فهو يستريح وإن كان أحلام مشوهة قام يتقلب على الوسادة مرة يغطي رأسه بالوسادة ومرة يطالع نعم لكن أهل الجنة لا ينامون
الطالب : مرات احيانا الإنسان ينام بدون ...
الشيخ : ضروري ضروري الجسم ...
الطالب : ينام للراحة
الشيخ : أحسنت للراحة المهم للراحة ولهذا إذا قام وجد نفسه نشيطا
القارئ :(( إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ (67) ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ (68) إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ (69) فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ (70) وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ (71) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ (72) فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ
الْمُخْلَصِينَ )) .
الشيخ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..باقي فوائد آخر ما وقفنا
الطالب : وقفنا على (( إن هذا لهو الفوز العظيم ))
الشيخ : أخذنا فوائد (( ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين ))
تتمة فوائد قول الله تعالى : (( إن هذا لهو الفوز العظيم * لمثل هذا فليعمل العاملون )) .
يتفرع على هذا الفائدة أن العاقل يجيب عليه أن يذهب نفسه ونفيسه وأنفاسه للوصول إلى هذه الغاية الحميدة
ومن فوائد الآية الكريمة وصف غير الله تعالى بالعظم فيقال العظيم للشيء العظيم أيا كان ويدل لهذا قوله تعالى (( ولها عرش عظيم )) ويدل عليه أيضا أن الله وصف العرش بأنه عظيم (( رب العرش العظيم )) وعلى هذا فالصفات التي يشترك بها الخالق والمخلوق لا بأس أن يوصف بها المخلوق ولكن يجب أن يعلم بأن بين وصف المخلوق بها ووصف الخالق بها كما بين ذات الخالق وذات المخلوق وأنه لا يلزم من الاشتراك في الاسم الاتفاق في المسمى واضح طيب
وفي قوله (( لمثل هذا فليعمل العاملون )) من الفوائد ما أشرنا إليه قبل قليل أنه ينبغي للعاقل أن يذهب أنفاسه ونفيسه ونفسه في العمل لهذه الغاية الحميدة (( لمثل هذا فليعمل العاملون ))
ومن فوائدها الإشارة إلى أن العمل لغير هذا ليس من الحكمة وليس من العقل بل العقل والحكمة يقتضي ألا يكون عملك إلا للغاية العظيمة الوصول إلى الجنة
ومن فوائد الآية الكريمة الرد على القدرية من أين يؤخذ ؟
الطالب : (( لمثل هذا فليعمل العاملون ))
الشيخ : هل هو رد على القدرية أو الجبرية ؟
الطالب : الجبرية
الشيخ : طيب وهل فيها رد على القدرية ؟
الطالب : ليس فيها رد عليهم
الشيخ : كيف ذلك ؟
الطالب : لما أمرهم بالعمل ...
اذن فيها رد على
الطالب : الجبرية
الشيخ :..القدرية
الطالب :...
الشيخ : القدرية يثبتون أن للإنسان قدرة فهل في الآية رد عليهم وإلا تأييد لمذهبهم ؟
الطالب : رد عليهم ...على مذهبهم ...
الشيخ : لايش مايكون له فائدة على مذهبهم ؟
الطالب : لأنه مقدر كل شيء بقدر
الشيخ : هذا مذهب الجبرية
الطالب : العمل مختصا بال...
الشيخ : وهم يقولون بذلك هو في الحقيقة ليس فيه رد على القدرية لكني أردت أن الأخ ينتبه لأنى رأيته يلتفت اليس كذلك ؟ على كل حال ليس فيه رد على القدرية إلا أن إثبات العمل للعامل هذا من مذهب القدرية لكن يقولون أن العامل مستقل بعمله ليس لله فيه إرادة ولا تقدير لكن فيه رد على الجبرية حيث وجه الأمر إليهم ونسب العمل إليهم لأن الأمر بالشيء لمن لا يستطيعه لا شك أنه ظلم وتكليف بما لا يطاق وإثبات العمل أيضا لمن لا إرادة له يعتبر مدحهم لغوا لأن هؤلاء إذا كانوا مجبرين فلا ينبغي أن يمدحوا على محبوب ولا أن يذموا على مكروه اليس كذلك ؟طيب
3 - تتمة فوائد قول الله تعالى : (( إن هذا لهو الفوز العظيم * لمثل هذا فليعمل العاملون )) . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم * إنا جعلناها فتنة للظالمين )) .
ومن فوائد الآية الكريمة إقامة الدليل على ضلال الإنسان بالغاية التي يؤول إليها أمره فهؤلاء الذين فضلوا طريق أصحاب الجحيم اختاروا أن يكون نزلهم يوم القيامة ايش ؟ شجرة الزقوم ولا شك أن هذا ضلال بين وسفه بعيد
ومن فوائد الآية الكريمة إثبات الجزاء يوم القيامة لأن شجرة الزقوم تكون في يوم القيامة
ومن فوائدها القدح والثناء بالسوء على هذه الشجرة لأنه وصفها بأنها شجرة زقوم يتزقمها الإنسان تزقما يعني يبتعلها ابتلاعا مكروها لأنها هذه الشجرة الكريهة المنظر مرة الطعم قبيحة الرائحة ولهذا يتكرهونها لكن لضرورتهم إليها وشدة جوعهم يأكلونها
ومن فوائد قوله (( إنا جعلناها فتنة للظالمين )) بيان الحكمة في مخلوقات الله عز وجل وأنه سبحانه وتعالى قد يفتن العبد بما يظهره من آياته
ومن فوائده أن المكذب لما أخبر الله به يعتبر من المفتونين الذين فتنهم الله عز وجل وأضلهم
ومن فوائدها أيضا أن ذلك من الظلم ولكن هذا الظلم هل هو ظلم لله ورسله أو ظلم لأنفسهم الجواب أنه ظلم لأنفسهم (( وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون )) فكل من حاد عن الصراط المستقيم فإنه ظالم لنفسه لأن الواجب عليه أن يحسن رعاية هذه النفس فيقودها إلى ما فيه الخير والصلاح ويزودها عما فيه الشر والفساد وإذا كان الإنسان يجب عليه أن يرعى من ولاه الله عليه من بني آدم ومن البهائم فوجوب رعاية نفسه من باب أولى ولهذا بدأ الله بالنفس في قوله (( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا ))
ومن فوائد الآية أطلاق الظلم على الكافر مع أن الظلم أعم من الكفر ولكن المراد به هنا الظلم المطلق الذي أشار الله إليه في قوله (( والكافرون هم الظالمون )) فالظلم المطلق هو ظلم الكافر والظلم المقيد هو ظلم الفاسق فالمعاصي ظلم لكنها ظلم مقيد فمثلا يقال هذا ظالم نفسه بأكل الربا هذا ظالم نفسه بفعل الزنا هذا ظالم نفسه بالاعتداء على الخلق وهكذا أما الظلم المطلق فهو ظلم من ؟ الكافر لأن الكافر والعياذ بالله لم يأت بعدل إطلاقا حتى يقال أن ظلمه ظلم مقيد طيب
4 - فوائد قول الله تعالى : (( أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم * إنا جعلناها فتنة للظالمين )) . أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم * طلعها كأنه رءوس الشياطين )) .
الطالب : اتصال
الشيخ : لا بينها انقطاع لأن الاتصال هو العطف بالواو وهنا كل جملة مستقلة الحكمة من ذلك من أجل أن يعلم الإنسان عن هذه الشجرة من كل آية بصفة مستقلة كأن كل صفة مستقلة تغني عن بقية الصفات فكما هي فتنة للظالمين هذه من أعظم ما يكون من الأوصاف التي يخاف منها عند إنكار هذه الشجرة
5 - تفسير قول الله تعالى : (( إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم * طلعها كأنه رءوس الشياطين )) . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( إنها شجرة تخرج فى أصل الجحيم )) أي قعر جهنم ، وأغصانها ترتفع إلى دركاتها (( طلعها )) المشبه بطلع النخل (( كأنه رءوس الشياطين )) أي الحيات القبيحة المنظر .
الطالب :...
الشيخ : (( في أصل الجحيم )) هذا قران
الطالب : ما في قراءات؟
الشيخ : مافي قراءات (( في أصل الجحيم )) أي قعر جهنم وأغصانها ترتفع إلى دركاتها (( إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم )) وقد سبق لنا هل هذه الشجرة واحدة الشخص أم هي واحدة بالنوع والجنس ؟ وقلنا في ذلك احتمالان يعني يحتمل أنها شجرة كبيرة تملأ النار كلها ويتفرع منها أغصان في دركاتها كما هو ظاهر كلام المؤلف ويحتمل أنها شجرة متعددة لكن أفردت باعتبار نوعها كما تقول مثلا إذا شاهدت شجرة في البر تقول هذا شجرة مذاقها مر مذاقها حلو وهكذا لا تريد هذا الشجرة الواحدة تريد هذا الجنس وهذا النوع فشجرة الزقوم يحتمل أنها شجرة واحدة قد ملأت النار بأغصانها والله على كل شيء قدير وإلا فإن النار بعيدة القعر كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمعنا وجبة فقال
( أتدرون ما هذا قالوا الله ورسوله أعلم قال هذا حجر رمي به في النار حتى وصل إلى قعرها منذ سبعين خريفا) يعني سبعين سنة وهو يهوي في النار ما وصل إلى قعرها هذه الشجرة إذا قلنا أنها واحدة وأن أغصانها ملأت النار فالله على كل شيء قدير وإن قلنا أنها واحدة بالجنس والنوع فليس في ذلك إشكال طيب يقول
(( إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم )) وما ظنك بهذا الشجرة النارية التي تخرج في أصل الجحيم سيكون لمنبتها أثر فيها لأن المنبت يؤثر على النابت حتى إن النوع الواحد إذا غرس في هذه الأرض اختلف عما إذا غرس في أرض أخرى وهو نوع واحد هذه الشجرة التي تخرج في أصل الجحيم سوف يكون لمنبتها أثر فيها ولهذا قال (( في أصل الجحيم )) ولم يقل في الجحيم ليبين أنها عميقة الجذور والعياذ بالله في النار يقول
" (( طلعها )) المشبه بطلع النخل (( كأنه رؤوس الشياطين )) أي الحيات القبيحة المنظر " طلعها يعني الثمر الذي يشبه طلع النخل (( كأنه رؤوس الشياطين )) والشياطين جمع شيطان وهل المراد الشيطان الحقيقي أو المراد نوع من الحيات كما قال المؤلف ؟ إذا نظرنا إلى ظاهر اللفظ قلنا المراد الشيطان الحقيقي واحتمال أن يكون المراد به نوع من الحيات قبيحة المنظر وارد لأن السيئ من الحيوان قد يسمى شيطانا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( الكلب الأسود شيطان ) ولكن الواجب علينا كما مر علينا كثيرا إجراء القرآن على ظاهره وأن نقول المراد بالشياطين أي الشيطان المعروف وإنما شبهت برؤوس الشياطين مع عدم رؤية الناس لها لأن كل أحد يعرف أن ما ينسب إلى الشيطان فهو قبيح منفر لا يركن إليه أحد فالتشبيه هنا تشبيه بما يتخيل فكرا لا بما يعلم حسا وعلى هذا فهو من أبلع ما يكون من التشبيه القبيح ولا حاجة أن نقول أنها حيات حتى لو قلنا بأنها حيات هل هذه الحيات معلومة لكل أحد ؟ إن حيات لا يعرفها إلا نادر من الناس لا ينفر الناس منها بل إن المؤلف الآن لما قال أنها حيات هبطت قيمة هذا القبح في نفس الإنسان لكن كأنها رؤوس الشياطين الإنسان يقشعر جلده وشعره عندما يسمع هذا التشبيه القبيح وعلى هذا فالصحيح أن المراد بذلك رؤوس الشياطين الحقيقية ولكنها شبهت بها للعلم أنها قبيحة عند جميع الناس وأنها منفرة
6 - التعليق على تفسير الجلالين : (( إنها شجرة تخرج فى أصل الجحيم )) أي قعر جهنم ، وأغصانها ترتفع إلى دركاتها (( طلعها )) المشبه بطلع النخل (( كأنه رءوس الشياطين )) أي الحيات القبيحة المنظر . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( فإنهم )) أي الكفار (( لأكلون منها )) مع قبحها لشدة جوعهم (( فمالئون منها البطون * ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم )) أي ماء حار يشربونه فيختلط بالمأكول منها فيصير شوبا له .
ولهذا قال (( فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون )) نسأل الله العافية يعني أنهم لا يشبعون ولا يقتصرون على الضرورة أنت عندنا يعرض لك في الدنيا وأنت جائع جوعا شديدا لحم منتن هل تملأ منه البطن وإنما تأكل بقدر الضرورة فقط لو حاولت أن تملأ بطنك أبت عليك نفسك ولو أنك ملأته لأوشك أن تتقيأه لكن في النار يعذبون بذلك فلا يأكلون بقدر الحاجة بل يملأون بطونهم يأكل ويقول هات هات كما أنهم يجبرون على شرب الحميم ويشربونه شرب الهيم شرب الإبل الهائمة العطشى وهذا من شدة عذابهم والعياذ بالله أنه تصل بهم الحال إلى الجوع الشديد الذي يضطرهم إلى أكل هذه الشجرة الخبيثة يملئون بطونهم منها وإلى العطش الشديد الذي يضطرهم إلى شرب الحميم وهو الماء الحار الذي لا يستفيدون منه بل قد قال الله تعالى (( وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم )) وقال عز وجل في اغتسالهم (( يصب من فوق رؤوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود )) تصل حرارته إلى ما في البطون مع حيلولة بقية الجسم دونها لكن تصل الحرارة إلى ذلك كما قال الله تعالى (( نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة )) تصل إلى القلوب نسأل الله السلامة اللهم نجنا من النار يقول (( فمالئون منها البطون )) قوله البطون أل هنا للعهد أي عهد ؟ الذهني ألا يمكن أن نقول أنه العهد الذكري لأنه سبق ما يدل على البطن ؟ نقول العهد الذكري لابد أن يتقدم نفس اللفظ وهنا لم يتقدم اللفظ وإنما تقدم ما يدل عليه في قوله (( إنهم لآكلون )) لأنه لا يأكل إلا ما له بطن (( فمالئون منها البطون )) يعني البطون منهم يقول (( ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم )) ثم حرف عطف يدل على الترتيب والتراخي مما يدل على أنهم إذا أكلوا عطشوا وإذا عطشوا لا يأتيهم الماء في الحال بل يأتيهم بعد مهلة بينها الله عز وجل في قوله (( وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه )) فهم ليسوا إذا أكلوها وعطشوا بها أعطوا الماء بسرعة لا، يستغيثون ويدعون أن يأتيهم ماء يبرد عليهم لهيب العطش ولكن إذا أعطوا هذا الماء يعطونه شوبا من حميم يعني ماء حار حرارة عظيمة والشوب وهج النار هذا الوهج بينه الله عز وجل في الآية التي سقتها قبل قليل إذا قرب الماء من وجوههم ليشربوه شوي وجوههم والعياذ بالله شواها حتى إن لحومها لتتساقط من شدة حرارته فإذا شربوه فإن أمعاءهم تستقبله لكنها تتقطع به (( وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم ))
أيها الأخوة إننا لا نتكلم عن سواليف الأولين نتكلم عن أمر حقيقي إذا تصوره الإنسان ينزعج في الواقع يعني ليس هذا أمر قيل أو يقال أو يقولون هذا أمر هو الحقيقة الحق لهؤلاء الطغاة الذين كذبوا رسل الله عز وجل وبدلوا نعمة الله كفرا كل هذا سيكون ليس خبر الأولين لهذا يجب علينا إذا قرأنا مثل هذه الآيات أن نشعر بأن هذا هو علم اليقين وأنه سيكون حق اليقين هذا الأمر بعد أن يعطشوا ويستغيثوا لا يغاثون بالماء البارد ولا بماء عذب بل بشوب من حميم أي ماء حار يشربونه فيختلط بالمأكول منها فيصير شوبا له فسر المؤلف الشوب هنا بالخلط ومن شبت الماء باللبن أي خلطته وهو يصلح لهذا وهذا فهو خلط وهو أيضا وهج حرارة هذا الحميم كل ذلك يكون فالوهج يكون قبل الشرب والشوب بعد الشرب
7 - التعليق على تفسير الجلالين : (( فإنهم )) أي الكفار (( لأكلون منها )) مع قبحها لشدة جوعهم (( فمالئون منها البطون * ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم )) أي ماء حار يشربونه فيختلط بالمأكول منها فيصير شوبا له . أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم )) .
التعليق على تفسير الجلالين : (( ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم )) يفيد أنهم يخرجون منها لشرب الحميم وأنه خارجها .
" إن من ساد ثم ساد أبوه ثم ساد من بعد ذلك جده "
وسيادة الأب سابقة على سيادته وسيادة الجد سابقة على سيادة الأب... فإنهم كما قال الله عنهم كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وأنهم يقربون من أبوابها ويسقون هذا الحميم فيقربون لتتطلع نفوسهم إلى الخروج فيكون عندهم بعض الأمل فإذا أملوا هذا الأمل ثم ردوا إلى أصل الجحيم صار هذا أشد عذابا عليهم لأن حصول اليأس بعد العمل أشد من بقاء اليأس لأن الأمل يقطع اليأس فإذا أعيد إلى العذاب عاد اليأس فكان أشد وقعا
أرأيت لو أن رجلا مغلولا بين يديك سرت تحاول فكه قيده يفرح أليس كذلك لكن إذا عدت ثم شددته ربطا وأتيت بقيد آخر ازداد يأسا وغما إلى غمه بعد أن رأى بصيص الأمل يعاد فيهان هؤلاء والعياذ بالله كلما أرادوا أن يخرجوا منها وحصل لهم بعض الأمل أعيدوا فيها فيقل (( ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم )) أي إلى أصل الجحيم الذي كانوا قد أملوا أن يخرجوا منه حين قربوا من أبوابها
9 - التعليق على تفسير الجلالين : (( ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم )) يفيد أنهم يخرجون منها لشرب الحميم وأنه خارجها . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( إنهم ألفوا )) وجدوا (( ءابآءهم ضآلين فهم * فهم على ءاثارهم يهرعون )) يزعجون إلى اتباعهم فيسرعون إليه .
10 - التعليق على تفسير الجلالين : (( إنهم ألفوا )) وجدوا (( ءابآءهم ضآلين فهم * فهم على ءاثارهم يهرعون )) يزعجون إلى اتباعهم فيسرعون إليه . أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين )).
الطالب : عبد العزيز
الشيخ : يلا يا عبد العزيز في الجملة ثلاثة مؤكدات بينها ولقد ضل وايش هي؟
الطالب :...
الشيخ : اللام وقد
الطالب :...
الشيخ : الواو حرف عطف وايش تعرب اللام ...الجنب على اليمين ما اسمك
الطالب : محمد
الشيخ : محمد يلا يا محمد ؟
الطالب :...
الشيخ :...موطئة للقسم يعني أنها تفيد قسم مقدر والله لقد فتكون الجملة مؤكدة بثلاثة مؤكدات وهي القسم واللام وقد والله أعلم .
الطالب : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ((إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ (69) فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ (70) وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ (71) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ (72) فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (74) وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75) وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ (77) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (78) سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ (79) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (80) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (81) ))
مناقشة تفسير (( طلعها كأنه رءوس الشياطين * فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون * ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم * ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم * إنهم ألفوا ءابآءهم ضآلين فهم * فهم على ءاثارهم يهرعون * ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين )).
الطالب : ...حيات ..الصحيح أن الشياطين على حقيقتها
الشيخ : وإذا قال لك قائل كيف يشبه الله شيئا بشيء غير معروف ؟
الطالب : لقبح الصورة
الشيخ : ماهي معروف رؤس الشياطين من رآها
الطالب : من عادة العرب...
الشيخ : من عادة العرب أنها إذا أرادت أن تقبح شيئا وتنفر منه شبهته بالشياطين والقرآن نزل بلسان عربي مبين طيب قوله تعالى (( فإنها لآكلون منها )) الأخ الجملة هذه فيها تأكيد أو لا ؟
الطالب : اللام
الشيخ : اللام فقط
الطالب : والقسم
الشيخ : مافي قسم عبد الرحمن
الطالب : إن واللام
الشيخ : إن واللام إذا قال قائل ما الغرض من هذا التوكيد ؟
الطالب :...
الشيخ : يعني لعل يقول قائل إنها ما دامت على هذا الوصف فلن يأكل منها أحد فالإنسان قد يشك في أكلهم لكونها طلعها يشبه رؤوس الشياطين فأكد الله ذلك بقوله (( فإنهم لآكلون )) منها طيب
قوله فمالئون منها البطون ماذا يفيد ... ؟
الطالب : شدة الجوع ...
الشيخ : يعني يصابون بمرض النهم حتى لا يشبعون طيب وهل يصابون بمثل هذا في الشراب الأخ الوراء بندر
الطالب : نعم يصابون لذلك لقوله تعالى (( فشاربون شرب الهيم ))
الشيخ : لقوله تعالى (( فشاربون شرب الهيم )) إذن يصابون بمرض النهم في الأكل والشرب ليزداد عذابهم نسأل الله العافية قوله تعالى ثم إن لهم عليها لشوبا ما المراد بالشوب عبد الرحمن ؟
الطالب : أنه شديد الحرارة وأنه خلط ... فهم يشربون حميما حارا ...
الشيخ : والحميم هو الماء الحار (( ثم إن مرجعهم لإلي الجحيم )) هداية الله الأخ ...ارجع وراء هداية الله هل كانوا في غير الجحيم في الأول ؟
الطالب : لا
الشيخ : كيف ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم ؟ .
الطالب: ...بعضهم يفسرونها بأنهم يخرجون إلى الأبواب ثم يرجعون إلى الأصل اصل جهنم.
الشيخ : صحيح لكن ذكرنا وجها آخر نعم
الطالب: ثم لترتيب الذكر
الشيخ : أن ثم للترتيب الذكري ولا يعني أنهم بعد أن يأكلوا يرجعون وإنما يعني ذكر مرجعهم بعد ذكر الأكل وهل في اللغة العربية ما يسمى بالترتيب الذكري دون المعنوي
الطالب: نعم
الشيخ : شاهده
الطالب: قوله " أن من ساد ثم ساد أبوه ثم ساد من بعد ذلك جده "
الشيخ : " أن من ساد ثم ساد أبوه ثم ساد من بعد ذلك جده "
طيب إنهم ألفوا آباءهم سبيل ما معنى ألفوا ؟
الطالب: وجدوا
الشيخ : ائت بشاهد من القران على أن الإلفاء بمعنى الوجود لا ، سبيل حافظ القران كله
الطالب: ما حافظ
الشيخ : ما حافظ كله الظاهر انه في سورة انت لها حافظ فهد
الطالب: ... قوله (( وألفيا سيدها لدى الباب ))
الشيخ : قوله (( وألفيا سيدها لدى الباب )) هذه في أي سورة ؟
الطالب: في سورة يوسف .
الشيخ : في سورة يوسف سبيل ...