تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( وجعلنا ذريته هم الباقين )) فالناس كلهم من نسله وكان له ثلاثة أولاد : سام وهو أبو العرب والفرس والروم وحام وهو أبو السودان ، ويافث أبو الترك والخزر ويأجوج ومأجوج وما هنالك .
1 - تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( وجعلنا ذريته هم الباقين )) فالناس كلهم من نسله وكان له ثلاثة أولاد : سام وهو أبو العرب والفرس والروم وحام وهو أبو السودان ، ويافث أبو الترك والخزر ويأجوج ومأجوج وما هنالك . أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( وتركنا عليه في الآخرين )) .
التعليق على تفسير الجلالين : (( وتركنا )) أبقينا (( عليه )) ثناء حسنا (( فى الأخرين )) من الأنبياء والأمم إلى يوم القيامة .
3 - التعليق على تفسير الجلالين : (( وتركنا )) أبقينا (( عليه )) ثناء حسنا (( فى الأخرين )) من الأنبياء والأمم إلى يوم القيامة . أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( سلام على نوح في العالمين * إنا كذلك نجزي المحسنين )) .
(( سلام على نوح في العالمين )) المراد بالعالمين هنا من بعد نوح لا من قبله فيما يظهر وعلى هذا فيكون عاما يراد به الخاص قال تعالى (( إنا كذلك نجزي المحسنين )) إنا.. ولكن المراد بها التعظيم فإن الله واحد سبحانه وتعالى ولكنه إذا ذكر اسمه بما يدل على الجمع فالمراد به ايش ؟ التعظيم كذلك أي مثل هذا الجزاء نجزي المحسنين يعني كل من أحسن فإن الله سبحانه وتعالى يجزيه كما جزى نوح عليه الصلاة والسلام وقد جزى الله نوحا بأمرين بما ترك عليه في الآخرين وبما سلمه في العالمين فكذلك من كان مؤمنا بالله عز وجل محسنا في عبادته وإلى عباده فإن الله تعالى يجزيه كما جزى نوحا ولذلك تجدون أئمة المسلمين تجدون أن الله تعالى وضع في قلوب الناس وألسنتهم الثناء عليهم على الرغم من أن من الناس من يقدح فيهم لأن كل واحد من أهل الخير يقدح فيه واجد من أهل الشر (( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين )) وكذلك كل من تمسك بهدي نبي فإن له عدوا من المجرمين بلا شك لكن يقيض الله سبحانه وتعالى لهذا المؤمن من يبدل هذا القدح بالثناء ومن يدافع هذا القدح ولهذا قال (( إنا كذلك نجزي المحسنين )) الذين أحسنوا
والإحسان ينقسم إلى قسمين : إحسان في عبادة الله وإحسان إلى عباد الله فالإحسان في عبادة الله لا نفسره بأحسن من تفسير النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال ( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك )) ماذا فهمتم من هذا الحديث ؟ ( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) ماذا تفهم ؟ نفهم أن العبادة في القسم الأول عبادة طلب والعبادة في القسم الثاني عبادة هرب معلوم هداية الله ما هو معلوم طيب العبادة في القسم الأول عبادة طلب كأنك تراه ومعلوم أن الله سبحانه وتعالى تشتاق إليه النفوس فإذا كان كأنه يراه فإنه يلح في العبادة ليصل إلى محبوبه إلى الله عز وجل فإن لم تكن تراه يعني إن لم تصل إلى هذه الدرجة وهي عبادة الرغبة والطلب فإنه يراك فاعبده عبادة هرب وخوف منه وهذا ليس كالأول لأن هذا يعبد الله خوفا منه والأول يعبده طمعا فالمرتبة الأولى أكمل من المرتبة الثانية ولهذا جعلها النبي صلى الله عليه وسلم في الدرجة الثانية قال ( إن لم تكن تراه وتعبده كأنك تراه فإنه يراك ) فإياك أن تخالفه أو تقع في معصيته هذا الإحسان في عبادة الله أما الإحسان إلى عباد الله فهو بذل المعروف إليهم بالمال والبدن والجوارح وبعضهم قال هو بذل الندى وكف الأذى وطلاقة الوجه بذل الندي يعني العطاء كف الأذى ألا تؤذي أحدا لا بقولك ولا بفعلك طلاقة الوجه ألا تقابل الناس بوجه عابس مكفهر لأن الإنسان مهما كان إذا لقي الناس بوجه عابس مكفهر فليس محسنا إليهم بل إن الله سبحانه وتعالى عاتب النبي صلى الله عليه وسلم وهو أفضل الخلق حين حصل له ما حصل مع عبد الله بن أم مكتوم مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم حصل له ما حصل اجتهادا منه فقال الله تعالى في ذلك عبد الله ما ذا قال
الطالب: (( عبس وتولى ))
الشيخ : (( عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى أما من استغنى فأنت له تصدى وما عليك ألا يزكى وأما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى )) كلمات عظيمة لكنها مع ذلك خففها الله عز وجل بأن بدأها بضمير الغيبة فقال عبس كأنما يتحدث عن شخص آخر لا عن الرسول ولم يقل عبست وتوليت لأنه كما مر علينا كثيرا بأن المخاطبة بصيغة الخطاب أعظم وأشد من التحدث بضمير الغيبة
المهم أن الإحسان إلى العباد يكون ببذل الندى وكف الأذى وطلاقة الوجه وإن شئت فقل بأن الإحسان إلى العباد بذل المعروف فيهم بالمال والبدن والجاه أما بالمال فظاهر بالبدن أن تخدمهم ومع هذا فإذا خدمت الإنسان وأعنته فأنت مأجور كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في ( وتعين الرجل على دابته فتحمله عليها أو تعينه عليها أو ترفع له متاعه عليها صدقة ) ومن البذل البدني طلاقة الوجه لا شك أنها من البذل المعروف بالبدني لأنها تتعلق بالبدن الثالث قلنا الجاه بأن تنفع الناس بالتوسط والشفاعة فيما فيه الخير لهم ولك نعم .
(( فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم ))
فوائد قول الله تعالى : (( ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم * إنهم ألفوا آباءهم ضالين * فهم على آثارهم يهرعون )) .
ومن فوائدها أن ظاهرها يفيد تأبيد النار لأنها المرجع النهائي وهذا يقتضي أنه ليس هناك سواه وهذا القول اعني أن النار مؤبدة هو القول المتعين ولا يجوز اعتقاد سواه وذلك أن الله تعالى ذكر التأبيد في ثلاثة مواضع من القرآن في سورة النساء وفي سورة الأحزاب وفي سورة الجن ففي سورة النساء يقول الله عز وجل (( لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا )) وفي سورة الأحزاب يقول الله تعالى
(( إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا خالدين فيها أبدا )) وفي سورة الجن (( ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا )) وبعد هذه الآيات الثلاث من عالم الغيب والشاهدة لا يجوز العدول عن القول بمدلولها فإذا كان الساكن خالدا خلودا مؤبدا لزم أن يكون المسكون كذلك أي مؤبدا لا يمكن فناؤه والقول بجواز فناء النار أو بوجوب فناء النار قوله ضعيف جدا وقد علق شيخنا رحمه الله على ابن القيم في كتابه شفاء العليل حيث ذكر الخلاف عن بعض السلف علق على هذا بأنه قول ضعيف جدا واستغرب أن يقع هذا من مثل ابن القيم رحمه الله لأنه قول مناف للقرآن ولكن لكل جواد كبوة
ومن فوائد الآية الكريمة الإشارة إلى أن هؤلاء يمنون ويؤملون بأن يخرجوا من النار ولكن يرجعون فيها لقوله
(( ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم )) وقد ذكرنا في أثناء التفسير أن كون الإنسان يمنى أن يخرج ثم يعاد يكون أشد وقعا عليه وأشد عذابا وألما
وفي قوله تعالى (( إنهم ألفوا آباءهم ضالين فهم على آثارهم يهرعون )) من الفوائد أن هؤلاء المكذبين اتبعوا آباءهم على الضلال فقوله (( ألفوا آباءهم ضالين )) فضلوا مثلهم
ومن فوائدها الإشارة إلى ذم التقليد المخالف للحق لأن الله تعالى ذكر هذا تنديدا بهم وتوبيخا لهم أن يجدوا آباءهم ضالين ثم يتبعوهم ويدعوا طريق الحق طيب فإذا كان التقليد للضرورة بحيث أن الإنسان لا يتمكن من الوصول إلى الحكم عن طريق الاستدلال فهنا يجوز التقليد للضرورة لقول الله تعالى (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) ولم يقل فاستنبطوا من القرآن والسنة إن كنتم لا تعلمون لأن من لا علم عنده لا يمكن أن يستنبط بنفسه ولو حاول استنباط الأحكام من الأدلة وهو ليس عنده علم فسوف يضل ويتخبط خبط عشواء فالإنسان الذي ليس عنده علم فرضه التقليد والذي عنده علم فرضه الاجتهاد وهذا القول وسط بين من يشددون في الإنكار على التقليد وبين من يشددون في الإنكار على المجتهدين نعم فيكون التقليد للضرورة
ومن فوائد الآية الكريمة إطلاق الآباء على الأجداد لأن الظاهر أن قوله (( آباءهم )) يشمل الأب الأدنى والأب الأعلى وإطلاق الأب على الجد ولو بعيدا معروف في الكتاب والسنة قال الله تعالى (( ملة أبيكم إبراهيم )) فسمى الله إبراهيم أبا مع أنه جد بعيد
ويتفرع على هذه القاعدة ترجيح القول بأن الجد يسقط الأخوة مطلقا أي سواء كانوا أشقاء أم لأب أم لأم في باب الميراث وهو القول الراجح أن الجد إذا وجد وهو من جهة الأب فإنه يسقط الأخوة ولو كانوا أشقاء أو لأب لأنه أب وهذا القول هو قول أبو بكر الصديق رضي الله عنه وروي عن ثلاثة عشر صحابيا وهو مذهب أبو حنيفة واختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وهو القول الراجح المتعين ووجه ذلك أن القائلين بالتوريث أتوا بتفصيلات لو كانت هي الشرع لوجب أن تبين في كتاب الله وفي سنة رسوله عليه الصلاة والسلام لأنهم يقولون الجد إذا لم يكن من أصحاب الفرض يخير بين الثلث والمقاسمة وإذا كان معه صاحب فرض فإنه يخير بين السدس وثلث الباقي والمقاسمة فنقول من أين لكم هذا التقسيم هذا التقسيم لو كان شرعا لوجب أن يكون في الكتاب والسنة لأن الله سبحانه وتعالى قسم أصحاب الفروض تقسيما واضحا بينا فالأم ذكر أحوالها وكذلك الأخوة والأخوات والأخوة من أم والأخوات مطلقا فأين هذا التقسيم من أين لكم أن الجد إذا لم يكن صاحب فرض فإن ميراثه الثلث أو المقاسمة وإذا كان صاحب فرض فإن ميراثه السدس أو ثلث الباقي أو المقاسمة المهم أن هذا سيأتينا إن شاء الله في الفرائض بأوسع من هذا لكنا تعرضنا لهذا هنا لقوله (( آباءهم ))
ومن فوائد الآية الكريمة قبح عمل هؤلاء المقلدين حيث كانوا يهرعون على آثار آبائهم أما في الحق فإنهم ينكصون على أعقابهم فيتفرع على هذا خطر هؤلاء الناس الذين إذا جاء الحق موافقا لأهوائهم أسرعوا إليه وإذا كان غير موافق نكصوا عنه وصاروا يتباطأون فيه وهؤلاء فيه شبه من قول الله تعالى (( وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين )) فإذا كان الحق لهم أتوا إليه مذعنين وإذا كان الحق عليهم نكصوا وحاولوا أن يلووا أعناق النصوص لتوافق أهواءهم طيب
5 - فوائد قول الله تعالى : (( ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم * إنهم ألفوا آباءهم ضالين * فهم على آثارهم يهرعون )) . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين * ولقد أرسلنا فيهم منذرين * فانظر كيف كان عاقبة المنذرين )) .
ومن فوائدها تسلية النبي صلى الله عليه وسلم بذكر المماثل للذين كذبوه لأن الإنسان يتسلى ويتأسى بمصائب غيره
ومن فوائد الآية عناية الله عز وجبل برسوله صلى الله عليه ويسلم حيث كان يضرب له من الأمثلة ما كان يسليه بها لأن سرور الإنسان بغيره يهون عليه الأمر ويزيده قوة واندفاعا لما يدعوا إليه
ومن فوائدها تهديد هؤلاء المكذبين لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصيبهم مثل ما أصاب الأمم السابقة وفي قوله تعالى (( ولقد أرسنا فيهم منذرين )) دليل على أن الله تعالى أقام الحجة على كل أمة قال ولقد أرسلنا فيهم أي في الأولين منذرين ويؤيد ذلك قوله تعالى ((وإن من قرية إلا خلا فيها نذير )) فكل القرى قامت عليها الحجة
ويستفاد من الآية أيضا أن من لم تبلغه الرسالة فلا حجة عليه لأنه لم يبلغه الإنذار وهو كذلك ولكن ماذا يكون حكمه في الدنيا والآخرة نقول أما في الدنيا فيحكم بما يتعبد به ويتدين به فإن كان يتدين باليهودية فهو يهودي أو بالنصرانية فهو نصراني أو بالمجوسية فهو مجوسي أو بالشيوعية فهو شيوعي هذا في الدنيا يعني أننا لا نجري عليه أحكام المسلمين في هذا الحال لأنه يدين بغير الإسلام أما في الآخرة فحكمه إلى الله عز وجل وأصح الأقوال في هذا أن الله سبحانه وتعالى يمتحنهم بما يشاء فمن أطاع منهم دخل الجنة ومن عصى دخل النار إذا نعيد هذه المسألة ما حكم من لم تبلغه الرسالة في الدنيا ؟ حكمه حكم ما يدين به لأننا ليس لنا إلا الظاهر أما في الآخرة فأمره إلى الله عز وجل يقيم الله له امتحانايوم القيامة بما يشاء فإذا أطاع دخل الجنة وإذ عصى دخل النار فإذا قال قائل وهل في الآخرة تكليف ألستم تقولون أن التكليف ينقطع بالموت فالجواب نعم في الآخرة تكليف قال الله عز وجل (( يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون )) ودعوتهم إلى السجود تكليف نعم
ومن فوائد الآية الكريمة أنه ينبغي في الخطاب أن يذكر ما يناسب المقام وأن يحذف ما تكون الفصاحة في حذفه وجهه أنه اقتصر هنا على ذكر الإنذار بالنسبة للرسل مع أن الرسل عليهم الصلاة والسلام حالهم الإنذار والتبشير قال الله تعالى (( رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ))
ومن فوائد الآية الكريمة رحمة الله سبحانه وتعالى بالخلق حيث لم يكلهم إلى عقولهم في تعبدهم لربهم عز وجل ما وجهه أنه أرسل إليهم الرسل وليس مجرد أن يقول اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لا بل قرن دعوته بالإنذار والتبشير ليكون ذلك حافزا لهم على فعل الأوامر واجتناب النواهي
ومن فوائد قوله تعالى (( فانظر كيف كان عاقبة المنذرين )) تنبيه العاقل إلى النظر في عواقب المكذبين وكذلك في عواقب المجرمين فإن الإنسان مأمور بالنظر في حال هؤلاء وهؤلاء فإذا نظر في عواقب المجيبين وأنها عواقب حميدة صار منهم وإذا نظر إلى عواقب المكذبين حذر منهم ابتعد عنهم لذا قال تعالى (( فانظر كيف كان عاقبة المكذبين ))
ومن فوائد الآية الكريمة أن الله لا يعاقب على الذنب إلا بعد قيام الحجة لقوله (( عاقبة المنذرين )) فهم أنذروا فكانت العاقبة
ومن فوائد الآية الكريمة الإشارة إلى أنه ينبغي للناظر أن ينظر إلى كيفية العقوبة لتكون أعظم في تصوره من وجه وليعرف حكمة الله عز وجل في مناسبة العقوبة للذنب فينظر إلى هذين الأمرين لبيان هذه العقوبة وشدتها ولبيان مناسبتها للذنب فانظر كيف كان عاقبة المنذرين
6 - فوائد قول الله تعالى : (( ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين * ولقد أرسلنا فيهم منذرين * فانظر كيف كان عاقبة المنذرين )) . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( إلا عباد الله المخلصين )) .
ومن فوائدها حث الإنسان على أن يكون من هؤلاء العباد لينجو
ومن فوائدها فضيلة الإخلاص لقوله (( إلا عباد الله المخلصين )) والإخلاص كما تعلمون هو الذي أمرنا به (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين )) (( فادعوا الله مخلصين له الدين )) (( فاعبد الله مخلصا له الدين )) طيب والإخلاص كما مر علينا هو إزالة جميع الشوائب في العبادة
ومن فوائد الآية الكريمة تشريف هؤلاء المخلصين لماذا ؟ بإضافة عبوديتهم إلى الله فإنه لا شك أن ما يضاف إلى الله ينال الشرف ولهذا شرف الله بيته بإضافته إليه فقال (( وطهر بيتي )) وشرف الله المساجد بإضافتها إليه
(( ومن أظلم ممن منع مساجد الله )) وسماها النبي صلى الله عليه وسلم بيوت الله ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله ) وهذا لا شك تشريف للمضاف نعم
ومن فوائد الآية الكريمة بيان نعمة الله على هؤلاء العباد حيث أخلصهم لنفسه فلم يكن لهم مقصود إلا الله عز وجل طيب فإن قال قائل أليس هؤلاء العباد لهم مقصود فهم يأكلون قصدا ويشربون قصدا ويتمتعون بالمساكن وبالنساء قصدا فقد دخل في قصدهم قصد ما سوى الله فما الجواب ؟ الجواب أنهم يتقربون إلى الله بهذا القصد فمثلا في الأكل يأكل الإنسان تشهيا بلا شك ودفعا للضرورة لكن يمكن أن يكون هذا الأكل عبادة من وجوه : أولا إذا قصد به امتثال أمر الله لأن الله أمر بالأكل والشرب
ثانيا إذا قصد به حفظ صحته وقيام بنيته لأن الإنسان مأمور بمراعاة نفسه قال الله تعالى (( ولا تقتلوا أنفسكم ) قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن لنفسك عليك حقا ) إذا قصدوا بذلك الاستعانة بالأكل والشرب على طاعة الله ولاسيما إذا كان معينا إعانة مباشرة كما في قوله عليه الصلاة والسلام ( تسحروا فإن في السحور بركة )
الرابع إذا قصد بذلك التبسط بنعم الله فإن الله يحب من عبده أن يتبسط بنعمته لأن الكريم يحب أن يتبسط الناس بكرمه ومن أشرف وقت عند الكريم أن يطرق بابه الضيوف ليكرمهم اليس كذلك؟ لكن البخيل بالعكس إذا قرع الباب قال ما هو موجود نعم لكن الثاني يكون قد فتح بابه للناس يفرح إذا جاء الناس وتبسطوا بضيافته إذن قصد الإنسان التنعم بنعمة الله والتبسط بها لا شك أن هذا قربة إلى الله عز وجل لأن الله يحب إذا أنعم بنعمة أن يرى أثر نعمته عليه استغفر الله عم
يذكر ابن القيم أن النار ناران نار عصاة الموحدين ونار الكفار فالنار التي تفنى هي نار عصاة الموحدين ونار الكفار لا تفنى أليس هذا التفصيل يقضي أن ابن القيم لا يقول بفناء النار .؟
الشيخ : لا هو ذكر في كتاب شفاء العليل الخلاف في نار جهنم التي هي لكافرين
الطالب : اليس هذا تقييد ما اطلقه في شفاء العليل ؟
الشيخ : ما هو...الكلام على تعليق شيخنا على هذا الذي وجده أمامه
8 - يذكر ابن القيم أن النار ناران نار عصاة الموحدين ونار الكفار فالنار التي تفنى هي نار عصاة الموحدين ونار الكفار لا تفنى أليس هذا التفصيل يقضي أن ابن القيم لا يقول بفناء النار .؟ أستمع حفظ
الذين بلغتهم الرسالة وولد في بيئة عم فيها الشرك وغرسوا في نفسه عداوة أهل العقيدة الصحيحة فما حكم هذا الرجل .؟
الشيخ : الظاهر أنه قد قامت عليه الحجة لأن الله أقام الحجة على المشركين مع أن عامة المشركين أو عوام المشركين لا يفهمون
الطالب : هو مسلم ولكن ؟
الشيخ : لكنه مسلم مشرك فمثلا إذا قيل له أن الذهاب إلى صاحب القبر ودعائه شرك
الطالب : هو ما يعرف هذا
الشيخ : أما إن لم يعرف هذا معناه لم تقم عليه الحجة إنما قولنا في رجل يعرف قيل له هذا شرك وقيل له إن الله يقول (( ادعوا الله مخلصين له الدين )) وقيل له إن الله يقول ( وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين )) بينت له الآيات أما مجرد أن يأتيه رجل من الناس ويقول له ترى هذا شرك فقد لايكون في هذا اقامة للحجة عرفت
9 - الذين بلغتهم الرسالة وولد في بيئة عم فيها الشرك وغرسوا في نفسه عداوة أهل العقيدة الصحيحة فما حكم هذا الرجل .؟ أستمع حفظ
بعض الناس لا يعرف عن الإسلام شيئا إلا اسمه فهل هذا كاف في قيام الحجة عليه .؟
الشيخ : هذه المسألة تبنني على خلاف العلماء هل العذر إقامة الحجة أو فهم الحجة فمن العلماء من يقول إذا قامت الحجة سواء فهمها المدعو أو لم يفهمها فلا عذر له ومنهم من يقول لابد من أن يفهم الحجة تقام عليه ويفهمها أما إذا بعث رسول يدعو إلى الهدى ولكن ما فهم هذا الشيء فإنها لا تقوم عليه الحجة لأن الله تعالى قال (( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء )) بعد أن يبين ويعرض ينقسم الناس في هؤلاء الرسل إلى ضال ومهتدي والمسألة تحتاج إلى تأمل في الواقع هل يكتفى بمجرد قيام الحجة وعليه اذا قامت عليه الحجة أن يبحث عن المعنى فيقال أنت فرطت ...- انتهى الوقت ما في أسئلة -فيقال لماذا لم تستفهم فأنت مقصر ؟ أو يقال أن الرجل اذا قامت عليه الحجة وبلغته لكن على وجه مشوش فهذا معذور لاسيما إذا مات في زمن لم يتمكن فيه من البحث والاستفسار على كل حال هي مسألة لها غور عظيم وتحتاج إلى مراجعة كلمات أهل العلم في هذه المسألة مراجعة تامة لأنها في وقتنا الحاضر تدعو الحاجة إلى فهمها إذ أن فيه كثير من المسلمين على هذا الوجه يعني بين لهم الحق أو عرض لهم الحق عرضا مشوشا كما يوجد بين أهل البدع الآن مثلا فيه ناس عندهم بدعة الرافضة بدعة الخوارج بدعة الأشعرية بدعة المعتزلة بدع كثيرة مشوش على الناس فيها ولبس فيها الحق بالباطل فكثير من الناس يظنون أن الحق معهم وهم على بدعة وضلالة فالمسألة تحتاج إلى بحث تام في هذا الموضوع ومراجعة كلام أهل العلم لاسيما العلماء المتحررون في أفكارهم كشيخ الإسلام ابن تيمية والشيخ محمد بن عبد الوهاب ومن أشبههم .
الطالب : (( سلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ (79) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (80) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (81) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (82) وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (83) إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (84) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (85) أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (86) فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (87) فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ (89) ))..
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم سبق لنا بيان الفوائد وأظن وصلنا إلى قوله تعالى (( فانظر كيف كان عاقبة المنذرين ))؟
الطالب :...
الشيخ : (( ولقد نادانا ))
فوائد قول الله تعالى : (( ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون )) .
بيان تأكيد الشيء بالقسم إذا دعت الحاجة إليه وأن هذا من فصيح الكلام لأن الله سبحانه وتعالى أكد هذا بالقسم واللام وقد
ومن فوائده حث النبي صلى الله عليه وسلم وغيره على دعاء الله سبحانه وتعالى وأن الله إذا ناداه عبده بالدعاء أجابه
ومن فوائدها إثبات سمع الله لقوله (( ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون )) ولا إجابة إلا بعد السمع
ومن فوائدها الثناء على نوح عليه الصلاة والسلام وذلك بلجوئه إلى ربه عند حلول المضايق
ومن فوائد قوله (( فلنعم المجيبون )) الثناء على الله سبحانه وتعالى لكمال الإجابة لأن الثناء على المجيب يستلزم الثناء على الإجابة فإجابة الله عز وجل ليست كإجابة غيره بل هي إجابة فضل وإحسان قد يعطي الإنسان أكثر مما سأل
ومن فوائدها بيان رحمة الله سبحانه وتعالى في إجابة دعوة الداعي وبيان قدرته على إجابة الدعوة لأن الإجابة تستلزم القدرة عليها إذ أن العاجز لا يمكن أن يجيب
ومن فوائدها بيان عظمة الله وذلك بالإتيان بالواو في صفته في قوله المجيبون فإن هذه قطعا ليست للجمع لأن الله واحد ولكنها للتعظيم .