تتمة فوائد قول الله تعالى : (( فراغ إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون * ما لكم لا تنطقون * فراغ عليهم ضربا باليمين )) .
ومن فوائدها أيضا أنه ينبغي للإنسان إذا عمل عملا أن يكون فيه جادا وحازما فيفعله بقوة لا بتوان وكسل خلافا لما يقوم به بعض الناس من الأعمال حيث تجده يواجه عمله بضعف وتوان وكسل والإنسان في الحقيقة مع نفسه على ما اعتاد إذا اعتاد الحزم والقوة وألا يدع عملا لوقت مستقبل صار حازما في أعماله مدركا لأعماله أما إذا كان كسولا متهاونا يقول أدع هذا الشيء لبكرة فإن الأعمال سوف تتراكم عليه وسوف يجد في النهاية أنه عاجز عنها اليس كذلك ؟ لأنه إذا أخر عمل اليوم إلى غد اجتمع عليه الغد عملان عمل ماض وعمل الحاضر فإن أخره مرة أخرى اجتمع عليه ثلاثة أعمال وهكذا حتى يعجز ويكل ولهذا منع الإنسان الذي عليه قضاء رمضان منع أن يؤخره إلى ما بعد رمضان الثاني لماذا ؟ لأنه إذا أخره للثاني تراكمت عليه الديون ثم عجز بالتالي عن قضاء هذه الديون المهم أن قوله (( فراغ عليهم ضربا باليمين )) يستفاد منها أنه ينبغي للإنسان أن يقابل أعماله بقوة وحزم حتى يتمها بكل سهولة
1 - تتمة فوائد قول الله تعالى : (( فراغ إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون * ما لكم لا تنطقون * فراغ عليهم ضربا باليمين )) . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( فأقبلوا إليه يزفون )) .
ومن فوائد الآية الكريمة أن الاجتماع له أثر حتى في الباطل لقوله (( فأقبلوا إليه )) يعني جميعا والناس إذا اجتمعوا صار بعضهم لبعض ظهيرا ومن المعلوم أن الإنسان ينتصر ويقوى بغيره
يتفرع على هذه الفائدة أن الإنسان إذا أراد عملا هاما وخشي أن يعجز عنه بنفسه فالأفضل أن يستعين بغيره ولا يقول أن هذه استعانة بغير الله لأن الله قال لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم (( هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم )) ولا يعد هذا نقصا في التوكل على الله عز وجل لأن النبي صلى الله عليه وسلم سيد المتوكلين ومع ذلك فإن الله قال (( هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين )) وقال (( وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله )) وهذه نقطة يغفل عنها بعض الناس تجده يهم بالأمر العظيم ولكن لا يتخذ له مناصرا وفي هذا التصرف نظر ولكن يجب أن تراعى الحكمة في هؤلاء المناصرين هل الحكمة أن يذهبوا جميعا ...أو أن يتفقوا على الرأي وإن تفرقوا في الذهاب ؟ أقول يجب أن تستعمل الحكمة هنا لأنه قد يكون من الحكمة أن يذهبوا جميعا وقد يكون من الحكمة أن يذهبوا متفرقين لكن يتفقون على رأي واحد وهذه ترجع في الواقع إلى العمل الذي يريدون الاتفاق عليه وإلى المواجه الذي يريدون أن يواجهوه فإن بعض الناس قد يتأثر بالجماعة الكثيرة ويخضع لهم وبعض الناس قد تأخذه العزة بالإثم ويظن أن هذا من باب التظاهر عليه فلا يقبل منه صرفا ولا عدلا المهم أن الاجتماع على الشيء سبب للعزة والانتصار ولكن كيف يعالج الشيء الذي اجتمعنا عليه هل يعالج على سبيل الانفراد أولا على سبيل الاجتماع هذا يرجع إلى ما تقتضيه الحال والإنسان ينبغي أن يستعمل الحكمة في ذلك .
القارئ : (( فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ))[الصافات:102].
الشيخ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تعالى (( قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم )) اظن ...
تتمة فوائد قول الله تعالى : (( فأقبلوا إليه يزفون * قال أتعبدون ما تنحتون * والله خلقكم وما تعملون )) .
من فوائد هذه الآية وما بعدها أن أهل الباطل يسرعون إلى نيل غرضهم لقوله (( فأقبلوا إليه يزفون )) وإذا كان أهل الباطل يسرعون إلى نيل غرضهم فأهل الحق أسرع منه لأن أهل الحق منصورون وأهل الباطل مخذولون
ومن فوائد الآية الكريمة أن الاجتماع على الشيء من أسباب نيل المراد يعني كلما اجتمع الناس على أمر كان ذلك أقرب إلى نيل مرادهم لقوله (( فأقبلوا إليه )) يعني ولم يأتوا واحدا ، واحدا وهذا أقوى في الشوكة فيتفرع على هذا أنه ينبغي للإنسان إذا أراد أمرا أن يجتمع عليه مع إخوانه ولكن هل من الحكمة أن يأتوا جميعا مجتمعين أو يأتوا أفرادا لكن يتفقوا على أمر ذكرنا أن هذا يرجع إلى ما تقتضيه الحال فيتبع في ذلك ما هو أصلح فقد يكون الاجتماع جميعا أصلح وقد يكون بالعكس
ومن فوائد هذه الآية أيضا أن هؤلاء القوم ينتصرون لأصنامهم ومعبوداتهم مع أنها باطلة فينبغي أن يكون أهل الحق الذين ينتصرون لله أشد منهم انتصارا في دين الله سبحانه وتعالى وإذا نظرت إلى واقع المسلمين اليوم وجدت أنهم متفرقون فكل عالم لا يأتي إلى عالم و يشاوره ولا يأخذ برأيه بل إنه مع الأسف ربما يضاده في رأيه مع علمه بأنه على حق لكن يكون فيه شبه من اليهود الذين حسدوا العرب على ما أعطاهم الله عز وجل من النبوة العظيمة الذي جعلها فيهم فإن اليهود كانوا يستفتحون على الذين كفروا وينتصرون عليهم يعني يؤملون النصر عليهم باتباع محمد صلى الله عليه وسلم فلما جاء محمد كفروا بمحمد لأنهم يظنون أنه يأتي من بني إسرائيل وأتى من العرب وهم يظنون هذا تمنيا وإلا فهم يعرفون النبي صلى الله عليه وسلم كما يعرفون أبناءهم
ومن فوائد قوله (( أتعبدون ما تنحتون )) الإنكار على أهل الباطل بباطلهم عن طريق العقل الاحتجاج على أهل الباطل بباطلهم عن طريق العقل كيف ذلك ؟ أتعبدون ما تنحتون يعني كيف تنحتونه أنتم وتصنعونه انتم ثم بعد ذلك تعبدونه أليس الأولى من الناحية العقلية أن يكون هذا المنحوت هو الذي يعبدكم لأنكم أنتم الذين نحتموه و أوجدتموه ولكن عقولهم منتكسة فصار الأمر بالعكس يعبدون ما ينحتون
ومن فوائد الآية في قوله (( والله خلقكم وما تعملون )) إقامة الدليل على أن الله وحده هو الذي يستحق أن أن يعبد لقوله الذي خلقكم فالخالق هو الذي يعبد كيف يعبد ما لم يخلقه وتدع من خلقك أو تعبد من لم يخلقك مشركا له مع من خلقك ولهذا أقام الله البرهان على أنه لا يصح أن يعبد سواه بقوله (( يا أيها الناس اعبدوا الله الذي خلقكم والذين من قبلكم )) فقال اعبدوا ربكم الذي خلقكم ولم يقل اعبدوا الله إقامة للدليل عليهم بالربوبية
ومن فوائد الآية الكريمة أن أعمال العباد مخلوقة لله لقوله (( خلقكم وما تعملون )) سواء جعلنا ما مصدرية أم موصولة إن جعلناها مصدرية فالأمر واضح خلقكم وخلق عملكم وإن جعلناها موصولة فلأن خلق المعمول فرع عن خلق العمل فإذا كان معمولك الذي باشرت أنت عمله مخلوقا لله فكيف بعملك الذي كان من عند الله وهذا وفي هذه الآية رد على من ؟ على القدرية الذين أنكروا أن يكون لله تعالى شأن في أعمال بني آدم وقالوا أن الإنسان مستقل بعمله ليس لله فيه إرادة ولا خلق
في الآية أيضا رد على الجبرية الذين يقولون أن الإنسان مجبر على عمله لقوله (( تعملون )) حيث أضاف العمل إليهم وإضافة العمل إلى الإنسان تقتضي أنه هو العامل وهو الفاعل حقيقة وهو كذلك فالإنسان في الواقع هو الذي يعمل ويفعل ويريد ويختار فإذا كان فيها رد على الطائفتين المنحرفتين فأي طائفة تؤيدها ؟ تؤيد طائفة السنة والجماعة الذين قالوا إن الإنسان له قدرة واختيار وإيجاد لعمله ولكن الذي خلقه وخلق هذه القدرة والإرادة هو الله فهو ففعله مضاف إلى الله خلقا وتقديرا ويضاف إليه إيجادا ومباشرة فهو مضاف للعبد باعتبار ومضاف إلى الله باعتبار آخر
ومن فوائد الكريمة أيضا ما سبقت الإشارة إليه وهو إقامة الحجة على أهل الباطل بباطلهم عن طريق العقل فإذا كان الله خلقهم وخلق ما يعملون فكيف يعبدون هذا المخلوق لله ويجعلونه شريكا مع الله في العبادة
3 - تتمة فوائد قول الله تعالى : (( فأقبلوا إليه يزفون * قال أتعبدون ما تنحتون * والله خلقكم وما تعملون )) . أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم * فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين )) .
4 - تفسير قول الله تعالى : (( قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم * فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين )) . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( قالوا )) بينهم (( ابنوا له بنيانا )) فاملأوه حطبا وأضرموه بالنار فإذا التهب (( فألقوه فى الجحيم )) النار الشديدة .
5 - التعليق على تفسير الجلالين : (( قالوا )) بينهم (( ابنوا له بنيانا )) فاملأوه حطبا وأضرموه بالنار فإذا التهب (( فألقوه فى الجحيم )) النار الشديدة . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( فأرادوا به كيدا )) بإلقائه في النار لتهلكه (( فجعلناهم الأسفلين )) المقهورين فخرج من النار سالما .
الوجه الأول أنه سلم مما أرادوا من إهلاكهم
الوجه الثاني أن الله عز وجل أكرمه بأمر لم يكن معهودا عند البشر ما هو ؟ سلامته من النار التي ظنوا أنها ستحرقه فصاروا أسفلين من هذين الوجهين الوجه الأول يا اخ ما هو ؟
الطالب: سلامته من النار
الشيخ : سلامته من النار التي أرادوا أن تهلكه الثاني
الطالب: ان الله اكرمه بأمر لم يكن معهودا
الشيخ : صح أن الله اكرمه بأمر لم يكن معهودا وهذا بلا شك يوجب أن يكون عاليا عليهم بل عاليا علوا بالغا لأنه قال (( الأسفلين )) والسفلين هذه اسم تفضيل أي البالغ في الأسفل أو في السفل غايته فجعلناهم الأسفلين وهنا نسأل عن الإعراب يا خالد
الطالب:...
الشيخ : اي
الطالب:...
الشيخ : والهاء ؟
الطالب: مفعول اول
الشيخ : مفعول اول وجعلنا من أفعال القلوب ؟
الطالب:...
الشيخ : هل هي من افعال القلوب وإلا من أفعال التصيير ؟
الطالب:...
الشيخ : هل جعل... من افعال القلوب
الطالب:...
الشيخ : مثاله جعل من افعال القلوب يا هداية الله
الطالب: اذا كانت بمعنى ...
الشيخ : نعم لكن نريد مثالا من لها ؟
الطالب:...
الشيخ : لا جعل ليس من أفعال القلوب من أفعال الجوارح (( وجعلوا الملائكة الذي هم عباد الرحمن إناثا )) جعلوا بمعنى صيروا لا ولكن اعتقدوهم إناثا المهم أن قوله (( فجعلناهم الأسفلين )) من أفعال التصيير وليست من أفعال القلوب وكلاهما يعني جعل التي من أفعال القلوب والتي من أفعال التصيير كلاهما ينصب المفعولين
6 - التعليق على تفسير الجلالين : (( فأرادوا به كيدا )) بإلقائه في النار لتهلكه (( فجعلناهم الأسفلين )) المقهورين فخرج من النار سالما . أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين * رب هب لي من الصالحين )) .
فإن قلت هل أمر بذلك أو أذن له بذلك فالجواب نعم أذن له بذلك والدليل أن الله سبحانه وتعالى أقره فلم ينكر عليه لكن يونس عليه الصلاة والسلام لما ذهب من غير أن يؤذن له بين الله سبحانه أن ذهابه عن غير إذن فقال (( وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت )) ولما ذكر هجرة إبراهيم لم يذكر ما فيه انتقاد عليه
التعليق على تفسير الجلالين : (( وقال إنى ذاهب إلى ربي )) مهاجر إليه من دار الكفر (( سيهدين )) إلى حيث أمرني ربي بالمصير إليه وهو الشام ، فلما وصل إلى الأرض المقدسة قال : (( رب هب لي )) ولدا (( من الصالحين * فبشرناه بغلام حليم )) أي ذي حلم كثير .
(( إني ذاهب إلى ربي سيهدين رب هب لي من الصالحين )) " هب لي ولدا من الصالحين " أشار المؤلف بقوله ولدا إلى أن المفعول الثاني لهب محذوف تقديره ولدا وقوله من الصالحين الصالح هو الذي صلح ظاهره وباطنه ومن صلاحه أن يكون قائما بحقوق الله وحقوق عباده وهو ضد الفاسد وفساد كل شيء بحسبه وصلاح كل شيء بحسبه فصلاح الطعام أن يكون قابلا للأكل مهيئا له وفساده أن يكون غير صالح للأكل ولا قابلا للأكل وصلاح الإنسان أن يكون مهيئا مستعدا لما أمر به قائم بأمر الله في حقوقه وحقوق عباده
(( رب هب لي من الصالحين فبشرناه بغلام حليم ))" أي ذي حلم كثير " الفاء في بشرناه تدل على الترتيب والتعقيب وربما تدل أيضا على السببية أي فبسبب دعائه لله أجاب الله دعوته وبشره بغلام حليم أي ذي حلم كثير وأفاد المؤلف بقوله " حلم كثير " إلى أن حليم هنا صيغة مبالغة ولكن يحتمل أن تكون صفة مشبهة أي بغلام صفته الدائمة المستمرة الحلم
8 - التعليق على تفسير الجلالين : (( وقال إنى ذاهب إلى ربي )) مهاجر إليه من دار الكفر (( سيهدين )) إلى حيث أمرني ربي بالمصير إليه وهو الشام ، فلما وصل إلى الأرض المقدسة قال : (( رب هب لي )) ولدا (( من الصالحين * فبشرناه بغلام حليم )) أي ذي حلم كثير . أستمع حفظ
قوله تعالى : (( قلنا يانار كوني بردا وسلاما على إبراهيم )) هل كانت على إبراهيم خاصة .؟
الشيخ : الله اعلم أما ظاهر الآية على إبراهيم فقط .
الطالب: على طبيعتها
الشيخ : على طبيعتها هذا ظاهر الآية
الطالب:...
الشيخ :...الله اعلم لكن ظاهر الآية أنها برد وسلام على هذا الرجل فقط
الطالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (( فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98) وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102 فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) ))
9 - قوله تعالى : (( قلنا يانار كوني بردا وسلاما على إبراهيم )) هل كانت على إبراهيم خاصة .؟ أستمع حفظ
تتمة تفسير قول الله تعالى : (( فبشرناه بغلام حليم )).
تفسير قول الله تعالى : (( فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين )) .
11 - تفسير قول الله تعالى : (( فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين )) . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( فلما بلغ معه السعي )) أي أن يسعى معه ويعينه . قيل : بلغ سبع سنين ، وقيل : ثلاث عشرة سنة (( قال يابني إنى أرى )) أي رأيت (( فى المنام أني أذبحك )) ورؤيا الأنبياء حق وأفعالهم بأمر الله تعالى (( فانظر ماذا ترى )) من الرأي : شاوره ليأنس بالذبح وينقاد للأمر به (( قال ياأبت )) التاء عوض عن ياء الإضافة (( افعل ما تؤمر )) به (( ستجدني إن شآء الله من الصابرين )) على ذلك .
الطالب: مضارع
الشيخ : عبر بالمضارع عن الماضي ليبين أنه مستمر على تنفيذ حكم هذه الرؤيا قال إني أرى أني أذبحك أو نزل الماضي منزلة الحال كأنه الآن يرى أنه يذبحه وعلى كل حال فإن أرى هنا أبلغ من رأيت لأن رأيت شيئا مضى أما هذا فهو شيء حاضر يدل على الاستمرار وأنه سينفذ حكم ما رأى في المنام
" أني أذبحك ورؤيا الأنبياء حق وأفعالهم بأمر الله " هذان كلمتان يعبران عن سؤال مقدر أولا قوله (( إني أرى في المنام أني أذبحك )) قد يقول قائل رؤيا المنام أضغاث أحلام فأجاب عن ذلك بقوله " رؤيا الأنبياء حق " أنا لو رأيت في المنام أني أعتقت عبيدي أو أوقفت دوري هل يكون ذلك ماثلا ؟ لا ولا أؤمر بذلك من أجل هذه الرؤيا لكن رؤيا الأنبياء حق يعني أنها وحي والجواب الثاني قال" وأفعالهم بأمر الله " وهو أيضا جواب عن سؤال مقدر وإذا كانت هذه الرؤيا حقا فهل يثبت به حكم شرعي فأجاب المؤلف بما يقتضي نعم لماذا لأن أفعال الأنبياء بأمر الله لاسيما مثل هذا الفعل العظيم هذا الفعل العظيم هو من أكبر الكبائر لايش ؟ لأنه قتل نفس بغير حق وليست نفسا بعيدة قتل نفس قريبة فهو جامع بين قتل النفس وبين قطيعة الرحم لأن من قتل أجنبيا ليس كمن قتل قريبا لكن هذا الذنب العظيم إذا كان بأمر الرب الذي له ملكوت السماوات والأرض صار طاعة كما أن السجود لغير الله شرك ولما كان بأمر الله كان تركه كفرا (( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين )) المهم أن المؤلف أجاب عن هذه الرؤيا بأنها فعل من نبي وأفعال الأنبياء بأمر الله عز وجل تقع بأمر الله لأنهم معصومون
(( قال فانظر ماذا ترى )) من الرأي يعني فكر في أمرك وانظر ماذا ترى فكان جوابه جوابا عظيما عجيبا قال يا أبت افعل ما تأمر وهذا شبيه بما وقع من عائشة رضي الله عنها حين خيرها النبي صلى الله عليه وسلم بين أن تبقى معه وأن تفارقه للدنيا وقال لها ( استأمري أبويك ) يعني استشيريهم فقالت رضي الله عنها ( أفي هذا أستأمر أبوي إني أختار الله ورسوله والدار الآخرة ) .
12 - التعليق على تفسير الجلالين : (( فلما بلغ معه السعي )) أي أن يسعى معه ويعينه . قيل : بلغ سبع سنين ، وقيل : ثلاث عشرة سنة (( قال يابني إنى أرى )) أي رأيت (( فى المنام أني أذبحك )) ورؤيا الأنبياء حق وأفعالهم بأمر الله تعالى (( فانظر ماذا ترى )) من الرأي : شاوره ليأنس بالذبح وينقاد للأمر به (( قال ياأبت )) التاء عوض عن ياء الإضافة (( افعل ما تؤمر )) به (( ستجدني إن شآء الله من الصابرين )) على ذلك . أستمع حفظ