تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( فانظر ماذا ترى )) من الرأي : شاوره ليأنس بالذبح وينقاد للأمر به (( قال ياأبت )) التاء عوض عن ياء الإضافة (( افعل ما تؤمر )) به (( ستجدنى إن شآء الله من الصابرين )) على ذلك .
(( ستجدني إن شاء الله من الصابرين )) ما شاء الله نعم ستجدني هذه السين كما قلنا فيما سبق قريبا للتنفيس وتفيد شيئين التوكيد وقرب... والتأكيد يعني تحقق هذا الشيء ولكنه لما كان أمرا مستقبلا والإنسان لا يثق أن يقوم بالأمر المستقبل قال إن شاء الله ستجدني إن شاء الله وأتى بالاستثناء قبل ذكر المفعول الثاني للمبادرة به (( ستجدني إن شاء الله من الصابرين )) ولم يقل ستجدني من الصابرين إن شاء الله فبدأ بالاستثناء الدال على الاستدراك يعني إن لم يشأ الله لن تجدني كذلك ولكن (( ستجدني إن شاء الله من الصابرين )) نعم وقوله (( إن شاء الله )) جملة معترضة بين مفعولي تجد لأن المفعول الأول الياء والثاني من الصابرين أي من الصابرين على ايش ؟ على أمر الله هذه الأمر العظيم الصابرين على بلاء الله لأن هذا من بالبلاء العظيم أن يصبر الإنسان على أن يقتل امتثالا لأمر الله سبحانه وتعالى وهنا لم يقل ستجدني إن شاء الله صابرا قال (( من الصابرين )) إشارة إلى أنه عليه الصلاة والسلام سيكون له تأس بمن سبق حتى يكون من جملة المتصفين بهذا الوصف وهو الصبر
1 - تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( فانظر ماذا ترى )) من الرأي : شاوره ليأنس بالذبح وينقاد للأمر به (( قال ياأبت )) التاء عوض عن ياء الإضافة (( افعل ما تؤمر )) به (( ستجدنى إن شآء الله من الصابرين )) على ذلك . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( فلما أسلما )) خضعا وانقادا لأمر الله تعالى (( وتله للجبين )) صرعه عليه ، ولكل إنسان جبينان بينهما الجبهة وكان ذلك بمنى ، وأمر السكين على حلقه فلم تعمل شيئا بمانع من القدرة الإلهية (( وناديناه أن ياإبراهيم )).
(( أسلما )) وتله معطوف عليه (( وناديناه )) لا يستقيم أن نجعله معطوفا على أسلما ولكن اختلف العلماء في الواو هنا فقيل أنها زائدة وتقدير الكلام فلما أسلما وتله للجبين ناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا وقال آخرون ليست بزائد لأن زيادة الحروف المعنوية التي تقتضي المغايرة لا يمكن أن يقع في القرآن الكريم بل هي معطوفة على شيء مقدر فالتقدير فلما أسلما وتله للجبين تحقق تنفيذ أمر الله أو ما أشبه ذلك من الكلام المناسب ثم عطف على الجواب المحذوف قوله (( وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا ))
2 - التعليق على تفسير الجلالين : (( فلما أسلما )) خضعا وانقادا لأمر الله تعالى (( وتله للجبين )) صرعه عليه ، ولكل إنسان جبينان بينهما الجبهة وكان ذلك بمنى ، وأمر السكين على حلقه فلم تعمل شيئا بمانع من القدرة الإلهية (( وناديناه أن ياإبراهيم )). أستمع حفظ
إبراهيم عليه السلام لما ترك هاجر هل رجع إليها .؟
الشيخ : رجع إليهم وحصلت القصة هذه ثم ذهب ثم رجع مرة ثانية بعد أن تزوج إسماعيل
لماذا لم يذكر في القرآن موقف أم اسماعيل عليه السلام .؟
الشيخ : الله أعلم لا نعرف لماذا لم يذكر هل هي قد ماتت أم هي موجودة الله أعلم
هل يجوز العمل بالرؤية المنامية بعد انقطاع الوحي إذا رأيت أمرا شرعيا .؟
الشيخ : أبد لا يجوز العمل بالرؤيا ولو صادقة فيما يخالف الأحكام الشرعية أما ما يؤيد الأحكام الشرعية وتشهد له النصوص بالصحة يمكن
فوائد قول الله تعالى : (( قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم * فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين )) .
(( فأرادوا به كيدا ))
ومن فوائدها أن النار التي أضرموها في هذا البنيان كانت عظيمة لقولهم (( في الجحيم )) وهي النار العظيمة ومن فوائدها عتوهم لأنهم قالوا ألقوه والإلقاء يدل على العنف وعدم الرحمة وهو كذلك هم لو كانوا يريدون رحمته ما هموا بإحراقه
ومن فوائدها أيضا أن نيتهم هذه نية عدوان لأنهم قالوا (( ابنوا له )) واللام ذكرنا أنها للتعليل يعني ما بنوا هذا البنيان إلا بهذه النية السيئة
ومن فوائد هذه الآيات في قوله (( فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين )) بيان ما يكنه أعداء الإسلام للمسلمين وللإسلام من إرادة الكيد بالإسلام وأهله وهذا كما أنه في الأمم السابقة فيكون في الأمم اللاحقة لقول الله تعالى (( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين ))
ومن فوائدها الرد على الجبرية لقوله (( فأرادوا به كيدا )) والجبرية ينفون أن يكون للإنسان إرادة في فعله لأنهم يرون أن الإنسان مجبر على الفعل وأن فعله الواقع بإرادته كفعله الواقع بغير إرادته الكل عندهم سواء ومن فوائد الآية الكريمة أن هؤلاء الذين كادوا كاد الله بهم فجعلهم هم الأسفلين
ومن فوائدها أن من تعالى على الحق فإن الله تعالى يجازيه بنقيض قصده لأن هؤلاء أرادوا العلو والفساد في الأرض فعاملهم الله تعالى بنقيض قصدهم فجعلهم الأسفلين
ومن فوائد الآية الكريمة أن الحكم لله عز وجل وأن بني آدم مهما بلغوا من الطغيان فإنهم تحت حكم الله تعالى وسلطانه لقوله (( فجعلناهم الأسفلين ))
ومن فوائدها أن الجزاء من جنس العمل لأن هؤلاء لما طغوا واعتدوا وتعالوا عاقبهم الله تعالى بالسفل المناقض لما أرادوا فكانت العقوبة مناسبة للفعل
6 - فوائد قول الله تعالى : (( قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم * فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين )) . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين * رب هب لي من الصالحين * فبشرناه بغلام حليم )) .
ومن فوائدها ثقة إبراهيم عليه السلام بربه حيث قال (( إني ذاهب إلى ربي سيهدين ))
ومن فوائدها الإشارة إلى الإخلاص في العمل لقوله (( إني ذاهب إلى ربي )) وهذا فيه إخلاص القصد لله عز وجل وهذه هي النية الصالحة أن يكون الإنسان قاصد بعمله الوصول إلى رضا الله عز وجل
ومن فوائدها أيضا تحنن الإنسان إلى ربه في الدعاء بأن يأتي بالعبارات الدالة على التحنن والتعطف والافتقار إلى الرب لقوله (( إلى ربي )) فأضاف الربوبية إلى نفسه من باب التلطف والتحنن إلى الله عز وجل
ومن فوائد الآية الكريمة أنه يجب على الإنسان ألا يعتمد على نفسه بل يعتمد على ربه عز وجل لقوله هنا (( سيهدين ))
ويستفاد من الجملة ما أشرنا إليه أيضا من الفوائد وهي ثقة إبراهيم بالله عز وجل
ومن فوائد هذه الآيات في قوله (( رب هب لي من الصالحين )) أن كل أحد وإن علا قدره من البشر مفتقر إلى الله عز وجل ومفتقر إلى من يعينه لقوله (( رب هب لي من الصالحين )) والمؤلف رحمه الله قدر أن في الآية محذوفا تقديره ولدا وكأنه خص هذا الطلب بالولد لقوله تعالى (( فبشرناه بغلام حليم )) على أن الآية تحتمل أن المحذوف ليس كلمة ولدا وأنه حذف المعمول لإفادة العموم يعني هب لي من الصالحين من يكون عونا لي من الأولاد وغيرهم لأن القوم الذين كان فيهم غير صالحين فسأل الله أن يهب له من الصالحين من يعينه ويساعده فكانت الإجابة من الله أن بشره بمن يعينه من صلبه لقوله (( فبشرناه بغلام حليم )) فيكون هذا الوجه الذي ذكرنا أعم من الوجه الذي قاله المؤلف المؤلف خصه بالولد بقرينة قوله (( فبشرناه بغلام حليم )) وهذا الوجه الذي ذكرنا أن نقول أنه عام سأل الله أن يهبه من الصالحين من يكون عونا له وحذف المعمول لإفادة العموم
ومن فوائد الآية الحث على الاستعانة بالصالحين لقوله (( رب هب لي من الصالحين )) وأنه ينبغي للإنسان أن يكون قرناؤه من الصالحين لأن القرين الصالح يعينك على الخير ويحذرك من الشر وكما مثل الرسول عليه الصلاة والسلام للقرين الصالح الجليس الصالح بحامل المسك ( إما أن يحذيك وإما أن يبيعك وإما أن تجد منه رائحة طيبة )
ومن فوائد الآية الكريمة في قوله (( فبشرناه بغلام حليم )) إجابة الله سبحانه وتعالى للدعاء لقوله فبشرناه والفاء هنا ما تفيد؟
الطالب : ...
الشيخ : ما حضرت ؟
الطالب : حضرت لكن لا اعرف اللغة
الشيخ : ما لغة هذه هذا معنى
الطالب : تفيد التعقيب والترتيب
الشيخ : وغيره
الطالب :...
الشيخ : وغيره نعم التعقيب غير الترتيب وغيره
الطالب : الفورية
الشيخ : هذا التعقيب
الطالب : السببية
الشيخ : السببية على كل حال فبسبب دعائه بادرنا ببشارته فبشرناه
يلزم ويتفرع من هذه الفائدة وهي إجابة الله عز وجل لما دعاه صدق وعده لقوله (( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم )) وقدرته على تحقيق ما وعد به لأنه لو كان عاجزا لم يعط ما دعي به لأنه عاجز ولكن الله عز وجل على كل شيء قدير
ومن فوائد هذه الآية الثناء على إسماعيل بوصفه بالحلم
ومن فوائدها تبشير المرء بما ولد له من ولد ولاسيما إذا كان ذكرا لأن الله عبر عن إخبار إبراهيم أنه سيولد له بالبشارة فأخذ العلماء من هذا أنه تشرع بشارة من ولد له ولد ولاسيما إذا كان ذكرا
وهل يستفاد من الآية الكريمة إثبات كلام الله لو كانت البشارة من الله لكان يستفاد منها ذلك لكن بشرناه على لسان الملائكة هي التي بشرته فالله أعلم
7 - فوائد قول الله تعالى : (( وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين * رب هب لي من الصالحين * فبشرناه بغلام حليم )) . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك ... )) .
ومن فوائد الآية أن هذا الوقت الذي أمر إبراهيم بذبح ابنه فيه كان وقتا يكون فيه تنفيذ الأمر شديدا لأنه بلغ معه السعي فتنفيذ الأمر في هذه الحال يدل على كمال عبودية المأمور حيث نفذه في أشد ما يكون تعلقا بابنه ومن فوائد الآية الكريمة أنه ينبغي لمن أراد أن ينفذ شيئا مكروها لشخص أن يأتي بأسلوب يدل على أنه لا يريد الإضرار به وإنما هو أمر لابد منه لقوله (( يا بني )) إن إتيانه بهذه الصيغة على صيغة التلطف من أجل أن يبعد عنه تهمة أنه لا يحبه
ومن فوائد الآية الكريمة أنه يجوز امتحان الشخص بما لا يؤخذ رأيه فيه ولكن للاستعلام لقوله (( إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى )) فإن إبراهيم عليه السلام لا يريد أن ينظر لابنه إن قال لا تذبحني ترك الذبح بل يريد أن يعرف مدى قبوله واستعداده فيكون في هذا تورية والتورية لاشك أنها جائزة للاستعلام والاستخبار ولاسيما عند الحكم في القضاء
وقد مر علينا قصة سليمان عليه الصلاة والسلام في المرأتين اللتين تخاصمتا في ولد بينهما حيث تخاصمتا عند داوود فحكم به للكبرى ثم تخاصمتا عند سليمان فدعا بالسكين ليشقه نصفين بينهما وهل سليمان سيفعل لا لن يفعل أبدا ولكن هذا من باب التورية واستطلاع الحقيقة فلما دعا بالسكين واراهما أنه يريد أن يشقه نصفين قالت الصغرى " هو ولدها يا نبي الله " فعرف أنه لها لأنها أدركها حب الولد فتنازلت عن حقها منه ودعواها والكبيرة رضيت لأنه لا يهمها أن يقتل ابن هذه المرأة كما أكل الذئب ولدها
إذن يؤخذ من هذا أنه يجوز للإنسان أن يوري بالشيء لاستطلاع الأمر واستظهاره لأن إبراهيم عليه السلام لما قال لابنه انظر ماذا ترى فإن ظاهر ذلك أنه يريد أن يستشيره ويأخذ رأيه إن وافق وإلا لم ينفذ وليس الأمر كذلك بل أراد أن يختبره لأي شيء ؟ لينظر مدى قبوله لهذا الأمر واستعداده لتنفيذه
ومن فوائد الآيات أن رؤيا الأنبياء حق وذلك لأن إبراهيم اعتمدها ولو لم تكن حقا لم يعتمدها لكن لو رأى أحدنا مثل هذه الرؤيا أنه يذبح ابنه فهل هذا حق لا ليس بحق قطعا لأننا لا نؤمر أبدا عن طريق المنام أو عن طريق اليقظة بذبح أبنائنا لكن إما أن تكون رؤيا ويكون فيها إشارة إلى شيء مشابه وإما أن تكون من الشيطان ليحزنك أما أن تكون أمرا يجب تنفيذه فهذا لا يمكن .
القارئ: (( قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111 )).
الشيخ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم سبق لنا البحث إلى قوله (( رب هب لي من الصالحين )) أظن بعده ؟
الطالب:...
ومن فوائد الآيات في قوله تعالى (( يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تأمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ))
8 - فوائد قول الله تعالى : (( فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك ... )) . أستمع حفظ
تتمة فوائد قول الله تعالى : (( ... فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين )) .
ومن فوائد الآية الكريمة حسن أدب إسماعيل حيث قال في جواب أبيه يا أبت ولم يقل يا هذا أو يسكت بل (( قال يا أبت افعل ما تؤمر ))
ومن فوائدها أيضا أن الخبر قد يكون بمعنى الأمر لأن هذه الرؤيا كما مر علينا بمنزلة الخبر حيث لم يقل له في الرؤيا اذبح ولدك بل رأى نفسه يذبح الولد ولكن الخبر قد يكون بمعنى الأمر وهل يحتاج إلى قرينة في هذا أو لا ؟ الجواب نعم يحتاج إلى قرينة لأن الأصل في الخبر أنه لا يدل على الطلب ولكن إذا وجد قرينة تقتضي ذلك كان أمرا قال..
ومن فوائد الآية الكريمة جواز حث المفضول للفاضل على فعل الأوامر لقوله : (( افعل ما تؤمر ))
فيتفرع على هذه الفائدة أنه لا ينبغي للإنسان أن لا يحقر نفسه في الأمر بالخير فيقول مثلا هذا أجل مني هذا أعلم مني أكبر مني فلن آمره بشيء بل نقول مر بالخير سواء كنت أصغر سنا أو شأنا من المأمور أو مثله أو أكبر منه
ومن فوائد الآية الكريمة أنه ينبغي للإنسان أن يعلق كل أمر مستقبل على مشيئة الله لقوله (( ستجدني إن شاء الله من الصابرين )) لأن هذا أمر مستقبل وينبغي أن يعلق الإنسان كل شيء مستقبل بمشيئة الله سبحانه وتعالى فإن قال قائل كيف نفهم هذا الحكم من قول إسماعيل ؟ فالجواب أن الله سبحانه وتعالى قصه علينا لنعتبر به كما قال تعالى (( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب )) ويؤيد هذا أيضا شرعنا فإن الله قال لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم (( ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله ))
ومن فوائد الآية الكريمة أن الصبر يكون على امتثال الأوامر وعلى المصائب فإن قوله (( ستجدني إن شاء الله من الصابرين )) أي الصابرين على تنفيذ هذا الأمر وعلى ما يقتضيه من الآلام لأنه ذبح والصبر ثلاثة أقسام دلت هذه الآية على قسمين منها والثالث الصبر عن معصية الله
9 - تتمة فوائد قول الله تعالى : (( ... فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين )) . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( فلما أسلما وتله للجبين )).
ومن فوائدها أنه ينبغي للإنسان أن يحول بين نفسه وبين كل شيء قد يعيقه عن تنفيذ أمر الله لقوله (( تله للجبين )) فإن هذا يهون عليهم الأمر فيهون عليهم التنفيذ وربما يتفرع على هذه الفائدة العمل لسد الذرائع ومنعها الذرائع التي تحول بين المرء وبين تنفيذ أمر الله أو توجب أن يقع فيما نهى الله عنه ثم قال
تفسير قول الله تعالى : (( وناديناه أن يا إبراهيم * قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين )) .
(( أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا )) أي فعلت ما يقتضي تصديق هذه الرؤيا وقد رأى أنه يذبح ابنه وعزم على ذلك وقام ببعض العمل الذي يكون بين يدي الذبح فجعل الله تعالى ذلك تصديقا والرؤيا ما يراه الإنسان في منامه وهو ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
قسم رؤيا وقسم حلم وقسم يكون عن حديث النفس أما الأول فإنه من الله وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ( أن الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزئا من النبوة ) وأما الثاني فهو من الشيطان وغالب ما يكون هذا فيما يمتنع شرعا أو حسا وأو عقلا أي أن الشيطان يسول للشخص شيئا ممتنع في الشرع أو ممتنع في العقل أو ممتنعا بالحس وغالب ما يكون هذا أيضا من أجل إحزام الرأي وإخلال عقله وقد حدث رجلا النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى في المنام أنه قد ذبح وأن رأسه قد هرب وذهب الرجل يشتد وراء رأسه يريد أن يطلب رأسه فقال النبي ( لا تحدث الناس بما يتلاعب بك الشيطان في منامك ) لأن هذا الشيء غير معقول إنسان قطع رأسه وهرب الرأس وذهب يشتد وراءه ليأخذه ويضعه على رقبته هذا شيء ينافي العقل
أحيانا يضرب لك الشيطان مثلا بما يمتنع شرعا كما يذكر عن عبد القادر الجيلاني رحمه الله أنه رأى نورا عظيما وسمع من هذا النور قولا يقول إني أنا ربك وحدث فقال إنه قد وضع عنه الصلاة فقال له كذبت ولكنك شيطان بما عرف أنه كاذب ؟ بأنه حدثه بما يمتنع شرعا لأن وضع الصلاة لا يمكن أن يكون أبدا وهي أهم أركان الإسلام والوحي قد انقطع فإذا رأى الإنسان في منامه ما يمتنع شرعا فإنه من الشيطان
كذلك القسم الثالث من الحلم ما يريه الشيطان للإنسان في منامه لأجل أن يحزن وهذا كثير جدا ودواء هذا ما أخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم أن الإنسان ( إذا رأى في منامه ما يكره فليقم وليتفل عن يساره ثلاثا وليقل أعوذ بالله من شر الشيطان ومن شر ما رأيت ثم ينقلب إلى الجنب الآخر ولا يحدث الناس بما رأى وبعد ذلك لا يضره هذا الحلم ) عرفتم طيب فصار ما يريه الشيطان النائم إما ممتنع عقلا وإما ممتنع شرعا وإما لأجل الحزن وإدخال الهم والغم على الرائي لأن الشيطان حريص على ما يؤذي الإنسان أما القسم الثالث من أقسام الرؤيا فهو ما يحدث الإنسان به نفسه في اليقظة فإنه لشدة تعلق نفسه به قد يراه في منامه وهذا كثير أيضا وقد قال العامة إن رؤيا أهل نجد حديث قلوبهم اقولها باللغة العامية يعني يرون ما تتحدث به نفوسهم وهذا شيء كثير يوجد وقد حدثني بعض الناس أنهم كانوا إذا رأوا رؤيا تقع على حسب ما رأوا تماما إما في نفس اليوم أو بعد ايام قليلة ويقولون ان هذا الشيء مطرد لا نرى رؤيا إلا وقعت كما رأيناها لا يرونها على سبيل المثل بل يرونها هي مباشرة وهذا شيء عجيب حتى إن بعضهم يتأذى إذا رأى شيئا يكره ثم وقع على حسب ما يرى وهذا شيء نادر والنادر لا حكم له والحاصل أن الرؤيا في المنام تنقسم إلى .