تفسير قول الله تعالى : (( وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق )) .
التعليق على تفسير الجلالين : (( وما ينظر )) ينتظر (( هؤلاء )) أي كفار مكة (( إلا صيحة واحدة )) هي نفخة القيامة تحل بهم العذاب (( ما لها من فواق )) بفتح الفاء وضمها : رجوع .
2 - التعليق على تفسير الجلالين : (( وما ينظر )) ينتظر (( هؤلاء )) أي كفار مكة (( إلا صيحة واحدة )) هي نفخة القيامة تحل بهم العذاب (( ما لها من فواق )) بفتح الفاء وضمها : رجوع . أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب )) .
التعليق على تفسير الجلالين : (( وقالوا )) لما نزل (( فأما من أوتي كتابه بيمينه )) [ 19 : 69 ] الخ (( ربنا عجل لنا قطنا )) أي كتاب أعمالنا من (( قط الشيء )) إذا قطعه ، ومعروف في اللغة أن يقال للنصيب ( قط ) (( قبل يوم الحساب )) قالوا ذلك استهزاء .
الطالب : (( وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ * اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ * إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالإِشْرَاق * وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ * وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ * وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ )) .
4 - التعليق على تفسير الجلالين : (( وقالوا )) لما نزل (( فأما من أوتي كتابه بيمينه )) [ 19 : 69 ] الخ (( ربنا عجل لنا قطنا )) أي كتاب أعمالنا من (( قط الشيء )) إذا قطعه ، ومعروف في اللغة أن يقال للنصيب ( قط ) (( قبل يوم الحساب )) قالوا ذلك استهزاء . أستمع حفظ
مناقشة تفسير قول الله تعالى : (( وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة أولئك الأحزاب * إن كل إلا كذب الرسل فحق عقاب * وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق )).
الطالب : الفاحشة
الشيخ : نعم ، نعم .
الطالب : .....
الشيخ : لا ما هذه ذكرت في القرآن ، نعم .
الطالب : .....
الشيخ : (( يأتون في ناديهم المنكر )) المنكر هو .... الشيء ، طيب ماذا كان عقوبتهم هداية الله ؟
الطالب : عقوبتهم يعني انقلاب بيوتهم تنزل إلى الأسفل وهي أرضهم على الأسفل .
الطالب : يعني فيه قولان : ...
الشيخ : أن الله قلب مدائنهم ، والقول الثاني .
الطالب : يعني انقلب عليه الأرض جعل أعلاهم أسفل .
الشيخ : هذا نفس القول الأول .
الطالب : والقول الثاني : .....الأسفل .
الشيخ : تمام يعني أمطر الله عليهم حجارة من سجيل فهدمت البناء حتى كان أعلاها أسفلها ، طيب .
قوله : (( أولئك الأحزاب * إن كل )) كيف نعرب هذه عليان ؟
الطالب : ....
الشيخ : (( أولئك الأحزاب )) (( إن كل إلا كذب )) .
الطالب : .....
الشيخ : و (( الأحزاب )) .
الطالب : صفة .
الشيخ : صفة لـ (( أولئك )). طيب ما لها إعراب آخر ؟
الطالب : .....
الشيخ : طيب فتكون (( إن كل )) استئنافية لبيان مآل هؤلاء الأحزاب كذا ، طيب .
قال الله تعالى : (( إن كل إذا كذب الرسل )) كيف نعرب (( إن )) ؟
الطالب : إن النافية بمعنى ما .
الشيخ : ما علامة إن النافية ؟
الطالب : أن يقع بعدها إلا .
الشيخ : تمام طيب لماذا قال يا خالد، الرسل هل الرسل هنا جمع موزع على ما سبق توزيع أفراد أو توزيع جمع ؟
الطالب : محتملة لكن الأرجح أنها توزيع .
الشيخ : محتملة إيش ؟ مش محتملة .
الطالب : محتملة أن تكون موزعة توزيع أفراد .... أن كل حزب كذب رسوله وهذا المراد ، ويحتمل أن يكون كل حزب كذب جميع الرسل وهذا هو الأرجح .
الشيخ : توزيع إيش ؟ يكون ؟
الطالب : توزيع جمع .
الشيخ : لأن الجمع موزع على كل فرد يعني كل حزب كذب جميع الرسل ، طيب ، ما هو الراجح يا أحمد ؟
الطالب : الراجح أنها توزيع جمع
الشيخ : توزيع جمع ما هو الدليل على رجحانه ؟
الطالب : ..... قال الله : (( كذبت قوم نوح المرسلين ))
الشيخ : أن الله قال : (( كذبت قوم نوح المرسلين )) مع أنه لم يسبق نوحاً رسول ومع ذلك قال : (( كذبت قوم نوح المرسلين )) ما وجه هذا القول سامي ؟ ما وجه أن نقول أن المكذب لرسول واحد مكذب لجميع الرسل ؟
الطالب : لأن الكل من عند الله
الشيخ : لأن الكل من عند الله ودعوتهم واحدة فيكون تكذيب جنس لا تكذيب شخص تمام ، طيب .
قوله : (( ما ينظر هؤلاء )) ما معنى (( ما ينظر )) ؟
الطالب : على معنيين .
الشيخ : ما نريد لفظ حدد (( ما ينظر هؤلاء إلا صيحة )) .
الطالب : إذا جاءت بمعنى إلى .
الشيخ : أنا قلت : قل الآية هذه ، لأن ترى الذي إذا سألته عن شيء محدد وراح يجيب التفصيل معناه نعرف كطالب سئل عن مسألة فكتب الفصل كله ، فيه طالب في الامتحان سأله ما حكم الالتفات في الصلاة ؟ فقال ج يكره في الصلاة الالتفات ورفع بصره إلى السماء وتخصره ويسرد الفصل كله ، واكتب في الأخير خذ ما شئت ودع ما شئت ، يعني أنت مثلاً أسألك عن شيء محدد تجيب كل القسم ، أقول : ما معنى قوله : (( ما ينظر هؤلاء )) ؟
الطالب : ما ينتظر هؤلاء .
الشيخ : ما ينتظر هؤلاء .أحسنت ، طيب كلمة (( ينظر )) تأتي لمعاني ومنها ينتظر عبد المنان كما في هذه الآية ؟ ما حضرت ليش ؟ الله يهديك ، نعم .
الطالب : منها نظر للإبصار .
الشيخ : منها أن تأتي بمعنى النظر للعين ، نعم .
الطالب : إذا كانت معداة بـ إلى .
الشيخ : مثل ، (( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت )) والثالث ؟
الطالب : بنظر التفكر
الشيخ : أن تكون بنظر التفكر (( أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ ))[الأعراف:185] إذاً تأتي بمعنى النظر الفكري ويؤيد ذلك السياق ، طيب .
قوله : (( مالها من فواق )) خالد (( فواق )) فيها قراءتان ؟
الطالب : (( فواق )) و (( فُواق )) .
الشيخ : نعم هل معناهما واحد على ما ذهب إليه المؤلف وعلى ما قررنا ؟
الطالب : .....
الشيخ : ...... أيضاً في مكان عادل في مكان بجانب الأخ ، نعم .
الطالب : ....
الشيخ : ما معناها على كلام المؤلف هل معنى اللفظتين واحد ؟
الطالب : .....
الشيخ : إذاً معناهما واحد (( فواق _ فُواق )) معناها واحد كذا ، طيب فيه رأي آخر ، طيب ما هو ؟
الطالب : .....
الشيخ : فواق الناقة يعني المدة بين الحلبتين أو الرضعتين إذا كانت يرضعها طفلها ، طيب والمعنى إذا أخذنا بالقراءتان يكون معنى الآية ، أخذنا بالقراءتين على الوجهين الذين ذكرنا .
الطالب : معنى ال سرعة
الشيخ : سرعة أخذهم كذا وأنه لا يرفع عنهم فإذا فسرناها بالرجوع (( ما لها من فواق )) بالرجوع بمعنى أن العذاب لا يرفع عنهم ، (( ما لها من فواق )) من إمهال المعنى أنه سريع بهم ، طيب .
نأخذ بداية الدرس الآن ، الفوائد نعم ، من أين ؟
الطالب : (( أؤنزل عليه الذكر )) .
5 - مناقشة تفسير قول الله تعالى : (( وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة أولئك الأحزاب * إن كل إلا كذب الرسل فحق عقاب * وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق )). أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق )) .
ومن فوائدها : أن هؤلاء مكابرون معاندون فمع كونهم لا دليل عندهم قالوا : (( إن هذا إلا اختلاق )) .
ومن فوائد أيضاً : أن كل إنسان ليس عنده علم شرعي فإنه يلجأ إلى ما كان الناس عليه في العادة وهذا كما هو فيما سبق فهذا فيما حضر كثير من الناس تنهاه عن المنكر فيقول : هذا الذي مشى عليه الناس ، وهذا ليس بحجة. وهذا كما أنه سابق فهو أيضاً لاحق. فمن الناس من إذا أنكرت عليه المنكر قال هذا ما زال الناس عليه أو يقول : ما سمعنا بهذا. ومنه قول بعض العامة إذا نبهوا على شيء لم يكونوا يعرفونه قالوا : هذا دين جديد ما سمعنا بهذا ، وهذا ليس بحجة الحجة : الدليل القائم من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
فوائد قول الله تعالى : (( أأنزل عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من ذكري بل لما يذوقوا عذاب )) .
ومن فوائدها : أن صاحب الباطل لا يعرف أن حجته حجة عليه لأن قولهم : (( أأنزل عليه الذكر من بيننا )) هي حجة فيما لو نزل الذكر على من يشاءون لأنه لو نزل على من عينوه وأرادوه لقال غيرهم : (( أأنزل عليه الذكر من بيننا )) ويتفرع على هذه الفائدة أن كل مبطل يحتج بحق أي بدليل الحق لكن استدلاله به باطل فإنه لا حجة له ، ومن ذلك ما يحتج به أهل التحريف في باب الصفات أو غيره من الأدلة الصحيحة التي ليس لهم فيها استدلال فمثلاً أهل التعطيل يستدلون لتعطيلهم لقول الله تعالى : (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ )) ومن المعلوم أنه عند التأمل يكون هذا الدليل حجة عليهم لأن نفي المماثلة يدل على ثبوت أصل المعنى ولو لم يكن أصل المعنى ثابتاً لم يكن لنفي المماثلة فائدة ، أليس كذلك ؟ وهكذا كل مبطل يحتج لباطله بحجة صحيحة لكن استدلالها بها غير صحيح نجد أن هذه الحجة حجة عليه ، وقد ذكر شيخ الإسلام رحمه الله في كتابه ترك تعارض العقل والنقل المعروف بالعقل والنقل أنه ملتزم بأنه ما من صاحب باطل يحتج بآية أو حديث صحيح إلا كان دليله حجة عليه وليس له. نعم ، طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن هؤلاء الذين اقترحوا هذا الاقتراح وأنكروا أن ينزل الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم هم في شك مما يدعون. فإذا كانوا في شك فكيف يقترحون ؟ ولهذا قال : (( بل هم في شك من ذكري )) .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن المكذبين للرسل يوشك أن ينزل بهم العذاب لقوله : (( بل لما يذوقوا عذاب )) .
ومن فوائدها : أن العذاب إذا نزل فإنه يكون ماساً للإنسان مؤثراً فيه لأنه عبر عن ذلك بقوله (( يذوقوا عذاب )) .
ومن فوائدها أيضاً : أن الكلمات تفسر بحسب السياق فالذوق في الأصل إنما هو في الطعام والشراب ولكن قد يراد به ما أصاب الإنسان إصابة مباشرة فإنه يسمى مذوقاً .
7 - فوائد قول الله تعالى : (( أأنزل عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من ذكري بل لما يذوقوا عذاب )) . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب )) .
ومن فوائد الآية الكريمة : إثبات هذين الاسمين من أسماء الله (( العزيز _ الوهاب )) وإثبات ما تضمنها من صفة فالعزيز تضمن صفة هي العزة وأقسامها ثلاثة كما مر علينا في التفسير والوهاب تضمن صفة هي الهبة الكثيرة وما أكثر هبات الله عز وجل وتضمن القدرة لأنه لا يهب إلا القادر وتضمن الغنى لأن من لا شيء عنده لا يمكن أن يهب وتضمن الكرم لأن البخيل لا يهب ، دلالة الوهاب على الهبة من باب دلالة التضمن ، وعلى الهبة والوهاب من باب دلالة المطابقة وعلى القدرة والغنى والكرم من باب الإلتزام ، فإذاً في هذا الاسم أنواع الدلالات الثلاثة وهي : أنواع الدلالات الثلاثة ما هي ؟
الطالب : الالتزام والمطابقة والتضمن .
الشيخ : طيب الفرق بين هذه الثلاثة أن دلالة اللفظ على جميع معناه دلالة مطابقة وعلى جزء معناه التضمن وعلى اللازم الخارج الذي لا يدل عليه اللفظ بلفظه لكن من لوازمه دلالة التزام أضرب لها مثلاً في أمر حسي ليتبين به الأمر المعنوي. هذا بيت يشتمل على غرف ومجالس وبرحاة يعني أحواشاً دلالة هذا البيت على جميع ما فيه من الغرف والمجالس والأحواش دلالة مطابقة ، ودلالته على كل حجرة وحدها وكل مجلس وحده وكل حوش وحده دلالة تضمن ، طيب ودلالته على أن له بانياً دلالة التزام لأن البيت لا بد له من باني فنقول : هذا قد بناه باني إيش الدليل ؟ لأن البيت لا بد له من باني ، فالوهاب مثلاً دلالته على الاسم والصفة التي هي الهبة ، على الاسم والهبة مطابقة ، وعلى الاسم وحده أو الهبة وحدها بالتضمن وعلى القدرة والغني والكرم دلالة التزام ، طيب . ومن فوائد الآية الكريمة : مراعاة فواصل الآيات لسياق الآية لأن العزيز الوهاب يناسب قوله : (( أم عندهم خزائن رحمة ربك )).
طيب . والمطابقة أو مناسبة فواصل الآيات لمضمون الآية دليل على البلاغة ولا يشذ عن هذا شيء ولهذا لما قرأ رجل عند أعرابي (( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ غفور رحيم )) استغرب الأعرابي كيف يقول (( نكالاً من الله والله غفور رحيم )) ؟ المغفرة والرحمة لا تتناسب مع النكال فقال الأعرابي للقارئ : أعد قال : (( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ غفور رحيم )) قال : أعد ما هكذا الآية فقال : (( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )) قال : الآن عز وحكم فقطع ولو غفر ورحم ما قطع سبحانه وتعالى ولهذا قال الله تعالى في سورة المائدة في الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً قال : (( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ))[المائدة33:34] فأخذ العلماء من هذه الآية أنهم إذا تابوا قبل القدرة عليهم سقط عنهم الحد لأن الله قال : (( فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) أي إذا غفر لهم ورحمهم فإنهم لا يقام عليهم الحد .
طيب في هذه الآية مناسبة (( أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ )) مناسبة ظاهرة لأن الله ذو رحمة وذو عزة وغلبة وذو هبة وعطاء. فيعطي من شاء بما تقتضيه عزته من خزائن رحمته. لكن بعض الآيات تكون فواصلها مخالفة لمضمونها فيما يظهر. مثل قول عيسى عليه الصلاة والسلام : (( مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ))[المائدة117:118]. فهنا جاء قوله : (( فإنك أنت العزيز الحكيم )) جواباً لقوله : (( وإن تغفر لهم )) وكان المتوقع أن تكون الآية وإن تغفر لهم فإنك أنت الغفور الرحيم فاستشكل بعض العلماء هذا، قالوا : كيف يقول : (( وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )) ولم يقل : (( فإنك أنت الغفور الرحيم )). وأجيب عن ذلك بأن عيسى عليه الصلاة والسلام لم يقتصر عن ذكر المغفرة بل ذكر المغفرة والتعذيب قال : (( إن تعذبهم )) (( وإن تغفر لهم )) فكان الحكم الآن متردداً بين المغفرة والرحمة إن نظرنا إلى قوله : (( وإن تغفر لهم )) وبين العزة والحكم إذا نظرنا إلى قوله : (( إن تعذبهم )) فصار ختم الآية أو ختم القول بقوله : (( إنك أنت العزيز الحكيم )) أنسب لأن المغفرة إذا حصلت فهي من عزة وحكمة ، طيب .
فوائد قول الله تعالى : (( أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب )) .
ومن فوائد الآية الكريمة : إثبات ملكية الله للسماوات والأرض وما بينهما لأن نفي ملك هؤلاء لها دليل على ثبوت الملكية لغيرهم ولا مالك لهذه إلا الله .
ومن فوائد الآية الكريمة : عظم ما بين السماء والأرض، ووجهه أن الله جعل ما بينهما قسيماً لهما والقسيم لا بد أن يكون معادلاً أو مقارباً لقسيمه لا يمكن تأتي بشيء عظيم تقارن بينه وبين شيء بعيد منه في العظم .
ومن فوائد الآية الكريمة : تحدي هؤلاء المكذبين أن يأتوا بما يدل على أنهم شيئاً من ملك السماوات والأرض لقوله : (( فليرتقوا في الأسباب )) .
ومن فوائدها : أنه لا ينبغي التحدي إلا بما يستطيعه المتحدى. لماذا ؟ لأنك لو تحديته بشيء لا يستطيعه ثم قام به بطلت حجتك ، تبطل الحجة نهائياً وهذا يفيدك في باب المناظرة وفي باب النظر أيضاً، لأن الناس ناظر ومناظر فالناظر هو الذي يتأمل الأدلة من ذات نفسه ويحكم عليها والناظر هو الذي يناقشها مع غيره ، فمن فوائد النظر والمناظرة أن الإنسان لا يفرض شيئاً على وجه التحدي إلا إذا علم أنه إيش ؟ غير ممكن لأنه متحدى لأنه لو فرض شيئاً يتحدى به ثم أتى به المتحدى بطلت حجته وانهارت وهو أيضاً بنفسه لا تكون عنده القوة المدافعة أو المهاجمة إذا بطلت حجته كما هو معلوم ، والله أعلم ، نعم.
9 - فوائد قول الله تعالى : (( أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب )) . أستمع حفظ
في باب المناظرة هل يأتى بالدليل الأسهل فالأسهل .؟
الشيخ : على كل حال هذا حسب الحال قد يكون من المصلحة أن تأتي ولو بالدليل الأعلى علشان يسكت على طول ، علشان يستعمل الإنسان السلاح الثقيل ليقضي على خصمه من أول وهلة لأنه ربما لو تجادله بالسهل ويجيب ربما تضعف أنت ، لأن تعرف الضربات إذا توالت على الإنسان أضعفته ، نعم .
فوائد قول الله تعالى : (( جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب )) .
ومن فوائد هذا الآيات : أن بعض العلماء أخذ منها أنه لا يمكن السير أو لا يمكن الوصول إلى القمر لأن الله قال : (( فليرتقوا في الأسباب )) ثم قال : (( جند ما هنالك مهزوم )) ومعلوم أن القمر في السماء فإذا كان هؤلاء الذين يحاولون أن يرتقوا في الأسباب إذا كانوا جنداً حقيرين مهزومين فإنه لا يمكن أن يوصل إلى القمر. فهل يمكن أن يؤخذ من هذه الآية ؟ يمكن أو لا يمكن ؟ نعم ، ظاهر الآية أنه ممكن وهي مشكلة ، معناه أننا أيضاً نأخذ من هذه الآية دليل على أن الناس يصلون إلى القمر إذا كان هذا ظاهر الآية معناه أن الآية دلت على إيش ؟ إمكان الوصول إلى القمر عكس ما استدل به بعض الناس. والحقيقة لا يمكن أن يكون فيها دليل على امتناع الوصول إلى القمر لأن القمر في السماء الذي هو بمعنى العلو وليس في السماء الذي هو السماء المحفوظة وهذا أمر مؤكد يعني ما يختلف فيه اثنان وإذا كان السحاب في السماء ويطلق عليه سماء كما قال تعالى : (( أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا )) والناس الآن يصعدون فوق السماء الذي هو السحاب أليس كذلك ؟ كثير منكم ركب الطائرة وهي فوق السحاب ، السحاب تحتها فكذلك السماء القمر في السماء (( تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا )) لا شك أن القمر في السماء ولكن هل هو في السماء الذي هو السقف المحفوظ الذي لا يدخل إليه أشرف الملائكة وأشرف البشر إلا باستئذان ؟ أجيبوا ، لا قطعاً لا ، بل هو تحته بكثير ، نعم إذاً فنقول : إنه ليس في الآية دليل على استحالة الوصول إلى القمر كما أنه ليس فيها دليل على إمكان الوصول إلى القمر ويترك هذا الأمر للواقع، فإذا صح أنهم وصلوا إلى القمر فإن الشرع لا يحيله ، الشرع لا يحيل هذا ، وإذا لم يصح فإن الشرع لا يثبته ، الشرع لا يثبت أنهم يصلون ولا ينفي أنهم يصلون فإذا قالوا : وصلنا إلى القمر ، وثبت ذلك، قلنا : الحمد لله هذا لا يعارض شرعنا لا كتاب الله ولا سنة رسول صلى الله عليه وسلم ومعلوم أن القمر تحت النجوم والنجوم قال الله فيها : (( وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ )) لكن القمر تحتها وأنا وغيري شاهدنا أن القمر حجب النجوم نعم أنا شاهدته بعيني كان يسائر النجمة التي تسمى نجمة الصباح يسايرها ومعروف أن القمر يتأخر فإذا بها تختفي ابتلعها القمر ما نشاهدها فصار كما لو جاءت سحابة فحالت بيننا وبين القمر وحدثني أيضاً من أثق به أن هذا يقع أحياناً ونشاهده ، إذاً صار القمر ليس في السماء التي هي السقف المحفوظ فإذا ثبت أنهم وصلوا إليه فلا غرابة في ذلك أي نعم ، طيب إذاً ليس في الآية ما يدل على إيش ؟ على انتفاء الوصول إلى القمر .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : بيان قدرة الله عز وجل، وأن الجنود مهما عظموا فهم حقيرون بالنسبة إلى قوة الله عز وجل وعزته، مهزومون أمام قوته ولهذا قال : (( مهزوم )) .
ومن فوائد الآية الكريمة : أنه يجب على هؤلاء المكذبين للرسول صلى الله عليه وسلم أن يعتبروا بمن سبقهم لقوله : (( من الأحزاب )) أي هم جند حقير مهزومون كما هزم غيرهم من الأحزاب ، قالت عاد : من أشد منا قوة ؟ فقال الله : (( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً )).
فوائد قول الله تعالى : (( كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد )) .
ومن فوائدها : إثبات الرسالة لنوح عليه الصلاة والسلام لقوله : (( قوم نوح )) وهو كذلك فإن نوحاً صلى الله عليه وسلم هو أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض. وكذلك أيضاً من فوائدهاً : إثبات الرسالة لهود لقوله : (( وعاد )) وعاد هم قوم هود فإنهم كذبوا من ؟ كذبوا هواً ، إذاً في الآية إثبات رسالته ، نعم وفي الآية إثبات رسالة موسى لقوله : (( وفرعون )) ومعلوم أن الذي أرسل إلى فرعون هو موسى ففي الآية إثبات رسالة موسى .
و من فوائدها انه مهما عظم سلطان المكذبين للرسل فانهم أذلاء بنسبة لسلطان الله عز و جل.