تتمة مناقشة تفسير قول الله تعالى : (( إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد * فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب * ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق )) .
الطالب:الخيل
الشيخ :ما الذي حمله على الخيل ؟ حيث قال الصافنات الجياد و القول الثاني .
الطالب :يطلق الخير على المال و غيره.
الشيخ :ما هو الدليل أو الشاهد على أن الخير المراد به المال ؟ (( وإنه لحب الخير لشديد )) و المراد بالخير. هنا المال فما الدليل على أن المراد به المال ؟ (( وتحبون المال حبا جما )) نعم. طيب قوله : (( عن ذكر ربه )) ما المراد بذكر ربه ؟
الطالب :قالوا أنه صلاة العصر و لكنه أعم من الصلاة و يشمل أذكار المساء و الصلاة أيظا.
الشيخ :أحسنت قوله حب الخير عن ذكر ربي عن ما موقعها هنا ؟
الطالب:أحببت حب الخير عن ذكر الله سبحانه و تعالى.
الشيخ :وش معنىاه؟
الطالب: بمعنى سوى
الشيخ : بمعنى سوى... لا عن يعني بدل ذكر ربي هذا وجه و وجه آخر أنها مضمنة يعني آثرت حب الخير عن ذكره.
طيب قوله: ((توارت بالحجاب)) الضمير يعود على من ؟
الطالب:....
الشيخ : جعل شاهدها ذاهبة و جائية التارة الثانية وارت الحجاب عن الشمس و المراد بالحجاب على هذا القول؟ الأرض صحيح. طيب. قال ((فطفق مسحا)) طفق من أفعال. ..وأين خبرها؟
الطالب:....
الشيخ : خبرها محذوف فطفق يمسح مسحا طيب ((بالسوق)) معناها جمع ساق يعني يضرب سوقها حتى يعقرها و الأعناق بيده. إذا معنى كلامك أنه يمسح سوقها بيده و يمسح أعناقها كذلك ضربا بالسوق و الأعناق القتل نأخذ الفوائد .
1 - تتمة مناقشة تفسير قول الله تعالى : (( إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد * فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب * ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق )) . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب )) .
من فوائد هذه الآية الكريمة أن الأولاد هبة من الله عز وجل للعبد و يتفرع على هذا أن يجب على العبد أن يشكر الله تعالى على هذه النعمة .
و من فوائد هذه الآية الكريمة الثناء على سليمان في قوله ((نعم العبد)) و العبودية هنا العبودية الخاصة.
و من فوائد هذه الآية إثبات العلل و الأسباب لقوله إنه ((أواب)) فإن هذا هو سبب الثناء عليه.
و من فوائدها فضيلة الأوبة إلى الله و الرجوع إليه بالقلب و العمل لأن الله أثنى على سليمان بسبب ذلك .
فوائد قول الله تعالى : (( إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد )) .
و من فوائد هذه الآية: أن هذه العادة و هي عرض الخيول و التمتع بجريها في آخر النهار عادة قديمة ما زال الناس عليها إلى اليوم يعني لا تكاد تجد أحدا يجري مسابقة على الخيل في أول النهار و إنما يكون في آخر النهار و هذه من العادات القديمة في الناس إلى اليوم.
و من فوائد هذه الآية أنه ينبغي اختيار الخيل الجيدة الجميلة التي تسر النفس في رؤيتها و في جريها لقوله ((الصافنات الجياد)) .
و من فوائدها أنه ينبغي اقتناء الخيل حيث كان هذا من دأب الرسل عليهم الصلاة والسلام و قد قال النبي عليه الصلاة والسلام : (الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ) . فمتى كانت الخيل آلة حرب فالخير في نواصيها إلى يوم القيامة .
فوائد قول الله تعالى : (( فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب )) .
و من فوائدها : أن المال خير و هو كذلك لأن الإنسان إذا رزق المال تمكن أن يتمتع تمتعا كاملا فيما يختص بالمال بخلاف إذا ما ضيق عليه المال فإنه لا يستطيع أن يتمتع .
و من فوائد هذه الآية الكريمة أن الإعراض عن ذكر الله بأمور الدنيا أمر مذموم لأن سليمان وبخ نفسه في كونه أحب الخير و قدمه على ذكر الله.
و من فوائد الآية الكريمة: إثبات أن الشمس تجري دائما و ليست تغيب بمعنى أنها تنحجب عن الأبصار في السماء في قوله حتى توارت بالحجاب.
و من فوائدها : إثبات أن الشمس هي التي تدور على الأرض في طلوعها و غروبها لأنه أضاف الفعل إليها فقال (( حتى توارت )) و لو كان الأمر كما يقول أهل الجغرافيا اليوم إن الأرض هي التي تدور و تنحجب الشمس بسبب دورانها لقال حتى توارين بالحجاب أو حتى توارى بالحجاب هو يعني لأنه لو كان أنت الذي تدور و مقابلك ثابت فمن الذي يتوارى الثابت أو الدائر ؟ الدائر. فإذا كان الله تعالى أثبت أن التواري للشمس دل هذا على أنها هي التي تدور و هذا كقوله تعالى : (( وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليوم وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال )) فهذه أربعة أفعال كلها أضيف إلى الشمس. و في الصحيح عن أبي ذر رضي الله عنه أنه كان مع النبي حيث غربت الشمس فقال له أنس أتدري أين تذهب قلت الله و رسوله أعلم قال :(فإنها تسجد تحت العرش و تستأذن فإن أذن لها و إن قيل ارجعي من حيث جئتي فتخرج من مغربها ). هذا هو ظاهر القرآن و الواجب على المؤمن أن يتبع ظاهر القرآن لأن هذه هي الطريق في كل شيء كما تعرفون في الأسماء والصفات نتبع ظاهر القرآن و كما تعلمون في الأحكام الشرعية نتبع ظاهر القرآن إذن في الأمور الكونية نتبع ظاهر القرآن لأن ظاهر القرآن صدر من الخالق العليم فهو أعلم من خلقه بخلقه قال الله تعالى : (( مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ )) فإذا كان هذا صادر من أعلم من يكون وجب علينا أن نصدقه و لا شك. فالواجب علينا إذن إجراء ظواهر الكتاب و السنة على ما هي عليه حتى يقوم لنا دليل حسي واضح يتبين أن اللفظ ليس على ظاهره فلو فرض أنه تبين تبينا واضحا مثل الشمس أن الأرض هي التي تدور فإننا نقول عبر بهذا الأفعال التي ظاهرها أن الشمس هي التي تدور باعتبار ما نشاهد. فتكون غربت باعتبار مشاهدتنا لأن المشاهد المحسوس حسب الأمر الظاهر لعامة الناس أن الأرض ثابتة و الشمس تدور عليها فيكون التعبير بحسب ما يشاهد الناس في الظاهر لكن متى نحتاج إلى تأويل الآيات ؟ إذا ثبت ثبوتا حسيا قطعيا ما فيه إشكال. لأن الظاهر دلالته ظنية و لا يمكن زحزحة هذه الدلالة إلا بدليل قطعي يكون أقوى منها.
و من فوائد هذه الآية : أن الأرض كروية لأنه لما أثبت أنها تتوارى بالحجاب دل هذا على أن الأرض هي التي تحجبها و هي كما نشاهد تنزل الشمس في أوج السماء في أعلى ثم تنزل شيئا فشيئا حتى تكون في الأسفل في الأرض فيدل ذلك على أن الأرض كروية و هذا أيضا أمر مقطوع به و لا إشكال فيه فهو ظاهر من القرآن و ظاهر كذلك في الواقع. ففي القرآن يقول الله تعالى : (( إذا السماء انشقت وأذنت لربها وحقت وإذا الأرض مدت وألقت ما فيها وتخلت وأذنت لربها وحقت )) متى هذا ؟ يكون يوم القيامة لأن السماء لم تنشق الآن. فقول : (( إذا الأرض مدت )) يدل على أنها قبل هذا ليست ممدودة بل هي كروية و هذا لا يعارض قوله تعالى (( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت )) لا يعارضه لأن سطحها باعتبار المشاهد، فأنت الآن إذا وقفت على الأرض تجدها مستوية إلى مد البصر .
فوائد قول الله تعالى : (( ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق )).
من فوائدها : جواز التعذير بإتلاف المال. و هذه المسألة اختلف فيها الفقهاء هل يجوز أن نعذر الإنسان بإتلاف ماله أو لا يجوز؟ فمن العلماء من قال بأنه لا يجوز لأن إتلاف المال إفساد له و يمكن أن نعذره بأخذ المال دون إتلافه فنأخذه منه و ننفقه في جهة أخرى نافعة. و منهم من قال بل إن ذلك جائز و استدلوا لهذا بأن الغال من الغنيمة الذي يكتم من غنم يحرق رحله و هذا إتلاف له مع أن الجيش قد يكون في حاجة إلى ماله و مع هذا نتلقه. و هذا القول هو الراجح أنه يجوز التعذير بإتلاف المال:
أولا لدلالة السنة على ذلك.
و ثانيا لأن إتلافه أنكى وأعظم أثرا لأنه لو أخذ و جعل في مصالح صار التنكيل خفيا، ثم قد يكون فتح باب للولاة الظلمة إذا أراد المال أقاموا دعوى على شخص ما ثم قالوا نعذره بأخذ ماله ثم يأخذون ماله على أنه سيكون في بيت المال و لكنه سيكون في جيوب هؤلاء الظلمة. فإذا قلنا بأنه يحرق و يتلف أمام الناس زال هذا المحذور. و بناء على ذلك لو وجدنا مع شخص آلة لهو تصلح أن تستعمل في غير اللهو و عذرناه بتكسيرها كان ذلك سائغا و لا نقول حولها إلى آلة غير آلة اللهو لأن إطلاقها أمام الناس أنكى و أشد من لو أتلفت بإنفاقها في جهة ما.
و من فوائد هذه الآية أن الإنسان لا بأس أن يعذر نفسه بإتلاف ماله بنفسه لفعل سيلمان. فلو فرضنا أن شخصا اشتغل بشيء معه عن ذكر الله و أراد أن يكسره لكان ذلك سائغا جائزا لأن هذا يؤدي إلى ألا يعود مرة أخرى إلى التشاغل عن ذكر الله بشيء من المال.
و من فوائد هذه الآية قوة سلطان سليمان في أمره و نهيه لقوله ردوها علي فإن هذا يدل على أن له جنودا كثيرة تأتمر بأمره إذ لم يقل ردها لو قال ردها لكان الخادم واحدا لكن لما قال ردوها دل على أن له جنودا خدما يخدمونه كثيرين.
و من فوائدها سرعة و مبادرة سليمان عليه الصلاة والسلام لتنفيذ ما أراد من إتلاف هذا المال لقوله ((فطفق مرحا بالسوق والأعناق)). قد يقول قائل : أليس في هذا تعذيب للحيوان إذا جعل يضرب سوقه بالسيف؟ فيقال بلى لكن الظاهر أنه يعقرها أولا ثم يقطع عنها ثانيا. و هذا لا بأس به لأن الألم لا يدوم و إنما خص السوق بالضرب من أجل أنها صافنات و الصافنة إذا رفعت حافرها بعض الشيء صار لسوقها منظر جميل فهو متعلق الرغبة و لذلك جعلها في هذه السوق و أما الأعناق بظاهر من أجل إنهائها نهائيا .
السائل :عرف سليمان لغة الطيور ..............
سليمان لما عقر الخيول هل أكل لحومها أو تصدق به أو ماذا فعل .؟
الطالب:يقول الأعناق فإذا قطع رجلها تقربا إلى الله تعالى حيث اشتغل بها عن الصلاة و تصدق بلحمها فعوضه الله خيرا منها وأسرع و هي الريح.
الشيخ :سمعت. هذا يحتمل ما قاله المؤلف أنه تصدق بها و يحتمل أنه لم يتصدق بها لأن ذبحها تقرب إلى الله تعالى بإتلافها و ما كان كذلك فإنه لا يؤكل و نظيره لو زنى رجل ببهيمة فإن البهيمة تقتل و لا يؤكل لحمها لأنها أتلفت في حق الله فلا ينبغي أن تؤكل. على كل حال سليمان تصدق بها كما قال المؤلف أو أكلها أو تركها الله أعلم .
تفسير قول الله تعالى : (( ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب )) .
التعليق على تفسير الجلالين : (( ولقد فتنا سليمان )) ابتليناه بسلب ملكه وذلك لتزوجه بامرأة هواها وكانت تعبد الصنم في داره من غير علمه ، وكان ملكه في خاتمه فنزعه مرة عند إرادة الخلاء ووضعه عند امرأته المسماة بالأمينة على عادته فجاءها جني في صورة سليمان فأخذه منها (( وألقينا على كرسيه جسدا )) هو ذلك الجني وهو ( صخر ) أو غيره : جلس على كرسي سليمان وعكفت عليه الطير وغيرها فخرج سليمان في غير هيئته فرآه على كرسيه وقال للناس : أنا سليمان فأنكروه (( ثم أناب )) رجع سليمان إلى ملكه بعد أيام بأن وصل إلى الخاتم فلبسه وجلس على كرسيه .
8 - التعليق على تفسير الجلالين : (( ولقد فتنا سليمان )) ابتليناه بسلب ملكه وذلك لتزوجه بامرأة هواها وكانت تعبد الصنم في داره من غير علمه ، وكان ملكه في خاتمه فنزعه مرة عند إرادة الخلاء ووضعه عند امرأته المسماة بالأمينة على عادته فجاءها جني في صورة سليمان فأخذه منها (( وألقينا على كرسيه جسدا )) هو ذلك الجني وهو ( صخر ) أو غيره : جلس على كرسي سليمان وعكفت عليه الطير وغيرها فخرج سليمان في غير هيئته فرآه على كرسيه وقال للناس : أنا سليمان فأنكروه (( ثم أناب )) رجع سليمان إلى ملكه بعد أيام بأن وصل إلى الخاتم فلبسه وجلس على كرسيه . أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب )) .
9 - تفسير قول الله تعالى : (( قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب )) . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي )) لا يكون (( لأحد من بعدي )) أي سواي ، نحو (( فمن يهديه من بعد الله )) [ 23 : 45 ] أي سوى الله (( إنك أنت الوهاب )).
10 - التعليق على تفسير الجلالين : (( قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي )) لا يكون (( لأحد من بعدي )) أي سواي ، نحو (( فمن يهديه من بعد الله )) [ 23 : 45 ] أي سوى الله (( إنك أنت الوهاب )). أستمع حفظ