تتمة فوائد قول الله تعالى : (( واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب )) .
1 - تتمة فوائد قول الله تعالى : (( واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب )) . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب )) .
و من فوائدها بيان قدرة الله حيث أنبع الماء من ضرب الرجل.
و من فوائدها إثبات الأسباب لقوله (( اركض برجلك )) و لو شاء الله لأنبع له الماء بدون ركض بالرجل و لكن الله تعالى جعل ذلك سببا .
و من فوائدها أن الله تعالى قد يجعل السبب الضعيف الذي لا يقوم بالمسبب سببا مؤثرا كما أنه قادر على أن يمنع السبب المؤثر فلا يؤثر واضح فالركض من الرجل ليس من العادة أن ينبع الماء و الإلقاء في النار من العادة أن يحرق فإبراهيم ألقي في النار فلم يحترق و أيوب ركض برجله فنبع الماء إذن فيه دليل على أن الله قد يجعل السبب الضعيف قويا مؤثرا و يجعل السبب القوي المؤثر غير مؤثر.
و من فوائد هذه الآية بيان القدرة الإلهية بكون هذا الماء النابع من جوف الأرض باردا و صالحا للشرب.
و من فوائدها الإشارة إلى المطهر للباطن و هو ما يعرف عن الناس الآن بالحلوب يعني يتخذون أشياء ملينة للبطن تنظف كقوله (( هذا مغتسل بارد و شراب )).
فوائد قول الله تعالى : (( ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب )) .
و من فوائد هذه الآية الكريمة أن ما حصل للإنسان من نعمة فإنه بمقتضى رحمة الله لقوله (( رحمة منا )).
و من فوائدها أن في هذه القصة العظيمة (( ذكرى لأولي الألباب )) و قد سبق لنا بيان هذه الذكرى و أظننا ذكرناه أربعة أوجه أو خمسة .
3 - فوائد قول الله تعالى : (( ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب )) . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب )) .
و من فوائد هذه الآية أن الحنث في اليمين في الأصل حرام لقوله (( و لا تحنث )). و لكن الله تعالى يسر لعباده فأجاز لهم الحنث مع الكفارة. و لهذا قال الله تعالى (( ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان )) إلى قوله (( واحفظوا أيمانكم )). قال العلماء احفظوا أيمانكم أي لا تكثروا اليمين و قال بعضهم احفظوها من الحنث فلا تحنثوا فيها و الوجهان كليهما لا يتنافيان المهم أن الإنسان ينبغي له أن يحفظ يمينه فلا يحنث لكن مع ذلك أحيانا يكون الحنث خيرا. و قد قصم العلماء رحمهم الله الحنث في اليمين إلى الأحكام الخمسة ، فقالوا : قد يجب الحنث و قد يحرم و قد يكره و قد يستحب و قد يباح. فإذا حلف ألا يصلي مع الجماعة فالحنث واجب يجب أن يصلي و يكفر، و لو حلف أن يشرب الخمر فالحنث واجب يجب أن يدعه و أن يكفر ، و لو حلف أن لا يشرب الخمر كان الحنث محرما لأنه لو شرب فعل محرم وقع في محرم ، و لو حلف ألا يصلي راتبة الظهر فالحنث هنا مستحب ، و لو حلف أن يأكل بصلا أو ثوما و هو ممن يحضر المسجد كان الحنث مستحبا و لو حلف ألا يأكل كان مكروها. المهم أن المكروه و المستحب متضادان و الواجب و المحرم متضادان أما المباح فهو إذا تساوت المصلحة و المفسدة فهو مباح.
و من فوائد هذه الآيات الثناء على أيوب بالصبر لقوله (( إنا وجدناه صابرا )) و هذا يتعدى إلى غيره أيضا فإن من كان صابرا فهو محل للثناء.
و من فوائد الآيات أيضا الثناء على أيوب بهذا الوصف (( نعم العبد )) و العبودية لله عز وجل لا شك أنها تمام الحرية. فكل من كان لله أعبد فهو أشد تحررا ممن كان على العكس. و قد قال ابن القيم رحمه الله بيتا في النونية مفيدا قال :
" هربوا من الرق الذي خلقوا له وبلوا برق النفس والشيطان "
رحمه الله. يعني الإنسان لابد أن يخضع لشيء فهؤلاء هربوا من الرق الذي خلقوا له و هو عبادة الله و بلوا برق النفس و الشيطان صاروا عبيدا لنفوسهم و شياطينهم. فأشرف أوصاف الإنسان أن يكون عبدا لله عز وجل أسأل الله أن يجعلني و إياكم من عباد الله الصالحين طيب .
و من فوائد هذه الآية الثناء على أيوب لكونه رجاعا إلى الله تعالى بفعل الطاعات و ترك المعاصي لقوله (( إنه أواب )) و على هذا فيكون هذا الوصف ثناء على كل من اتصف به فكل من كان رجاعا إلى الله فإنه يثنى عليه.
و من فوائد الآية إثبات الأسباب و جواز نسبة الشيء إلى سببه المعلوم حسا أو شرعا. انتبهوا ! يعني يجوز ان يضاف الشيء الى سبب المعلوم حسا أو شرعا بدون أن ينسب إلى الله : فلو قلت مثلا سقطت في البحر و لولا فلان لغرقت لكان هذا صحيحا لأنه أضافه إلى سبب معلوم فلان هو الذي انتشله من الماء ، و لو قال سقطت في البحر و لولا فلان الولي الميت لهلكت لكان هذا شركا و هو شرك أكبر في هذه الحالة. المهم أن إضافة الشيء إلى سببه المعلوم دون أن يضاف إلى الله هذا جائز و من ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم في عمه أبي طالب : (لولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار) لولا أنا فأضاف الشيء إلى سببه المعلوم أما إذا أضافه إلى سبب غير معلوم فهذا نوع من الشرك قد يكون أكبر و قد يكون أصغر بحسب الحال. قال الله تعالى (( واذكر عبادنا ))... من قوله (( أني مسني الشيطان )) أضافه إلى السبب.
4 - فوائد قول الله تعالى : (( وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب )) . أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار )) .
5 - تفسير قول الله تعالى : (( واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار )) . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدى )) أصحاب القوى في العبادة (( والأبصار )) البصائر في الدين . وفي قراءة عبدنا وإبراهيم بيان له ، وما بعده عطف على عبدنا .
6 - التعليق على تفسير الجلالين : (( واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدى )) أصحاب القوى في العبادة (( والأبصار )) البصائر في الدين . وفي قراءة عبدنا وإبراهيم بيان له ، وما بعده عطف على عبدنا . أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار )) .
التعليق على تفسير الجلالين : (( إنا أخلصناهم بخالصة )) هي (( ذكرى الدار )) الآخرة ، أي ذكرها والعمل لها . وفي قراءة : بالإضافة وهي للبيان.
8 - التعليق على تفسير الجلالين : (( إنا أخلصناهم بخالصة )) هي (( ذكرى الدار )) الآخرة ، أي ذكرها والعمل لها . وفي قراءة : بالإضافة وهي للبيان. أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( وإنهم عندنا لمن المصطفين )) المختارين (( الأخيار )) جمع خير بالتشديد .
"إن ساكنان التقيا اكسر ما سبق وإن يكن لينا فحذفه استحق "
فالآن التقى ألف و ياء تحذف الأولى منهم و هي الألف و تبقى الفتحة دليلا عليها. (( المصطفين )) يعني في العبادة و العلم و الرسالة. (( الأخيار )) جمع خير و الخير على وزن فيعل و هو كثير الخير. و لا شك أن هؤلاء الرسل الثلاثة فيهم خير كثير و جاء من نسلهم رسل كرام و أمم من أفضل الأمم جاء من نسل إبراهيم أمة محمد صلى الله عليه وسلم و هي من أفضل الأمم و أكرمها عند الله.
9 - التعليق على تفسير الجلالين : (( وإنهم عندنا لمن المصطفين )) المختارين (( الأخيار )) جمع خير بالتشديد . أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الأخيار )) .
التعليق على تفسير الجلالين : (( واذكر إسماعيل واليسع )) هو نبي ، واللام زائدة (( وذا الكفل )) اختلف في نبوته ، قيل : كفل مائة نبي فروا إليه من القتل (( وكل )) أي كلهم (( من الأخيار )) جمع خير بالتثقيل .
11 - التعليق على تفسير الجلالين : (( واذكر إسماعيل واليسع )) هو نبي ، واللام زائدة (( وذا الكفل )) اختلف في نبوته ، قيل : كفل مائة نبي فروا إليه من القتل (( وكل )) أي كلهم (( من الأخيار )) جمع خير بالتثقيل . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( هذا ذكر )) لهم بالثناء الجميل هنا (( وإن للمتقين ))الشاملين لهم (( لحسن مئاب )) مرجع في الآخرة .
12 - التعليق على تفسير الجلالين : (( هذا ذكر )) لهم بالثناء الجميل هنا (( وإن للمتقين ))الشاملين لهم (( لحسن مئاب )) مرجع في الآخرة . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( جنات عدن )) بدل أو عطف بيان لحسن مآب (( مفتحة لهم الأبواب )) منها .
قال : (( جنات عدن مفتحة لهم الأبواب )) (( مفتحة )) و لم يقل مفتوحة وذلك لكثرة الفاتحين أو لكثرة الأبواب أو لهما جميعا. فعلى الأول كثرة الفاتحين يكون المعنى أن لهم خدما كثيرا تفتح لهم الأبواب. و على الثاني تدل على أن أبوابها كثيرة لكثرة من يدخلها. و من المعلوم أن أبواب الجنة الأصلية الكبيرة ثمانية لكن هناك غرف في وسط الجنة و تجري من تحتها الأنهار لها أبواب فتفتح لهم الأبواب.
13 - التعليق على تفسير الجلالين : (( جنات عدن )) بدل أو عطف بيان لحسن مآب (( مفتحة لهم الأبواب )) منها . أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( متكئين فيها يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب )) .
التعليق على تفسير الجلالين : (( متكئين فيها )) على الأرائك (( يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب )).
15 - التعليق على تفسير الجلالين : (( متكئين فيها )) على الأرائك (( يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب )). أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( وعندهم قاصرات الطرف )) حابسات العين على أزواجهن (( أتراب )) أسنانهن واحدة : وهي بنات ثلاث وثلاثين سنة .
16 - التعليق على تفسير الجلالين : (( وعندهم قاصرات الطرف )) حابسات العين على أزواجهن (( أتراب )) أسنانهن واحدة : وهي بنات ثلاث وثلاثين سنة . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( هذا )) المذكور (( ما توعدون )) بالغيبة وبالخطاب التفاتا (( ليوم الحساب )) أي لأجله (( إن هذا لرزقنا ما له من نفاد )) أي انقطاع والجملة حال من رزقنا أو خبر ثان لـ أن أي دائما أو دائم .
" مع بقاء النفي و ترتيب ذكر ".
طيب. إذن نقول(( نفاد )) مبتدأ على اللغتين جميعا. قال المؤلف ما له من نفاد أي انقطاع والجملة حال من رزقنا أو خبر ثان لإن أي دائما أو دائم. اختصار شديد. الجملة حال من رزق وعلى هذا يكون المعنى (( ما له من نفاد )) أي على تفصيل المؤلف دائم و لا دائما ؟ دائما. أو نقول خبر ثاني ((إن هذا لرزقنا)) إن هذا ((ما له من نفاد)) و يكون التقدير دائم و لا دائما ؟ دائم. طيب. حط بالك. إذن في الكلام لف و نشر ، مرتب او غير مرتب ؟ حال من رزق أي قدم الحال أو خبر ثاني أخر أي دائما قدم الحال أو دائم أخر الخبر إذن الترتيب مرتب.
17 - التعليق على تفسير الجلالين : (( هذا )) المذكور (( ما توعدون )) بالغيبة وبالخطاب التفاتا (( ليوم الحساب )) أي لأجله (( إن هذا لرزقنا ما له من نفاد )) أي انقطاع والجملة حال من رزقنا أو خبر ثان لـ أن أي دائما أو دائم . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( هذا )) المذكور للمؤمنين (( وإن للطاغين )) مستأنف (( لشر مئاب )) هو (( جهنم يصلونها )) يدخلونها (( فبئس المهاد } الفراش .
18 - التعليق على تفسير الجلالين : (( هذا )) المذكور للمؤمنين (( وإن للطاغين )) مستأنف (( لشر مئاب )) هو (( جهنم يصلونها )) يدخلونها (( فبئس المهاد } الفراش . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( هذا )) أي العذاب المفهوم مما بعده (( فليذوقوه حميم )) أي ماء حار محرق (( وغساق )) بالتخفيف والتشديد : ماء يسيل من صديد أهل النار (( وءاخر )) بالجمع والإفراد (( من شكله )) أي مثل المذكور من الحميم والغساق (( أزواج )) أصناف ، أي عذابهم من أنواع مختلفة .
"أنهارها في غير أخدود جرت سبحن ممسكها عن الفيضان "
طيب الغساق والعياذ بالله بمجرد ما تسمع معناه تشمئذ. صديد أهل النار الصديد الذي يجري من أجسادهم من احتراقها هذا أيضا نوع من شرابهم فصار شرابهم إما ماء حار يشوي الوجوه و يقطع الأمعاء و إما صديد أهل النار يتجرعه و لا يكاد يسيغه و يأتيه الموت من كل مكان و ما هو بميت و من ورائه عذاب غليظ.
قال الله عز وجل ((وآخر)) بالجمع و الإفراد ((آخر)) جمع و أخر جمع. طيب. فيها قرءتان إذا سبعيتان. من شكله أي من جنسه أي مثل المذكور من الحميم و الغساق أزواج أي أصناف أي عذابهم من أنواع مختلفة آخر من شكله من جنسه أو أخر من جنسه أصناف أزواج من العذاب يعذبون بها كما أراد الله عز وجل . و يهانون غاية الإهانة يقرعون و يوبخون ثم يمنون بالخروج. ترتفع بهم النار حتى إذا دنوا من أبوابها كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها. و هذا من شدة العذب يا إخوان. لو أن شخصا محبوس و كان يقرب من الباب يظن أنه سيخرج ثم يرد. هذا أشد عليه عذابا مما لو بقي في مكانه. فهو ينوع عليهم العذاب أنواع عظيمة لا تخطر بالبال و لا تدور في الخيال. اللهم نجنا من النار نعم. ((وآخر من شكله)) أزواج أي أصناف أي عذابهم من أنواع مختلفة.
19 - التعليق على تفسير الجلالين : (( هذا )) أي العذاب المفهوم مما بعده (( فليذوقوه حميم )) أي ماء حار محرق (( وغساق )) بالتخفيف والتشديد : ماء يسيل من صديد أهل النار (( وءاخر )) بالجمع والإفراد (( من شكله )) أي مثل المذكور من الحميم والغساق (( أزواج )) أصناف ، أي عذابهم من أنواع مختلفة . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : ويقال لهم عند دخولهم النار بأتباعهم (( هذا فوج )) جمع (( مقتحم )) داخل (( معكم )) النار بشدة فيقول المتبوعون (( لا مرحبا بهم )) أي لا سعة عليهم (( إنهم صالو النار * قالوا )) أي الأتباع (( بل أنتم لا مرحبا بكم أنتم قدمتموه لنا )) أي الكفر (( فبئس القرار )) لنا ولكم النار .
20 - التعليق على تفسير الجلالين : ويقال لهم عند دخولهم النار بأتباعهم (( هذا فوج )) جمع (( مقتحم )) داخل (( معكم )) النار بشدة فيقول المتبوعون (( لا مرحبا بهم )) أي لا سعة عليهم (( إنهم صالو النار * قالوا )) أي الأتباع (( بل أنتم لا مرحبا بكم أنتم قدمتموه لنا )) أي الكفر (( فبئس القرار )) لنا ولكم النار . أستمع حفظ