تتمة التعليق على تفسير الجلالين : فيقول المتبوعون (( لا مرحبا بهم )) أي لا سعة عليهم (( إنهم صالو النار * قالوا )) أي الأتباع (( بل أنتم لا مرحبا بكم أنتم قدمتموه لنا )) أي الكفر (( فبئس القرار )) لنا ولكم النار .
1 - تتمة التعليق على تفسير الجلالين : فيقول المتبوعون (( لا مرحبا بهم )) أي لا سعة عليهم (( إنهم صالو النار * قالوا )) أي الأتباع (( بل أنتم لا مرحبا بكم أنتم قدمتموه لنا )) أي الكفر (( فبئس القرار )) لنا ولكم النار . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( قالوا )) أيضا (( ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا )) أي مثل عذابه على كفره (( فى النار )).
2 - التعليق على تفسير الجلالين : (( قالوا )) أيضا (( ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا )) أي مثل عذابه على كفره (( فى النار )). أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( وقالوا )) أي كفار مكة وهم في النار (( ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم )) في الدنيا (( من الأشرار * أتخذناهم سخريا )) بضم السين وكسرها : أي كنا نسخر بهم في الدنيا ، والياء للنسب : أي أمفقودون هم ؟ (( أم زاغت )) مالت (( عنهم الأبصار )) فلم نرهم ؟ وهم فقراء المسلمين كعمار وبلال وصهيب وسلمان (( إن ذلك لحق )) واجب وقوعه وهو (( تخاصم أهل النار )) كما تقدم .
3 - التعليق على تفسير الجلالين : (( وقالوا )) أي كفار مكة وهم في النار (( ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم )) في الدنيا (( من الأشرار * أتخذناهم سخريا )) بضم السين وكسرها : أي كنا نسخر بهم في الدنيا ، والياء للنسب : أي أمفقودون هم ؟ (( أم زاغت )) مالت (( عنهم الأبصار )) فلم نرهم ؟ وهم فقراء المسلمين كعمار وبلال وصهيب وسلمان (( إن ذلك لحق )) واجب وقوعه وهو (( تخاصم أهل النار )) كما تقدم . أستمع حفظ
قلنا أن النساء في الجنة على سن ثلاث وثلاثين سنة والغالب أن هذه السن في الدنيا غير مرغوب فيها فكيف .؟
الشيخ :... على كل حال إذا ترغب أن تكون بنت ستة عشر ستكون بنت ستة عشر لأنه هو ما تشاء الأنفس وتلذ الأعين وأحوال الآخرة تختلف الآن لو جاء واحد طوله ستون ذراعا و عرضه سبعة أذرع هل هو مرغوب عند الناس ؟ غير مرغوب. لكن في الجنة أهل الجنة على هذا الوصف طول الواحد ستون ذراعا و عرضه سبعة أذرع هذا الجسم بهذا الحجم غير مألوف في الدنيا. فثلاثة وثلاثين سنة بالنسبة لهذه الأحكام تعتبر صغيرة مناسبة. النظر للحجم المتناسب لا شك أن هذا أحسن شيء. نعم. أما الأول فهو صحيح و هذا لا يدري على ما قاله المؤلف ولكن متناسب مع عمر الرجل.
4 - قلنا أن النساء في الجنة على سن ثلاث وثلاثين سنة والغالب أن هذه السن في الدنيا غير مرغوب فيها فكيف .؟ أستمع حفظ
من حلف أن يضرب امرأته فهل له الحنث والتكفير عن يمينه .؟
الشيخ : نعم ،لا غير منسوخ العلماء رحمهم الله قالوا يجوز أن يجلد الإنسان مائة جلدة بشمراخ.
...... طيب. و هنا لا نقول اضرب الضرب هنا أحسن لأن المقصود تربية المرأة وتأديبها وهذا خير. لكن لو قلنا تبطل ولا تضرب فات هذا المقصود .
التأويل في الحديث إذا لم يكن الإنسان لا ظالما ولا مظلوما .؟
الشيخ :الصحيح أنه حرام إذا لم يكن هناك مصلحة.
الطالب: المصلحة التي تعود على نفس ...
الشيخ : حتى لو لم تعود عليه المهم أن تكون هناك مصلحة. لأنه أحيانا يراد به مجرد التضليل ولو عن شيء غير ظلم وأحيانا يكون غير مصلحة.
الطالب:....المرء يرى غير ذلك ؟
الشيخ : ماعليه. لو جاء إنسان يسألني كم مالك فقلت مالي مثلا عشرة هو يفهم عشرة ريالات وأنا عندي عشرة ملايين يصلح ما فيه شيء لمصلحة. ما يهم أن يظهر لأني ما ظهرته لأني لو قلت له عشرة ملايين قال لي أعطني تسعة ملايين وتسعمائة ألف وتسعين مشكلة يأخذ مالي. و قالوا أن رجلا جاء يسأل الإمام أحمد عن المروزي أحد أصحابه و كان المروذي حاضرا في الدرس فقال ليس المروذي ها هنا وما يصنع المروزي ها هنا يعني في كفه هذه المقصود منها مصلحة ما فيه لا ظلم و مظلوم فيها .
ما هو إعراب قوله تعالى : (( جنات عدن مفتحة لهم الأبواب )) .؟
الشيخ :نعم. لا ما تتحير (( هذا وإن للمتقين لحسن مآب جنات عدن مفتحة لهم الأبواب )) جنات بدل من حسن. و حسن مبتدأ ما دام اسم جملة و هي منصوب ليست منه الحال. إن زيدا قائم منيبا يصلح أن يقال قائم منيب حال من زيد. لا من الضمير المستتر في قال لأن الكلام على أن الضمير هنا معرفة يصلح منه الحال.
قوله تعالى : (( متكئين )) فلنا هي حال فهل يفهم أنهم لا يتزاورون .؟
الشيخ : لا ما فيه شك ما دائما الحال تكون متنقلة وتكون ثابتة أي بحسب الحال .
هل يفهم من الآية أن إسماعيل واليسع وذا الكفل هم في الفردوس الأعلى .؟
الشيخ :كل المتقين إبراهيم وإسماعيل واليسع ويعقوب و غيرهم كلهم متقون.......
و الجنة درجات فإذا قلت فلان في القصر هذا في أعلى القصر وهذا في أسفله وهذا في وسطه .
القارئ: (( قل إنما أنا منذر وما من إله إلا الله الواحد القهار رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار ) ) .
الشيخ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. نأخذ فوائد ما سبق من قوله تعالى : (( واذكر إسماعيل واليسع )).
فوائد قول الله تعالى : (( واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي * والأبصار إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار * وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار )) .
من فوائد هذه الآيات الثناء على إبراهيم و إسحاق و يعقوب بأنهم أصحاب قوة في عبادة الله و بصيرة في دين الله .
و من فوائد هذه الآية و كذلك ما ماثلها مما سبق أنه ينبغي ذكر أهل الخير بالثناء لأن في ذلك فائدتين:
الفائدة الأولى: إحياء ذكر هؤلاء ليتبين فضلهم و يدعا لهم
الفائدة الثانية: الاقتداء بهم واتباعهم فيما هم عليه مما استحقوا به الثناء
انتبهوا لهذا. فائدتان : الفائدة الولى: بيان فضلهم و احياء ذكرهم بالدعاء لهم ، و الثانية التأسي و الاقتداء بهم.
و من فوائد هذ الآيتين الكريمتين: أن الله أخلص هؤلاء بخالصة وهي تذكر الدار الآخرة بحيث لا ينغمسون في ترف الدنيا. و يتفرع على هذه القاعدة أن من أنعم الله عليه بهذه الصفة و هي تذكر الدار الآخرة فإن هذا من الأمر الذي يستحق الثناء عليه هو و يستحق الرب عز وجل عليه الشكر حيث لم يجعل هذا مما ينطوي في سلك أهل الدنيا.
و من فوائد هاتين الآيتين أن لله تعالى عباد مصطفين لقوله ((وإنهم عندنا لمن المصطفين)) لأن من هنا إما للجنس أو للتبعيض فتدل دلالة واضحة على أن لله تعالى عبادا مصطفين.
و من فوائدها أنه إذا كان العامل له مراتب فإن العمل كذلك له مراتب لأن العامل إنما ينال المراتب بحسب عمله. و يتفرع على هذه الفائدة ما فيه دليل لمذهب أهل السنة و الجماعة من أن الإيمان يزيد و ينقص .
و من فوائد هاتين الآيتين أن إبراهيم و إسحاق و يعقوب من هؤلاء المصطفين.
و من فوائدها أيضا أن من اصطفاهم الله فإنهم أصحاب خير و فضل لقوله ((المصطفين الأخيار)) فرتب الأخيار أو الخيرين على الاصطفاء
10 - فوائد قول الله تعالى : (( واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي * والأبصار إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار * وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار )) . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الأخيار * هذا ذكر وإن للمتقين لحسن مآب * جنات عدن مفتحة لهم الأبواب * متكئين فيها يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب * وعندهم قاصرات الطرف أتراب * هذا ما توعدون ليوم الحساب * إن هذا لرزقنا ما له من نفاد )) .
و من فوائدها كالتي قبلها أن لله تعالى فضلا على بعض العباد يحرمه البعض الآخر حيث يجعل هؤلاء من المصطفين الأخيار والآخرين على العكس من ذلك.
ثم قال تعالى : (( هذا ذكر وإن للمتقين )) إلى آخره. من فوائد هذه الآيات أن القرآن الكريم ذكر يذكر به الله بتلاوته ذكر يتذكر به الإنسان معاده و معاشه ذكر يذكر به غيره وقد ذكرنا هذا في أول السورة .
و من فوائد هذه الآيات بشارة المتقين بأن لهم حسن المآب أي المرجع و على العكس من ذلك غير المتقين لهم سوء المآب. لأن الله إذا حكم للشيء بصفة من الصفات فإنه يحكم له بضده إذا انتفت هذه الصفة. فإن قال قائل : لماذا لا تقولون أنه إذا انتفت هذه الصفة و لم تثبت الصفة المضادة لماذا لا تجعلونه وسطا بين هذا و هذا فلا يستحق الثناء المثبت بالصفة و لا القدح الذي يكون بضدها ؟ فالجواب على ذلك أن نقول لا شك أن الأمور طرفان و وسط : الطرفان متضادان و الوسط بينهما. لكن قد دل الكتاب والسنة على أن التقوى و ضدها ليست طرفا و وسطا بل هما طرفان متقابلان كما قال الله تعالى : (( فماذا بعد الحق إلا الضلال )). فإذا ثبت للمتقين حسن المآب فلغيرهم سوء المآب و لا نجعله هنا شيئا وسطا لأنه لا وساطة بين الإيمان والكفر والتقوى والفسوق.
و من فوائد هذه الآيات الحث على التقوى. و ذلك في ذكر ثوابها لأن الحث على الشيء يكون بالأمر به كما هو ظاهر و يكون بالوعيد على تركه ويكون بالثناء على فعله. المهم أن طرق الحث على الشيء متنوعة منها ذكر حسن المآب.
و من فوائد هذه الآيات إثبات الجنات لهؤلاء وأنها هي حسن المآب لقوله جنات عدن ولا شك أن أحسن معاد يؤوب إليه البشر هو الجنات. فإن فيها ما لا عين رأت و لا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وكل إنسان مؤمن إنما يسعى للوصول إلى هذه الغاية العظيمة.
من فوائدها أن الجنات دار إقامة لقوله ((جنات عدن)) فالناس مقيمون فيها لا يرحلون عنها. مقيمون فيها لا يبغون عنها حولا. ففيها إقامتان إقامة لا ارتحال عنها الإقامة الثانية لا يبغي المقيم عنها حولا يرى أنها محل إقامة وأنها أشرف مكان. وذلك لو أنه لو رأى أن غيره أشرف منه لم يتم نعيمه لأنه يرى أنه قاصر و هذا بخلاف أهل النار. فأهل النار كل واحد منهم يرى أنه لا أحد أشد منه عذابا لأنه لو رأى أن أحدا أشد منه عذابا لتسلى به لكنه بالعكس يرى أنه أشد الناس عذابا. أهل الجنة لا يرى الواحد منهم أن غيره أكمل منه نعيما على وجه يفوقه بل يرى أنه في أكمل ما يكون من النعيم حتى لا يتنغص عليه نعيمه.
و من فوائد الآيات أن للجنة أبوابا لقوله : (( مفتحة لهم الأبواب )).
و من فوائدها كثرة الخدم المستفاد من قوله ((مفتحة)) و لم يقل مفتوحة فهي تفتح يستقبلون منها كلما دنوا من غرفة فتحت لهم الأبواب.
و من فوائد هذه الآيات أن أهل الجنة يطلبون كل ما يشتهون من الفواكه لقوله : (( يدعون فيها بفاكهة كثيرة )) و في سورة الدخان : (( يدعون فيها بكل فاكهة آمنين )).
و من فوائد الآيات أن لأهل الجنة شرابا يدعون فيها بكل شراب. و قد مر علينا في التفسير أن أنواع الشراب أربعة.
و من فوائد الآيات ما في الجنة من الأزواج المطهرة العفيفات البالغات في الحسن غايته لقوله : (( وعندهم قاصرا الطرف )).
و من فوائدها أن هذه قاصرات الطرف خيرات الأخلاق طيبات ليس فيهن نشوز إطلاقا لقوله و عندهم قاصرات في الدنيا تارة تكون عندك و تارة تزعل و تروح لأهلها ما تكون عندك لكن في الجنة أزواجهم دائما عندهم ليس هناك نشوز و لا غضب و لا زعل بل أخلاق طيبة على ما ينبغي .
و من فوائدها كمال عفة هؤلاء النساء لكونهن قاصرات الطرف على أزواجهن لا ينظرن إلى غير أزواجهن. و فيها كمال جمال هؤلاء النساء لأنهن قاصرات الطرف أي يقصرن أطراف أزواجهن عليهن فالزوج لا ينظر إلى غيرها لأنها قد ملأت عينه وسقت قلبه .
و من فوائدها أن هؤلاء الأزواج أتراب متساويات في السن و الخلق بحيث لا تغار واحدة من الأخرى لكونها أجمل منها أو أسن منها أو ما أشبه ذلك لقوله أتراب .
و من فوائدها أنهم يخاطبون بما يسرهم و يدخل النور في قلوبهم قوله (( هذا ما توعدون ليوم الحساب )) عكس أهل النار فإنهم يوبخون (( أو لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات )) و ما أشبه ذلك من التويبخ أما هؤلاء فيدخل في قلوبهم السرور فيقال لهم هذا ما توعدون به أخذتموه و وصلتم إليه و جنيتموه.
و من فوائد هذه الآيات إثبات يوم القيامة وأنه يوم الحساب لقوله يوم الحساب .
و من فوائدها حث الناس على العمل لأنه كلما تذكر الإنسان أنه سوف يحاسب عن عمله فإنه سوف يحرص و يجتهد في العمل حتى لا يحاسب على شيء يكون عليه.
و من فوائد هذه الآيات أن هذه الجنات التي وعد هؤلاء المتقون فضل من الله و منة لقوله ((إن هذا لرزقنا))
و من فوائدها أيضا أن هذا الرزق لا ينفد أبدا و لا ينقطع أبدا الفاكهة في كل وقت لحم الطير في كل وقت الشراب في كل وقت الزوجات في كل وقت ما فيه هذا فصل صيف ليس فيه فاكهة شتاء وهذا فصل شتاء ليس فيه فاكهة صيف كل شيء ليس له نفاد.
11 - فوائد قول الله تعالى : (( واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الأخيار * هذا ذكر وإن للمتقين لحسن مآب * جنات عدن مفتحة لهم الأبواب * متكئين فيها يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب * وعندهم قاصرات الطرف أتراب * هذا ما توعدون ليوم الحساب * إن هذا لرزقنا ما له من نفاد )) . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( هذا وإن للطاغين لشر مآب * جهنم يصلونها فبئس المهاد * هذا فليذوقوه حميم وغساق * وآخر من شكله أزواج * هذا فوج مقتحم معكم لا مرحبا بهم إنهم صالو النار * قالوا بل أنتم لا مرحبا بكم أنتم قدمتموه لنا فبئس القرار * قالوا ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا في النار * وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار * أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار * إن ذلك لحق تخاصم أهل النار )) .
و من فوائد هذه الآيات أنه ينبغي للداعية إلى الله أن تكون دعوته تارة بالترغيب و تارة بالترهيب. بل الأفضل أن يجعل دعوته مشتملة على الترغيب و الترهيب. و ذلك لأنها أي الدعوة إذا كانت مقتصرة على الترغيب صارت سببا للأمن من مكر الله و أن يتمادى الإنسان في معصية الله و يرجوا الله. و إذا مقتصرة على الترهيب صارت سببا في القنوت من رحمة الله و استبعاد الرحمة و هذا ضرر. بل ينبغي أن يكون الداعية جامعا بين هذا و هذا ليحمل الناس على الرجاء و على الخوف. و لهذا قال الإمام أحمد : ينبغي أن يكون خوفه و رجاءه واحد فأيهما غلب هلك صاحبه. و قال بعض أهل العلم الرجاء و الخوف كالجناحين للطائر إن انخفض أحدهما سقط الطائر و إن تساويا صار طيرانه متزنا. و قال بعض أهل العلم ينبغي للإنسان عند فعل الطاعة أن يغلب جانب الرجاء و عند الهم بالمعصية أن يغلب جانب الخوف. قالوا لأنه إذا فعل الطاعة فقد فعل سبب الرجاء و إذا فعل المعصية فقد فعل ما يكون سببا للخوف. و قال بعض العلماء ينبغي في حال الصحة أن يغلب جانب الخوف و في حال المرض أن يغلب جانب الرجاء حتى يموت و هو يحسن الظن بالله عز وجل. و لعل القول الوسط هو القول الوسط أن الإنسان إذا فعل المعصية و هم بها غلب جانب الخوف و إذا فعل الطاعة أو هم بها غلب جانب الرجاء. و هذا قول طيب و لكن ليس معنى قولنا أن نغلب جانب الرجاء أو جانب الخوف ألا يكون لديه شيء من الطرف الآخر بل يجمع بين هذا وهذا لكن الكلام على التغليب .
و من فوائد هذه الآيات أن الطاغين مآبهم شر مآب بخلاف المتقين فإن مآلاهم حسن مآب. أما الطاغون فإن مآبهم شر مآب لأن مآبهم إلى جنهم والعياذ بالله. و قد ذكر الله تعالى من أنواع العقوبات في هذه الدار ما يكفي ردعا للمؤمن عن المعصية .
و من فوائدها أن من أسماء النار جهنم .
و من فوائدها أنها هؤلاء يصلونها أي يقعون في صلاها أي حرها الذي لا يمكن أن يبرد أبدا. مع ذلك قد ورد أنهم يطاف بهم أحيانا في زمهرير شديد البرودة وأحيانا في نار شديدة الحرارة .
و من فوائدها الثناء بالقدح على هذه الدار أما الجنة قال الله تعالى : (( فلنعم دار المتقين )) أما هذه فقال هنا : ((فبئس المهاد)) فأثنى عليه بالقدح و القبح و السوء.
و من فوئد هذه الآيات أن أهل النار والعياذ بالله يذوقون العذاب بين حميم و غساق يعني يسقون ماءا حارا و يسقون صديد أهل النار الغساق والعياذ بالله و الإنسان منهم يتجرع هذا الشراب ولا يكاد يسيغه و يأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت.
و من فوائد الآيات تنويع العذاب للطغاة لقوله : (( وآخر من شكله أزواج )) يعني أصناف متنوعة من العذاب. و هذه الأصناف مذكورة في الكتاب والسنة فمن أحب أن يراجعها فليراجعها في الكتب المؤلفة في ذلك. و من فوائد هذه الآيات أن أهل النار يتنازعون فيما بينهم و يتخاصمون و يتلاعنون كلما دخل فوج لعن الثاني كلما دخلت أمة لعنت أختها. ((هذا فوج مقتحم معكم لا مرحبا بهم إنهم صالوا النار)).
و منها أن الأتباع و المتبوعين من أهل النار كلهم يكون في النار فلا يعذر هؤلاء بتبعيتهم للسادة و الكبراء و لكن هذا ليس على إطلاقه. فإنه قد دلت النصوص أنه لا يعذب أحد حتى تقوم عليه الحجة. و على هذا فيحمل الأتباع هنا على الأتباع الذين بلغتهم الحجة و بلغتهم الرسل و لكن قالوا إنا وجدنا آبائنا على أمة و لهذا قال الله تعالى في سورة الأحزاب : (( يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبرائنا فأضلونا السبيلا ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا )) فدل هذا على أن هؤلاء الأتباع قد قامت عليهم الحجة و لهذا يقولون يا ليتنا أطعنا الله و أطعنا الرسولا .
و من فوائد هذه الآيات أن أهل النار يكلم بعضهم بعضا و ينبذ بعضهم بعضا و هم ليسوا أحياء و لا أمواتا ليس أموات مستريحين و لا أحياء منعمين بل هم أحياء معذبون .
و من فوائد هذه الآيات تبرأ التابع من المتبوع و بالعكس كما دل على ذلك آيات سورة البقرة.
و من فوائد هذه الآيات أن أهل النار يتذكرون ما جرى لهم في الدنيا لقوله : (( وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار)) و هذا يدل على أنهم يتذكرون ما كان في الدنيا وكذلك أهل الجنة يتذكرون ما كان لهم في الدنيا. قال الله تبارك وتعالى في سورة الصافات : (( قال قائل منهم إني كان لي قرين يقول أئنك لمن المصدقين أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمدينون قال هل أنتم مطلعون )) يقول لأصحابه الذين معه في الجنة : (( فاطلع فرآه في سواء الجحيم )) رأى من ؟ قرينه. قال له ((تالله إن كنت لتردين)) وهو يسمع هذا في أعلى عليين وهذا في أسفل السافلين يسمع تالله ((إن كدت لتردين ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين)) أي من المحضرين في العذاب كما أنت محضر في العذاب.
و من فوائد هذه الآية قصور عقل أهل النار حيث قالوا كنا نعدهم من الأشرار لأنه إذا لم يروهم الآن فإنهم إما ليسوا في النار و إما أن هؤلاء قد زاغت أبصارهم و قد صدقوا في ذلك في قولهم : (( اتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار )) فيقال إن الواقع أنكم الآن مقصرون إما في الدنيا و إما في الآخرة إن كنتم اتخذتموهم سخريا فهذا تقصير في الدنيا و إن كانت أبصاركم زاغت عنهم فهذا قصور في الآخرة.
و من فوائد هذه الآيات أن هذا الخصام الذي يقع بين أهل النار حق لقوله ((إن ذلك لحق)) و يتفرع على هذه الفائدة أنه يجب على كل أحد ألا يغتر بالسادة و المتبوعين بل يكون دأبه دأب نفسه
12 - فوائد قول الله تعالى : (( هذا وإن للطاغين لشر مآب * جهنم يصلونها فبئس المهاد * هذا فليذوقوه حميم وغساق * وآخر من شكله أزواج * هذا فوج مقتحم معكم لا مرحبا بهم إنهم صالو النار * قالوا بل أنتم لا مرحبا بكم أنتم قدمتموه لنا فبئس القرار * قالوا ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا في النار * وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار * أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار * إن ذلك لحق تخاصم أهل النار )) . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( قل )) يا محمد لكفار مكة (( إنمآ أنا منذر )) مخوف بالنار (( وما من إله إلا الله الواحد القهار )) لخلقه .
((وما من إله إلا الله الواحد القهار)) هذا حصر من أعظم أنواع الحصر لأنه مبني على النفي والإثبات النفي المؤكد بمن و ما من إله إلا الله لأن من حرف جر زائد والزائد يفيد زيادة المعنى في القرآن الكريم. و قوله ((ما من إله)) أي ما من معبود حق إلا الله وإلا فهناك آلهة تعبد لكن ليست بآلهة حقا بل هي أسماء سماها أصحابها ما أنزل الله بها من سلطان. و لهذا لا يعبدونها عبادة حقة إذا أصابهم الضر يدعون الله وحده فهم بلسان حالهم يشهدون بأن هذه الآلهة والأصنام التي يعبدونها ليست آلهة. المهم قوله ((ما من إله)) أي ما من إله حق ((إلا الله)) خالق السماوات والأرض عز وجل ((الواحد)) يعني الذي لا شريك له ((القهار)) الذي لا غالب له بل هو قاهر لخلقه. و ((القهار)) هنا يجوز أن يكون التضعيف فيها للنسبة ويجوز أن يكون التضعيف فيها للتكثير فتكون صيغة مبالغة. و يمكن أن نقول أنها للأمرين جميعا فالله تعالى من صفاته اللازمة له أنه قهار و لكثرة من يقهرهم من الجبابرة يكثر قهره فتكون هذه للنسبة و للتكثير الذي يسمى المبالغة
13 - التعليق على تفسير الجلالين : (( قل )) يا محمد لكفار مكة (( إنمآ أنا منذر )) مخوف بالنار (( وما من إله إلا الله الواحد القهار )) لخلقه . أستمع حفظ